البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات أحمد بنميمون

تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ظاهرة خطيرة: من المسؤول?    كن أول من يقيّم

 راعني ما أصبح يتكرر من أخطاء اللجنة التي تسهر ـ أو لا تسهر ـ على وضع أسئلة امتحانات الباكالوريا ، في مختلف شعبها ، العربية على الأقل ، إلى درجة أصبح هذا التكرار ظاهرة أصبحنا نخشى معها أن تصبح قانونا، والحقيقة أننا سائرون إلى مثل هذا المصير ، ليتم دفن اللغة العربية ،وليس مجرد نعيها ، كما فعل الشاعر محمد بنيس، وأمام أخطاء لجنة الامتحان ، المكونة من عناصر ، تضم خيرة مفتشي اللغة العربية، يهون وقوفنا أما "أساتذة" لا يقوون غلى إدراك تلك الأخطاء، بله تصحيحها أو حتى التنبه إليها ، وبالنسبة إليّ، وإلى اهتماماتي الشعرية بالخصوص ، كهاجس ذاتي ووجودي ، فإن ما حدث لي مع أحد

" الأساتذة " المراقبين ، حين نبهته إلى كسر عروضي أصاب رواية لجنة الامتحانات لبيت شعري، هو حسب رواية اللجنة:
محا البيت ما أبقيت ِ عيون المها مني/ وشبتُ ولم أفض (كذا) اللبانة من سني *
ويدرك كل ذي طبع سليم ، إذا لم أقل : كل ذي تكوين عادي مقبول ، أن في هذه الرواية تحريفا وتصحيفاً، إذ أنه بتغيير لفظ(أقض (ووضع لفظ (أفض) بدله ، يحدث تحريف للفظ والمعنى في آن، وتصحيف حيث يؤدي مثل هذا التغيير إلى أن يقرأ البيت على خلاف ما أراد شاعره، أما ثالثة الأثافي : فهو ألا يدرك الأستاذ ـ وهو مدرس مادة البلاغة والعروض من الذي طالت ممارستهم لتدريس المادتين ـ الكسر الذي أصاب البيت في رواية لجنة الامتحانات ، ولأن شأنه هذا شأن أساتذة كثيرين لم يدرك ذلك فتلك مصيبة، هذه المصيبة ستعظم حين سيلجأ الأستاذ ، من أجل التأكد من سلامة الوزن أو كسره إلى طريقة لا يلجأ إليها إلا الصغار للتدرب على التقطيع ألعروضي، فشرع في وضع هذه العلامات( //0//0/00// ) على ورقة بيضاء أمامه .، وارتج عليه . الأمر الذي هيأ لي شخصياً الوقوف على مسألة مدى إدراك قارئ الشعر العادي لموسيقى الشعر أو سلامة أو اضطراب أوزانه، مادام أساتذة العروض لا يقوون على التصحيح الفوري للكسر الوزني أو  الخطإ العروضي فلا يستطيعون أن يقرأوا البيت أعلاه مخلصين إياه من خطإ لجنة الامتحانات ، وما ألحقته به من تحريف وتصحيف ٍ ، وليت الأمر يتعلق بمسألة تحتاج إلى تأويل، يتطلب تحميلها عدة أوجه :
محا البيتُ ما أبقتْ عيون المها مني    وشبتُ ولم أقض ِ اللبانة من سني
وقد عظم أمر هذا التدني ، إن لم أقل التردي، الذي أصاب المركز الوطني للامتحانات، حينما تم الاحتكام في إدارة مركز الامتحان المحلي، إلى قسم بالأكاديمية ـ سامحهما الله ـ
إذ أفتيا بصحة الرواية المثبتة في ورقة الامتحان.

أما إذا اخترنا التوقف عند بيتين آخرين للمتنبي العظيم ـ هذا الشاعر الذي تحتاج أجيالنا الحديثة إلى قراءة شعره ،  لما اشتمل عليه من  ذم لعصره الذي يبدو أنه لم يكن أسوأ من عصرنا هذا ـ  فنحن نقف على خطأين آخرين ارتكبهما المركز الوطني  للامتحانات  .

الأول، ويتعلق ببيت هذه الشاعر حيث يقول:

كبـّـرتُ حول ديارهم لما بدتْ        منها الشموسُ وليس فيها المشرقُ

فقد استبدلت اللجنة بالواو الدالة على الحال في هذا البيت ، فاءً لا ندري على ماذا تدل ، فليس السياق سياق استئناف ولا عطف ( مع الإشارة إلى دخول الباء على المتروك مع فعل استبدل ، وليس على المأخوذ، كما نجد لدى أغلبية  كتابنا  المحترمين )) 

والثاني، في قوله:

وغيبت النوى الظبيات عني           وساعدت البراقع والحجالا

فأوردت رواية المركز الوطني هذا البيت مع إسقاط الواو ، ولا أدري ما إذا كانت تفعيلة الوافر، في صورتها الأصلية (مفاعلتن ) تحتمل تغيير الوتِد المجموع(//0) الذي في بدايتها إلى سبب خفيف(/0)  ، حتى وإن كان المعنى لا يحتمل إسقاط هذه (الواو).

6 - أكتوبر - 2005
في رحاب اللغة