البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 98  99  100  101  102 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الرسالة الأولى التي وصلتني من الأستاذ سليمان    كن أول من يقيّم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فقد تابعت بمزيد من الاهتمام مساهماتكم الشيقة في مجالس الوراق ، حيث تكشفت
لي عن باحث مدقق وأستاذ علامة له باع طويل في كثير من علوم العربية . ومما
جذب انتباهي بكثرة زيادة اهتمامكم بعلم العروض الذي شجعني على الاتصال بكم 
والتواصل معكم لأفيد من علمكم الثر . وأول ما أود معرفته منكم كنه كتاب إحياء
العروض للتنوخي ، وما اسم مؤلفه الكامل ، وكذلك من أين يمكنني الحصول على
نسخة منه لا سيما وأني لم أعثر عليه في أي من المكتبات التي شاركت في معرض
الكتاب الدولي الأخير بالرياض .
كما يشرفني أن تزور موقع العروض العربي ، وأن تطلعني على رأيك فيه ، وهو على
هذا الرابط :
                                    www.arabic-prosody.150m.com
 شاكرا لكم ، وتفضلوا بقبول فائق التحية والاحترام : أخوكم سليمان أبو
ستة

                             
                                                              

11 - مارس - 2006
سؤال موجه إلى الشاعرة مروة حول البحر المنسرح
جوابي على الرسالة الأولى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

الأستاذ الموقر سليمان أبو ستة: سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه وبركات،
وصلتني رسالتكم الكريمة والتي غمرتموني فيها بكلماتكم الطيبة، أنا الآن مشغول
جدا، ولكن لا يليق أن أتأخر في جوابكم، وسوف أدخل إلى موقعكم بعد ساعات،. وأما
كتاب (إحياء العروض) فهو كتاب نادر، لا أعلم له طبعة غير نشرة عز الدين التنوخي
نفسه رحمه الله، التي صدرت عن المطبعة الهاشمية بدمشق عام (1947م) وليس عندنا
في المجمع الثقافي بمدينة أبو ظبي غير نسخة مصورة من هذه الطبعة، وعلى الصفحة
الأولى إهداء من مالك النسخة وربما من المؤلف نفسه إلى المرحوم  د. جميل صليبا
الفيلسوف المشهور، وتاريخ الإهداء 27/ جمادى الأولى 1366هـ الموافق عيد الجلاء
الأول 17/ نيسان/ 1947م وكتب التنوخي مقدمة النشرة بتاريخ 3/ 12 / 1946م


قال فيها: (وبعد فإن الباعث إلى تأليف هذا الكتاب طول ما عانيته من تدريس علمي
العروض والقافية في الشام والعراق، وفرط حرصي على تذليل هذا العلم الموسيقي
السهل بطبيعته والصعب بطريقته، فقد أطلت النظر في كتب سلفنا الصالح للحياة، وهي
مراجع الباحثين منا، واطلعت على جل ما ألفه المتأخرون، فألفيت وجوه الشبه قوية
بين الطريقتين، المتقدمة والمتأخرة، ما خلا تداريب الشعر التي تزيد في الكتب
الحديثة على القديمة، وبها وحدها لا تكون حديثة، وقد عرضت بعد كلمة التمهيد إلى
عيوب كتب العروض، فحاولت جهد الطاقة تجنبها، وبذلك رجوت أن لا يقابل الطالب
الريض فيه مجهولا، ولا غامضا مملولا، وإنما يرى فيه متعة لنفسه تشوقه إلى ساعات
أنسه بدرسه. ولولا عودتي لتدريس هذا العلم في كلية الآداب ودار المعلمين
العالية، ولولا حاجة طلابها إلى مؤلف في العروض يسهل لهم صعابها ويزيد في صحة
الطبع وإرهاف السمع، ولولا أن عمل المفتش الاختصاصي للغة العربية الذي أُسند
إلى إنما هو الانتقاد والإرشاد ، لما كنت لأتقدم برسالتي هذه إلى النشر، على
اختياري لطريقتها الصوتية الحديثة، واقتناعي أنها كفيلة بتسهيل عروض الخليل.
فإلى أحبتي من أبناء أمتي، وإلى كرام طلابي أهدي كتابي هذا.دمشق 10/ المحرم
1366هـ 3/ كانون الأول/ 1946م... كتبه أبو قيس عز الدين التنوخي
ويقع الكتاب في  222 صفحة من القطع العادي. وأول أبوابه: (تمهيد: أيسع الأديب
أن يجهل العروض ?) أودع فيه طائفة من طرائف العروضيين في العصر الحديث، وقدم
لها بذكر ما جرى لأبي علي القالي مع ابن رفاعة الإلبيري وأتبع هذا الباب بباب
تحت عنوان : (عيوب كتب العروض) ، فمما عده من العيوب =وهو من سقطاته=  ص12
قوله: (ومنها: بدء كتب العروض بالبحور التي يصعب تقطيعها كالطويل والمديد
والوافر، من ذوات الأجزاء المختلفة، في حين أنا نجد أصول التدريس والتأليف
الحديثة تقضي بالانتقال من السهل إلى الصعب، ومن المعلوم والمحسوس إلى المجهول
والمعقول، ولذا بدأنا ببحر المتدارك وبالمتقارب، من بعده الهزج يتلوه الرمل،
وهي ذوات الأجزاء المتشابهة من الأبحر، ثم قفينا بالأبحر المختلفة الأجزاء، لأن
تقطيعها أصعب والشعور بأوزانها أضعف) ومن فوائده أنه يفتتح التعريف بالبحر
بضوابط الشهاب الخفاجي، مع ذكر ضوابط اليازجي في صدد التعريف، ولكنه نبه (27)
إلى أن ضوابط صفي الدين الحلي أكثر شيوعا وأسهل حفظا، والمراد بالضوابط هنا
القائمة التي مثل بها الحلي لأوزان البحور كقوله: (طويل له بين البحور فضائل)
وتمتاز ضوابط الخفاجي بأن الضابط فيها بيتان، يكون الأول في تسمية البحر،
ومغازلة المحبوب، ويجعل صدر الثاني للوزن وعجزه لما وقع في القرآن الكريم منه،
كقوله في المتدارك:

دارك قـلبي بلمى iiثغرٍ في مبسمه نظمُ الجوهرْ
فـعلن فعلن فعلن iiفعلن إنـا أعـطيناك الكوثرْ

وقد اشتمل الكتاب على نوادر كثيرة، وأما عز الدين التنوخي فهو من أشهر رجالات المجمع العلمي العربي في دمشق، ويقال أن اسمه الحقيقي (علم الدين) ولكنه لما استشهد صديق عمره المجاهد
البطل عز الدين القسام جعل اسمه عز الدين، وبه اشتهر، ومن هنا لما ترجم له
الزركلي قال: (اسمه (عز الدين علم الدين)  وكانت وفاته يوم الجمعة (6/ ربيع
الأول/ 1386هـ) الموافق (24/ 6/ 1966) ومولده عام 1889م.

وإليك ترجمة الزركلي له في الأعلام قال:
التنوخي ( 1307 - 1386 ه = 1889 - 1966 م ) عز الدين بن أمين شيخ السروجية
الدمشقي ، المسمى عز الدين علم الدين التنوخي : عالم بالادب ، له نظم ، من
أعضاء المجمع العلمي العربي . مولده ووفاته في دمشق . تعلم بها وبمدرسة "
الفرير " في يافا ، ثم بالازهر ، حيث مكث خمس سنين . وعاد إلى دمشق فتصدر للوعظ
شابا . وأوفده بعض محبي العلم إلى فرنسة لدرس الزراعة ( 1910 ) وعاد ( في أوائل
1913 ) فعين بمركز زراعة بيروت . ونشبت الحرب العالمية الاولى فدخل الخدمة
المقصورة في الجيش العثماني بدمشق . ونقل إلى حلب وفر منها إلى الجوف حيث لقي
عبد الغني العريسي والبساط ورفاقهما عند الأمير نواف الشعلان . وتوجه إلى
البصرة ، وكانت في يد الانكليز ، فعمل في جريدتها الرسمية " الاوقات البصرية "
وقصد الحجاز فلحق بجيش الشريف فيصل ، ثم استقر بمصر إلى نهاية الحرب . وعاد إلى
دمشق فعين عضوا في " لجنة الترجمة والتأليف " وتحولت هذة إلى مجلس معارف ثم إلى
المجمع العلمي العربي ( 1919 ) فكان من الاعضاء المؤسسين له . ولما قضي على
الاستقلال في سورية ، سافر للعمل الحر بالزراعة ، في فلسطين ثم قصد بغداد (
1923 ) مدرسا في دار المعلمين وترجم فيها عن الفرنسية " مبادئ الفيزياء - ط "
مدرسي ، وعن الفرنسية " قلب الطفل - ط " جزآن . وعاد إلى دمشق ( في نهاية 31 )
فانتخب أمينا لسر المجمع العلمي وعين مديرا لمعارف السويداء ثم مفتشا للمعارف
بدمشق ومدرسا للعربية في الجامعة ومن الاعضاء المراسلين للمجمع العلمي العراقي
. وانتخب نائبا لرئيس المجمع بدمشق ( 1964 ) فانقطع للعمل فيه ، وحقق من نفائس
التراث مجموعة ، منها " المنتقى من أخبار الاصمعي - ط " و " تكملة إصلاح ما
تغلط به العامة - ط " و " بحر العوام في ما أصاب به العوام - ط " و " الابدال -
ط " و " المثنى - ط " و " الاتباع - ط " وتوفي بدمشق) انتهى ما قاله الزركلي
وأرجو أن أكون وفيت الغرض من سؤالكم الكريم ولا تنسونا من دعائكم
                                                    زهير أحمد ظاظا
 

11 - مارس - 2006
سؤال موجه إلى الشاعرة مروة حول البحر المنسرح
شكرا لك يا أخي الكريم    كن أول من يقيّم

الأستاذ المحترم أبو النصر:

شكرا لك على هذه الكلمات الطيبة، واسمح لي أن أحيل كلماتك العطرة هذه إلى الوراق، ففيه التقيت بأمثالكم من كرام الباحثين، وأفاضل الأدباء.

11 - مارس - 2006
ويسألونك عن " ابن صفُّور"!!
المرحوم منذر حلاوي    كن أول من يقيّم

أنا في شك يا صديقتي ضياء أن تكون هذه القصيدة من شعر المرحوم منذر حلاوي (ت 2004م) فهل أنت متأكدة من نسبة القصيدة إليه ? لعله يترجم هنا قصيدة لقرة العين، فهذا الشعر أشبه بشعرها ? أرجو أن تتحققي من ذلك .. بانتظار ردك الكريم

11 - مارس - 2006
في الرد والدفاع عن رسول الله محمدصلى الله عليه وآله وسلم
أفضل عشرة كتب حسب رأيي    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

1: الحيوان للجاحظ

2: ديوان المتنبي

3: الإمتاع والمؤانسة للتوحيدي

4: اللزوميات لأبي العلاء

5: معجم البلدان لياقوت

6: مقدمة ابن خلدون

7: لسان العرب لابن منظور

8: كشف الظنون لحاجي خليفة

9: الأعلام للزركلي

10: مجلة المنار للشيخ رشيد رضا

 

 

11 - مارس - 2006
ما هي أفضل عشرة أعمال أدبية برأيكم في اللغة العربية ? TOP TEN
دكتوراه فخرية    كن أول من يقيّم

والله يا مولانا هذه الشهادة التي أنعمتم بها علي هي عندي أغلى من أن تمنحني كبريات الجامعات شهادة الدكتوراه الفخرية، وهي والله كلمات جدير بي أن لا أخونها، وأن أراقب قدرها في كل طرفة عين. وأهديك هذه الأبيات من وحي كلماتك الكريمة، وقد التزمت فيها تقفية العروض :

كريم القول يعرب عن ذويه ويعرف  حقه الرجل iiالكريمُ

ومن خان اعتقاد الناس فيه

فذلك في الرجال هو iiاللئيمُ

 

قضى طربَ الشبيه إلى الشبيهِ وفـتـنـتَـه  بـه سـرٌّ iiقديمُ
وبـالـحـسـن  الفقيه iiبنلفقيه يـباهي  العصر مغربنا iiالعظيمُ

12 - مارس - 2006
مـخـتـارات شعرية
بكل تأكيد    كن أول من يقيّم

بكل تأكيد، ألم تر في مجلس دوحة الشعر كم من قصيدة منشورة ومعلق عليها، سيما في ملف بعنوان (دعوة إلى شعراء مجالس الوراق) بانتظار قصيدتك، ولكن أنبهك هنا إلى الالتزام بمعايير الوراق في القصيدة وإلا فسوف لن ننشرها بكل تاكيد أيضا

12 - مارس - 2006
إستفسار
فاتح القصائد    كن أول من يقيّم

 والله يا أستاذتنا ضياء أنت تبيعين القطايف بالشمندور، وليس الكعك بالسماق، وقد تمنيت إليك أن يكون هذا الملف بالاشتراك بيني وبينك، ثم إذا أردت أن تنشريه فيما بعد في كتاب بعنوان (البنت التي تبلبلت) فسوف تجدين الكثير من دور النشر جاهزة لنشره، ولكن لا أكتفي منك بالتعليق على قصيدة أنشرها، فأنا وغيري من مراقبي هذه الحلبة على أحر من الجمر لقراءة عذابات ضياء في هذا العالم المجنون =كما وصفته=
هذه قصيدة (فاتح القصائد) التي وعدتك بها، والمعذرة من طول المقدمة.
وقصتها أنني في عام (1996م) وفي إحدى زياراتي إلى بلدتي دمشق، عائدا من العمل في مطبعة المستقبل في بيروت =حيث كنت أعمل فيها لصالح دار الخير = زارني واحد من وجهاء حينا، وسألني عن أخباري وأحوالي. فلما حدثته عن مشقة عملنا في (تصحيح المصاحف) أثناء الطبع، أصر علي أن أترك العمل، وأن أعمل معه في مكتبه (السياسي) في تحرير مجلة هو في صدد إصدارها، ولما سألته عن طبيعة عملي، وأوقات الدوام، وما إلى ذلك رد علي بعبارات ملؤها الإغراء والإطراء، وأنه غير مطلوب مني داوم بعينه، وما إلى ذلك من الود والتحبب. ولم يكن الرجل كاذبا في كل ما قال، بل رأيت منه من الاحترام والتبجيل ما فاق تصوري، وخصص لي مكتبا في شركته، وخادما، وهاتفا، وكل وسائل الراحة، وزاد فلم يشع اسمي بين الموظفين، وغير اسمى فجعله (مولانا) وكان معظم الأذنة والحجاب قد استوردهم من جمعية الصم والبكم = ?= فجعل اسمي عندهم أن يشير الواحد منهم إلى عينه.
وكان بين الفينة والأخرى يطلب مني أن أكتب له قصيدة لبعض أصدقائه في إحدى دول الخليج، فكنت أفعل ذلك من باب رد الجميل، وهكذا بقيت في العمل معه زهاء سنتين، هما كل ما أملك من حياتي في عالم السياسة ورجالاتها. ولو قضيت ما تبقى من عمري أكتب عن مفاجآتي في هاتين السنتين لكتبت كل يوم ما يحبس الأنفاس من أخبار مشاهير في عالم الصحافة والفكر والسياسة، كنت ألتقيهم في مكتب هذه المجلة الفخم جدا، في أرقى شوارع دمشق. ومنهم العشرات الذين أصبحوا =أو كانوا= أعضاء في مجلس الشعب، وآخرون أصبحوا وزراء، بل رؤساء وزارة، بل فيهم من أصبح السيد الرئيس.. وهذا عدا (الفراطة) أمثال من يعمل اليوم مجرد مراسل لإحدى القنوات الأشهر في العالم العربي، أو ترقت به الأحوال فأصبح معد برامج، أو صاحب قناة مستقلة. أضف إلى ما سبق: أمراء الحرب وتجار الأسلحة، وعصابات المافيا، والحسناوات بكل فروعهن، وكل ما يمت لهن بصلة...وأذكر ممن التقيتهم في مكتب هذه المجلة ثلاثة تركوا في نفسي جراحا لا تندمل، وهم المرحوم عبد الوهاب البياتي، والمرحوم هادي العلوي، والرجل اللغز: عبد الله أوجلان.
وكانت لي سابقة مهترئة في العمل فيما يسمى بالصحافة السوداء... حيث عملت في العام (1986) أشهرا معدودات في مجلة =ولا مشاحة في الاصطلاح= كنت أحسب أنها يتيمة عصرها في اللصوصية والابتزاز و(الكذب المسعّر) ثم عرفت فيما بعد أنها واحدة من مئات الصحف التي تعج بها دول العالم =المتحضر أيضا= ولم يكن مكتب هذه المجلة =الصغير جدا= يتسع لغير كرسي واحد، وهو كرسي الرجل الوحيد الذي يقوم بتحريرها وإعداد كل أبوابها بالسطو على أكوام المجلات المختلفة والمكدسة بجانب مكتبه حتى السقف... بينما تجد في الصفحة الأولى قائمة أسماء المحررين والسكرتارية.. وكلها أسماء موظفين يعملون مع صاحب المجلة في مشاريع أخرى.. وأندر أخبار هذه المجلة أن أكثر أعدادها ليس فيه شيء جديد سوى موضوع الغلاف، ويعمد هذا المحرر الدرويش إلى عدد قديم من أعداد مجلته، فيعيد نشره بالكامل، باستثناء الغلاف وموضوعه، والذي غالبا ما يكون عن فنانة أو شاعر من شعراء الخليج.
وهكذا كان الفرق في عملي في المجلتين كالفرق بين من ينال شهادة الدكتوراه من إحدى جامعات الباكستان المغمورة وبين من ينال الدكتوراه من السوربون.
ومن طرائف أخباري في المجلة الثانية، أنني دخلت مرة إلى صالون الضيوف الفخم، وكنا على موعد لمؤدبة عمل، فرأيت المنبر في غير موضعه المناسب، فسألت صديقي متعجبا، فأجابني بالهمس خشية أن يسمعنا أحد الضيوف: هذا ليس منبرا يا أستاذ، ولكن فيه (باء وراء) فلم تخطئ كثيرا. بعد قليل سوف تعرف ما هذا.
ونعود إلى ما كنا بصدد الحديث عنه في عملي في المجلة الجديدة..فذات مساء وبينما أنا أغط في النوم، إذ بزوجتي توقظني وتقول لي فلان على الباب =سائق المعلم= فقمت مندهشا، وكانت أحداث هذه القصيدة. وخلاصتها أن أحد أصدقاء المعلم =من إحدى دول الخليج= جاءه يزوره في دمشق، وأول ما رآه طلب منه أن يرى الشاعر الذي كتب له تلك القصيدة الرنانة. فلما دخلت إلى جناحه في فندق المرديان، رأيت المعلم شخصا آخر، وفي صدر الجناح مائدة عليها من أنواع المشروب ما ربما يصل إلى خمسين نوعا، وفي المقابل فتيات في عمر الزهور، وأجملهن (ريما) جالسة في حضن الضيف، وعلى مائدته حزمة دولارات، تقدر بحوالي عشرة آلاف دولار، تأتي الفتاة تلو الفتاة فترقص أمام الضيف دقيقة أو دقيقتين، فيعطيها مائة دولار... فلما حمي الوطيس، وسكر الضيف، وبدت على وجهي أمارات الاستهجان من دعوتي لليلة كهذه، اقترب مني المعلم وهمس في أذني: أنت حر، إذا رأيت أن الوضع لا يناسبك يمكنك أن تتسلل، والسائق ينتظرك تحت.. فتركتهم مع ريما وأخواتها، وكان مساء قاتلا، أحسست فيه بكل مرارة بأنه يجب أن أبحث عما تبقى من قيمتي بعد هذا المساء في هذا العالم. وبعد ستة أعوام من المشاعر الحزينة التي كانت تعود بي إلى ذلك المساء كلما وقعت عيني على حسناء... بعد ست سنوات من هذه الفاجعة كتبت هذه القصيدة:

ريـمـا جمالك قد أودى به الكدرُ يـومٌ مـن الدهر مذمومٌ iiومحتقرُ
كم  في دمشقك من ريما iiستعذلني يقضُّ مضجعها من نحسك iiالسهر
اليوم أسحب ذاك السهم من iiكبدي ولا  تـخافي فإني سوف iiأختصر
قـد تـفـخرين أمام الغيد iiتاركةً رنـيـن سهمك في الآفاق iiينتشر
فـقـبـلي نصله المسموم معجبةً يـصـول سـتة أعوامٍ iiوينتصر
جاء المكلَّفُ نصف الليل iiيخبرني فقلت هل بعد نصف الليل iiمؤتمر
فـقـال لابد أن تأتي على iiعجلٍ إن  الـمـعلم في البستان iiينتظر
وقال لي بعد وقت وهو iiيصحبني إلـى  الـمـعـلم: يوم كلُّه iiحير
قـالـوا  اتنا بزهير، لم يكن iiأبداً في خاطري أنك المعني بما أمروا
فـجـئـتهم بزهير من iiفصيلتهم فـودعـوه  أمام الباب iiواعتذروا
هل  أنت تشرب يا أستاذ? iiمعذرةً على السؤال، فما في اليوم iiمؤتمر
اليوم  أشياء أخرى لست iiتعرفها: الكاس والطاس والتمجيق iiوالسمر
فـي ذلك اليوم يا ريما رأيتك iiفي أحـضان  فسلٍ، وإني منه أعتذر
في  مجلس ما عددت الغانيات iiبه لـكـل غـانـية من صحبه نفر
الـذنب  ذنبك يا ريما، iiويؤسفني أنـي لـرتـبة ذاك الوغد iiأنحدر
سحبتُ  منه اعتذاراً كنت محتفظاً بـه  قـلـيـلاً لـيدري أنه بقر
ومـا  هجوت حياتي غيره iiبشراً كـي لا تـلوث من أمثاله iiالبشر
وليس  في باطلٍ من مهد iiصبوته رمـى  بـه لمآسي شعري iiالقدر
يـعض  نهديك لا شوقاً ولا iiشبقاً والسخف  يلمع في عينيه iiوالبطر
وأنـت  فـي شـاربيه iiتنتفينهما كـما يشاء الهوى والغنج iiوالحور
كـأنـك الـقطة البيضاء iiهائجة والـفرو منك كمثل الريش iiينتثر
وغبتما  عن عيوني خلف iiغيمتها فـلـيـس  إلا حذاءٌ أحمرٌ وفرو
وقـام إذ قـام مثل القرد من iiثمل لـمـا  رآني ووجهي منه iiممتقر
وقـال  لـللاعبات الساخرات به سنسكر  اليوم من شعر هو iiالدرر
صف  لي بربك ريما فهي iiتقتلني بـنـهدها،  نهدها أحلى أم iiالقمر
وقـال:  بل نهدها أحلى فقلت iiله لـولا خـيـالـك فيه أيها iiالقذر

13 - مارس - 2006
البنت التي تبلبلت
خارج السرب    كن أول من يقيّم

أنت نموذج غريب من النبل والشفافية والاتزان يا أستاذ وحيد، اسمح لي بكل تواضع أن أنحني لكتاباتك التي تتدفق روعتها كالجدول الفتي بين حقول الليلك والأقحوان، وانا مضطر أن أقول لك اسمح لي أيضا أن أتقدم لك بما شئت أن تسميه، ولكني على حياء مني أسميه (الاعتذار) اعتذار متأخر، فلم يكن من عادتي أن أتدخل في حوار الزوار، وكان هذا الملف هو الملف الأول الذي تدخلت فيه، ولست نادما على ذلك، فقد تعرفت فيه على هموم النخبة في عالم الفلسفة، واكتسبت أصدقاء يشرفني أني ألتقيهم يوما من الأيام، وأريد أن أسمي منهم هنا الأستاذ عبد الحفيظ الذي أكبر فيه روحه السمحه وقلمه المحافظ والأستاذ العياشي المحاور الصلب، وعبد الرؤوف النويهي (النائب العام) ومحمد فادي مراسلنا في أوكرانيا، والأستاذ يحيى الرفاعي وقلمه الساحر، ونجمة الوراق أستاذتنا ضياء سليم العلي، واسمحوا لي أن أنسحب بهدوء من رواقكم هذا، ربما مكسور الجناح، أردد بيني وبين نفسي قطعة كتبتها منذ عشرين عاما، فكيف يكون الحال لو كتبتها اليوم:

لـقـد كثرتْ صحبي وطالت شجونُهم وأصـبـحتُ  ما بين العدوين iiصاحبا
ومن عاش في الدنيا كما عشت لم يزل مـع الـصـحب معتوبا عليه iiوعاتبا

13 - مارس - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
هديتي لضياء    كن أول من يقيّم

لا أرى يا أستاذتنا ضياء خانم شيئا أعبر به عن تقديري لأدبك هذا الذي يفيض عذوبة وجمالا وروعة، إلا أن أتقدم إليك بهذا الطوق هدية مني، وهي قصيدة في عرف الشعراء ثمينة جدا، لأن قافيتها لم تطرق على هذا النحو في الشعر العربي، وبحرها من أصعب البحور، وهو المقتضب، الذي تجب فيه المراقبة، حسب قواعد العروض. 

طائري الذي iiنشزا لا يـزال iiمحتجزا
فـي شـباك iiفتنته شـفه  الصبا iiفنزا
كـلـما مددتِ iiيداً نـحو جرحه iiنقزا
فـيـلسوفة iiلبست كـل دهرها iiبززا
فـي ضيائها iiنمطٌ من حريرها iiطُرزا
ويـحهم إذا iiنبشوا في  الحياة ما iiكنزا
تـذكرين  أول iiما فـوق  خيله iiبرزا
يـوم  قـلبه iiولعاً مـن ضلوعه iiقفزا
مـا رأيتِ في iiدمه كيف  رمحُه iiرُكِزا
شاعر  عصفت iiبه صار  شعره خرزا
ما رجاك من شرَكٍ فـي  فؤداه iiغُرزا
لـو  يـعود iiثانية تـطـعمينه iiكرزا
   
 
  

   
 
  

   
 
  
 
  

 

 

14 - مارس - 2006
البنت التي تبلبلت
 98  99  100  101  102