البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 98  99  100  101  102 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
للصدق السعدى ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

من دفترى أنقل واحدة من مختاراتى لشاعر مغربى قدير.. محمد الميمونى
 
اختراع
 

أنا مثلك حائر مرتاب
تنال منى مثلما تنال منك
"الكيف " و"المتى" و"الأين"
دونما برهان
لعلنى أراك الآن عارياً
كما ترانى عاريا
فى ساحة الغبار .
فما جدوى "الكيف" و"الأين"
و"المتى "
إذا كنا معاً
جزءاً من حزن هذا العالم
فاختر لى اسماً ترضاه
أما أنا فاخترت أن أخترعك
بعيداً عن متاهة الأسماء .

6 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
الحرية أو الموت    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

الحكايات والأساطير ،عبرالعصور وفى جميع البلدان،ينبوع ثرى لاينضب .تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل ،فيها الحكمة والموعظة والطرافة والفكر والفكاهة والسخرية والفلسفة .

ربما كان ابن المقفع فى خالدته "كليلة ودمنة " ممن حاولوا أن يقولوا رأيهم عبر حكايات الحيوانات ،خشية من النهاية المحزنة مع الطغيان الفكرى وسوء الفهم وكيّل الاتهامات بالزندقة والإلحاد والمروق عن الملة والردة والتفريق بين صاحب الرأى وزوجته وشيوع الاستبداد السياسى والسلطوى والقهر المنظم الذى ساد ويسود ،حتى اللحظة، لكل صاحب رأى وفكر يخالف رأى و فكر السلطان ،ورغماً عن ذلك ،كانت نهاية ابن المقفع أبشع نهاية لصاحب رأى وفكر .

كانت الحرية ..وكما أكدت فى العديد من سطورى ومواضيعى ومشاركاتى ..لاتوهب فهى لصيقة بالإنسان ،فالحرية هى الإنسان ،فهو المخلوق الوحيد من بين مخلوقات الله الذى حمل أمانة الحرية فهو حر .والمحكوم عليه بالحرية .
هكذا أراده الإله.
وهكذا خلقه .
الحرية أو الموت ..


ويسرد لنا دافينشى أسطورته الجميلة "عصفور الحسّون المغرد " فيقول :

عاد الحسون إلى عشه حاملاً دودة صغيرة بفمه ،ولم يجد صغاره .
أن شخصاً ما قد سرقهم أثناء غيابه .

وأخذ الحسون يبحث عنهم فى كل مكان وهو يبكى ويصرخ ،وكان صدى نداءاته البائسة يسمع فى جميع أنحاء الغابة ،ولكن لم يكن هناك من يجيب عليه .


وذات يوم قال له طائر البرقش:
يبدو لى أننى رأيت صغارك فوق منزل الفلاح.

وانطلق الحسون مفعماً بالأمل ،وبعد وقت قصير وصل إلى منزل الفلاح . وهبط على السقف ..لم يكن أحد هناك ،ونزل إلى الجرن ..لقد كان خاوياً . ولكنه لمح ،وهو يرفع رأسه ،قفصاً خارج النافذة . لقد كان صغاره سجناء بداخله . وعندما شاهدوه متعلقاً بقضبان القفص ،أخذوا يزقزقون طالبين منه أن يحملهم بعيداً،وحاول هو أن يحطم بمنقاره وساقيه حواجز السجن ،ولكن محاولته ذهبت هباء . وفى اليوم التالى ،عاد الحسون من جديد إلى القفص حيث كان أبناؤه ،ونظر إليهم عبر الحواجز وأطعمهم واحداً واحداً للمرة الأخيرة .


وواقع الأمر ،أنه قد حمل لصغاره العشب السام ، وهكذا لقيت الطيور الصغيرة حتفها .

6 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
معذرة     كن أول من يقيّم

سقط منى ،سهواً ، سطرين من أسطورة "عصفور الحسون المغرد "
 
وقال " من الأفضل أن يموتوا بدلاً من أن يفقدوا حريتهم".
 
 
 

7 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
الأسد وأشباله    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 


إعجابى بمسيرة الفنون عبر عصورها المختلفة ،وتطلعى إلى الإلمام بكل شيىء ، ومحاولة إشباع نهمى وجوعى إلى مناهل المعرفة أياً كانت ،من رسم ونحت وعمارة وتصوير وموسيقى وفلسفة وأدب والسعى المتجدد نحوالمعرفة والتواصل مع كل رافد من روافد الثقافة القديم منها والحديث والمستجد ..
كل هذا النهم هى مجاهدة منى لتقريب الهوة بين النقص والكمال .
لكن ليوناردو دافينشى صاحب موهبة فذة أنعم الله عليه بها ،فلم يتركهاولم يهدرها وحاول أن ينقلها لنا ،نشاركه المتعة والمعاناة .

فى سنة 1909م لم يسلم دافينشى من التحليل النفسى لسيجموند فرويد فكتب عنه دراسة قيمة نشرها فى سنة 1910م وترجمها وقدمها الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة "شقيق الدكتورثروت عكاشة إذا لم تخنى ذاكرتى الخؤون " ونشرتها الأنجلو المصرية سنة 1970 م وكان ثمن النسخة 30قرشاً مصرياً ،وهو فى هذا التاريخ "مبلغ ضخم "لكننى تحدثت مع والدى رحمه الله أن يزيد فى مصروفى خمسة قروش ، لأتمكن فى خلال أسبوع شراء هذا الكتاب ، ولم يمهلنى والدى فأعطانى المبلغ كاملا واشتريت الكتاب .فقد كان يوقظ فىّ كل شيىء جميل ويدعونى بقوة إليه ،ويبعدنى عن كل شر يحدق بى .
 

كنت ،فى مراهقتى ،مفتوناً بلوحة الجيوكوندا أو الموناليزا ومهتماً بها .فقد رأيت فيها جمالاً باهراً وابتسامة عريضة ورضى وقناعة .

وأقرأ ماكتبه فرويد" عندما يتأمل الإنسان ليوناردو تقفز إلى أذهاننا هذه الابتسامة الأخاذة المحيرة على شفتى نماذجه النسائية ،ابتسامة لاتتغير فوق شفتين طويلتين مقوستين ،وقد أصبحت هذه الابتسامة إحدى علامات أسلوبه المميزة فى التصوير حيث أطلق عليها "ليونارديسك" وقد جاء أثرها القوى الغامض عندما رسم وجه فلورتتين موناليزا جيوكوندو الجميل وقد حاول الكثيرتفسيرهذه الابتسامة دون توفيق.........................وقد قضى ليوناردو أربع سنوات فى رسم هذه الصورة من 1503م-1507م خلال مدة إقامه الثانية فى فلورنسا بعد أ ن تخطى سن الخمسين "               
                                                                                
 
وأنقل أسطورة من أساطير دافينشى .
 
                                 الأسد
 
 

"لم تكن عين الأشبال الصغيرة قد تفتحت بعد. وبعد ثلاثة أيام وهم بين أرجل الأم ،يلتمسون طريقهم فقط بحثاً عن اللبن ولايشعرون بأى نداء . وكان الأسد قد انتحى جانباً وهو يراقبهم .وفجأة نهض وهز لبدته الجميلة ،وصدرعنه زئير جبار مثل الرعد . وسرعان مافتحت الأشبال الصغيرة أعينها ،على حين هربت جميع الحيوانت المتوحشة الموجودة فى السهل المعشب فى فزع شديد .
وكما أن الأسد يوقظ صغاره بصيحة مدوية ،يوقظ المديح المعقول فضائل أبنائنا النائمة ،ويحثهم على الاستذكار بطموح ،وهو يبعد كل ما هو غير جميل وغير طيب."



 

7 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
ضحية صداقة مزيفة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

كثيراً وكثيراً جداً ..والأمر لايسلم.. يتساهل الواحد منا مع أصدقائه ويتسامح معهم ويمد يد العون ويبذل الغالى والرخيص فى إرضائهم ،ثم ينتهى به المطاف إلى مالايحمد عقباه .ويتبين له بعد فوات الآوان ،أنه ضحية صداقة مزيفة .وقد تعرضت لموقف لا ولن أنساه .





"كان لى صديق عشنا معاً فترات الطفولة والشباب ثم سافر إلى خارج القطر المصرى وعاش هناك سنوات عديدة بل كان يتنقل بين البلدان العربية ،وفى أحد الأيام حضر إلىّ وبيده مجموعة أوراق ،فلما اطلعت عليها وجدتها عدة أحكام جنائية بالحبس وأحكام مدنية بمديونيات لشركات وأفراد ،وصار مهدداً من قبل السلطات لتنفيذ هذه الأحكام ومنعه من السفر ،وشمرت عن ساعدىّ ووقفت وقفة الصديق مع صديقه ،وأتصلت بالشركات وتفاهمت معهم على سداد الديون وجدولتها على فترات ،وقد صدقت معى بعض الشركات إلا شركة واحدة طلبت منى أن يكون التعامل معى شخصياً لعدم ثقتها فى صديقى هذا ،وقال لى مدير الشركة وهو يبتسم :
ده نصاب كبير وياما أتعبنا معاه كتير للحصول على فلوسنا وماصدقنا وقع فى إيدينا ،وعلشان نتصالح معاه ونتنازل عن الأحكام الجنائية بالحبس والسجن ،كل المديونيات تبقى باسمك شخصيا وتوقع على السندات .

وأخذتنى الشهامة ووافقت وكتبت الدين باسمى .وتم وقف أحكام الحبس والتنازل عن الأحكام المدنية .

وسافر صديقى لعمله ببلد عربى ولم يعد يتصل بى وخشيت من نسيانه ،فكنت أتصل بزوجته للتذكرة .

ومرات سنة وراء الأخرى ..ثم وجدت مدير الشركة يرسل لى مندوباً لاستلام الدين ،فقد حل ميعاد السداد.

واتصلت بزوجة الصديق فقالت لى :سيعود خلال يومين .فطلبت من مدير الشركة الإرجاء لعدة أيام .

وعاد الصديق سالماً غانماً ،ولم يتصل أو يحضر لسداد الدين .رغم طلبى مراراً وتكراراً.والشركة تتصل للوفاء بالدين وإلا ستلجأ إلى القانون. وأتانى الصديق وقدمت له صورالمستندات حتى نقوم بسداد الدين وحضور مندوب الشركة لاستلامها . وكانت ضربة قاتلة ..أن قام بسداد نصف المبلغ ،وقال: لن أسدد النصف الآخر .

فتعجبت وقلت له: هذه ديونك واجبة السداد ..فهز كتفيه وقال :أنا لم أوقع على شيىء ، أنت وقعت على الورق وتحمل النصف الآخر .
وأصبحت مهزوماً أمام نفسى ؛أما أتخانق معه أو أقوم بسداد المبلغ حرصاً على اسمى وسمعتى وحسن نيتى ..ووفقنى الله وقمت بسداد المبلغ "مبلغ ضخم "حافظاً ماء وجهى أمام نفسى ومدير الشركة .

وكانت القطيعة الأبدية بينى وبينه .،فقد تبين لى زيف العلاقة التى لاتمت للصداقة بصلة.



وتعود إلى ذاكرتى أسطورة من أساطير دافينشى،قرأتها كثيراً ..الثعلب والغراب ..تقول:


ذات يوم انتهى المطاف بثعلب جائع إلى أسفل شجرة ،وكان بها سرب من الغربان الصاخبة .
وبدأ الثعلب المختبىء يرقبها،ولاحظ أن تلك الطيور دائمة البحث عن طعام وأنها لاتخشى أن تقف على هياكل الحيوانات لتنقر فيها.
فقال الثعلب بينه وبين نفسه -فلنحاول .
وتمدد الثعلب فى هدوء دون أن يشعر به أحد، وظل بلا حراك فاغراً فمه متصنعاً الموت .
وبعد قليل رآه غراب فأسرع بالنزول من فوق الشجرة .واقترب من الثعلب ،وبدأ ينقرلسانه معتقداً أنه قد مات.

وهكذا ترك رأسه داخل فم الثعلب ،كما لو كان فى مصيدة .

7 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
تصحيح لابد منه    كن أول من يقيّم

السيد الأستاذ /المشرف
بعد التحية
 
بخصوص المداخلة رقم 10  أتمنى تصحيح خطأ ( سقط ،منى سهواً ،سطران .........................)وليس كما ورد بالمداخلة .
مع عظيم الشكر

7 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
ابننا الغالى ..محمود الدمنهورى ....وحشتنى ..فمتى أراك؟؟    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هدية منى تبدد ما سكن فى قلب الابن من حزن ..ومن أساطير دافينشى التى تأسرنى بجمالها الفتان وموضوعها الراقى وبوحها الصادق الذى يتملكنى ،ألا وهى أسطورة "عصفور العُلعُلة ..وتعنى لدى دافينشى "حب الفضيلة .
 
أقدمها لعلها تنال رضا الابن الغائب عنى .


""ذات مرة كان هناك ناسك يعيش فى الغابة ولا أنيس له غير عصفور العلعلة .

وفى يوم من الأيام توجه إليه فارسان وطلبا منه أن يصحبهما إلى القصر ، حيث سيدهما الذى كان يعانى من مرض شديد .

وذهب الناسك يتبعه العصفور فى صحبة الفارسين وسرعان ما أدخل إلى حجرة المريض.وهناك كان يوجد أربعةأطباء يهزون رؤوسهم وهم يتهامسون .

_ وهمس الذى كان يبدو أكبرهم مركزاً:_ لافائدة ..للأسف ،إنه يحتضر .

ولمح الناسك العجوز الذى كان يقف بالباب ،العصفور الذى كان قد حط على الجدار ،وأخذ يرقب المريض من أعلى .

وحينئذ قال الناسك :- إنه سيشفى . فتعجب الأطباء فيما بينهم وقالوا ولكن كيف يستطيع هذا الريفى أن يؤكد شيئاً كهذا ؟

وفتح الرجل الذى يحتضر عينيه وشاهد العصفور الذى كان ينظر إليه وحاول أن يبتسم .وشيئاً فشيئاً بدأت وجنتاه تحمران ،وأخذت قواه تعود إليه ،وقال بين دهشة جميع الحاضرين - إننى أشعر ببعض التحسن.
وبعد مدة ،حيث كان سيد القصر قد استعاد صحته تماماً،توجه إلى الغابة ليشكر الساحر العجوز . فقال له الناسك:
- لاتشكرنى .هذا العصفور هو الذى جعلك تبرأ من مرضك- ثم أضاف قائلاً :- إن عصفور العلعلة طائر حساس للغاية :فعندما يتواجد أمام مريض ولاينظر إليه ويدير رأسه إلى الناحية الأخرى ،فهذا يعنى أنه ليس هناك أمل فى الشفاء ،وعلى العكس فإنه إذا نظر إليه كما فعل معك فمعنى ذلك أن المريض لن يموت .وبالأحرى فإن نظرات عصفور العلعلة تساعد المريض على الشفاء .

وحب الفضيلة هو مثل عصفور العلعلة الحساس فهو لاينظر إلى الأشياء السيئة الحزينة ، ولكنه يتعايش مع الأشياء النبيلة والشريفة.
إن وطن الطيور هو الغابة المورقة ،ووطن الفضيلة هو القلب الطيب .
إن الحب الحقيقى يتضح فى الملمات ،وهو مثل شعاع الضوء الذى ينير بقدر عمق الظلام ."

 

 

8 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
طوق الحمامة فى الأفة والآلاف    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم


ولد أبو محمد، على بن أحمد بن سعيد بن حزم ،فى قرطبة ،صبيحة الأربعاء آخر يوم من رمضان عام 384هجرية - 7من نوفمبر 994ميلادية ،وكما يذكر فى كتابه "طوق الحمامة .فى الألفة والآلاف"
ومما أذكره عن هذا العلاّمة أنه وقد عاش فترة اضطراب السلطة فى الأندلس وكان أحد ضحاياها فعانى السجن والقهر والذل .وكان المذهب المالكى وشيوخه وفقهاؤه الذين لهم الصولة والجولة والكلمة المسموعة ،وتقلبهم مع كل حاكم جديد وإصدار الفتاوى التى تتغير بحسب الأحوال .فصار المذهب المالكى هو السائد،فتوى وتشريع وتعليم وأحكام ،ومناهضة الحكام لأى مذهب سواه والعمل على تحجيمه بل ومعاقبة من يدين بغير الولاء للمذهب المالكى بعقوبات متعددة والتشهير به ومدى خطورته على تدين الناس وإفساد عقيدتهم .

وهكذا عاش ابن حزم فترة صعبة ثائراً وصاحب فكر ورؤية جديدة وكيلت له الإتهامات فى عقيدته ودينه وقناعاته الفكرية .لأنه لايميل إلى المذهب المالكى ويبشر بمذهب جديد.

ومن ثم كان التعتيم والإقصاء للمذهب الظاهرى الذى كان أحد أعمدته مع الشنترينى ،وطمس معالمه ومقاومة من يدرسه أو يقوم عليه .
 

هكذا أصبح رجالات وشيوخ وفقهاء وعلماء المذهب المالكى فى خدمة السلطان وبكلمته صار المذهب الوحيد الواجب نشره ،تعليماً وفتاوى وتشريعاً وأحكاماً، أما ماعداه من مذاهب أخرى فلابد من خنقها .
 

عرفتُ ابن حزم الأندلسى فقيهاً وقاضياً ومؤرخاً وتراثه الفكرى الذى يتنوع بين الفلسفة والتاريخ النقدى للأديان والفرق والمذاهب وكتابه الفارق "طوق الحمامة فى الألفة والألاف" الذى قرأته مراراً وتكراراً فهو فى نظرى أعظم وأروع وأعمق وأشمل كتاب كُتب عن الحب ،وقد كتبه وهو فى الثامنة والعشرين من عمره .
ويحكى د.زكى مبارك ..أنه لما قام بنشر هذا الكتاب ،هاجت العمائم وماجت واضطربت أمور شيوخ الأزهر وأنكروا أن يكون هذا الكتاب من تأليف الفقيه الكبير ابن حزم صاحب الإحكام فى أصول الأحكام .فالحب لديهم عار وأى عار والكتابة عنه عبث وقلة أدب ولايجوز أن يكتب ابن حزم هذا الكلام الفارغ الذى لايليق بالعلماء .
واجتمع شيخ الأزهر وعلماؤه للرد على هذ الفرية وانفض الاجتماع ولم يصدر بياناً .
 
وأعجبنى جداً كتابه"الأخلاق والسير فى مدواة النفوس" ،رأيت فيه تجارب عالم وثقافة متعمق فى الحياة وخبير بالنفوس البشرية وحكمة الشيوخ ورزانة العقل وسعة الأفق .بل رأيتها وصية من عالم جليل إلى الأجيال ،تتناقلها جيل بعد جيل . وأذكر من هذا الكتاب " من طلب الفضائل لم يساير إلا أهلها ،ولم يرافق فى الطريق إلا أكرم صديق "
والكتاب على صغر حجمه ،عظيم الأهمية ،عميق التأثير .


يدور الزمان وتتوالى الأيام ويأتى ليونادو دافينشى ليكتب لنا "وصية الصقر "أسطورة من أساطيره الخالدة.
 
" كان هناك صقر عجوز من سلالة نبيلة يعيش وحيداً منذ سنوات طويلة ،فى أعلى صخرة شاهقة ،وشعر بأن ساعته الأخيرة قد دنت . فأطلق صيحة مدوية واستدعى أبناءه الذين كانوا يعيشون على السفح وعندما اجتمعوا كلهم حوله ،نظر إليهم واحداً واحداً وقال :
- لقد أطعمتكم وربيتكم ،لأنكم منذ كنتم صغاراً ،كنتم قادرين على التطلع إلى الشمس .

ولقد تركت إخوتكم يموتون جوعاً لأنهم لم يتحملوا التطلع إليها. لهذا فأنتم جديرون بالتحليق إلى أعلى من كل الطيور .
إن من لايحب الموت يجب ألا يقترب من عشكم .يجب أن تهابكم كافة الحيوانات،وأنتم لن تؤذوا من يحترمكم ،ولكن دعوه يأكل من فضلات فريستكم .
إننى الآن على وشك أن أترككم ،ولكنى لن أموت هنا فى عشى .سأطير إلى أعلى ،حيثما تستطيع أن تحملنى أجنحتى سأتوجه ناحية الشمس كما لو كنت ذاهباً إليها .
إن أشعتها الملتهبة ستحرق ريشى العجوز ،وسأهوى إلى الأرض ، وسأسقط فى الماء .
ولكن بفعل هذا الماء ،وبمعجزة ،سأولد مرة أخرى ،سأعود شاباً مستعداً لبدء وجود جديد .
هذه هى طبيعة الصقور وهذا مصيرنا .
ولما فرغ الصقر النبيل من كلماته ،حلق ودار فى عظمة وضراعة حول الصخرة حيث كان أبناؤه ،ثم فجأة اتجه مستقيماً ناحية السماء لكى تحرق الشمس أجنحته المنهكة ."


9 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
من أسا طير دافينشى    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

ابننا الغالى ......كم سعدت بسطورك التى عطرت هذا الملف بحروفها التى تقطر حباً ومودةً .
 
وأتمنى من زمنى أن  تشرق ،ذات يوم ،علىّ بطلعتك البهية وأدبك الرفيع ،وسأحاول أن ألبى طلبك فى عرض بعض الكتب النادرة   إن شاء الله.
أما الرسائل فلم تصلنى أية رسالة ،وفى انتظار الرسائل إذا سنحت لك الفرصة .
 
ومن أساطير دافينشى  ......أهديك ثلاثةً منها.
 
 
(1)
 
الأسد والحمل (المذلة)
 
ذات يوم ،أحضروا الطعام لأسد حبيس فى قفصه ،وكان عبارة عن حمل صغير . لقد كان هذا الحمل بريئاً ومتواضعاً لدرجة أنه لم يخف من الأسد ،بل اقترب منه كما لو كان أمه ونظر إليه بعينين مفعمتين بالورع والدهشة .
ولم يجد الأسد فى نفسه الشجاعة ليقتله بعد أن جردته هذه البراءة التى تبعث على الثقة،من وحشيته، وظل يعانى من الجوع.
 
(2)
البهجة......


سألوا ذات مرة ،أحد الفلاحين المسنين:

- من هو الحيوان الأكثر بهجة من الجميع؟

فأجاب الفلاح:

- إنه الديك..الديك والبهجة هما الشىء نفسه. إنه يبهج عندما يطلع النهار ،ويصيح ، ويبهج عندما تسطع الشمس ،ويصيح،ويجرى ويقفز ويتقاتل ويمزح وهو يصيح دائماً فى سعادة وسرور . والفناء كله يسمع الديك فتعمه البهجة .
 
(3)
 
 ......والحزن

وسألوا الفلاح الحكيم أيضاً :

- والحيوان الأكثر حزناً؟

فأجاب :

- الحيوان الأكثر حزناً ،هو الغراب الأسود . إن الحزن يشبهه تماماً. فعندما تخرج صغاره من البيض فى العش ،يهرب الغراب الأسود حينما يراها بدون ريش وقد ابيّض لونها ،يهرب بسبب الألم الكبير الذى يشعر به ،ويتركها . وينزوى فوق شجرة قريبة ليبكى ،ويرفض إطعامها . وعندما ينتبه فى النهاية إلى أن أول ريش أسود قد بدأ ينبت على أجسامها ،يعود إلى عشه.
 

9 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
تساؤل عن الصلة بين ابن المقفع ودافينشى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

توقفت كثيرا أمام حكايات وأساطير دافينشى  وكأنى به يلتمس العون من الحيوانات  كى تحمل  إلى القارئ ما يريده من فلسفة أو حكمة أو مبادئ،وقمت بعمل إحصاء لما ورد من أسماء الحيوانات والطيور والنباتات والحشرات.
وعلى سبيل المثال..
 الأسد ،الثور ،الثعبان ،التمساح،الذئب ،الحمل ،الحصان وحيد القرن ،النمس ،القرد ،الدب ،القاقوم ،الحمار  ،الثعلب ،اللبؤة، الفأر ،الفيل ،،ابن عرس ،الصقر، حيوان الخلد،عصفور  العلعلة ،الفراشة ، البومة ،زهرة الزنبق،المحارة ،  النمل ، حبة القمح، البيض،الغراب، الديك،النحل،  موسى الحلاقة، اليرقة ، العنكبوت،  العنب،................... بل هناك الكثير  والكثير .
لقد أعادنى إلى كليلة ودمنة  هذا العمل الخالد لابن المقفع.
 فماذا يعنى هذا التشابه بين ماكتبه ابن المقفع وماكتبه دافينشى؟؟
 
 
من أساطير دافينشى
البخيل



كان الضفدع يمد رأسه بين آن وآخر ويقضم قليلاً من الأرض.
وذات يوم سألته دعسوقة(نوع من الخنافس) :
- لماذا أنت نحيف هكذا؟.
فأجاب الضفدع :- لأننى أشعر بالجوع دائما.
- فتعجبت الحشرة المهذبة وقالت:
- ولكنك تتغذى فقط على الأرض!لماذا لاتأكل حتى تشبع؟
فقال البخيل بنبرة حزينة :
- لأن الأرض أيضاً يمكن أن تنفذ فى يوم من الأيام!!
 
 
من حكايات دافينشى


زهرة الزنبق

 

نمت زهرة زنبق جميلة على الشاطىء الأخضر لنهر تنسينو .وكانت الزهرة مرتفعة ومستقيمة فوق ساقها ،وتنعكس تويجتها البيضاء على سطح الماءوأراد الماء أن يستحوذ عليها.
وكانت كل موجة تمر ،تحمل معها صوة هذه التويجات البيضاء وتنقل رغبتها إلى الموجات التى تصل بعدها لتشاهدها الزهرة .
وهكذا أخذ النهر كله يتموج ،وأصبحت الموجات مضطربة وسريعة ،وعندما لم تستطع قطف الزهرة الراسخة فى الأرض المرتفعة فوق ساقها المتينة ،اندفعت بقوة تجاه الشاطىء،وسحبت الشاطىء كله إلى أسفل ومعه الزهرة الصافية الوحيدة
 

من أساطير دافينشى

الذئب (الصواب)

ذات مساء هبط الذئب من الغابة فى يقظة وحذر حيث جذبته رائحة قطيع .وبخطوات بطيئة اقترب من الحظيرة المليئة بالنعاج،وكان يتحسس المكان الذى يخطو فيه لكن لايوقظ الكلب النائم حتى بأقل القليل من الضوضاء. ولكنه للأسف وضع قدمه فوق لوح من الخشب ،وجعله يطقطق .
ولكى يعاقب نفسه على هذا الخطأ ،رفع قدمه التى وقعت فى الخطأ ،وقضمها قضمة أدمتها .
 
 

10 - ديسمبر - 2010
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
 98  99  100  101  102