البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات زهير ظاظا

 95  96  97  98  99 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
رد مطاعنهم على الآية: طلعها كأنه رؤوس الشياطين    كن أول من يقيّم

قال في الحيوان (ص 543):
وقد قال الناس في قوله تعالى: "إنّها شَجَرةٌ تَخْرُجُ في أصْلِ الجحيمِ، طلْعُها كأَنَّهُ رُؤُوس الشَّياطِين"، فزعم ناس أنّ رؤوس الشياطين ثمر شجرةٍ تكون ببلاد اليمن، لها منظر كرِيه.
والمتكلّمون لا يعرفون هذا التَّفسير، وقالوا: ما عنى إلاّ رؤُوس الشياطين المعروفين بهذا الاسم، من فَسَقة الجن ومَرَدتهم، فقال أهل الطَّعن والخلاف: كيف يجوز أن يضرب المثل بشيء لم نرَه فنتوهَّمه، ولا وُصِفت لنا صورته في كتابٍ ناطق، أو خبر صادق، ومخرج الكلام يدلُّ على التخويف بتلك الصُّورة، والتفزيع منها، وعلى أنّه لو كان شيءٌ أبلغَ في الزَّجر من ذلك لذكَرَه، فكيف يكون الشَّأن كذلك، والناس لا يفزعون إلاّ من شيء هائل شنيعٍ، قد عاينوه، أو صوّره لهم واصفٌ صدوقُ اللسان، بليغٌ في الوصف، ونحن لم نعاينها، ولا صوَّرها لنا صادق، وعلى أنَّ أكثر الناس من هذه الأمم التي لم تعايشْ أهل الكتابين وحَمَلَة القرآن من المسلمين، ولم تسمع الاختلاف لا يتوهَّمون ذلك، ولا يقفون عليه، ولا يفزعون منه، فكيف يكون ذلك وعيداً عاماً?.
قلنا: وإن كنّا نحن لم نر شيطاناً قطّ ولا صوّر رؤوسها لنا صادقٌ بيده، ففي إجماعهم على ضرْب المثل بقُبح الشيطان، حتَّى صاروا يضعُون ذلك في مكانين: أحدهما أن يقولوا: لهو أقبح من الشيطان، والوجه الآخر أن يسمَّى الجميلُ شيطاناً، على جهة التطيُّر له، كما تُسمَّى الفرسُ الكريمةُ شَوهاء، والمرأة الجميلة صَمّاء، وقرناء، وخَنْساء، وجرباء وأشباه ذلك، على جهة التطيُّر له، ففي إجماع المسلمين والعرب وكلِّ من لقيناهُ على ضرْب المثل بقُبْح الشيطان، دليلُ على أنه في الحقيقة أقبحُ من كل قبيح.
والكتابُ إنَّما نزل على هؤلاء الذين قد ثبّت في طبائعهم بغاية التثبيت.
وكما يقولون: لهو أقبحُ من السحر، فكذلك يقولون، كما قال عمر بن عبد العزيز لبعض من أحسنَ الكلام في طلب حاجته - هذا واللّه السِّحر الحلال.
وكذلك أيضاً ربّما قالوا: ما فلانٌ إلا شيطان على معنى الشَّهامة والنَّفاذ وأشباه ذلك.
صفة الغول والشيطان والعامّة تزعم أنَّ الغول تتصوَّر في أحسن صورة إلا أنه لا بدَّ أن تكون رِجْلُها رجلَ حمارٍ.
وخبَّروا عن الخليل بن أحمد، أنّ أعرابيّاً أنشده:

وحـافـر  الـعَير في ساقٍ iiخَدَلَّجةٍ وجفنِ عينٍ خلاف الإنسِ في الطولِ

وذكروا أنّ العامَّة تزعم أنّ شقَّ عين الشيطان بالطول، وما أظنُّهم أخذوا هذين المعنين إلاّ عن الأعراب.
ردّ على أهل الطعن في الكتاب وأما إخبارهم عن هذه الأمم، وعن جهلها بهذا الإجماع والاتِّفاق والإطباق، فما القول في ذلك إلاّ كالقول في الزَّبانِية وخزنةِ جهنَّم، وصُورِ الملائكة الذين يتصوّرون في أقبح الصُّور إذا حضروا لقبْض أرواحِ الكفار، وكذلك في صور مُنكر ونكير، تكون للمؤمن على مثال، وللكافر على مثال.
ونحن نعلم أنّ الكفار يزعمون أنهم لا يتوهّمون الكلامَ والمحاجَّةَ من إنسان ألقي في جاحِم أتُّون فكيف بأن يُلَقى في نار جهنّم? فالحجّة على جميع هؤلاء، في جميع هذه الأبواب، من جهةٍ واحدة، وهذا الجوابُ قريبٌ، والحمد للّه.
وشقُّ فم العنكبوت بالطول، وله ثماني أرجل.
وتزعم الأعرابُ أن اللّه عزّ ذكره حين أهلك الأُمة التي كانت تسمَّى وبارِ، كما أهلك طسْماً، وجَدِيساً، وأميماً، وجاسماً، وعملاقاً، وثموداً وعاداً - أنَّ الجنّ سكنت في منازلها وحمتها من كلِّ مَنْ أرادها، وأنّها أخصبُ بلاد اللّه، وأكثرها شجراً، وأطيبُها ثمراً، وأكثرها حبّاً وعنباً، وأكثرها نخلاً وموزاً، فإن دنا اليومَ إنسانٌ من تلك البلاد، متعمِّداً، أو غالطاً، حَثوا في وجهه التراب، فإن أبى الرُّجوعَ خبلوه، وربّما قَتلوه.
والموضع نفسه باطل، فإذا قيل لهم: دُلُّونا على جهته، ووقِّفونا على حدِّه وخلاكُم ذمٌّ - زعموا أنّ من أراد أُلقي على قلبه الصَّرْفة، حتَّى كأنهم أصحابُ موسى في التِّيه، وقال الشاعر:
وداعٍ  دعا واللَّيلُ مرخٍ iiسُدوله رجاءَ القِرى يا مُسْلِمَ بن حمارِ
دعـا جُـعَلاً لا يهتدِي iiلمقيله مـن  اللؤم حتّى يهْتدي لوَبَارِ
فهذا الشاعرُ الأعرابيُّ جعل أرض وبارِ مثلاً في الضلال، والأعراب يتحدّثون عنها كما يتحدّثون عمّا يجدونه بالدَّوِّ والصَّمّان، والدهناء، ورمل يبرين، وما أكثر ما يذكرون أرض وبارِ في الشِّعر، على معنى هذا الشاعر.

21 - فبراير - 2006
الجاحظ والقرآن
أدب الزنادقة ومصطلحاتها    كن أول من يقيّم

قال في الحيوان (ص 269) أثناء حديثه عن إنكار الرجل العامي ما لم يطرق سمعه من المعاني والألفاظ التي تمس الديانة:
(فإذا سمع أهل الكتاب يقولون: إنَّ عيسى ابن مريم أخَذَ في يده اليمنى غُرْفَةً، وفي اليسرى كِسرَةَ خبز، ثم قال: هذا أبي، للماءِ، وهذه أمِّي، لكسرة الخبز، استشنعه، فإذا سمعَ قولَ أميَّة:

والأرضُ نَوَّخَهَا الإله طَرُوقَةً لـلـماءِ حتَّى كل زَنْد iiمُسفَدُ

لم يستشنعه)

قال:
والأصل في ذلك أنّ الزّنَادِقَةَ أصحابُ ألفاظٍ في كتبهمْ، وأصحابُ تهويل؛ لأنَّهم حينَ عدِمُوا المعانيَ ولم يكن عندهم فيها طائل، مالُوا إلى تكلُّف ما هو أخْصَرُ وأيسرُ وأوجَزُ كثيراً.
ولكلِّ قَوْمٍ ألفاظٌ حظِيتْ عِنْدَهم، وكذلك كلُّ بليغٍ في الأرض وصاحِب كلامٍ منثور، وكلُّ شاعِرٍ في الأرض وصاحِبِ كلامٍ موزون؛ فلا بد من أن يكون قد لهجَ وألف ألفاظاً بأعيانها؛ ليديرَها في كلامه، وإن كان واسعَ العلمِ غزيرَ المعاني، كثيرَ اللَّفظ..
فصار حظُّ الزَّنَادِقَةِ من الألفاظ التي سبقتْ إلى قلوبهم، واتَّصلت بطبائعهم، وجَرتْ على ألسنتهم التناكحَ، والنتائِج، والمِزاج والنُّور والظلمة، والدفَّاع والمنَّاع، والساتر والغَامر، والمنحلّ، والبُطلان، والوِجْدان، والأَثير والصِّدِّيق وعمود السبح، وأشكالاً من هذا الكلام، فَصَارَ وإن كان غريباً مرفوضاً مهجوراً عنْد أهلِ ملَّتنا ودعوَتِنا، وكذلك هو عِنْدَ عوامِّنا وجمهُورنا، ولا يستعملهُ إلاّ الخَواصُّ وإلاَّ المتكلِّمون.

قال:
وأنا أقولُ في هذا قَوْلاً، وأرجو أن يكون مرضياً، ولم أقلْ أرجو لأني أعلمُ فيه خللاً، ولكنّي أخذتُ بآدابِ وجوهِ أهلِ دعوتي وملَّتي، ولغتي، وجزيرتي، وجيرتي؛ وهم العرب، وذلك أنّه قيل لصُحَارٍ العبديّ: الرجل يقول لصاحِبه، عنْدَ تذكيره أياديَه وإحْسانه: أما نحنُ فإنّا نرجو أن نكونَ قدْ بلغْنا من أداءِ ما يجبُ علينا مبلغاً مُرضِياً، وهُوَ يعلم أنّه قَدْ وفّاه حَقّه الواجبَ، وتفضّل عليه بما لا يجب، قال صُحار: كانوا يستحبُّون أن يَدَعُوا للقول متنفَّساً، وأن يتركوا فيه فضلاً، وأن يتجافَوا عن حَقٍّ إن أرادوه لم يُمنَعوا منه.
فلذلك قلت أرجو، فافهَمْ فَهّمَكَ اللّه تعالى.
فإنَّ رأيي في هذا الضّربِ من هذا اللفظ، أنْ أكونَ ما دمتُ في المعاني التي هي عبارتها، والعادَة فيها، أن ألفِظ بالشّيء العتيد الموجود، وأدَعَ التكلّفَ لِما عسى ألاَّ يسلس ولا يسهلَ إلاَّ بعد الرِّياضة الطويلة.
وأرى أنْ ألفِظ بألفاظِ المتكلمين ما دُمتُ خائضاً في صناعة الكلام مع خواصِّ أهل الكلام؛ فإن ذلك أفهمُ لهمْ عني، وأخفُّ لمؤنتهمْ عليّ.
ولكل صناعةٍ ألفاظ قد حَصلت لأهلها بَعدَ امتحان سواها، فلم تَلزَق بصِناعتهم إلاَّ بَعدَ أن كانَتْ مُشاكَلاً بينها وبين تلك الصناعة.
وقبيحٌ بالمتكلم أنْ يفتقر إلى ألفاظِ المتكلِّمين في خُطبةٍ، أو رسالة، أو في مخاطبةِ العوام والتجار، أو في مخاطبةِ أهله وعبْدِهِ وأمته، أو في حديثه إذا تحدثَ، أو خبره إذا أخبر.
وكذلك فإنّه من الخطأ أن يجلِبَ ألفاظ الأعرابِ، وألفاظ العوامّ وهو في صناعة الكلام داخل، ولكلِّ مقامٍ مقال، ولكلِّ صناعة شكل.

21 - فبراير - 2006
الجاحظ والقرآن
ليس على الدين في الإقرار بالعلم مضرة    كن أول من يقيّم

قال في الحيوان أثناء كلامه عن تولد الذبان من الباقلاء: (وقد أنكر ناسٌ من العوامِّ وأشْباهِ العوامِّ أن يكونَ شيءٌ من الخلق كانَ من غير ذكرٍ وأنثى، وهذا جهلٌ بشأن العالَم، وبأقسام الحيوان، وهم يظنُّون أنَّ على الدِّين من الإقرار بهذا القول مضرَّةً، وليس الأمر كما قالوا، وكلُّ قولٍ يكذِّبُه العِيان فهو أفحش خطأ، وأسخَفُ مذهباً، وأدلُّ على معاندةٍ شديدة أو غفْلة مفْرطة.
وإنْ ذهب الذَّاهبُ إلى أن يقيس ذلك على مجازِ ظاهر الرَّأي، دونَ القطْعِ على غيب حقائق العِلل، فأجْرَاه في كلِّ شيء - قال قَوْلاً يدفعه العِيانُ أيضاً، مع إنكار الدِّين له.
وقد علمنا أنَّ الإنسانَ يأكُلُ الطّعامَ ويشرَبُ الشَّرابَ، وليس فيهما حيَّةٌ ولا دودةٌ، فيُخْلق منها في جوفِه ألوان من الحَيَّات، وأشكالٌ من الدِّيدان من غير ذَكرٍ ولا أنثى، ولكن لابدَّ لذلك الوِلادِ واللِّقاحِ من أنْ يكون عن تناكح طِباع، وملاقاة أشياءَ تشبه بطباعها الأرحامَ وأشياءَ تشبه في طبائعها ملقِّحات الأرحام).

 

21 - فبراير - 2006
الجاحظ والقرآن
سبب نزول الآية: (يسألونك ماذا أحل لهم)    كن أول من يقيّم

قال في الحيوان: (ولما قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام لزيدِ الخيل مِن الخير ما قَال، وسمَّاه زيدَ الخير، ما سأله زيدٌ شيئاً، ولا ذكر له حاجة، إلاّ أنَّه قال: يا رسول اللَّه، فينا رجُلان يقال لأحدهما ذَرِيح، والآخر يكنى أبا دُجانة، ولهما أكلب خمسة تَصِيد الظباء، فما ترى في صيدهم? فأنزلَ اللَّه عزَّ وجلّ:"يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لُهمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوَارِحِ مُكَلّبِينَ تُعَلّمُونَهُنّ مَّما عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ"، فأوَّلُ شيءٍ يعظِّم في عينِك شأنَ الكلب، أنَّ هذا الوَافدَ الكريمَ الذي قِيل له ما قيل، وسُمِّي بما لم يسمَّ به أحد لم يسأَلْ إلاّ عن شأن الكلب، وثانية وهي أعظمها: أنَّ اللَّه تعالى أنزل فيه عند ذلك آياً مُحْكماً فقال: "أُحِلّ لَكمُ الطَّيِّبَاتُ" فسمَّى صيدَها طيّباً، ثم قال: "وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ" مخبراً عنْ قَبولها للتعليم والتأديب، ثم قال: "مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّه" ولولا أنَّ ذلك البابَ من التعليمِ والعلمِ مَرْضيٌّ عند اللَّه عزَّ وجلّ، لَمَا أضافه إلى نفسه، ثم قال: "فَكلُوا ممَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكمْ وَاذْكُروا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ" فأوَّلُ شيءٍ يعظُم به في عينك إمساكُه عليك، وهكذا يقول أَصحابُ الصَّيد، إنَّ كلِّ صائدٍ فإنَّما يُمسِك على نفسه إلاّ الكلبَ فإنّهُ يُمسك على صاحبه، ولو كان الجوابُ لزيد الخيل سُنَّةً من سُننَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم لَكانَ في ذلك الرِّفعةُ، فكيفَ والكتابُ فوقَ السُّنّة، وقد روى هشام أنّ ابنَ عبَّاس سمَّى كِلابَ ذَريحٍ هذه وكلابَ أبي دُجانة فقال: المختلِس، وغلاَّب، والقَنيص، وسَلهب، وسِرْحان، والمتعاطِس..

21 - فبراير - 2006
الجاحظ والقرآن
أغنية لمحمد عبد الوهاب من المنسرح    كن أول من يقيّم

نبهني الأستاذ الكريم محمد الجهالين في رسالة تكرم علي بها مشكورا إلى أن المرحوم الموسيقار محمد عبد الوهاب قد غنى قطعة من قصيدة صفي الدين الحلي (قالت كحلت الجفون بالوسن) ويمكن الاستماع إلى هذه الأغنية على هذا الرابط:

http://www.awzan.com/sounds/Qalat.mp3
  

وقد افتتحها عبد الوهاب بالخطأ، فشدد الحاء من قوله (كحلت) في البيت الأول وكذلك ختمها بالخطأ فجعل يسعدني (في البيت الأخير) يساعدني

25 - فبراير - 2006
سؤال موجه إلى الشاعرة مروة حول البحر المنسرح
أمية بن خلف    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

لا تزال صورة الله تعالى منطبعة في مخيلتي حتى هذه اللحظات، مع  مرور زهاء أربعين عاما على رؤيتي لما كنت أظن أنه الله  (جل وعلا) وقد رأيته  عندما رأيته في المنام على نفس الصورة بعد عشرين عاما من رؤيته الأولى في كتاب الديانة المقرر على الصف الثالث الابتدائي، في دمشق عام (1966م)  في درس بعنوان (أحد أحد) وهي الكلمة التي كان يرددها بلال الحبشي (ر) في جوابه أمية بن خلف عندما كان يدعوه هذا للعودة إلى دين قريش، وكانت صورة أمية بن خلف وهو يقوم بجلد بلال  مرتديا العباءة الفضفاضة وعلى رأسه العقال المضفور حول الكوفية البيضاء وبيده المرفوعة عاليا سوط تتدلى منه ثلاث ذوائب،  لها على ظهر بلال آثار واضحة، كانت صورة أمية هذه هي صورة الله في مخيلتي، فقد أخطأت أيها الأخوة فحسبت أن هذا هو الله، وأن المجلود بين يديه أحد عباده، ولم يخطر في بالي وأنا طفل في الثامنة من العمر أن هذه الصورة صورة لأمية بن خلف وهو يقوم بتأديب بلال، لأنه لم يكن اسم بلال ولا اسم أمية قد طرقا سمعي، بل لم نكن قد وصلنا إلى هذا الدرس، بل صادف أني فتحت على هذه الصفحة عندما استلمت الكتب في أول العام الدراسي، فاستوقفتني هذه الصورة، في كتاب ديانة وفيها ذكر لله وللنبي والجنة وللجحيم، وهذا ما استطعت تفكيكه من كلمات الدرس المحيطة بالصورة، فلما وصلنا مع الأستاذ بالكتاب إلى ذلك الدرس لم أجد بدا من أن أهرب من المدرسة لأنني لم أكن أجرؤ على النظر في تلك الصورة، مع أنني أذكر أني كنت أمسك الكتاب وأنظر من شقوقه إلى هذه الصورة وقلبي يرجف في صدري، ولكني سرعان ما أطبق الكتاب وأتناسى الأمر.

25 - فبراير - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
هدية المغيث في أمراء الحديث    كن أول من يقيّم

هذا اللقب هو أعلى رتبة يبلغها رجل الحديث، وللشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي الجكني (ت 1363هـ) أرجوزة سمى فيها من عثر له على أصل في تلقيبه بأمير المؤمنين في الحديث، وسماها ( هدية المغيث في أمراء المؤمنين في الحديث).
وقد نشرتها دار البشائر الإسلامية في لبنان عام (1989م) بتحقيق رمزي سعد الين دمشقية. وتجد مختارات من هذه الأرجوزة في نهاية هذه البطاقة، وسوف أعرض للتعقيب عليها في سياق تراجم أمراء الحديث.
وآخر من استحق هذا اللقب بجدارة: الحافظ ابن حجر العسقلاني، وأحسب أن الذي أطلق عليه هذا اللقب هو ابن تغري بردي في (النجوم الزاهرة) وكانت وفاته ليلة السبت (28/ 12/ 852هـ) قال الجكني:

ونـجـل عَلّان المحقق iiذَكَر من أمراء المؤمنين ابن حجر
أي إن ابن علان البكري الصديقي هو أول من أطلق على ابن حجر لقب أمير المؤمنين في الحديث، وهذا وهمٌ من الجكني لأن ابن علان ولد عام (996هـ) وابن تغري بردي توفي عام (874هـ)
 ولا أعلم بعده أحدا نال هذه المنزلة المرموقة. فإن كان فهو غير مشهور، ولا متفق عليه، كالشيخ علي أفندي السويدي، وقد نعته بذلك الآلوسي في (غرائب الاغتراب) وغيره من كتبه. انظر ترجمته في (حلية البشر: الوراق ص 486) ووفاته يوم (27/ رجب/ 1237هـ)
وأول من أطلق عليه هذا اللقب من المتقدمين:
 
1- أبو الزناد القرشي: عبد الله بن ذكوان المتوفى سنة (131هـ) عن (66) سنة وهو من كبار شيوخ الإمام مالك بن أنس، من طبقة ربيعة الرأي، وقد أطلق عليه هذا اللقب الإمام سفيان الثوري كما في تذكرة الحفاظ وتهذيب التهذيب وتاريخ دمشق وتاريخ الذهبي.
2- ثم هشام بن عبدالله الدستوائي البصري الحافظ، كما في (تاريخ الذهبي وتهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر، ومرآة الجنان لليافعي) قال: قال أبو داود الطيالسي كان أمير المؤمنين في الحديث،وقال غيره بكى هشام حتى فسدت عينه) مولده عام (76هـ) ووفاته سنة (153هـ) ودستواء التي ينسب إليها: بلدة في الأهواز، كان يبيع الثياب المجلوبة منها.

3- ثم محمد بن إسحاق صاحب المغازي، في رأي شعبة بن الحجاج (كما في المحلى لابن حزم وتاريخ الإسلام للذهبي وغير ذلك من المراجع) ومولده عام (85هـ) ووفاته ببغداد سنة (151هـ) انظر ترجمة مفصلة له في التعقيب على كتابه في السيرة على الوراق.

4- ثم شعبة بن الحجاج، كما نص على ذلك الذهبي في التاريخ وذلك في رأي سفيان الثوري. ومولد شعبة عام (83هـ) ووفاته بالبصرة سنة (160هـ)

5- ثم سفيان الثوري في رأي شعبة وابن معين ووكيع وجماعة (وهو أشهر من نال هذا اللقب من أئمة المحدثين) وكانت وفاته في البصرة سنة (161هـ) وهو المراد بقول أبي العلاء: (والخوف ألزم سفيان أن يغرق كتبه)

6- ثم حماد بن سلمة البصري الربعي بالولاء ووفاته سنة (167هـ) قال أحمد بن حنبل: (إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام. (انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي)

7- ثم علي بن المديني (ت 178هـ) كما نص على ذلك الذهبي في (سير أعلام النبلاء) لم يذكره الجكني

8- ثم الإمام مالك بن أنس، في رأي يحيى بن سعيد القطان ويحيى ابن معين، وكانت ولادة الإمام مالك عام (93هـ) ووفاته سنة (179هـ)

9- ثم عبد الله بن المبارك الحنظلي بالولاء: وذلك في رأي يحيى بن معين (كما في سير أعلام النبلاء ص 918) ومولده عام (118هـ ووفاته في هيت سنة (181هـ)

10 - ثم يحيى بن سعيد القطان المولود عام (120هـ) ووفاته في صفر عام (198هـ) (نعته بذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء) لم يذكره الجكني

11- ثم الحافظ الدراوردي واسمه عبد العزيز بن محمد بن عبيد الجهني بالولاء المدني الدراوردي قال معن بن عيسى كما نقل الذهبي في التذكرة: (يصلح الدراوردي أن يكون أمير المؤمنين في الحديث) ووفاته في المدينة المنورة سنة (187هـ) ومعن بن عيسى المذكور: من أئمة الحديث، من كبار أصحاب مالك، توفي بالمدينة المنورة سنة (198هـ)

12- ثم الواقدي صاحب الفتوح، في رأي الحافظ الدراوردي، ومولد الواقدي عام (130هـ) ووفاته سنة (207هـ) وذكر ذلك الحافظ ابن حجر في (تهذيب التهذيب) والسخاوي في (التحفة اللطيفة) وياقوت في (معجم الأدباء) وابن الجوزي في (المنتظم) قال: وقال: الدراوردي: ذاك أمير المؤمنين في الحديث ... وقال أحمد بن حنبل: هو كذاب، جعلت كتبه ظهائر للكتب منذ حين... وقال بندار: ما رأيت أكذب شفتين من الواقدي.

13- ثم الفضل بن دكين التيمي الملائي الكوفي الأحول أبو نعيم، قال الفراء: (سمعتهم يقولون بالكوفة قال أمير المؤمنين وإنما يعنون الفضل بن دكين. ومولده عام (130 هـ) ووفاته سنة (219هـ)
14- ثم يحيى بن معين وذلك في رأي المحدث نعيم بن حماد. (كما في تهذيب الكمال) ومولده عام (158هـ ووفاته سنة (233هـ) بالمدينة المنورة. ويبدو أن الجكني لم يطلع على ما ورد في (تهذيب الكمال) فقال:

وأحمد بن حنبل على iiصفهْ تعطيه  ذا مع ورع ومعرفهْ
وابن  معين مثله فيما iiسلف ولم أجد هذا لهم عن السلف

15- ثم إسحاق ابن راهويه الحنظلي، شيخ الإمام البخاري، مولده عام (161) ووفاته سنة (238)

16- ثم الحافظ الذهلي محمد بن يحيى أبو عبد الله النيسابوري المولود عام (172هـ) ووفاته سنة (258هـ). (كما في تاريخ الذهبي وتذكرة الحفاظ وتهذيب التهذيب) وهو من طبقة الإمام أحمد. قال ابن أبي داود وأبو بكر بن زياد: كان أمير المؤمنين في الحديث.


17- ثم الإمام البخاري: وترجمته نار على علم، مولده عام (194هـ) ووفاته سنة (256هـ) أما الإمام مسلم فلم ينل هذه الرتبة وإنما قاربها. قال الجكني:

وكـاد مـسـلـمٌ بهذا iiاللقب يدعى كما لبعضهم وما اجْتبي
  18- ثم الإمام الدارقطني  ومولده عام (306هـ ووفاته سنة 385هـ) وقد نال هذه الرتبة كما ذهب إلى ذلك أبو الطيب الطبري (كما في تاريخ دمشق) ونسبته إلى محلة (دار القطن) في بغداد

19- ثم انقطع هذا اللقب، ولم يحرزه أحد فيما أعلم بعد الدارقطني غير الحافظ عبد الغني الجمّاعيلي الدمشقي المولود عام (541هـ) وأطلق عليه هذا اللقب الحافظ الضياء وتابعه الذهبي في تاريخه.
20- ثم الحافظ ابن حجر العسقلاني كما ذكرنا في بداية هذه البطاقة.

وهذه مقتطفات من أرجوزة الجكني:
المقدمة:

قـال مـحـمـد حـبـيب iiالله مـن  بـعـد الابـتدا ببسم iiالله
الـمـدنـي  الـجـكـني iiنسبا الأشـعـري  الـمـالكي iiمذهبا
الـحـمـد لـلـه الذي قد يسرا فـن  الـحـديث بالرواة iiالأُمَرا
أي أمـراء عـلـمَـيِ iiالحديث فـي سـالـف الزمان iiوالحديث
إذ  هـم أخـصُّ مِن سواهم iiفيه مِـن كـل مَـن قـد كان iiيقتفيه
مِـن  حـافـظ في علمه iiمعتمد ومـتـقـن بـين الورى iiمجتهد
ثـم صـلاتـه مـع iiالـسـلام عـلـى الـنـبـي سـيد الأنام
وآلـه  وصـحـبـه الـكـرامِ ومـن تـلاهـمُ مـنَ iiالأعـلامِ
وبـع فـالـقـصـدُ بهذا iiالنظمِ جـمـعُ  الـرواة أمـراءِ iiالعلمِ
أي أمـراء المؤمنين في iiالحديث لِمَن لضبطهم يرى السيرَ الحثيث
سـمـيـتـه  هـديـةَ iiالمغيثِ فـي الأُمَـرا أئـمـة الـحديثِ
نـظـمـتـه  لـكل ذي iiعنايهْ وهـمـةٍ  فـي صـنعة iiالدرايهْ
أسـأل  ربـي الله خالق iiالورى عـونـا على نظم الرواة iiالأُمَرا
فـقـلـت  بـادئـا بـبسم iiالله جـلَّ مُـثَـنّـيـاً بـحـمد iiالله

ثم تناول شرف الإسناد ومنزلة الرحلة في طلب الحديث ومشاهير الرحالة، واختصاص المحدثين بلقب الحافظ وأمير المؤمنين في الحديث، وذلك كله في (23) بيتا ثم قال تحت عنوان (ذكر أمراء المؤمنين في الحديث):
فـمـالـكٌ  إمـامـنا iiالمقدَّمُ وشـيـخـه  أبو الزناد iiالعلمُ
ثـم إمـام الـعارفين الثوري مـن زانه الزهد كزين iiالنَور
فـشـعـبـة  المحقق iiالإمامُ مـن ازدهـت بـعلمه iiالأيام
كـذاك إسحق الإمام iiالحنظلي ثـم  هـشام الدستوائي iiالعلي
وابـن  دُكين الفضل iiالالْمعي كذا  ابن يحيى الحافظ iiالذهلي
ثـم  الـبخاري الشهير iiالفخم والـدارقـطنيُّ  الإمام iiالشهم
ثـم ابـن إسحاق إمام iiالسيرهْ مـن  كـان ذا بصيرة iiمنيرهْ
قد قال ذاك الذهبي في التذكرهْ وغـيرُه  إذ حاز تلك المفخرهْ
والـواقدي الشهم ذو iiالبصيرهْ مـنهم وكان ماهرا في السيرهْ
وهـكـذا  حـماد نجل iiسلمهْ فابن  المبارك وكم من iiعظمه
والـدارورديُّ  لـذاك iiيصلح قد  قاله معن بن عيسى المفلحُ
وكـاد مـسـلـمٌ بهذا iiاللقب يدعى كما لبعضهم وما iiاجْتبي
ونـجـل  عَلّان المحقق iiذَكَر من أمراء المؤمنين ابن iiحجر
قـلت  ولا يبعدُ في iiالسيوطي ذاك  لـمـا حاز من الشروط
وأحـمد  بن حنبل على iiصفهْ تـعطيه  ذا مع ورع iiومعرفهْ
وابـن  معين مثله فيما iiسلف ولـم أجد هذا لهم عن iiالسلف
هـذا الـذي حررته من iiأُمَرا ء المؤمنين في الحديث iiالكُبَرا
أسـأل  ربـي أن أُرَى iiأميرا فـيـه ولـو أتـيـته iiأخيرا
وأن أنـال بـالحديث الرحمهْ في جنة الفردوس فهي iiالنعمهْ
أكـمـلـتـه في بلدة iiالخليل مـقـتـبسا من نوره iiالجليل
عـلـيه  مني صلوات iiباهرهْ وآلـه الـغر النجوم iiالزاهرهْ
وإنـنـي  ضـيف لإبراهيما ولـم  يـزل لـضيفه iiكريما
ثم ختم الأرجوزة بذكر بيان ألقاب جرى عليها اصطلاح المحدثين كطالب الحديث والراوي والمسند والمحدث والحافظ والحجة والحاكم، وتقع هذه الخاتمة في (29) بيتا.

26 - فبراير - 2006
من هم أمراء المؤمنين في رواية الأحاديث
شكرا للدنيمارك    كن أول من يقيّم

يـا  أمَّ عـبـد الله لـيس iiبمُنكَرِ فـي  لعنة الدنيمارك غير iiتأخّري
أجّـلـتُ لعنتها وقلت: تتوب iiمن غـدهـا، فـما تابت ثلاثة iiأشهر
مـا  أجـمل الشعر البريء تقوله مـفـجوعة بفخارها في iiالأعصر
(ها) (عين) يا أحلى حروف موقع لـرسـولـهـا بـكلامها iiالمتعثر
طـرّزتُ بـاسمك في لواء iiمحمد شـرفـا يـرافـقه ليوم iiالمحشر
مـن عـلّـم الدنمارك ألا iiتحتفي بـنـصـائح البابا وشيخ iiالأزهر
مـن  غـرّهـا بالمسلمين iiتهينُهم بـأعـز  مـعـتقدٍ وأكرم iiمشعر
فـي  شـر أيـام الزمان iiضراوةً ونـحـيـبَ  محرابٍ وأنةَ iiمنبر
لـو راقـبـت بـغداد في iiآلامها راقـبـتُ فـيـهـا ذمة iiالمتنوّر
فـأقـول لـلدنمارك وهي iiمكانَها مـا بـيـن وادينا ووادي iiالصُّفَّر
مـا كـنـتِ يوما تخطرين iiببالنا فـدعـي الرماح لأهلها iiوتعطري
والـجـبنُ أقسى في الحياة مرارةً مـن  أن تفاوض فيه أجبنَ معشر
إصـرارك الـبشع الكريه iiرسالةٌ سـيكون  أبشع منه أن iiتستغفري
قـاطـعـتِ كل َّ شعوبنا iiمختارةً فـتـجبّري  ما شئت أن iiتتجبري
وقـطـيعة  الأجيال أعظم iiقدرُها مـن  أن تقاس بما تبيع iiوتشتري
شـهـدت لأوروبـا بـكل iiرقيّها أن  الـسـيـاسـة نعرة iiالمتكبر
شـكـرا  لـعاهلك المكسر iiتاجه شـكـرا لموقف شعبك iiالمتحضر

27 - فبراير - 2006
في الرد والدفاع عن رسول الله محمدصلى الله عليه وآله وسلم
وأنت كذلك يا أيها النويهي    كن أول من يقيّم

وأنت كذلك يا أستاذ عبد الرؤوف (النويهي) كتبت للوراق أدبا رفيعا وفنا راقيا ، بلغة سلسة ،وبيان ناصع ، جزاك الله أحسن الجزاء، وأعظمَ ثوابك، وإضافة إلى ذلك أنت رجل مبارك، ودليلي على ذلك ملفك الذي افتتحته في مجلس الفلسفة، فكان أجمل ملفاتها،  وأتمنى أن تجعل هذا الملف (الكوميديا الإلهية) ملفا لك خاصا، تكتب لنا فيه روائع دانتي في خالدته هذه، ولا أريد أن أثقل عليك في المطالب، ولكن لا تنس أن لي في عنقك دينا لم توفه، ولم تجبني إلى ما سألتك فيه من كتابة ترجمة موسعة لعمك (العلم المظلوم) والذي لابد أن ينصف يوم يستعيد الإنصاف حياته... ولا شك في أن لكل منا أخطاءه وعثراته.

ومن ذا الذي تُرضَى سجاياه كلها كـفى  المرءَ نبلا أن تعدَّ iiمعايبه

27 - فبراير - 2006
الكوميديا اللإهية
شكرا للدنيمارك    كن أول من يقيّم

الأخوة المشاركون في هذا الملف: أرجو أن أرى تعليقكم على قصيدتي (شكرا للدنيمارك) فالظاهر أنكم لم تقرؤوها، وهي في دوحة الشعر في ملف بعنوان (في الرد والدفاع عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم)

2 - مارس - 2006
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
 95  96  97  98  99