من أنوع التدبر كن أول من يقيّم
قال تعالى على لسان سيدنا موسى عليه السلام : " قال ربِّ اغفِرْ لي ولأخي وأدخلْنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين ". ( الأعراف 7/151) . ( ربّ) : منادى لأداة نداء محذوفة . منصوب ؛ لأنه مضاف ، وحُذِف المضاف إليه ، وهو ياء المتكلم . ( اِغفِرْ ) : فعل دعاء ....... ( الواو) في : ( وأنت) : إمّا حالية ، وإما استئنافية . إذن ، فقد حذف المضاف إليه في ياء المتكلم مضافاً إليها المنادى . *وكذلك يحذف المضاف إليه في ( قَبْلُ ، وبعدُ ) : قال تعالى : " ... لله الأمرُ مِن قبلُ ومِن بعدُ" ( الروم 30/4)؛ أي : من قبلِ الغلبِ و مِن بعدِهِ . ( مِن ) : حرف جر . ( قبلُ + بعدُ ) : ظرفان بُنيا على الضم ؛ لقطعهما عن الإضافة لفظاً ، لا معنىً ، ثم جُرّا بِ : ( مِن) ، وبقيا على ضمهما .( من قبلُ) : متعلقان بحال محذوفة من ( الأمر) . · ربما يحذف اسمان مضافان ، كقوله تعالى : " ذلك ومَن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب" (الحج 22/32)؛ أي : فإنّ تعظيمها من أفعال ذوي تقوى القلوب . ( ذلك) : ذا = اسم إشارة ، مبني على السكون في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره : الأمر ذلك . أو : مبتدأ محذوف الخبر ، التقدير: ذلك الأمر ، ولام التعريف في ( الأمر) : كمالية [وإلا اعترض معترضٌ وقال : إعراب ( الأمر) : بدل من اسم الإشارة . والردّ : مالم تكن ( أل) كمالية ، كقولنا : هذا الشاعرُ! كما نقول في العامية : لاهيك شاعر لا بلا ]. واللام للبعد ، والكاف للخطاب . الصرف: *( التقوى ) : اسمٌ ، أو اسم مصدر على زنة ( فَعْلى) ، وأصله : وَقْيا = أبدِلتْ الواو تاءً أوّلَ الكلمة ، فأصبح : تَقْيا ، ثم أبدِلتْ الياء واواً ؛ لأنه اسمٌ على ( فَعلى) لامُه ياء ، وإنما فعلوا ذلك ؛ تفرقةً بين الاسم والصفة . *( الله) : ( أَلِهَ) الإلاه : الفِعال ، الله : العال . ( الله) : (لاهٌ) : فَعَلٌ ، الله : الفَعَل ُ . وهكذا فَلِسيبويه رأيان في الكتاب ( 1/309بولاق= 2/195هارون) ، و(2/144-145بولاق= /498هارون). وذهب الخليل إلى أنّ مادته : ( وَلِهَ ) ، أبدِلتْ الواو همزة؛ لانكسارها ، فقيل : إلاه ، ثم دخلتْ عليه ( أل) ، وحُذفتْ الهمزة، فوزنه : العال . ومذهب المازني أنه اسمٌ هكذا موضوعٌ لله عزّ وجلّ. ( اشتقاق أسماء الله ، للزّجَّاجي، ص 26). قال أبو حيّان : " … والذي ينبغي اعتقاده أنه ( لفظ الجلالة) غير مشتق ، بل اسمٌ مرتجَلٌ دالٌّ على ذات ".( البحر1/133). |