البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 93  94  95  96  97 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
البحث عن لؤلؤو المستحيل    كن أول من يقيّم

لم أكد أعى الحياة وأسير على أرض الواقع ..حتى أدركت أن الحياة لابد أن تؤخذ بجدية وحسم ونضال ومقاتلة ..أن تضع نصب عينيك على بداية الطريق ثم تندفع بك الحياة رويدا رويداً إلى الأمام ..لايعوقك عائق ولايقف أمامك سد أو مانع ..تضرم بين أحشائك وجوانجك نار مقدسة لاتخضع للعواصف ولاتنهزم للرياح...دائماً مشبوبة.. لاتهدأ ولايخفت لهيبها وسعيرها المضطرم .

النار المقدسة المتأججة فى الروح والقلب والوجدان والعقل والجسد .

حاولت جاهداً أن أضع يدى على موطن الداء وأبحث عن الدواء ..
وكان السؤال الأبدى .كيف لى أن أواصل النضال فى هذه الحياة وأنا خال الوفاض من كل الأسلحة التى تعنينى على النضال والمقاتلة وشق الطريق الصعب فى هذا الليل المتراكم الذاخر بشتى المعميات والمبهمات والغوامض والأسئلة الحائرة بلا جواب .

كنت أبحث عن لؤلؤة المستحيل ،دون هوادة ،عطشى لاتطفئه أنهار الكون ..دائماً العطش ..العطش ...العطش
وجوع إلى الحقيقة لايستكين ولايهمد.

24 - يناير - 2010
طقوس العشق والغربة
وهدأت براكين الأسى    كن أول من يقيّم

كان حضورها الأسطورى فى زمن قارب على الإنتهاء والإستعداد للرحيل والخروج من دوامة الحياة إلى مجهول تخشاه الروح،فلقد إنقضى العمر وشاخت كل الأشياء ..شاخ الجسد وشابت أيامه وضاقت الخطى وعجز العقل عن سبر الأغوار .
ومن بين الضباب المتزاحم بكيانى والظلمات المحيطة بكل اتجاهاتى ،وعواء الريح وصفير العواصف ..تجلت كالنور وتجسدت أسطورة حية .يسبقها عبير ها الفواح وخطوها الوئيد ..ومدت يداً وهمست: قم معى ..لاتحزن فمازال فى العمر بقية ..أنت لى وأنا قلب أخضر لم ولن يدخله سواك ..سأكون لك أبد الدهر ..أحبك أشتهيك ..أنام بين أحضانك ..لن أفارقك ..فأنت لى وأنا لك..

أمسكت بيدها وسرت بجوارها ..سارت بى عبر الجنائن والحدائق .. خشيت من وهمى وخشيت من لهفتى أن تضيع منى ..تشبثت بها وشممت عطرها وذاب كيانى فى كيانها ..تلاصق الجسدان وامتزجت الروحان ..
ثم هتفت بى: اهدأ ودعنى أعرف عنك كل شيىء وسوف تصل إلى مبتغاك .
وهدأت براكين الأسى ،وسكنت الزوابع ..


وأنشأ قلبى يقول :

24 - يناير - 2010
طقوس العشق والغربة
وتلاقت الصرختان    كن أول من يقيّم

فى زمن الزهو والنضال الوطنى ،وصوت عبدالناصر ،فى ميدان المشية بالأسكندرية ،يشق الآفاق ،ينادى بأعلى صوته بالعزة والكرامة.."أنا إللى علمتكم العزة والكرامة !!!!!" والضباط الأحرار والصراع على السلطة ..قوانين الإصلاح الزراعى ،والمحاكمات الثورية لرجال ماقبل يوليو 1952م ....
الإخوان المسلمون ...والشيوعيون .. وبطون المعتقلات تضم الآلاف.

زمن يشتعل فيه كل شيىء وتجيش بالصدور الأمانى والطموحات والرغبات والأحقاد والإنتقامات والمبارزات الفكرية ..طه حسين ،العقاد، لويس عوض ...والمباحثات لإخراج الإنجليز وتحرير أرض الوطن المدنسة من الإستعمار الجاثم على صدر الوطن لأكثر من سبعين عاماً.عانى فيها الشعب صنوف الذل والهوان ومرارة العيش وشظف الحياة .وضياع كل شيىء ،فلم هناك مايمكن أن يفخر به الإنسان إلا دماء الشهداء التى تروى ثرى الوطن الحزين .

جاء عبد الناصر وصحبه .. رجال أحرار، ضباط فى الجيش . . ثلاثون عاماً ونيف كانت أعمارهم..أطلقوا لأنفسهم العنان .
استهدفوا الصالح العام ..لكن الثورة أى ثورة لابد من ضحايا ..فكان خميس والبقرى ...ومئات المعارضين ..

بدأ عبدالناصر يزيح من أمامه كل صعب ،ويطيح بكل رأس تطاول رأسه .
سلطة يوليو المسيطرة والمستبدة والحاكمة وعبد الناصر القائد الأوحد والزعيم الملهم ..لاصوت يعلو على صوته ..وسكت مثقفونا وأنضووا تحت مظلة يوليو .

وفى يوم أشرقت شمسه ،كان الجو صحواً والنور يملأ الآفاق ..
آزار،مارس شهر الأزهار والورد والعطر الفواح ..آزار،مارس .إله الحرب عند الإغريق .. والأرض الخضراء والمياه الصافية والأحلام التى تدغدغ المشاعر وتطغى على الأحزان وتفتك بالخوف المتسلط على الأفئدة .

صغيرة أمى ،خمسة عشر عاماً، صرخت صرخة مدوية ..خرجتُ ،من رحمها الصغير إلى رحم الحياة الكبير،صارخاً وتلاقت الصرختان تنبىء عن زمن قادم يحمل بين جناحيه مايشيب له الولدان.

24 - يناير - 2010
طقوس العشق والغربة
وسع عقلى كل شيىء    كن أول من يقيّم

 وعيت للدنيا ،وثبت فى يقينى ..أننى سوف أواصل النضال فى هذه الحياة حتى أموت وحيداً ..حاملاً بين كتفى رأسى المملوء بكل ثقافات العالم الذى أحياه أو هكذا أظن.
هذا الشره وهذا النهم وهذا الإندفاع الجامح نحو المعرفة .
كنت معذباً بذاتى ..بأحلامى ..بأشواقى ..بهمومى .. فوجدت الخلاص فى السعى الحثيث إلى المعرفة ،فى إرتياد كافة مناهل العلم ..
السعى الجثيث والدؤوب إلى الكلمة .

روحى متمردة على الواقع المعايش ،تودالصعود إلى أقصى أركان الكون ..مندفعاً نحو المجهول بكل ما أمتلك من قوة وبأس .
لم يتطرق اليأس إلىّ طوال حياتى ،أحسست بأن لى رسالة فى هذه الدنيا ،سوف أؤديها وأرحل ..حاملاً معى روحى ودمى ..ومن ثم سعيت أن أؤدى الرسالة بصدق وحب وتفان.

أحسست منذ ريعان شبابى وسنواتى الأولى ..أن هناك قدر مرصود لى لايمكن التزحزح عنه ولافكاك منه مهما إدلهمت الأسباب.
تعلقت روحى بموسيقى الحياة وبهجتها وقوتها وزهوها وجمالها الفتان .
وكلما تعمقت فى سبر أغوار الحياة والغوص فى أعماقها والسير فى دروبها وحواريها .. زاد اليقين بداخلى أن رسالتى لابد أن تكتمل ولم يداخلنى الشك أن الإنسان لم يهبط من السماء إلا لكى يعود إليها ،وأنه طرد من الجنة وعاش على الأرض لا ليخلد فيها بل ليسعى نحوها ويهرع.

زاد اليقين بداخلى ..ولم يداخلنى الشك مطلقاً فى كونى أعددت لأداء عمل ما ،وهذا العمل طموح إلى أقصى درجة ..وجدت عقلى يسير بى ويعرج إلى سماوات تهواها الأفئدة وتهفو إليها العقول .

وسع عقلى كل شيىء ..ولم يصدنى عن إرتياد المخاطر وركوب الأخطار والخوض فيما يجب وما لايجب

عقلى كان ومازال المرشد والإمام والدليل والهادى والآخذ بيدى فى ظلمات الحياة وغوامض الكون ..فتح أمامى جميع الأبواب ..لم يبخل ولم يضن ولم ينهزم ولم يشخ .. سعيدأ به مقدراً له ،منحنياً تحت أقدامه لاثماً أعتابه.

24 - يناير - 2010
طقوس العشق والغربة
هذا الكائن الفريد    كن أول من يقيّم

هذا الكائن الفريد .."وتظن أنك جرم صغير وفيك إنطوى العالم الأكبر "

هذا الإنسان المعذب بذاته ونفسه وطموحاته وآماله وأمانيه وإحباطاته وانتصاراته وهزائمه.
هذا الإنسان ،المخلوق الوحيد من بين مخلوقات الله الذى يعرف انه سيموت ولا يبقى إلا ذكرى تنمحى بمرور الأيام وكرور السنين .
هذا الإنسان التائه فى غوامض الأكوان ومبهمات الحياة والصراع الأبدى بين قوى الخير والشر .

أشفقت على نفسى وأشفقت على من حولى ،كان الدمع من عيون الآخرين والأخريات ،يهزنى هزاً ويفتك حنايا روحى ويحفر بأحاسيسى خنادق وأخاديد غائرة .
تعاملت مع الناس ،بهذا المنطق الذى رآه الناس غريباً وعجيباً وبعيداً عن مألوف الحياة وطباعها الشرسة ..وجدوه فعلاً لايستقيم مع الواقع والحياة .
قيل لى ،كثيراً وكثيراً جداً ،أنت حقاً غريب عن هذه الدنيا وتحمل بين حنايا صدرك قلباً أخضر ومشاعر خفاقة .
قلتُ :هذا تعامل إنسانى وتكامل بشرى مطلوب مابقيت الحياة ..والإنسان لن يعيش دنياه إلا مرة واحدة .فلماذا لاينشر بين الناس صدقه وحبه وخيره ؟؟؟

ويبدو أننى أعيش فى وهم مستمر وأقاتل وحدى دون هوادة ،ونضالى مع الحياة والوجود ومع البشر يزداد ضراوة ..وتتأكد لى طبائع الشر المتنامى بالإنسان خسةً وحقارةً ..لقد هيمنت هذه الطبائع الرديئة وتفشت وأصبحت شعار الآنى والواقع.

فاض الكيل بروحى واعتراها مايعترى الربيع من خريف عاصف ..
ولم أجد سوى نور الحب أهتدى به فى ظلمات البر .

24 - يناير - 2010
طقوس العشق والغربة
لابد من الحرية    كن أول من يقيّم

بوضوح كافٍ ..أقول ..مارأيته فى طفولتى وصباى ..كان الدافع الأول والأخير، لاختيار الطريق الذى سأنتهجه مستقبلاً وأحرص عليه وأتمسك به .

الظلم ..الجهل ..المرض ..الفقر ..رباعية أمسكت بخناقى ولم تتركنى أبداً.. صارت منبع قلقى وبؤرة تمردى ومحط اهتمامى .

ما رأيته فى القرية والحياة الرديئة التى تُسيطر على العقول المغلقة ..جعلنى فى حالة صدام مع المجتمع بأكمله .

كنت الغريب والمتمرد والقلوق .."على قلقٍ كأن الريح تحتى "

همتُ باحثاً عن العدل والحرية والجمال .

همتُ أسعى وأنبش فى ماضينا العريق ..والسؤال إثر السؤال..

هل نحن فعلاً أحفاد الفراعين ..بناة الأهرام ؟؟

كان أول بحث أُقدمه فى المدرسة الإعدادية عن خوفو وهرمه الأكبر .
حضارة عريقة ضاربة الجذور فى التحضر والثقافة والمعتقدات والإنسانيات والآداب والأفكار .

كلما نظرت حولى ..أصطدم بما يُثير عقلى ويُشغل فكرى.

عشتُ طفولة لا أقول أنها طفولة.. فكما يقول جوركى .."طفولتى !! أنا ليس لى طفولة"
كان المد الثورى وعبدالناصر "ملأ الدنيا وشغل الناس" ثم أرى فقراً وجهلاً ومرضاً وظلماً وهزيمة ساحقة ماحقة..يعيثون فى طول البلاد وعرضها، فساداً وتخلفاً.

منظومة العدل والحرية والخير ..لابد أن تكون لكل الناس بلا استثناء .
كان سلاحى هو القراءة والتثقيف..فتحت عقلى لكل الثقافات ..ما رأيت كتاباً إلا وحرصت على قراءته..قد أفهم بعض ما فيه وقد لا أفهم.لكن فى نهاية الأمر.. أخرج منه بكلمة أو بفكرة.

الظلم ..لعنه الله ..ولعنة الله على الظالمين..رأيتُ أحد أجدادى يضرب أحد الفقراء بكرباج سودانى ،لأنه تجرأ وأعترض على تصرف ما .. صدر من أحد أبناء العائلة .والكرباج كالسيل المنهمر على جسد الرجل، الذى لم ينطق بحرف أويصرخ..رأيتُ الرجل كومة لحم تنزف.

رفضت الظلم بكافة أشكاله ..لعنت الظلم والظالمين ..حرصتُ فيما بعد ..على السعى نحو العدل، ما استطعت إليه سبيلا.

لابد من الحرية ..لابد أولاً وأخيراً..من حرية الإنسان من الفقر والجهل والمرض .

24 - يناير - 2010
طقوس العشق والغربة
الروح للروح تشتاق    كن أول من يقيّم

من الذى قال أن الروح للروح تشتاق ؟؟
من الذى أودع فى الأبدان أرواحا تتحابب؟


يكاد المرء يفزع عندما يشعر بتوأم الروح يتألم ، وتكاد روحه تزهق خوفا وحرصا عليه .

وكم تكون بهجة الروح عظيمة متعاظمة أن يسترد توأم الروح عافيته .

أنا.. أدركت أخيراً ،أن التمرد على قوانين الطبيعة لن يكون فى صالحى ولابد من الخضوع والإستسلام والسير على تعليمات الأطباء بدقة والتزام وحرص ،تحاشياً للكثير من الألم والتعب والمرض وتناول الأدوية والإمتناع عن كل مايعكر صفو الروح .
 لابد من ذلك وإلا أحمل آلامى على كفى وأتحمل مسؤليتها.جميعنا يتعرض لما هو أشد وأعظم هولا وهما وألما وعصفاً، للأمواج العاتية وتدمر وتخرب وتهدم وسرعان ما يعود البحرلطبيعته وهدوئه وصفائه .
جميعا تتقاتل بداخله أنواع شتى من الصراعات والمشاكل والأحزان .
 
 فى سالف أيامى وسنواتى الناضرة وفى العقد الثالث والرابع من عمرى تركبنى الإحباطات والهزائم والهموم وتظل لأكثر من اسبوع أو عشرة أيام تنهش فى عقلى وقلبى وروحى كانت تفتك بى .
كانت تأخذنى إلى شواطىء مجهولة العنوان ، إلى دنيا غريبة تتوه فيها الأشياء وأبتعد عن كل شىء وأى شىء مخافة المساس وإلا تحول كل شىء إلى دمار .
كنت أخاف من نفسى على نفسى وعلى روحى من روحى وعلى عقلى من عقلى .
كنت أطارد مجهولا يسيطر على كلى .

سيدتى الجليلة ..أنا بما تكونيه أعرفه ، وبما يهدر بروحك أشعره ، وبما يفتك بك أحس به .
أتمنى أن تكونى بخير والقبيلة أيضا ومن قبائلنا المحبة والفرح والسرور

26 - يناير - 2010
رسائل مجهولة المصدر ..
ديوجين الحكيم    كن أول من يقيّم

"أخاف من القدر الذي كما يبدو لا يتوانى عن نصرة المارقين و كأنه ينتقم من
الشرفاء ، أخاف لأن المعايير الإنسانية لم تتغير فيالإنسان فقط ، بل يُخّيَّـل لي ، بأن المعايير السماوية انقلبت و تغيرت هي أيضاً"
.
سلوى

عندما أثور وأختلف وأمتعض وأرى الدنيا متشقلبة والسماء أيضا .
أصرخ ما العمل؟؟تموت _آنذاك_ بداخلى القيم الجميلة والمشاعر الراقية والصفات الحميدة ،يتقهقر الخير ويحل محله الشر ،تذوب الحدود بين الواقع والخيال ،وتتهمش تجليات الرقى الإنسانى 0

عندما تتكلمين _سيدتى الجليلة _يبين لى عمق هذا العقل الذى تحملين ،ومنطقية
الروح التى تتدثرين ،وحيرة النفس ومتاهة السؤال، وضياع الإجابة 0
صدقينى لو قلت أن ما تتحدثين به مأخوذ من أعماقى وروحى ونفسى.
هل يتسنى لجسدين بينهما أبعاد وآباد ومسافات ،أن تحل فيهما روح واحدة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أؤكد ولن أكون مبالغا أننى شعرت بوجع روحك ومعاناتك قلقك واضطرابك وغيوم تفكيرك ،أؤكد لك ِأننى شعرت وأحسست بقسوة اليد العاصرة التى نالت منكِ أزعتكِ وأرقتكِ و أطارت النوم من عينيكِ.
أؤكد بأن هدير الحزن قد حطم ما بقى لديكِ من تماسك وطمأنينة.
فعلا....قد تغيرت المعايير بل تلاشت الحدود بين الإنسانى والسماوى ..هما من طينة واحدة ومن مستنقع واحد 0
كيف يجد الإنسان الشريف مأواه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كيف يتلاقى الضدان لكى يصيرا واحدا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الإنتقام لمن يناضل وينافح عن العدل ، والسلطة والسلطان للظلمة والأوغاد .
طول عمرى أبحث عن العدل وكأنى ديوجين الحكيم الذى يحمل صباحه لكى يبحث عن النور فى رائعة النهار .

26 - يناير - 2010
رسائل مجهولة المصدر ..
ولزواجى قصة أخرى    كن أول من يقيّم

الثانية والنصف من صباح الأحد

الحرص على الأبناء ،فلذات الأكباد ،نحن مارسناه وعايشناه ،وكم أدركنا المعاناة القاسية التى تشغل العقل والقلب معا ،وما يوده الأب لأبنائه من رفعة ومجد،كان بمنأى عنهما 0

ذات ليلة كان القمر بدرا ، أجالس بعض الأهل والأقارب ،نتطرق إلى مشكلات القرية والظروف المحيطة بنا ، وما يجب عمله حتى تصبح القرية فى مستوى لائق ، وفجأة وبدون تمهيد ،ألقى أحد الأقارب بقنبلة هزت المجلس ،وأخذت الأسماع ونالت إهتماما ملحوظا ،على إثرها ضاعت كل الحوارات الأخرى 0
قال القريب :فى يوم كنت جالسا مع عمى العمدة وعمى الحاج محمد(والدى )وبعض الأعيان بالبلد ،ودار الحديث عن مشاكل البلد (القرية)وبعد لحظات سمعت حديثاجانبيا عن رؤوف ومشكلته مع الدولة والأمن والسياسة،وأن البلد مش ناقصة مشاكل ،ولازم رؤوف يبعد عن الأفكار الهدامة وبلاش وجع دماغ 0 لكن عمى الحاج محمد ،لم يترك لمن يتكلم الفرصة وقال له : ابنى حر فى أفكاره ويتحمل مسؤليته وهو مثقف وعارف الصح من الغلط ،وإذا كنت أنا مش موافق على آرائه وفكره ،مش معنى ذلك إننى أتبرى منه ،أو أطرده من البيت 0 وطبعا كل الموجودين سكتوا وانفض المجلس،وعلى فكرة الكلام حصل حوالى سنة تمانين(1980م).

الحكاية تعتبر حدثا بالنسبة لى ،لأن والدى يرحمه الله ، تربية أزهرية والدين والإسلام والقرآن وخطيب مسجد ومن الدعاة ،وابنه على النقيض منه ،ورغم النقد الشديد والقاسى الموجه له ومحاولة النيل والإصرار على أخذ موقف منى ،لم يتدخل فى حياتى مطلقا ،وعرفت مدى المعاناة والألم الشديد والصبر على تطاول المتطاولين وإيذاء الأهل والأقارب له سواء بالفعل أو القول .

ولزواجى قصة أخرى ،ألم أقل أنها غربة واغتراب ؟؟؟؟؟؟؟؟

تحيتى وتحيات القبيلة وكان الله فى العون.

26 - يناير - 2010
رسائل مجهولة المصدر ..
للصادق السعدى ...تحية وتقدير    كن أول من يقيّم

أن يطل الشاعر الكبير الصادق السعدى على خرابيش النويهى  ويقرأها ،فقد كتب لها الخلود.
 
لا أكتمك السر ياصديقى العزيز ..فمنذ سنتين أو أقل قليلاً ،خاننى  قلبى خيانة عظمى وأبى أن يستمر فى دقاته  وتعثرت خطواته وعاند عناداً أجبر معه الأطباء إلى الدخول إليه ومحاولة إعادته إلى متابعة دقاته.
 
وبعد إجراء اللازم طبياً وخروجى من غرفة العمليات  ووضعى على السرير .وفجأة عاند قلبى  عناداً عظيماً وحاول التملص مما فعلوه به ..وصرخ الأطباء وتنادوا على بعضهم البعض  وهرعوا ينظرون إلى القلب الذى يأبى السكون ،فقد إرتفع الضغط إلى درجة ،كادت روحى فيها أن تخرج إلى بارئها  ،بل رأيت الفزع فى أعينهم والخوف الشديد ، وأعلنوا حالة الطوارئ  بالمستشفى ..وكنت أشهق الشهقات الأخيرة مودعاً الحياة .
 
لكن العمر لم ينته بعد  ..فقد هبط الضغط وعادت دقات القلب إلى طبيعتها .
حتى اللحظة .. أشعر بأن العمر يجرى  وأخشى أن أرحل ولم أنه كتاباتى بعد.
وأصبحت متوجساً من تمرد هذا القلب ،الأمر الذى يدفعنى أن أكتب ولاأنتظر من يقرأ أو يتابع.
القلب يجرى والعمر يجرى ولابد أن أكون أسرع منهما.
فأنا أخشى حسرة الأغنية التى لن تتم .. كما قال ناظم حكمت.
 
وأعلم علم اليقين أن الموت بيد الله ولكل أجل كتاب.

26 - يناير - 2010
طقوس العشق والغربة
 93  94  95  96  97