الرّضا كل الرضا بما قسم الله لنا من الرزق كن أول من يقيّم
اقترب الصيف مع إنّ البطيخ لا ينقطع هذه الأيام طوال العام مع إنه فاكهه موسمية .. فيا أخي الأستاذ أحمد يكفينا بطيخة واحدة من حلب .. الرّضا كل الرضا بما قسم الله لنا من الرزق في يوم من الأيام .. خرج شاب من بيته وهو مثقل بالهموم متضجرا من الحياة وقسوتها ، فوجد شجرة في مكان غير بعيد عن المدينة ، جلس تحتها وأسند ظهره على ساقها ..اقترب منه رجل كبير مسنٌّ وجلس بجواره .. أخذا يتبادلان الحديث ..الشاب يذكر وقع ظلم الدنيا عليه ويقول : "أنا تعبان وغيري مرتاح أنا فقير وغيري غني ".. وأجلس هنا لأنسى همومي .. أو بالأحرى لأنسى أنني موجود "
نظر إليه الرجل الأشيب قائلا " لم كل هذا التشاؤم ؟ .. لا تزال شابا وتنظر إلى الحياة بهذا المنظار الأسود "!!! .
أجابه الشاب " أرى الناس ينعمون وأنا شقي .. هذه حسرة تملأ قلبي ". قال له الأشيب : تعال معي وصاحبني لنروّح عن نفسينا في المدينة .... وجدا معرضا للسيارات الحديثة .. قال الأشيب للشاب : لندخل المعرض ونمتع العيون بجمال السيارات .. قال الشاب : من يدخل هنا لا بدّ له أن يشتري وأنت تعرف الحال .. أجابه الأشيب: ما عليك .. دخلا المعرض وتوجه الأشيب ومعه الشاب إلى صاحب المعرض وقال له : أريد أن ترينا تلك السيارة .. أجابهم صاحب المعرض : الموظفون متواجدون في المعرض .. أخبروهم عن طلبكم هذا وهم يعملون اللازم .. قال له المسن : أريد منك أنت أن تأتي معنا .. أجابه : لا استطيع .. يداي ورجلاي مشلولتانكما تريا ولا أستطيع المشي ولا حتى الحركة ..فنظرا إليه عن قرب فوجداه بالفعل مشلولا .. فقال له المسن : الذي يشفيك من مرضك هذا، ماذا تعطيه ؟.. قال له : معرضي هذا وهذا كل ما أملك ..خرج الأشيب والشاب من المعرض وتوجها إلى متجر كبير مجاور .. تردد الشاب من الدخول لأن الحالة لا تسعف ، فألح عليه الأشيب ، فدخلا وصارا يجولان داخله ، وإلآّ بغرفة زجاجية في زاوية من زواياه ، بداخلها رجل يحاول أن يواري نفسه عن أعين الناس !!!. سألا عنه ، إنه صاحب المتجر ، مصاب بالجرب لايبرح مكانه ، لأن الناس تنفر منه وتبتعد .. نظر الرجل الأشيب إلى الشاب وقال له هل تحب أن تمتلك معرض السيارات وهذا المتجرمعا مع العلل؟!! أجابه الشاب : أحب أن آكل رأس بصل مع قليل من الملح أفضل من هذا .. ترك الأشيب الشاب بعدما سمع مقولته ، ورجع الشاب إلى أهله وقد ذهب عنه الهم والغم ، راضيا كل الرضا بما قسّم الله له من الرزق .. |