البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ابو هشام العزة

 8  9  10  11  12 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
رواية أخرى عن ( إنّ العِرقَ دساسٌ ).    كن أول من يقيّم

رواية أخرى عن ( إنّ العِرقَ دساسٌ ).

قال رجل خرجت مع جماعة من أهل البصرة ، نريد بادية من بوادينا بأمر ، وكان مسيرنا ثلاثاً ، فنزلنا في الليلة الأولى على حي من بني مازن ، فقصدنا بيتاً رحباً فإذا ببابه رجلٌ وامرأةٌ ، وهما صاحبا البيت فسلمنا فردت المرأة السلام ، وحيت وأظهرت بشراً وبشاشة ، وأعرض الرجل وأظهر تبرماً وتضجراً .
فقالت لنا المرأة : انزلوا بالرحب والسعة ، فقال الرجل : ماعندنا موضع لنزولكم ، فقالت المرأة : سبحان الله ! تقول هذا لضيفان قد حلوا بنا ، ووجب حقهم علينا ! انزلوا بارك الله فيكم ؛ فظهر منا نفور لما سمعنا من بعلها ، فقالت : لا يحشمنَّكم ماسمعتم منه ، فإن له فيما أبداه من ذلك عذراً .
وأمرت أتباعها فرحبوا بنا وأنزلونا ، وانطلق بعلها كالحاً وجهه غضبانا ؛ فتعجبنا منه كثيرا ، إذ لا نعرف ذلك من أخلاق العرب ! ..
وبتنا ليلتنا خير مبيت ، ماتركت المرأة كرما إلا أكرمتنا به .
وأصبحنا فأخذنا الطريق حتى أمسينا في حيّ آخر ، فقصدنا بيتا ضخماً ، فإذا ببابه رجل وامرأة ؛ وهما صاحبا البيت ، فسلمنا .. فردّ الرجل السلام ، ورحب بنا وأظهر بشاشة وبشراً . وأعرضت المرأة ، وأظهرت تبرماً بنا وكراهة لوجودنا بينهم  .
فقال لنا الرجل : انزلوا بالرحب والسعة . فقالت المرأة : وكيف تنزلهم وماعندنا مايصلحهم ؟ فقال الرجل : سبحان الله ! تقولين هذا لضيفان قد حلوا بنا ؛ ووجب حقهم علينا ! انزلوا بارك الله فيكم ؛ فإنّ عندنا ما يصلحكم ! ..
فظهر منا انقباض شديد لما سمعنا من زوجته ، فقال : لا يحشمنَّكم ماسمعتم من هذه المرأة ، فإن لها فيما أبدته من ذلك عذراً . وأمر أتباعه فاستقبلونا ورحبوا بنا وأنزلونا ، ودخلت المرأة البيت مغضبة ، فأطلنا المناجاة فيما بيننا ، نعجب من الأول وزوجته ، ومن هذا وزوجته ونقول : سبحان الله كيف كان حالنا مع ذاك البيت بالأمس وحالنا مع هذا البيت اليوم !!!!....
صاحب البيت يتأملنا ويُصغي إلينا . ثم أقبل علينا ، فقال : من أين خرجتم ؟ قلنا من البصرة . قال : ومتى فارقتموها ؟ قلنا : غداة أول أمس . قال : أين بتم البارحة ؟ قلنا : ببني فلان . فقال : وفي منزل من ؟ فقلنا : في منزل رجل يقال له فلان . قال : فإني رأيتكم تتحدثون بينكم حديثاً تكثرون منه التعجب ، فماذاك ؟ .
فقلنا : إذن والله نخبرك ، إنه من الأمر كذا وكان كذا ، فقال : قد ظننت هذا ، أفلا أخبركم بما هو أعجب مما تعجبون منه ؟ قلنا : بلى ! قال : اعلموا - حياكم الله - أن تلك المرأة التي بتم ببيتها أختي لأبي وأمي ، وأن ذلك الرجل أخو زوجتي هذه لأبيها وأمها ، والذي رأيتم منا خُلُقٌ جُبلنا عليه ، لا تكلف فيه ! ..
فقلنا : الحمد لله الذي جبلك على أخلاق الكرماء من الرجال ...

11 - مارس - 2009
قصص من الأدب الشعبي 2
تعديل لغوي    كن أول من يقيّم

الأخ العزيز الأستاذ أحمد عزو أدامك الله لنا ذخرا ولكل المحبين ، حقيقة مع السهو والسرعة ضيعنا لحانا ، لأن كلمة الحانا من اللحن وبابها لحن وليست من اللحى ، والعدد واحد يوافق المعدود في التذكير والتأنيث  .. كان لرجل زوجتان إحداهما شابة ..  زوجتان اسم كان مؤخر لتقديم الجار والمجرور عليها ...كما ضيعنا لحانا مع همزة الوصل وهمزة القطع  أخرى  ، اسمها.. أما كلمة ملتحٍ نكرة قطعت عن الإضافة ، والتاء المربوطة بدل الهاء في الشابة ، الأفضل كي يبدو خير من لكي لأن اللام للتعليل وكي تعليل ونصب .......
الحمد لله العلي القدير  إنني استحضرت أخا عزيزا  على قلبي إنه صمام الأمان لهذه اللغة الجميلة . ولك مني كل التقدير ..
وما أبرئ نفسي إنني بشر     أسهو وأخطئ ما لم يحمني قدر
وما ترى عذرا أولى بذي زلل     من أن يقول مقرّا إنني بشر  
 
القصة الثالثة : ( لرجل تائه).
رجل لا يعرف ما يفعله مع صديق أو عدو ، مرة مع أهل الخير وأخرى مع زمرة الشرّ.. تائه مع أهل بيته مع هذا تارة وأخرى مع ذاك وحتى حيرته مع جيرانه..
 
بين حانا ومانا ضيعنا لحانا

كان لرجل زوجتان إحداهما شابة واسمها حانا وأخرى عجوز اسمها مانا ، كان الرجل ملتحٍ ، خالط لحيته الشيب ..عندما كان يأتي زوجته الشابة تطلب منه نتف الشيب من لحيته كي يبدو شابا أمامها فيفعل ذلك إرضاء لها ، وعندما يأتي زوجته العجوز تطلب منه أن ينتف الشعر الأسود كي يعطيه الشيب وقارا فيفعل ذلك إرضاء لها ، وبعد أن تكرر هذا بين زوجتيه حانا ومانا .. لم يبق له شعر في لحيته فقال: بين حانا ومانا ضيعنا لحانا .
 

11 - مارس - 2009
قصص من الأدب الشعبي 2
الحمد لله رب العالمين    كن أول من يقيّم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
معافى إن شاء الله تعالى (أخونا عمر ):
*ضع يدك على الذي يتالم من جسدك وقل .......,, بسم الله ثلاثاَ
وقل ....... ): أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبعا َ).
رواه مسلم
(اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، أشف أنت الشافى لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر .( متفق عليه
 
شَفى الله أخانا الفاضل (عمر) : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك .

11 - مارس - 2009
مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كم من بطيخٍ كسّر الجمل    كن أول من يقيّم

كم من بطيخٍ كسّر الجمل
والله معك الحق كل الحق يا أخي الاستاذ أحمد ..
يقال أنّ امرأة تتباها بزوجها وتسمّيه على سبيل التشبيه أو مجازا بأنه جملها ، وجمل العائلة لأنه يتحمل نفقات وهموم زوجته والعائلة كلّها ،  وكان لرجلها جمل ، يحمّله كل يوم بطيخا ـ في أيام الصيف ـ وينزل به إلى المدينة كي يبيع حمله ، فذات يوم رجع الجمل إلى البيت دون صاحبه ، فأخذت المرأة تسأل وتستقصي  فعلمت بخبر وفاة زوجها ، فأخذت تبكي وتندب زوجها وتصيح بأعلى صوتها ، وتقول : مات جملي  ، مات جملي .. سمعها أحد المارة من سكان القرية ، يعرفها ويعرف عمل زوجها ، فقال لها : علام تبكين يا امرأة ؟!!.كم من بطيخٍ كسّر الجمل ، وفي اللهجة الدارجة ( ياما كسّر الجمل بطيخا) وذهبت مثلا..يضرب للشخص الذي يصاب بخسارة مادية ..أو تكررت عنده سقطات نحوية..

12 - مارس - 2009
قصص من الأدب الشعبي 2
الصحفي والأعمى    كن أول من يقيّم

الصحفي والأعمى

      يُحكى إنّ رجلا أعمى  يجلس على إحدى عتبات عمارة على الشارع العام  واضعا قطعة قماش بين قدميه ، وبجانبه لوحة مكتوب عليها:
" أنا أعمى أرجوكم ساعدوني ".
    مرّ رجل صحفي بالأعمى ووقف ليرى أن قطعة القماش لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد عليها. ودون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى وأعادها مكانها ومضى في طريقه. لاحظ الأعمى إنّ قطعة القماش  قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية ، ليس كالعادة ، فعرف أن شيئا قد تغيّر وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو السبب في زيادة الصدقات ، فسأل أحد المارة عمّا هو مكتوب على اللوحة .. فقال له:
" نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله " .
"ما عندكم ينفد وما عند الله باق
"..

12 - مارس - 2009
قصص من الأدب الشعبي 2
مشارط الجراحين    كن أول من يقيّم

    تحياتي كلها إلى أخي الفاضل الاستاذ أحمد وإلى الأخت الفاضلة الاستاذة خولة ..
عن أبي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسانَ على كلِّ شَيءٍ، فإذا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، ولْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ولْيُرحْ ذَبيحَتَهُ" .رواه مسلم.
 
سيدتي :سكاكين أخي الأستاذ أحمد حادة ، ولْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وهو قاصد بذلك ليريح ذبيحته وهذا من باب الإحسان، إنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسانَ على كلِّ شَيءٍ ، وأنا أتقدم إليه بكل الامتنان ، فهو يسير على هدى السنة النبوية في ذلك .
 
و من الآداب أيضا أن توارى السكين ، ولا يُظهرْ السكين إلا عند الذبح .. فنراه يأتي على حين غرّة  ، ومعه الحق في ذلك إنّه يضيق ذرعا فلا يحتمل ، وهذه خصال محمودة لغيرته على لغة القرآن الكريم .... أيتها الفاضلة الأستاذة خولة إن ّ أخانا أحمد لا يتوانى في تطبيق آداب السنة النبوية ؛ يستحب أن لا يذبح ذبيحة بحضرة أخرى..  لقوله : (همساً بيني وبينك ، كي لا يسمعني أحد)..
وألف شكر وتحية لكل سراة الوراق الكرام ..

12 - مارس - 2009
قصص من الأدب الشعبي 2
الرّضا كل الرضا بما قسم الله لنا من الرزق    كن أول من يقيّم

اقترب الصيف مع إنّ البطيخ لا ينقطع هذه الأيام طوال العام مع إنه فاكهه موسمية .. فيا أخي الأستاذ أحمد يكفينا بطيخة واحدة من حلب ..
الرّضا كل الرضا بما قسم الله لنا  من الرزق
في يوم من الأيام  .. خرج شاب من بيته وهو مثقل بالهموم متضجرا من الحياة وقسوتها ، فوجد شجرة في  مكان غير بعيد عن المدينة ، جلس تحتها وأسند ظهره على ساقها ..اقترب منه رجل كبير مسنٌّ  وجلس بجواره .. أخذا يتبادلان الحديث ..الشاب يذكر وقع ظلم الدنيا عليه ويقول : "أنا تعبان وغيري مرتاح أنا فقير وغيري غني "..  وأجلس هنا لأنسى همومي .. أو بالأحرى لأنسى أنني موجود "

نظر إليه الرجل الأشيب قائلا " لم كل هذا التشاؤم ؟ .. لا تزال شابا وتنظر إلى الحياة بهذا المنظار الأسود "!!! .

أجابه الشاب " أرى الناس ينعمون وأنا شقي  .. هذه حسرة تملأ قلبي ".
قال له الأشيب : تعال معي وصاحبني  لنروّح عن نفسينا في المدينة .... وجدا معرضا للسيارات الحديثة ..
قال الأشيب للشاب : لندخل المعرض ونمتع العيون بجمال السيارات ..
قال الشاب  : من يدخل هنا لا بدّ له أن يشتري وأنت تعرف الحال .. أجابه الأشيب: ما عليك .. دخلا المعرض وتوجه الأشيب ومعه الشاب إلى صاحب المعرض وقال له : أريد أن ترينا تلك السيارة .. أجابهم صاحب المعرض : الموظفون متواجدون في المعرض ..  أخبروهم عن طلبكم هذا وهم يعملون اللازم ..
 قال له المسن : أريد منك أنت أن تأتي معنا ..
أجابه : لا استطيع .. يداي ورجلاي مشلولتانكما تريا ولا أستطيع المشي ولا حتى الحركة  ..فنظرا إليه عن قرب فوجداه بالفعل مشلولا .. فقال له المسن : الذي يشفيك من مرضك هذا، ماذا تعطيه ؟.. قال له : معرضي هذا وهذا كل ما أملك ..خرج الأشيب والشاب من المعرض وتوجها إلى متجر كبير مجاور .. تردد الشاب من الدخول لأن الحالة لا تسعف ، فألح عليه الأشيب ، فدخلا وصارا يجولان داخله ، وإلآّ بغرفة زجاجية في زاوية من زواياه ، بداخلها رجل يحاول أن يواري نفسه عن أعين الناس !!!. سألا عنه ، إنه صاحب المتجر ، مصاب بالجرب لايبرح مكانه ، لأن الناس تنفر منه وتبتعد ..
نظر الرجل الأشيب إلى الشاب وقال له هل تحب أن تمتلك معرض السيارات وهذا المتجرمعا مع العلل؟!! أجابه الشاب : أحب أن آكل رأس بصل مع قليل من الملح أفضل من هذا .. ترك الأشيب الشاب بعدما سمع مقولته ، ورجع الشاب إلى أهله وقد ذهب عنه الهم والغم ، راضيا كل الرضا بما قسّم الله له من الرزق ..   

12 - مارس - 2009
قصص من الأدب الشعبي 2
المرأة التي تتكلم بالقران و عبد الله بن المبارك    كن أول من يقيّم

المرأة التي تتكلم بالقران و عبد الله بن المبارك
ذكر بن عباس في كتابه طرائف النساء ....ذكر:
أن الأمام عبد الله بن المبارك خرج ذات مرة للحج إلى بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه - صلى الله عليه وسلم-
يقول عبد الله بن المبارك : وبينما أنا أسير في بعض الطريق إذا بي أرى سواد فتميزته فإذا بها امرأة عجوز عليها درع من صوف أسود وخمار من صوف فاقتربت منها فلما اقتربت منها قلت لها  :
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
فقالت: (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ).
 
فقلت : يرحمك الله يا أمة الله ماذا تصنعين في هذا المكان ؟.
 
فقالت: (وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا) .
قال : فعلمت من كلامها أنها ضلت الطريق.
 
فقلت لها : فإلى أين تريدين ؟ ، إلى أين الذهاب ؟ ،إلى أين المسير ؟.
 
فقالت: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى،).
قال : فعلمت من كلامها أنها قد قضت الحج وتريد أن تزور بيت المقدس.
 
فقلت لها : منذ كم وأنتِ في هذا المكان؟.
 
فقالت : (ثلاث ليال سويا. (
 
فقلت لها : أنا لا أرى معكِ طعام ولا شراب فمن أين تأكلين ؟ .
 
فقالت: ( هو الذي يطعمني ويسقين ( .
 
فقلت لها : فبماذا تتوضئين إذا جاءك وقت الصلاة ؟.
 
قالت : (فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا).
 
فقلت لها : أن معي بعض الطعام والشراب فهل أعطيكِ منه ؟.
 
فقالت: (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).
فعلمت أنها صائمة.
 
فقلت : لماذا لا تكلميني مثلما أكلمكِ؟ ، لماذا لا تتحدثين معي كما أحدثكِ ؟.
 
فقالت : (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.(
 
فقلت لها : هل لي أن أحملكِ على ناقتي هذه ؟.
 
فقالت : (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ).
قال فأنخت الناقة أنخت ناقتي لتركب عليها فلما أنخت الناقة....
 
قالت : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ( .
قال فغضضت بصري فلما ركبت.
 
قالت : (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ).
قال فسرت بها قليلاً.
 
فقلت لها : يا أمة الله هل أنتِ متزوجة ؟.
 
فقالت: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).
قال فسكت ولم أتحدث معها حتى أدركنا القافلة.
 
فقلت لها : هذه هي القافلة فمن لكِ فيها ؟ هل لكِ فيها أحد فأناديه ؟.
 
فقالت: ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) .
قال فعلمت من كلامها أن لها أولاد في القافلة.
 
فقلت لها: وما شأنهم ؟ ماذا عملهم ؟ ماذا يفعلون في القافلة ؟ أهم مسافرون ؟ .
 
فقالت : (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ).
قال فعلمت أنهم أدلاء الركب قال فتحركت بها إلى العمارات والقباب التي يجلس بها المسافرون.
 
فقلت لها : نحن أمام هذه العمارات فمن لكِ فيها ؟ فمن أنادي ؟.
 
فقالت : ( واتخذ الله إبراهيم خليلا) ، (وكلم موسى تكليما) ، (يا يحيى خذ الكتاب بقوة).
قال فناديت : يا إبراهيم ، يا موسى  ، يا يحيى ، قال : فأقبل ثلاثة من الشباب كأنهم الأقمار قال : فلما جلسوا بين يدي أمهم.
 
قالت : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ).
تريد أن تضيف عبد الله بن المبارك قال: فذهب أحدهم فجاءنا بطعام وشراب فوضعه أمامي.
فقالت لنا العجوز : (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ).
 
فقلت : طعامكم وشرابكم حرام علي حتى تخبروني ما شأن أمكم هذه ؟ ما قصتها ؟.
فقالوا : أن أمنا هذه منذ أربعين سنة وهي لا تتكلم ألا بالقرآن مخافة أن تزل لسانها فيسخط عليها الرحمن .
فقلت : (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).

14 - مارس - 2009
قصص من الأدب الشعبي 2
تعليق على القصة المرأة التي بالقران.    كن أول من يقيّم

تعليق على القصة المرأة التي بالقران.
     هذه القصة رواها ابن حبان في " روضة العقلاء " من طريق الأصمعي عن امرأة أعرابية .
     وفعل هذه المرأة ليس بِحجّة ، كما أنه ليس من عمل السلف .
     ولذلك قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    قال أهل العلم :
     يَحرم جعل القرآن بدلا من الكلام .
     وأنا رأيت زمن الطلب قصة في جواهر الأدب عن امرأة لا تتكلّم إلا بالقرآن ، وتَعجّب الناس الذين يُخاطِبونها ،  وقالوا : لها أربعون سنة لم تتكلّم إلا بالقرآن مخافة أن تزِلّ ، فيغضب عليها الرحمن .
      نقول : هي زلّت الآن ، فالقرآن لا يُجعَل بدلا من الكلام ،
لكن لا بأس أن يستشهد الإنسان بالآية على قضية وَقَعَتْ ، كما يُذكَر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يَخطب ، فَخَرج الحسن والحسين يَعثران بثياب لهما ، فَنَزل فأخذهما ، وقال : صدق الله : (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ).
فلاستشهاد بالآيات على الواقع إذا كانت مُطابِقة تماماً لا بأس به . اهـ .
والله تعالى أعلم
الشيخ / عبدالرحمن بن عبدالله السحيم
 
في موضوع 100 سؤال أجاب عليها الشيخ الفاضل مشهور بن حسن آل سلمان:
السؤال 17 : ما صحة قصة تلك المرأة التي لا تتكلم إلا بالقرآن ؟
الجواب : هذه قصة طويلة وجدتها مسندة عند ابن حبان في كتابه "روضة العقلاء" صفحة 49 ، وإسنادها واهٍ جداً ، فيه رجل اسمه محمد بن زكريا الغلابي
، وهذا الرجل قال عنه الدارقطني : متهم بالوضع ، وقال ابن حبان عنه : يروى عن المجاهيل
وهذه القصة رواها عن بعض المجاهيل ، والقصة طويلة ، يرددها بعض الوعاظ والخطباء ،ويرددها بعض الناس في مجالسهم،أما نص القصة فهو
" ثم يروي القصة في ردة "
"   
ثم بعد ما روى القصة كتب "يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
وقد أومأ إلى هذه القصة في الشرح الممتنع في آخر السادس منه،
يقول: يحرم جعل القرآن بدلاً من الكلام ،وأنا رأيت زمن الطلب قصة في جواهر الأدب  ، عن امرأة لا تتكلم إلا بالقرآن، وتعجب الناس الذين يخاطبونها، وقالوا لها: أربعون سنة لا تتكلم إلا بالقرآن
مخافة أن تزل، ويغضب عليها الرحمن، نقول هي زلت، فالقرآن لا يجعل بدلاً من الكلام، لكن لا بأس للإنسان أن يستشهد بالآية على قضية وقعت .أ.هـ ، فحتى لو أنها صحت ، فلا يجوز للإنسان أن يترك الكلام ،  لأن أورع الناس وأتقاهم محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه ، وما فعلوا هذا ولو كان خيراً لفعلوه ، فالقصة ركبها الغلابي هذا ، فكذب فيها على الأصمعي .
الشيخ / مشهور بن حسن آل سلمان

14 - مارس - 2009
قصص من الأدب الشعبي 2
الوفاء بالدين     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

كل تحياتي للأخ د. يحيى وفيت أمانة موضوع الأمانة ، إنك قد طرقت أبواب الأمانة كلها من سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام حتى قوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يوليه قال : (……. وإنها أمانة ……) إلى ما جاء عن ابن عباس أن الله تعالى قال له: أتحمل هذه الأمانة بما فيها. قال وما فيها؟ قال: إن أحسنتَ جُزِيت وإن أسأت عوقبت. قال: أنا أحملها بما فيها بين أذني وعاتقي. فقال الله تعالى له: إني سأعينك، قد جعلت لبصرك حجاباً فأغلقه عما لا يحلّ لك، ولفرجك لباساً فلا تكشفه إلا على ما أحللت لك (وفيت وكفيت).
 
الوفاء بالدين
 
عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن رسول الله[1] صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار فقال : ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال : كفى بالله شهيداً، قال فأتني بالكفيل قال: كفى بالله كفيلاً، قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركباً يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركباً، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر فقال اللهم إنك تعلم أني كنت قد تسلَّفت فلاناً ألف دينار فسألني كفيلاً فقلت كفى بالله كفيلاً فرضي بك وإني جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر وأني استودعكُها فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعلَّ مركباً قد جاء بمالِه فإذا الخشبة التي فيها المال فأخذه لأهله حطباً فلما نشرها وجد المال والصحيفة ثم قدِم الذي كان أسلفه فأتي بالألف دينار فقال : والله ما زلت جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه قل قال : هل كنت بعثت إليَّ بشيء؟ قال: أخبرك إني لم أجد مركباً قبل الذي جئت فيه قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف بالألف دينار راشداً.
 


[1] منهاج الصالحين، صفحة865

16 - مارس - 2009
الأمانة
 8  9  10  11  12