البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 89  90  91  92  93 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
إلى كل مَنْ فقد أمه    كن أول من يقيّم

الشــــــمّعة
أُمَّـاه ياشمعـةً بالـحـب تأتـلـق
لكي تضيء حياتي وهـيَ  تحتـرق
أماه يابسمةً تُحيـي رفـات  دمـي
إذا استبدّت بهِ الأحـزان والحُـرَقُ
كم ليلةٍ من ليالـي العمـر  داجيـةٍ
تنام عيني ويضنـي عينـك  الأرقُ
وكم سكبت دموع الشـوق ساخنـةً
مدى غيابي . وأدمى طرفك  الأفـقُ
يـاوردةً ماتسنّـى عطرهـا  أبـداً
يفوح منها على طول المدى  عبـقُ
يابلبلاً بـذر الأنغـام فـي شجنـي
من صوته ناصع التحنـان  ينبثـقُ
يانحلـةً تعشـق الأزهـارُ طلعتَهـا
بهيّـةً عندمـا يبـدو لهـا الفلـقُ
ياكوثـراً كـم روى قلبـي  برقّتـهِ
فمنهُ يصطبـح الصـادي  ويغتبـقُ
يانخلةً شمخت فـي طهـر قافيتـي
وعطفها لِمعانـي هاجسـي  طبـقُ
يامن يعـود إليـك القلـب مُبتهـلاً
يستلهم الرشد إن ضلّت به الطـرق
فَتُسرجيـن لـه الأحـلام  يركبهـا
شوقاً إلـى قمـم العليـاء  ينطلـقُ
أُمّاه قد بنا ضعفي واستـدار  فمـي
عن قِبلة النّطق واستشرى به الفَرقُ
ماذا سأكتب عن نهر الحنان  وهـل
يطيق حمل شعوري نحوك الـورقُ؟
بل كيف أوفيكِ ماقدّمتِ مـن  كـرمٍ
ومن حنانٍ ومن حـبٍ لـهُ ألـقُ ؟
أُمّاه هـذا فـؤادي جـاء  معتـذراً
عن عجزه . يحتويه الخوف والقلقُ
لم يستطع بعد جهدٍ رَدِّ مـا  بذلـت
كفاك . حتى دنا من عزمه الشفـقُ
لكِ الفؤاد الذي أنـت الضيـاء لـه
لكِ المشاعـر والأنفـاس والحـدقُ
 
المصدر : شبكة قبائل زهران
 

13 - نوفمبر - 2008
استراحات
" ربَّكَ فكَبِّرْ ".    كن أول من يقيّم

  • الكلمة التي تقسم القرآن الكريم إلى نصفين متساويين تماماً هي كلمة (وليتلطَّفْ) في سورة (الكهف 18/ 19).
  • الكلمة التي وردت في نصف القرآن الثاني، ولم ترد في النصف الأول هي كلمة (كلا) التي هي حرف ردع وزجر ، وعند الكوفيين : حرف نفي ، بمعنى : لا.
  • و( كلا) لم تقع في السور المدنية بتةً.
  • سورة المجادلة هي السورة الوحيدة التي ورد فيها لفظ الجلالة (الله) في كل آية من آياتها .
  • سورتا التحريم والطلاق هما الوحيدتان في القرآن كله، المتساويتان في عدد الآيات. فعدد آيات كل منهما 12 آية ولم ترد سورة أخرى في القرآن بهذا العدد من الآيات. فسبحان الله وبحمده!
القرآن الكريم فيه 114 سورة، وقسّم إلى 30 جزءاً، وكل جزء إلى حزبين؛ أي أنّ في القرآن 60 حزباً .
وقسّم كل حزب إلى 4 أرباع ، وبهذا يحتوي كل جزءعلى 8 أرباع، والقرآن يحتوي على 240 ربعاً (8 أرباع مضروباً في 30 جزءاً)، وبالتقريب تشكل كل صفحتين من القرآن ربعاً واحداً، وهذا يعني أن المسلم يمكنه إذا قرأ كل يوم صفحتين؛ أن يختم القرآن في 240 يوماً، وهذا أضعف الإيمان، وإذا منّ الله عليه، وحفظ في كل أسبوع صفحتين، فإنه سيحفظ القرآن كاملاً في 240 أسبوعاً؛ أي بمعدل 4 سنوات ونصف من عمر الإنسان الطويل...
 ألا نستطيع أن نستغل من عمرنا 4 سنوات؟ اللهم اجعله حجة لنا، لا علينا...
 
 

13 - نوفمبر - 2008
استراحات
لعل..... لعل... ربما...    كن أول من يقيّم

إذا أريتمونا مخطوطاً يحمل التسمية الأخرى ، تبنا إلى الله " غافر الذنب وقابل التوب " ، ولكن المثال أفصح من المقال.... والسؤال : هل قدّم العلامة المرحوم الطناحي لنا مخطوطاً ، وأرانا رأي العين مخطوطته التي تحمل العنوان الآخَر ؟ ثم لاحِظْ معي ياأستاذ ياسين: "بل هناك فرق."....ثم" قصة الأستاذ الملحد مع الطالب المسلم " ،ثم ( نبذ التسرع)!!.... غفر الله لنا جميعاً.
ستبدي لك الأيام ......
 
 

13 - نوفمبر - 2008
كتاب (العنوان الصحيح للكتاب)
الدليل ، الحجة ، البرهان    كن أول من يقيّم

                               ليلة القدر
 
·      جاء عن النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم، من حديث ابن عمر عند الإمام أحمد ، ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " ليلة القدر ليلة سبع وعشرين".
( مسند أحمد ، وسنن أبي داود 1386  ).
·      وكونها ليلة سبع وعشرين هو مذهب أكثر الصحابة ، وجمهور العلماء ، حتى إن أُبَيّ بن كعب ( سيّد القُرّاء) ، رضي الله عنه، كان يحلف ، لا يستثني أنها " ليلة سبع وعشرين".
   ( رواه مسلم 762).
·      وقد سئل عمر بن الخطاب عن ليلة القدر ، فقال : " ليلة سبع وعشرين" . ( موسوعة عمر الفقهية ، ص 703) .
·      وكذلك ابن عباس ، رضي الله عنهما، كان يرى أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان". ( موسوعة ابن عباس الفقهية، 2/344).                         ابن السماك
                  ( توفي عام 183 هجري)
كتب إلى أخ له وقد سأله أن يصف له الدنيا :
" أما بعد ، فإن الله حفها بالشهوات، ثم ملأها آفات ، ومزج حلالها بالرزيات وحرامها بالتبعات ، فحلالها حساب ، وحرامها عقاب " .
كان يقول : " اللهم أفردْ ني لِما خلقتني له ، ولا تشغلني بما تكفلت لي به " :
    إني علمت وخير العلم أنفعه ** أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
       أسعى إليه فيعييني تطلبه    ** ولو قعدت أتاني لا يعديني
 
                                   ابن جُبَير
لم تطلِقْ عليه كتب الأدب صفة الشاعر إلا في القليل النادر ، إنه الرحالة الأديب ابن جبير.... له ديوان شعر بقدْر ديوان أبي تمّام، ومنه جزء سمّاه :( الجمان في التشكي من إخوان الزمان)، وجزء آخرفي رثاء زوجته أسماه: ( نتيجة وجد الجوانح في تأبين القرين الصالح) ....ومن شعره :
 
حسنُ القول سيّئ الفعل كالجَزّ       ارِ سمَّى وأتبعَ القولَ ذبحا
 
*عليك بكِتمان المصائب واصطبرْ  **    عليها فما أبقى الزمانُ شفيقا
 
* تغير إخوان هذا الزمان **       وكل صديق عراه الخللْ
 

14 - نوفمبر - 2008
استراحات
مناجاة قلب كسير    كن أول من يقيّم

         مناجاة قلب كسير
أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي
 

في ليلة طويلة ظلماء، ساقني الكرب إلى أعتاب الخالق جل جلاله.
وهناك لقيت من الأنس أضعاف ما أملته من دنيا الناس وشؤونهم.
فغمرتني نشوة الذل لقيّوم السماوات والأرض،وفاض القلب بهذه النجوى:
وكيف يكون كسيراً وأنت النور الذي يشعّ في حناياه والأمل الذي يخفق به ويعيش عليه!..
بل كيف لا يكون كسيراً وقد ذلّ لعظيم سلطانك، ودان لسابق حكمِك وقضائك!..
بلائي به محض العبودية لك، والتجاؤه إليك محض رعاية وتوفيق منك. فلأيّهما أدين بالشكر، وعلى أيهما أبذل التحمّل والصبر، وأقسى ما في كلّ منهما نعمة منك لا أستحقّها، ويد جميلة لا قبَل لي بأداء شكرها.
مولاي!
لئن نسيتْني أفراحُ الدنيا، إن عزائي بما فاتني منها عظيم ما ألقاه من الأنس بذاتك، والأملِ في رحمتك. ولئن أبكتْني صروف الليالي والأيام، إن عزائي معها بكائي على أعتاب لطفك وبين يدي ربوبيتك. وشتان بين دموع اعتصرتْها الآلام من العيون، ودموع استجابتْ لذلّ العبودية فانحدرت تبكي لمن خلق الوجد في القلوب، وأودع الحرقة في الدموع.
مولاي!
أأشكرك على ما أوليتني من نعمة الصبر على البلاء، أم أشكرك على ما أوليتني بذلك من سعادة القرب إليك ولذّة المناجاة لك؟.. جلّت حكمتك يا سيدي، وصدق ما قاله الواصلون: "إنّ في كلّ جلال جمالاً، وفي كل ابتلاء منّة ولطفاً". وهل في اللطف ما هو أعظم من انصراف العبد إليك، وتحوله عن الأغيار إلى ملازمة بابك الكريم.
إلهي!
أي شيء يوحشني من الدنيا فقْده بعد أن رأيتك أمامي، وأنست بك في سري وجهري؟!. بل أي منّة منك أعظم وأجلّ من أن تُزيح عني حجاباً كان قد شغلني عنك، فشُغلتُ بك عنه بما أكرمتَني من الاعتصام بك والتضرع إليك؟..
 ليقتبس نارا، فعوّضتَه عن ذلك،أجل يا سيدي... لقد ذهب موسى  بعظيم نجواك!.. نعم، إن القلب قد يتألم، ولكن ما ألذَّ الألَم الذي يذيق صاحبه طعم العبودية لك، وحلاوة الرضا بحُكمك!..
ولكني يا مولاي، أجدُ ني قد تطاولتُ بهذا القول إلى مكانة ليس لي شرف الدنوّ إليها. وما أنا -وحقك- في المنزلة ممن يَحسُن بهم أن يقولوا: "عذِّبْ بما شئتَ، غيرِ البُعد عنك"..
إنني يا مولاي عبد إحسانك وفضلك، أفرّ من كل ضائقة إلى ظلال رحمتك، وأرتمي هاربًا من كل بلاء أمام أعتاب جودك. حسبي أن أتعلق في الخوف من كل كرب بنجوى أحبِّ خلقك إليك: "ولكن عافيتك أوسع لي". وبدعاء نبيك الكليم: ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾(القصص:24)، وبنداء رسولك الصابر الأواب لربِّه: ﴿أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (الأنبياء:83).

وكيف لا أتعلق بفضلك وأطمع بعافيتك، وأنت الذي لم تُقصِني عن مائدة إحسانك في يوم من حياتي، ولم تقطع عني وابل رحمتك في لحظة من عمري؟!.. أم كيف أَركن إلى البؤس والضيق، وأنت الذي عوّدتَني العطاء، ونشّأتني في ظلال الرخاء؟!.
أعوذ برحمتك التي غمرتَ بها وجودي كله، من أن تبدّل بها شدة لا قبل لي بها، أو بلاء لا صبر لي عليه.
إلهي!
سألوني عن وجودك، فقلتُ لهم: "متى عرفتم أنفسكم رأيتموه، ولولا ضلالكم عن كَينونتكم لَما افتقدتموه".
إن الذي ينظر إلى العالم ذاهلاً من وراء منظار، جدير به أن يفتقد منظاره ولا يراه، ومهما أدار عينيه فيما حوله فإنه لن يعثر عليه، حتى يهتدي إلى ذاته ويتحسس المنظار القائم أمام عينيه.
وسألوني عن أقدس سرّ من أسرارك، فقلت لهم: "إنه القلب!".. يخفق ويحسّ، ويحنّ ويئنّ، في عالم لا تطوله فيه يدُ المال والمتاع، ولا الصَّنعة والخداع، ولا الدنيا وزخرفها، أو المادة وقيمها!..
عروش الدنيا وممالكها، وبطشها وسلطنتها.. كل أولئك أقلّ من أن يقاوم خفقة من خفقات قلب محبّ!..
ونعيم الدنيا وأفراحها، ولهوها ولذائذها.. كل ذلك أقلّ من أن يخلق لمعةَ فرحٍ في قلب حزين!..
يمضي الناس في معالجة مدَنياتهم وحضاراتهم، ويتسابقون إلى دنياهم وملاذهم، وتبقى هذه القلوب الخفاقة فوق ذلك كله، لا تطوّرها يد الحضارة ولا تغيرها آثار المدنية.
فهل في أسرار ما صنَعه الخالق شيء أقدس وأعجب من القلب.
وسألوني يا مولاي عن أبدع مخلوقاتك وأجمل آثارك، فخرجت بهم أجتلي مغاني الربيع!..
ولما توسطنا السفوح الخضر، وهي ترتجّ وتموج بما انبسط فوقها من أفانين الخضرة الفاتنة، والرياحين العطرة، والأزاهير التي تذوب وراء جمالها العين، ناديت بأعلى صوتي: ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾(الروم:50)!..
انظر إلى آثار رحمة الله، كيف بدّلت وحشةَ الأرض أُنسًا، وحوَّلت جدبها اخضرارًا، وأخرجت من قسوتها رقة تثمل بها النفس، وفتنةً ينتشي بها القلب!..
بالأمس كنتَ تنظر إلى هذه الأرض وهي بلقع تلفّها وحشة اليأس، واليوم تبعث العينَ فيها وإذا هي تفيض حياة ونضارًا، وتزدان برونق الأمل!..
بالأمس كان يُبصر فيها العاشق الملتاع صدى لوحشته وعذابه، واليوم يجلس إليها ليتّخذ منها نجيّ أشواقه، وسمير آلامه ومبعث آماله.
أجل.. ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ (الروم:50).
 

انظر إلى آثار رحمة الله، كيف بدّلت وحشةَ الأرض أُنسًا، وحوَّلت جدبها اخضرارًا، وأخرجت من قسوتها رقة تثمل بها النفس، وفتنةً ينتشي بها القلب!..
بالأمس كنتَ تنظر إلى هذه الأرض وهي بلقع تلفّها وحشة اليأس، واليوم تبعث العينَ فيها وإذا هي تفيض حياة ونضارًا، وتزدان برونق الأمل!..
بالأمس كان يُبصر فيها العاشق الملتاع صدى لوحشته وعذابه، واليوم يجلس إليها ليتّخذ منها نجيّ أشواقه، وسمير آلامه ومبعث آماله.
أجل.. ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ (الروم:50).
مولاي!
هل كان فيما أبدعه صُنعكَ هذا -ما بين شتاء وربيع- إلاّ صورة رائعة أبرزتَ فيها -بعظيم إبداعك- كيف يتحول اليأس المحرق إلى أمل خافق منعش، وكيف تُنشَّأ الحياة المضيئة من جوف ظلام ميت!..
جلّت حكمتك وعظمت رحمتك يا مولاي... متّعتَ أعين العشاق بالورود الحمراء، وأنطقتَها لهم بلغة من الجمال تتقاصر عنها لغة الكلام، حتى يكون لهم من ذلك عزاء عن الجمال الذي افتقدوه، وسلوًى عن الأمل الذي خسروه!..
أنعشتَ نفوسَهم بعبق الرياحين وعطر الزهور، حتى يغسلوا أفئدتهم بها من غبار الكآبة وألم الهجران!..
أقمتَ لهم من مرأى الخمائل بكل ما زيّنتَها به من فتنة وجمال نديمًا يسامرهم وجليساً يؤنسهم ونجياً يتأثُر لأنّاتهم ويتمايل لآهاتهم!..
وأبدعتَ لهم ذلك كله -يا مولاي- من جوف أمِّهم الأرض!..
ألا بوركتِ أيتها الأرض، مصدر سلوى لأبنائك الذين لا تزال الحياة تحرّكهم على ظهرك ولْيزدك الله رحمة بنا وحنانًا، يوم يعيدنا الردى منك إلى الأعماق.
ورأيتُ يا مولاي، أشتاتاً من الناس يسرحون ويمرحون خلال تلك الآثار كما تسرح الدوابّ والأنعام!.. وقد اتخذوا من دونك حجاباً، وجعلوا من نعمائك شغلاً لهم عنك، ومن عطائك سبباً لكفرانهم بك!..
ورأيتُهم يسجدون للمرآة التي يسطع فيها خيال الشمس، وهم عن وجود الشمس وحقيقتها غافلون!..
ورأيتهم قد فُتنوا بعبق الرياحين وصور الورد والزهر والياسمين؛ ولكنهم عموا أو تعاموا عمن أبدع الرائحة في العطر، وخلق النشوة في الخمر، وأخرج الورود من أكمامها، وفجّر الخضرة من جذورها!..
ورأيتُكَ يا مولاي، تشملهم جميعاً بالمنّة والعطاء، وتوليهم جميعاًالرحمة والنَّعماء. تلك هي رحمتك بمن قد نسيَك وتاه عنك. فكم هي رحمتك -ترى- بمن عاش يرقب فضلك ويستمطر جودك وإحسانَك؟!..
أيتها الرياض النّضرة!..
أيتها الورود الناعمة الضاحكة!..
أيتها الروائح المسكرة العبقة!..
لَشدَّ مَا يطربني وينعشني أن أجدني غريقاً فيما بينكم، ملفوفاً بتَحنانكم، ولكني ما انتعشت منكم بشيء أكثر من الأمل!..
الأمل!.. أقرؤه في تماوج العشب مع الرياح السارية، وأجده في انبعاث روائح منعشة شتى من تلك الورود النضرة، وأسمعه من حفيف الأغصان وتصفيق أوراقها الرقيقة الخضرة.
أجل.. إنه الأمل الذي صورتْه يد الخلاّق، إذ أنبَتَكم من طوايا أرض مظلمةٍ جامدة؛ أبدع حياة الأرض من موتها، وأخرج زينة الدنيا من كآبتها، وأظهر أرقّ ما في الكون من قسوته وصلابته!..
يا من استوى في خلقه الأملُ واليأس، وتلاقى في تقديره الموت مع الحياة!..
يا مُنشئ النور من الظلام، ومبدع الفرح من الأحزان!..
يا من هذا سرّ لطفك وطعم إحسانك وحنانك؟..
يا إلهي!
كيف أيئس إذن وأنت ربّي، أم كيف لا يُنعشني الأمل وأنت حسبي؟!..
__________________
* كلية الشريعة، جامعة دمشق - سورية.
 
 

15 - نوفمبر - 2008
استراحات
النظر    كن أول من يقيّم

" النظر على خمسة معان : منها المعاينة ، نحو : " وانظر إلى إلهك " ( طه/97 ) ، و " أرني أنظر إليك " ( الأعراف/143) ، و " إلى ربها ناظرة " ( القيامة/23) ، وشبهه.
ومنها التفكر والاعتبار ، نحو " أفلا ينظرون " (الغاشية/17 )، و " أولم ينظروا في ملكوت " ( الأعراف/185)، و " فلينظر الإنسان " (الطارق/5 )، وشبهه .
ومنها التعطف ، نحو : " ولا يَنظر إليهم " ( آل عِمران77) ؛ أي : لا يتعطّف عليهم.
ومنها الانتظار ، نحو : " هل ينظرون إلا تأويله (الأعراف/53 )، و " ما ينظرون إلا صيحة واحدة " ( ياسين/49 ) ، و " غيرَ ناظرين إناه " (الأحزاب/53 ) ، وشبهه .
ومنها الاستماع ، نحو " وقولوا انظرنا واسمعوا " ( البقرة/104 ) ، و " واسمعْ وانظُرنا " ( النساء/46)، وما أشبه ذلك " " .[ شرح أبيات الداني الأربعة لمؤلف مجهول، كان الدكتور حاتم الضامن حققه، ولم يهتد إلى المؤلف] .
أما الأبيات الأربعة ، فهي من منظومات أبي عَمرو الداني المتوفَّى عام 444 هجري ، وهي :
 ظفِرتْ شُواظُ بِحظها من ظُلمنا                 فكظمْتُ غيظَ عظيم ما ظنتْ بنا
 وظَعنْتُ أنظُرُ في الظهيرة ظُلّةً                 وظَلْتُ أنتظر الظلال لِحِفظنا
 وظمِئتُ في الظّلْما ففي عظمي لظىً             ظَهرَ الظِّهارُ لأجل غِلظةِ وعظِنا
 أنَظرتُ لفظي كي تيقّظ فظّه ُ                    وحظرْتُ ظهرَ ظهيرِها من ظُفرِنا
وقد شرحها بإيجاز الناظمُ نفسُه ، وشرحها ابن الجَزَري في كتابه ( التمهيد في علم التجويد، ص 210 ) . ونشر هذا الشرح الدكتور محسن جمال الدين ، رحمه الله تعالى ، ببغداد سنة 1970 ، بعنوان : ( أبو عَمرو الداني ورسالته في الظاءات القرآنية) .
 

15 - نوفمبر - 2008
استراحات
أحاديث    كن أول من يقيّم

من أحاديث الهابطين
شعر : حامد بن خلف العُمري
Abusufean@gawab.com

يُروى لنا بأنَّ عصفوراً غـدا *** من عُـشِّهِ ذات صباح مُصعِدا
فَراعَهُ الصيادُ لمَّا أبـصرهْ *** يذبحُ عصفوراً بأصلِ الشجرة
لكنَّ مـا أثار فيـه العجبا *** رؤيــتــُهُ الصيادَ لمَا نَحَبا
و قولُهُ مسكينُ يا عصفـورُ *** متى تنال العزَّ يا مقهـــورُ
حتى تصير سيداً بين الطيورْ *** و تسبق العقبان من قبل النسورْ
فانطلق الأحمقُ نحو النادي *** يــقولُ كم نظلمُ من نُعادي
و تـنبري أحـكامنا جُزافا *** فلا تـرى عــدلاً ولا إنصافا
و فِـكرُنا يُقصي فلا يُقرِّبُ *** فالكلُّ في أذهاننا مخـــرِّبُ
قالوا له ما الأمرُ يا ذكــيُّ *** قلْ أيـها المفـكِّرُ الأبــيُّ
قـال لهم أما رأيتم ما حصل؟ *** فالتمسوا الفرخ توافون الأمل
فثمَّ شخصٌ ناطقٌ بالحــقِّ *** يُـقطر من فيهِ حديثُ الصدقِ
يـدعو إلى نُصرتنا و يرحمُ *** بل قد رأيتُ الدمعَ منهُ يَسجِمُ
فأطرب البعضَ نشيدُ الشادي *** فـأوجـبوا زيـارةَ الصيَّـادِ
و أجمعوا على الهبوطِ أمرهم *** فليت شعري ما الذي حلَّ بهم؟

16 - نوفمبر - 2008
استراحات
فن تجويد القرآن الكريم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أول من صنف في فن التجويد هو موسى بن عبيد الله بن خاقان ( 325) ، صاحب القصيدة الخاقانية في التجويد (كشف الظنون1/354، وأبجد العلوم 2/188)، وهي تضم واحداً وخمسين بيتاً في حسن أداء القرآن الكريم ( حققها الدكتور علي البواب مع مقتطفات من شرحها للداني في مجلة المورد العراقية، مج ،عدد 1، سنة 198) وقد شرح القصيدةَ الإمام أبو عَمرو الداني في رسالته المسماة : (التحديد في الإتقان والتجديد )كذا ورد اسمها في ( كشف الظنون 1/355، وغاية النهاية1/50) ،ولكن أصل هذه المصورة تحتفظ به مكتبة جار الله باستانبول تحت رقم23 ،تحت عنوان : (كتاب تجويد التلاوة وتحقيق القراءة) ، وهي منشورة منذ سنة 1994......
ومن أقدم ما وصلنا بعد القصيدة الخاقانية رسالة ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي) لأبي الحسن علي بن جعفر السعيدي المقرئ (461 هجري)، وهي ذات موضوع طريف يتعلق بنطق الأصوات العربية ، ويكشف عن الانحرافات النطقية الخفية التي يمكن أن يقع فيها المتكلم ، ولاسيما قارئ القرآن الكريم ، حيث يتطلب الأمر عناية خاصة بأداء الأصوات .
وقد نشرت هذه الرسالة بتحقيق الدكتور غانم قدوري حمد في مجلة المجمع العراقي سنة 1985 ، مج 36 ، ج 2/240-287....

16 - نوفمبر - 2008
استراحات
السحر    كن أول من يقيّم

السحرإنْ كان ضارّاً ، كأنْ يفرّق بين المرء وزوجه( سورة البقرة/102)، فهو من الكبائر الغموس ، واستخراجه إنْ كان بالقرآن ، كالمعوذتين وآية الكرسي، فهو مشروع.
والسحر إن كان للعلاج فهو مشروع ، وقد أجازه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، عليه السلام، وكرم الله وجهه، ورضي الله عنه ( موسوعة فقه علي، صفحة329 ).
[ ينظر أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ، للعلامة الشنقيطي ، رحمة الله عليه، 3/464 فما بعدها].
 
 

16 - نوفمبر - 2008
السحر بين الحقيقة والخيال
استراحة ماتعة.    كن أول من يقيّم

                                                توكيد الجملة
 
الأكثر اقترانها بحرف عطف ، كقوله تعالى :
** " كلّا سيعلمون * ثُم كلّا سيعلمون " ( النبأ78/4 و5).
كلّا ( الأولى) : حرف ردع وزجر) ، و ( الأخرى) : توكيد .
فائدة : ( كلّا) لم تقع في النصف الأول من المصحف ، ولم تقع في السور المدنية.
 
** " فإنّ مع العسر يُسراً * إنّ مع العسر يسراً " ( الشرح أو الانشراح 94/5 و6).
( مع) : ظرف للمصاحبة ، متعلق بخبر ( إنّ) المحذوف . وهو مضاف ، و( العسر) : مضاف إليه.
 
** " أَولى لكَ فأَولى * ثم أَولى لك فأولى " (القيامة 75/ 34 و35).
(أولى لك) الثانية: توكيد لِ ( أولى لك ) الأولى . [ التكرير للتأكيد ، وزيادة التهديد] .
1- أَولى لك : تهديد ووعيد .
2- إعرابها:
             ( أ) الأصمعي : أولى : فعل ماض ، بمعنى : قاربه ما يهلكه ؛ أي : نزل به ، وفاعله ضمير مستتر يدل عليه السياق ، كأنه قيل : أَولى ؛ أي : الهلاك . وهذا ظاهر عبارة الزمخشري .
             ( ب) المبرد : أولى : فعل ماض ، بمعنى : قاربك الغضب .
              ( ج) الأكثرون : أَولى : اسم مشتق من الولي ، وهو القرب . وقيل : من الويل . ( أولى) : مبتدأ ،( لك ) : متعلقان بالخبر ، وتقديره : الهلاك لهم . ( اقتصر عليه العُكبَري ) . أو :  ( أولى) : خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : الهلاك أَولى لك ؛ أي : أقرب .
 

17 - نوفمبر - 2008
استراحات
 89  90  91  92  93