البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات abdelhafid akouh

 87  88  89  90  91 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
فواصل الأيام .. مفارقات !!     كن أول من يقيّم

 
عز الدين العلام
في السنوات القليلة الماضية، تكلّفت بتدريس "تاريخ الفكر السياسي الحديث". و كأيّ مُدرّس مواظب، عُدت لعدد من المراجع التي تؤرّخ لهذا الفكر، بدءا من ماكيافلي إلى غاية كارل ماركس. وأنا أدوّن استشهاداتي، وأسجّل ملاحظاتي، لا أدري كيف كنت، بين حين و آخر، أستحضر بعض المفكرين المغاربة الذين تزامنت كتاباتهم مع الفترة التاريخية التي كان فيها مفكّرو أوروبا يقعّدون أسس الفكر السياسي الحديث. وإليكم بعض ما لاحظته:
حينما كان ماكيافلي يكتب "الأمير" فاتحا الطريق لتأسيس نظرية الدولة الحديثة، كان فقيهنا ابن الأزرق، يجمع في كتابه "بدائع السّلك في طبائع المُلك" كلّ موروث الاستبداد السلطاني. وبينما كانت حركات الإصلاح الديني بريادة كلّ من لوثر وكالفن تشرّع للفرق الجذري بين الإيمان والقانون، كان فقيهنا محمد بن عبد الكريم المغيلي يؤلّف كتابا بعنوان "ما يجب على المسلمين من اجتناب الكفار"، كلّه سبّ و قّذف في من خالفه الديانة، وتذكير بما يجب على "أهل الذمّة من الجزية والصغار وتنبيه إلى ضرورة منعهم من إحداث الكنائس...".
وفي الوقت الذي كان جون بودان ينظّر ل"سيادة" الدولة الحديثة، ويكتب عن التسامح الديني، كان المغرب منشغلا برجل يُدعى ابن أبي محلي، دوّن تُحفا نادرة بعناوين "إصليت الخريت في قطع بلعوم العفريت النفريت"، و"سمّ ساعة في تقطيع أمعاء مفارق الجماعة"...
وحين كان الفيلسوف الشهير اسبينوزا يؤلّف "رسالة اللاهوت والسياسة"، مسائلا النصوص الدينية، منتقدا للمعجزات، ومحلّلا للنبوة، وكان المفكّر جون لوك يضع أساس الدولة الحديثة كتعاقد اجتماعي يحفظ الحقوق المدنية، كان المغرب يعيش على إيقاع أزمة استعمال التبغ، ممّا اضطرّت معه الدولة إلى استصدار فتاوى شغلت فقهاء المغرب الذين ألّفوا في الموضوع ما يربو على الثلاثين كتابا، لعلّ أشهرها "نصيحة الإخوان في اجتناب الدخان" لصاحبه ابراهيم اللقائي.
وبينما كان مفكّرو "الأنوار"، من ديدرو إلى فولتير، مرورا ب دالامبير وهلفسيوس ودولباخ، يدافعون عن العقل، مؤمنين بالإنسان ومطالبين بالإصلاح ... ظلّ فقهاؤنا يجرّون من ورائهم سيلا، بل أسمالا من الاستشهادات والعنعنات التي لاتُسمن التاريخ ولا تُغنيه.
وحين كان الفيلسوف الشهير فريدريك هيغل ينهي محاضراته في "فلسفة التاريخ" ويضع اللمسات الأخيرة لكتابه "فينومينولوجيا الروح"، كان مؤرّخنا أبو القاسم الزياني يتحدّث في "الترجمانة الكبرى" عن "جزيرة القرود" التي أنعم الله عليها بقرد عادل يحكمها، فعمّ الخير والأمان. وطبعا فيما عدا تطابق سنة وفاة هيغل والزياني (1830)، فلا شيء يجمعهما غير الخير والإحسان.
وبينما كانت أوروبا تشهد انتفاضات اجتماعية وسياسية متتالية، بدءا من ألمانيا 1830 إلى كومونة باريس 1871، مرورا بما عرفته عامّة أوروبا سنة 1848، وفي هذا الوقت الذي عرفت فيه الحركات النقابية و الاشتراكية والفوضوية انتشارا متزايدا نتيجة احتداد الصراعات الطبقية، وما صاحبها من انتشار الفكر الاشتراكي بفضل مفكرين أمثال ماركس وبرودون وباكونين... كان المغرب لايزال يعيش على إيقاع الفقيه أكنسوس، متحدّثا عن طاعة أولي الأمر، والناصري، وهو ينتقد إلى حدّ الشتم الحرية التي أحدثها الإفرنج معتبرا إياها زندقة...
مع بداية القرن العشرين، و في الوقت الذي كانت أوربا تسارع الخطى نحو التقدّم الاقتصادي والتقني والاكتشافات العلمية، كان المغرب يتساءل مشدوها فما إذا كان العمل بخبر التلغراف جائزا في الأمور الدينية، ممّا اضطرّ معه فقيهنا ابن عبد السلام الطاهري إلى تأليف نصّ مطوّل بعنوان "كمال الاعتراف بالعمل بالتلغراف". كما كان النقاش حارّا حول ما إذا كانت "الأوطمبيل"، و ما شاكلها من السيارات الحادثة، هي الدابّة المنتظرة التي جاء بها الذكر الحكيم في قوله تعالى "وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلمهم"، ممّا اضطر معه الفقيه ابن أحمد العلوي إلى تحرير فتواه حول خروج الدابّة.
يجد المرء نفسه حائرا وهو يستقرئ مثل هذه المعطيات، وغيرها كثير. هل نحمد الله ونشكره على وصول بعض شظايا "الغرب" من شمال البحر المتوسط إلى جنوبه، ممّا ساعدنا على مساءلة يقيننا والاستفاقة من سباتنا؟ وهل نحمد الله ونشكره على ما حقّقه المغرب في هذه السنين الأخيرة، بما لها وما عليها، ودون أن يكون في تاريخه ما يُستند عليه للسير إلى الأمام؟
8/15/2011

15 - أغسطس - 2011
رمضانيات ..
الليل يسأل من أنا..    كن أول من يقيّم

 
 
* نازك الملائكة
 
 

23 - أغسطس - 2011
رمضانيات ..
مشهدان للتأمل..     كن أول من يقيّم

 
لغة الصور هنا بليغة.. فما أبعد المسافة بين ذا الجيش وذا الجيش.. بين ذا الإنسان وبين ذا الشئ المنتسب للإنسان..
في واحدة من الصور يتمدد الجندي الياباني أرضا، تواضعا للمستقبل كي يمر آمنا، وينام على الأرض كي يحمي الطفولة ويحمي الحياة ويحمي آدمية الآدميين. وفي الأخرى يتلع الجندي السوري المريض بالإستبداد والطغيان على الجسد المنتفض سلميا من أجل الحرية والكرامة والعدل..
أي لغة تليق بهذين المشهدين، غير أن نؤمن فعليا أن ليس القوس من يطلق السهم بل قلب صاحبه. في سوريا هذه الأيام، كم نكتشف للهمجية من وجوه وملامح وصور وأصحاب.. كم ندرك أن مرض السلطة متعفن في القلوب وأن الحيوانية ما غادرت بعد حياض بعض البلاد.. أي لغة سوف تبرر الوحشية السادرة هناك في ربى دمشق وبردى واللاذقية وحماة وحمص ودير الزور؟. أفق أبى العلاء المعري، وانظر ما يفعل القوم هناك بأبناء بلدك، خد في يدك المتنبي وانسجوا لنا معنى كلمات نستطيع بها تحمل هذا الإستئساد في الهمجية ضد الحياة الحرة الكريمة. ألم تعلمنا أيها المبصر بعين البصيرة، أنه "لو ترك القطا ليلا لنام" وأن الناس ما خرجت في بلاد الشام للموت إلا لأن الألم جاوز العظم. يا رب السماوات، ارحم خلقك من أبناء الحياة، من بطش خلقك من الجناة المرضى بالطغيان.
8/26/2011
عن الاتحاد الاشتراكي المغربية

26 - أغسطس - 2011
" كلام ساكت "
الصراحة راحة..    كن أول من يقيّم

********** ما يدوم حال.. *************
 
عرض ساخـــر

4 - سبتمبر - 2011
" كلام ساكت "
عروس البحر ..    كن أول من يقيّم

زُفتْ
لمن زُفتْ
عروسُ البحر
زُفتْ
للشيوخ أم الشبابِ
يَزُفّ ربُّ البحر
حوريّاتهِ
_ حُوريّةً !
_ حُرّيّةً !
_ فوريّةً !
_ ثوريّةً !
للبر أم
للبحر ربٌّ
ليس يحميهِ
إله البحر
بوسايدونُ !
من يحمي عروسَ البحر
منكَ ومن حرابِ
شيوخكَ الشوكيةِ الرأسِ
الثّلاثيِّ الشِّعابِ:
اللهُ والمُلْكُ العَضُوضُ
ومَن يسودُ
بخير ما قد أُخرِجتْ للناسِ
مِن شبّيحةٍ قنّاصةٍ
أ و بلطجيّاتِ البراري
والبحارِ
ومَن عليها الآنَ
يقتتلانِ :
قابيل وقايينُ
ولا جبروتُ تيتانِ
ولا عرباتُكَ الذهبيّةُ
الصخريّةُ الخيلِ
المجنّحةِ العِرابِ
ولا ابنُكَ الوحشيُّ أُورْيونُ
ولا توتٌ
ولا تينٌ
وزيتونُ
يُواري أو يُباري
عورةً عزلاءَ
لا «أُوتّو»
ولا «سينُ»
ولا قلمٌ
ولا نونُ
ولا حوتُ
ولا ناتو
ولا ليتو
ودلفينُ
يُباري أو يُواري
عورةً حسناءَ
أو سَوْآءَ
لا هذي ولا تلك الوَلودُ
أو العقيمُ
ولا إلهُ البحر
بوسايدونُ !
هل لكَ خارجَ البحر
الذراري
خارجَ البحر
البراري
كلها بحرٌ
يموجُ بهِ دمٌ
يُجريهِ بشّا/رونُ
أو دَمْ..عٌ غزيرٌ
لا يُكفكفُ
يا دمشقُ !
وذلك النهرُ العظيمُ
يموجُ بالدَّمْ..عِ الذي
يُجريهِ نيرونُ
العقيدُ
و خارجَ البحر
العبيدُ هُمُ
العبيدُ
وأنت مثلهمُ
الطليقُ
من الرقيقِ
على الضفاف تَرودُ
تجزُرُ تارةً وتَهيجُ
باسم مستعار
أو يُعادلُهُ
سِتُّ
ونبتونُ
ويسأل عنك فيها
المغربُ الذهبيُّ
أدناهُ وأقصاهُ وأوسطهُ
وتسأل عنك تيغالينُ
مُغرقةً، أتذكرها،
وتذكر كابَّ كانْتانِ
ومَعبدَكَ الذي قد شادَهُ
لكَ فيه حانونُ
وحتى الآنَ
يهتف باسمكَ
السودانُ والبيضانُ
واليمنُ السعيدُ
وخارجَ البحر
البراري كلها
عرشٌ لهُ
هو والإلهُ
بل الإلهُ الربُّ
ليس سواهُ
هوّ وآلهُ
هو وحدهُ
ملكُ الملوكِ
وعهدهُ
العهدُ الظلاميُّ
الرهيبُ
ووعدهُ
الوعدُ الإلهيُّ
الكَذوبُ
هوَ القديمُ
هوَ الجديدُ
طريفُهُ وتليدُهُ
هوَ المقدّسُ والمسدّسُ
وهْوَ كيسُ قمامةٍ
هوّ المبارك والذليلُ
هوَ الرذيلُ
هوَ العميلُ
هوَ البشيرُ
وهوّ بشا/رونُ
نيرونُ الصغيرُ
العبدُ زينُ العابثين
هوَ ابنُهُ وحفيدُهُ
وهْوَ الزَّعيمُ
الزِّيرُ والزُّورُ
الزَّنيمُ
هو الغفير الجمُّ
والجمُّ الغفيرُ
هوَ الظَّلومُ
هوَ المَهيبُ
هوَ العريفُ
هوَ الرقيبُ
هوَ المُشيرُ
هوَ العقيدُ
هوَالعميدُ
هوَ العمادُ الركنُ
والجنرالُ والمَرِشالُ
آلُ البيت والحرمينِ
خادمُهُ وسيّدُهُ
وآلُ خلافةٍ وخليفةٍ
وولايةٍ وأئمةٍ
وعمامةٍ ولِحىً
وسلطانِ
وربُّ البحر والبحرينِ
ربُّ الحربِ
حربُ الحزبِ
حزبُ الربِّ
مغتالُ الرفيقِ
ومن غلا وعلا
من الشهداءِ
أمواتاً وأحياءَ
وهُوّ «نجادُ يا !»
هو جندهُ
هو قبلهُ
هو بعدهُ
هو مثلهُ
هو ضدهُ
هو ظلهُ
هو في المجالس الانتقاليةِ
المؤقتةِ التي حكمتْ
وسادتْ ثم بادتْ ثم عادتْ
كلها لهُ وحدهُ
هُوَ والمجالسُ
ليسَ ينتقلانِ
ربَّ البحر
بوسايدونُ !
من لكَ خارجَ البحر
البراري كلها موتٌ
وتابوتٌ
ولا هوتٌ
وطاغوتٌ
وأنت وهيّ «روسالْكا»
عروسُ البحر
إن لم ترجعا فجراً
قتيلانِ
فعدْ للبحر عدْ للبحر
إنكما غريقانِ
ولا مهديُّ إلا جاءَ
سَفّاحاً وسَفّاكا
إلهَ البحر
بوسايدونُ !
هذا البحر يَبكيها
ويَشكو ظُلْمَ أرباب البراري
والبحار
وجُرْمَ مَنْ في البَّنْثِيُونِ
مِنَ الشيوخ ويشتكيكَ
إلى الملايينِ التي
ابتلعتكَ ثانيةً
ولم تلفظكَ بعدُ
ولم تزل وحشاً
تَزفّ إليكَ حُوريّاتِها
الأشهى من العِينِ
إلى حينِ !

* بوسايدون: إله المياه والبحار والمحيطات وله سلطان على العواصف والرياح والزلازل والرعد والسحب وهو حسب هيرودوت إله ليبي أمازيغي الأصل وما من شعب عرف عبادته في القدم غير الشعب الليبي كما أشار إلى أن كلمة بوسايدون كلمة أمازيغية وعن الليبيين الأمازيغ عرفه الإغريق..
* في القرن 5 ق.م. حين وصل القرطاجنيون، بقيادة الرحالة البحار حانون القرطاجني، إلى سواحل المغرب، بنوا معبدا لبوسايدون في موقع المنارة الشهيرة باسم الكاب أو كاب كانتان الذي يعتقد أنه كان مدينة تيغالين الغارقة في المحيط الأطلسي.
* الحوريات: ربات من طبقة أدنى، لا حصر لهن، اقتبست أسماؤهن من الأماكن التي يعشن فيها، حوريات المحيط، الأبيض المتوسط الينابيع البحيرات الجبال الغابات إلخ وهن فتيات فاتنات مغرمات بالرقص والغناء ويساعدن البشر في حالات اليأس.
 
 
 
إدريس الملياني
الملحق الثقافي * ج الاتحاد الشتراكي (المغربية)
 
 
 

10 - أكتوبر - 2011
" كلام ساكت "
"علي فرزات" أو عندما تغتال الديكتاتورية الفن..    كن أول من يقيّم

"علي فرزات" أو عندما تغتال الديكتاتورية الفن
على مدى عقود قتلت عصابات الاستبداد في "أوكارنا العربية" المسماة أوطانا الإنسان، واغتالت الحياة وأمعنت في القمع بشتى الأشكال والألوان، ورفضت كل قيم الاختلاف وقيم الحرية وقيم الإبداع، وأرادت أن تجعل من الفنانين محظيات وقيانا عند هذا الحاكم أو ذاك، يرضون غروره ونزواته المرضية، وللأسف منهم من قبل اختيارا أو وافق اضطرارا، فالفنان الذي يرفض أن يكون مداحا متملقا على باب السلطان، يحبر له القصائد ويكيل له المدائح، مسبحا بحمده، متعلقا بأهدابه، طامعا في أعطياته وصلاته، أو يرفض أن يغرد في سرب الببغاوات المتملقين كان يزج به في السجون وتلفق له التهم، أو يقضي حياته فارا بنفسه منفيا خارج بلده أو داخلها يقتل قتلا بطيئا، وفي الغالب الأعم لم يكن الفنان –الفنان حقيقة-مهما كان إناؤه شعرا أو نثر أو موسيقى أو رسما على وفاق مع الأنظمة العربية في تاريخنا القديم والحديث، إذا اختار أن يكون مع الشعب وقضاياه العادلة، وانحاز إلى فنه وقضايا شعبه وأمته والإنسانية جمعاء.
ولعل الشعراء في تاريخنا، باعتبار الشعر حالة الإبداع الأكثر اكتساحا وحضورا في حياتنا الفنية عربيا قديما وحديثا، هم الأكثر تعبيرا عن هذه العلاقة المتوترة بين الفن والسلطة، والأمثلة على ذلك كثيرة عمرو بن كلثوم وعنترة في العصر الجاهلي، والكميت الأسدي في العصر الأموي، ودعبل الخزاعي في العصر العباسي، وحافظ إبراهيم في بداية القرن، وأحمد مطر ومظفر النواب في عصرنا.
فالشعر لم يكن غالبا على وفاق مع الحاكمين أو النظام السائد قبيلة كان أو دولة، فغالبا ما كان الشعر حالة من التمرد على المألوف والمعروف، وصوتا للفطرة الإنسانية المتمردة على الظلم والضيم، وكان الشعر سيف الناس ولواءهم وحرابهم في الدفاع عن المستضعفين في الأرض ومجابهة الظالمين.
فالشعراء وإن فرقهم الزمان والمكان والانتماء والدين والطبقة الاجتماعية، فقد وحدهم شرف الكلمة وعزة القافية والموقف، فعلى اختلاف بيئاتهم ومشاربهم وعصورهم جمع بينهم رفض الظلم الاجتماعي والسياسي وجعلوا الكلمة سلاحهم في الدفاع على المقهورين والمستضعفين، فكان أن صنفوا متمردين خارجين عن النظم والأعراف، كأسلافهم من الصعاليك الذين شكلوا أكبر ظاهرة تمرد وعصيان عرفها تاريخ الشعر العربي.
من حسنات هذا الربيع العربي أنه أسقط الكثير من الأقنعة وكشف العديد من الحجب ومن بينها أنه كشف عن طبيعة العلاقة بين الفن والسلطة، فالفنانون في عالمنا العربي على ثلاثة أصناف:
1 فنانون باعوا أنفسهم للسلطة وعاشوا على فتات موائدها كالذباب، فصنعت مجدهم الزائف، وفرضتهم كما فرضت نفسها على الشعوب، ليس لهم من الموهبة أو الحس الفني أو الإبداع أو الأخلاق ما يبوئهم مكانة أو منزلة، فنانون بالغصب والفرض كسائر المسؤولين.
2 فنانون قاوموا السلطة حينا، لكنها نجحت في تدجينهم وجعلتهم جواسيس وعيونا لها وسط الساحة الفنية، وحين انتهت مدة الخدمة أو تقاعدوا، أوحين صحوا وتمردوا، وهددوها بالفضح ونشر غسيلها الوسخ قتلتهم، ودونك تفاصيل قتل الساندريلا سعاد حسني في لندن، تكشف بعضا من المستور.
3 فنانون عاشوا على الهامش وسط الشعب ومع الشعب، يتكففون لقمة العيش والدواء، يحتضنهم الشعب في وجدانه وروحه، يردد أغانيهم وأشعارهم ويتداول رسوماتهم وكلماتهم ونكتهم الساخرة، التي انتقدوا بها الديكتاتورية والظلم والاستبداد فخلدت وخلدوا.وحنجرة وموهبة وإحساسا وعزما وإرادة أكبر من إغراءات الطغاة وأمضى من وسائل القمع والطغيان؟، ماذا يملك الفنانون سوى إيمانا بحياة شعوبهم وبالحرية، أثبتت كل تجارب الدنيا أنها أقوى من كل أنظمة الحديد والنار في أوطاننا، وأن القتل والتنكيل مهما بلغت بشاعته فهو لا يكتم كلمة الحق، وإنما يضيف على بشاعة الجور بشاعة وأد أجمل ما في الحياة، فأن تقتل أو تعذب إنسانا أي إنسان أو حتى حيوانا، فتلك جريمة شنيعة لا تغتفر، لكن أن تغتال فنانا فتلك جريمة أبشع ضد الحياة وسرها الذي هو الجمال والحرية، وذلك اغتيال لكل القيم الإنسانية السامية التي تجعل لهذه "الكتلة اللحمية" التي تسمى بشرا معنى ومغزى.
 
رحل عبد الناصر والسادات والحسن الثاني وحسني مبارك وبورقيبة وبنعلي والقذافي وصدام والأسد، وهاهي أهازيج ناس الغيوان والشيخ إمام وقصائد أحمد فؤاد نجم وأبي القاسم الشابي تملأ سمع الدنيا وبصرها، أيقونة تستلهمها الجماهير، وتنفث فيها من عزمها وحياتها، فتبعثها من جديد عرائس حية تعترف بجميل من ظل وفيا لشعبه، فبادله الشعب الحب بالحب والوفاء بالوفاء، وهاهي الميادين والساحات العربية في الرباط وطرابلس وصنعاء والقاهرة وتونس ودمشق وغيرها تعلق أوسمة الحب وقلائد الوفاء على أعناق فنانيها، وتحمل على أكتافها الفنان رشيد غلام في المغرب مرددة "عليو الصوت"، أو تحمل الشهيد إبراهيم قاقوش هادرة "ياله ارحل يا بشار"، لافظة في الوقت عينه فناني السلطة المتحولين.
ماذا يملك الفنان سوى ريشة ويراعا
*
عن موقع هسبريس .

15 - أكتوبر - 2011
ما الذي يحصل في العالم العربي
الى الاخ عبد الحفيظ..    كن أول من يقيّم

   العلم الثقافي

قصيدتان
 
1 ـ خيط الحلم

يقتات الوجع من دمك
ولا تجهش بالألم.
لك الصبر وطن
لك العشب وسادة
لك المساء رصيف نحو البحر،
يا صاح، لك الأشياء
تذوي بين يديك
ولا شيء يبقيك على الحياة
غير هذا الخيط من الحلم.

2 ـ انطلاق

تَحَرَّرْ مِنْكَ
تراني
أنطلق إليْكَ
أفكُّ أزرار الصمت
عن معطف الكلام
ـ هل تراني
أصيخ
السمع
لكْ؟
...........................
تحرَّرْ مِنْك
تسمعني
تراك فِيَّ قصيدة
تطلق أبجديتها سِرْب حمامْ
تراك فيّ قصيدة
تطلق ابجديتها سرب حمام
7/10/2011
خالد الدامون
العلم الثقافي

16 - أكتوبر - 2011
لمن يريد التميز في الشعر العربي
الشعراء بأصواتهم..    كن أول من يقيّم

أصوات الشعراء
بالاتفاق مع إذاعة الشرق
في باريس 2006
  1. حبيب دنكور
  2. نزية أبو عفش
  3. أنسي الحاج
  4. عبدالعزيز المقالح
  5. مريد البرغوثي
  6. عباس بيضون
  7. قاسم حداد
  8. حسن طلب
  9. عائشة ارناؤوط
  10. صلاح ستيتية
  11. أمجد ناصر
  12. أحمد دحبور
  1. بدر شاكر السياب
  2. أدونيس
  3. محمد درويش
  4. عبداللطيف اللعبي
  5. سعدي يوسف
  6. جاك بريقير
  7. شوقي أبي شقرا
  8. أحمد عبدالمعطي حجازي
  9. فينوس خوري غاتا
  10. عبدالرحمن الابنودي
  11. محمد علي شمس الدين
  12. محمد عفيفي مطر
http://www.jehat.com/Jehaat/ar/Alshu3araa/

17 - أكتوبر - 2011
" كلام ساكت "
الطغاة يلقون الموت الذي يوافقهم ..    كن أول من يقيّم

م
بقلم سيمون صباغ مونتيفيوري
Simon Sebag Montefiore

«تنتهي حياة كل السياسيين بالفشل ما لم تنقطع في ظروف مواتية»، هذا ما كتبه الكاتب السياسي البريطاني إينوك باول Enoch Powel، وهو إن كان موضوع جدل فهو مشهود له بالنباهة. وأضاف مبررا قوله: «لأن تلك هي طبيعة السياسة وطبيعة الأعمال الإنسانية» ، بيد أن الحياة السياسية للطغاة يختلف شأنها في التعامل مع شؤون الناس بكثافة خاصة، فموت زعيم ديموقراطي ، بعد وقت طويل من التقاعد ، يعد حدثا من قبيل الحياة الخاصة، لكن موت طاغية يعد في كل الأحوال حدثا سياسيا يعكس طبيعة سلطانه.
فإذا مات بسلام في سريره في تمام ازدهار حكمه، فإن موته يعد مسرحا لتلك السلطة، أما إذا تجرع الطاغية الموت وهو يبكي مستجديا الرحمة وهو يتمرغ في التراب فهذا أيضا انعكاس لطبيعة نظام منهار ورد فعل شعب مضطهد.
ما صدق هذا على حال مثل ما صدق على ما وقع قبل أيام من موت معمر القذافي، فالفرق الوحيد بين موته وموت كثير من طغاة آخرين، وما أكثرهم على امتداد التاريخ، هو أن موت القذافي وقع تصويره بكاميرات الهواتف المحمولة، وهي وسيلة لم تكن متوفرة على سبيل المثال لمعاصري الإمبراطور الروماني كاليكولا Caligula
فبالرغم مما يتباهى به اليوم من هواتف ومسدسات ، فقد كان في المناظر الوحشية الماضية مما يذكر بأقاصيص العهد القديم، مثل ما نجده في حكاية موت الملك أهاب Ahab ،الذي لعقت الكلاب دمه ، ومثل الملكة يزابيل Jezebel ،التي ألقيت من شرفة القصر ، وربما لم يكن في المثالين من البشاعة مثل ما كان في موت الإمبراطور البيزنطي أندورنيكوس الأول Andronicus I، الذي نتف الغوغاء لحيته وأقلعوا أسنانه، كما أحرقوا وجهه الجميل الوضاء بالماء المغلي.
وفي العصور الحديثة ، شوهدت حوادث من هذا القبيل، منها محاكمة شبه صورية أعدم على إثرها دكتاتور رومانيا تشاوسيسكو، ولكن هذا الإعدام ليس أكثر فظاعة من التمثيل بجثة الملك العراقي البريء فيصل ، وعمره 23 عاما، عام 1958 مع عمه الممقوت ، اللذين قيل إنهما وضعا على سفود وبترت أعضاؤهما ولُعبت الكرة برأسهما.
وفي عام 1996 عومل الرئيس الأفغاني الموالي للسوفيات، نجيب الله بقساوة حيث قطعت أعضاؤه التناسلية وتم جره في الشوارع وفي الأخير تم شنقه,
رأى زعماء ومثقفون غربيون أن التمثيل بجثة القذافي عمل مناف للذوق، فقد عبر برنار هنري ليفي Bernard-Henri Lévy عن تخوفه من أن يسيء ما وقع للصورة المعنوية للثورة. ربما كانت هناك دواع سياسية لما وقع من تصفية أمام الملأ لمن سمى نفسه بملك الملوك، فقد كان طغيان القذافي مطلقا وسلطانيا وشخصيا. فالمشكل في مثل هذه الدكتاتوريات يكمن في أنه بطول حياة الدكتاتور يطول حكمه وإرهابه، وقد سبق لتشرشل أن قال: «إن الدكتاتوريين يشبهون من يمتطون نمورا ولا يستطيعون النزول من فوقها»,
إن الموت وحده يضع حدا لأمرين يحكمان تصرف الدكتاتور، التحايل للتأثير على النفوس ، والتبجح بالشرعية لإحكام السيطرة، وفي بعض الحالات ، فحتى الموت لا يكفي لإطفاء سلطة الدكتاتور. فقد كتب الكاتب اللاتيني سويطونيوس «ظل عهد كاليكولا يوحي بالرعب، ذلك ما شهد به من جاءوا من السلف»، فقد ظل الرومان تحت تأثير رعب الإمبراطور إلى حد أنهم لم يكتفوا بمجرد اغتياله، بل أرادوا أن يشاهدوه ميتا، إذ تشككوا في أن يكون الأمر مجرد خدعة، وكانوا بحاجة إلى الاقتناع التام بأنه قد قضى. وهكذا فإن طابور الليبيين الطويل الذين اصطفوا متشوقين إلى مشاهدة جثة القذافي في غرفة ثلاجة منظر يفهم في ضوء ما مضى.
عندما قامت كاترين الكبرى بالانقلاب على زوجها، بطرس الثالث، عام 1762، كانت تعلم أن أي شيء سيقع للزوج، ستؤاخد عليه... بيد أن حاشيتها، يتزعمهم عشيقها كريكوري أورلوف، Gregory Orlov، أدركوا أنه ما دام على قيد الحياة فإنه يمثل الحاكم الشرعي المستبد، لذلك بادروا إلى شنقه، وعرضوا جثته ليقتنع الناس أنه قد مات، غير أن جماعة ممن كانوا يطمعون في بطرس الثالث وينافقونه قد شغبوا على كاترين وأقضوا مضجعها طول حياتها. وقد عاش هنري الرابع مشاكل مماثلة بعد وفاة ريتشارد الثاني، لأن جماعة من الأدعياء قد ظلوا يشاكسون هنري باعتباره مغتصبا للحكم.
لكن هذه الشواهد كلها في ذمة التاريخ، أما صور الفيديو عن طريق الهاتف الخلوي التي أظهرت القذافي وهو يتلقى الضرب، وبعد ذلك حفر الرصاص في جسده منظر خلص آخر أتباعه من وهم إمكان قيادة ثورة باسمه ، وبدد حماسة تشبه حماسة صدام حسين وهو في حالة هروب. هكذا تبدد ما ظل يصاحبه ويحرص عليه من تبجيل شخصه، تبدد بمنظر دماره المريع,
وفي بعض الحالات ، فإن قتل الطغاة يتم بطريقة الهدف منها التشهير بمفاسد الزعيم. فهذه شجرة الدر، أرملة سلطان مصري، قد صارت ملكة ،وهي الحالة الوحيدة في العالم الإسلامي، مع ما اشتهرت به من الطيش. فعندما قتلت زوجها الجديد عام 1257 ، قامت إماؤها بضربها بجزماتها حتى ماتت، وفي ذلك، مهانة على الطريقة العربية وما يماثل القتل باستعمال الحذاء في العصر الوسيط.
لقد قيل إن إدوارد الثاني، المشهور بعلاقاته الجنسية الشاذة مع محظييه، قد قتل باستعمال قضيب محمي إلى حد الإحمرار، وإن تعليق جثة موسوليني مع جثة عشيقته في ساحة مدينة يشير إلى نهاية ادعائه بتقمص البعد البطولي عند القياصرة ، والبعد الفحولي عند كازانوفا.
فبالنسبة لمن نشأ في عصر التلفزيون وتشبع بجوه، وبحسه المحلل لكل ما وقع من أعمال العنف على الساحة العمومية، فإن القذافي إنما واجه نهاية مواتية. فعندما توجه إلى قتلته المرعبين، وهم الذين لم يعرفوا حاكما غيره في حياتهم بقوله «هل تعرفون الفرق بين الحق والباطل؟» كان بسؤاله هذا قد أوحى إليهم بالجواب، ويمكن أن نسمي هذا بانتحار الطغيان.
أما السلطان المملوكي الشهير بيبرس ، فقد كان مع ممارسته لترعيب آلي خال من كل شفقة، كان من الناحية الشكلية شبه ضحية: فقد جاء في بعض الأخبار أنه اعتاد على قتل ضيوفه بالسم إلى أن قام ذات يوم من عام 1277 ، وقد كان ذهنه شاردا حين تناول كوبا من حليب الناقة المتخمر السام. وفي زمن الحروب الصليبية نجد أتابك حاكم الموصل وحلب ،العراق وجزء من سوريا، ويدعى زناكي، وكان يحب أن يقطع أعضاء التناسل لأطفال أعدائه، وربما فعل كذلك مع عشاقه من الغلمان، وقد قام أحد هؤلاء الخصيان الذين أهانهم بطعنه في سريره.
عندما أصيب ستالين بنوبة قليبة ، كان قد قام قبل أيام بإلقاء القبض على عشرات الأطباء بتهمة الخيانة، فقد حبس بوله لأكثر من اثنتي عشرة ساعة قبل أن يجرؤ خدامه على استدعاء الطبيب، فهو لم يقتل كما قتل القذافي، بل كان هو من قام بتدمير نفسه.
لا إنجاز بالنسبة لطاغية بعيدا عن الخلود من أن يموت في سريره. ففي هذه الحالة يكون هو سيد الموقف، يراقب الزمان والمكان والعواقب في ما يتصل بموته. إنما يتأتى له هذا إن طال مرضه. لقد كتب جوزيفوس Josephus حول ملك يهوديا Judea يقول: «إن مرض هيرود يشتد عليه يوما بعد يوم... ذلك عقاب الرب له على ذنوبه، لقد تقرحت جوانبه... واستقر حول رجليه وحول أسفل بطنه، وأعضاؤه التناسلية قد تعفنت وصارت تولد فيها الديدان». غير أن هيرود المتقيح هذا قد تحايل حتى قتل أحد أبنائه الثائرين ورتب لوراثة ثلاثة آخرين قبل أن يقع فريسة للموت.
فعلى خلاف الملوك الذين يعهدون بالحكم لورثتهم عند موتهم ليضمنوا استمرار نظامهم، فإن الطغاة يحرصون على أن يعيشوا أطول مدة ممكنة. ومن هنا نفهم المجهودات التي تفوق طاقة الإنسان والتي يتطلب من الأطباء بذلها كي يبقوا الدكتاتوريين على قيد الحياة في فراش مرضهم، تلك كانت حالة ماو وبريجنيف وتيتو وفرانكو، والشاطر من بينهم الكوري الشمالي الذي وجد للمشكل حلا بإعلان كيم إلسونك Kim Il-sung خالدا، رئيسا على دوام الأيام.
إن صنائع الديكتاتورية الحديثة قد اجتهدوا في كيفية تجنب هذا الأمر المزعج الذي ينتج عن موت الدكتاتور، وذلك بابتكار صنف جديد من الأنظمة الوراثية. فمن هؤلاء خارج العالم العربي نجد آل كيم في كوريا الشمالية وآل كاديروف في تشيشينيا وآل كابيلا في الكونكو وآل عالييف في أزربيدجان، وكلهم حققوا هذا الحلم الذي يراود الدكتاتور. وقام بمثل ذلك بعضهم في العالم العربي. فمنهم حافظ الأسد في سوريا الذي حكم منذ 1970 ومات عام 2000 حيث مرر الرئاسة لولده بشار. وقد راود نفس الحلم كلا من القذافي ومبارك وصدام حسين. ولكن هؤلاء الورثة الافتراضيين من كثرة ما هم مدللون لا يملكون مواهب آبائهم في المكر.
كل الدكتاتوريات تتفنن في الدهاء، وفي المخاطرة وفي الترويع وفي حب الذات وفي كثرة الظهور وفي التحبب الكاذب للناس، كل ذلك مفرغ في فرجة جوهر التحكم التام في الغير. فالطغاة يتفوقون على كل المدبرين للتمثيل، هم محركو مسرحيات واقعية لا حدود لسلطتهم في إخراجها، يدومون ما دام لهم النفوذ والرخاء وبقية عدل. ويمكن أن يكون لصالحهم نوع من إراقة الدماء مثلما أظهر بشار الأسد وآية الله علي خامنئي، إلى أن ينفد الحظ في ملابسات تكتنفها الخيانة، خارج كل مرجعية ، أو إلى أن يجتاح تسونامي الثورة مثل ما يحدث في الربيع العربي. فمن الصعب أن يتصور المرء ترك ما عدا الأحشاء لو وقع هذان الاثنان في أيدي شعبيهما.
فإذا لم يتأت لدكتاتور أن يموت في سريره الخاص، فأفضل ما يمكنه أن يفعل ، هو أن يحاول تدبير سقوطه بكيفية تدريجية، لأن الدكتاتوريين لا يجدون من المقبول أن يعيشوا وهم لا يحكمون. فالقذافي بين آخرين، كان من النرجسية بحيث نفى في البداية أن تكون ثورة قد قامت عليه قبل أن يندفع دوره البطولي العـنيد الذي انتهى بمأساة الشوط الأخير. فشكسبير يقول على لسان الملك ريتشارد الثالث: «ألقيت حياتي كما يلقى بزهر نرد...وما يأتي به الحظ يكون».
كان بإمكان القذافي أن ينقذ حياته وينقذ حياة آلاف الليبيين بمجرد انسحابه في فيلا إلى أن يواجه محكمة العدل الدولية. لكن هذا النرجسي لم يكن يتصور سقوطه إلا على شكل إخراج مسرحي يكون من اللاعبين فيه أتباعه وعائلته وأهل بلده ، تحرقهم نار أنانيته المرضية العدمية. ربما خطط القذافي لأن يموت في معركة مثل ريتشارد الثالث وماكبث، أو لأن يقتل نفسه، غير أن هذا المتبجح الرهيب قد خسر حياته خسرانا تاما.
إن النموذج الأسمى لموت طاغية هو الذي قدمه هتلر، فبالرغم من كون الكتائب الروسية كانت تشق طريقها عبر برلين لتصل إليه، فإنه استطاع أن يتحكم في مصيره بما يكفي للتخطيط لحياته الأخيرة وتنفيذ وصيته، وذلك بالزواج ثم الانتحار: التحكم في نهاية في حديقة كوتردا ميرونك Götterdammerung بعد الرش بزيت الكيروزين. ومع ذلك فإنه لم يبلغ إشراقة نخوة تشارلز الأول عند موته، فإنه وإن اتهمه مستفزوه من الطهوريين بأنه «رجل دموي» فإن شهادته قبل إعدامه قد سجلت مثالا لا يستطيع القذافي حتى أن يحلم به، فقد قال قبل أن يواجه الشاقور: «لقد انتقلت من تاج فاسد إلى تاج غير فاسد حيث لا محل للإزعاج، لا إزعاج في العالم».

عن جريدة إنترناشيونال
هيرالد تريبيون
الجمعة 28 أكتوبر 2011
ترجمة عالية حميد
3/11/2011

4 - نوفمبر - 2011
" كلام ساكت "
عين العقل..    كن أول من يقيّم

أحببت فيه الشيخ الفارس الهمام العفيف النقي التقي، ولكني أتحفظ على الكثير والكثير جدا من آرائه ومواقفه.....           
 
*أ.زهيـــــر
 
شكرا استاذنا على هذه الاطلالة وعيدا مباركا سعيدا

10 - نوفمبر - 2011
إبن تيمييه
 87  88  89  90  91