البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات abdelhafid akouh

 86  87  88  89  90 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
"من يصبن أحسن " ؟؟؟    كن أول من يقيّم

(1×3)  
 
 
 

11 - يوليو - 2011
كيف حسبتها يا أبا الطيب؟
نوستالجيا: «سكان المغرب الأقدمون»     كن أول من يقيّم

كنا أطفالا عندما علـّمونا أن «البرابرة هم سكان المغرب الأقدمون»، وأنهم «جاؤوا إلى المغرب عن طريق الحبشة ومصر»، وكانوا «يسكنون المغاور والكهوف ويلبسون جلود الحيوانات»، كنا صغارا حين  لقنتنا وزارة التربية الوطنية تاريخ المغرب المزور، ولم نكن نملك إلا أن نحتقر هؤلاء الوحوش النائمين في دفتر اللغة العربية وكتاب «الاجتماعيات». لم يقل لنا المعلـّم من أين جاؤوا وأينهم الآن، ولم تساعدنا عقولنا الصغيرة كي نفهم أننا أحفادهم، وأن كثيرا ممن يعتقدون أنهم أبناء «العرب الفاتحين» هم في الأصل أمازيغ استعربوا. كان الأطفال الذين يتكلمون الأمازيغية في البيت يتخلون عن لسانهم في الشارع كي يندمجوا مع الآخرين. يفضلون التكلم بعربية مكسّرة، تؤنث المذكر وتذكـّر المؤنث وتضيف إلى المعجم مفردات مضحكة، على الحديث بلسان الجد «يوغرطة»، كي لا يكونوا محط سخرية، ويتجنبوا نظرات الاحتقار التي تندّ عن رفاق الدرب والتلاميذ والمعلم والمدير وبناته... أتذكر الآن صديق طفولتي الأولى «أباغوس» دون أن أستطيع استحضار اسمه الحقيقي. لا أعرف لماذا سميناه «القرد»، يبدو أن أحدنا سمع عمته تناديه كذلك على سبيل التوبيخ، فأغراه رنين الكلمة دون أن يفهمها، أو ربما كنا نعرف جيدا معنى «أباغوس»، فصرنا نناديه بها إمعانا في الاحتقار، لا أتذكر بالضبط. كل ما أتذكره أن «أباغوس» نزل عند عمته من  «قصر» بضواحي المدينة كي يدخل إلى المدرسة. عندما تسمعون كلمة «قصور» لا تصدقوا رنين الكلمة، «القصر» هناك ليس له من الأبهة إلا الاسم، مجرد أكواخ طينية بلا ضوء ولا كهرباء ولا مرحاض، لا أثر فيها لمؤسسات الدولة، لا مدرسة، لا مستشفى، لا إدارة ولا هم يحزنون. «أباغوس» أصبح بسرعة واحدا منـّا، يقتسم معنا الفصل واللعب والمغامرات. لم يكن أخرسَ، لكنه لم يكن يتكلم تقريبا. كنا نجري في المروج ونسرق التفاح والزهور والمشمش، ونقتل الأفاعي والخنافس، نصطاد الطيور والسلاحف والضفادع، دون أن نسمع كلمة واحدة من «أباغوس»، لأنه لا يفهم ما نقوله ولا يعرف العربية بكل بساطة. حينما تبدر منه كلمة ما، نضحك عاليا من لكنته المكسّرة. هو أيضا لم يكن لقمة سائغة. حين نغيظه، يبتعد عنا مسافة محترمة ويشرع في رجمنا بوابل من الحجارة... الكل كان يشهد ببراعته في التصويب، حتى إننا أطلقنا على طريقته في الرشق: «ضربة السرّاح»، لأن «السراح» أكثر الناس مهارة في التصويب بالحجر. أتذكر الآن كم كان «أباغوس» عرضة للسخرية والأذى من طرف شياطين الزنقة، فقط لأنه لا يعرف العربية. أتذكر يوم ربطه حميد، الشرير الذي يكبرنا بأعوام وحماقات، وتركه يصارع الحبل وسط قهقهاتنا الآثمة. في المدرسة أيضا، لم يكن «أباغوس» يفهم ما تقوله المعلمة. كان ينزوي لوحده في آخر الصف كأي تلميذ مصاب بالجذري، لا أحد يريد الجلوس معه لأنه «كسول»، وعندما ينطق بكلمة يضج الفصل كله بالضحكات، حتى المعلمة كانت تهتز من فوق كرسيها الخشبي تحت تأثير القهقهات!
صورة anonymousجمال بدومة
 
 

16 - يوليو - 2011
" كلام ساكت "
فواصل الأيام .. ما اجتمع الدين بالدولة إلاّ والاستبداد ثالثهما     كن أول من يقيّم

عز الدين العلام
لم ينتج عن الجمع بين الدين والدولة غير الاستبداد. ولا يتعلّق الأمر هنا بحكم قيمة، ولا بموقف إيديولوجي. يكفي أن نستقرئ وقائع التاريخ الحضاري العالمي لنتأكّد أنّ اجتماع الدين بالدولة لم ينتج عنه غير الاستبداد السياسي.
تثبت هذه الوقائع، قديما وحديثا، أنّه ما اجتمع الدين بالدولة إلاّ وكان الاستبداد ثالثهما. يتّضح ذلك في حضارات الشرق القديم التي عمّرت آلاف السنين. ويتّضح ذلك في مختلف محطّات العصر الوسيط، بشقّيه الغربي- المسيحي و العربي -الإسلامي. كما تبدو حاضرة كلّ علامات الاستبداد السياسي في بعض الأنظمة التي تحكم اليوم باسم الإسلام، وتدّعي تطبيق تعاليمه.
لم يكن «فراعنة» مصر القديمة ليكتفوا بالحكم باسم دين أو إله ما، بل كانوا يعتبرون أنفسهم آلهة تسير على وجه الأرض. و في مرحلة لاحقة، خفّف «أباطرة بابل» من هذا الادّعاء الفجّ بالآلوهية، قانعين بكونهم أبناء الآلهة. وبمجيء الإمبراطورية الفارسية، اكتفى ملوك فارس بقولهم إنّهم يحكمون بمشيئة الله وبعون منه. وهي الفكرة التي ستجد امتدادا لها عند خلفاء الدولة الإسلامية.
العامل المشترك بين مختلف أنظمة الشرق القديم، سواء تعلّق الأمر بفراعنة مصر أو أباطرة بابل أو ملوك فارس، هو الجمع بين السلطة السياسية والأمر الديني. ولا نتيجة لمثل هذا الجمع غير تبرير الاستبداد السياسي الشامل، إذ كيف يُعقل أن تُعصى أوامر من يقدّم نفسه إلها، وقد تجلّى. وكيف لا يُطاع من يتولّى أمر النّاس بصفته ابنا للإله. وكيف لا ينحني المحكومون أمام من يكون حكمه السياسي بإرادة من الله ومشيئة منه. العصيان في كلّ هذه الحالات لا يعني شيئا غير عصيان الله.
لقد أكدّ كثير من الباحثين المهتمين بشؤون النظام السياسي الإسلامي، مبدأ المماثلة بين الله الواحد الأحد والحاكم الذي لا شريك له. ولاحظوا كيف أنّ الحاكم «الإسلامي» كان ينتقل بسهولة من قوله تعالى:«لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا» إلى أنّ الحكم لا يستقيم أبدا بالشركاء.
وفي البدء قال عثمان بن عفّان، وهو يتحدّث عن الخلافة أنّها قميص ألبسه إيّاه الله. فكيف يكون إذن من حقّ العبد أن ينزع عن «ثالث» الخلفاء الراشدين قميصا شرّفه تبارك وتعالى بارتدائه. وكيف يكون من حقّ الرعية المؤمنة أن تنازع في حكم خلفاء تنتهي ألقابهم بذكر الله. فهذا «معتصم» بالله، وهذا «متوكّل» على الله وذاك «مهتدي» بالله وآخر «حاكم» بأمر الله...
لقد انتبه بعض مفكّري النهضة العربية، وعلى رأسهم الكواكبي وعلي عبد الرازق، إلى أنّ الاستبداد السياسي واستغلال الدين صنوان لا يفترقان. وقبْل هذين المفكّرين بكثير، أكّد رائدو نهضة أوروبا أنّ الدولة الحديثة تتأسّس على الانتماء الوطني، وليس على الاعتقاد الديني، مؤكّدين على الفارق النوعي بين دائرتي الدين والسياسة.
واليوم، ما تغيّر في الأمر شيئا، فما اجتمع الاثنان في دولة ما، إلاّ وساد الاستبداد والتخلّف. فباسم الدين هدّمت دولة «طالبان» آثارا إنسانية تعود لآلاف السنين. وباسم الإسلام تمّ أسْر النساء في لباس من حديد. وباسم ولاية الفقيه تتّخذ دولة إيران كلّ قراراتها في غيبة من مواطنيها. وباسم حدود الدين يُجلد الناس وتُقطع رؤوسهم. وباسم الأخلاق الإسلامية تُحرم النساء من ممارسة حقوق، أدناها سياقة سياراتهنّ...
وأخيرا قد يتساءل القارئ: وما القول في المغرب الذي أقرّ دستوره الجديد أنّ المغرب دولة إسلامية وأنّ ملك المغرب هو أمير المؤمنين؟ تساؤل وجيه يتطلّب الجواب عن تفاصيله بحثا مستقّلا. ومع ذلك، يمكن الإشارة إلى عنصرين يمكن تطوير البحث فيهما: يتمثّل الأوّل في كون الدولة المغربية بعيدة عن أن تكون دولة دينية. فقوانينها وضعية، ومؤسّساتها دنيوية. قانونها الدستوري لا يقدّم أي امتياز لحمَلة علوم الدين و أصوله، وقانونها الجنائي لا يسمح بجلد النّاس أو تقطيع أيديهم...ما الدّاعي إذن للتنصيص على «إسلامية» الدولة؟ الجواب يكمن في ضعف الدولة المغربية التي لم تكمل تأسيسها بعد لتتقدّم أمام مواطنيها كشأن عمومي في غير ذي حاجة لأية مساحيق أخلاقية أو دينية، و هو ضعف يترجم في جميع الأحوال أفق المغرب، مجتمعا و دولة.

18 - يوليو - 2011
نحتاج للشيخ محمد عبده الامام رجل الاصلاح مره اخرى
الشعراوي ومبارك..    كن أول من يقيّم

 
بدون تعليق.....

20 - يوليو - 2011
كيف حسبتها يا أبا الطيب؟
ملوخية بالعفاريت000     كن أول من يقيّم

يا أمة ضحكت ...
 
وتحية صباحية عطرة
 
 
 
 

27 - يوليو - 2011
مسؤولية المثقف وثمن الكلمة
حوارات في الثورة العربية الجديدة ..    كن أول من يقيّم

عن الملحق الثقافي لج. الاتحاد الاشتراكي

 
أنور المرتجي
عبر كثير من المثقفين العرب عن وقع المفاجأة أمام الانتفاضات العربية التي لم يتوقعوا حدوثها، من حيث سرعة انجازها وتوقيتها بالرغم أن تاريخ الثورات يؤكد بالملموس أنها لا تخضع دائما للحتمية الآلية. والدليل على ذلك أن مؤسس التفكير الجدلي كارل ماركس كان يتوقع أن تحدث الثورة الشيوعية الأولى في بلد مثل انجلترا. لامتلاكها لطبقة بورجوازية متنورة، وتنظيم عمالي قوي، لكن مكر التاريخ شاء أن يخيب توقعه، حيث حدثت هذه الثورة في بلد فلاحي هو روسيا القيصرية التي كانت آنذاك تفتقر لهذه الشروط الموضوعية.
إن عامل المصادفة الذي توحي به هذه الثورات هو نتاج تضاريس تاريخية من الإحباط والفساد وعلاقات التسلط والهزائم الفجائعية. التي بقيت في حالة كمون إلى أن توافر لها فتيل الاشتعال، تشبه بركان فيزوف الذي لا يعرف الايطاليون متى يستيقظ. قد يكون سببه مجرد حادث عارض كما حدث مع واقعة البوعزيزي، أو قد يكون سلوكا مترددا في الاستجابة الآنية كما يحدث اليوم في سوريا، أو استبدادا طال أمده لعقود مقترنا بحرمان الشعب من أبسط الشروط الدنيا لبناء الدولة الحديثة كما يحدث في ليبيا أو تجييشا للصراع القبلي والمقايضة بالخطر الإرهابي، ضمانا لعدم المتابعة والمحاكمة العادلة كما يطالب بذلك حاكم اليمن السعيد.
تمثل ثورة 25 يناير في ميدان التحرير، منعطفا متميزا في مسار الحراك العربي، بالرغم من عدم اقتناعنا بوجود مفاضلة معيارية بين الثورات، لقد كان لثورة تونس شرف السبق التمهيدي، الذي صارت على منواله باقي الانتفاضات العربية اللاحقة، من حيث أسلوب العمل والنتائج التي تمخضت عنها وأدت إلى رحيل حاكم تونس القوي.
لكن التجربة المصرية في التغيير والثورة، تمثل المختبر التاريخي لما سيؤول إليه مستقبل الشعوب العربية في الألفية الثالثة، نظرا لوضعها الجيو سياسي ورصيدها الريادي في النهضة والتقدم، ولوجود نخبة ثقافية عريضة لها تجربة غنية في ديمقراطية التعدد الحزبي، تعود إلى أكثر من قرن من الزمن وتمرين في ممارسة الإصلاحات الدستورية، انطلق منذ العقدين الأولين من القرن الماضي.
سر القوة في الثورات العربية الجديدة، أنها لم تقم بتوكيل خارجي، ولهذا السبب تعذر على نظام مبارك وبقية الأنظمة العسكرية أن يتهموها بخدمة أجندة أجنبية، لقد اشتركت الثورات العربية في توظيفها لقاموس حضاري يتسلح بالدعوة المسالمة إلى التغيير والديمقراطية والوعي المدني التواق إلى الحرية والكرامة.
إنها ثورة تفتقر إلى قيادة رائدة أو طبقة طليعية على شاكلة الثورات التقليدية، لأن شباب الفايسبوك لا يؤمرون بتوجيه عمودي بل يعتمدون في حراكهم على التشعب الأفقي المتفاعل مع بقية المتحاورين كأنداد. كما أنها ليست بشرقية أو غربية يكاد نورها يضيء جميع البلدان العربية، تؤرخ لجيل جديد من الثورات الإنسانية وتفند كل التحليلات المكررة لعلماء الاقتصاد السياسي وأدبيات الثوريين التقليديين، القائلين بعدم حرق المراحل، وضرورة التدرج المعتمد على تراكم التجربة ونضج الظرف التاريخي. لقد انطلقت هذه الثورة بأصوات شبابية، لكنها تحولت إلى ثورة شعبية، لأن جيل الشباب يتقاطع مع مختلف الطبقات وينصهر داخل كل الفئات الاجتماعية.
هناك أسئلة عديدة تطرحها الثورة العربية الجديدة، قد يتطلب منا كمثقفين أن ننتظر زمنا طويلا لاستيعابها وإدراكها، لكن أهم ما في هذه الحوارات مع المثقفين المغاربة أن نقترب قدر الإمكان من جذوتها وسخونتها، في محاولة لفهم ما جرى ويجري حاليا.

حوار مع الأستاذ سعيد بنكراد
لم يكن الفايسبوك هو الذي أشعل ثورة الشباب، فلو لم يكن من الظلم ما يدفع إلى الثورة، لما نزل أحد إلى الشارع

{ في انتظار أن تنضج الملامح الموضوعية لهذا الحراك العربي، يجد الملاحظ نفسه بين رؤيتين متناقضتين حيث تتحمس الأولى لما يحدث الآن، معتبرة إياه بارقة أمل حقيقي للقطع التام مع زمن القهر والخوف والإهانة الممنهجة التي طالما عانت منها الشعوب العربية، نجد بالمقابل أصحاب الرؤية الثانية انطلاقا من تبنيهم لنظرية المؤامرة، يختزلون الأمر في مقولة دسائس الغرب ومقالبه الموجهة ضد أمن واستقرار الغرب والمسلمين قاطبة، كيف تنظر من جهتك إلى الرؤيتين؟
> لا أعتقد أن الأمر يتعلق بوجهتي نظر، أو بتقويمين مختلفين لما يجري، بقدر ما هو محاولة يائسة من المنتفعين من النظام القائم للدفاع عن وضع منحهم كل شيء، وحرم الآخرين من لقمة عيش نقية. إن للأمر أسبابا أخرى لا يمكن أن ينكرها إلا من على أعينه غشاوة المال والنفوذ والسلطة. يتعلق الأمر بعقود، أو بقرون، من القهر المتتالي، ويتعلق الأمر أيضا بعقود أو قرون من الإذلال الممنهج. يجب أن نسجل أن هذا الحراك جاء في شرط حضاري خاص. وهذا الشرط لم تستطع حتى أعتى الإمبرياليات الهروب منه: لقد تغير العالم كثيرا، لم يعد من الممكن إخفاء الجريمة، الكل أصبح مكشوفا أمام نفسه وأمام الآخرين، وما أنتجته الرأسمالية في اندفاعها الأهوج إلى الأمام هو ذاته الذي وفر للشعوب فرصة خلق عالم لا يستطيع أحد التحكم فيه (أو على الأقل لا يستطيع فعل ذلك طويلا)، عالم يتطور في شكل بروفه افتراضية لا يكتمل وجهها إلا من خلال تحققها في الشارع حيث الحميمية الإنسانية تشير إلى الاستعداد للموت من أجل عالم جديد خال من الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي. فالحامل الجديد للخبرة الإنسانية (بكل مظاهرها السلبية منها والإيجابية) قادر على تخطي كل أشكال الرقابات السياسية والإيديولوجية والدينية. وقد أصبح، بصفته تلك، قادرا على اقتحام البيوت والتسلل إلى الأذهان في غفلة من سلطة تراقب.
والقائلون بالمؤامرة، من موقع المصالح أو من موقع الوهم الإيديولوجي، لا يقومون، في واقع الأمر، سوى بالخلط بين الحضارة التي أنتجت التحرر والنزعة الإنسية التي تحتفي بالإنسان وحده، وبين ما يرتكبه المنتمون إليها من جرائم خارج حدودهم. فحاصل هذا الخلط سيكون دون شك تبريرا لوجود طغاة يحكمون شعوبهم بعبث سلطوي لا نظير له في التاريخ. لقد برروا باسم المعركة تارة وباسم الخصوصية الدينية والتميز الثقافي تارة أخرى، كل أشكال الاستبداد والتخلف والانكفاء على الذات خارج مجريات تاريخ يُصنع في غيابنا، وخارج قدرتنا على مجاراة إيقاعه.
{ عند الحديث عن العدوى الديمقراطية التي تجتاح العالم العربي، يتم الحديث عن (الاستثناء المغربي) ما هي معالم هذا الاستثناء إن وجدت؟
> لا أومن بحكاية الاستثناء هاته، فهي الخرافة التي رددناها لسنوات طويلة في ما يتعلق بالمد الأصولي. فقد داهمتنا آلياته في الشارع والإعلام وفي الانفجارات ونحن نتغنى بالخصوصية والاستثناء والتميز. إن الاستثناء إما أن يكون شاملا وإما لا يكون. والحال أننا لم نكن استثناء في الاستبداد والحكم المطلق والقهر بكل أشكاله. لنا خصوصيتنا الثقافية، هذا أمر مؤكد، كما لكل شعوب المعمور خصوصيتها. وقد تكون السلطة في بلادنا، استنادا إلى حسابات المصالح لا إلى إمكانية تبني نموذج جديد في إدارة الشأن السياسي، أذكى من مثيلاتها في العالم العربي، فبادرت إلى نزع الفتيل قبل اشتعال النار في كل الهشيم. ومع ذلك لم ننجز شيئا ذا قيمة كبيرة. يجب ألا نبرر عجزنا على المضي بالحراك إلى أقصى نقطة ممكنة فيه بالاستثناء الذي لا استثناء فيه. والغريب أن القوى اليسارية، أو من تقول عن نفسها كذلك، هي التي روجت لحكاية الاستثناء هاته، لقد كانت تتعجل الاستفتاء كمن يريد أن يتخلص من تبعات وضع لا يستطيع التحكم فيه.
{ هل تعتقد أن الإصلاحات الدستورية التي تنهجها بلادنا ستؤهل المغرب، إلى الانتقال إلى الديمقراطية التي طال أمدها؟
> الأهم من الإصلاحات الدستورية هو استراتيجية تتحكم في هذه الإصلاحات وتوجهها. فمنذ انطلاقة ما سمي بالتوافق السياسي كانت هناك الكثير من الأصوات التي تقول إن هذا التوافق لا يمكن أن يكون له معنى إلا إذا كان سيؤدي في نهاية الأمر إلى توزيع جديد للسلطة، ويعيد إلى الشعب سلطته في المراقبة ضمن ملكية برلمانية تحظى بكل الاحترام وتكون رمزا محايدا للأمة. وهذا ما تقف في وجهه الكثير من العوائق. فالإصلاحات الموعودة هي في الأصل تعديلات تمس بنودا ولا تشكل في عمقها إعادة النظر في البناء الحضاري الذي يقوم عليه النظام السياسي في بلادنا. لقد ارتبطت كتابة الدساتير بالثورات، والدسترة كانت دائما «ترسيما قانونيا» لممارسات جديدة عجزت القوالب القديمة على احتوائها. لذلك فهذه الإصلاحات ليست، على الأقل في المدى المنظور، سوى توزيع جديد للكعكة السياسية، ولن يقود إلى إعادة النظر في النظام القيمي الذي نحتكم إليه ونقوم العالم استنادا إليه. وما حدث في الاستفتاء الأخير يزرع الكثير من الشكوك حول قدرة إصلاحات دستورية معزولة على إحداث تغيير فعلي في البلاد. سيتناوبون على السلطة بطريقة جديدة دون أن يؤدي هذا التناوب إلى انتقال فعلي من نمط سياسي إلى آخر. لقد فقدت هذه الإصلاحات الكثير من مضمونها من حيث الصياغة، ومن حيث طريقة تصريفها والدعاية لها: لقد استعملت الأساليب القديمة نفسها: استعمال المساجد في خرق سافر لحياد السلطة، واستعمال الإعلام العمومي خارج ضوابط القانون الذي ينظم الاستفتاء، وغياب أي رقابة على الاستفتاء وعلى طريقة التصويت، تجييش أئمة المساجد والنزول بهم إلى الشارع دفاعا عن شيء لا يؤمن الكثيرون منهم به.... لكن المثير هذه المرة هو أن الأحزاب التي طالما اشتكت من التزوير باركت كل هذه الأساليب أو غضت الطرف عنها، وكأنها تحاول أن تتخلص من عبء في أقرب الأوقات.
{ من مضمرات الفكر السياسي النظر إلى الحركة الإصلاحية باعتبارها نتاجا لتحول في سيرورة الوعي المعرفي، بينما نجد أن النخب المغربية تحاول الالتحاق بهذه التحولات، هل تعتبر ذلك نتيجة لوجود أزمة تستدعي ضرورة التسريع بثورة ثقافية ؟
> ما أشرت إليه سابقا يتضمن جزءا من الجواب. فليست بنود الدستور هي التي ستغير من تصورنا للحياة. فقد نأتي بأكثر الدساتير ديمقراطية دون أن ينتج عن ذلك تغيير جوهري للتركيبة الفكرية والاجتماعية السائدة. نحن نعيش أزمة حقيقية على مستوى القيم. أو إن شئت، يتعلق الأمر بحالة تخلف حضاري يختفي في تفاصيل اليومي. فقد داهمتنا المدنية الحديثة ونحن أعجز ما نكون عن القدرة على استيعاب سيرورتها واستنبات قيمها في تربة ثقافية قادرة على فعل التمثل. إننا نعيش خلاصات ما يفرزه الآخر في انفصال كلي عن السيرورة التاريخية التي أنتجته. إن المواطن الذي حرم لعقود من حقوقه لا يستطيع استيعاب مفهوم «الواجب»، والمواطن الذي سلب من حريته لعقود لا يمكن أن يتصور الحرية باعتبارها «مسؤولية» (لقد سارع الكل إلى دسترة الحقوق وحدها). لذلك نحن فعلا في حاجة إلى ثورة ثقافية تبدأ من المدرسة، يجب أن يتعلم الطفل كيف يحب الحق والواجب والخير والصدق والأمانة باعتبارها قيما في ذاتها في انفصال عن أية مردودية، دينية كانت أم سياسية. حينها سيعلن عن ميلاد الإنسان الجديد.
{ يقول بعض الباحثين، إن ظهور الإسلام السياسي في العالم العربي هو نتاج للجمود السياسي، وأن هذه الثورة الديمقراطية هي بمثابة صمام أمان ضد الإسلام الراديكالي ؟
> قد يكون هذا التقدير ساذجا، أو يتسم، في أحسن الأحوال، بالكثير من التفاؤل. فمن زاوية ما قد يكون الإسلام «القاعدي» قد فقد بعضا من بريقه مع هذا الحراك، فقد أثبتت هذه الهزة إمكانية الإطاحة بأنظمة عتيدة بأساليب سلمية، ولكنه لم يفقد أي شيء من روحه. لذلك لا يبدو لي أن هذا الحراك يملك القدرة على تشكيل صمام أمان أمام زحف الأصولية. ذلك أن الأصولية لم تكن دائما حاصل جمود سياسي، ولم يكن هذا الاختيار دائما حتميا أيضا(انتعش الإخوان المسلمون مع ثورة الضباط الأحرار في مصر). وهناك شعوب أخرى عاشت مناخ الجمود السياسي، ولكنها لم تكن ملزمة بالتلف للوراء بحثا عن بديل يأتيها من الماضي. لقد اختارت شعوب أمريكا اللاتينية، بعد أن دمرتها رأسمالية متوحشة وحكم دكتاتوري مريض، من جديد الوصفة الاشتراكية ضمن قواعد جديدة للعبة السياسية. وعاشت إسبانيا وقبلها البرتغال تحت نظامين دكتاتوريين، ومع ذلك فقد كانت عودتهما سريعة إلى الديمقراطية. والشيء ذاته حصل مع دول أوروبا الشرقية، لقد استعادت موقعها الطبيعي بشكل سلس ضمن المنظومات الديمقراطية بعد سقوط الأنظمة الشيوعية. لقد كان هناك في جميع هذه الحالات رصيد حضاري مشترك قابل للتعميم، وهو الذي سهل التحول الديمقراطي، وجعل العودة إلى نظام شمولي من قبيل ردة تدعو إلى قيام دولة دينية أمرا مستحيلا. في حين احتاجت تركيا، المنتمية جغرافيا إلى أوروبا، وعقديا وفكريا إلى الشرق، إلى العسكر لكي تحمي علمانيتها ومازالت في حاجة إليه، رغم الضمانات التي قدمها الحزب الحكام حاليا. وهذه أمور للتأمل.
{ إن القاسم المشترك بين الثورات العربية يتمثل في مبادرة الشباب إلى إشعالها، هل ترى أن المحللين السياسيين والمثقفين عموما قد استهانوا بدور الشباب الذين ألصقت بهم نعوت العزوف السياسي والابتعاد عن الشأن العام؟
> لم يكن الفايسبوك هو الذي أشعل ثورة الشباب، فلو لم يكن هناك في الواقع من الظلم والتسلط ما يدفع أكثر الفئات خمولا إلى الثورة، لما نزل أحد إلى الشارع. بالتأكيد كان هناك عزوف عن العمل السياسي ومازال، وهو عزوف طال جميع الفئات بما فيها فئة الشباب. ولكن هناك حقيقة أخرى تفسر الكثير من الأشياء، وهي أن الأحزاب السياسية نفسها شاخت، ولم تعد قادرة على استيعاب طموحات شباب يعيش أكثر من نصف واقعه في عالم افتراضي يقدم له عوالم هي النقيض المطلق لما يراه في محيطه المباشر. لقد ثار الشباب، بشكل عفوي، على السلطة بكل معانيها بما فيها سلطة شيوخ الأحزاب الذين لا يريدون التخلي عن كراسيهم. لقد تماهوا مع النظام الذي يحاربونه. ومع ذلك يجب ألا ننساق وراء الظاهر. فنسبة كبيرة من الشباب «المستقل» الذي يخرج للتظاهر في الشارع لا يملك وعيا سياسيا بالمعنى الذي يدفع به إلى تجاوز الاحتجاج إلى تبني نموذج قيمي جديد، بل إن جزءا كبيرا منهم ينادي الآن بعودة مفجعة إلى نمط حياتي هو النقيض المطلق لما علمته إياه آلة التواصل الحديثة. لا يشكل الحداثيون داخل الحراك الآن سوى فئة قليلة، وهذه حقيقة لا يجب أن ننكرها. إن المطالبة بالديمقراطية قد تكون طريقة ديمقراطية لإلغاء الديمقراطية بكل بساطة.
7/30/2011

1 - أغسطس - 2011
" كلام ساكت "
تعليق مناسب ..    كن أول من يقيّم

 
 
ما رأي السيد (ة)  فرانكا من بلاد أخرى ؟؟؟

3 - أغسطس - 2011
وطني والكلاب
رمضان مبارك ..    كن أول من يقيّم

ل كل الساكتين ولكل القائمين على موقع الوراق ..
 
    اللهم أعنا على الصلاة والصيام والقيام... و"إسقاط النظام " 
 

6 - أغسطس - 2011
" كلام ساكت "
كسر الخاطر ...    كن أول من يقيّم

*اللهم اجعل المسلمين على قبلة واحدة
وكلمة واحدة
وقلب واحد
ولا تجعلهم على رئيس واحد
وعلى حزب واحد
وعلى زعيم واحد
*********************
اللهم لا تجعل فطوري على مدفع القذافي ، كلما فتح فمه ..
سقط مائة قتيل
وطارت فراخ الحمام
*******************************
*اللهم أنقذ أم المؤمنين عائشة من أحلام الشيخ ياسين
اللهم لا تجعل عيوبنا في اليوتوب
ولا في التويتر ...
*******************************************
اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك
ويخاف رجال الضرائب وأصحاب السوابق والمسؤولين!.
ربنا ،لا تجعل بشار الاسد من جيراننا ولا تجعلنا يا كريم من جيرانه
سواء بقي أو رحل!

*****************************************"
 دعوات مغربي صائم إيمانا واحتسابا..
عبد الحميد جماهري
(بتصرف)
 
 


8 - أغسطس - 2011
رمضانيات ..
مدافع رمضان ..    كن أول من يقيّم

 
عن لوموند
رمضان شهر الصيام والعبادة وأيضا الفرح بالنسبة لجميع المسلمين. شهر مخصص للتفكير الشخصي والتحكم في النفس، شهر تحضر فيه الشهوات والأفكار الخبيثة...
في القاهرة الأزقة والشوارع مزينة بالأضواء والتجار والميسورون يضعون على جنباتها موائد ضخمة مليئة بأطعمة رمضانية متاحة للفقراء في كل الأحياء بعد الإفطار. إنها لحظة اللقاء بين الأصدقاء والعائلات والجيران، وحسب التقاليد تبدأ هذه الاحتفالات بطلقة مدفع.
مدفع رمضان الذي نجده في العديد من الدول الإسلامية هو في الأصل، تقليد مصري يعود إلى الحقبة الفاطمية (القرن 10 و12 الميلادي)، ويقال أن الخليفة تلقى هدية عبارة عن مدفع أراد تجريبه على الفور. الطلقة خرجت مع مغيب الشمس وصادف ذلك أول أيام رمضان. وسكان القاهرة الذين لم يسبق لهم أن سمعوا مثل هذا الصوت رأوا في ذلك إشارة إلهية تعلن لهم موعد الإفطار.
لكن في هذه السنة، أصوات المدافع التي سمعت في أول أيام رمضان لا علاقة لها تماما بالتقاليد، وليست طلقات لإعلان الاحتفال، بل هي حسب تعبير أحد المتظاهرين المصريين إعلان لموسم رمضان فاسد. فالأول من شهر رمضان هو التاريخ الذي اختاره المجلس العسكري الحاكم منذ إسقاط نظام حسني مبارك من أجل إخلاء ميدان التحرير من المعتصمين فيه منذ 8 يوليوز، في الوقت الذي أعلن 28 تيارا وحزبا سياسيا نيتهم في فك الاعتصام والعودة إلى منازلهم، وقامت الدبابات وعشرات الجنود »بتطهير« ساحة التحرير برمزيتها الثورية واعتقلت في طريقها حوالي 250 متظاهرا.
في سوريا، فوهات المدافع أعلنت رمضانا داميا مع هجوم بشراسة غير مسبوقة شنه بشار الأسد لسحق الثورة الشعبية التي بدأت قبل أربعة أشهر ونصف تقريبا، المدافع والدبابات دخلت مدينة حماة ساعات قبل حلول شهر رمضان وخلفت ما لا يقل عن 70 قتيلا في يوم واحد.
ومنذ ذلك تعيش المدينة محرومة من الماء والكهرباء والهاتف والأنترنيت، وفي خضم هذا التعتيم الإعلامي القاتل، تبقى الأصداء القليلة الصادرة من هذه المدينة تحمل أنباء مرعبة تتحدث عن مقتل 100، وربما 200 متظاهر خلال هذا الأسبوع الأول من شهر الصيام!...
في اليمن، الشهر الفضيل لم يبدأ في أجواء جيدة، وحسب رسالة للأمم المتحدة، لقي 250 شخصا مصرعهم في مواجهات بين قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمعارضة المسلحة في محافظة أرحب على على بعد 20 كلم شمال صنعاء. وفي العاصمة اليمنية يعيش السكان محرومين من الكهرباء ونقص في البنزين ويتحركون على إيقاع التفتيش الصارم عند نقط المراقبة المنتشرة في كل الأرجاء.
ويتحدث سكان صنعاء عن رمضان »»حزين ومحبط» أفسدت روحه »»الحاجة و الخوف الذي يستبد بالمواطنين«.»
عادة شهر مضان، شهر يعيش خلاله السكان ليلا «ولكن »بدون كهرباء، الأمر غير ممكن«. وعندما لا تبقى سوى الشموع، كيف السبيل لإعداد وجبة احتفال للعائلة والأصدقاء، هذه السنة الناس غير متحمسين لتبادل الزيارات ...»
في ليبيا، مدافع العقيد القذافي لم تتوقف، وقذائف الحلف الأطلسي لم تتمكن من إسكاتها، الحرب الذي يقودها الثوار متواصلة وفث تقاليد زادت صعوبتها بسبب حرارة الصيف... ولا حل في الأفق.
بعد موجة »الربيع العربي«، جاء رمضان بحرارته ولا أحد يستطيع التكهن كيف سينتهي، وهو أيضا في أذهان العديدين شهر كل المعجزات، ووسط هذه المخاطر والكوارث حدث استثنائي بكل المقاييس: محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك التي انطلقت يوم 3 غشت بضواحي القاهرة. القضية مصرية خالصة لكنها إثارتها تجاوزت ضفاف النيل، فلأول مرة ستتم محاكمة مستبد عربي من طرف شعبه، ليس غيابيا (كما في تونس) بل بشخصه لابسا بذلة بيضاء يعرفها المعارضون المصريون جيدا، لأنهم لبسوها مرات ومرات وبالمئات كلما اتهمهم النظام السابق بالمس بمصالح الدولة أو «الاساءة لصورة البلد».
وهنا أيضا لا أحد يستطيع »التكهن بمآل المحاكمة. وفي الوقت الذي تنتفض منطقة بأكملها ضد حكام مستبدين يتنافسون في العجرفة والقسوة، تبقى الرهانات كبيرة فهذه المحاكمة المنقولة مباشرة على القنوات التلفزية الرسمية، افتتحت في شفافية غير معهودة أيضا. فكل التوابل موجودة لكي تجعل من هذه المحاكمة فرجة درامية حبلى بالمفاجآت والتطورات،الرجل القوي السابق المريض الممدد على سرير طبي، وزير الداخلية السابق الذي ينتصب صارما يؤدي التحية العسكرية أمام رجال الشرطة في قاعة المحكمة كما لو أنه مازال القائد وأرواح 846 من شهداء الثورة الذين يتهم الرجلان بقتلهم..
شهر رمضان هو عادة شهر المسلسلات التلفزية لكن هذه السنة ليس هناك سيناريو بإمكانه أن ينافس الواقع. وبالتأكيد ستكون هذه المحاكمة أهم وأبرز مسلسل في رمضان هذه السنة.
8/8/2011

8 - أغسطس - 2011
رمضانيات ..
 86  87  88  89  90