البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات abdelhafid akouh

 85  86  87  88  89 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
لغة الرحيل ..    كن أول من يقيّم

 

26 - مايو - 2011
" كلام ساكت "
القصيدة الحرة ..    كن أول من يقيّم

 
الأوزان:إن الشعر الحديث حاول التخلص من القافية؛ أي: حاول الشاعر كتابة الشعر المرسل. ويرى س. موريه أن أُولى تجارب هذا النوع من الشعر في العربية كان قبل بداية القرن العشرين، أي قبل أن تظهر تجارب توفيق البكري، والزهاوي، وعبدالرحمن شكري. فقد »قام رزق الله حسون (1825-1880) في ترجمته المنظومة للفصل الثامن(1) عشر من سِفْر أيوب في كتابه «الشعر الشعر» عام 1865«(2) وظهرت آثار هذا الإرسال في بعض النصوص، كما مر بنا، حيث تسربت إلى بعض الموشحات، والمسمطات، والمقطوعات أبيات ظلت قوافيها بلا صدى.
لكن، لم نتحدث عن مشروع «أحمد زكي أبو شادي» في العروض. ذلك بأن الدكتور سيد البحراوي قد عالج الموضوع في كتابه «موسيقى الشعر عند شعراء أبولو» بتفصيل. والغريب، كما يقول الأستاذ أحمد المجاطي، أن أحدا لم يشر إلى مشروع أبي شادي »في المزج بين البحور في القصيدة الواحدة، مما كان يسميه في ذلك الوقت بالشعر الحر، كما لم يشيروا إلى ردود الفعل التي أثارها ذلك المشروع لدى شباب الشعراء، حيث أخذوا يكتبون على هذه القصائد قصائد أقرب ما تكون إلى الشعر الحديث، كما هو الشأن في هذا المقطع لخليل شيبوب في قصيدة الشراع:
إِنَّهُ غَيْمَةٌ سَرَتْ فِي سَمَاءِ
قَدْ صَفَتْ زُرْقَتُهَا
لَكِنَّمَا هَذَا جَنَاحُ طَائِرِ (...)«(3).
والحق أن ما ذكره المجاطي قاله أكثر الدارسين الذين كان همهم البحث عن أول من قال شعر التفعيلة. لكن ما يهمنا في هذا المبحث هو أن نقف عند بعض الظواهر الوزنية التي سيكون لها أثر على شعر التفعيلة.
ظهر في وقت مبكر ما يسمى بمنهوك المتدارك، ومنهوك المتقارب. وهما وزنان سينتشران في القصيدة الحرة. ومن نماذج منهوك المتدارك، قول نعيمة التالي:
سَقْفُ بَيْتِي حَدِيدْ
فَاعْصِفِي يَا رِيَاحْ
وَاسْبَحِي يَا غُيُومْ


رُكْنُ بَيْتِي حَجَرْ
وَانْتَحِبْ يَا شَجَرْ
وَاهْطِلِي بِالْمَطَرْ(4)

وقول خليل مطران:
هَبَّ زَهْرُ الرَّبِيعْ
فِي نِظَامٍ بَدِيعْ
وَعَوَالِي الْغُصُونْ
نَكَّسَتْ لِلْعُيُونْ
نَضْرَ أَعْلاَمِهَا(5)
وقول محمد العيد آل خليفة:
خَاطِـرٌ هَاجِـسُ
وَرُؤًى لَـوْنُهَـا
وَمُنًـى دُونَهَـا

مِنْ غَـدٍ وَاجِـسُ
حَـالِكٌ عَابِـسُ
مَهْمَـهٌ طَامِـسُ(6)

فهذا الوزن الذي دشنه الوشاح الأنلدسي، تم إحياؤه، منذ سنوات العشرين من هذا القرن، وسيكثر في الأناشيد إلى جانب منهوك المتقارب(7). ولعل هذا الوزن محاكاة للوزن الذي ظُن أن البارودي قد اخترعه، وهو قوله:
اِمْلَإ الْقَـدَحْ وَاعْصِ مَنْ نَصَحْ(8)
وكتب فيه شوقي قصيدة مطلعها:
مَالَ وَاحْتَجَبْ وَادَّعَى الْغَضَبْ(9)
وهو في الحق من أوزان الموشحات الأندلسية، لكنه لم يشع كما شاع منهوك المتدارك والمتقارب.
ثم إن الوزن الشعبي الذي انتشر في الموشحات الأندلسية (مستفعلن فعْلن) سيُستثمر في الشعر الحديث، وخاصة في شعر الصيرفي، وعلال الفاسي، وعبدالكريم بن ثابت، وبنجلون، وفي شعر الزهاوي، وبدوي الجبل، وعلي محمود طه، والهمشري. وقبلهم، نظم عليه شوقي بعض مقطوعات «مجنون ليلى». هذا الوزن سيشيع كذلك في بعض القصائد الحرة.
وثمة أوزان جديدة ظهرت في وقت مبكر ستحضر في القصيدة الحرة. من ذلك، وزن قول مطران التالي:
يَا مُسْرِفاً فِي لَهْوِهِ
هَلاّ احْتَشَمْتَ وَتَصَدّ
مَاذَا يُفِيدُكَ الْغِنَى


وَمُذْهَبًا فِي الْعَجَبْ
قْتَ بِبَعْضِ الْكَسَبْ
إِنْ قِيلَ مِثْرِيٌّ حَرَبْ(10)

أهذا من الرجز؟ إنه بالنسبة للقصيدة الحرة من بحر السريع، كما تستعمله نازك، لا كما يستعمله أدونيس خاصة. كما سيتضح في الفصول المقبلة.
ونود أن نقف عند هذا الحد، محيلين القارئ إلى كتاب «موسيقى الشعر عند شعراء أبوللو»، حيث أبرز صاحبه أن جل شعراء هذا التيار قد أكثروا من الخروقات العروضية لم نشر إليها في هذه الصفحات.
ومن نتائج تعدد البحور في النص الواحد الذي دعا إليه أحمد زكي أبو شادي ما نجده عند علال الفاسي الذي نظم قصائد على روي واحد، لكن مع تعدد في الأضرب. من ذلك، قصيدته «لغز مشكل» التي كتبها سنة 1942م(11)، وهي من اثني عشر بيتا على الطويل، جمع فيها بين الطويل الأول والطويل الثالث. ولا نظن أن هذا دليل على أن الشاعر لا يعرف العروض، لأن الرجل من خريجي القرويين، والعَروض من مواد الدراسة بهذه الجامعة. لكنه ارتكب ما ارتكبه في مناخ شعري وصل من المشرق إلى المغرب، وهو مناخ يبيح مثل هذه الخروقات. لكن لماذا تفرد بهذا العمل علال الفاسي؟ لا نستطيع أن نجيب الآن عن هذا السؤال. وما قام به علال الفاسي يعد تمهيدا لما ستكون عليه القصيدة الحرة التي ستُبنى على تعدد الأضرب.
وفي هذا المجال، نجد نصا طويلا لعلال الفاسي على شكل رباعيات عنوانه «تأملات»(12). جاء على الكامل الأحذ، لكنه يجمع في العروض بين فعِلن وفعْلن من غير نسق ثابت نحو قوله:

حَلَقَاتُ هَذَا الدَّهْرِ تَرْتَبِطُ
لاَ تَنْتَظِرْ فِي الْحَالِ تَبْدِيلاً
منْ عَهْدِ حَوَّاءٍ وَآدَمَ لَمْ
لَمَّا نَزَلْ نَرْجُو خَلاَصاً مِنْ


وَالنَّاسُ مَحْزُونٌ وَمُغْتَبِطَ
بِبَقَاءِ حَالِ الدَّهْرِ مُشْتَرِطُ
نَسْلُكُ سَبِيلاً غَيْرَ مَا سَلَكَا
عَهْدٍ بَرَاهُ الله مُرْتَبِكَا (...)

بل بالغ في هذا العمل حين أدخل في العروض متفاعلن نحو:
لاَ يَقْبَلُ الإِنْسَاُن تَفْكِيراً
فَلِذَاكَ صَوَّرَ نَفْسَهُ فِي دِينِهِ


إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي طَبْعِهِ مِنْهُ
وَبَدَا بِعَقْدٍ آخِذٍ عَنْهُ

وفي النص نفسه، جعل البيت خمس تفعيلات:
وَتَشَاجُرُ الرَّبَّاتِ وَالأَرْبَابِ كَانَ لِعَهْدِهِ مَعْقُولاَ
قَدْ تَرْفُضُ الأَفْكَارُ مَا قَدْ كَانَ يَظْهَرُ عِنْدَهَا مَقْتُولاَ
وفي النص نفسه، قد يتفاوت طول بيتي الرباعية، نحو:
وَالزَّهْرَةُ الْغَرَّاءُ قَدْ جَرَّتْ
وَغُرُورُ مَنْ عَرَفَ الْحَقِيقَةَ قَدْ

مِنْ سِحْرِ عَيْنَيْهَا أَدُونِيسَا
أَوْدَى بِهِ حَتَّى غَدَا إِبْلِيسَا

حيث إن البيت الثاني يزيد بمقطع طويل عن البيت الأول. وكل هذه الخروقات التي سجلناها على شعر علال الفاسي - وفي شعره خروقات أخرى- ستعم القصيدة الحرة. وهي خروقات هيأت الأذن العربية لتقبل الجديد على مستوى الأوزان. على أنه لا ينبغي أن ننسى دور الموشحات الأندلسية في هذا المجال.
وعلى ذكر الخروقات- وتكاد تكون من خصائص الشعر المغربي منذ عهد الحماية- نلاحظ أن طي مستفعلن ذات الوتد المفروق أصبح جائزا عند بعض الشعراء المغاربة اقتداء بالوشاحين الأندلسيين. من ذلك، قول البلغيتي التالي:
وَإِنْ عَمَـرْتُ مَكَـانـاً
وَالآنَ هَـا أَنَـا شَيْـخٌ
مِـنَ الْعَـذَارَى اللَّـوَاتِي

فَهْـوَ مَعِـي فِـي الْمَكَانِ
تَنْفِـُر مِـنِّي الْغَـوَانِي
كُـنَّ كَحُـورِ الْجِنَـانِ(13)

على أن البيت الأول يمكن أن يقرأ بتسكين الواو في الضمير (هو) من غير شدة على الواو. وفي هذه الحالة، يختفي الطي من البيت. أما البيتان الأخيران، فلا يمكن التخلص مما بهما من طي. ونفس الظاهرة، نجدها في بعض إنجازات الفيتوري(14).
من كل ما تقدم نستنتج الملاحظات التالية:
-إن الشعر الحديث عرف الشعر الحر، كما عرفه التراث الغربي، وأن أنماطا كثيرة من الشعر الذي أنجزه شعراء الإحياء والشعراء الرومانسيون هي الخطوات الأولى التي مهدت للقصيدة الحرة، حيث إن هذا الجيل خلص الموشح من صرامة قيوده، كما حرر المسمط أيضا من بنائه المحكم.
-إن دراسة العروض تكشف حقيقةً تغيب عن كثير من الدارسين الذين درسوا الشعر العربي الحديث من حيث لغته وأغراضه؛ إذ ساد أن ثمة شعراء تقليديين، وآخرين جددوا. لكن هذه الدراسة العروضية أثبتت عكس ما ذهبوا إليه: إن شعراء اعتُبِروا تقليديين هم في الحقيقة أكثر تجديدا؛ من ذلك أحمد شوقي والشعراء المغاربة كعلال الفاسي وشاعر الحمراء. في حين كان يُظن أن شاعرا كالعقاد، لابد أن يكون على رأس المجددين، لكن اتضح من خلال هذه الدراسة أنه على رأس المقلدين. فنحن نؤمن أن التجديد في العروض هو أساس أي تجديد يلحق النص الشعري.
-إن الشعر المغربي سريع التأثر بالتحولات التي تطرأ على الشعر العربي. فقد مارس بعض شعرائه شعر التفعيلة مبكرا كعلال الفاسي، ومارسوا أشكالا جديدة، وارتكبوا خروقات عروضية لم يقف عندها مع الأسف المهتمون بالعروض من المشارقة. ويتجلى تجديدهم في الأشكال الشعرية الجديدة، وفي الأناشيد خاصة. فالنشيد من أهم الأشكال الشعرية الجديدة التي استفادت من الموشح خاصة، والمسمطات عامة. وقد مر بنا بعض نماذجها، لكن الملاحظ من خلال المتن المدروس أن النشيد بالمشرق العربي ظلت أوزانه منضبطة تستطيع الأذن المدربة التقاطه والتعرف عليه بسهولة. أما النشيد في إنجازات المغاربة، وخاصة علال الفاسي. ففيه المنضبط، وفيه الحر، وفيه - وهذا هو الأكثر- ما أوزانه معقدة يصعب التعرف عليها. مما يؤكد أن المغربي في أناشديه يسير في ركاب الموشحات الأندلسية من حيث التعامل مع الأوزان الغريبة، في حين إن المشرقي، في أناشيده، سار في ركاب الموشحات المنجزة بالمشرق في عصر «الانحطاط».
-إن بعض الشعراء مالوا إلى الأنماط الجديدة الممهدة للقصيدة الحرة في فترة الصبا فقط، كبدوي الجبل. وآخرين مالوا إلى هذه الأنماط في مرحلة النضج كالجواهري. بينما صاحَبَ آخرون هذه الأنماط في كل مراحل تجاربهم الشعرية كعلال الفاسي.( يتبع)

مراجع
(1) حركات التجديد. ص. موريه. ص: 19.
(2) ن.م. ص: 20.
(3) البنية الإيقاعية الجديدة للشعر العربي. المعداوي. م. الوحدة ع82/83. ص: 75.
(4) همس الجفون. ص: 73.
(5) ديوان الخليل: 3/488.
(6) ديوان محمد العيد. ص: 291.
(7) انظر ديوان ناجي. ص: 317، والصيرفي. ص: 211 و33. والشابي. ص: 395. وعلال. 2/323. 1/210...
(8) ديوان البارودي: 1/169.
(9) الشوقيات: 2/13.
(10) ديوانه: 1/186.
(11) ن.م. 1/35.
(12) ن.م. 2/110.
(13) راح الأرواح. البلغيتي. ص: 158.
(14) انظر قصائده التالية: الليل والحديقة المهجورة: 1/14. ?الأفعى: 1/131 ? الضحايا: 1/146 ? عندما يتكلم الشعب: 1/205. إلخ.
27/5/2011
محمد علي الرباوي
عن العلم الثقافي 

30 - مايو - 2011
بين شاعر وشعره
رقصة الأطلس ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

معزوفة مغربية خالدة ..
مهداة  لكل المغاربة  ( وبس )
                                             
 

30 - مايو - 2011
" كلام ساكت "
hela ؟؟؟؟؟    كن أول من يقيّم

؟؟    كن أول من يقيّم

أين أنتم يا أهل الورّاق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟6 - ديسمبر - 2009

1 - يونيو - 2011
عاشقة الوطن
درعا في القلب ..    كن أول من يقيّم

 
 

1 - يونيو - 2011
" كلام ساكت "
بشار الأسد ليس مجنونا ولا ديكتاتورا    كن أول من يقيّم

اأطلب من القراء التسامي والتحرر، وإن لساعة قليلة من الكراهية والتشهير المتبادل اللذين يسيطران بيننا وبين سورية منذ استقلال الدولتين قبل 60 ـ 70 سنة. الكراهية، وإن كانت مبررة، تجعل الفهم صعبا، ومن المهم أن نفهم ماذا يحصل لدى الجار.

المثقفون السوريون، الذين يتركزون في معظمهم في حلب وبعضهم في دمشق، يحبون بشار الأسد، كلهم تقريبا. في نظرهم (وأشدد: في نظرهم) بشار لا يسعى إلى الأبهة، ليس رجل حرب وليس نزّاعا غير مكبوح الجماح نحو الاستمتاع. ويشهد على ذلك طريقه إلى القمة، فقد اختار أن يكون طبيب عيون.. اختيار قيمي.
لم يذهب إلى الجيش، الذي يمكن أن يرفعه إلى رتبة جنرال، مثل معظم أبناء طائفته العلوية. جاء إلى الحكم خلافا لإرادته، كنتيجة لحادث طريق قـُتل فيه أخوه الكبير. ليست لديه عقلية عسكرية، تتميز بها قيادة الطائفة العلوية. الجيش والحكم لم يكونا من أماني ابن الحاكم كلي القدرة. وقد برز في عناده لأن يكون طبيب عيون.
أنا شخصيا عندي موقف خاص من أطباء العيون، ولكن هذا ليس موضوعنا. المثقفون السوريون، الذين يتشكلون من السنة والعلويين والدروز، يتذكرون له كل هذا ويقدرون حكمته وتواضعه النسبي. يحبون زوجته الحسناء والذكية (ومن مثلنا يعرف أن لهذا أيضا أهميته)، ناهيك عن كونهم ممتنين لكون التعليم الأكاديمي هو على حساب الدولة، منذ عهد الأب. لهذا السبب، فإن طبقة المثقفين السوريين واسعة جدا بالنسبة إلى عدد السكان مقارنة بما في كل الدول العربية. في نظرهم (!) بشار الأسد ليس مجنونا على الموضة مثل القذافي، ليس مفعما بالكراهية مثل أحمدي نجاد، ليس طماعا مثل رئيسي تونس واليمن ولا يتزلف للأمريكيين (وللصهاينة) مثل مبارك، ليس دكتاتورا عدوانيا مثل صدام حسين. باتريك سيل، كاتب سيرة عائلة الأسد، يحرص على أن يسمي حكمه بالحكم المطلق.
في نظر طبقة المثقفين، فإن العلمانية المؤكدة لدى بشار هي ضمانة ضد الإسلام الأصولي، الذي مكانه في البلدان المحيطة بسورية وفي وسط سورية أيضا في مدينتي حماة وحمص حيث يسيطر التزمت الإسلامي.
وجدير بالذكر أنه في حماة وحمص يعيش نحو مائة ألف من أنسال الإخوان المسلمين الذين ذبحهم حافظ الأسد الأب. هناك تثور الجماهير هذه الأيام. وهم يتجرؤون على رفع الرأس في أعقاب الحورانيين الذين يكرهون كل مثقف حلبي أو دمشقي.
حلب هي «تل أبيب» سورية. حماة وحمص هما بني باراك ومائة شعاريم. الحورانيون في درعا ومحيطها متدنون وفقراء أكثر من العمال الأجانب في جنوب تل أبيب.
مليونا علوي وصلوا إلى القمة، عبر الجيش والمخابرات، ولن يتخلوا عن مكانتهم السلطوية.
سقوطهم هو سقوط إلى الهوة، سقوط من مرتبة الحكام المحترمين والأغنياء إلى مرتبة الكفار هو أمر لا يمكن احتماله. هذا أدى إلى المذبحة الجماهيرية التي نفذها في حينه الأسد الأب، وهذا يدفع اليوم ابنه إلى استخدام الجيش بيد من حديد، وليس بيد طبيب عيون. الجينات فعلت فعلها.
كما أن الجماعات التي خلفها الأب لابنه فعلت فعلها. الدبابات تسحق، الجيش يطلق النار على المتظاهرين. للأسد يوجد أخ وأبناء عم كثيرون، عقليتهم العسكرية سيئة السمعة. تأثيرهم عليه مسنود بإعجابه لأبيه. وهم لن يسمحوا له بالسقوط، حاليا.
الثورة العربية في بدايتها فقط. لا يوجد حاكم أو حكم محصن منها. ولكن طالما يتدفق آلاف الطلاب والمحاضرين في الجامعة الفاخرة في حلب نحو البوابات والمختبرات، طالما قيادة الجيش بيد الضباط العلويين ولا توجد جموع للجنود تفر منه، وطالما الاضطرابات يديرها الحورانيون والإخوان المسلمون فإن بشار الأسد سيواصل «الحكم المطلق» الذي بدأه أبوه.
وجدير بالذكر أن الأسد الأب كان أول من ثبت حكما مستقرا في سورية بعد سنوات طويلة من الانقلابات، مرة كل سنة أو نصف سنة. فهل سورية تختلف عن جيرانها؟ هل الأسد جيد، ذكي وقوي أكثر من باقي الحكام العرب؟ الأيام ستروي.
لسنا نحن وحدنا من ندهش ونقلق. أوباما، صاحب الرؤيا الهاذية عن الديمقراطية في كل الدول العربية، يتلعثم حين يصل إلى سورية. وهو يفرض عقوبات وهمية ويطالب بإصلاحات يبدو أن الأسد سيتبناها وينقذ نفسه بواسطتها من مصير جيرانه، ربما.
بالطبع، توجد للأسد معارضة وحوله توجد اضطرابات، ولكن ليس بالحجم المادي أو الروحي في ميدان التحرير.
 
 
 
عن «يديعوت»

3 - يونيو - 2011
" كلام ساكت "
بين إسلام المظاهر وإسلام الضمائر ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 

من الظلم الفادح أن نختصر الإسلام في لحية، وأن نجسد حضارة أمة في نقاب.. ولهذا كنت حزينا وأنا أتابع مشايخنا الأجلاء وهم يطالبون المصريين بتربية اللحية وارتداء النقاب،
وأن غاية ذلك كله أن يزيد عدد الملتحين في مصر مليون شخص قبل قدوم شهر رمضان المبارك ومليونا آخر من المنتقبات.. هذا هو أكبر أحلام مشايخنا للإسلام في أرض الكنانة والأزهر والألف مئذنة.
وأنا لا أعترض إطلاقا على ترك اللحية أو ارتداء النقاب، فالإسلام ليس لحية ولا نقابا لأنه دين عظيم وعقيدة سمحاء فيها الفكر والرؤى والإصلاح وتهذيب النفوس وتنقية القلوب وصحوة الضمائر.. إن 90 في المائة من العقيدة الإسلامية ترسخت في المعاملات والباقي هو العبادات، والإسلام دين سلوك وليس دين مظاهر، ومن الظلم للإسلام ولنا أن يصبح بين أيدينا مجرد إطلاق للحية أو ارتداء للنقاب، لأن إطلاق اللحية ليس دليلا على الإيمان وارتداء النقاب ليس وحده الفضيلة.. إن من بين علمائنا الأجلاء ورجال ديننا الحنيف عشرات بل مئات لا يتركون لحاهم.. إن خالد محمد خالد لم يكن ملتحيا.. والدكتور سليم العوا والدكتور محمد عمارة والدكتور عاشور ليسوا ملتحين.. وحين يعتقد أحد مشايخنا أن إطلاق مليون لحية وارتداء مليون حجاب في شهرين وقبل شهر رمضان هو المطلب الإسلامي الأول، فهذا فكر يحتاج إلى ترشيد لأن الإسلام أكبر كثيرا من تربية اللحى وارتداء النقاب.
إن الحضارة التي أضاءت سماء العالم مئات السنين لم تكن باللحى أو النقاب، ولكنها كانت بالفكر والعقل والعمل والاجتهاد.. والتاريخ حين يتحدث عن دور المسلمين في الحضارة الإنسانية لا يذكر طول لحاهم ولكنه توقف كثيرا عند عبقرية عقولهم.. الإسلام، الذي أضاء ربوع أوربا في الأندلس، قدم إليها زادا حضاريا وفكريا وثقافيا مازال التاريخ يتحدث عنه.. مازال التاريخ يذكر بطولات عسكرية خارقة، ابتداء بخالد بن الوليد وانتهاء بطارق بن زياد.. التاريخ يتحدث عن دور المسلمين في الفلسفة عند الغزالي وابن رشد وفى الرياضة والطبيعة والكيمياء والطب عند ابن سيناء وابن الهيثم والخوارزمى.. إن التاريخ يتحدث عن العمارة الإسلامية والموسيقى والفنون ويتوقف كثيرا عند نماذج إنسانية رفيعة في العدل والحكم والسياسة.. التاريخ يتوقف عند المرأة المسلمة والحقوق التي كفلها الإسلام قبل أن يعرف الغرب شيئا يسمى حقوق الإنسان والديمقراطية.. هذا هو الإسلام الحقيقي الذي نريده اليوم وحين يتصور البعض أن انتشار اللحى بين الناس دليل إيمان وتقوى، فهذا فهم خاطئ لأن الإسلام دين ضمائر وليس دين مظاهر.
كنت أتمنى لو أن مشايخنا الأفاضل طالبوا بمحو أمية مليون مسلم ومليون مسلمة من بين 25 مليون مواطن مصري لا يقرؤون ولا يكتبون، معظمهم من النساء.. والأمية مرض عضال وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يفرج عن أي أسير من الكفار يعلم عشرة من أبناء المسلمين.. وكنت أتمنى لو أن مليون مصري من الملتحين المتعلمين قاموا بتعليم مليون آخرين من الأميين قبل أن يأتي الشهر المبارك وقامت مليون امرأة منتقبة بتعليم مليون فتاة لا تقرأ ولا تكتب.. لا أدري أيهما أفضل وأكثر قربا إلى روح الإسلام، الدين والعقيدة أن ندعو الناس إلى العلم أم ندعوهم إلى تربية اللحى وارتداء النقاب.. إن تربية اللحى سلوك لا يخص المسلمين وحدهم، وفي شوارع المدن الأوربية تجد عشرات الآلاف من أصحاب اللحى من غير المسلمين.. واليهود من أكثر شعوب العالم الذين يتركون لحاهم.. والشباب في أوربا يعتبرون ترك اللحى من الموضة مثل الشعر الطويل وبنطلونات الجينز والملابس المزركشة.. إن ترك اللحى لا يرتبط إطلاقا بالمظهر الإسلامي ولا يدل عليه، والأخطر من ذلك أن تشاهد اللحى الضخمة في الفرق الموسيقية الغربية وبين الفنانين الكبار وهم ليسوا مسلمين.
كنت أتصور في هذه الأيام وبعد نجاح ثورة 25 يناير أن تكون الدعوات إلى العمل والإنتاج والمشاركة حتى نتجاوز المرحلة الصعبة التي نعيشها الآن.
لقد تراجعت معدلات الإنتاج.. وارتفعت أسعار السلع.. وزاد حجم البطالة والفوضى وانتشرت أعمال العنف والبلطجية في الشوارع.. أيهما كان أولى أن يدعو علماؤنا الأجلاء المواطنين إلى العمل والإنتاج أم إلى ترك اللحى وارتداء النقاب.. لماذا لا يدعون الشباب إلى العودة إلى أعمالهم.. ولماذا لا يطالبون التجار بالرحمة وتخفيض أسعارهم.. ولماذا لا يطالبون البلطجية بالكف عن إيذاء الناس لأن ذلك يتعارض مع تعاليم دينهم.
إن تحول عقول البسطاء والعوام نحو الظاهر من الأشياء والسلوكيات والمعاملات، خاصة في الدين، خطيئة كبرى، حيث يتصور المسلم الأمي أن تربية اللحية هي الإسلام الحقيقي وأن ارتداء النقاب هو الفضيلة وحدها.. مثل هذا الإنسان الذي لا يقرأ صحيفة ولا يتابع أحداثا يمكن أن تقتصر رحلته مع الحياة على لحية يتركها دون أن يطالب بحقه في حياة حرة كريمة.. إن الساحة المصرية الآن تشهد تناقضات كثيرة تقوم على مظاهر الأشياء وليس بواطنها.. إن المطلوب من التيارات الإسلامية التي انتشرت في الساحة الآن أن توجه الملايين نحو غايات نبيلة لبناء إنسان خربته سنوات القهر والاستبداد وامتهان الآدمية.
نحن في حاجة إلى ترسيخ قيم الإسلام الحقيقية في العدل والمساواة والتسامح والحوار.. ليس من المنطق أن نحاول تأكيد المظاهر في السلوك والشكل والعمل وننسى أهم وأخطر ما تتطلبه ظروف مجتمعنا الآن.. نحن في حاجة إلى مجتمع صحي سليم يتجاوز أمراضه التي سكنته عشرات السنين ما بين الجهل والسلبية والاستبداد والبطش وانتهاك الحريات.. نريد أن نسترجع الإنسان المصري الجميل بثقافته وتدينه وأخلاقياته وضميره القديم.
إن مصر أحوج ما تكون الآن إلى شباب يعمل ومجتمع ينتج وأمن يشمل بالعدل الجميع.. أمام مجتمع يعانى من نسبة في الفقر تتجاوز 40 في المائة ونسبة في الأمية تزيد على 25 مليون مواطن و13 مليونا آخرين يعانون من فيروس «سى» وأمام 450 ألف بلطجي تركهم لنا الحزب الراحل ونظامه المخلوع.. وأمام معدلات غير مسبوقة في القتل والجرائم والاعتداء على حرمات الناس.. وأمام انتشار أعمال الفوضى لا ينبغي أبدا أن يصبح الدين لحية ونقابا بل ينبغي أن يصبح فكرا وضميرا وسلوكا.. ما أسهل أن يترك المسلم لحيته، ولكن الصعب أن يكون مسلما يخاف الله في عمله وسلوكه وأخلاقه.
إن الدول الإسلامية التي تقدمت في العالم لم تتقدم باللحى والنقاب، ولكنها تقدمت بالفكر والإنجاز.. لا أعتقد أن الشعب التركي كان أكثر التزاما من غيره بتربية اللحى أو ارتداء النقاب، ولكنه كان ملتزما بالعمل بروح العصر وأن يدرك أن مواكب التقدم لن تعترف بالكسالى النائمين على أرصفة التواكل حتى ولو تركوا مليون لحية كل يوم.
إن المسلمين في ماليزيا سبقوا العالم كله بعقولهم وإيمانهم الحقيقي بالتقدم ولا ينبغي أن يتصور البعض أن الإسلام دعوة إلى العودة إلى الوراء، ولكن الإسلام كان دائما دعوة إلى البناء والتقدم والرخاء.. إن الفقر لن يبنى شعوبا والجهل لا يبنى حضارة والتخلف لا يمكن أن يكون بديلا للتقدم، وإذا كان البعض يرى أن مليون ملتح ومليون منتقبة قبل رمضان هو إنجاز الثورة المصرية، فإن مليون مؤمن متعلم أفضل كثيرا من مليون ملتحٍ جاهل أو مليون منتقبة لا تعرف دينها الصحيح.
إن الإسلام دين الباطن وليس دين الظاهر، وعند الصوفية -رضوان الله عليهم- حديث للظاهر وحديث للباطن، وكلما اتجهنا إلى الظاهر تقطعت الصلات والتواصل بين الظاهر والباطن.. وإذا كان البعض يرى في الإسلام تربية اللحى، فإن الإسلام في حقيقته تربية للضمائر وشتان بين من يبحث عن الظواهر ومن يبني الضمائر.
عندما اجتمع المصريون في ثورة 25 يناير في كل أرجاء مصر، كانت قلوبهم واحدة ومشاعرهم تتجه إلى سماء واحدة وكانت يد الله معهم جميعا، الملتحين وغير الملتحين وأصحاب الجينز وأصحاب النقاب والمسلمين والمسيحيين والعلمانيين والسلفيين، كان الله -جل جلاله- معنا ولم ينظر إلى وجوهنا ولكنه كان يخاطب ضمائرنا وقلوبنا.
هل بعد ذلك نختصر الأشياء، كل الأشياء، بهذه الصورة فيصبح الإسلام لحية.. وتصبح الثورة وقفة احتجاج فئوية.. ويصبح الوطن وسيلة لغاية رخيصة.. ويصبح الحوار بالأيدي والاختلاف بالصراخ.. والحرية بنفي الآخر.. ما حدث في ثورة 25 يناير كان زلزالا ينبغي أن يغير كل شيء في نفوسنا وضمائرنا وليس في لحانا وأشكالنا.
يعلم الله أنني أقدر كثيرا اللحية والحجاب وأعتبر ذلك حقا مشروعا لكل إنسان أن يختار ما يحب وما يريد، ولكنني لا أتصور أن يقف عالم جليل ويرى أن إطلاق مليون لحية في مصر قبل شهر رمضان هو أهم إنجاز حضاري وتاريخي لثورة 25 يناير لأن تعليم مليون أمي أهم كثيرا من هذه الدعوة.. نريد إطلاق العقول.. وتربية الضمائر.. لأن هذا هو الإسلام الحقيقي الذي نعرفه.
 فاروق جويدة

29 - يونيو - 2011
" كلام ساكت "
القرن21    كن أول من يقيّم

كاريكاتير

 
 
وتحية لـ فرانكا من بلاد أخرى..

29 - يونيو - 2011
دكتاتور الجراد
في سياق الانتفاضة العربية : أي نص أدبي، نكتب منذ اليوم ..    كن أول من يقيّم

 الملحق الثقافي ** لـ : ج. الاتحاد الاشتراكي المغربية
 أحمد المديني
1ـ حدث ويتواصل في العالم العربي ما هز أركانا، وخلخل بنيات ظلت لعقود راسخة، بل في حكم السرمدية، تعرضت لبعض تململ أحيانا، ولكن لم يطلها الشرخ الذي يحدث بها صدوعا وانهيارات،كما نراه ونلاحقه اليوم، وهذا على الأصعدة كافة، تقريبا. نُنَسِّب هنا،لأن ما اصطلح على تسميته منذ إسقاط نظام بن علي في تونس، وحكم مبارك في مصر، ب «الربيع العربي» محصور في البنية والهيكلة السياسيين،أي السلطة الحاكمة بأجهزتها القيادية العليا، وأحزابها، من غير أن تتبلور بعد، وبكيفية دقيقة وجلية،ملامح تغيير على مستوى الإيديولوجية وقرارات التحول الجذرية، وما في حكمها. والأجدر القول أننا نعيش حالة فوران وانتفاض، مندفعين في سيل عرم، ولا نعلم أين سيمضي، ولا حدود ما سيجرف. وهو أمر طبيعي في كل انتفاضات الشعوب ما طالت عليها عهود الاستبداد.
2ـ سال مداد غزيز حول هذا الربيع،أكثره مائع، حماسي،أو انطباعي،أو انتقامي متهور، وقليل منه رصين، وعقلاني. العجيب حقا، أن يشارك فيه، من لم يكونوا حتى الأمس القريب لا في العير ولا في النفير، ليركبوا الموجة، منصبين أنفسهم دعاة ومستشرفي الثورة العربية، المعبرين عن إرهاصاتها الأولى،،الخ من مثل هذه الفرقعات الكلامية،لا يجرؤ على» تفجيرها « إلا عتاة تجار الكلام ، المزايدون في بورصات الشعارات، المهرجون، هم كثر.
والحق أني قرأت لبعض العرب، في بدايات الربيع المعني أقوالا،هنا وهناك،تبعث على الدهشة وتثير الصدمة، إذ من حيث كانوا يرغبون في ارتياد زعامة موهومة في بداية حركة والتحدث باسمها، سقطوا في شرك فضح ما رافق سيرتهم من جبن ومخاتلة في التعبير عن أي موقف، في زمن الحكام المتجبرين الذين انتفضت ضدهم شعوب أمتنا، وستواصل حتما. في حين، رأينا،من حسن الحظ،أن أغلبية المثقفين الجديين،والأدباء العرب الموثوق بمواهبهم، ومكانتهم، وإذا استثنيتا شذرات وأقوال عفو الخاطر مما أملته الظروف، وحتمته مناسبات عجلى، وقفوا حذرين، منهم المرتبك، منهم القلق، والخائف، ومنهم المتبصر، المنتظر، الراغب في مزيد فهم، فما هذه ثورة مثقفين،ولا قادها زعماء أحزاب،ولا إنتلجنسيا متنورة، متشبعة بمفاهيم الإيديولوجيات والأدبيات الثورية بأنواعها. إذا كانت أعتى الأجهزة الاستخباراتية الأمنية قد فوجئت بها، ولم تحسب حساب امتداداتها، فكيف بالمثقفين والأدباء الذين لا يعملون بإيقاع القنابل الموقوتة،ولاهم من المنجمين، بخلاف بعض السحرة الدجالين.
وبمعدى عن الموقف المتطلب من حركة/ حركات الانتفاض ضد الأنظمة الاستبدادية العربية
فإن ما يعني، أحسب ما يقترن بالكاتب في العالم العربي،هو ذاك المخصوص بالدرجة الأولى بكتابته، أو ما يقع في صلب تكوينها، مادة ومعنى وبناء؛ ما يعنيه هو ما أفترض أنه شاغل أساس سيصبح وسواسا يسكنه، وطوقا يحاصره،إلى أن يجد له بدايات تبديد له وسراح منه. شاغله،ولا غرابة، كيف وبأي أدوات وإمكانات، وجدانية وثقافية وخبرة اجتماعية وإنسانية، وأي مقدرات لغوية أسلوبية، جمالية ورؤيوية، تتأتى له ليواصل وضعه كمنتج للتعبير في الجنس الأدبي الذي اختار قالبا ووعاء لقول ذاته، وتسجيل معاينته، ونقل تجربة حياة كما تتمثلها رؤية الفنان والإنسان والمواطن فيه، فكيف وهو اليوم، وأدواته، فوق مرجل وشرر؟!
3 ـ قد يثور في وجهنا اعتراضان لا ننكر وجاهتهما، يوجبان الانتباه إليهما،لارتباطهما بما يحقق البحث في هذا الموضوع : كيف نكتب النص الأدبي منذ اليوم؟:
ـ أولهما، أن اللحظة الراهنة بالاشتعال الذي تعرفة، وانسيابية تحولاتها، وتركيزها على فعل التغيير ومسلسل حلقاته المتعددة، المتبدلة،لا تبقي أمام الكتاب، ولا تفتح مجالا للخوض في شؤون مهنتهم، حين هي مهنة، وإنما تستدعي منهم الموقف الإستعجالي، بوصفهم مواطنين بالدرجة الأولى، مناصرين، أو مدعوين للانخراط في فعل التغيير، بأي صفة فاعلة ممكنة، كما يحدث في شأن الثورات وأدب المقاومة والتحرر، تاريخيا، ومن ثم تبقى الأمور الأخرى مؤجلة، إلى حين استقرار حال الثورات ورسوّها إلى أمانها المطلوب.
ـ ثانيهما، أن فعل الكتابة له متطلباته الخصوصية، تنضج تحت نار هادئة، وكيفما كان الحال فإن الشأن الجمالي، الكيفي للكتابة، لا يستوي أوانَ التوتر، وحين يبدو خارجُ النص متشنجا، من الصعب ربط الوشيجة المناسبة مع داخله، الذي به يتكون، أو سيمسي انفعالا عابرا فقظ.
4ـ وقد طرحت،هنا وهناك،على لسان بعض الأدباء والنقاد أسئلة متقاربة، تنم حينا عن الحذر، وحينا آخر غمرها الحماس،وفي الأحيان فإن العمومية تغلب على هذا الموضوع،كما جرى تداوله إلى اليوم، وأكثر من هذا أنه خضع لإسقاطات وأحكام قيمة متسرعة، تتجه كلها إلى نصب محاكمة للكتاب والمثقفين العرب، بتعميم شبه مطلق، وكأن هؤلاء فئة واحدة، متجانسة تكوينا وانتماء وولاء ومصالح،باعتبار أن مجرى الأحداث المنتفضة في العالم العربي يقودها جيل آخر،مختلف تماما،وغير منغمس في اهتماماتهم، خطابه ولغته، شأن شعاراته مستجدة، ولا يدين، من عجب، بشيء لأي نخبة سابقة عليه، كأنه ولد من عدم، وهبّ فجأة بهذه الرسالة. والأعجب، بعد هذا أننا لم نر من يتصدى لضحد هذه المزاعم، ولا لإعادة ترتيب الأوراق بكيفية تظهر المشهد»الثوري» العربي الراهن ضمن شجرة أنسابه الطبيعية، وفي السياقات الأقرب إليه، التي إذا لم تلتقط كما ينبغي، فأغلب الظن أننا سنكون إزاء فورة لا ثورة،وتصبح الأسئلة والتساؤلات اللاحقة بها تداعيات لَغْوية،أكثر منها مصيرية جوهرية.
5ـ وإذن، يظهر المشهد الثقافي والفاعلون فيه وكأنهم يستسلمون لواقع أكبر منهم، وهم يتخبطون في أسئلتهم، في شرنقة رؤاهم القديمة، ولا يملكون بعد بوصلة تحديد الرؤية الآخذة في التبلور، والتي هي فعلا في صيرورة، وعصيّة على القبض، ولا يعنيني هنا المتعجلون، راكبو موجة التغيير، وحتى المتاجرون بها، إذ كيف يمكن التفلسف على عجل في ما هو قيد الولادة، شأن الذين باضوا كتبا في الظاهرة بطريقة الولادة القيصرية، ليكونوا رواد تفكير وتخييل لها، وأيّ ريادة. الحق أن موقف التأمل، والتريث، في الشأن الفكري، والإبداعي، حتى لو طال، محمود، وهذا ما نجده عند المتمرسين، سواء من اضطروا إلى إعادة النظر في نصوص مكتوبة، أو الاستنكاف عن نشرها إحساسا بأنها، لسبب ما،إما متجاوزة، أو لم تعد ملائمة لمناخ التغيير، أو الذين يحتاجون إلى القراءة المتريثة، الهادئة، والفهم العميق، وتلمس الظاهرة، لا الإحساس بها وجدانيا، وحسب، ليعودوا إلى القول الأدبي، أو ربما ليسعفهم هذا القول على وجهي الرسالة التي آمن بها الكاتب العربي دائما، جاعلا من أدبه اعتناقا مستمرا لقضية نهضوية وتحررية،،منشئا لهذا الأدب على الصورة التي تنحت ملامحه الفنية، وتعلي من صرحه في صيغ وبناءات وعلى قواعد تتفتق من خيال صاحبه، وتعبر عن خصوصيته النفسية والفكرة،والفنية، طبعا،وما هو سهل التجديد في كل هذه الأدوات دفعة واحدة، وكيف؟
6ـ إن كل توجه نحو كتابة نص جديد، لنقل بالأحرى مختلف عن نص أمس ـ لو صحّ أن أمس طُوي ـ في الأجناس التي تنصرف إليها النصوص، والمتحررة من القالب،أيضا، يتطلب،ولا شك، إعادة توصيف ما كتبناه،وفرد مكوناته، وتمييز خصائصه،مادة واستيحاءات وأدوات، فضلا عن الرؤى التي يصدر عنها، والتشكيلات الأدبية ، والتمثيلات المعبر عنها، وهو موكول إلى اختصاص الدرس والنقد الأدبيين،المتعقلين، البعيدين عن العجلة ونزوة أحكام القيمة، ما يجعل المهمة عسيرة للغاية، ويلقي أمام رغبتنا في مساءلة هذا الموضوع تحديا صعب المنال، ومما لاشك رغبة سابقة عن أوانهاـ وإن لم تخل من إغراء وجاذبية. لسنا في هذا المقام الآن،ولا في القريب العاجل، فيما بوسعنا الاقتراب جزئيا من بعض الخصائص الكبرى التي تعينت في النص الأدبي، شعرا ونثرا، وطبعته لتصبح وجها له، لايكاد يتشكل بدونها، وليس اختيارا دائما،وبل لأن الظروف المسماة موضوعية، حيث يظهر ويتم تداوله ولدته على هذه الشاكلة.
7ـ إن اعتماد التجريد أو اتخاذه نهج كتابة، وبروزه طافحا في القصيدة، في أي اتجاه نَحَتْ، بتوسل ما يصنع كيانه، منقطعا عن مصادر الوجود الشعري،عن البيئة، والواقع الحي في عناصره ومسمياته الأرضية، ليطبع النص الشعري العربي إلى درجة تحوله إلى كمّ من المعميات، وتنفي عنه الانتماء إلى أي محيط. ذلك أن الاستلهام من محيط، والانتساب إلى تربة، والصدور عن ثقافتها وجذورها، يمثل إحالة واقعية، ويصنع للقصيد مظهرا تشخيصيا، فضلا عن كونه يعد أحد الظلال/الأبعاد الدلالية لهذا النص،هو في حاجة لتوليفها،والإرهاص بعوالمها. يجوز أن تكون القصيدة المعتمدة التجريد نسقا اختيارا مسبقا، صادرا عن وعي منظم، وطريقة قول للذات والحياة، وفي هذه الحالة تحتاج إلى تجربة مختمرة، وإلى إحالات مركبة، متعددة المصادر، مبطنة فيها،هي عمادها ومدار حركتها،لا اللفظ مفصولا عن معناه وأي معنى. وقارئ الشعر العربي اليوم لابد سيقف على متن عسير إن لم نقل عديم» المقروئية» اعتمد منتجوه الطريقة الموصوفة،لا عن نضج، فالنضج يبين حينه، وبصرف انظر عن التقليد، بل التقليد الأعمى، وإنما لأن نهجهم هذا ناجم عن مناورة ومداورة تبغيان الالتفاف على معنى يعتقدون أن محيطهم، السياسي والاجتماعي ينكره، إن لم تتطلب ثمنا ما.
ينتج هذا الإحباط الخارجي، إذن، طريقة شعرية، ومنظورا تعبيريا، ومنزعا في القول، ولنا أن نفترض، ونتساءل في آن، هل لو زال أو تقلص الإحباط إياه، ستتغير الطريقة والمنظور؟
8ـ وبصدد التعبير الشعري،أيضا، يمثل المجاز، بوصفه طريقة متعالية للقول تصعد فوق الواقع/ الواقعي،وهي تتوسله، متخذة من عديد وسائط وصور بلاغية بالذات، أسلوبا غايته شرح الخاطر واستخلاص المعنى،وقد تضافر لصنعه الدال والمدلول،إذ الصناعة قطب رحى المجاز.وهذه هي طريقة القول الشعر عموما، ما يرى أحدٌ من أهل الاختصاص شعرا يمكن أن يسمو وحتى أن يكون بغير خيال،أو هو أراجيز مقررة، منسوج بلغة مخصوصة، موصولة بأجنحة الصورة، قد تناغم فيها اللفظ والمعنى. ومعنى هذا أن المجاز يحتاج إلى مادته، وإلى ضرورة صيرورته مُجازا بالأدوات التي يتأسس بها، والعناصر التي منها يصاغ ،وليس وشيا، أو مساحيق، وإلا تهافت القول، وهو ما كان قد ساد مرحلة ركيكة من الشعر العربي القديم، غلب فيها التصنع والتكلف على الفطرة والموهبة والبلاغة الرفيعة، كما نجد في شعر المتنبي وأبي تمام،والمعري. أما اليوم فحدث عن تضخم مهول في هذا ولا حرج، وبأي ثمن؟!
9 ـ وإن من تجليات التعبير المجازي، وأدواته،الاعتماد على الرمز، الذي، كما نعلم، يكون متعدد المصادر، متنوع الإحالات المرجعية، مباشرا وغير مباشر. وعادة لا يتم استخدام الرمز لذاته، فهو قناع، وتكثيف، وتضعيف قولي، يغني النص كلما اندمج فيه، وتولد من صلبه، مسوَّغا بصورته، مُزكّى بدلاليته المتشبعة للمعنى الحضاري، الثقافي، الاجتماعي، السياسي. أي أن الرمز بنية مركبة قولا، وصورة وإحالة ودلالة. والرمز الذي نشير إليه، وهو متفش في شعرنا، ولا يرقى إليه في آن،لا يعدو كنايات واستعارات سطحية وعابرة، أو تلوينات لفظية مزركشة، لا يشف عن معنى عميق، أو ينحو إلى هذه الغاية، بقدر ما يأتي نتيجة إحباط خارجي، يُكره الشاعر،الكاتب،على الكشف عن مشاعره، أو حقيقة خطابه، فطبيعته وسياقيته ذرائعيان،كامنان فيه، وبالتالي يحق لنا أن نتساءل عن مآل النص، كيفية تشكله، ونوعية تمثيليته، حسب جنسه الأدبي، في حال ارتفع عنه الإكراه، وأضحى القول متاحا،مباحا، كُلاًّ. ومن هذا القبيل تغريب النص، بمعنى:بناؤه تصورا، ورؤية، وصياغة، أيضا،في دائرة الغرابة، بانفصام عن المعطيات الإحالية الواقعية، وصناعة انزياحات واختراقات في جلدها. ليس التغريب عن المجاز، فهو أدخل في بابه العام، ويتوصل إليه ببعض أدواته،ولكنه يختص بحالته حين يتفرد رؤية كلية، كل شيء يشتغل في النص لتحقيق الغرابة،جزءا وشمولا، وفي النصوص السردية العربية، المعدودة والمصنفة حداثيا أمثلة مناسبة دالة على هذا المنزع.
10ـ يتحقق في النص السردي أكثر من غيره، بسبب نزعته الحكائية الضرورية لتجنيسه، حضور قوي للتاريخ والأسطورة،والحكاية الشعبية،إما معتمدة بشكل مباشر،أو هي بنية خلفية وباطنية في هذا النص، تحيل إلى البنية الخارجية، إلى المحكيات الظاهرية، تارة، تعاضدها، تارة أخرى،أوتراها تفترق عنها مستقلة في تجليها بنَسَق التخييل الأسطوري، والغرابي،لا التخييل الصناعي، لو جاز،المشحوذ بموهبة الروائي، طورا. لدينا اليوم في الكتابات الروائية بين العربية السعودية واليمن، تحديدا، نصوص تتحقق فيها بتميز وبنجاعة وطرافة هذه الخاصية، وهي التي يمكن مساءلتها عن سبب تنزُّلها على صورتها، تلك، وأي مآل ومنهج تأخذه لو لم يكن الإحباط الخارجي،الإكراه الموضوعي،هو الذي قاد كتابها،هل أقول أرغمهم، على توسل العناصر المذكورة، وهو ما نتج عنه طريقة سردية هي بنت تكيف مع ظروف الإكراه، كضرب من التقية، وجعل التخييل يلعب بوصفه دائما تمويها لعبته المميزة.
11 ـ فإن جئنا إلى الرواية التاريخية، وقد أضحت من القوالب السردية المتكاثرة في العقد الأخير في أدبنا، يلتمسها الموهوبون، كما يهتبلها المتسلطون عنوة، بتحويلها إلى مكبر صوت لخطب سياسي، إيديولوجي، إيتيقي،...فإننا واجدون أنها تستخدم أداة لاستدعاء تاريخ مقابل تاريخ،وقيم في مواجهة قيم،كأن تقابل النصر بالهزيمة(في الحاضر) والانحطاط ضد المجد(في الماضي)، وغير ذلك من معارضات، ذات طبيعة ميكانيكية، كثيرا ما تفتقد الحس التاريخي، معتمدة قاعدة قياس الشاهد على الغائب، وكأنهما وجهان لعملة واحدة، يتناسى أصحاب هذه الرؤية المبسطة أن أمس ليس هو اليوم/ ولا المخيال الماضوي يمكن أن يتطابق مع مخيال الحاضر، لأن التخييل الفني جنس أدبي مغاير تماما،وهذا شرط وجوده في السرد الحديث، حتى في لبوس الرواية التاريخية، والحكاية الشعبية، وما في ضربهما، اللهم حين يتم تطويعهما لخدمة منطق الرواية الحديثة، لا لجعل سرد التاريخ تعلة للإفلات من الإحباط.
12 ـ ثمة أمثلة أخرى يمكن إضافتها لتوسيع وتعميق القول في هذا الموضوع القرين بإمكانات واحتمالات تحول النص الأدبي في ضوء تحولات بيئة نشأته وتبلوره، وهو ما يثير من بين أبواب أخرى مسألة الواقعية، مفهوما ومنظورا، وكيفية أداء.هذه الكيفية ذاتها يمكن أن تصبح موضوعا مستقلا لمعالجة القضية التي نحن بصدد تأملها، فالشكل في علم الجمال الأدبي ليس هيئة خارجية،ولا دالا منبتا،بل نسغُه، خيوطُه وغزْلُه على نوْل محدد مرتبط بمادة نسجه، إذ الترميز والتغريب، مثلا يأتيان على مقتضى عبارة وتصوير معينين،هما اللذان، إما يعينانهما أو يوحيان بهما. وكم يفتقر النقد العربي المعاصر إلى دراسات، بالأحرى تطبيقات على نصوص قوية،ودالة من هذه الناحية،لتميز السجلات اللغوية والبلاغية واللَّعبية،صانعة التشكيلات الأسلوبية، كما نقرؤها في النصوص الشعرية والسردية، وعندئذ سنتبين إلى جانب كيفية صوغ مضامينها، كيف يتم تعويقها وتطويعها في علاقة طرد وعكس مع شروط بيئة كتابتها وإكراهاتها، من قبيل هيمنة السلطة السياسية، والرقابة، والقيم السائدة، ومثله، مما سميناه بعامل الإحباط الخارجي.
13 ـ مما لاشك فيه أن النص الأدبي، وهو مغلول إلى قيود إحباطه وخاضع لإكراهات بعينها، ينتج بدوره إكراه تلقيه، بحيث يسنن طريقة في التلقي تأتي مختلفة في ما لو كتب في ظروف موضوعية مغايرة. وإذا كان التلقي هو مستوى وبروتوكول قراءة، ومنهج تأويل، من بين أمور أخرى، فإنه يستوجب قبل ذلك،عموما دائما، قارئا مركبا،عارفا بدليل السير وسُننه ليعيد النص إلى منبعه، قبل أن يتعرض إلى الكوابح، أو وهو يحاول القفز فوق ألغام الإكراه. في كل حال، فإن هذا المتلقي، في حالة الاحتراف، والقارئ العام،تربى على نصوص بعينها، وتعلم محاورتها وفهمها، من ضمن البنية التي يعمل فيها الكاتب نفسه، ويستولد منها نصه. ما يدفعنا إلى القول بأن التغيير الذي يطول المجتمع، أو يطمح إليه، وسيمضي فيه لا محالة، اعتدالا أو جذريا، يمر، أيضا،عبر عملية التلقي، ويحتاج إلى سندها، إن لم تكن متطلبة أكثر.
14 ـ يبقى أمامنا الآن، وقد حصرنا الأطراف الثلاثة المكونة والمشغلة للنص الأدبي،طرح تساؤل حول التيمات التي انشغلت به الكتابة الأدبية العربية في أطوار تحديثها المختلفة، وهي ما يصلها مباشرة بإنتاج الخطابات المناسبة والمحايثة باستمرار للموضوع الواقعي،إلى حد يمكن القول بأن أدبنا مخصص لتيمات الحرمان والحاجة والحرية، وضمنها أخرى دنيا ومتفرعة. هذا مجرد توصيف سريع،لا حكم تفصيل واستنتاج،إذ شرحه يطول. في حياة جديدة تسعى القوى الحية في العالم العربي للانتقال إليها، والاستمتاع بمنافعها لاشك أن تيمات وعديد مضامين ستخلي المكان لغيرها، من دون الربط الميكانيكي بينها والواقع المتحول، فهل سيكون الأمر كذلك حقا؟ وهل كاتب أمس يصلح ليقوم بالمهمة،أم استنفذ دوره، ليخلفه رعيل من قلب معركة التحول؟ بلغة وأحلام وتخييل وخطاب مختلف عن أمس؟
أليس بوسعنا التساؤل،أيضا،بأن التخلص من ربق الاستبداد والحرمان،وتحقق الديموقراطية في المجتمعات العربية من شأنه أن يحرر الكاتب من أدب الشهادة، فينتقل من وضع الوسيط، ومن الخضوع لإكراه الجماعة، وقد تحرر من إكراه القهر السياسي، إلى كتابة نص الذات، الحرة، المتفتحة، هي المنبع والمرصد، بالتفاعل في كل اتجاه. ليس أدبنا عالميا لا بسبب اللغة وحدها، ولكن لأنه سجين خطاطات ذهنية ومجتمعية ثابتة، وهذا أفق مفتوح للتأمل والسؤال.
1/7/2011

6 - يوليو - 2011
" كلام ساكت "
" الربيع " تقسيم ..    كن أول من يقيّم

 

11 - يوليو - 2011
" كلام ساكت "
 85  86  87  88  89