البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 85  86  87  88  89 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
النبش فى الذاكرة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

النبش فى الذاكرة

وقت أن كان الجميع يلوذ بالصمت،ويركن إلى الدعة،كان طلاب جامعة القاهرة ،فى غضب عارم وثورة مُحرقة للأخضر واليابس،والمطالبة بتطهير سيناء من الدنس الصهيونى.
التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة ،والمد الطلابى العارم ..يهز عرش السلطة ويزعزع سطوتهاويندد بقياداتها.
والمظاهرات لاتتوقف فى رواق الجامعة أو خارجها.

وتقابلت أنا ،الفلاح القادم من طنطا ،ابن الثامنة عشر ربيعاً ، مع خيرة مثقفى مصر.. محمود أمين العالم، ود.فؤاد مرسى ،ود.إسماعيل صبرى عبدالله ..وآخرين وآخريات.. يضيق المكان عن حصرهم.
كنت كالفراشة ..أهيم وراء الأضواء الباهرة وأنساق إليها.
بضاعتى.. بعض ثقافاتى ولغتى الفرنسية التى، وقتئذ، أُجيدها بطلاقة.فمكتبة والدى يرحمه الله ،ممتلئة بالنوادر من الكتب والمجلات ومؤلفات الرواد والمحدثين ،ومؤلفات الدكتور محمد النويهى ابن عم والدى وصديقه الحميم، ثقافة الناقد الأدبى ،ونفسية أبى نواس ،وشخصية بشار ،والشعر الجاهلى منهج لدارسته وتقويمه،والشعر السودانى وقضية الشعر الجديد،ومقالاته فى جريدة الجمهورية المصرية.هذا المفكر النابغة الذى أخذ بيدى إلى دنيا الفكر والأدب والثقافة والعقل.

التقيت فى الجامعة.. بالكبار ..ومنهم الأستاذالجليل الراحل/محمود أمين العالم ،كان لقاءً عابراً،ترك فى نفسى ،تقديراً ومكانةً.
قرأتُ مؤلفاته وعشقتُ عقلانيته ..وسط زخم الترهل الفكرى والنفاق الثقافى.
قضاياه الفكرية ،هذه المجلة.. التى تضارع مجلة العصور الحديثة، التى أصدرها جون بول سارتر فى فرنسا،رغم اختلاف المشارب وتباين المناهج الفكرية والقناعات السياسية.

30 - يوليو - 2009
الذكريات تاريخ..
فرحة ..لم تتم    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

تمنيت فى لحظة ما ،أن أترك كلية الحقوق وألتحق بكلية الآداب،زميلى فى مدرسة الأقباط الثانوية بطنطا ،حاول أن يأخذنى معه ،لكن تمسكت بقرارى ،أن ألتحق بكلية الحقوق.
عشتُ صغيراً فى القرية ،أرى الظلم والطغيان والفقر والجهل والمرض وضياع الضمير وضحالة الفكر وقلة العقل،فصممت على رفع لواء العدل ،مهما كان الثمن.

وافقنى والدى على مضض،فقد كان من طليعة الذين يعرفون معنى الحرية والقدرة على الإختيار .كان يرغب أن أستكمل مسيرة الدكتور النويهى ،الذى ملأ الدنيا وشغل الناس .
هذا الذى تصدى للكاتب الجبار /العقاد ،ونال منه وفتك به.. عن دراسته "ابن الرومى ..حياته من شعره".

وما أكثر ذكريات والدى رحمه الله عن رشاد النويهى ،(اسم الشهرة للدكتور محمد النويهى).

وتمر الأيام والسنون،وأجدنى فى سنة 1995م أقترح مهرجاناًثقافياُ، لمرور 15سنة على رحيل الدكتور النويهى ،وإقامة ندوات فكرية وثقافية للحصاد الفكرى والثقافى للدكتور النويهى.

فكان صديقى وأخى وأستاذى الدكتور/ نصر حامد أبو زيد ،هو من وقع عليه إختيارى كى يكون مقرراً عاماً ومشرفاً على هذا المهرجان الكبير .
وقمتُ وزوجتى الأستاذة /نوال يوسف ،ببدء الخطوات ،فكانت شعلة نشاط مع الجامعة الأمريكية ومقابلة الدكتور /حمدى السكوت وغيره ممن صاحبوا أوتتلمذوا على يد النويهى.

وشدنى الحنين إلى جامعة القاهرة التى احتضنتنى شاباً ،فصاحبت زوجتى وذهبت إلى جامعة القاهرة ودخلت إلى كلية الآداب وقابلت الدكتور /نصر ود/جابر عصفور، ورغبتُ فى لقاء الدكتور /عبدالمنعم تليمة ،لكنه لم يكن موجوداً.
ودار الحديث عن مآثر النويهى ودراساته والإجحاف الذى أصابه من خفافيش النفاق الثقافى والعفن الفكرى الضحل.وشاركنا من كان موجوداًمن الأساتذة الذين ما إن عرفوا وسمعوا عن ابن أخ الدكتور النويهى إلا وهرعوا للسلام والتحية.

وبدأت فى تنفيذ الخطوات الأولى ،فاتصلتُ بشيخ شيوخ الفكر العربى الإسلامى الدكتور محمد خلف الله ،صاحب الدارسة الخطيرة (الفن القصصى فى القرآن الكريم ) والتى قامت ثورة شيوخ الأزهر بسببها ومنع مناقشتها وعوقب الشيخ أمين الخولى لإشرافه عليها.

كانت الرسالة فى طبعتها الأولى ولم تناقش بعد ،وقد أهداها الدكتور /خلف الله، للدكتور النويهى ..وهى موجودة فى مكتبتى وعليها إهداء (هدية للأخ الدكتور النويهى .. أخوك خلف الله)
واعتذر الدكتور محمد خلفالله، عن الحضور لكبر سنه وأكبرتُ صراحته وصدقه وتمنيتُ له الصحة والسلامة. ووافق الكثير ممن دعوتهم ،بل قال لى بعضهم ..بأنهم بصدد كتابة دراسات عن الدكتور النويهى.

واستدعيتُ أحد الباحثين الذي نالوا ماجستيراً عن "المنهج النقدى عند الدكتور النويهى".

ولكن كحياة النويهى الصادمة والمتصادمة مع الفكر السائد والمألوف والمتداول ،وثورته العارمة ،لم يكتب لهذا المهرجان بالظهور .

فقد كانت المعركة القضائية على أشدها، فى المحاكم، للتفريق بين الدكتور /نصر وزوجته الدكتورة /إبتهال يونس ،لإرتداده عن الإسلام!!!!!!!

30 - يوليو - 2009
الذكريات تاريخ..
الليل ..موعدنا    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

فى لحظة ما ،وأثناء محاكمة الدكتور/ نصر حامد أبو زيد،شعرتُ بهزيمة ماحقة، طالت روحى وعلقمت فمى ،فلم أعد استطعم شيئاً ،وأبت بطنى هضم الطعام.

الليل موعدنا..شعارنا الذى نختم به أحاديثناالليلية ..فقد كان الدكتور نصر ،يقتطع من وقته الثمين ،دقائق قد تستمر إلى ساعة أو أقل قليلاً. نتكلم فيها عما يجرى حولنا ،وآخر ما قرأنا .....إلخ.

كان كتابه "التفكير فى زمن التكفير " من كتبه التى أهدانيها ،بإهداء جليل من مفكر جليل .(

إلى الأخ العزيز الأستاذ
عبدالرؤوف النويهى
مع المودة والإعزاز.
نصر
19/4/1995م
)
وحكى لى حكاية قال لى :
فى يوم من الأيام ،قام أحد أصدقائى بدعوتى لأذهب معه عند أقاربه الذين غاب عنهم طويلاً ،ويرغب فى رؤيتهم والإطمئنان على أحوالهم،وصمم وبقوة على اصطحابى معه، فحددت له يوماً،وكان يوم جمعة.
وذهبت معه وجلسنا عند أقاربه الذين إحتفوا بنا إحتفاءً لانظير له.
ثم دعى الداعى إلى صلاة الجمعة ،فقمنا جميعاً للصلاة ،فى المسجد الكبير بالقرية ..وتبين لى أن هناك بعض من كان يدرسون فى الكلية (كلية الآداب جامعةالقاهرة )من أهل القرية.
وطلبوا منى إعتلاء المنبر لإلقاء خطبة الجمعة ،تكريماً لى ولكونى أستاذاً لهم ،فى قسم الدراسات العربية الإسلامية،ولم تكن زوبعة القضايا قد اشتعلت بعد ،فامتنعت ..لأننى لم أكن مستعداً بموضوع الخطبة.
وقام خطيب المسجد بإعتلاء المنبر ،وأخذ يخطب ويتشدق ويحكى عن القصص القرآنى ،والحكايات الخرافية التى جمعها المفسرون من بطون الروايات التوراتية ،والتى لايقبلها عقل ولايحكمها منطق.
وأكثر من نصف ساعة.. لم أجد كلمة واحدة عاقلة، اللهم إلا الخرافات والأباطيل والحكايات التى لارأس لها ولاذنب.
ودار بذهنى آنذاك ..بقى إنت يانصر وأمثالك...عايزين تدعو الناس إلى طرح كل هذه الخرافات والحكايات والتفاهات!! دا من يوم كتاب الشعر الجاهلى لطه حسين حتى اللحظة ،لم نستطع أن نلمس القشرة الخارجية لعقول الناس،إذن كم يكفى من الزمن ..حتى نخترق هذه القشرة لنصل إلى عقولهم!!!
فقلت له على الفور :طيب والعمل؟؟
هل سنترك الخرافة تتحكم فينا ؟
قال لى :أبداً هى محاولات فردية ،المجتمع فى حاجة إلى يقظة ،يعنى عمك (الدكتور /محمد النويهى)لما كتب بعض المقالات فى مجلة الآداب البيروتية وكان بيطالب فيها بثورة فكرية دينية إجتماعية تربوية ،إتهموه بالكفر."

هذه الحكاية لم أنسها أبداً،لأننى كنت_ أخيراً_أصلى الجمعة فى أحد المساجد وقام خطيب المسجد وأخذ يخطب خطبة الجمعة ،وكان يتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ،وفجأة قال :حتى الصحابة رضوان الله عليهم .كانوا يقتمسون مخاط النبى !!بل بوله أيضاً ويدعكون به وجوههم بل ويشربونه!!

وظهرت كلمات د/نصر ..تملأ عقلى وتهزنى هزاً ..وسيل الفتاوى المريضة إرضاع الكبير ،وغيرها من خرافات وخزعبلات !!

30 - يوليو - 2009
الذكريات تاريخ..
من صندوق الحكايات    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

كان لى صديق،ما إن يجد موضوعاً من المواضيع يتم مناقشته،إلا ويدلى بدلوه.

وكنا نسمع له على مضض.وحتى ينتهى من سكب دلوه فوق رؤوسنا.

ومرةً كنا فى أحد الأندية الإجتماعية الكبرى ،وكان النقاش الدائر بين المجتمعين وهم من خيرة العلماء فى مجالهم الدراسى .
ودار الحديث عن المفاعل النووية والطاقة الذرية والمساوىء والمزايا للطاقة النووية وبناء المفاعل واستخدامها فى الناحية السلمية .
كنا جميعاً مستمعين لعلماء فى مجالات, لانفقه فيها شيئاً.
وفجأةً ..وجدنا صديقنا العزيز ..يعلو صوته مندداً ..تتكلمون عن الذرة وكأن الغرب الكافر هو الذى اكتشفها ..
أنتم لستم مسلمين ..إنها موجودة بالقرآن منذ 15قرن..
فما هو الجديد؟؟

30 - يوليو - 2009
الذكريات تاريخ..
دم القلب وصهيل الروح    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

فى يوم من أيام عمرى المنصرم،والمواثيق بيننا "أنا والقراءة والكتابة والقلم" مكتوبة بدم القلب وصهيل الروح.

ضاقت علىّ الأرض بما رحبتُ وتمردت الكتابة ،فقصفتُ القلم وشرعتُ فى بيع المكتبة.

وبالملاك الحارس "زوجتى" مرت هذه الأزمة بسلام.

وأمسكتُ بالقلم ،متأهباً الكتابة، لكنه أبى.. فهمستُ له أن الكتابة تتأسف وتندم على صمتها ف
"عاد يبتسم لي ، ويتهلل بين أصابعي !!"

30 - يوليو - 2009
الذكريات تاريخ..
دم القلب وصهيل الروح    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

فى يوم من أيام عمرى المنصرم،والمواثيق بيننا "أنا والقراءة والكتابة والقلم" مكتوبة بدم القلب وصهيل الروح.

ضاقت علىّ الأرض بما رحبتُ وتمردت الكتابة ،فقصفتُ القلم وشرعتُ فى بيع المكتبة.

وبالملاك الحارس "زوجتى" مرت هذه الأزمة بسلام.

وأمسكتُ بالقلم ،متأهباً الكتابة، لكنه أبى.. فهمستُ له أن الكتابة تتأسف وتندم على صمتها ف
"عاد يبتسم لي ، ويتهلل بين أصابعي !!"

30 - يوليو - 2009
الذكريات تاريخ..
فى منزل الوحى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

(1)
 
التربية الدينية ،عنصر أساسى فى سنوات التكوين ،يشب عليهاالإنسان ويشيخ بها .
والتربية الدينية قد أثرت فى تريبتى تأثيراً قوياً ،مما جعلنى ألتمس القوة من أعماق روحى وفيض وجدانى .

حفظت القرآن الكريم صغيراً ،وعبثتُ بمكتبة والدى ،فقرأت تفسير ابن كثير ،وفقه الإمام الشافعى وكتب التفاسير وكتب الشيخ محمد عبده والإمام المراغى والشيخ محمود شلتوت وكتب السنة ، كانت مكتبة ممتلئة بالدرر واللآلى واليواقيت .
حاولت الخروج من حصار والدى الفكرى والدينى وأردت الاطلاع على كتب أخرى إسلاميات العقاد والدكتور طه حسين وأحمد أمين والدكتور هيكل ،لكن كتاب الدكتور محمد حسين هيكل ،هذا السفر الضخم الذى يُعد من وجهة نظرى ،أروع وأعمق دراسة قرأتها شاباً فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى ،إذ سعيتُ سعياً حثيثاً لشراء أعمال الدكتور /محمد حسين هيكل ،حياة محمد وفى منزل الوحى والصديق أبو بكر والفاروق عمر ..واستطعت توفير ثمن ثلاثة منهم (حياة محمد ) ثم (فى منزل الوحى ) ثم (الصديق أبو بكر ).

كانت ثروة فكرية لا مثيل لها وعكفت أياماً وشهورأً وأنا ألتهم كتاب حياة محمد وفى منزل الوحى والصديق أبو بكر .
كان كتاب( فى منزل الوحى) ،الطبعة السادسة سنة 1974م ،مطبعة دار المعارف بمصر 684صفحة من القطع الكبير ،ومزوداً بالخرائط عن مكة والمدينة المنورة ، من أوائل الكتب التى أضاءت لى السبيل نحو مكة والمدينة وبقية الأماكن المقدسة .
ولم أكتف بهذا الكتاب ،فقرأت للأستاذ /إبراهيم عبد القادر المازنى ،كتيبه الصغير باسم (رحلتى إلى الحجاز) كنت فى حوالى التاسعة عشر من عمرى ،وكل جهدى قراءة ما كتب عن الإسلام والمسلمين ، ويشهد لى والدى ،المرحوم بإذن الله وفضله  ،على مكتبتى المحمدية ، فلم أكن أجد كتاباً بالعربية أو الفرنسية التى أُتقنها ،آنذاك ،إلا وابتعته مها كان ثمنه، كانت شخصية الرسول الكريم تأخذ بنفسى وعقلى.. مأخذاً جاداً وتأملاً عميقاً وتفكيراً متعمقاً .

شعرتُ شاباً فى مقتبل العمر، بعظمة الرسول الكريم وحبه وعطفه وكرمه وحنانه الدفاق ، وتأثيره علىّ تأثيراً عظيماً وكيف أن العقيدة والإيمان هما سر الحياة الإنسانية وروحها ومظهرها ،بل لا أبالغ لو قلتُ بل هما الحياة الإنسانية وسبب وجودها ،وما قيمة الحياة بدونهما ؟؟وماقيمة الإنسان بدونهما؟؟

أعتقد أن العقيدة والإيمان هما معاً أعظم قوة فى الحياة .
حيالهما لاقيمة لجاه أو مجد أو سلطة أو سلطان .
حيالهما تندك الرواسى الشم وتنهار الجبال الصلدة وتهمد أنفاس الطغاة .
عرفتُ وبقوة ..أن وجود الإنسان وقيمته مرهون بإيمانه وعقيدته .
عرفتُ ..أن ما من قوةٍعلى الأرض تُزعزع إيماناً راسخاً وعقيدةً ثابتة.
عرفتُ ..أن العقيدة والإيمان إذا خلا منهما إنسان ،كان هو والعدم سواء .

2 - أغسطس - 2009
سنوات التكوين
أحفاد الفراعين    كن أول من يقيّم

(2)

منهج وفلسفة الإنسان فى مسيرة حياته..

بوضوح كافٍ ..أقول ..مارأيته فى طفولتى وصباى ..كان الدافع الأول والأخير، لاختيار الطريق الذى سأنتهجه مستقبلاً وأحرص عليه وأتمسك به .

الظلم ..الجهل ..المرض ..الفقر ..رباعية أمسكت بخناقى ولم تتركنى أبداً.. صارت منبع قلقى وبؤرة تمردى ومحط اهتمامى .

ما رأيته فى القرية والحياة الرديئة التى تُسيطر على العقول المغلقة ..جعلنى فى حالة صدام مع المجتمع بأكمله .

كنت الغريب والمتمرد والقلوق .."على قلقٍ كأن الريح تحتى "

همتُ باحثاً عن العدل والحرية والجمال .

همتُ أسعى وأنبش فى ماضينا العريق ..والسؤال إثر السؤال..

هل نحن فعلاً أحفاد الفراعين ..بناة الأهرام ؟؟

كان أول بحث أُقدمه فى المدرسة الإعدادية عن خوفو وهرمه الأكبر .
حضارة عريقة ضاربة الجذور فى التحضر والثقافة والمعتقدات والإنسانيات والآداب والأفكار .

كلما نظرت حولى ..أصطدم بما يُثير عقلى ويُشغل فكرى.

عشتُ طفولة لا أقول أنها طفولة.. فكما يقول جوركى .."طفولتى !! أنا ليس لى طفولة"
كان المد الثورى وعبدالناصر "ملأ الدنيا وشغل الناس" ثم أرى فقراً وجهلاً ومرضاً وظلماً وهزيمة ساحقة ماحقة..يعيثون فى طول البلاد وعرضها، فساداً وتخلفاً.

منظومة العدل والحرية والخير ..لابد أن تكون لكل الناس بلا استثناء .
كان سلاحى هو القراءة والتثقيف..فتحت عقلى لكل الثقافات ..ما رأيت كتاباً إلا وحرصت على قراءته..قد أفهم بعض ما فيه وقد لا أفهم.لكن فى نهاية الأمر.. أخرج منه بكلمة أو بفكرة.

الظلم ..لعنه الله ..ولعنة الله على الظالمين..رأيتُ أحد أجدادى يضرب أحد الفقراء بكرباج سودانى ،لأنه تجرأ وأعترض على تصرف ما .. صدر من أحد أبناء العائلة .والكرباج كالسيل المنهمر على جسد الرجل، الذى لم ينطق بحرف أويصرخ..رأيتُ الرجل كومة لحم تنزف.

رفضت الظلم بكافة أشكاله ..لعنت الظلم والظالمين ..حرصتُ فيما بعد ..على السعى نحو العدل، ما استطعت إليه سبيلا.

لابد من الحرية ..لابد أولاً وأخيراً..من حرية الإنسان من الفقر والجهل والمرض .

2 - أغسطس - 2009
سنوات التكوين
تذوق الشعر    كن أول من يقيّم

(3)

فى سنوات التكوين ، وبالمرحلة الثانوية ( سنة 1970م ) ..كان مقرراً علينا دراسة نص المتنبى .وأسهب المدرس شرحاً وتحليلاً فى أبيات المتنبى ..وأشار إلى أن المتنبى قد أخطأ وهو الشاعر الفحل ومن فحول شعراء العربية ..إذ أن المتنبى وقد عاب عليه سيف الدولة الحمدانى ترتيب صدروعجز البيتين.

وأذكر أننى ،آنذاك، قلتُ له : أن المتنبى قد صادف صحيح التركيب فى صدر البيتين وعجزهما ..وأن البيت الأول :

وقفت وما في الموت شك لواقف ** كأنك في جفن الردى وهو نائم


هو موقف الموت المحدق من كل جانب وأن الموت الذى يُلقى الرعب فى قلوب أعتى الشجعان ،والحرب الضروس قائمة والموت يحصد الأرواح .فكأن الموت وهو المسيطر على ساحة الحرب لايجرؤ على الإقتراب من سيف الدولة ..وكأنه يخشاه أو كما يقول المتنبى (نائم) .
فالموقعة يسيطر عليها الموت ،لكن الموت أبعد مايكون عن سيف الدولة .

أما البيت الثانى :

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ** ووجهك وضاح وثغرك باسم

هذا البيت.. الهزيمة مقابل الفرح ،والابتسام مقابل الأحزان .
فكأن المتنبى يريد القول ..أن الهزيمة تحيط بالأعداء من كل صوب وحدب و"أبطال الأعداء" الذين يقاتلونه، وهم من هم فى الكر والفر والضرب والطعن ،يمرون أمامه تعلوهم الهزيمة الماحقة لقوتهم والسحقة لصمودهم .. ولكن أنت ياسيف الدولة بوجهك الضحوك وثغرك الباسم ..تؤكد النصر والانتصار .وكأنها لم تكن معركة حامية الوطيس وإنما نزهةخلوية .

حقيقةً.. كنت أحاول أن أقول ما دار بنفسى ..وأن تذوقى للشعر قد يخالف مادرج عليه القوم ،من تذوق واستمتاع .
وكان رد ه على ما قلته : ما أظن أن القدماء أخطأوا!!

ودارت الأيام وتقابلت مع الدكتور النويهى .. وحكيت له عما دار بشأن المتنبى .
فرد قائلاً:الشعر تذوق وما تشعر به أنت قد يرفضه غيرك ..لكن يبقى النص مفتوحاً للتأويل ..وبيان جمالياته وتماسكه وبلاغته وصورته الشعرية .

وربما كان كتابه الضخم "الشعر الجاهلى ..منهج لدارسته وتقويمه"محاولة جادة، منه ،لفتح آفاق جديدة لتذوق الشعر .

2 - أغسطس - 2009
سنوات التكوين
صبياً بجلباب فلاحى    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

(4)
 
صبياً بجلباب فلاحى ،يسحب الجاموسة ويمتطى ظهرالحمار وتحت ظلال الأشجار يقرأ ..
السماء فوقه والأفق شاسع .والهواء نظيف والطيور حواليه عصافير وحمام ويمام.
والعقل يسبح فى فضاء لانهائى..

سنوات التكوين .كان العقاد وطه حسين وزكى مبارك وإحسان عبدالقدوس وعبدالصبور ودنقل والسياب والبياتى وإمرىءالقيس والبحترى وبشار وأبى نواس وأبى العلاء شاعرى الأعظم والأخلد عبر عصور الشعر العربى والعالمى.

سنوات التكوين ونجيب محفوظ والكسندر ديماس الأب والابن.مارسيل بروست والبحث عن الزمن المفقود..الإلياذة والأوديسا ودرينى خشبة ونجيب محفوظ ومجنون القصة القصيرة يوسف إدريس ..حنا مينا الطيب صالح محمد ديب مولود فرعون الشابى والهمشرى وشوقى وحافظ..جان بول سارتر ..أسماء أعيشها وتعيش معى ..دوستوفيسكى وتشيخوف وبوشكين .....إلخ

أعظم سنوات العمر ..وأثرى سنوات العمر ..وأجمل سنوات العمر
إلا وهى سنوات التكوين ..وأزعم أنها ممتدة حتى هذه اللحظة الماثلة ..وبجوارى أصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ وبريد بغداد لخوسيه ميجيل باراس الروائى التشيلى ..le spleen de "الضجر فى باريس"paris " لبودلير ..وديوان عشرون قصيدة حب وأغنية يأس لنيرودا..ومجلة إبداع المصرية العدد التاسع والصادر بعد الحكم بإلغاء ترخيصها.


2 - أغسطس - 2009
سنوات التكوين
 85  86  87  88  89