وافقنى والدى على مضض،فقد كان من طليعة الذين يعرفون معنى الحرية والقدرة على الإختيار .كان يرغب أن أستكمل مسيرة الدكتور النويهى ،الذى ملأ الدنيا وشغل الناس .
هذا الذى تصدى للكاتب الجبار /العقاد ،ونال منه وفتك به.. عن دراسته "ابن الرومى ..حياته من شعره".
وما أكثر ذكريات والدى رحمه الله عن رشاد النويهى ،(اسم الشهرة للدكتور محمد النويهى).
وتمر الأيام والسنون،وأجدنى فى سنة 1995م أقترح مهرجاناًثقافياُ، لمرور 15سنة على رحيل الدكتور النويهى ،وإقامة ندوات فكرية وثقافية للحصاد الفكرى والثقافى للدكتور النويهى.
فكان صديقى وأخى وأستاذى الدكتور/ نصر حامد أبو زيد ،هو من وقع عليه إختيارى كى يكون مقرراً عاماً ومشرفاً على هذا المهرجان الكبير .
وقمتُ وزوجتى الأستاذة /نوال يوسف ،ببدء الخطوات ،فكانت شعلة نشاط مع الجامعة الأمريكية ومقابلة الدكتور /حمدى السكوت وغيره ممن صاحبوا أوتتلمذوا على يد النويهى.
وشدنى الحنين إلى جامعة القاهرة التى احتضنتنى شاباً ،فصاحبت زوجتى وذهبت إلى جامعة القاهرة ودخلت إلى كلية الآداب وقابلت الدكتور /نصر ود/جابر عصفور، ورغبتُ فى لقاء الدكتور /عبدالمنعم تليمة ،لكنه لم يكن موجوداً.
ودار الحديث عن مآثر النويهى ودراساته والإجحاف الذى أصابه من خفافيش النفاق الثقافى والعفن الفكرى الضحل.وشاركنا من كان موجوداًمن الأساتذة الذين ما إن عرفوا وسمعوا عن ابن أخ الدكتور النويهى إلا وهرعوا للسلام والتحية.
وبدأت فى تنفيذ الخطوات الأولى ،فاتصلتُ بشيخ شيوخ الفكر العربى الإسلامى الدكتور محمد خلف الله ،صاحب الدارسة الخطيرة (الفن القصصى فى القرآن الكريم ) والتى قامت ثورة شيوخ الأزهر بسببها ومنع مناقشتها وعوقب الشيخ أمين الخولى لإشرافه عليها.
كانت الرسالة فى طبعتها الأولى ولم تناقش بعد ،وقد أهداها الدكتور /خلف الله، للدكتور النويهى ..وهى موجودة فى مكتبتى وعليها إهداء (هدية للأخ الدكتور النويهى .. أخوك خلف الله)
واعتذر الدكتور محمد خلفالله، عن الحضور لكبر سنه وأكبرتُ صراحته وصدقه وتمنيتُ له الصحة والسلامة. ووافق الكثير ممن دعوتهم ،بل قال لى بعضهم ..بأنهم بصدد كتابة دراسات عن الدكتور النويهى.
واستدعيتُ أحد الباحثين الذي نالوا ماجستيراً عن "المنهج النقدى عند الدكتور النويهى".
ولكن كحياة النويهى الصادمة والمتصادمة مع الفكر السائد والمألوف والمتداول ،وثورته العارمة ،لم يكتب لهذا المهرجان بالظهور .
فقد كانت المعركة القضائية على أشدها، فى المحاكم، للتفريق بين الدكتور /نصر وزوجته الدكتورة /إبتهال يونس ،لإرتداده عن الإسلام!!!!!!!