البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 83  84  85  86  87 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
جزء من " رواية موسم الهجرة إلى الشمال"للطيب صالح     ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

(1)

عدت إلى أهلي يا سادتي بعد غيبة طويلة ، سبعة أعوام على وجه التحديد ، كنت خلالها أتعلم في أوربا . تعلمت الكثير ، وغاب عني الكثير ، ولكن تلك قصة أخرى . المهم أنني عدت وبي شوق عظيم إلى أهلي في تلك القرية الصغيرة عند منحنى النيل . سبعة أعوام وأنا أحن إليهم وأحلم بهم ، ولما جئتهم كانت لحظة عجيبة أن وجدتني حقيقة قائماً بينهم ، فرحوا بي وضجوا حولي ، ولم يمض وقت طويل حتى أحسست كأن ثلجاً يذوب في دخيلتي ، فكأنني مقرور طلعت عليه الشمس . ذاك دفء الحياة في العشيرة ، فقدته زماناً في بلاد " تموت من البرد حيتانها " . تعودت أذناي أصواتهم ، وألفت عيناي أشكالهم من كثرة ما فكرت فيهم في الغيبة ، قام بيني وبينهم شيء مثل الضباب ، أول وهلة رأيتهم . لكن الضباب راح ، واستيقظت ثاني يوم وصولي ، في فراشي الذي أعرفه في الغرفة التي تشهد جدرانها على ترهات حياتي في طفولتها ومطلع شبابها وأرخيت أذني للريح . ذاك لعمري صوت أعرفه ، له في بلدنا وشوشة مرحة . صوت الريح وهي تمر بالنخل غيره وهي تمر بحقول القمح . وسمعت هديل القمري ، نظرت خلال النافذة إلى النخلة القائمة في فناء دارنا ، فعلمت أن الحياة لا تزال بخير ، أنظر إلى جذعها القوي المعتدل ، وإلى عروقها الضاربة في الأرض ، وإلى الجريد الأخضر المنهدل فوق هامتها فأحس بالطمأنينة . أحس أنني لست ريشة في مهب الريح ، ولكني مثل تلك النخلة ، مخلوق له أصل ، له جذور له هدف .
وجاءت أمي تحمل الشاي . فرغ أبي من صلاته وأوراده فجاء . وجاءت أختي، وجاء أخواي ، وجلسنا نشرب الشاي ونتحدث ، شأننا منذ تفتحت عيناي على الحياة . نعم ، الحياة طيبة ، والدنيا كحالها لم تتغير .
فجأة تذكرت وجها رأيته بين المستقبلين لم أعرفه . سألتهم عنه ، ووصفته لهم . رجل ربعة القامة ، في نحو الخمسين أو يزيد قليلا ، شعر رأسه كثيف مبيض ، ليست له لحية وشاربه أصغر قليلا من شوارب الرجال في البلد . رجل وسيم .
وقال أبي : " هذا مصطفى "
مصطفى من ؟ هل هو أحد المغتربين من أبناء البلد عاد ؟ وقال أبي أن مصطفى ليس من أهل البلد ، لكنه غريب جاء منذ خمسة أعوام ، أشترى مزرعة وبنى بيتاً وتزوج بنت محمود .. رجل في حاله ، لا يعلمون عنه الكثير .
لا أعلم تماما ماذا أثار فضولي ، لكنني تذكرت أنه يوم وصولي كان صامتاً . كل أحد سألني وسألته .وسألوني عن أوربا . هل الناس مثلنا أم يختلفون عنا ؟ المعيشة غالية أم رخيصة ؟ ماذا يفعل الناس في الشتاء ؟ يقولون أن النساء سافرات يرقصن علانية مع الرجال . وسألني ود الريس : "هل صحيح أنهم لا يتزوجون ولكن الرجل منهم يعيش مع المرأة بالحرام ؟ "
أسئلة كثيرة رددت عليها حسب علمي . دهشوا حين قلت لهم أن الأوربيين ، إذا استثنينا فوراق ضئيلة ، مثلنا تماماً ، يتزوجون ويربون أولادهم حسب التقاليد والأصول ، ولهم أخلاق حسنة ، وهم عموماً قوم طيبون .
وسألني محجوب . "هل بينهم مزارعون ؟"
وقلت له : " نعم بينهم مزارعون وبينهم كل شيء . منهم العامل والطبيب والمزارع والمعلم ، مثلنا تماماً " . وآثرت ألا أقول بقية ما خطر على بالي : " مثلنا تماماً. يولدون ويموتون وفي الرحلة من المهد إلى اللحد يحلمون أحلاما بعضها يصدق وبعضها يخيب . يخافون من المجهول ، وينشدون الحب ، ويبحثون عن الطمأنينة في الزوج والولد.فيهم أقوياء ، وبينهم مستضعفون ، بعضهم أعطته الحياة أكثر مما يستحق ، وبعضهم حرمته الحياة . ولكن الفروق تضيق وأغلب الضعفاء لم يعودوا ضعفاء " . لم أقل لمحجوب هذا ، وليتني قلت ، فقد كان ذكياً . خفت ، من غروري ، ألا يفهم . وقالت بنت مجذوب ضاحكة : " خفنا أن تعود إلينا بنصرانية غلفاء " .
لكن مصطفى لم يقل شيئاً . ظل يستمع في صمت ، يبتسم أحياناً ، ابتسامة أذكر الآن كانت غامضة ، مثل شخص يحدث نفسه .
نسيت مصطفى بعد ذلك ، فقد بدأت أعيد صلتي بالناس والأشياء في القرية . كنت سعيداً تلك الأيام ، كطفل يرى وجهه في المرآة لأول مرة . وكانت أمي لي بالمرصاد، تذكرني بمن مات ، لأذهب وأعزي ، وتذكرني بمن تزوج ، لأذهب وأهنئ . جبت البلد طولاً وعرضاً معزياً ومهنئاً . ويوماً ذهبت إلى مكاني الأثير ، عند جذع شجرة على ضفة النهر . كم عدد الساعات التي قضيتها في طفولتي تحت تلك الشجرة ، أرمي الحجارة في النهر وأحلم ، ويشرد خيالي في الأفق البعيد ؟ أسمع أنين السواقي على النهر ، وتصايح الناس في الحقول ، وخوار ثور أو نهيق حمار . كان الحظ يسعدني أحياناً ، فتمر الباخرة أمامي صاعدة أو نازلة . من مكاني تحت الشجرة ، رأيت البلد يتغير في بطء . راحت السواقي . وقامت على ضفة النيل طلمبات لضخ الماء ، كل مكنة تؤدي عمل مائة ساقية . ورأيت الضفة تتقهقر عاماً بعد عام أمام لطمات الماء ، وفي جانب آخر يتقهقر الماء أمامها . وكانت تخطر في ذهني أحياناً أفكار غريبة . كنت أفكر ، وأنا أرى الشاطئ يضيق في مكان ، ويتسع في مكان ، وأن ذلك شأن الحياة ، تعطي بيد وتأخـذ باليد الأخرى . لكن لعلني أدركت ذلك فيما بعد . أنا الآن ، على أي حال ، أدرك هذه الحكمة ، لكن بذهني فقط ، إذ أن عضلاتي تحت جلدي مرنة مطواعة وقلبي متفائل . أنني أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر . ثمة آفاق كثيرة لابد أن تُزار ، ثمة ثمار يجب أن تُقطف ، كتب كثيرة تقرأ ، وصفحات بيضاء في سجل العمر ، سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جرئ . وأنظر إلى النهر بدأ ماؤه يربد بالطمي – لابد أن المطر هطـل في هضاب الحبشة – وإلى الرجال قاماتهم متكئة على المحاريث ، أو منحنية على المعاول . وتمتلئ عيناي بالحقول المنبسطة كراحة اليد إلى طرف الصحراء حيث تقوم البيوت . أسمع طائراً يغرد ، أو كلباً ينبح ، أو صوت فأس في الحطب – وأحس بالاستقرار . وأحس أنني مهم ، وأنني مستمر ، ومتكامل . " لا .. لست أنا الحجر يلقى في الماء ، لكنني البذرة تبذر في الحقل " . ,اذهب إلى جدي ، فيحدثني عن الحياة قبل أربعين عاماً ، قبل خمسين عاماً لا بل ثمانين ، فيقوى إحساسي بالأمن . كنت أحب جدي ، ويبدو أنه كان يؤثرني . ولعل أحد أسباب صداقتي معه ، أنني كنت منذ صغري تشحذ خيالي حكايات الماضي ، وكان جدي يحب أن يحكي ، لما سافرت خفت أن يموت في غيبتي . وكنت حين يلم بي الحنين إلى أهلي ، أراه في منامي . قلت له ذلك ، فضحك وقال : " حدثني عراف وأنا شاب ، أنني إذا جاوزت عمر النبوة – يعني الستين – فأنني سأصل المائة " . وحسبنا عمره ، أنا وهو فوجدنا أنه بقي له نحو اثني عشر عاماً .
كان جدي يحدثني عن حاكم غاشم ، حكم ذلك الإقليم أيام الأتراك . ولست أعلم ما الذي دفع بمصطفى إلى ذهني ، لكني تذكرته بغتة ، فقلت أسأل عنه جدي ، فهو عليم بحسب كل أحد في البلد ونسبه ، بل بأحساب وأنساب مبعثرة قبلي وبحري ، أعلى النهـر وأسفله لكن جدي هز رأسه وقـال أنه لا يعلم عنه سوى أنه من نواحي الخرطوم ، وأنه جاء إلى البلد منذ نحو خمسة أعوام ، واشترى أرضاً تفرق وارثوها منها . ثم قبل أربعة أعوام زوجه محمود إحدى بناته . قلت لجدي : " أي بناته ؟ فقال :"حسنة".
وهز جدى رأسه وقال :"تلك القبيلة .لا يبالون لمن يزوجون بناتهم". لكنه أردف،كأنه يعتذر ،إن مصطفى طول إقامته فى البلد،لم يبد منه شىء منفر،وأنه يخضر صلاة الجمعة فى المسجد بانتظام ،وأنه يسارع "بذراعه وقدحه فى الأفراح والأتراح"..
هكذا طريقة جدى فى الكلام.

21 - فبراير - 2009
الطيب صالح ..الروائى السودانى الكبير ..فى رحاب الله.
موسيقىٌ لايسمع!!    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

قد لا أكون مبالغاً ..إذا رددتُ مايردده المؤرخون الموسيقيون ،أن لودفيج فان بيتهوفن (1770م-1827م) هو أعظم شخصية فى تاريخ الموسيقى .
 
لكن هذه الشخصية الإنعزالية ،قد تركت للعالم ،تراثاً موسيقياً رفيعاً،مازلنا ننهل منه ونستمتع به .
ما يغرينى بالحديث عن بيتهوفن ..أنه صار "الملطشة "لملحنى الأغاتى العربية ،أو من يُطلق عليهم اعتباطا "موسيقار".ولمجرد تلحين كلمات ..يُسمى الموسيقار فلان!!!
 
كان الموسيقار (محمد عبدالوهاب ) أول من قام "بلطش "الكثير من موسيقى بيتهوفن ،ونسبها لنفسه.وفى حينها ،أشار الدكتور /حسين فوزى،إلى هذه السرقات .
وتبعه الآخرون "الملحنون" فى هذ السبيل، بلاحياء أو خجل ،مادام هناك من يجهلون ،أفلا نأخذ من هنا وهناك ونصبح عباقرة!!أقصد  مساقرة جمع موسيقار ..وهذه من عندياتى .
 
الإنطوائية والإنعزالية التى سيطرت على حياة وشخصية بيتهوفن ،أفلح علماء النفس فى بحثها وإلقاء الضوء عليها ،وانتهوا إلى أنه شخص غير إجتماعى ،وسيىء التكيف ،وربما كانت طفولته الأولى، قد فرضت عليه هذا المنحى الإنعزالى الإنطوائى ،بل أنه لم يمد حبل التعامل مع الناس ،قليل الكلام ،دائم الترقب ،دقيق الملاحظة ،فلم يعرالآخرين إهتماماً ،ولم يسلك فى الحياة ،مسلك البشر العاديين .
كان منفرداً بذاته ،متفرداً بشخصيته ،وساءت علاقته النسائية ،ربما لغلاظة تصرفاته وجلافة طباعه  وحدة لسانه ،فباءت كل علاقته الغرامية بالفشل الذريع ، وعاش حياته وحيداً متعبداً فى صومعة إبداعه وفنه.
ولكننى أزعم أن عزلته هذه،كانت إعتزازاً بالإنسان الذى بداخله واحترامه لذاته وتقديراً لفنه. وربما الحادثة التى سبق أن رويتها فى حديث سابق تؤكد ذلك  ،بل فى تعنيفه لجوته وعدم التوقف لحين مرور الأسرة المالكة ..بل يقال أنه عنف جوته تعنيفاً قاسياً.. وقال له  :"لقد انتظرتك لأنى أمجدك وأحترمك على قدر ماتستحق.أما أنت فقد أضفيت على هؤلاء الآخرين من التكريم أكثر مما يستحقون."
 
ولم تكن إنعزاليته فى شبابه إلا جزءً استكملته الحياة بإصابته بالصمم فى وقت مبكر من نبوغه ،ففرضت عليه عزلة أشد وأقسى لرجل  كل إبداعه فى أُذنه وعقله وأصابعه.وبلغت ذروة الصمم ..فى 1802م.
 
وأذكر سطوراً من كتاب "بيتهوفن" لريتشارد فاجنر "موسيقىٌ لا يسمع! أيستطيع أحد أن يتصور رساماً أعمى؟ لقد سمعنا عن أعمى انكشف عنه الحجاب ،هو ترزياس الذى أتاح له إنعزاله عن عالم الظواهر أن يرى،بعين الباطن ،أساس الخلق كله.
وما أشبهه فى ذلك بالموسيقى الأصم ،الذى لم يعد ضجيج الحياة يعكر صفوه،فأصبح لا يستمع إلا إلى الإنسجام الباطن فيه،ويتحدث من الأعماق وحدها إلى عالم لم يعد لديه ما يقوله له بلسانه.وهكذا تتحرر العبقرية من كل القيود الخارجة عنها..........
إنه بيتهوفن عالم يمشى بين الناس ،إنه وجه العالم وماهيته،ساعياً فى الأرض على صورة إنسان!"

23 - فبراير - 2009
الفلسفة والموسيقى
إشكالية الحرية...مراد وهبة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

إذا كانت الإشكالية تعني أن ثمة قضية يقال عنها إنها صادقة ومع ذلك فإنها يمكن أن تكون موضع شك‏,‏ أي أن تكون كاذبة فمعني ذلك أن الإشكالية تنطوي علي تناقض‏.‏

والسؤال إذن‏:‏ ما هو التناقض الكامن في الحرية ؟

في العصر اليوناني القديم كانت الحرية تقال في مقابل العبودية‏,‏ فيقال عن الإنسان الحر‏,‏ بالسلب‏,‏ إنه ليس عبدا‏,‏ ويقال عنه‏,‏ بالإيجاب‏,‏ إنه القادر علي فعل ما يريد وليس فعل ما يريده الآخرون‏,‏ أي يفعل طبقا لإرادته‏.‏ وبهذا المعني يقول أرسطو‏:'‏ من الناس من هم أحرار بالطبع‏,‏ ومنهم من هم عبيد بالطبع‏'.‏ والتناقض الكامن في هذه العبارة يقال عنه إنه تناقض صوري‏,‏ أي إما أن يكون الإنسان حرا وإما أن يكون عبدا‏.‏ إلا أن أرسطو قد طور هذا التناقض فأدخل الطرفين المتناقضين في بعضهما البعض علي نحو ما جاء في كتابه المعنون‏'‏ السياسة‏'‏ حيث يقول في المقالة الأولي المعنونة‏'‏ تدبير المنزل‏'‏ والتي هي مقدمة لدراسة الدولة‏:'‏ إن شعوب الشمال الجليدي وأوروبا شجعان‏,‏ لهذا لا يكدر أحد عليهم حريتهم‏,‏ ولكنهم عاطلون من الذكاء والمهارة والأنظمة السياسية الصالحة‏.‏ لهذا هم عاجزون عن التسلط علي جيرانهم‏.‏ أما الشرقيون فيمتازون بالذكاء والمهارة‏,‏ ولكنهم خلو من الشجاعة‏.‏ لهذا هم مغلوبون ومستعبدون إلي الآن‏.‏ وأما الشعب اليوناني فيجمع بين الميزتين‏:‏ الشجاعة والذكاء‏.‏ لهذا هو يحتفظ بالحرية‏,‏ ولو أتيحت له الوحدة لتسلط علي الجميع‏.‏

وأرسطو‏,‏ في هذا النص‏,‏ يدخل التسلط في الحرية فيكون الإنسان حرا ومتسلطا في آن واحد ولكن ليس من جهة واحدة‏,‏ ومن ثم يعود أرسطو ويفصل بينهما فيقول عن اليوناني إنه سيد حر‏,‏ والأجنبي أو البربري عبد له‏,‏ ولا يستعبد اليوناني أخاه‏.‏

وفي العصر الروماني تطور أمر العبد فقيل عنه إنه هو الذي يرتبط بالعمل من أجل منفعة الآخرين‏.‏ وفي العصر الوسيط تواصلت التفرقة بين الحر والعبد مع تحوير طفيف وهو أن الإنسان الحر هو علة ذاته أما العبد فهو في خدمة الآخرين من أجل تحقيق خيرهم‏.‏

ثم جاءت ثورة العبيد وتم تحريرهم فتواري مفهوم‏'‏ الطبع‏'‏ وساء مفهوم الحرية‏.‏ ولكن المفارقة أنه مع سيادة مفهوم الحرية تواري مفهوم الديمقراطية لمدة ألفي عام‏.‏

والسؤال إذن‏:‏ هل ثمة علاقة تناقض بين الحرية والديمقراطية؟

أو في صياغة أخري‏:‏ لماذا توقف السؤال عن الديمقراطية ولم يتوقف السؤال عن الحرية؟

إن مفهوم الديمقراطية مفهوم سياسي خاص بنظام الحكم وتدبير أمور الدولة‏,‏ أما مفهوم الحرية فمفهوم وجودي خاص بوجود الإنسان في مجتمع يقوم علي تشابك العلاقات بين أعضاء المجتمع أيا كان النظام السياسي‏.‏ والمجتمع مملوء بمحرمات ثقافية هي من صنع المجتمع وليست من صنع الدولة‏.‏ وفي مواجهة هذه المحرمات تعددت رؤي الفلاسفة لمفهوم الحرية‏.‏

ثمة حرية دينية ولكنها لا تتحقق إلا في حالة عدم الاكتراث بالتباينات الدينية‏.‏ وهذه الحالة تتميز بأنها لا تود أن تزعجها أية مشاحنات عقائدية في حالة أن يكون الإنسان مهموما بهذه المشاحنات فهو بالضرورة متعصب‏.‏ والمتعصب دوجماطيقي‏,‏ أي يتوهم امتلاك الحقيقة المطلقة التي يريد أن يفرضها علي الآخر‏,‏ ومن ثم يفقد هذا الآخر حريته بما فيها الحرية الدينية‏.‏

وثمة حرية سيكولوجية وخلقية‏,‏ وهي حالة الموجود عندما يؤدي فعل الخير أو الشر‏,‏ ويؤثر الخير علي الشر استنادا إلي إعمال عقله من أجل أن يعرف علة ما يريد‏,‏ ومن ثم تقوم الإرادة بالتنفيذ من غير الخضوع لأي ضغط أو قهر‏.‏ وبهذا المعني يمكن القول بأن الإرادة هي علة أفعالها‏,‏ وفي هذه الحالة يقال عنها إنها إرادة الاختيار في مقابل إرادة الاستواء‏,‏ أي تساوي الإمكان في الفعل وعدم الفعل‏,‏ أي عجز الإرادة عن ترجيح أحد الطرفين علي الآخر‏.‏ وحيث إن الحياة لا تحتمل هذا العجز فيكون البديل عن ذلك الاعتقاد في الجبرية التي تعني استسلام الإنسان لتأثير البيئة الطبيعية والوراثة والتربية‏.‏

وإذا تحدثنا عن الحرية في تناقضها مع الجبرية لزم التحدث عن الحرية في تناقضها مع الحتمية‏.‏ وقد انعقدت أول ندوة سنوية لمعهد الفلسفة بجامعة نيويورك في عام‏1957‏ تحت عنوان‏'‏ الحتمية والحرية‏'.‏ وسبب اختيار هذا العنوان مردود إلي بزوغ تيارين‏:‏

التيار الأول سياسي واجتماعي‏.‏ في الماضي كانت الحتمية في العلوم الطبيعية‏,‏ مدعمة لحرية الإنسان لأن هذه العلوم كانت قد أسهمت في تحكم الإنسان في الطبيعة إلي الحد الذي أصبح فيه الإنسان متحكما في أخيه الإنسان‏,‏ ومن ثم شاع مصطلح‏'‏ تخطيط‏'‏ ومصطلح‏'‏ مجتمع مخطط‏'.‏

والتيار الثاني فيزيائي بسبب اهتزاز مفهوم العملية وما ينطوي عليه من حتمية في عالم ما تحت الذرة‏.‏ فقد دللت ميكانيكا الكوانتم التي وضعها العالم الألماني ماكس بلانك في عام‏1900‏ علي أن الجسيمات تتحرك علي هيئة قفزات‏.‏ والقفزات تنطوي علي اللامعقولية واللاعلية‏.‏ ويري عبد الرحمن بدوي في كتابه‏'‏ الزمان الوجودي‏'‏ أن ليس في هذا القول معارضة للروح العلمية‏.‏ فالعلم‏,‏ في رأيه‏,‏ قد انتهي إلي رفض الحتمية العلمية‏.‏ ولا أدل علي ذلك من أن العالم الألماني هيزنبرج قد أعلن في عام‏1927‏ مبدأ اللايقين الذي ينص علي أنه ليس في الامكان تحديد موضع الألكترون وسرعته في آن واحد‏,‏ لأنه في الوقت الذي تحدد فيه سرعته تكون سرعته قد تغيرت بسبب اصطدامه بالشعاع الضوئي المسلط عليه‏,‏ كما أنه في الوقت الذي تحدد فيه موضع الإلكترون يكون قد تحرك منه‏.‏ ومعني ذلك أن ثمة خطأ يحدث في رصد السرعة والموضع‏,‏ الأمر الذي يفضي إلي حدوث هزة في اليقين فتمتنع الحتمية ويهتز مبدأ العلية‏.‏

وفي هذا الإطار شاعت الليبرالية في القرن العشرين إلا أن بدايتها كانت في القرن التاسع عشر بوجه عام وفي فلسفة جون ستيوارت ميل‏(1806-1873)‏ بوجه خاص‏.‏ وهي تعني‏,‏ عنده‏,‏ أن سلطة الفرد فوق سلطة المجتمع‏,‏ وبالتالي فإن الحرية تكمن في مجاوزة الفرد للمجتمع‏,‏ بل تكمن في وعي الفرد بهذه المجاوزة‏.‏

والسؤال إذن‏:‏ ما مبرر هذه المجاوزة؟

المبرر هو أن سلطة المجتمع تعني طغيان الرأي العام‏,‏ أو بالأدق طغيان الأغلبية‏,‏ وهذا الطغيان مرعب ولكن الأشد رعبا هو إرهاب المجتمع‏.‏ إنه أشد رعبا من القهر السياسي‏.‏ ولهذا يري ميل أنه ليس كافيا التحرر من طغيان الحاكم‏,‏ إذ من الضروري التحرر من الرأي العام الذي يفرض قواعد للسلوك ويعاقب من يتمرد عليها‏.‏ وهذه القواعد لا تخلو من محرمات ثقافية لحرية الفكر‏,‏ وهي أساس الحريات برمتها ويقول ميل‏:'‏ إذا كانت البشرية متفقة علي رأي واحد‏,‏ باستثناء واحد فقط يقف علي الضد من هذا الرأي فليس من حق البشرية أن تخرس هذا الفرد‏,‏ كما أن هذا الفرد لو فرضنا أنه سلطة ليس من حقه أن يخرس البشرية‏'.‏ ويقول أيضا‏:'‏ إن الرأي الذي قد تحاول السلطة قهره يمكن أن يكون صادقا‏,‏ والذين يشتهون قهره يفكرون بالطبع أنه صادق‏,‏ ولكنهم ليسوا معصومين من الخطأ‏,‏ بل هم يستبعدون الآخرين من وسائل الحكم علي تلك الأمور‏.‏ وكونهم يرفضون الاستماع إلي رأي من الآراء لأنهم متأكدون من أنه كاذب فمعني ذلك أن يقينهم مماثل لليقين المطلق‏.‏ إن خرس الألسنة في الحوار يفترض العصمة من الخطأ‏'.‏

في النص الأول لجون ستيوارت ميل مفهوم‏'‏ الإجماع‏'‏ مرفوض لأنه ضد حرية الفكر‏,‏ وفي النص الثاني مفهوم ما أطلقت عليه‏'‏ ملاك الحقيقة المطلقة‏'‏ وما يطلق عليه ميل مفهوم‏'‏ اليقين المطلق‏'‏ مرفوض كذلك لأنه أيضا‏'‏ حرية الفكر‏'.‏

وتأسيسا علي ذلك يمكن القول بأن هذه المفاهيم الثلاثة الإجماع وملاك الحقيقة المطلقة واليقين المطلق‏,‏ هي ضد حرية الفكر‏.‏ ويمكن القول كذلك بأن‏'‏ المحرمات الثقافية‏'‏ هي علة هذه المفاهيم الثلاثة‏.‏ وإذا كانت الليبرالية مرادفة لحرية الفكر‏,‏ وحرية الفكر مرادفة لسلطة الفرد المتجاوزة لسلطة المجتمع‏,‏ فالليبرالية إذن تنشد تأسيس مجتمع خال من المحرمات الثقافية‏.‏ ولا أدل علي صحة هذه العلاقة المتناقضة بين حرية الفكر والمحرمات الثقافية من أن تاريخ المبدعين هو تاريخ المضطهدين‏,‏ وبالتالي فإنه لا يمكن القضاء علي هذا اللون من الاضطهاد إلا بإشاعة ثقافة الإبداع بحيث تصبح هذه الثقافة جماهيرية فتتحقق حرية الفكر بالمعني الذي يقصده ميل‏.‏

وهنا ثمة سؤال لابد أن يثار‏:‏ ما الإبداع ؟

في اللغة العربية لفظ‏'‏ يبدع‏'‏ يعني‏'‏ يأتي البديع‏'‏ أو‏'‏ يوجد من عدم‏'.‏ وفي اللغة الإنجليزية لفظ‏create‏ مشتق من اللفظ اللاتيني‏creare‏ أي‏'‏ يوجد‏'‏ أو يستحدث‏'‏ ما هو أصيل‏,‏ والأصيل في اللغة اللاتينية‏originalis‏ يعني غير المألوف من الاستجابات‏.‏

وفي الربع الأول من القرن العشرين حاول علماء النفس النظر في أبعاد الإبداع ففحصوا العمليات العقلية الكامنة في التفكير الإبداعي‏.‏ ثم تضاءلت بحوث الإبداع في الربع الثاني من ذلك القرن‏.‏ وفي‏5‏ سبتمبر من عام‏1950‏ أعلن جليفورد‏,‏ في مفتتح كلمته لأعضاء الجمعية النفسية الأمريكية‏,‏ التي كان يرأسها في ذلك الوقت‏,‏ ضرورة الاهتمام بدراسة الإبداع‏,‏ وأبدي أسفه من أن بحوث الإبداع لا تتجاوز‏2%‏ من جملة البحوث الأخري في مجال علم النفس‏.‏ وسبب ذلك مردود‏,‏ في رأيه‏,‏ إلي توهم أن العبقرية مندرجة تحت الذكاء ومرتبطة باختبارات الذكاء‏,‏ واختبارات الذكاء نمطية بسبب أنها تنشد أن تكون موضوعية‏,‏ وبالتالي فإنها تتجاهل التفرد المميز للمبدع‏.‏ وعلي الرغم من هذا التمييز إلا أن جيلفورد يري أن الإبداع ليس في الإمكان فهمه من غير الذكاء‏.‏ أما أنا فقد فصلت الإبداع عن الذكاء لأن الذي يحصل علي نسبة مئوية مرتفعة في اختبارات الإبداع يحصل علي نسبة منخفضة في اختبارات الذكاء‏,‏ ومن ثم فالعلاقة عكسية بين الإبداع والذكاء‏.‏ ولهذا حذفت الذكاء واكتفيت بالإبداع وعرفته بأنه‏'‏ قدرة العقل علي تكوين علاقات جديدة من أجل تغيير الوضع القائم‏'.‏ وبديل الوضع القائم هو الوضع القادم‏,‏ والوضع القادم هو رؤية مستقبلية‏.‏ المستقبل إذن محايث في الإبداع‏.‏

وحيث إن المستقبل هو أحد آنات الزمان الثلاثة‏:‏ الماضي والحاضر والمستقبل‏.‏

والسؤال بعد ذلك‏:‏ أي الآنات له الأولوية؟

الرأي الشائع أن الأولوية للماضي‏,‏ وسبب ذلك هو مبدأ العلية لأن هذا المبدأ يلزمنا بالسير في اتجاه واحد من السابق إلي اللاحق‏.‏ السابق هو العلة واللاحق هو المعلول بالضرورة‏.‏ وحيث إن الضرورة نافية للحرية فإذا أردنا الحرية نفينا الضرورة‏.‏ ونفي الضرورة يستلزم نفي أولوية الماضي‏.‏

والسؤال إذن‏:‏ هل نفي هذه الأولوية ممكنة؟

أظن أن هذا النفي وذلك بأن تكون الأولوية للمستقبل وهي بالفعل كذلك لأن الماضي‏,‏ في أصله‏,‏ مستقبل‏,‏ أي هو مستقبل فات‏.‏ ومعني ذلك أن الماضي مسلوب من سمته الأساسية‏,‏ وهي أنه كان مستقبلا‏,‏ وأنه لم يعد كذلك‏.‏ كما أن الأولوية ليست للحاضر لأنه وهم‏.‏ فالحاضر نهاية ماض وبداية مستقبل‏.‏ يبقي أن تكون الأولوية للمستقبل‏,‏ أي تكون الأولوية للوضع القادم وليس للوضع القائم‏.‏ وإذا تحقق الوضع القادم فإنه يتحول إلي وضع قائم‏,‏ ومع الوقت ينزلق الوضع القائم إلي الماضي‏,‏ وعندئذ نسميه‏'‏ التراث‏'.‏ التراث إذن‏,‏ هو في الأصل‏,‏ كان رؤية مستقبلية تحولت‏,‏ مع الوقت‏,‏ إلي رؤية ماضوية‏.‏

وإذا أردنا التطبيق بعد هذا التنظير فالسؤال إذن‏:‏ أين موقع الثقافة المصرية؟

إنها تقع في الماضي وليس في المستقبل‏.‏

لماذا؟

لأنها الآن محكومة بأصوليات دينية‏'‏ تقدس‏'‏ الماضي‏,‏ أي تقدس التراث‏,‏ وتدين نقده‏,‏ بل تذهب إلي حد تكفير من يجرؤ علي نقده‏,‏ ومن ثم تغتال حرية الفكر أسا س كل الحريات‏.‏ وقد أغتيلت هذه الحرية بالفعل عندما كفر الذين أرادوا تحريرنا من قداسة التراث‏,‏ أو بالأدق تحريرنا من الأصوليات الدينية لأن هذا التحرر هو الذي يرفع التناقض الكامن في إشكالية الحرية‏.‏
******************************
مجلة  الديمقراطية ..يناير 2009م تصر عن مؤسسةالأهرام القاهرية  العدد33
********************************
هل صدق الكاتب فى مقولته، أن هناك إشكالية بين الحرية والديمقراطية؟؟
لقد طرح الكاتب عدة أسئلة ،ثم أجاب عليها ..لكن هناك وقفات.،سأواليها تباعاً.
                                                                    عبدالرؤوف النويهى 
                                                        

3 - مارس - 2009
الحرية
لعله لم ينس !!    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
لقدعشتُ منتظراً..هذه اللحظة الفارقة ..أن أقرأ عن صدور ديوان الشاعر الكبير/زهير ظاظا.
وها هى ابنتى بسمة  تزف ،إلىّ ،التهانى وتقول :مبارك لك ياأبى.. لقد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه .
 فقلتُ لها :هموم الشعراء ..أكبر من أن يتذكروا, كل الأسماء التى مرّت فى حياتهم.
 
 
شكراً ..شاعرنا الكبير  ..ولكل من أدخلته ،بشعرك ،التاريخ.

19 - مارس - 2009
ديوان زهير
مهرجان زهير الشعرى    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

ما الشاعر الفنان فى كونه= إلا يد الرحمة من ربه
مـعزى العالم فى حزنه =وحامل الآلام عن iiقلبه
                                                    الله والشاعر
 
                                                        على محمود طه
 
من أجمل اللحظات التى تعيش فى الإنسان  ولاتنمحى أبداً،هذا المهرجان الشعرى، لشاعر جامعة الوراق زهير ظاظا.
ما أصدق هذه المشاعر وما أعظمها ،حين يكون القلب ،فرحاً بها ومبتهجا!!
وها هى جامعة الوراق تتألق بسراتها وأعضائها .
وها هى جامعة الوراق ،على قلب رجل واحد..تزف التهانى بمولودها الذهبى ،ديوان زهير (ضياء نامة) .
وهاهى الكلمات العطرة والمشرقة ،بالجمال والحب والصدق ،تفوح وتفعم الأجواء .
وها زوجتى ..نوال يوسف ،صاحبة ملف،الدكتور محمد النويهى  وثورة الفكر ،تزف تهانيها الحارة .. لشاعرنا الكبير المتألق /زهير ظاظا،بل ذكرتنى بقصيدته المتلألأة ، فى هذا الملف .
 
نويهية    
عـرفنا  iiالسببْ = فـزال iiالـعجبْ
ومـن ذا iiالـذي = يـبـيع  iiالعنب
فـيـا  iiشـيخنا = بـحـفظ  اللقب
أجـب iiصـادقا = أجـبتَ  iiالطلب
وقــدّم  لـنـا = نوالَ iiاللهب
ومـن iiمـنـكما = يـلـمُّ  iiالحطب
لـدى مـشـعلٍ = مـنـارِ  الحقب
ولِـمْ لَـمْ تـكن = مـع iiالـمنتخب
هـوى  iiصرحه = وبـان  iiالخشب
وسـعدي iiاختفى = ويـحيى  iiهرب
وأسـتـاذتـي = ضـيـاء iiالأدب
أصـابـت iiبـه = بـمـا لم iiأصَب
وبـلـبـلـتها = لـفـوق iiالركب
فـدا iiوجـهـها = مـلف  iiالغضب
رمـيـنـا iiبـه = وخـفنا  iiالعطب
فـداهـا iiالـذي = إلـيـكـم iiكتب
ولـو أبـصرت = هـواه  iiانـقلب
غــدا  رأسـه = مـكـان  iiالذنب
وقـالـوا  الفتى = غوى واضطرب
ولـسـت  الذي = يـحـب الشغب
أريـد  الـعـلا = وتـأبـى النوَب
ومــن زارنـا = رأى عـن iiكثب
جـراح iiالـصبا = ودفق الكرب
عـلـى  iiوجهه = وأقـسى  iiالنُدَب
وأحـلى  iiالهوى = وأغـلى iiالطرب
وشـعري  iiالذي = يـهـز  iiالعرب
عـتـبـنا  iiوما = شـفـينا iiالعتب
وسـقـنـا  iiلكم = قـصيد iiالخطب
نــويـهـيـةً = كـثوب iiالقصب
فـهـات  iiالمنى = وهـاك  iiالذهب
مَـنِ  الـعمُّ iiمَن = وفـيـم iiاحتجب
تـتـبـعـتـُهُ = فـقـالوا iiسرب
وفـي  iiكـفـهم = بـريـقُ iiالسلب
فـقـولـوا iiلهم = أجـل: iiمغتصب
وطـورا iiونـى = وطـورا غـلب
وهـيـهات  iiأن = يـضيع iiالحسب
كان مجرد صدفة أن تكون هذه القصيدة من مشطور المتقارب، لينشطر قاربنا بين عبد الرؤوف وحرمه المصون. وهذا الوزن (فعولن فعو) من نوادر الأوزان، وقد غنته أم كلثوم في فيلم (سلامة) في أغنية راعية الغنم، والتي مطلعها:
أبوس  iiالقدم = وأبدي  الندم
على غلطتي = بـحق iiالغنم

22 - مارس - 2009
ديوان زهير
فى انتظار الديوان.    كن أول من يقيّم

لايسعنى إلا إزجاء التهانى ..لكل من دخل التاريخ من أوسع أبوابه.كما قالت ابنتى بسمة .
 
 
وهاهى بسمة ..تقول :أين الديوان؟
وهاهى حرمى المصون نوال ..تقول : أين الديوان؟
وعلى فكرة بسمة تخرجت من كلية الحقوق جامعة طنطا ..العام الماضى ..وتم قيدها بنقابة المحامين .
يعنى بقت من رجالات القانون .
 
وعما قريب ..ستكون من أعضاء القضاء ..فلاتنسوا الدعاء لها بالتوفيق والنجاح فى اجتياز الإختبارات والإمتحانات .
 
عبدالرؤوف محمد النويهى المحامى بالنقض
 ميت حبيش البحرية -طنطا - محافظة الغربية- جمهورية مصر العربية .
محمول 0101891872
منزل0403070605
 
وللتذكرة فقد أرسلت  رسالة على إميل شاعرنا الكبير /زهير ظاظا .المثبت بالوراق.
 
الأستاذة /ضياء ..نوال ترسل لكِ عاطر التحية  ومليارات التهانى، بصدور ديوان "ضياء نامة"
 

25 - مارس - 2009
ديوان زهير
العيد القومى للوراق وعودة السراة.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

كنت آمل بعودة ..هذا التجمع الراقى الذى أشادت به كل المواقع الأدبية .
كنت أنظر إليه "فمذ بعدت عنى الطلول تلفت القلب"
كنت أطل على جامعة الوراق ..فى اليوم مرات ومرات ومرات.
 
 
كم كانت سعادتى ..وكم كانت فرحتى تكاد تخرج من بين أضلعى.يوم قرأتُ عن صدور الديوان.
فرحاً وشوقاً وابتهاجاً.
لقد عادت الفراشات نحو الضياء ..نحو النور ..كى تهيم عشقاً بالحوار البناء والفكر الراقى .
لقد عاد السراة .. عاد السراة.
إن أروع  ما صنعته الشاهنامه ..وفقاً لتعريف أستاذتنا القديرة خولة..عودة السراة .
 
وها هو يحيى رفاعى يطل بوجهه الباسم  ولا أنسى منذ سنوات، يوم تحدث معى  على المحمول ..وجئتُ أصرخ من السعادة والفرح..لقد كلمنى اليوم ..يحيى رفاعى ..
كان يوماً تاريخياً..لكنه الآن ورغم إتصالى به كثيراُ..لايرد . ويكفينى أنه بخير وسلام وصحة جيدة.
شكراً للأخ الأعز.. شاعرنا  الكبير ومن أدخلنا التاريخ من أوسع أبوابه..زهير ظاظا.
شكراً لأستاذنا حامل البشرى ،هذا البشير بالخير /جميل لحام.
وشكرأً لأستاذنا الحبيب /محمد هشام ..وحشتنى ...وصوتك تشتاقه أُذنى.
أستاذنا الفاضل /ياسين الشيخ سليمان ..كم سعدتُ بقراءة بحثك الجاد واستمتعتُ به.
أستاذناالغالى /لحسن بنلفقيه..ولسانه الذى يقطر عسلاً مصفى وعبير وروده الفواح.
عبدالحفيظ الأكوح ..قطعة من القلب وساكن الروح..كم أحبك أيها الرجل .
الشاعر القدير /صادق السعدى ..يالى من محظوظ !!الصدق والسعد فى حياتى ..كفانى بهما زهواً وخلوداً.
أستاذنا العزيز الدكتور /مروان العطية ..عالماً جليلاً وأخاً عزيزاً.
أستاذنا الفاضل/ أحمد عزو
أستاذنا الجليل/الدكتور يحيى
أستاذنا الدكتور /عبدالله طاهر الحذيفي
الأستاذة الشاعرة/ لمياء بن غربية
الأستاذالدكتور /صبرى أبوحسين .
الأستاذالفاضل/محمد كالو.
الأستاذالفاضل /أبوهشام.
 
سلامى للجميع وتحياتى وتقديرى ومحبتى
 
لعلى لم أنس أحداً..بل نسيت أيتها الذاكرة الخؤون.
أستاذنا الجليل /محمد السويدى ..هذا الإنسان الفاضل والعزيز والقريب إلى كل قلوب سراة الوراق وأعضائها وإدارييها.
هذا الإنسان .صاحب القلب الكبير..وتشهد له جامعة الوراق ..بما تحتويه من ألوف المراجع .
وأبلّغه سلاماً خاصاً  ..أحد أصدقائى المقربين جداً..أستاذاً بجامعة طنطا  .طلب من مكتبتى مرجعاً مهماً ،وبحثتُ عندى فلم أجده .فقلتُ له :عليك بجامعة الوراق .فقال لى :أين هذه الجامعة وأسافر إليها حالاً.
قلت له:هذا مكانها .وأعطيته الرابط.فنظر إلىّ شزراً وأشاح بوجهه عنى.
فقلت:نعم ..ادخل على هذا الرابط ..وستجد جنائن الكتب والمراجع.
بعد يومين ..قابلنى ..واحتضننى ..فقلتُ له:فيه إيه!! مش عوايدك.
قال لى :الله يكرمك..الموقع ..شىء خرافى ..ربنا يكرم صاحبه يجعله من أعظم حسناته.
 
 
الأستاذة الفاضلة /ضياء العلى ..لا أمتلك  سوى كلمة واحدة  أنتِ الضياء ..فهل نسيتى البنت التى تبلبلت؟؟ 
 
نعم ..أشعر أننى قد أطالت عليكم بحديثى ..لكنها الفرحة التى تُنسى .
 أتمنى عودة السراة جمعيهم ..وأخص بالذكر ،أستاذتى الباحثة القديرة والأديبة الرائعة /سلوى ..
ليتها تستجيب لطلبى ..ليتها!!
 
 
وأقترح عليكم ..بمناسبة يوم نشر باكورة إنتاج جامعة الوراق ديوان ضياء نامه ..أن نجعله يوماُ مشهوداً وذكرى لاتُنسى ..وربما يكون هذا النشر حافزاً على نشر كتب ودراسات أخرى ..فهل نسيتم مشروع مجلة الوراق ؟؟؟
 
 
 

25 - مارس - 2009
ديوان زهير
شكراً لعشاق الموسيقى الرفيعة.    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أخونا الأستاذ/ياسين ..
كنت أحاول أن أكتب رداً على كل ما أثارته من أسئلة ،صعب جداً الرد عليها بسهولة ،سيما وهى تتعلق بدراسات جد عميقة ..وأشكر الأستاذة ضياء أن قامت بالرد ،ولكن ردى سوف أنشره تباعاً.
 
أما مسألة (لطش) محمد عبدالوهاب لموسيقى بيتهوفن ،أقول :لستُ من الذين يطلقون القول على عواهنه ،ومحمد عبدالوهاب ،كان حياً وقت أن وجهت إليه إتهامات اللطش ..فلما لم يدافع عن نفسه؟
 ولماذا سكن إلى الصمت ؟
 
 
أزعم أن التأثير والتأثر فى جميع الفنون له حدوده وخصائصه ومبيحاته وممنوعاته!!
ولى حدبث يطول عن اللطش وأصحابه.
 
الأخ الغزيز /عبدالحفيظ ...دائماً تقول ،ودائماً توضح المقصود..لكن التأثير والتأثر له حدوده كما قلت.
وعظيم تحيتى وتقديرى ،على رابط.. سوناتة ضياء القمر .
 
الأستاذة /لمياء .رائعٌ ماكتبتِ ..والأروع أن تكون الكورالية ..هى الهدف والقصد.
على فكرة الحركة الرابعة من السيمفونية الكورالية ،هى الموجود على الرابط ..والتى تستغرق 12دقيقة و65ثانية من الدقيقة. أما باقى السيمفونية (الحركات الثلاث) تستغرق حوالى 40دقيقة .
 
شكراً لعشاق الموسيقى الرفيعة

26 - مارس - 2009
الفلسفة والموسيقى
سرقات موسيقية (1)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

سرقات موسيقية ..اسمٌ غريب..لكن السرقات موجودة فى كل فروع الأدب والفكر .فهل لا يكون لها مكاناً فى التأليف الموسيقى؟؟
السرقة ..يتفق عليه العالم أجمع ..وهو أخذ ملك الغير وحيازته واعتباره ملكاً خالصاً له لمن سرقه.
السرقة منتشرة انتشار النار فى الهشيم ،فلا فرع من فروع الأدب والفكر والإقتصاد  و..و.. إلا والسرقات تطل برأسها متحديةً سارقها..فالحق أولى به أصحابه.
 
أعود قليلاً إلى الوراء ..وننبش فى صفحات تاريخنا ..علنا نجد ردوداً على ما هو مطروح على بساط البحث والمناقشة والحوار الراقى .
أعود إلى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى .. ومصر تحت الإستعمار الإنجليزى.. تئن وتصرخ من إحتلال قاصم الظهر ومبيد الحياة ونازف الخيرات .
أعود.. يوم أن كانت مصر  غارقة فى أوحال الإحتلال  وقاذورته .
كانت مصر بعد ثورة 1919 م تحاول أن تجد لها قومية موسيقية وفكرية وادبية .
يوم أن كان الرواد يجدّون فى البحث ..للعثور على مقومات هذه الأمة ومسح الغبار عنها .
يوم أن كانت موسيقانا ..هى التخت العربى والموسيقى التركية  والمزمار والربابة والناى  والمدائح النبوية والفن الشعبى بأنواعه ..كان شعباً قوياً مكافحاً...... يحاول الحفاظ على هويته ..ضد التغريب والفرنجة .
كانت الأغانى أسوء ماتكون ..ربما كان الموال الشعبى  هو السائد  والمألوف.
لم يجد المجتهدون ،آنذاك ،سوى النقل من آثار الغرب  مسرحاً وقصصاً وفكراً.. .بل قاموا بنقل الكثير من موسيقى الغرب .
كانت السينما فناً مستحدثاً ..لم يجد صناعها آنذاك إلا موسيقى الغرب يضعونها فى أفلامهم.. موسيقى تصويرية تُصاحب أحداث الفيلم.
كان اللفظ المتداوال  ..الإقتباس ..ويشار إليها (من منتخبات الموسيقى العالمية)  تتصدر كل فيلم .
فكلمة الإقتباس كلمة تتساوى مع السرقة ..لكن كلمة الإقتباس تقلل من بشاعة وفداحة السرقة ..
ومصر تئن تحت الإحتلال ..لم تكن موسيقها القومية إلا حلماً من الأحلام ..مستحيلة التحقيق.
 
كانت المجتمع يتشبه بالمحتل.. فى ملابسه ولغته وثقافته.. بل وفى موسيقاه ..
ربما رصدت روايات نجيب محفوظ هذا الملحظ.. وصارت كلمة الإقتباس.. مألوفة الإستعمال، منتشرة بين كافة الأوساط.

28 - مارس - 2009
الفلسفة والموسيقى
سرقات موسيقية(2)    كن أول من يقيّم

عبدالوهاب ..وهو من مواليد أوائل القرن الماضى.. معاصراً لكل هذه التحولات المصيرية لمصر ..عاشها بوجدانه وقلبه وعقله.. لكنه أراد وكعادة رجالات العصر أن يقتبس ..فالإقتباس حق مشروع وأرض مستباحة للجميع ..فى كل مناهل المعرفة .
لكن عندما ظهر أن الإقتباس قد زاد عن حده وصار سرقة متعمدة مع سبق الإصرار والترصد ،كان لابد من وقفة حاسمة .
محمد عبدالوهاب ..سرق مازورت كاملة.. من موسيقى بيتهوفن وموسيقيين آخريين ..
محمد عبدالوهاب ..سمع ورأى وقرأ عن سرقاته اللحنية ..ولم يرد وآثر الصمت.
محمد عبدالوهاب ..لم يدافع عن نفسه ،رغم أن الجرائد والمجلات والإذاعة والتلفزيون  ..تسترضيه للإدلاء بحديث .كان سبقاً صحفياً لمن يحصل على كلمة منه.
أنا لا أتهم محمد عبدالوهاب فقط بالسرقة  ..وإنما بالإمتناع عن الدفاع عما أحاط به من إتهام ..ثابت ثبوتاً قطعياً.
لماذا سكت محمد عبدالوهاب؟
ألأنه يخشى الفضح والفضيحة  أم تنفيذاً لمانسب إلى أحمد شوقى من كلام؟؟!!
محمد عبدالوهاب .كان عاجزاً عن توزيع ألحانه ،ويأتى الموسيقى /على إسماعيل ..كى يقوم بالمهمة الأصعب. .التوزيع الموسيقى ،لكل آلة على حدة .
محمد عبدالوهاب ..كان ملْ العين والبصر ،وأعطته الدنيا الكثير والكثير ،لكنه بخل بقول الحقيقة ..وهى سرقة أعمال الآخرين ،ونسبها لنفسه ..مؤلفاً.ومبدعاً.
محمد عبدالوهاب ..آثر الصمت ولم يدافع عن نفسه ..لأنه سارق.
محمد عبدالوهاب ..ملحن أغانى وليس مؤلفاً موسيقياً ..فالتأليف الموسيقى ..له أربابه ومبدعوه.
مافعله محمد عبدالوهاب  ..بالأغنية العربية .هو التشويه والتنافر ..فكيف بمطلع سيمفونية القدر أو مطلع السيمفونية الكورالية..يكون لحناً لأغنية عاطفية ..تتحدث عن هجر الحبيب  وعذابه الذى طال ويطول؟؟
وها نحن _اليوم_ نعانى من هذه السرقات معاناة مريرة ،فكلهم يقتبسون !!!!
أنا ..لا أتهم ولكنى أُوضح.
 
أستاذنا الجليل ياسين..
أنت صديقى.. والحق صديقى ،فإذا أختلفنا فالحق أولى بالصداقة.
 
أنا ابن هذه الأمة ..من الخليج إلى المحيط ..يُفرحنى ما يفرحها ويؤذينى ما يؤذيها.
لست من هدّام القمم ،ولا من الناقمين عليها ..إنما أسعى إلى الحقيقة ،ما وسعتنى نحوها الأسباب.
 

28 - مارس - 2009
الفلسفة والموسيقى
 83  84  85  86  87