البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات abdelhafid akouh

 82  83  84  85  86 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
أيُّها الغريبْ ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

أيُّها الغريبْ
 

غريبٌ أنتْ
أنْ تظلَّ هكذا
تكتُبُ
في الأوراقْ
تَسْطُرُ
في الطَّريقْ
تَحْبُرُ
في الزَّمانْ
وأنتَ لا تعْرِفُ حرفاً واحداً
تكتُبُ قطْرَةً
والبحْرُ: الألِفُ والياءْ
تَسْطُرُ دمعةً
والموْتُ: الألِفُ والياءْ
تَحْبُرُ آهةً
والرِّيحُ: الألِفُ والياءْ
أنتَ كَمَنْ
يجْري على غزالةٍ في اللَّيْلْ

<><

يا أيُّها الغريبْ
إذا سألْتَ شجراً
وأنتَ في الهَجيرْ
عنْ نبعِ ماءْ
ولم يُجِبْكْ
لا تلُمْهُ
فالكلامُ خَاتَمٌ
في البئْرْ
<><
يا أيُّها الغريبْ
إذا لقِيتَ حجلاً
وراءَ حجرٍ
أوْ في سماءِ كرْمَةٍ
أو حافةٍ
أبْلِغْهُ
منْ عندِي السَّلامْ

<><

يا أيُّها الغريبْ
إذا سَمِعْتَ الصَّمْتْ
أو رأيتهُ على هيأةِ الطَّيْرْ
أو شرِبْتَهُ في كأسِ الحُلْمْ
أنتَ إذنْ:
ركِبْتَ المُهْرْ
وحَمَلْتَ الزَّادْ
واتَّضَحَتْ لكَ الأنْصَابْ
في الطَّريقْ

<><


يا أيُّها الغريبْ
إذا نزَلْتَ
قبلَ اللَّيْلْ
قُرْبَ نَهْرْ
اِغمِسْ
برِفقٍ
تحتَ الماءْ
قلْبَكَ
ودَعْهُ
ثُمَّ تابِعِ الرَّحيلْ
فالقلبُ
اسْودَّ في الغُبارْ

<><


يا أيُّها الغريبْ
إذا صَدَفتَ
بِرْكةَ دمٍ
وأنتَ تذْرَعُ الأدْغالْ
لا تَخَفْ
من أيّ فَخٍّ
تِلكَ نجمةٌ
في ليْلِكَ العتيقْ
عبد الكريم الطبال

 
 
                                          

2 - يناير - 2011
ليوناردو دافينشى ..حكايات وأساطير
مدرس العربية..( جمال بودومة )    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

الملك محمد السادس يغرق في الوحل امام دهشة و صدمة مرافقيه و مسؤولي فاس

n1110496798_30320094_3454تسللت الى الشبكة العنكبوتية صورة للملك محمد السادس حينما غرق حداءه في الوحل اثناء زيارته لمنطقة عين تاوجطات بنواحي فاس والتي تضررت بعد موجة الأمطار الغزيرة التي همت مناطق مختلفة في المغرب.وقد كشف القناص الدي التقط الصورة التي نشرتها  الجريدة الاولى اول امس الوجه الاخر لملك الفقراء الدي لا يزال يرفع شعار تازة قبل غزة حسب تعليق اسبوعية الايام بينما رأت جريدة المساء  أن الصورة تشكل درسا عميقا لكل المسؤولين الذي يعتصمون بمكاتبهم بعيدا عن الواقع الغارق في الوحل الذي تعيشه المناطق المنكوبة ، فالأمطار والأوحال لم تمنع الملك من النزول بشكل مفاجئ لتفقد منطقة أهملها مسؤولو جهة فاس مكناس لسنوات طويلة اما الصحفي بأسبوعية نيشان جمال بودومة فعلق على الصورة قائلا ان موقع "الغيسبوك" نسبة لموقع الفيسبوك التي كان وراء ظهور الصورة على الانترنت كشف للجميع ان الملك محمد السادس يغرق في الغيس " الوحل " كباقي المغاربة و امام مرافقيه من المسؤولين الذين صدموا من الموقف الذي لم  يتوقعوه يوما ..
 
 
***********************************************************
جمال بدومة
(المغرب)
جمال بدومةمدرس العربية
يغنّي ويقذف بالأسماك من النافذة
يقذف الظهيرة بالمحفوظات القديمة
فتنبت النجوم على ظهر سترته المخططة
ويشتعل الفصل
مدرس بلا رسالة
مدرس بلا طوابع بريد وبلا ظرف
و بلا ضمير
مدرس مرفوع بفتحة سكين على الجبهة
ويتقن النصب
أحلامه مبللة
وممنوعة من الصرف
يترك رأسه فوق المكتب الخشبي
ويذهب نحو النافذة
مدرس بلا رأس يتجول بين الصفوف
والأشرار يضحكون
يتبولون على أحلامه
يتزحلقون فوقها وينسفون أقواس قزح
تلاميذ أشرار
بأجنحة بيضاء و محفظات ثقيلة
ينتفون شعر السنة الكبيسة
يعلّقون العطل فوق مكنسة وينظفون الشهور
ينشرون على جدران الفصل أرواحهم
يعذّبون الصباح في المرحاض
ويضحكون
***********
********************

3 - يناير - 2011
تأملات في " رأس السنة "
غني الليلة غني ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
 
  
     
الصوت المغربي الرائع عبد الهادي بلخياط يشدو بعمل ليبي ، فيزداد تألقاً كما عودنا.
هذا العمل من شعر الدكتور علي فهمي خشيم (رئيس مجمع اللغة العربية في ليبيا) و ألحان الموسيقار الليبي علي ماهر.
 
 
         *************************************************************إهداء للأستاذ يحيى
       
ما أروع أن يجرفني معك التيار....
 
****************************************
وهذا رابط -- المنفرجة --
 
 

5 - يناير - 2011
تأملات في " رأس السنة "
سنة ... في انتظار سعيدة .    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
 
                  
 

6 - يناير - 2011
تأملات في " رأس السنة "
( بين قوسين)    كن أول من يقيّم

تحية طيبة الأستاذ زين الدين ، وسنة سعيدة
 
 
 
 
 
في غفلة عن مقص الرقيب ....
 
 
 
 
حكايات شهرزاد "الزرادشتية /المسلمة بين الكتابية والشفاهية
بين رأي ابن النديم السلبي-المعبر عن الرأي الرسمي العربي الكلاسيكي- وآراء العرب المحدثين الإٌيجابية 1 في " ألف ليلة وليلة "، قرون من التحوير/التأليف العربي على الترجمة من البهلوية من جهة ، وقرون من الترجمات الغربية المكتشفة للكنز " العربي " من جهة أخرى .
بين التقييمين المختلفين آفاق ما تفتأ تتجدد بفعل عامل المثاقفة المفروضة والضرورية في آن، ونسق أدبي وثقافي تغيرت معالمه وبالتالي معاييره ? في المجمل ? بفضل عملية التفاعل مع الأنواع الحديثة أولا ، وبفضل تطور المفاهيم وتداخل الأنواع والاختصاصات والحقول ثانيا .
-1إذا كانت " ألف ليلة وليلة " لا تعد بالنسبة للعرب رغم مكانتها التي انتزعتها انتزاعا في الثقافة العربية كالإلياذة والأوديسا بالنسبة للإغريق كما قد يظن القارئ الغربي إجمالا 2 ، فإنها لا تكاد تكون الكتاب السردي الوحيد المكتوب بالعربية الذي عبر تتمة

8 - يناير - 2011
على هامش سيرة عباس الأول ....
مثقفون وعـظمـاء غيبهم الموت ..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

المصطفى مرادا
هؤلاء استعجلوا الغياب. سرقهم الموت تباعا، خلال السنة «الثقيلة» التي ودعناها قبل أيام، ليكون الغياب وحده دليلا وشاهدا على عظمتهم.. فقد غاب عنا عابد الجابري
وحامد أبو زيد وأسامة أنور عكاشة وحسين فضل الله والطاهر وطار، وأخيرا، محمد أركون.. لكنهم لم يرحلوا، بل ناموا ليستيقظوا بلغة الشيخ الأكبر، فهؤلاء العظماء ينتمون إلى جيل تفتقت رياحينه قبل ثلاثين سنة ونيف، عندما كان الزمان العربي أكثر جموحا من الآن، فصاح كلٌّ بصوته: «لا غد في الأمس.. فلنتقدم»، لذلك لم يركن هذا الجيل إلى مشاعر الاستسلام السهلة، بل دفع العقل العربي إلى طرق أبواب الأسئلة الصعبة والشاقة والشقية أيضا، فما دامت نكساتنا مُفْرداً بصيغة الجمع، فإنه مقدَّر علينا أن نجعل غدنا أفقا ورؤيا..فقلبوا كل معادلات التقليد في الفكر والثقافة والفن والدين.. ليعطونا دليلا آخرَ على أن هوية الفكر العربي المعاصر مفتوحة على التعدد والاختلاف.. لذلك، فهذه فرصة لنشكر هؤلاء العظماء أحياء وأمواتا، أحياء عندما أجادوا وأفادوا، وأمواتا عندما سيُتيحون لتلامذتهم ولعموم المثقفين الفرصة بأن يفكروا بصوت مسموع، في ما يجعل مِن فِكر هؤلاء -على اختلافهم وتعدد مشاربهم- فكرا منتميا إلى الآن..
محمد عابد الجابري ناقد العقل العربي
عندما نقرأ سيرة الراحل محمد عابد الجابري وأعماله، كما تتحدث عنه، صراحة حينا، وهمسا أحايين كثيرة.. نفهم معنى أصيلا في مفهوم ابتذله «رفاق» انقلبوا عنوة عن درب الأصالة في الفكر والصدق في النضال، إنه «المثقف العضوي»، بل إنه على رأس من يستحقون في مشهدنا الثقافي الوطني هذا الاسم، دون التباس.. اشتغل في السياسة، حزبيا وإعلاميا وفلسفيا.. في زمن كانت السياسة -كما الصحافة- عملا فدائيا بامتياز.. حتى لمّا غيّر الرفاق دروبهم وطرقوا أبواب «الواقعية السياسية»، المفضية إلى حلبة التناطح والتآلب على المناصب والكراسي.. حافظ الرجل على إصراره على أن الممكن الوطني والقومي أكبرُ وأشرفُ من حملة انتخابية ومن كوطا تحت طاولة المصداقية!...
 زهده في إغراءات السياسة وعفته عن أطاييب مساوماتها في مغرب سياسي غير شفاف.. أعطياه صفاء الذهن وقوة العزم على طلب العلم الأكمل والأشرف الموجود في البرهان.. فنقد وفكّك وحقّق.. وناظَر ثم ربى، وكان له في هذا فضلُ اجتهاد ومذاكرة وقوةُ مِنّة ومواتاة قريحة... عبَرت لغة الضاد إلى نظيراتها في كل فج عميق، فقرأ له البوذي في اليابان والمسيحي في أوربا والعجم في الترك وأندونيسيا.. ناهيك عن العرب في مشارق الأرض ومغاربها.. بدءا بأولى بنات أفكاره «العصبية و الدولة» حتى آخرها -رحمه الله- «فهم القرآن».
الجابري، المفكر والفيلسوف هو اسمٌ بصيغة الجمع، فمن الثقافة والفكر، مرورا بالتربية واللغة، وصولا إلى العمل السياسي والحقوقي، التنظيري والحزبي، خطَّ الرجل مسيرةَ مثقف عضوي أو فيلسوف ديمقراطي، ففي كتاباته التنظيرية، تنعكس لدى الرجل هواجس تربوية تدفعه أحايين كثيرة إلى ارتداء لباس المعلم المبسط والموضح.. استشهادا بالأمثلة واختيارا للشواهد، وهو في هذا كان وفيا لسيرة الفيلسوف الغطريف المغربي، المفخرة «أبو الوليد بن رشد»، والذي رام رفع اللبس والغموض عما استعصى عن أفهام الناس من قول «المعلم الأول»، تفسيرا وشرحا وتلخيصا، وفضْلُه في هذا على أهل زمانه أكبرُ وأعظم، وفي نفس الوقت، دفع الناس إلى طلب الحق حثيثا، حتى وإن نطق به مَن خالَفهم المللَ والنِّحل، فكتب الجابري في هذا وعنه، بسديدِ طريقة وصائب تحليل، لاستخلاص عِبره.. فأجاد وأفاد واستحق عن ذلك أكبرَ تكريم.. يكفي أن نقول إنه، لو لم يقرأ المتعلم العربي العادي غيرَ كتابه «نقد العقل العربي»، بأجزائه الأربعة، لكفَتْه لتكون له رؤية كافية عن عظمة تراثه العربي الإسلامي.
الجابري، الفيلسوف المجدد، عُرف بسيرة وفكر ابن رشد، كاتب العقل الفلسفي والفقهي العربي المتنور والمتجدد الذي لم يستطع أن يكون كاتبَ سلطان أو ديوان، كما فعل آخرون، وقدم دراسات يلتقي فيها التحقيق بالتحليل والتفكيك لنصوصه ومأثوراته الحية.. وقد شكّل ابن رشد بالنسبة إلى الجابري نموذجا للمثقف العربي المطلوب اليوم وغدا، المثقف الذي يجمع بين استيعاب التراث وتمثُّل الفكر المعاصر والتّشبُّع بالروح النقدية وبالفضيلة العلمية والأخلاقية...
 
محمد أركون
عالم الإسلاميات التطبيقية
محمد أركون، تَختصر مسيرتُه الشخصية والفكرية عمق الوحدة المغاربية وعمق الانتماء إلى الكَونيّ، فمن منطقة «القبايْل»، مسقط رأسه، انتقل إلى فرنسا، التي فتّقت ملكاته، ثم إلى الدار البيضاء، التي عانقت تربتُها جثمانه.. بعد أن عانقت، ولعقود، أفكارَه وأسرت عواطفه..
أركون، العالم المحقق، مِن بين مَن آمنوا بأن التطرف ليس صفة مميزة للأديان، فهي بطبيعتها إنسانية، لذلك كان همه الأكبر هو إظهار هذه الإنسية، في بعدها العقلاني، كما جسّدته العقلانية المعاصرة خاصة، وفي بعدها الروحاني السامي، كما جسده القرن الرابع للهجرة في العالم الإسلامي، العالم الذي «أنتج» أبا حيان التوحيدي، الشخصية التي قال عنها أركون -رحمه الله- «إنه أخي في المحنة».. لذلك انبرى للتصدي للتطرف في الحضارتين، الغربية والعربية معا.. فناظر وحاجج بقوة بيان المستشرقين الجاحدين والفقهاء المنغلقين..
لأركون آراء هامة في مسألة التراث، تتمثل حصيلتها في أن التراث يشكل بالفعل المقومَ الأساسيَّ للنزوع النهضوي في كل العصور، كما يغذي هذا النزوع في العصر الحاضر بصورة أقوى، لكنْ مع ذلك لا بد من الاعتراف بأننا لم نتمكن بعدُ من ترتيب العلاقة بين أجزاء هذا التراث، من جهة، وبينه وبيننا، من جهة أخرى، وبالصورة التي تجعله يؤسس ذاتنا العربية الإسلامية وفق متطلبات العصر، فالتاريخ العربي كما نقرأه اليوم في الكتب والمدارس والجامعات هو تاريخ «فرق» وتاريخ «طبقات» وتاريخ «مقالات».. إنه تاريخ مجزَّأ، تاريخ الاختلاف في الرأي وليس تاريخ بناء الرأي... هنا، كانت مطالب أركون الشهيرة بإقرار تخصصات علمية لدراسة الأديان، كعلم الأديان المقارن والإسلاميات التطبيقية..
تتمثل إحدى المهمات الثقافية والفكرية التي أناط بها أركون نفسه في تحصين الفكر العربي من انزلاقاته، سواء في اتجاه التطرف في التغريب أو في اتجاه التطرف في الهوية، وهي رهانات صعبة، غير أنها لم تكن مستحيلة بالنسبة إلى أركون، لذلك يعد من المفكرين العرب المعاصرين الكبار الذين أسهم نتاجهم الفكري -وما يزال- بشكل كبير في الحياة السياسية والثقافية والفكرية في العالم العربي، وهو يتميز بتعدد اهتماماته الفكرية ونشاطه المكثف والمثابر في إغناء الفكر العربي والمكتبة العربية، بمؤلفاته ومنجزاته البحثية الجادة، إبداعا ودراسة..
أن يوصي أركون بدفنه في أرض المغرب، فهذا لا يحتاج إلى معجم جزائري مهما كانت نوايا واضعيه في الدلالة على عظمة أرض المغرب الأقصى، التي احتضنت قبله وعلى مر عقود ابن باجة وابن طفيل وابن رشد وابن خلدون وموسى بن ميمون أبي البناء المراكشي.. إنه نابغة لم يخف -وأنّى له أن يفعل- أن الفكر المغربي كانت وما زالت له خصوصية برهانية.. حفظتها له أسفار المترجمين وشهادات المؤرخين ودواوين المحققين... خصوصية بنتْها أدمغة أجدادٍ لنا كانوا على مسافة وعرفان المشرق وهرمسيته... فليست كل الحضارات وكل اللغات قادرة على ذلك، وحدها الحضارة المغربية فعلت هذا قبل الغرب ببضعة قرون.. وليس المطلوب منا، ونحن نستعيد مفخرة هذا التراث، أن نكون كائنات تراثية، بل كائنات لها تراث..
ترك أركون مكتبة ثرية بالمؤلفات والكتب، ومن أهم عناوينه: «ملامح الفكر الإسلامي الكلاسيكي»، «دراسات الفكر الإسلامي»، «الإسلام أمس وغدا»، «من أجل نقد للعقل الإسلامي»، «الإسلام أصالة وممارسة»، «الفكر الإسلامي: قراءة علمية»، «الإسلام: الأخلاق والسياسة»، «الفكر الإسلامي: نقد وإجتهاد»، «العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب»، «من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي»، «من فيصل التفرقة إلى فصل المقال: أين هو الفكر الإسلامي المعاصر»، «الإسلام، أوربا الغرب»، «رهانات المعنى وإرادات الهيمنة»، «نزعة الأنسنة في الفكر العربي»، «قضايا في نقد العقل الديني». «كيف نفهم الإسلام اليوم؟» وغيرها...
نصر حامد أبو زيد
عاش غريبا ومات غريبا فطوبى للغرباء
نصر حامد أبو زيد، حكاية ومعنى، حكاية مصر ما بعد النكسة والنكبة واتفاقيات «الاستسلام» اللا مشروط، ومعنى يمتد عميقا في تاريخ هذه الأمة التي راكمت أشكالا كثيرة من اضطهاد علمائها وأفذاذها، فبعد محنة ابن حنبل، التي سارت بذكرها الركبان، عاش حامد أبو زيد تفاصيل اضطهاد بلغ حد النفي وتطليق زوجته وهدر دمه... فاختار، قسرا، العيش في لايدن الهولاندية، مهاجرا وغريبا ومنفيا.. وقبل أشهر، فارقَنا المغترب مجددا، وكأن قدَره أن يولد غريبا ويرحل بغتة وبمفرده دون ضجيج..
يتمتع نصر حامد أبو زيد بثقافة تراثية عالية ولديه قدرة فائقة على الجدل ومناقشة مختلف قضايا المصير العربي ومسائل العصر، وله مساهماته الواسعة في المواسم والمؤتمرات والندوات الثقافية في الوطن العربي وفي أوربا، وهو أيضا ناقد عقلاني يقرأ تراثنا العربي والحضاري بعين معاصرة هادفة وثاقبة، ويسعى إلى تجذير وترسيخ فكر عربي إسلامي تجديدي عقلاني ديمقراطي متنور ومتحرر، يتخذ من الينابيع التراثية العربية والإسلامية مصدرا وملهما له.
يمكن اعتبار أبي زيد واحدا من المفكرين الذين انتقدوا الثقافة الأزهرية من داخلها، وما اعتصامه بالاتجاه العقلي في التفسير عند المعتزلة وبفلسفة التأويل وإشكالية وحدة الوجود عند ابن عربي وبمفهوم النظم عند عبد القاهر الجرجاني سوى هرب من سطوة الاجترار والفقر المعرفي على طرق البحث والتأطير في الجامعات العربية..
 أثار تساؤلات جذرية مست أصول الثقافة وطرح مسائل حيوية شككت في أسس العلوم والمعارف وبحث عن الدلالة والمعنى وأثث إمكانية رحبة لوجود الإنسان العربي في العالم دون تحفظات أو أحكام مسبقة تعيقه عن مقابلة الآخر والفعل في الحياة والمشاركة في صناعة الكونية.
 يتعلق الأمر بمفكر يُقِيم دائما مسافة نقدية بينه وبين ذاته المفكرة والثقافة التي يتحدر منها واللغة التي يتكلمها والهوية التي ينتمي إليها والفلسفة العامة التي يتحرك ضمنها.. انه يمعن النظر في شروط الإيمان وسبل المعرفة ومناهج التفكير ويقوم بتحليل الخطاب وتطبيق أحدث نظريات القراءة..
 وقد خلّف لنا العديد من المؤلفات والدراسات، مثل «مفهوم النص دراسة في علوم القرآن» و«إشكاليات القراءة وآليات التأويل» وكذا «نقد الخطاب الديني» و«الإمام الشافعي وتأسيس الإيديولوجيا الوسطية» و«الخطاب والتأويل» و«النص، السلطة الحقيقة» و«الخلافة وسلطة الأمة» و«التفكير في زمن التكفير» و«هكذا تكلم ابن عربي» و«دوائر الخوف، قراءة في خطاب المرأة»... هذه، باختصار، هي الخطوط الفكرية لمشروعه الفكري، الذي مكّنه من الحصول على جائزة ابن رشد للفكر الحر (2005) وكان قد حصل قبلها (في 1993) على وسام الاستحقاق الثقافي التونسي وعلى أوسمة وجوائز أخرى عديدة...
 حسين فضل الله
العلماء ورثة الأنبياء 
اشتهر الشيخ حسين فضل الله باجتهاداته الرامية إلى خلق التقارب بين المذاهب الإسلامية، والتي وصل بعضها حدَّ التناحر في بلدان كلبنان والعراق والبحرين والكويت، وهو بهذا يستعيد مجد عالم إسلامي يُغْنيه الاختلاف ولا يقتله، عالم تتصل فيه العقائد الإيمانية للهوية بالمقولات العقلانية للمغايرة وتتواصل فيه عقائد الكثرة مع عقائد القلة، في توافق وتبادل.. وهو بهذا استطاع أن يبدع نسخة نقلية وعقلانية للقضايا الخلافية في فِتن الشرق، ونقصد قضيتي الأصول والإمامة، ولم يكن الشيخ فضل الله بهذا انقساميا، كما آثر ذلك خصومه العرفانيون في بلاد فارس ومن يدور في فلكهم، وإنما تَغيّى تنبيه أولي العزم والراسخين في العلم إلى المسافة التي لطالما حرص عليها أسلافنا مع كل الفتن...
يعطينا الشيخ فضل الله، نحن أهل المغرب، دروسا وعِبَراً مستنبطة من واقع التشرذم الطائفي الذي تعيشه بلدان عربية بعثرتها رياح الخمينية، ولنا في التجربة اللبنانية العبرة الكبرى، عندما تحول هذا البلد الجميل إلى «بركان» طائفي فاقد للسيادة.. فالفتنة أشد من القتل!..
ما لا يعرفه الكثيرون عن الشيخ هو أنه كان من أشد المناهضين للفكر الإمامي، وخاصة نسخته الخمينية، وله في هذا الباب مؤلفات غنية رجّح فيها الشيخ قوة العقل وبداهة الحكم وقطعية الوحي.. ليثبت أباطيل فكر قائم على شتم الصحابة وتحقير تاريخهم.. وقد برزت دراسته في النجف وتأثره بحوزتها في آرائه المخالفة لنظرية ولاية الفقيه، التي طبّقها الإمام الخميني، والمستندة إلى مرجعية «قم»...
حظي بشعبية واسعة بين المسلمين، بمختلف مذاهبهم، ووصلت شعبيته إلى دول آسيا الوسطى والخليج، فهو من أكثر علماء الشيعة انفتاحا على التيارات الأخرى، وكان معروفا في الأوساط الدينية الشيعية بالاعتدال في وجهات نظره الاجتماعية، خاصة بشأن النساء، وأصدر عدة فتاوى أو أراء دينية بارزة، من بينها تلك التي تحظر على الشيعة عادةَ ضربِ الرؤوس بآلات حادة أثناء مراسيم عاشوراء، إحياء لمقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.. وغيرها من الفتاوى المتنورة.. لذلك لا عجب إن وجد فيه كثيرون من مذاهب فكرية ودينية أخرى عقلا متنورا، محاورته ممكنة وضرورة، ومؤمنا، بلا تعصب ومختلفا، مع دعوة إلى التفاعل والحوار...
ارتبط اسم الشيخ بخيار المقاومة للكيان الصهيوني، لذلك كان، ولمدة غير هينة، المرجعَ الروحيَّ لحزب الله، قبل أن يختار هذا الأخير الخمينية إيديولوجيا وفكرا، لذلك فقد تعرض لمحاولات اغتيال عدة، كانت أبرزها عام 1985 عندما استهدفته سيارة ملغومة في «بئر العبد»، وهو أيضا من الشخصيات الأولى التي كان لزخمها العلمي دور في التربية الروحية والفكرية للكثير من الكوادر التي أسست حزب الله، ويحظى باحترام بين أفراد الحزب، رغم أنه لم يتولَّ منصبا إداريا تنظيميا فيه.
ترك الشيخ فضل الله مكتبة غنية تضم أكثر من 80 عنوانا في مختلف المجالات، منها (الإسلام ومنطق القوة -مع الحكمة في خط الإسلام -مفاهيم إسلامية -قضايانا على ضوء الإسلام -خطوات على طريق الإسلام -حوارات في الفكر والسياسة والاجتماع -أحاديث في قضايا الاختلاف والوحدة -الأخلاقيات الطيبة وأخلاقيات الحياة -تحديات الإسلام بين الحداثة والمعاصرة -الإسلام وقدرته على التنافس الحضاري) وغيرها.
 
أسامة أنور عكاشة
 أسطورة الدراما العربية
معظم الإنجازات السينمائية والتلفزيونية الرائعة والتي نراها وتنبهر بها عقولنا هي في الواقع مجرد أفكار داعبت أذهان كاتب سيناريو، وكان من الممكن أن تتلاشى وتنتهي، لولا تمسك أصحابها بها وتحويلها إلى كتابة فنية قابلة للحياة في صور... لذلك غالبا ما يقول أهل الاختصاص إن بناء فيلم لا يختلف كثيرا عن بناء كاتدرائية في القرون الوسطى.. فكما أن الكاتدرائية تحتاج إلى رسم تخطيطي أولا ثم إلى إحضار مواد البناء ثم الشروع فعليا في البناء، حتى يخرج المبنى إلى الوجود بنفس الصورة التي قام المهندس ببنائها في ذهنه المتوقد، فكذلك الفيلم السينمائي يحتاج إلى سيناريو جاهز، وكلما كان السيناريو مكتوبا بحِرَفية عالية وملتزما بقواعد الكتابة، من تقسيم للمَشاهد والبناء الدرامي للأحداث، كلما كان البناء أجمل..
تحيل كل هذه الأفكار على اسم أتقن الإنصات إلى مصر الحارات الشعبية، فكتب أجمل السيناريوهات. ومن الطبيعي أن تكون هذه السيناريوهات أساسا متينا لأعظم الأعمال الدرامية والسينمائية في العالم العربي، إنه أسامة أنور عكاشة، وهو أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية، وتعتبر أعماله التلفزيونية الأهمَّ والأكثر متابعة في مصر وفي العالم العربي، له أكثر من 20 مسلسلا للتلفزيون، منها (الراية البيضا، لما الثعلب فات، عصفور النار، رحلة أبو العلا البشري، وما زال النيل يجري، ضمير أبلة حكمت، الشهد والدموع، ليالي الحلمية، أرابيسك، زيزينيا، امرأة من زمن الحب، أميرة في عابدين، كناريا وشركاه، عفاريت السيالة، أحلام في البوابة، المصراوية، وقال البحر).. كما كتب أنور عكاشة خمسة سيناريوهات سينمائية، فضلا على عدد من المؤلفات، منها «خارج الدنيا» (مجموعة قصصية- 1967)، «أحلام في برج بابل (رواية- 1984)، «مقاطع من أغنية قديمة» (مجموعة قصصية - 1988)...
وكان عكاشة من أبرز الكتاب الذين أعادوا الاعتبار إلى مؤلف الدراما المصرية بمسلسلاته التلفزيونية التي ارتبطت بممثلين بارزين، منهم فاتن حمامة في «ضمير أبلة حكمت»، ومحمود مرسي في «لما الثعلب فات»، ومحمود المليجي في «وقال البحر»، ويحي الفخراني في أكثر من عمل، وأهمها «ليالي الحلمية».
ومن أبرز مسلسلاته «الراية البيضا»، «الشهد والدموع»، «زيزنيا»، و»ليالي الحلمية»، التي تعد من أطول المسلسلات العربية، وهي من نحو 150 حلقة في خمسة أجزاء، وآخر أعمال الكاتب الراحل «المصراوية»، التي أُنتِج منها الجزءان الأول والثاني في العامين الماضيين. ويعتبر مسلسل «الشهد والدموع»، الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا لدى عرضه، أول عمل قوي يدشن اسم أسامة أنور عكاشة في مجال الدراما، وتوالت بعده العديد من الأعمال التلفزيونية المتميزة، والتي بلغت حوالي 40 مسلسلا وحققت نجاحا كبيرا، على المستويين النقدي والجماهيري.
حصل أسامة أنور عكاشة على العديد من الجوائز والأوسمة، من أبرزها جائزة الدولة للتفوق في الفنون، من وزارة الثقافة المصرية عام 2002، وجائزة الدولة التقديرية عام 2008، كما حصدت أعماله الدرامية العديد من الجوائز في الكثير من الاستفتاءات واستطلاعات الرأي الجماهيرية، كما فاز بجائزة نجيب محفوظ للتأليف الدرامي في مهرجان الإعلام العربي.
ويعتبر مسلسل «ليالي الحلمية» -والذي واجه في جزئه الخامس تعنتا رقابيا شديدا وقتها- أحد أبرز علامات الدراما المصرية خلال القرن الماضي، حيث حقق نجاحا كبيرا وكان وقت إذاعته إيذانا بخلو الشوارع من المارة ومن السيارات...
الطاهر وطار
صوت الجزائر المجروحة
الطاهر وطار هو رمز وطني لجزائر ما بعد الاستقلال، الجزائر الموروثة بجرح في الهوية، وهو من مؤسسي الأدب العربي الحديث في الجزائر ومن أشد المدافعين عن الحرف العربي ومن أشد المعارضين للتيار الفرنكوفوني في بلاده، حيث كان يعارض توغل هذا التيار في أجهزة الدولة، لذلك فقد أنشأ وطار الجمعية الثقافية «الجاحظية» في عام 1989، وهي تحمل شعار «لا إكراه في الرأي»، يقول بهذا الخصوص: «للأسف، تحررنا سياسيا ولم نتحرر ثقافيا، في فترة الاستقلال، أسسنا ملايين المدارس التي تعلم الفرنسية، حتى إننا نشرنا الفرنسية أضعاف ما قامت به فرنسا خلال الاحتلال الذي استمر قرنا ونصف قرن، وأصبحت البورجوازية الحاكمة نخبة تستعمل الفرنسية لغة للحديث».
 ألّف الطاهر وطار عدة كتب تُرجمت من العربية إلى نحو 10 لغات منها، الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والبرتغالية والفيتنامية واليونانية والأوزبيكستانية والأذرية، وأهم كتبه «اللاز» و«الزلزال» و«الحوات والقصر» و«رمانة» و«تجربة في العشق» و«عرس بغل» و«العشق والموت في الزمن الحراشي» و«الشمعة والدهاليز» و«الشهداء يعودون هذا الأسبوع» و»الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي».. واختتم وطار مسيرته الإبداعية الطويلة بروايته «قصيد في التذلل»، وكان آخرَ ما نال من جوائز جائزةُ الرواية لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عام 2009.
وعن مشروعه الروائي، يقول الطاهر وطار أو «عمي الطاهر»: «أحاول أن أؤسس لشكل ينبني على العلاقة الجدلية بين الشكل والموضوع، وهذا يجعلني لا أنسج على منوال أي مدرسة أخرى.
والقاسم المشترك في هذه الأعمال هو الخيال الجامح والاستعانة بما وراء الواقع»... ويتابع: «تمنيت لو أنني استُشهدت في الخمسينيات مع الذين استشهدوا».. وهي إجابة صادمة من رجل عاشق للحياة، لكن «ثقل السنوات»، كما يقول، يجعل المرء يشعر لو أن ديونه لوطنه أداها كلها مرة واحدة بالاستشهاد.
http://www.almassae.ma/node/14017

8 - يناير - 2011
تأملات في " رأس السنة "
استدراك..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

لاشك في أن أهم وأخطر خلا ف نشب بين المسلمين في وقت مبكر كان حول مسألة الحكم،وأفلح الشهرستاني في التوصيف الدقيق لهذا الخلاف فقال إن أول سيف سل بين المسلمين كان حول الإمامة،فما بالنا نثير الموضوع من جديد في واقع لا يحكمه لا خلفاء راشدون ولا أئمة "معصومون"،بل يحكمه مستبدون مسلطون على رقاب الناس،نثيره لرفع سوء الفهم ،والتخفف من التركة الثقيلة للخلاف حول الإمامة..
موضوعات أخرى...
 
 

13 - يناير - 2011
على هامش سيرة عباس الأول ....
اعترافات ...    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 

17 - يناير - 2011
على هامش سيرة عباس الأول ....
«وين الهربة وين...»     كن أول من يقيّم

جمال بدومة


ليس بنعلي أول زعيم يسقط، ولن يكون الأخير: كثير من الحكام غادروا كراسيهم مكرهين، تحت ضغط الشارع، أو عن طريق انقلاب عسكري، أو ثورات دامية، تتفنن وسائل الإعلام في تلوينها، وربطها بالفواكه والزهور، كي تصير أجمل، رغم الخراب والجثث، الثورة الحمراء والخضراء والوردية، وثورة البرتقال والبنفسج والياسمين. صحيح أن محمد البوعزيزي لم يكن بائع ورد، ودور الزهور أقل من دور الخضر في أحداث تونس، لكن البصل أقل شاعرية من الرياحين، والمهم أن الدكتاتور سقط في النهاية، سواء ضربوه بالطماطم أو البيض أو الياسمين. من لويس السادس عشر إلى صدام حسين مرورا بنيكولا الثاني، آخر قياصرة الروس، وبينوتشي وتشاوسيسكو وشاه إيران الذي أطاح به الخميني وأمير قطر الذي أسقطه أمير «الجزيرة»... حكام كثيرون خلعوا من مناصبهم، غير  أن لقب الرئيس «المخلوع» لم ينطبق على واحد منهم كما انطبق على زين العابدين بنعلي، ونتحدث طبعا عن «الخلعة» بمفهومها المغربي، التي جعلت الدكتاتور يهرول نحو المطار، بشكل فاجأ الجميع، كما يفعل أي لص هارب من الشرطة، الشرطة التي ظلت وفية لأوامره حتى النهاية، وتركها عرضة لانتقام المحتجين وهرب. عندما سمعنا بنعلي يقول لشعبه: «لقد فهمتكم»، ظن البعض أن الرئيس القصير كسب سنتمترات في الطول والفكر، وقد يتحول إلى دوغول عربي، يضحي بجناحه الأمني، وينظم انتخابات حرة، ويطلق الحريات، ويخرج كبيرا من السلطة. الأكثر ارتيابا رأوا في خطابه مناورة لتقسيم المعارضة، كي يستعيد زمام الأمور، لكن لا أحد فكر أن الدكتاتور، الذي نسجت حول جبروته الأساطير، مجرد إشاعة صدقها التونسيون، وكان يكفي أن يخرجوا إلى الشارع كي تبددها شمس الحقيقة. حتى حلفاء «صديقنا بنعلي»، وفي مقدمتهم فرنسا، صدقوا أن الرجل واثق من سلطته ورحبوا بخطاب الدكتاتور الأخير، داعين إلى مزيد من الانفتاح، قبل أن يفتح عليهم باب طائرته في باريس طالبا «ضيف الله»، وكاد ساركوزي يستقبله لولا أن رفاق البوعزيزي كانوا في انتظاره بالمطار، جاهزين لـ»ضرب الطر» للضيف والمضيف، الذي اضطر إلى التراجع عن كرمه المكلف في آخر لحظة. رغم أن ملابسات الرحيل المفاجئ لم تتوضح بعد، فإن الطريقة التي استقل بها الطائرة تحت جنح الظلام، متخليا عن أقرب مساعديه، لا يمكن أن تصدر إلا عن شخص جبان. كثير منهم حاول الفرار، وبينهم مدير الأمن الرئاسي ووزير الداخلية، لكن كما يقول الشاعر: «وين الهربة وين...» أمسكهم الجيش، وهم يحاولون العبور إلى الحدود الليبية، وانتهوا في السجن كأي مجرمين. لو تركتها القوى الخارجية تتدبر أمرها، بإمكان تونس أن تشكل نموذجا فريدا للديمقراطية في الوطن العربي. معنويات الشعب مرتفعة، مثل معنويات الفرنسيين، بعد أن قطعوا رأس لويس السادس عشر عام 1793، وإلى اليوم مازالت فرنسا تستلهم قوتها من ثورتها. ومن حظ تونس أنها دولة صغيرة، بنيتها حضرية، وسكانها متعلمون، ونساؤها حصلن مبكرا على حقوقهن، وليست فيها تيارات إسلامية متطرفة... ما يؤهلها لأن تكون أول دولة ديمقراطية حقيقية في العالم العربي، إذا لم تتدخل القوى الكبرى، وتزرع فيها خلية إرهابية، تفتح الطريق أمام التدخل الأجنبي وتحولها إلى عراق جديد، لا قدر الله. على كل حال، قياسا إلى الثروات التي عرفها التاريخ، لم تدفع تونس فاتورة باهظة، لأن الرجل الذي أرهب الشعب طوال ربع قرن، يشبه صورته التي أحرقها المتظاهرون في الشوارع: «غول من ورق»!
 
ج. المساء المغربية

24 - يناير - 2011
على هامش سيرة عباس الأول ....
«أسكاس أماينو»    كن أول من يقيّم

تمثال أكليد أوسرقون الثاني 720 ق.م ( متحف اللوفر)
التقويم عند الأمازيغ ذاكرة وتاريخ

الحدث ارتبط بواقعة اعتلاء الأمازيغ هرم السلطة في مصر


تحل السنة الأمازيغية الجديدة في 13 أيور )يناير( من كل حول؛ إذ يحتفل الأمازيغ بحولهم الجديد 2961 والذي يصادف اليوم13 يناير 2011م، الموافق ل 6 صفر الخير 1432هـ.
 شرع أبناء مازيغ في اعتماد هذا التقويم منذ ما يناهز عشرة قرون قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام؛ أي منذ 950 عاما ق.م؛ هذا التقويم يرجعه أصحابه إلى حدث تاريخي هام يؤرخ للأمازيغ كينونة وبقاءا ووجودا، وذاكرة وهوية، وذلك بعد انتصارهم التاريخي على أقوى قوة عرفتها البحيرة المتوسطية في تاريخها القديم، ونعني بها القوة الفرعونية، التي وصل بها الحد إلى التطاول على رب السماوات والأرض، والوقوف في وجه الرسل والأنبياء، كما كان الشأن مع موسى وأخيه هارون عليهما السلام، فضلا عن استعباد الخلائق واسترقاقهم، والتحكم في مصائرهم وحياتهم. هذه القوة الفرعونية الهائلة رافقها شعور بالاستعلاء، وإحساس بالاستئساد، فباتت الشعوب المتوسطية تخشى سطوتها، وتتجنب الاصطدام بها، وتحاول دوما كسب عطفها واستمالة ودها، لتضمن الاستمرارية والبقاء. كان من الحكمة والواقعية اتخاذ هذا الموقف تجاه الفراعنة، الذين قطعوا شوطا بعيدا في الحضارة والعمران، وأبانوا عن مستوى عال في البناء والتشييد، وتفننوا في العلوم والصنائع؛ كعلم الجبر والفلك والمواقيت والطب والتحنيط، وطرق الزراعة وأساليب السقي، وتضلعوا في طقوس الجنائز والأموات، وعادات الاحتفال، وتقاليد الزفاف والزواج، وسلكوا في السياسة مسالك ثيوقراطية غاية في الضبط والضبط، وصاروا بذلك أهم تجربة بشرية في التاريخ القديم بحوض البحر الأبيض المتوسط.
هؤلاء الفراعنة، بهذه القوة وهذا الظهور، انكسروا في يوم من الأيام أمام القوة الأمازيغية التي ظلت تعمل في صمت، وتعد العدة اللازمة لتجعل لنفسها مكانة تليق بها ضمن الشعوب المتوسطية، فطورت هي أيضا أساليب الكتابة وأشكال التعبير، وولجت باب العلم والصنائع، وخصت نفسها بحروف «تيفناغ» التي لم تكن أقل أهمية من الحروف الهيروغليفية الفرعونية، فبات الوجود الأمازيغي يفرض نفسه كقوة ناشئة في الضفة الجنوبية للبحر المتوسط، تتحكم في ممرات التجارة البرية والبحرية، وتستغل مجالا خصيبا، أهلها لمعاندة شعوب الشمال والجنوب، ومكابرة قوى الشرق، وخاصة الفراعنة، فبدأ الأمازيغ يوسعون من منطقة نفوذهم، ويحصنون مجالاتهم، وكان ذلك علامة على اصطدامهم الحتمي بالقوة الفرعونية، وهو ما حدث في عام 950 قبل الميلاد، عند ما قاد «أكَليد» الأمازيغي شيشونغ)شيشنق( جيوشه لمواجهة مصيرية مع الأسرة الفرعونية الثانية والعشرين على الضفة اليسرى لوادي النيل في مصر السفلى )وليس في تلمسان كما يعتقد البعض(. فاستطاع هذا الملك أن يكسب المعركة ويطيح بالفراعنة، ويعتلي العرش الفرعوني، ليكتب الأمازيغ تاريخ مصر، ويطبعوه بطبعهم الخاص؛ وإن كان هناك من يورد رواية أخرى، ترى في وصول شيشونغ إلى السلطة في بلاد الكنانة أنه جاء بطلب من المصريين أنفسهم، وذلك استعانة بخدمات هذا الملك ورجاله، من أجل مواجهة الخطر الذي كان يحدق بالفراعنة، والمتمثل في سطوة العرافين الطيبيين الذين يريدون الحصول على منفذ بحري لهم في منطقة تل بسطا )برباستيت(؛ بحيث تشير المعطيات الفيلولوجية، ونتائج الحفريات والأركيولوجيا، وخاصة الأعمال والأبحاث التي أجراها أوكَيست ماريت على رسومات بعض المزارات والمعابد؛ مثل معبد سيرابيوم منف ، والتي نشر جزء منها في منتصف القرن 19م، تشير إلى كون الملوك الأمازيغ تعاقبوا على السلطة في مصر لما يربو عن قرن وربع قرن، فاشتهر من بينهم، أكليد شيشونغ، وأكَليد أوسرقون، وأكليد تكَلوت، وكلهم تزوجوا من نساء كاهنات، أو منتسبات إلى الآلهة؛ كالإله أمون رع والإلهة تانيت.
فزاوجوا بين صفات الكهنة والصفات العسكرية، وسنوا بذلك نظاما سياسيا غير معتاد في تاريخ الفراعنة.
أشار الباحث مانتون إلى كون هؤلاء الملوك الأمازيغ «المتفرعنين» تركوا آثارا جليلة في مصر؛ مثل المعابد والمازارات والجدران والأسوار، وخاصة ما يتعلق بمقر ملكهم في منطقة برباستيت، التي وضعوا لها مجموعة من الأبراج، جاءت هندستها حاملة لمسحات فن العمارة الأمازيغية، وفتحوا من أجلها محاجر جديدة، للتزود بمادة الحجارة التي كان يؤتى بها من مسافات بعيدة على عادة الفراعنة في بناء أهراماتهم ومعابدهم، معنى ذلك أن الأمازيغ استفادوا من تقنيات الفراعنة في البناء واستعمال المواد الأولية، وكيفية تطويعها وقولبتها، لتصبح قابلة لمختلف الاستعمالات؛ بل الملوك الأمازيغ وخاصة شيشونغ الذي أشارت إليه بعض الأبحاث، اعتمادا على نصوص توراتية، متسائلة عن أهميته التاريخية في الربط بين بلاد مصر وبلاد كنعان، من خلال الأحداث التي عرفها القدس، وما يرتبط بقضية الأعمدة والأتراس الذهبية وخزائن بيت الرب، وخزائن بيت الملك، وكل ما طال مدينة القدس خلال عهده في مصر، ولاسيما بعد العثور على نقيشة في منطقة محيدو مدون فوقها اسم شوشنيق، والتي اعتبرها البعض دلالة على حملة هذا الملك على بلاد كنعان، لكن دون أن يتم تحديد الهدف من هذه الحملة.
كل هذه المعطيات والأحداث التاريخية التي ارتبطت بواقعة اعتلاء الأمازيغ هرم السلطة في مصر، كانت كفيلة بجعل أبناء مازيغ يجعلون هذا الحدث من أهم الأحادث في تاريخهم، فلم يفوتوا هذه الفرصة، واعتمدوها تقويما خاصا بهم، فجعلوه تقويما شمسيا، وأضفوا على هذا الحدث ألونا شتى من الطقوس والتقاليد والعادات، وأدخلوه ضمن ميثلوجياتهم التي يمتزج فيها الواقعي بالخيالي، والتاريخي بالخرافي، وراكموا حولها عددا هائلا من الأساطير والمحكيات، وجعلوها مناسبة للاحتفال والتسلية واللعب، وصارت وشما يرصع جبين ذاكرتهم التي آن الأوان للباحثين والدارسين قبل غيرهم أن يفكوا شفراتها، ويميطوا عنها أكوام الغبار، ويزيلوا عنها ستائر النسيان، ويبعدوها عن الطمس والإهمال، لما فيها من ومضات للمغرب العميق، وإشارات لذاكرة مثقلة بالأحداث والوقائع التي يحق لكافة المغاربة، على تعدد مشاربهم واختلاف إثنياتهم وأعراقهم، الافتخار بها، دعما لمغرب الجمع، لا لمغرب المفرد.
د.عبد الله استيتيتو

 
ومع العدد هدية أخص بها هذه المرة  الأستاذ وشاعرنا الكبير زهيرا ..
* لا أنسى أصدقائي .....
 

24 - يناير - 2011
تأملات في " رأس السنة "
 82  83  84  85  86