قلبى ..ونشيد الفرح كن أول من يقيّم
من قراءاتى المتعددة ،كانت الفتنة قد أصابتنى بداء تتبع ما كتب عن بتهوفن ،فبتهوفن يُمثل عندى.. الحرية والنغم . كم تمتعت بسماع معظم موسيقاه ،فحرصى على سمعها ،جعلنى أسابق نفسى فى الحصول على موسيقاه مهما غلا ثمنها. كانت سيمفونيته العملاقة وأقول العملاقة السيمفونية التاسعة والمشهورة بالكورالية . سيمفونية من أعمق وأعظم ما كتبه بيتهوفن ،تتكون من أربع حركات مغايرة لأوضاع تكوين السيمفونية التى تتكون من ثلاث حركات فقط. فالحركة الأخيرة تتلحم الأصوات البشرية مع االموسيقى فى نسيج نغمى غير مسبوق ،هذه الإبتهالات التى تنشد الفرح والخير لكل البشر . كان بيتهوفن يصارع قدره ومرضه اللعين الذى أصابه بالصمم ،و يعلو فوق آلامه وأحزانه . ما أقسى أن تصنع خلوداً ثم تُحرم من سماعه. ما أقسى أن يرى بيتهوفن موسيقاه تُعزف ويصرخ الناس من الفرح والبهجة ولايرى إلا الأكف تُصفق. كان نشيد الفرح قصيدة فردريك شيللر الألمانى النابغة التى رحل فى أوج مجده وريعان شبابه. ويأخذ بيتهوفن نشيد الفرح ،ختاماً لسيمفونيته الخالدة ، ويكون نداءً جميلاً واستنهاضاً للبشر فى كل مكان ..أن أحبوا بعضكم واسجدوا لفاطر السماوات خلقكم فسواكم . ما مرة أسمع هذه السيمفونية وأصل إلى الحركة الرابعة ..ويبدأ الغناء إلا وأهتز فرحاً ويتملكنى شعور القوة ويستنهضنى اللحن مع الكلمات، ألا أركن لمتاعب قلبى الجريح ،هذا الذى أتعبنى معه وأتعبته معى . هذا الذى لم يسلم من المرض ومشارط الجراحين التى طالته وعبثت به. وأقدم مقطعاً من نشيد الفرح: إيه أيتها الفرحة. يا سليلة إليزيوم . منك كان النور المقدس . وبنارك القدسية تطهرنا . وإلى محرابك مسعانا . بك اجتمع البشر على إخاء . بعد أن فرقتهم الأهواء . التى ورثوها شرورا عن الآباء . وغدا الناس إخوانا . يظلهم جناحاك الوديعان . للملايين من البشر تتسع صدورنا . وإليكم _إخواننا _فى العالم كله . نهدى قبلاتنا . إن وراء قبة النجوم . أبا يحمل الحب لنا جميعا . ألا فليشاركنا فرحتنا . من أصفى للناس كلهم قلبه . |