البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 81  82  83  84  85 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الكتاتيب4    كن أول من يقيّم

والكتاتيب أنواع وأشهرها كُتّاب السَّبيل التي يكون التَّعْلِيْم والإقراء فيها بالمجان لأبناء المحتاجين والفقراء. ومكتب السَّبيل يحتضن الأيتام وعلاوة على تعليم الخط وتحصيل مسائل الدِّين فإنَّ الطَّالب اليتيم يُصرف له الخبز في كل يوم. ويكون كُتّاب السَّبيل أحياناً بجانب عمائر مكتب السَّبيل وهو حوض عذب لشرب النَّاس (المقريزي، المواعظ والاعتبار، ص 183).
ذكر ابن الجوزي في صيد الخاطر تفاوت مراتب الطُّلاب في المكتب كما هو حال الطُّلاب في كل زمان فمنهم من يتعلَّم الخط فيبلغ الرُّتب الرَّفيعة، ومنهم مَنْ هو كثير المشاكل إذ يسرق من زملائه حاجاتهم ويؤذي الصِّبيان، ومنهم من يطول مُكثه في المكتب فلا يتعلَّم شيئاً، ومن الصِّبيان من لا يُتَّقن الكتابة إلا الشَّيء اليسير، ومنهم مَن خطّه جيد ولكنَّه لم يتعلَّم الحساب، ومنهم مَن حفظ الآداب ولكنه لا يطبِّقها، ومنهم صاحب الهِمَّة العالية في المكتب فيختاره المُعَلِّم ليكون نائبه (ص 249).
في اليوم الأول يحاول المُعَلِّم وأولياء أمر الصَّبي تحبيب وترغيب شأن المكتب للوافد الجديد فيذهب الصَّبي إليه يوم الخميس نظراً لقصر الدوام المدرسي، وتدريجياً يُرغَّب الصَّبي في المكتب باللَّعب بالكرة والصُّولجان وما أشبهه ثم يُنقل برفق من اللَّعب إلى الاشتغال بالأمور المهمَّة. بعض الطُّلاب يلتزم حضور المكتب إلى أن يُقارب الواحد منهم سن البلوغ أو يحفظ القرآن الكريم كلَّه. يقول العرب لمن قارب البلوغ حَزْوَرٍ وحَزَوَّر وفي حال الجمع يقولون كُنَّا غِلماناً حَزَاوِرة. 
يُسمح لغير المسلمين بإرسال صبيانهم للكتاتيب ولكن في الكثير من الأزمات الْسِّيَاسِيَّة عندما تسوء العلاقة بين المسلمين وغيرهم فإنَّ الخليفة يُعلن عن منعهم عقاباً لهم. ولقد وَجدَت الكتاتيب حفاوة الأمراء والخلفاء حتى أنَّ بعضهم إذا مَرَّ بقربهم يدخل ويُسلِّم عليهم ويدعو لهم قائلاً "اللَّهم بارك في ذراري أهل الإسلام" ثم يمضى لشأنه.
يحتوي تاريخنا الزاهي على كمٍ هائل من الحكايات والقصص التي جرت في الكتاتيب فمنها قصص عن فراسة المُعَلِّم، وطرق التَّعْلِيْم، وهي مُذكرات ثمينة في بابها تُميِّز تراثنا التَّربوي الخصيب. ابن سينا درس في المكتب وحفظ بعض الكُتب المُنتقاة على يد معلِّم الأدب مثل كِتاب ديوان ابن الرُّومي وشِعر الحماسة ونحو سيبويه وذلك قبل أن يبلغ سن العاشرة. هذا يدل على قوة مناهج الكتاتيب وعلو همَّة الطُّلاب.
يعد الضَّحاك بن مزاحم الهلالي (ت 102هـ = 719 م) من أبرز الشَّخصيات التي دعمت حركة الكتاتيب في تاريخ الحضارة الإسلاميَّة. كان الضَّحاك بن مزاحم  في مدينة خرسان صاحب عِلْمٍ ويروي القصص وله مكتب عظيم يشرف بنفسه عليه فيه ثلاثة آلاف صبي، وكان يركب حماراً يدور عليهم إذا تعب من المشي وكان رحمه الله لا يأخذ أجراً مالياً مُقابل هذا الجهد الكبير.
من عادة المُعَلِّمين في الكتاتيب أن يُلقوا شيئاً من المشكلات ليجيب عليها الطُّلاب بثاقب أذهانهم. في حصص تعليم الحروف الأبجدية قد يدرس الطَّالب " أَبْجَد هوز حُطِّي كلمن.. ويمد المُعَلِّم خَطَّاً ثم يُرتِّب عليه الأحرف ويطلب من الصِّبيان أن يفعلوا مثله أو قريباً من خطِّه ثم ربما يُداعب المُعَلِّم طلابه كي يُديروا الميم بشكلٍ حَسن فيقول اكتبوا الميم كتابة واضحة واجعلوها مثل عين البقرة (ابن عساكر: مختصر تاريخ دمشق، ص  2726، ياقوت الحموي: معجم البلدان، ص 896). في الجوامع الكبيرة مثل الجامع الأموي في دمشق مثلاً يقوم جماعة من المعلمين بتعليم كتاب الله للصِّبيان يستند كل واحد منهم إلى سارية من سواري المسجد يلقِّن الصِّبيان ويقرئهم ومعلم الخط قد يكون غير معلم القرآن يعلمهم بكتب الأشعار وسواها فينصرف الصَّبي من التَّعليم إلى التَّكتيب فيجود خطه لأنَّ المعلم للخط لا يعلم غيره من العلوم إنما يتخصص بهذا الفن فقط كما أفاد ابن بطوطة (ص 63).
كتب التَّنوخي في كتابه نشوار المحاضرة مذكِّراته الأدبية أيام تحصيل الْعِلْم فقال "طريقة أبي البيان المؤدب في التَّدريس: ورأيته يوماً عند معلمي، في مكتبي، وقد حضر وقتاً كان فيه المُعَلِّم يأخذ علينا الشِّعر، وكانت عادته أن يقيم الصِّبيان صفاً، فيطالبهم بإنشاد القصيدة. فأقامهم في تلك العشية، وقد حضر أبو البيان، فقال له: يا أبا جعفر، ما هذا التَّفريط؟ قال: وكيف؟ قال: إنَّ لي عادة في سياسة الصِّبيان، لا أرخص لهم فيها، إن سألتني علمتك إياها. فقال: افعل. قال: تَقَدَّم إلى صبيانك، وأمرهم بأن يمتثلوا أمري، لأريك ذلك. فقال لهم أبو جعفر: انظروا ما يأمركم به أبو البيان، فافعلوه. فأقبل عليهم يخاطبهم في كلامه، فقال: لكم أقول أيها الصِّبيان، ولمن يجاوركم من الغلمان، إلى حدود الأحداث والفتيان، اسمعوا وعوا، فمن خالف بعد البرهان، أنزلت به غليظ الامتحان، تراصُّوا في صفوفكم، والزقوا أقدامكم، وأقيموا ألواحكم، واقبلوا علي بألحاظِكم، واحضروا فيما تنشدون قلوبكم، وارفعوا أصواتكم، وقولوا قول صبي واحد: "قفا نبك من ذكرى حبيب ومَنزل" وصاح بالشِّعر مُطرباً. فما مَلَكَ الصِّبيان إلا الضَّحك، وضحك مُعلمي معهم. فقال: يا أبا جعفر، التراب والجندل بفيك وعلى رأسك، والويل والويح محيطان بك، أتطمع أن تعلمهم بهذه الهيبة؟ حفت بك اللّعنة والخيبة، أسبابك أفسدت، أمن قدري بضحكك وضعت؟ أم سترك عند هؤلاء الأنكاد هتكت؟ أشهد الله، لا أكلمك، أو تعتذر. وأخذ أبو جعفر [مُعلمي]، يُداريه، ويعتذر إليه، حتى رضي لوقته. وكان يقول الشِّعر، وينشده أبا جعفر دائماً، وما حَفظتُ منه شيئاً. ولولا أنَّ هذه الألفاظ، تعاودناها في المكتب ونحن صبيان، لم تَعلق بحفظي، فلما ترعرعت، كتبتها في موضع، وأنسيتها، ثم نقلتها منه، إلى هذا الموضع، وبقيت عندي إلى الآن (ص 441 بتصرُّف يسير).
وفي مقابل هذا الموقف الطَّريف فإن مصنَّفات الأوائل نقلت لنا وقائع أليمة وقعت في الكُتَّاب من أشدِّها ما وقع في سنة 552 هـ = 1157 م فلقد حُكِي أنَّ مُعلِّماً كان في مدينة حماة يُدرِّس الصِّبيان في كُتّاب فقام من المكتب ليقضي حاجته ثم عاد وقد وقع المكتب على الصَّبيان بسبب زلزال عظيم فماتوا كلهم والعجب أنَّه لم يأت أحدٌ يسأل عن صبي منهم والسَّبب أنَّ جميع آبائهم وأمهاتهم ماتوا أيضاً تحت الهدمِ في دورهِم وأسواقِهم.
 
جزى الله خيراً صانعها وقارئها.

25 - مايو - 2008
الكتاتيب 1
بيت طرفة : عجز البيت قد وقع فيه سهو في اثناء الطباعة .    كن أول من يقيّم

....................................*** ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

28 - مايو - 2008
الفكر العروضي الخليلي في معجم لسان العرب
مسابقة سراة الوراق    كن أول من يقيّم

أيها الكرام البررة سراة الوراق ! تعالوا نسابق حياتنا العملية ، فنجري تطبيعاً مع عضلات خدودنا، ونظهر بريق وجوهنا لأكبادنا وأزواجنا وأصدقائنا......تعالوا نشارك ، ونشكر صديقنا الحميم خالداً الذي عكس قطعة من عقله باختياره هذا الموضوع العملي . شكراً أخي خالد.
البحث عن جذر بسم في لسان العرب

بَسَمَ يَبْسِم بَسْماً وابْتَسَمَ وتَبَسَّم: وهو أَقلُّ الضَّحِك وأَحَسنُه. وفي التنزيل: فَتَبَسَّم ضاحِكاً من قولها؛ قال الزجاج: التَّبَسُّم أكثرُ ضَحِك الأَنبياء، عليهم الصلاة والسلام. وقال الليث: بَسَمَ يَبْسم بَسْماً إذا فَتَح شَفَتَيه كالمُكاشِر، وامرأَة بَسَّامةٌ ورجل بَسَّامٌ. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان جلُّ ضَحِكهِ التَّبَسُّم. وابْتَسَمَ السحابُ عن البَرْق: انْكَلَّ عنه.
أنا شخصياً إذا استيقظت ، استفتحت صباحي بابتسامة الرضى....وأيقظت زوجتي بقبلة مشفوعة
بابتسامة ....وإذا نظرت في المرآة ابتسمت ابتسامة السرور...وإذا حاضرت طالباتي وطلابي ، وجدت نفسي فيهم ، وأشرق وجهي بابتساماتي، وأدخلت السرور في قلوبهم ، فأفتح نافذة الاستيعاب لهم ....
كن مع العضلات ، ولا تكن عليها ، كن مسابقاً في بسطها ، لا في قبضها...والذكاء هو القدرة على حل مشكلة....

4 - يونيو - 2008
الابتسامة
سيدنا محمد: الرحمة المهداة....صلى الله عليه وآله وسلم(3)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

إتيان الشجر إليه وحنين الجذع إليه

قال البخاري في صحيحه /المناقب /علامات النبوة في الإسلام:
"‏حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن كثير أبو غسان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو حفص واسمه عمر بن العلاء ‏ ‏أخو ‏ ‏أبي عمرو بن العلاء ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏نافعاً ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ،
‏كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبرَ تحول إليه ‏ ‏فحنّ الجِذع فأتاه فمسح يده عليه ‏،وقال ‏ ‏عبد الحميد ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عثمان بن عمر ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏معاذ بن العلاء ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏بهذا ‏ ‏ورواه ‏ ‏أبو عاصم ‏ ‏عن ابن أبي رواد ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم وقال:
"‏حدثنا ‏ ‏أبو نعيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الواحد بن أيمن ‏ ‏قال: سمعت ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏جابر ابن عبد الله ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ،
‏أنّ النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة ‏ ‏أو نخلة ‏ ‏فقالت امرأة من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏أو ‏ ‏رجل: ‏ ‏يا رسولَ الله ألا نجعل لك منبراً؟ قال: إن شئتم فجعلوا له منبراً، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر ‏ ‏فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فضمه إليه تئن أنين الصبي الذي يسكن قال كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها ".
وقال رحمه الله:
"‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أخي ‏ ‏عن ‏ ‏سليمان بن بلال ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك ‏ ‏أنه سمع ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏يقول :‏
‏كان المسجد مسقوفاً على جذوع من نخل فكان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر وكان عليه ‏ ‏فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت ‏ ‏العِشار ‏حتى جاء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فوضع يده عليها فسكنت ‏ ".
وجاء في سنن الدارمي/ المقدمة / ما أكرم النبي صلى الله عليه وسلم بحنين المنبر:
أخبرنا ‏ ‏محمد بن حميد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏تميم بن عبد المؤمن ‏ ‏حدثنا ‏ ‏صالح بن حيان ‏ ‏حدثني ‏ ‏ابن بريدة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال: كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا خطب قام فأطال القيام فكان يشق عليه قيامه فأتي بجذع نخلة فحفر له وأقيم إلى جنبه قائماً للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فكان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا خطب فطال القيام عليه استند إليه فاتكأ عليه فبصر به رجل كان وَرَدَ ‏ ‏المدينة ‏ ‏فرآه قائماً إلى جنب ذلك الجذع فقال لمن يليه من الناس: لو أعلم أن ‏محمداً ‏ ‏يحمَدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلساً يقوم عليه فإن شاء جلس ما شاء وإن شاء قام فبلغ ذلك النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال: ائتوني به فأتوه به فأمر أن يصنع له هذه ‏ ‏المراقيَ ‏ ‏الثلاثَ ‏ ‏أو الأربع ‏ ‏هي الآن في مِنبر ‏المدينة ‏،‏فوجد النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في ذلك راحة فلما فارق النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الجذع وعمد إلى هذه التي صنعت له، ‏ ‏جزع الجذع فحنّ كما تحن الناقة حين فارقه النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ فزعم ‏ ‏ابن بريدة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حين سمع حنين الجذع رجَع إليه فوضع يده عليه وقال: اِخترْ أن أغرسَك في المكان الذي كنت فيه فتكون كما كنت ،وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتشرب من أنهارها وعيونها فيحسن نبتك وتثمر فيأكل أولياء الله من ثمرتك ونخلك فعلت، فزعم أنه سمع من النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو يقول له: نعم قد فعلت مرتين فسئل النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال: اختا ر أن أغرسه في الجنة.
 

 
 
 

22 - أكتوبر - 2008
سيدنا محمد: الرحمة المهداة....صلى الله عليه وآله وسلم(1)
سيدنا محمد: الرحمة المهداة....صلى الله عليه وآله وسلم(4)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

إخباره ليلة المعراج بصفة بيت المقدس

قال البخاري:
حدثنا ‏ ‏أحمد بن صالح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏قال ‏ ‏أبو سلمة ‏ ‏سمعت ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال :‏ سمعت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏لمّا كذبتني ‏ ‏قريش ‏ ‏قمت في ‏ ‏الحجر ‏ ‏فجلى الله لي ‏ ‏ بيت المقدس ‏ ‏فطفِقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه
وقال مسلم:
حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ليث ‏ ‏عن ‏ ‏عقيل ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ابن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن عبد الله أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: ‏ ‏لما كذبتني ‏ ‏قريش ‏ ‏قمت في ‏ ‏الحجر ‏ ‏فجلا الله لي ‏ ‏ بيت المقدس ‏ ‏فطفِقتُ أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه. ‏

إخباره بما كان وما يكون

قال البخاري:
حدثنا ‏ ‏موسى بن مسعود ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي وائل ‏ ‏عن ‏ ‏حذيفة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال :‏ لقد خطبنا النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏خطبة ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لأرى الشيء قد نسِيت فأعرف ما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه
 
إتيانه بالكتاب العزيز

قال تعالى: " وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد".
وقال تعالى:
"كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ".
وقال تعالى: "وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلّمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً ".

22 - أكتوبر - 2008
سيدنا محمد: الرحمة المهداة....صلى الله عليه وآله وسلم(1)
ليس البر....    كن أول من يقيّم

تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ) :
....وقد كان الرّجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا اله إلاّ الله وإنّ محمّداً عبدهُ ورسوله وصلّى الصلاة إلى أيّ ناحية ثمَّ مات على ذلك وجبت له الجنّة، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلت الفرائض وحدّد الحدود، وصرفت القبلة إلى الكعبة. أنزل الله هذه الآية فقال: ليس البرّ كلّه أن تصلّوا وتعملوا غير ذلك.
تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ):
لَّيْسَ ٱلْبِرَّ } كل البر ويقال ليس البر ليس الإيمان { أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ } في الصلاة { قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ } نحو الكعبة { وَٱلْمَغْرِبِ } نحو بيت المقدس { وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ } الإيمان هو إقرار { مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ } ويقال ليس البر البار ولكن البر البار يعني المؤمن من آمن بالله { وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } بالبعث بعد الموت { وَٱلْمَلاۤئِكَةِ } بجملة الملائكة { وَٱلْكِتَابِ } بجملة الكتاب { وَٱلنَّبِيِّينَ } بجملة النبيين ثم ذكر الواجبات بعد الإيمان فقال { وَآتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ } يقول البر بعد الإيمان إعطاء المال على حبه على قلته وشهوته { ذَوِي ٱلْقُرْبَىٰ } ذا القرابة في الرحم { وَٱلْيَتَامَىٰ } يتامى المؤمنين { وَٱلْمَسَاكِينَ } المستعففين { وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ } مار الطريق الضعيف النازل { وَٱلسَّآئِلِينَ } الذين يسألون ما لك { وَفِي ٱلرِّقَابِ } المكاتبين والغزاة ثم الشرائع بعد الواجبات فقال { وَأَقَامَ ٱلصَّلاةَ } يقول البر بعد الواجبات إتمام الصلوات الخمس { وَآتَى ٱلزَّكَاةَ } أعطى الزكاة وما يشبه ذلك { وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ } المتمون عهدهم فيما بينهم وبين الله وفيما بينهم وبين الناس { إِذَا عَاهَدُواْ وَٱلصَّابِرِينَ فِي ٱلْبَأْسَآءِ } يعني الخوف والبلايا والشدائد { وٱلضَّرَّاءِ } الأمراض والأوجاع والجوع { وَحِينَ ٱلْبَأْسِ } عند القتال { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ } وقوا { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُتَّقُونَ } عن نقض العهود
ولما بين سبحانه وتعالى كفر أهل الكتاب الطاعنين في نسخ القبلة بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم وكتمان الحق وغير ذلك إلى أن ختم بكفرهم بالاختلاف في الكتاب وكتمان ما فيه من مؤيدات الإسلام اتبعه الإشارة إلى أن أمر الفروع أحق من أمر الأصول لأن الفروع ليست مقصودة لذاتها، والاستقبال الذي جعلوا من جملة شقاقهم أن كتموا ما عندهم من الدلالة على حقيته وأكثروا الإفاضة في عيب المتقين به ليس مقصوداً لذاته، وإنما المقصود بالذات الإيمان فإذا وقع تبعته جميع الطاعات من الصلاة المشترط فيها الاستقبال وغيرها فقال تعالى: { ليس البر } أي الفعل المرضي الذي هو في تزكية النفس كالبر في تغذية البدن { أن تولوا وجوهكم } أي في الصلاة { قبل المشرق } الذي هو جهة مطالع الأنوار { والمغرب } الذي هو جهة أفوالها أي وغيرهما من الجهات المكانية، فإن ذلك كله لله سبحانه وتعالى كما مضى عند أول اعتراضهم التصريح بنسبة الكل إليه
فأينما تولوا فثم وجه الله }
[البقرة: 115]
ولما كان قد تبين للمتقين كما ذكر قبل ما يخرج عن الصراط المستقيم وحذروا منه ليجتنبوه عقبه بما يلزمهم ليعملوه فابتدأ من هنا بذكر الأحكام إلى قوله

آمن الرسول }
[البقرة: 258] وبدأ ذلك بما بدأ به السورة وفصل لهم كثيراً مما كلفوه مما أجمله قبل ذلك ففصل الإيمان تفصيلاً لم يتقدم فقال: { ولكن البر من } أي إيمان من، ولعله عبر بذلك إفهاماً لأن فاعل ذلك نفسه بر أي أنه زكى حتى صار نفس الزكاة { آمن بالله } الذي دعت إليه آية الوحدانية فأثبت له صفات الكمال ونزهه عن كل شائبة نقص مما على ذلك من دلائل أفعاله. ولما كان من أهم خلال الإيمان القدرة على البعث والتصديق به لأنه يوجب لزوم الخير والبعد عن الشر قال: { واليوم الآخر } الذي كذب به كثير من الناس فاختل نظامهم ببغي بعضهم على بعض...

22 - أكتوبر - 2008
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب
ليس البر....2    كن أول من يقيّم

تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور/ البقاعي (ت 885 هـ):
ولما كان هذا إيمان الكمل وكان أكثر الناس نيام العقول لا يعرفون شيئاً إلا بالتنبيه وضُلال البصائر يفترقون إلى الهداية ذكر سبحانه وتعالى الهداة الذين جعلهم وسائط بينه وبين عباده بادئاً بالأول فالأول فقال: " والملائكة" ؛ أي الذين أقامهم فيما بينه وبين الناس وهم غيب محض { والكتاب } الذي ينزلون به على وجه لا يكون فيه ريب أعم من القرآن وغيره (والنبيين } الذين تنزل به عليهم الملائكة، لكونهم خلاصة الخلق، فلهم جهة ملكية يقدرون بها على التلقي من الملائكة لمجانستهم إياهم بها، وجهة بشرية يتمكن الناس بها من التلقي منهم، ولهم من المعاني الجليلة الجميلة التي صرفهم الله فيها بتكميل أبدانهم وأرواحهم ما لا يعلمه إلا هو فعليهم الصلاة والسلام والتحية والإكرام.
وقوله تعالى: { لَّيْسَ ٱلْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ... } الآية: قال ابن عَبَّاس وغيره: الخِطَابُ بهذه الآية للمؤمنين، فالمعنَىٰ: ليس البرُّ الصلاةَ وحْدها، وقال قتادة، والربيع: الخطاب لليهودِ والنصارَىٰ؛ لأنهم تكلَّموا في تحويل القبلة، وفضَّلت كل فرقة تولِّيها، فقيلَ لهم: ليس البرَّ ما أنتم فيه، ولكنَّ البرَّ من آمن باللَّه.
تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ):
وقوله تعالى: { وَآتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ... } الآيةَ: هذه كلُّها حقوقٌ في المال سوى الزكاةِ، قال الفَخْر: وروَتْ فاطمةُ بنْتُ قَيْسٍ، أنَّ فِي المَالِ حَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ، وتَلاَ: { وَآتَى ٱلْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ... } ، وعنه صلى الله عليه وسلم
" لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ، وَجَارُهُ طَاوِياً إِلَىٰ جَنْبِهِ " انتهى.

قال ابن العربيِّ في «أحكامه»: وإِذا وقع أداء الزكاة، ثم نزلَتْ بعد ذلك حاجةٌ، فإِنه يجبُ صرف المال إِليها بٱتفاقٍ من العلماءِ، وقد قال مالك: يجبُ على كافَّة المسلمين فِدَاءُ أسراهم، وإن ٱستغْرَقَ ذلك أموالَهُمْ، وكذلك إِذا منع الوالي الزكاةَ، فهل يجبُ على الأغنياء إِغناءُ الفقراء؟ الصحيحُ: وجوبُ ذلك علَيْهم. انتهى.

22 - أكتوبر - 2008
ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب
دفع إيهام    كن أول من يقيّم

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ} الآية.
 هذه الآية الكريمة يتوهم من ظاهرها وفاة عيسى عليه السلام وعلى نبينا الصلاة والسلام, وقد جاء في بعض الآيات ما يدل على خلاف ذلك كقوله: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}, وقوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} الآية على ما فسرها به ابن عباس في إحدى الروايتين, وأبو مالك والحسن وقتادة وابن زيد وأبو هريرة, ودلّت على صدقه الأحاديث المتواترة, واختاره ابن جرير, وجزم ابن كثير أنه الحق من أن قوله: {قَبْلَ مَوْتِهِ} أي موت عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه:
الأول: أنّ قوله تعالى: {مُتَوَفِّيكَ} لا يدل على تعيين الوقت, ولا يدل على كونه قد مضى, وهو مُتَوَفّيه قطعاً يوماً ما, ولكن لا دليل على أنّ ذلك اليوم قد مضى, وأما عطفه {وَرَافِعُكَ إِلَيّ} على قوله: {مُتَوَفِّيكَ} فلا دليل عليه لإطباق جمهور اللسان العربي على أن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع, وإنما تقتضي مطلق التشريك, وقد ادّعى السيرافي والسهيلي إجماع النحاة على ذلك, وعزاه الأكثر للمحققين, وهو الحق, خلافا لما قاله قطرب والفراء وثعلب وأبو عمر والزاهد وهشام والشافعي من أنها تفيد الترتيب لكثرة استعمالها فيه, وقد أنكر السيرافي ثبوت هذا القول عن الفراء وقال: لم أجده في كتابه. وقال ولي الدين: أنكر أصحابنا نسبة هذا القول إلى الشافعي, حكاه عنه صاحب (الضياء اللامع) وقوله صلى الله عليه وسلم: "أبدأ بما بدأ الله به" يعني الصفا, لا دليل عليه على اقتضائها الترتيب, وبيان ذلك هو ما قاله الفهري كما ذكر عنه صاحب الضياء اللامع وهو أنها كما أنها لا تقتضي الترتيب ولا المعية, فكذلك لا تقتضي المنع منهما فقد يكون العطف بها مع قصد الاهتمام بالأول كقوله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية بدليل الحديث المتقدم. وقد يكون المعطوف بها مرتبا كقول حسان: ( هجوت محمد وأجبت عنه ) على رواية الواو, وقد يراد بها المعية كقوله: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ}, وقوله: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}, ولكن لا تحمل على الترتيب ولا على المعية إلا بدليل منفصل .
الوجه الثاني: أنّ معنى {مُتَوَفِّيكَ} أي منيمك ورافعك إليّ أي في تلك النومة, وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ}, وقوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}, وعزا ابن كثير هذا القول للأكثرين, واستدل بالآيتين المذكورتين وقوله صلى الله عليه وسلم:   "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا.." الحديث .
الوجه الثالث: أنّ {مُتَوَفِّيكَ} اسم فاعل توفاه إذا قبضه وحازه إليه ومنه قولهم: "توفّى فلان دينه" إذا قبضه إليه.. فيكون معنى {مُتَوَفِّيكَ} على هذا قابضك منهم إلي حيا, وهذا القول هو اختيار بن جرير. وأما الجمع بأنه توفّاه ساعات أو أياما ثم أحياه فالظاهر أنه من الإسرائليات, وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن تصديقها وتكذيبها .
( الشيخ الشنقيطي ، وكتابه أضواء البيان : رحمة الله عليه).

22 - أكتوبر - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
لاإكراه في الدِّين....    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

قال تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيّ}
 هذه الآية تدل بظاهرها على أنه لا يكره أحد على الدخول في الدين, ونظيرها قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}, قوله تعالى:
 {فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ}, وقد جاء في آيات كثيرة ما يدل على إكراه الكفار على الدخول في الإسلام بالسيف كقوله تعالى:  {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}, وقوله: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ} أي الشرك, ويدل لهذا التفسير الحديث الصحيح: "أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" الحديث, والجواب عن هذا بأمرين:
 الأول - وهو الأصح -: أنّ هذه الآية في خصوص أهل الكتاب, والمعنى أنهم قبل نزول قتالهم لا يكرهون على الدين مطلقا, وبعد نزول قتالهم لا يكرهون عليه إذا أعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون, والدليل على خصوصها بهم ما رواه أبو داود وابن أبي حاتم والنسائي وابن حبان وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كانت المرأة تكون مقلاة فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوِّده, فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار فقالوا: "لا ندع أبناءنا", فأنزل الله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}, المقلاة التي لا يعيش لها ولد, وفي المثل: "أحر من دمع المقلاة", وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنه قال "نزلت {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له: (الحصين), كان له ابنان نصرانيان, وكان هو مسلما, فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "ألا استكرههما فإنهما أبيا إلا النصرانية؟ ", فأنزل الله الآية", وروى ابن جرير عن سعيد بن جبير سأله أبو بشر عن هذه الآية؟ فقال: نزلت في الأنصار, قال: خاصة؟ قال: خاصة", واخرج ابن جرير عن قتادة بإسنادين في قوله:
 {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: أكره عليه هذا الحي من العرب؛ لأنهم كانوا أمة أمية ليس لهم كتاب يعرفونه فلم يقبل منهم غير الإسلام,  ولا يكره عليه أهل الكتاب إذا أقرّوا بالجزية أو بالخراج ولم يفتنوا عن دينهم فيخلى سبيلهم" وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقاتل جزيرة العرب من أهل الأوثان فلم يقبل منهم إلاَّ لا إله إلا الله أو السيف, ثم أمر فيمن سواهم أن يقبلوا منهم الجزية فقال: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}, وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أيضا في قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}, قال: "وذلك لما دخل الناس في الإسلام, وأعطى أهل الكتاب الجزية", فهذه النقول تدل على خصوصها بأهل الكتاب المعطين الجزية, ومن في حكمهم, ولا يرد على هذا أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؛ لان التخصيص فيها عرف بنقل عن علماء التفسير لا بمطلق خصوص السبب, ومما يدل للخصوص أنه ثبت في الصحيح: "عجب ربك من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل" .
الأمر الثاني: أنها منسوخة بآيات القتال كقوله: {فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} الآية, ومعلوم أن سورة البقرة من أول ما نزل بالمدينة, وسورة براءة من آخر ما نزل بها, والقول بالنسخ مروي عن ابن مسعود, وزيد بن أسلم, وعلى كل حال فآيات السيف نزلت بعد نزول السورة التي فيها {لا إِكْرَاهَ} الآية, والمتأخر أولى من المتقدم, والعلم عند الله تعالى.
 

22 - أكتوبر - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
( لقطة)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

1. لقد جاء في الإنجيل المكتوب باللغة القبطية الذي كتبه أحد البطاركة في سنة 506م ما معناه: الآتي بعدي يسمى: الفارقليط بندكراطور؛ أي الروح المنشق اسمه من اسم الحمد، سيبعث الحياة في أمة ليست لها من الحياة نصيب إلا الضلال في برية فاران كجِحاش الأتن. وذكر أن هذا الإنجيل منزوع الغلاف، وذكر كاتبه في ديباجته أنه نقله من أصول الإنجيل الحقيقي.
2. استخرج هؤلاء المهتدون تطابق كلمة "البارقليط" مع اسم محمد صلى الله عليه وسلم وصفته وبيان هذا التطابق كما يلي:
أ - هذا الاسم "بارقليط" يوناني. وتفسيره باللغة العربية أحمد أو محمد أو محمود. ومن المدهش أن الاسم الفريد الذي لم يعط لأحد من قبل كان محجوزاً بصورة معجزة لأشهر رسل الله وأجدرهم بالثناء، ونحن لا نجد أبداً أيَّ يوناني كان يحمل اسم "برقليطس" ولا أيَّ عربي كان يحمل اسم أحمد.
ب- إن التنزيل القرآني القائل: إنّ عيسى ابن مريم أعلن لبني إسرائيل أنه كان "مبشّراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" – واحدٌ من أقوى البراهين على أنّ محمداً كان حقيقة نبياً، وأنّ القرآن تنزيلٌ إلهي فعلاً، إذ لم يكن في وسعه أبداً أن يعرف أن كلمة البارقليط كانت تعني أحمد إلا من خلال الوحي والتنزيل الإلهي، وحجة القرآن قاطعةٌ ونهائية؛ لأن الدلالة الحرفية للاسم اليوناني تعادل بالدقة ودون شك كلمتي "أحمد" و "محمد" صلى الله عليه وسلم.
ج - أن اسم البارقليط لفظة يونانية يجتمع من معانيها في القواميس:  المعزّي، والناصر، والمنذر، والداعي. وإذا تُرجمتْ حرفاً بحرف إلى اللغة العربية صارت بمعنى "الداعي" وهو من أسمائه صلى الله عليه وسلم ، وقد وُصِفَ في القرآن الكريم بمثل ذلك في قوله تعالى: " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. وداعياً إلى الله بإذنه" .
 وقد فهم أوائل النصارى أن هذه اللفظة إنما تعني الرسولَ محمداً صلى الله عليه وسلم .
 

22 - أكتوبر - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
 81  82  83  84  85