فى ذكرى رجل عظيم كن أول من يقيّم
الإحساس بالكبرياء والشموخ الإنسانى ،هبة ربانية تولد مع الإنسان ويحيا بها ولايخنع أبداً ولايحنى الرأس إلا لخالقه . عصر الأرستقراطية الأروبية المسيطر والمهيمن والطاغى ،حضارة وليدة وبلدان تتحرر من قهر هذه الأرستقراطيات التى امتصت دماء الشعوب. ثورة أبناء فرنسا وتحطيم الباستيل ،رمز العبودية والإستغلال ..ثورة تركت آثارها على بلدان المعمورة ،الحرية المساواة الإخاء ..شعارات ترفرف عالية وتحر الإنسان من ربقة الذل والإستعباد.وتنادى بحقوق الإنسان. ويبتهج العبقرى بيتهوفن ويشجع هذه الثورة ،فقد كان بيتهوفن أشد سخطاً على الأستقراطيات المترهلة والمستغلة ، ويؤيد حركات التحرير وينادى بشموخ الإنسان ورقيه . كانت حياة بيتهوفن صورة رائعة وخالدة من صور الثورة على الذل والإستعباد والإستبداد . حركت ثورة فرنسا الإلهام الموسيقى لدى بيتهوفن ،فألف سيمفونيته الثالثة البطولية تأييداً لنابليون بونابرت فى قيادته لهذه الثورة ،ومشجعاً حركة التحرير من سلطان الذل والعبودية،كان أكثر الناس سعادة ،وأكثرهم تشجيعا. ثم يأتيه الخبر بأن قنصل الجمهورية الفرنسية الوليدة نابليون بونابرت قد أعلن نفسه إمبراطوراً . وهنا وكما يروى التاريخ على لسان تلميذه فرديناند ريس أنه جاء فى يوم من أيام سنة 1804م يُخبر بيتهوفن بأن نابيلون قد حول الجمهورية الفرنسية إلى إمبراطورية وعين نفسه إمبراطوراً على الفرنسيين. وهنا يثور بيتهوفن ثورة عارمة وكانت مدونة السيمفونية االثالثة أمامه على المكتب،ويصرخ بيتهوفن :إذن ..هذا واحد من آحاد الناس، جاء ليدوس على حقوق الإنسان ويتمادى فى تحقيق أطماعه الشخصية ،ويتعالى على البشر،ويمعن فى العتو والطغيان. واتجه نحو مكتبه وأمسك بصفحة عنوان السيمفونية من أعلاها وقد كتب عليها اسم بونابرت،ويمزقهاويرميها أرضاً،ثم قام بكتابة عنوان جديد :سيمفونية البطولة - فى ذكرى رجل عظيم. |