البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 80  81  82  83  84 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
التاريخ والكينونة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

المكان الذي نذهب إليه لنراه ، هوالمكان الذي نرى فيه أنفسنا  " في السفر يمزج الكائن بين أمرين : تاريخه الشخصي وكينونة العالم " "  والوصول إلى قونية كان هذا المزج الذي  تستدعيه فتات تفاصيل تلعب دور المحرض لذاكرة قد تراكم من فوقها الغبار ، أو غيبناها بقصد الخروج إلى فضاء آخر بدا لأعيننا ، في وقت ما ، أكثر اتساعاً ورحابة . هي رحلة لا بد منها لإعادة وصل ما كان قد أنفصل :
" في هذه المدينة الغريبة الشأن والمزاج ، سأستحضر تاريخي الشخصي ، كثيراً أستحضره منذ شعرت أنني أتلاشى بين من هم مثلي ، تماماً ، وأنا من بادية الشام . أنا القادم من أعماق الصحراء العربية ، أقف طويلاً في وجه الفضاء الأناضولي ، أتملَّى البشر الذين لا يكفون عن التوارد والاتصال . أحسهم ينعشون في نفسي أعمق الأحاسيس والمشاعر والانشغالات . يعيدون ربطي بأبي ، ويشرحون لي أحوال أهلي الذين لم أعِ من أحوالهم شيئاً ، يوم كنت بينهم " .... (ص 18 )
" أفكر صامتاً ، دون أن أتحرك في مكاني : لم تدك حوافر خيل العربية أصقاع العالم لأنها كانت محملة بالفرسان ، بل لأنها كانت تحمل معها الكتاب ، وأي شيء آخر يمكن أن يخطر لك على البال وأنت ترى المنمنات القرآنية المعجزة التي ابتدعها المشغوفون ، معروضة أمام ناظريك في متحف مولانا ؟
أفكر ، أفرح كثيراً عندما أتذكر أهلي ، وأنساهم تماماً ، عندما أكون في العالم . وبين الذكرى والنسيان ، يتأرجح قدر الكائن مثل ثمرة على وشك السقوط . وهنا في قونية تذكرتهم كثيراً وأسعدتني الذكرى والاقامة في المكان " ..
.. ( ص 56 )

11 - أكتوبر - 2008
الطريق إلى قونية
الأمكنة والعلامات    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

الأناضول هو سقف العالم الذي انبثقت منه الديانات التوحيدية الثلاث ، الهلال الخصيب ، الأرض الأسطورية التي انبنى العالم القديم ، كله ، عليها ، وبين هضابه تكونت الرؤى والأساطير : ( ص 25 )
" مرة أخرى أعود إلى تكية مولانا التي تشبه التكية السليمانية في دمشق ، وزوارها هم أنفسهم زوار الست زينب ، في ضواحي الشام . بساطة الصرح هي سر روعته . خشوع الداخلين ، ولوعة الخارجين ، تشي بمقدار الانحياز الوجداني العميق إلى المكان وصاحبه " (ص 54 )
" المكان الذي لا يسعد الكائن يُبعده عن روحه ، ويدمر جوهر الوجود لديه ..... البلادة والابتذال يقتلان الرغبة بالحياة ، ويلجمان أي شعور جميل يمكن أن يحس به الكائن ، أو يمارسه ، تجاه من ، وما ، تقف به الظروف إزاءه " ( ص 57 )
" مولانا يقبل كل شيء إلا تزييف الكائن لفكره وجوهر حياته ، أنا ؟ أريد أن أشاهد وأرى . أن أدع نفسي تنقاد بلا مقاومة ، كالمهر المعسوف ، إلى ما تبحث عنه ، وإن كانت تجهله ، إلى ذروة النشوة .... " ص ( 31 )
أقف في دوحة القمر طويلاً ، أتطلع في عتمة الليل على بوادي الجزيرة المرسومة على جبهته . أريدها أن تجيء للتو ، أريد أن يمنحني الذُهْبة الإشراقية إلى هناك . ويحضرني وجه أبي وهويردد : خطوة بخطوة ، وخطوة بآلاف الخطوات . أريد أن أعرف الطريق السريع إلى القلب ، إلى قلب الكون الملىء بالمثابرات .... " ص ( 30 )

12 - أكتوبر - 2008
الطريق إلى قونية
تفاهة البرهان    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

" وأمشي في ظلام الليل وحدي =  كأني منه في قمر منير
في الظلام الشفيف لقونية ، تتجاذبني العواطف والانفعالات . أدرك أن الكائن ليس شيئاً أخراً سواهما . وما العقل البليد الذي تركض الإنسانية ، منذ الحضارة الدينية الأولى ، وراءه إلا لحظة اكتمالهما . لحظة وصولهما إلى ما يشبه المطلق : مطلق الرغبة التي لا تخلف وراءها ، إذا تحققت ، سوى العدم .
وما علينا إلا أن ندور وندور ... " (ص 46 )
" ما جدوى المعرفة في فضاء يتموج مثلما يفعل البحر عندما يهيج ؟ "
" وأدور بعيني الذاهلتين على الحضور الذي تلاصق حتى صار كتلة واحدة . كتلة ذات ارتجاجات جوانية عميقة تثير الاضطراب في قلب من لا يضطرب . أهذا ، كله ، بفعل مولانا ؟ ولكن بلى ! هذه السحن المشدودة مثل سيوف قاطعة ، وهذه الرؤوس التي غدت ، فجأة ، بلا عيون ، بلا عيون تقليدية ، ومع ذلك يقودها إبصار داخلي شديد الوهج ، لا يخطىء ، هي الدليل الأكبر على تفاهة البرهان .
وأدع نفسي تتمادى في انزلاقها الذي لا يقهر .... وتأخذني الحال . فأصير أبكي . أبكي وأنا أهتز خلفاً وأماماً مثلما كنت أفعل في المدارس القرآنية على حدود بادية الشام . أعرف أنني أعود إلى طفولة البشرية المليئة بالاستلاب والروعة ، لكن ذلك لا يقلل من أهمية اللحظة ، ولا من نفوذها العميق ، شيئاً " ( ص 59 )
 

12 - أكتوبر - 2008
الطريق إلى قونية
لحياتنا وجهان    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

" أفكر : لحياتنا وجهان : جمعي وانشقاقي .
ولقد كانت هذه هي الطريقة التي اتبعتها الحركات الإسلامية منذ البدء . تلك الحركات التي شقَّت الحياة بهاتين الخاصتين إلى :
ــ قلة مؤمنة بوَجدها ، ومنهجها ، ومستعدة للدفاع عن خواصها بكل ما تملك من مقومات . وهي تعتقد أن قلتها لا تعوضها إلا الشجاعة ، والإخلاص الأقصى ، حتى ولو أدى ذلك إلى خراب كل شيء .
وتلك المغالاة كانت أحد أخطائنا القاتلة .
ــ وكثرة مطمئنة إلى عددها ، وعدتها ، ومستقرة عاطفياً ، ولها المنهج الذي يسود بهدوء ويدوم إلى حدّ ما . وتكاد لا تحسب حساباً لمن هم أقل منها إلا إذا آذوها . وكثيراً ما ترفض الحوار مع هؤلاء حتى ولو كان لمصلحتها .
 وكان ذلك هو الخطأ الأساسي الآخر ، القاتل أيضاً .
أفكر وأنا أدخل الصرح الكبير ، فيخلصني المشهد المثير لتزاحم البشر من أفكاري . " ( ص 62 ـ 63 )

12 - أكتوبر - 2008
الطريق إلى قونية
حب النقيض    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

" أتصور بأن الكائن الذي لا يصل إلى مرحلة الشك في كينونته ، لن يتوصل أبداً إلى تحديد موقعه من الوجود .
لكن ذلك ليس منهجاً بقدر ما هو عزاء . عزاء داخلي عن فشل عميق في الحياة . لأننا فيما بعد سنصير نفتعل ما كان علينا أن نفعله ....
الدرويش الدوَّار ، مثل مولانا إذن ، يبحث عن إلف ولّى ، وعن حبيب تناهى إلى سمعه أنه غاب . لكأنه لم يكن يعلم ، أو أنه هو لا يريد أن يعلم ، أنهم ألقوه في غيابة الجبّ . لماذا ؟ لأن العلم في هذه الحالة هو الصك ، هو الطريق المسدود الذي لا يؤدي إلا إلى العدم . لذا ، سيظل يبحث عنه عبر دورانه اللامتناهي ، في فضاء مفتوح ، تحرِّضه طاقة الشك الذي استولده من الحقيقة  " ( ص70ـ 71)

من هو شمس التبريزي الذي جعل مولانا يخرّ مغشياً عليه من الذهول ؟ أوليس هو نقيضه الذي أراد أن يجعله يرى ؟
" هذا التلاقي العفوي الذي يوحي بعمق الوجود الإنساني ، ويعبر عن طاقة حب غير مألوف حتى إزاء من نجهله ، ولن نلتقي به ، ربما ، أبداً ، ليس إلا التذوق الأول لسعادة عفوية يحققها لقاء عابر ، بانتظار سعادة سوف تدوم . سعادة اللقاء الأساسي مع المعشوق الأزلي . مع وعي الكون " ( ص 62 )
" حركة الإغماء ستكون تعبيراً عن لحظة انتقال من طور العقل الإجتماعي العملي إلى طور الإدراك لبؤس الوجود وعبثية الاستمرار في الحياة على نسق واحد ... إنها القطيعة المطلقة " ( ص 42 )

13 - أكتوبر - 2008
الطريق إلى قونية
السائل أعلم أم المسؤول ؟؟؟    كن أول من يقيّم

عظمة الحكاية كونها حدثاً ثانوياً ، أو لقاء عفوي ، تم بمحض الصدفة ، بين جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي . وهذا الحدث تولد من سؤال لا نعرف عن ماهيته شيئاً . سؤال يشبه طلقة النار ، أو السهم الذي أصاب قلب شيخ قونية الجليل وأوقعه من الدهشة ، فخرّ مغشياً عليه . سقط  على الأرض ، من فوق ظهر دابته ، كأن صاعقة قد أصابته .
" لكن السؤال ، كما أتصور ، لم يكن سؤالاً .
كان تحريضاً وجودياً ...
والإغماء كان علامة .
علامة الاستجابة الفورية لهذا التحريض الإلاهي .
هذا التحريض الذي يبدو في ظاهره بريئاً ، وهو ، في الحقيقة ، صاعقة . صاعقة لم تكن تنتظر إلا لحظة انفجارها ، وفي قلب أحد الناس . وهذا الأحد كان جلال الدين البلخي القوني ، الملقب بالرومي ، مولانا الذي قال عنه الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي عندما رآه يمشي وراء أبيه في دمشق : " سبحان الله ، محيط يمشي وراء بحيرة " ( ص 42 )
فما هو دور السؤال الذي ألقى به شمس الدين التبريزي القلندري ، ناقل دلاء الماء الذي لم يكن شيئاً يذكر نسبة إلى الشيخ الجليل ؟ وكيف استطاع شمس الدين اقتناص الفرصة لإلقاء ذلك السؤال على من هو أهل له : " على أحد لا زال قابلاً للدهشة " ( ص 41 )

13 - أكتوبر - 2008
الطريق إلى قونية
فرحنا لعودتك    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

مساء الخير أستاذي ، مساء الخير أستاذ هشام ، مساء الخير عليكم جميعاً :
افتقدناك كثيراً يا أستاذ هشام وافتقدنا قلمك الساحر . لم أفهم كثيراً حوارك مع الأستاذ زهير ولا أستطيع أن أتخيلك على شكل سمكة رغم أنني أشعر بصدق ما كتبته وبحجم الأسى والمرارة التي تغلف حديثك ، وأجدني سعيدة برجوعك إلى المجالس ، رغم كل هذا .
وترحيباً بعودتك أهديك هذه الأغنية الجميلة التي لحنها فيلمون وهبي لفيروز كما لحن أغنية جايبلي سلام التي هي بدون شك من أجمل ما غنت ، وأود ان ألفت انتباهكم وانتباه الأستاذ عمر خلوف إلى طريقة كتابة كلمات هذه الأغنية والتي تشبه  كثيراً طريقة كتابة الموال :

http://www.youtube.com/watch?v=ENfMTy6Gt6M

 

يا دارة دوري فينا
ضلي
دوري فينا
تاينسو أساميهن
 و ننسى أسامينا

******
تعا تا نتخبى
 
من درب الأعمار
و إذا هني كبروا
 
نحنا بقينا صغار
و سألونا وين كنتوا

 و ليش ما كبرتوا أنتو

منقلن نسينا
و اللي نادى الناس

 تيكبروا الناس
 راح و نسي ينادينا

******
يا دارة دوري دوري
 موعدنا عالعيد
تا يكبر الدوري
 و يحمر القرميد
و يا هالصبح الناطر
 قاعد بالقناطر
 نحنا هلق جينا
حبيبي و الليل
 راحوا ببحر الليل
 ونسيوني عالمينا

14 - أكتوبر - 2008
أغانٍ لها ذكرى في حياتي
أسئلة كبيرة    كن أول من يقيّم

صباح الخير أستاذ إدريس وتحيتي لمجهودكم الكريم وأملي أن توفق في مسعاك للمشاركة في مهرجان دبي العالمي للسينما .
للأسف ، أنا لا أعرف الشيء الكثير عن السينما وعما يحدث حالياً في هذا المجال ، وقد فاتني مشاهدة الكثير من الأفلام التي يكثر الحديث عنها . لم تعد السينما تشدني منذ وقت طويل رغم أنني أحببتها في فترة ما كنت أتردد فيها كثيراً إلى صالات السينما لأنني أحب أجواءها ( لقد شاهدت فيلم موزارت مثلاً :Amadeus حوالي العشر مرات ) وأحب ذلك الشعور بالتوحد مع أحداث الفيلم الذي يغلفك ويحيط بك من كل ناحية والذي تمنحك إياه السينما بعتمتها وشاشتها الكبيرة وتوزيع الصوت المدروس وانصرافك عن كل ما يشغل حواسك أو تفكيرك إلى مشاهدة الفيلم . لم أعد أشعر بذات المتعة ، ولا أدري إذا ما كنتُ قد تغيرتُ ، أم أن السينما هي التي تغيرتْ .
أما كلماتك المختصرة في تعليقك الأخير فهي بحاجة لبعض التوضيح ونحن نأمل في الاستفادة من خبرتكم العملية للاقتراب من هذه التجربة . لقد أثرت في تعليقك الكثير من القضايا الهامة التي تستحق أن نتوقف عندها لفهم وجهة نظرك : عن علاقة الفكر والفن بالسلطة ومركز القرار ، وعن علاقة الفكر والفن بالقاعدة الشعبية ، أي البشر والمجتمع بكل أطيافه ، وعن كيفية تمتع الفكر والفن بالاستقلالية وانفراده بحركة تطور ذاتية وخاصة به لا ترتبط بالتطور العام للمجتمع ؟؟؟
 


15 - أكتوبر - 2008
عصر النهضة الأوروبية : النظرة الجديدة إلى العالم
دخلت وحشياً وخرجت صوفياً    كن أول من يقيّم


" ويبدأ جلال الدين الدوران في مكانه ، متعالياً حتى الغيم ، حتى الغيبوبة ، حتى اللانسيان . وعندما يفتح عينيه الذابلتين ، سيجد التبريزي جالساً بالقرب منه ، متهيئاً ليمسح رذاذ الشغف الذي تراكم فوق شفتيه .
ويشهق . يشهق الشهقة . شهقة المتعة القصوى . المتعة الوحيدة التي تحرك لواعج الكائن عندما يتلمسه الحبيب . ومن جديد يصرخ "  يا شمس " قبل أن يغيب عن الوجود ، من جديد .
وتدور به الدنيا
".(ص 36 )

يا أنت ذا الفكر المقيَّد، هل قدماك طليقتان؟
أخيراً، أدركت، أن الحركة، أيضاً سرّ.
في الحركة، تصبح الحرية أكيداً بلا إسار.
لذا، ماء البئر والطلّ مختلفان

 ( الرباعيات )
" ها هو ذا الدرويش يدور . من أسفل إلى أعلى ، من قدمه إلى قمة الشوق . هو يدور بلا صوت . الحركة الدائرية المستمرة هي التي ترسل أصواتها المستترة مثل أشعة لا مرئية ، تتكاثف حول عقبيه . حتى لنكاد نسمع صراخه الداخلي ، مثل صراخ غول مغدور . ( ص 70 ) ....
إنه يدور في مكانه ، لا حاجة به لكي يقطع المسافات ، من أجل لقاء سيتم في القلب . والقلب هنا . وليس في أي بؤرة أخرى . ما عليه إذن إلا أن يدور ويدور ، حتى يستقر في جوهر الروح . روحه هو . سيبدأ ، آنذاك فقط ، يرى الحبيب الذي غاب . يراه داخل عينيه المغمضتين .... ( ص 71 ) "



16 - أكتوبر - 2008
الطريق إلى قونية
الناي النأي    كن أول من يقيّم

" الناي ليس هو الصوت ، ولا الموسيقى المبحوحة ، ولا الأسى المتضمن ، عفوياً ، في تلافيف نواحه ، وإنما هو سلسال الوصل : وصل العاشق بمعشوقه .
الناي يبدأ بالاستنجاد ، وينتهي بالاستجداء . وهو لا يتوجه إلا إلى المستَنجَد ، أو المستَجدَى ، ولا أحد غيره . وهو لذلك يكاد ينادينا . إنه الخيط اللامرئي ، ولكن المسموع الذي تدبّ عليه روح الكائن الولهى إلى أن تصل إلى حيث هواها " ( ص 35 ) ...
" أستمع إلى الناي يأخذ في الشكاية ... ويملأ الإهتزاز العميق كيان الحضور الذي أمتلأ رغبة . وينشد المنفرد من جديد : "نار العشق هي التي سرت في الناي " . وبعد أن يلتهب الحضور ، دون أن يجرؤ أي منهم على التعبير عن سعيره ، يتابع : " هذا الأنين نار وليس هواء " وأكاد أصرخ : " ومن يحسب أنه غير ذلك ؟ " لكن الجلال الليلي ، والخشوع العميق لا يسمحان لأحد بالتعبير عما يحس ( ص 39 ) ...
الصوت لا يأتي بالمعشوق الذي ولّى ، لكنه يحاول اللحاق به ، عبثاً . فما الموسيقى إلا زفرة الروح التي أعجزها الحب ، وذابت ، ولكنها لم تيأس بعد ...
لا صوت سوى حفيف أثواب الدراويش البيض تطير مع الهواء الذي يملأ مسرح الرقص . ولا نرى سوى التواء أعناقهم التي لانت بفعل الحب ، وهم يتلاحقون ، دائرين ، عكس عقارب الساعة . وأتساءل مأخوذاً : حتى اتجاه الدوران محسوب ؟ " ( ص 40 )

جاءني الحب، وكالدم يسري في عروقي وجلدي
فأفرغني وطفّحني بالحبيب.
وغلّ الحبيب في كل جزيئات جسمي
فلم يبق غير الاسم مني، وكل ما تبقى ليس إلاّ "ه

أنا العنب، وأُداس بالاقدام
حيث الحب يجذبني أدور
قلت لي: "لمَ حولي تدور؟"
ليس حولك ذلك الدوران بل حولي.

 ( الرباعيات )

 

16 - أكتوبر - 2008
الطريق إلى قونية
 80  81  82  83  84