البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 80  81  82  83  84 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
حسرة الأغنية..التى لم تتم "الهضبة"    كن أول من يقيّم

(11)
الهضبة
 
شظايا الروح المتناثرة ،تصيبنى بجراح غائرة ،ولامحيص من الشفاء ومواصلة السعى وصولاً لنهاية محسومة وقاطعة ..أن تكون أو لاتكون.

يعاندنى قلبى ويُلح فى عناده ،ويتمرد.. محاولاً كسرى وكسر همتى وتسريب الوهن إلى روحى ..لكن إرادة الحياة أكثر عنداً وأعظم صموداً.

ويتلقفنى الماغوط بين يديه ويضمنى لصدره ،باعثاً أملاً يتوارى ،وألا أرفع راية استسلامى .. مهما كانت الأسباب . ،ومعاً نصعد الهضبة . ويقدم لى الهضبة ..قصيدة من روائعه.

الهضبة

لاتصفعنى أيها القدر
على وجهى أمتارٌ من الصفعات
هاأنا
والريح تعصف فى الشوارع
أخرج من الكتب والحانات والقواميس
خروج الأسرى من الخنادق.
أيها العصر الحقير كالحشرة
يامن أغريتنى بالمروحة بدل العواصف
وبالثقاب بدل البراكين
لن أغفر لك أبداً
سأعود إلى قريتى ولو سيراً على الأقدام
لأنثر حولك الشائعات فور وصولى
وأرتمى على الأعشاب وضفاف السواقى
كالفارس بعد معركة منهكة
بل كما تعبر الكلاب المدربة حلقات النار
سأعبر هذه الأبواب والنوافذ
هذه الأكمام والياقات
محلقاً كالنسر فوق خفر العذارى وآلام العمال
باسطاً جناحى كالسنونوعند الأصيل
بحثاً عن أرض عذراء
كلما لامسها كوخ أو قصر
أمير أو متسول
وثبت جامحةً فى الهواء
كالفرس الوحشية إذا مسها السرج.
أرض ،
لم توجد ولن توجد إلا فى دفاترى
حسناً أيها العصر
لقد هزمتنى
ولكننى لا أجد فى كل هذا الشرق
مكاناً مرتفعاً
أنصب عليه راية استسلامى.

29 - ديسمبر - 2008
حسرة الأغنية..التى لم تتم
حسرة الأغنية..التى لم تتم .".اليأس"    كن أول من يقيّم

(12)
 
اليأس
 
 
سنة الحياة التغيير، ومراحل الإنسان ..طفولة ، صبا ، شباب، رشد ، شيخوخة.

تتغير الآراء وتتبدل الرسوم،تشيخ الوجوه، ويتغضن الجلد،ويشتعل الرأس شيبا.
كانت لى جدة أم أبى يرحمهما الله،،،ونظراً لصغر أمى التى ولدتنى وعمرها 16 سنة وبعد سنة أو أكثر ولدت شقيقى وفى هذا العمرالصغير، أصبحت أماً،،،
قامت جدتى بتربيتنا والسهر علينا ولم نفارق حضنها صباحاً ومساءاً،كنت أشعر أن أمى الصغيرة مهمومة بنا ،والدى يكبرها بخمسة عشر عاما .حنوناً ومبتسماً وإنساناً ،كان الأمان لأمى والطمأنينة لجميع العائلة.

فى خلال عشر سنوات أو أكثر.. صرنا أربعة صبيان وبنتين ،أظن أن أمى تاهت بيننا وأزدحمت عليها الأعباء وتراكمت المشاكل .

أول من يصحو وآخر من تنام..مابين جيش الأولاد والزراعة والفلاحة وتعدد المسؤليات ،تاهت أمى .لكنها كانت قوية بما يكفى وشجاعة وصامدة وحريصة على الحياة بقوة وحزم وشدة.و رغم صغرها ،تمتلك الحكمة والسيطرة والحزم وتسيير الأمور بشكل مستقيم وواضح،أحبها الجميع وكانوا لها عوناً فى تحمل الأعباء.

حتى هذه اللحظة ،أجد أمى وقد علاها الشيب وذهب بعض جمالها الهادىء ،وهى بصحبةأولادى.. بسمة أو يوسف ، إلا وتسرى فى روحى فرحةعارمة تأخذ بقلبى .

أتذكر جدتى ..وحكاياها الكثيرة عن الجن والعفاريت،عن الشاطر حسن وست الحسن والجمال،عن أجدادى وأجدادها،النبع الثرى بالقصص والحكايات ،حكايات جدتى ..من أورع ما صادف أذنى وشغل عقلى ،كنت أسمع بعينى وأفكر بأذنى .
وتمر الأيام وأرى جدتى بشعر أبيض ناصع،لكنها تحتفظ بجمال لايزول ،وفى يوم دخلت عليها جحرتها ورأيتها تضع الحناء على شعرها الكث الطويل ،سألتها بطفولة شقية :شعرك الأبيض أحسن!
ضحكت وقالت: الناس لايعجبها الشعر الأبيض حتى فى الرجالة ،إزاى ترضى به النسوان!!

وتمر السنون وفى الصبا الغض أقرأ بالفرنسية ،التى أحاول الآن استعادتها والقراءة بها ، كتاب العبقرى شارل بودليرle spleen de paris قصائد نثرية قصيرة ،وأخيراً تم ترجمته إلى العربية " سأم باريس أو ضجر باريس" أتذكر منه هذه القصيدة النثرية ،بترجمة رائقة وملتزمة بالنص الأصلى ، للأستاذ/محمد أحمد حمد.

يأس العجوز


شعرت العجوز القصيرة المجعدة الوجه بفرح غامر لرؤية هذا الطفل الجميل الذى كان يحتفى به كل إنسان ،والذى كان العالم كله يرغب فى إرضائه،هذا الكائن الفاتن،شديد الهشاشة مثلها،العجوز القصيرة ومثلها أيضا كان بلا أسنان.
واقتربت منه راغبةً فى تقديم ابتساماتها ووجهها البشوش ،ولكن الطفل الخائف جفل من مداعبات المرأة الطيبة الهرمة ،وملأ البيت بصرخاته.
وحينذاك ،تراجعت المرأة الطيبة إلى عزلتها الأبدية،وراحت تبكى فى أحدالأركان قائلة لنفسها:
- واسفاه لنا نحن النسوة المسنات التعسات، لقد ولى زمن الإعجاب بنا حتى من الأبرياء ، وصرنا نلقى الرعب فى قلوب الصغار الذين تدفعنا الرغبة إلى حبهم.

29 - ديسمبر - 2008
حسرة الأغنية..التى لم تتم
حسرة الأغنية..التى لم تتم "لماذا يموت الشاعر مبكراً؟"    كن أول من يقيّم

(13)
لماذا يموت الشاعر مبكراً؟
 
رحلة العبقرى شارل بودلير مع الحياة، كان قصيراً.
وهكذا ،فى مقتبل العمر،يموت الشعراء .
أتساءل والسؤال لاينطفىء لهيبه ،لماذا يموت الشاعر ؟؟
ألإنه استشعر مالا يستشعره الآخرون!!
ألإنه وقد تكشفت أمامه النهايات ،فآثر أن يستعجل النهاية !!

وهكذا استعجل بودلير الموت وناداه .


الملاح المحنك

يا موت !.. أيها الملاح المحنك ،
الموكل بسفر الأرواح ،
آن الأوان فارفع المراسي،
وهيئ لنا الرحيل
مللنا المقام هنا – يا موت! ..
فعجل الرواح
وإن يكن –أيها الملاح!–
قد أدلهم
أمامك البحر والسماء
فإن نفوسنا التي ألمت بها –
يشع منها الضياء.

29 - ديسمبر - 2008
حسرة الأغنية..التى لم تتم
حسرة الأغنية..التى لم تتم "السجن"    كن أول من يقيّم

(14)
 
السجن
 
سجناءالرأى ..
قضية شغلتنى كثيراً وكثيراًجداً.
بسبب الرأى تٌفرض القيود وتُبنى السجون وتُقصف الأقلام .
مرةً ذقتُ طعم السجن بسبب الرأى ،أُخذت ليلاً على حين غرة.
وفوجئت بمتاريس وسلاسل وأغلال وعساكر وضباط وسيارات مدرعة تحيط بالمنزل.
كان عندى قضية مهمة فى الأسكندرية فى اليوم التالى.،ولابد من حضورها بأى ثمن.
كان أحد الضباط زميل دراسة .لم تشفع له كلماتى فى تركى لحضور القضية ثم ذهابى إليهم بعد عودتى .
أستقر الرأى على أخذ شقيقى الأصغر، رهينة لحين عودتى .
خفتُ عليه من البهدلة وتملكنى الذعر ،طلبتُ أن يكون فى مكانٍ آمن!! لحين عودتى .
طلب شقيقى الجلوس فى مسجد داخل مبنى الأمن .
عدتُ بعد حضور جلسة القضية ،خائفاً ومرعوباً على شقيقى .لكنهم كانوا رحماء به ،فلم ينل منهم سوى بعض مشاكسات الجنود ورزالتهم المقيتة.
قلتُ لهم دعوا شقيقى يخرج وها أنا بين أيديكم
تم السؤال عن زيد وعبيد ونطاط الحيط .ولماذا ولماذا ولماذا كان معك ؟وكلامك الناقد للنظام وتطاولك على القيادة السياسية..إلخ
كانت لحظات مرة ومريرة وصعبة على والدتى وزوجتى وأولادى .
كانت ليلة ونهاراً طويلاً .
كل ذلك بسبب رأى نطقتُ به .


وتذكرتُ آنذاك ..الشاعر نجيب سرور،وهو يقول:

ياحارس السجن ليه خايف من المسجون
هيه الحيطان إللى      بينا قش ياملعون
والا السلاسل ورق ولا السجين شمشون

29 - ديسمبر - 2008
حسرة الأغنية..التى لم تتم
حسرة الأغنية..التى لم تتم "دموع زرقاء"    كن أول من يقيّم

(15)
 
دموع زرقاء
 
أن تتأرجح بين طرفين مشدودين ،حبك للوطن والدفاع عنه ضد الفساد والرشوة والقمع والإرهاب والتسلط ،وثمن هذا الحب أفدح مايكون..وبين العجز والصمت والسير بجانب الحيط ،مؤثراً السلامة والحياة بأقل القليل من متاعها.
شتان بين هذا وذاك .وهنا كان ضحايا الحرية على مر العصور .
الأرجوحة للماغوط ..روايته الوحيدة
فهد التنبل ..الباحث عن الحرية والديمقراطية والوطن والشعب و..و..و
قرأتها وعشت بين سطورها وأحداثها، سجيناً ومهموماً .

بحثتُ فيها عن نفسى وعن وطنى وعن قلبى الجريح المجروح ،الذى ضاق بى فآذانى وألزمنى الفراش والصمت لفترات قد تطول.

ف "الفرح ليس مهنتى" وال"حزن فى ضوء القمر"
آهٍ منك ياقلبى الجريح ..
وآه من سطورك ..أيها الماغوط ، فدموعى كدموعك زرقاء من الحزن.
"
دموعى زرقاء
من كثرة ما نظرت إلى السماء ويكيت
دموعى صفراء
من طول ماحلمت بالسنابل الذهبية
وبكيت
فليذهب القادة إلى الحروب
والعشاق إلى الغابات
والعلماء إلى المختبرات
أما أنا
فسأبحث عن مسبحة وكرسى عتيق...
لأعود كما كنت،
حاجبا قديما على باب الحزن
مادامت كل الكتب والدساتير والأديان
تؤكد أننى لن أموت
إلا جائعاً أو سجيناً"

محمد الماغوط

29 - ديسمبر - 2008
حسرة الأغنية..التى لم تتم
شكراً..أستاذة ضياء    كن أول من يقيّم

شكراً ..أستاذة  ضياء
*******
معذرة ياصحبتى
لم تثمر الأشجار هذا العام
فجئتكم بأردأ الطعام
ولست باخلاً
وإنما مقفرة حقول حنطتى .
 
معذرة ياصحبتى
فالشمعة الوحيدة التى وجدتها بجيب معطفى
أشعلتها لكم
لكنها معروقة لهيبها دموع
معذرة ياصحبتى
قلبى حزين
من أين آتى بالكلام الفرح.
 
          صلاح عبدالصبور

29 - ديسمبر - 2008
حسرة الأغنية..التى لم تتم
حسرة الأغنية..التى لم تتم "قصائد قصيرة"    كن أول من يقيّم

(16)

قصائد قصيرة
********
الشاعرة الكويتية
سعدية مفرح


انفصال

أنت فى دمى
............
................
أنا المثخنة الجراح الآن
ودمى الذى يسيل خارجاً من داخلى
ينفصل عنى رويداً
رويداً
فأتخشب اصفرارا
ويتخثر احمرارا
وأنت ..........
أين صرت الآن؟!

*********
مشروع

حين أكون وحيدة فى الغرفة الوحيدة التى تحتوينى
تنتابنى رغبات عظمى فى تخريب الكرة الأرضية
.................
................
فلتطمئن أيها العالم الخائف
مفتاح غرفتى المغلقة ليس معى دائما.

*************
لماذا؟؟؟

لماذا يترك الولد الذكى
بلاده
نحو الغواية
والنوى
وفنادق الغرباء
والليل الطويل
ورداءة الطقس
والجوى
ومساحة بوسع القلب
للبوح النبيل؟

30 - ديسمبر - 2008
حسرة الأغنية..التى لم تتم
حسرة الأغنية..التى لم تتم "شاعر من فلسطين"    كن أول من يقيّم

(17)
 
شاعر من فلسطين
 

 
فى يوم 14/5/1993م الساعة الثامنة مساءً ،كان فى زيارتى ،بمنزلى ،الشاعر الفلسطينى الراحل /مروان محمد برزق ،نتبادل الأحاديث والهم العربى والصراع على أرض فلسطين الطاهرة ،فلسطين الأقصى والجليل،فلسطين الرصاصة والبندقية،فلسطين السفرجل والبرتقال.
الشيب يكلل هامته ،متوجاً إياه بثأر السنين الطويلة فى الجهاد والمقاومة والصمود.
وفجأة طلب منى ورقاً وقلماً ،وانتحى جانباً ،جالساً على مكتبى ،إذ كنا بغرفة المكتبة .
وبعد وقت ليس بالطويل ،أعطانى ورقتين بهما قصيدة "المبعدون" 14بيتاً.
وأقرأ قصيدة حارقة صارخة تندد بالإفك الصهيونى للمبدعين الفلسطنيين ورفض الصهاينة دخولهم إلى غزة الصامدة .
هذه القصيدة وبخط الشاعر الراحل وبالمداد الأخضر ..ظلت مخطوطة ومحفوظة لدى طوال السنين الماضية ،كنت حريصاً عليها ،حرصى على الحياة.
الآن ..أجد أن الأمانة تحضنى حضاً على نشر هذه القصيدة القنبلة.
تحية لصديق عزيز وشاعر عظيم .
أهدانى إياها ،وأترككم تقرأون ..وتظل فلسطين الملتقى والعناق.
فليرحمك الله جل شأنه، شاعرى الكبير وصديقى الأعز ..طيب الله ثراك وغفر لك وشملك بعفوه ورضاه.



 
المبعدون
 
هـذا زمـان الـشـد  فاشـتـدىوحطمـى كـل مأفـون ومـرتـد
فى ساحك الوعر كم ولت جحافلهـمشماء حين دعا الداعى إلـى  المـد
حرائر فيك كـم جـادت بمعتصـموكنت فى نائبـات الدهـر كالسـد
جبينك الصخر لم يركـع لطاغيـةيسومك الحتف بين القيـظ والبـرد
تلك المنافى على الأتـراح شاهـدةلطغمـة جنحـت للإثـم  والصـد
ركب الأشقاء فى صمت وفى  وسنمن استكانوا ومن خانوا عرى الوجد
فى نفيك إنزرعت أمجادنـا  حقبـاًطوبـاك عنقـاء كنعانيـة المجـد
ببحرك اللجب الأعصـار صاديـةمضت تعانق شمس النصر  والغـد
يامبعـدون لكـم تحنـوا مرابعنـايازهرة أينعت من جرحنا  الصلـد
ونجمـة بـددت ديجـور غربتنـاسيف لعنق الخنا والمـارق الوغـد
ما طأطأت بلظى الجلى  عزائمكـموتترعون كؤوس الخـل  كالشهـد
أنتـم بـلال وللأقصـى  مؤذنـهالمعمـدان بنـا ديمومـة العـهـد
هذى حقوق الجياع المرد  ناصعـةلاتسترد مـن الشطرنـج  والنـرد
إلا بسمر القنا أوفى المـدى حجـردما شهيد هوى فـى ظلمـة اللحـد

30 - ديسمبر - 2008
حسرة الأغنية..التى لم تتم
حسرة الأغنية..التى لم تتم "االخروج من غرناطة"    كن أول من يقيّم

(18)
 
الخروج من غرناطة
 
وتظل الأندلس العربية.. دمعة رقراقة .. تملأ المآقى .
ولحظة الرحيل النهائى فى 2يناير 1492م .لحظة دامية على حضارة إنسانية زاهرة،وغروب الحكم العربى ورحيل آخر ملوكها ..محمد أبو عبدالله ،مع كبار الأشراف العرب،إلى المنفى فى بلاد المغرب العربى.

وها هو شاعر الأندلس الأشهر أقصد أسبانيا..

فعندما سئل عن سقوط الحكم العربى لغرناطة عام 1492م .يجيب قائلاً:

"
لقد كان يوما أسود،رغم أنهم يذكرون لنا عكس ذلك فى المدرسة.
لقد ضاعت حضارة مدهشة،وشعر ،وفلك،ومعمار،ورقة لانظير لها فى العالم،وحلت محلها مدينة فقيرة ،خانعة ،تذخر بطالبى الصدقات،وحيث توجد الآن أسوأ طبقة برجوازية فى أسبانيا"

أكاد ألمس أحزان هذا الشاعر وأشم حريق الألم بوجدانه.
من وراء التلال والجبال وعبر السهول والأودية ..أرى لوركا، يعدو حاملاً دفتره وقلمه وينظر فى الأفق البعيد،متحسراً على حضارة زاهرة .
ويشب الألم الحارق بروحه ،ويكتب ،بدم قلبه، قصائده ،وكان الموت له بالمرصاد.


""اليوم أشعر فى فؤادى باختلاجات غريبة
للنجوم
ولكن خطواتى تفقد مسارها
فى روح الغيوم
الضوء يقطع أجنحتى
وعذابات أحزانى
تغمر ذكرياتى فى نبع أفكارى

********
كل الورود بيضاء كأحزانى.
وليس البياض فى الورود ذاتها
بل ان الثلج قد غطاها
وقبلاً سطع عليها قوس قزح.
والروح أيضاً تعرف ثلجها
وثلج الروح له ندف من القبلات
وأشكال تسقط فى قاع الظلمة
أو فى نور من يفكر فيها.

***
ويسقط الثلج من أعلى الورود
ولكن ثلج الروح يبقى
وتصوغ منه قبضة الزمان كفناً أبدياً

*********
هل ياترى يذوب الثلج
حين يحملنا الموت إلى غياهبه؟
أم سيكون هناك ثلج آخر
وورودأخرى أكثر كمالاً؟
هل سيحل علينا السلام
كما قال لنا الرب
أم لن يكون هناك حل أبدا
للمشكلة؟

***
وماذا لو كان الحب خداعا؟
من يشجعنا على الحياة
لو جرفنا الشفق
فى تيارات العلم الحقيقى
"علم" الخير الذى يكاد لايكون له وجود
و"علم" الشر الذى يكمن فى كل طريق؟

******
لو أن نور الأمل انطفأ
وبدأ عصر بابل
أى مشعل سينير الطريق على الأرض؟

*******
لو أن الزرقة مجرد حلم
ماذا سيكون من أمر البراءة.
ماذا سيكون من أمر الفؤاد
لو أجدبت ينابيع الحب؟
لو أن الموت هو موت
ماذا سيكون من أمر الشعراء
ومن أمر الأشياء النائمة
التى لم يعد أحد يتذكرها؟
أه.. ياشمس الآمال الرقراقة!
أيها القمر الجديد!
يا أفئدة الأطفال!
يا أرواح الأحجار الصلبة!
اليوم..أشعر فى فؤادى باختلاجات غريبة
للنجوم
وكل الورود بيضاء كأحزانى.""
ترجمة /ماهر البطوطى

30 - ديسمبر - 2008
حسرة الأغنية..التى لم تتم
حسرة الأغنية..التى لم تتم "كابوس الحرب"    كن أول من يقيّم

(19)
كابوس الحرب
 
فدوى طوقان ..اسم كبير لشاعرة كبيرة،عشتُ معها أرصد رحلتها الجبلية .
عايشتها وصحبتها طويلاً .
كان حلمها أن ترى وطنها فلسطين محررأ من الدنس الصهيونى.
كانت أغنية حزينة لوطن حزين، لشعب يعيش فى الأصفاد.. مغلولاً وسجيناً .
كان حلمها أن تصنع عالماً جميلاً.
****

هذا الكوكب الأرضي

لو بيدي
لو أني أقْدر أن أقْلِبه هذا الكوكبْ
أن أفرغه من كل شرور الأرضْ
أن أقتلِعَ جذورَ البُغضْ
أن أُقصي قابيلَ الثعلبْ
أقصيه إلى أبعد كوكبْ
أن أغسل بالماء الصافي
إخْوة يوسفْ
وأطهّرُ أعماق الإخوة
من دنسِ الشرْ
***
لو بيدي
أن أمسح عن هذا الكوكبْ
بصمات الفقرْ
وأحرّره من أسْر القهرْ
لو بيدي
أن أجتثّ شروش الظلمْ
وأجفّف في هذا الكوكبْ
أنهار الدمْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع للإنسان المتعبْ
في درب الحيرة والأحزان ْ
قنديل رخاء واطمئنانْ
أن أمنحه العيش الآمِنْ
لكن ما بيدي شيْء
إلاّ لكنْ
لو أني أملك أن أملأه هذا الكوكبْ
ببذور الحبّْ
فتعرِّش في كلّ الدنيا
أشجار الحبّْ
ويصير الحب هو الدنيا
ويصير الحب هو الدربْ
***
لو بيدي أن أحميه هذا الكوكبْ
من شر خيار صعبْ
لو أني أملك لو بيدي
أن أرفع عن هذا الكوكبْ
كابوس الحربْ

30 - ديسمبر - 2008
حسرة الأغنية..التى لم تتم
 80  81  82  83  84