البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صبري أبوحسين أبوعبدالرحمن

 7  8  9  10  11 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الحكم المملوكي في مرآة الشعر    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

هذا، وقد شهد عصر المماليك أحداثًا جسامًا حيث غزا التتار بلاد الشام فاستولى تيمورلنك على حلب الشهباء، ثم توجه بجموعه الكثيرة إلى جنوب بلاد الشام فدخل مدينة حماه، ثم دخل مدينة حمص سلمًا، ولم يلاق بها أية مقاومة، وإنما تركها تقديرًا لقبر الصحابي الجليل خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ!!! وقد أثارت هذه الحادثة قريحة المؤرخ ابن عربشاة فقال:
ألا لا تجاورْ سوى الخير يـ           ـن أحيا وكن جارَهم في القبورْ
ألم تر حمصَ وسـكانـها              نجوْا مـن بحار بلايـا تمـور
لأنهمُ  جـاوروا  خـالدًا               ومن جاور الأتـقيـا لا يبـور
        وقد استطاع سلاطين المماليك أن يدحروا التتار وأن ينهوا بقايا الاستدمار الصليبي في بعض الثغور الساحلية.  وانطلقت حناجر الشعراء تنشد فرحة المسلمين، وأخذ الأدباء يدونون الانتصارات بدءًا من معركة عين جالوت سنة 658هـ ، فكانت هذه الحروب والأحداث معين الأدباء أجمعين ومبعث إلهامهم الثرِّ.  ولا يطلق الحناجر مثلُ الانتصار أو الانكسار حيث الرهبة أو الرغبة.
 فعلى سبيل المثال نجد شاعرًا يسجل انتصار السلطان المملوكي سيف الدين قطز، قائلاً:
هلك الكفر بالشآم جميعًا     واستجدَّ الإسلام بعد دحوضه
بالمليك المظفر البطل الأر   وع سيف الإسلام عند نهوضه
ملك جاءنا بعـزم وحـزم    فاعتززنا بسـُمْـره وببيضه
أوجب الله شكر ذاك علينا    دائمًا مثل واجبات فروضه([1])
 
وفي المقابل نجد ابن إياس الشاعر المؤرخ (ت نحو 930هـ)يسجل زوال مُلك المَلِك الأشرف الغوري بعد معركة ضارية مع العثمانيين قائلًا:
اعجبوا للأشرفِ الغوري الذي                        مـذ تناهى ظلمه في القاهرةْ
زال عـنه مُلكه في سـاعةٍ                        خسـر الدنيا إذنْ والآخــرةْ
ونجد الشعر ـ أيضا ـ ينتقد السياسة الداخلية للمماليك حيث الاعتماد على تولية نواب الأقطار بسرعة وعزلهم بسرعة بقصد عدم إطالة مدة ولايتهم .
  يقول الشاعر:
هـذي أمـور عــظــامٌ         مـن بعضـها القلبُ ذائـبْ
مــا حـالُ قـطـرٍ يـليه         في كلِّ شهرين نائــــبْ
ولاشك في أن هذه حال مضطربة لا استقرار فيها وتكون دائمًا على حساب الرعية ومصالحهم، فهم الذين يَصْلَوْن نارها، ففي كل يوم نائب جديد وسياسة جديدة وأهواء جديدة وأطماع وأعوان.  
وهذا الشاعر سبط بن الظاهر(649ـ 733 هـ ) يصبُّ جامَّ غضبه على الطبقة الحاكمة وحاشيتها المستبدة، بقوله:
لقد فاز بالأموال قومٌ تحكموا            وكان لهم مأمورها وأميرُها 
ويفصل هذا البيت المجمل قول القائل:
ذو الحمقِ يُكرَه ثم يُقضَى حقُّـــه       و أخـو الكيـاسة يسـتطابُ فيُـحرَمُ
وبـضـد ذا كـان القياسُ وإنـما       هـذا الزمـانُ يجورُ فيما يحكــــمُ


([1]) مطالعات في الشعر المملوكي والعثماني ص92 نقلاً عن المختصر2/206. وروي صدر البيت الثاني بدون لفظة(البطل) ومن ثم ينكسر البيت!!!

23 - يناير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
الفساد الاقتصادي    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

وقد تبع هذا الفساد السياسي حالة اقتصادية سيئة، صورها شهاب الدين بن الأعرج السعدي) ت785 هـ) بقوله:
وكيف يرومُ الرزقَ في مصرَ عاقلٌ                  ومـن دونه الأتراكُ بالسيفِ والـتُّرسِ
وقد جمعته القبْطُ مـن كلِّ وُجهـةٍ                 لأنفسهـم  بالربع ِ والثمـنِ والخمـسِ
فللتركِ و السلـطانِ ثلثُ خراجـها                  وللقـبـط نصف والخلائق في الـسدسِ
وهذه التوزيعة الاقتصادية التي قررها الشاعر حقيقة موجودة في كل بيئة ينتشر فيها الفساد السياسي والاقتصادي ويجتمعان معًا، فيكون الشعب الضحية، الذي يسقط عمَّاله وموظفوه في أخطاء و معايبَ لا تُحصى، عدَّد الشاعر شرف الدين البوصيري بعضها في قوله يصوِّب وابل سخريته على طبقة الموظفين، فاضحًا المستخدمين من العُمال والجُباة والقضاة والكتاب، يقول:
ثكِـلْتُ طوائفَ المستخدِمينـا                   فلم أر فيهمُ رجلاً أمـيـنـا
فـخذْ أخبارهم مني شفاهًـا                    وأَنْـظـرني لأخبـرك اليقينا
  فقد عاشرتهم ولبثت فيهـم                    مع التجريبِ من عمري سنينا       
 حوتْ بلْبَيْسُ طائفة لصوصًا                     عدلتُ بواحـدٍ منهـم مئيـنا
فكتاب الشمالِ هم جميعـًا                     فلا صحبتْ شمالهـمُ اليـمينا
وقد سرقوا الغلالَ وما علمنا                   كما سرقتْ بنو سيفِ الجرونا
وجل النـاس خـوان ولكن                  أُنـاسٌ منهـمُ لا يستـرونـا
ولولا ذاك ما لبسوا حريـرًا                  ولا شربوا خـمور الأندريـنا
ولا ربـوا من المردانِ قومًا                 كأغـصان يقُمْنَ و ينحنـيـنا
ولم ينفعهم البرطيلُ شـيئًـا                 ومـا ازدادوا بـه إلا ديـونا
وقد تعبت خيولُ القوم مـمَّا                 يطوفـون البلاد ويرجـعـونا
فواضح مدى تركيز البوصيري على هجاء هؤلاء بالخيانة وسوء الأمانة، وفحش السلوك، والإغراق في الرشوة واستعمال الوسائل المختلفة التي تتسبب في كل أموال الناس بالباطل .
وهكذا قدمت هذه النماذج ـ وغيرها كثير ـ دلالة على أن الشعر ـ فنَّ العرب الأول ـ ما زال يقدم دورَه في التعبير عن أدواء المجتمع وآلامه، سواء على مستوى القمة أو القاع، كما أنه تحول إلى لسان العامة يعبرون به ـ وفيه ـ عن همومهم ومعاناتهم، وينفسِّون عن كُرَبِهم وانقباضهم. ولذلك كان الشعر ـ وسيظل ما بقيت لغةُ القرآن الكريم ـ ديوانَ العرب وسجلَّ أيامهم ومدوَّنةَ وقائع حياتهم في كل عصر ومصر.

23 - يناير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
النابغة الذبياني في الميزان العُمري    كن أول من يقيّم

النابغة الذبياني في الميزان العُمري
 وكان عمر بن الخطاب t يعد النابغة أشعر العرب فقد روي عنه t أنه قال: يا معشر غطفان من الذي يقول:
أتيتك عاريًا خلَقًا ثيابي      على خوفٍ تُظَنُّ بيَ الظنونُ

قلنا النابغة0 قال: ذاك أشعر شعرائكم([1]).
 
 وروى الشعبي أن عمرt قال: من أشعر الناس؟ قالوا: أنتم أعلم يا أمير المؤمنين0قال: من الذي يقول:
إلا سليمانَ إذ قال الإله له:      قم في البرية واحددها عن الفند
 
وخيِّسِ الجن إني قد أذنتُ لهمْ    يـبنون تدمرَ بالصفَّاح والعَمَدِ
 
قالوا النابغة0قال: فمن الذي يقول:
 حلفت فلم أترك لنفسك ريبةً    وليس وراء الله للمرء مذهب
 
لئنْ قد بُلِّغتَ عني وشايةً        لَمُبلِّغُك الواشي أغشُّ وأكـذب
 
ولست بمستبْقٍ أخًا لا تلمُّه     على شَعَثٍ أيُّ الرجال المهذبُ؟!
قالوا النابغة0قال: فهذا أشعر العرب([2])0
 
فعمر-رضي الله عنه- هنا يوضح لنا أشعر العرب في رأيه مدللاً على ذلك بنماذج من الشعر اشتملت على جمال العبارة وقوة المعنى وبراعة التصوير، ولا شك في ذلك فهي أشعار لشاعر مطبوع كريم اللفظ والمعنى, انتقلت سمعتُه بين القبائل واشتهرت في الأسواق, والمواسم وكان حكمه مقبولاً ورأيه سديدًا, وكان شاعرًا رفيع الطبقة حتى عُدَّ من أمراء الشعراء وزعماء القول, وقد قال عنه ابن رشيق في عمدته:"إن شعره كان نظيفًا من العيوب لأنه قاله كبيرًا ومات عن قرب ولم يهتر[3] أي لم يخرف ويضعف عقله], وكان أحسنهم ديباجة شعر وأكثرهم رونق كلام وأذهبهم في فنون الشعر وأكثرهم طويلةً جيدةً ومدحًا وهجاءً وفخرًا وصفةً"[4]0
 
ولا أدل على صدق موقف عمر من النابغة مما روي أن أبا بكرt كان يقدم النابغة ويقول:" هو أحسنهم شعرًا وأعذبهم بحرًا وأبعدهم قعرًا"[5]0



[1] -  ديوان النابغة: ط, 5 دار صادر0بيروت0، وراجع في مرآة النقد العربي القديم 70، 71 0، د/فتحي أبوعيسى
[2] - ديوان النابغة: 5-6 دار صادر، وراجع في مرآة النقد العربي القديم: 70-71 0
[3] - العمدة: 1/99 0
[4] - السابق: 1/99 0
[5] - السابق0

23 - يناير - 2008
عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- ناقدًا أدبيًّا
امرؤ القيس في الميزان العمري    كن أول من يقيّم

 
ونجد لسينا عمر- رضي الله عنه- موقفًا نقديًّا في موطن آخر
 
يفضل امرأ القيس؛ فقد رُوِي أنه قال للعباس بن عبد المطلب,
 
وقد سأله عن الشعراء:"امرؤ القيس سابقُهم: خسَفَ لهم عينَ
 
الشعر، فافتقر عن معانٍ عُورٍ أصح بصر"[1]0
 
ويفسر ابن رشيق  مقولة عمر هذه فيقول:" قال عبد الكريم: خسف لهم" من الخسيف وهي البئر التي حفرت في حجارة فخرج منها ماء كثير، وجمعها خسف.
وقوله" افتقر" أي: فتح، وهو من الفقير، وهو فم القناة.
وقوله" عن معان عور"يعني أن امرأ القيس من اليمن وأن اليمن ليست لهم فصاحة نزار، فجعل لهم[ معاني] عورًا فتح منها امرؤ القيس أصح بصر"[2]0
                     
وما زال في التراث العُمري كثير من الرؤى النقدية النظرية والتطبيقية التي تحتاج قراءة ومفاتشة ومحاورة. وليرجع في ذلك إلى كتاب نصوص النظرية النقدية للدكتور وليد قصاب. صبري أبوحسين 

 

[1] - العمدة: 1/94 0
[2] - السابق: 5 0

23 - يناير - 2008
عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- ناقدًا أدبيًّا
قصيدة الفذ الفصيح    كن أول من يقيّم

الفذُّ الفصيح
[في تقدير شخص الأستاذ الدكتور محمد خليفة الدناع]
 
أنـادي مُلهـمي شعرًا، أنادي      رسـولَ الشعـر ينفحني مدادي
 
فـإني معـجب، أحيا شغوفًا       بـفـذٍّ قـد تـميَّز وسْـطَ أجياد
 
سأبني مـن مديح الفذِّ شعرًا       يُـرَدَّدُ كـلَّ حـينٍ في النـوادي
 
 مـديـح الفـذِّ حـقٌّ لا رياء      تـقـرر فرضــه بيـن الـعـباد
 
خـبـير في الإدارة لا يبـارى     ونـجـم فـي مجـامـعنا وهـادي
 
إذا وُجِـد التسيُّـب كان سيفًا         صـقيلاً فـي محـاربة الفـسـاد
 
عـمـيق فـي الأصالة نبـع فـكر    وأســتاذ يـطـوِّر كـل شادي
   
عـميد النحـو والصرف المفدَّى      وفـحـل في فصاحتـه وحـادي
 
يـذكـرنا بأعـلام لـفـصحى      "خـليـلٌ"، "سيبـويهٍ" أو "مُرادي"
 
"محـمدَنا" وهاديـنـا دوامًـا        لـخيـراتٍ تُعـمِّـر كـلَّ وادي
 
لعمـرُكَ ما يفوتُك أيُّ لحنٍ         فـتـدحـضـه بنـصٍّ واجتهاد
        
        فـأنت المقصد الأنحى بعلمٍ        يُـنـادَى عقلُـكم عند التنـادي
 
إذا أفصحتَ كالحاسوب حفظًا        تُـقـدِّم كـلَّ فـكـرٍ مُـستـفادِ
 
وإن حُكِّـمْتَ لم تَـأْبَهْ بحِـبٍّ         وجـئتَ بحـقِّنا كالشمس بادي
 
وما حـقَّرْتَ مَن سلفوك، كلَّا          ولـكن كنـتَ مُتَّبِـعَ السـداد
 
إذا العُمَداء عُدُّوا كنتَ نجمًا          كمسك الطِّيـب يـزهو بالغوادي
 
فعشْ مسرورَ نفسٍ في حياةٍ          فـذكرُك في الحواضر والبوادي
شعر د/صبري فوزي عبدالله أبوحسين
أستاذ الأدب والنقد المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي
15/1/2008م

24 - يناير - 2008
قصيدة(ثناء ووفاء)
لا فض فوك يا أخي    كن أول من يقيّم

أخي الدكتور يحيى أدعو لك بهذا الدعاء النبوي الشريف( لا يفضض الله فاك) على هذا الاقتباس الرائع الذي أضاف كثيرًا جدًّا إلى جهدي الأوَّلي في هذا الموضوع الذي حاولت من صنعه بيان الجانب الثقافي الرائع في الشخصية الصحابية؛ فلم يكن الصحابة -رضوان الله عليهم- جامدين ولا مُتَزَمِّتين، بل كانت لهم جوَلات مع الكلمة المتأنِّقة حفظًا وتذوقًا وتوجيهًا، وهم في ذلك مقتدون بنبينا الخاتم -صلى الله عليه وسلم- ومن ثََمَّ فإني أدعو من خلال هذه الصفحة النِّتَّية إلى ما يُسَمَّى( النقد الأدبي الصَّحابي). أخوك المحب والمقدر. صبري أبوحسين

27 - يناير - 2008
عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- ناقدًا أدبيًّا
قصيدة الفنان الإنسان    كن أول من يقيّم

(في مدح أستاذي الدكتور محمود علي السمان، بارك الله فيه):
أهلي الأزاهـرة الكرام     أهـديـكمُ مـني الـسلام
سمَّانُكم رمـز الهـدى     سمَّـانـُكـم رجـل همام
فلتحفـظـوه دائـمـًا     ولترفـعوه فـي المـقـام
فهو المـعـلم جيـلَـنا    وهـو المـشـجِّـع للنظام
وهو المـربـي ذوقـنا   وهـو المـوجــه للأنـام
وهو الأديـب مـفصِّحًا   شـعـرًا ونثــرًا فـي دوام
وهو المعـوِّد جمـعَـنا   حـب النـقـيِّ مـن الأنـام
وهـو المحـاربُ شرَّنا   وهـو المـزيـل لذا الضرام
وهو المشيـع لخـيرنا   فـي قـومـنا رغـم اللئـام
سمـانُـنا شيـخ لـنا    مـقدامـنا فـهـو الإمـام
سمانُنـا رمـز لـنا     نـحـيـا بـه دومـًا كـرام
مهـما نقـلْ فيه فلن     يـفـيَ البـيـان أو الكـلام
أهـلَ الأزاهـرة العظام    زُمَـرَ الهدى رسـل السلام
اُدعُـوا إلـهـي ربَّنا      يحفـظْ لنـا شيـخ العظام
ولْيرْفَـعنَّ مـقـامـه    دنـيـا وأخـرى فـي تمام
  30/7/ 2000م

27 - يناير - 2008
قصيدة(ثناء ووفاء)
قصيدة الأستاذ الفنان    كن أول من يقيّم

(في مناسبة عودة الأستاذ الدكتور صابر عبدالدايم إلى كلية اللغة العربية من الزقازيق من إعارته الثانية، وإحيائه للمنتديات الأدبية بالكلية، بعد مَواتها حينًا من الدهر!!!):
حمدًا لرب العالمين الـناصـرِ            حامي النُّهـى ما  مثلُه مـن قـادرِ
أحيـا قلوبَ نفوسِنا متفضـلًا            بـرجـوع مـقـدامٍ لنـشءٍ  ذاخر
سيحـوطنا برعاية وعنـايـة            هـو مُرتَقانا فـي المكان الفـاخـر
فيه الصفا، فيه النقا دومًا لنا             محبوبَ كـلِّ  مجاهـد ومـصـابـر
هو صابر ومجاهد من يونسٍ            ذي النـون مـرقـى كـلِّ شـعرٍ آثر
هو شعلة وضَّاءةٌ وسْط الألى            صـانـوا مـشـاعر كـل قلب طاهر
قد جاءنا برمزِ خيرٍ دائـمًا              أسـتـاذنا مـقـدامـنا ذي الصـابر
هو شعلة وضَّاءة من معهدٍ              ذي الفـن مـا مـثلُـه مـن  زاهـر
الشعر عاد بعوده في دوحنا             فـكـأن "بـاروديْ" صـحـا كالثـائر:
عيشوا مع النبراس أطولَ وقتِكم         هـو مـرشـد ومـنـور للـحـائـر
ولتسمعوا منه جمـيلَ بيانِنا            ذوقـوا بقـلبـكـمُ الهـوى من ساحر
هذي الوفود من الأشاعر قد أتت       شــوق يـقـود قبـيـلهـا للآســر
هذي الوفود من الأشاعر قد أتت       يـحـدو بـهـا أنـغـام شـعـرٍ سائر
لترى مُجاهـد كِلْمةٍ يشدو بها          فـكـأنــه يـنـبـوع فـنٍّ طـاهـر
أستـاذَنا لك حبنا يـا شاعري         شـكـرًا وشـكـرًا كـلَّ وقـت شاعري
21/11/2000م.

27 - يناير - 2008
قصيدة(ثناء ووفاء)
قصيدة(ترنيمة حب)    كن أول من يقيّم

( في مديح صديق رحلة طلب العلم العالي"الماجستير والدكتوراه" الدكتور محمود الفوي):
يـا صديقي أنت حِـبي وهيامي         أنـت قـلبي كلُّ قلبي وغرامي
عن خيالي لم تغب في أي وقت         أنـت صنوي لك حُبي واحترامي
فيك خير فيك بشـر واهتـداءً          تـكرم الحـساد دومًـا في وئام
تعشق المجد المُندَّى مستقيمًا           تـنهج الهـدي أسـاس الالتئام
قد ورثت المجد والهدي نظامًا         مـن عـظـام وسـماح وكـرام
والد شـهم وأم ذات تـقـوى        أنجبـا محمـودَ سـمت وانسجام
لك من إخـلاصهم كـل نجاح        بـدعـاهـم نـائـل كـل مـقام
سرت فينا رمز حسن وصلاح         أنـت دومًا أصـل ظرف وابتسام
طبت نفسًا دمت شهمًا نلتَ خيرًا     قـد ورثـت الصفو من أصل إمام
د/صبري أبوحسين

27 - يناير - 2008
قصيدة(ثناء ووفاء)
قصيدة(كنت)    كن أول من يقيّم

[أسير بمدينة "الشهداء"، أسمعُ كهولاً وشيوخًا ليس عليهم سيَما العلم أو الفقه، يتحاورون في أمور الدنيا، بنصوص الدين، فوجدتُني أقول: العالم ينطق بالدين..] فكانت هذه القصيدة:
كنتُ
مكبولاً بالأغلالْ
مهمومًا بالأثقالْ
محدودًا في الأرضْ
مشدودًا للأرضْ
موحوشًا مأنوسا
مأسورًا محبوسا
داخلَ نفسي
داخلَ جنسي
فلفظتُ الحالَ/ الرسمْ
وهجرتُ الشكلَ/ الجسمْ
الراقدَ قُدَّامي
ما/ مَن دمَّر أحلامي
ما/ مَن شتَّت أنغامي
ما/ مَن ضيَّع أيامي
والآنَ الآن
بعد الماضي الفتانْ
انفكَّت/ تنفكُّ الأغلالْ
خفَّت/تنْخَفُّ الأثقالْ
أرسلتُ وثاقي
أطلقتُ قِيادي
لأرى رؤيا كليةْ
وأعيش بدنيانا البشريةْ
فيها الشيءُ الشيءْ
والإنسانُ الإنسانْ
ولأدركَ ما فوقي
ما تحتي
ما حولي
ما حاطَ/ يُحيط بنا
ما كانَ/ يكون لنا
حسي شاملْ
عقلي فاعلْ
كُلِّي بصرٌ
كُلِّي سمعٌ
كُلِّي شعرٌ
ولأعلمَ أنَّا
كنَّا/ صِرْنا
فيما قبل القرن العشرين
فيما يقرب من عقد سنين
أو أزيدَ كمًّا
أو أكبر كيفًا
فيما بعد القرنِ الخاطئ والمسكين
في ذا الكون المتكوِّن والمتآكِل
في ذا الدهر الظاهرِ والمتدهور
لكنَّ
العالَم يبكي للدين
العالَم حنَّ لدين
العالم ينطق بالدين
العالَم يحييه/ ينقذه الدين
العالم يبحث عن دين: 
أين الدين؟
دينُ البقر؟
دينُ القمر؟
دينُ البطر؟
دينُ الجنس؟
دينُ المال؟
دينُ القردةْ؟
أو أكلَةِ خِنزير؟
دينُ السفلة؟
عبَّادِ شياطين؟
مَن كادوا الأفعال القذرة؟
مَن لفظوا الأقوال الغبرة؟
...
سفَهٌ لا نجدةَ فيه!
سفَهٌ لا صحوة فيه!
سفَهٌ لا سلمَ ولا عدلاً فيه!
في ظلِّ السفَهِ
المشهدُ غائم
والمرأى قاتم
والمسموعُ الشرِّيرُ الجاثمُ قائمْ
فالكونُ يعيش الزمن الخوان
في ديجور منظور
أو مسطور
مستور أو منشور
معشوق أو مقبور!!!
والحلُّ
العودة حتميةْ
والرجعة إلزاميةْ
للصبغةِ والفطرةْ
من ربِّ القُدرة
من ربِّ النُّصرة
العالَم يهوى ذا الدين
الدينَ الخالدْ
الدينَ الخاتمَ
 والقائدْ
الدينَ الإيمانْ
الدينَ الإحسانْ
الدينَ الإسلامْ
هلَّّّا فاق الكون!
هلا فَقِه  الكون!
هلا ثاب الكون!
وأجاب!
وأناب!
للرب التواب
ربِّ الأرباب المصنوعةْ
أو مَن كانوا يومَا أربابا!!!
نُظِمَتْ في 1/1/ 2003م، الموافق28/ شوال/ 1423هـ، بقرية دراجيل/ مركز الشهداء بالمنوفية.
 د/صبري أبوحسين

28 - يناير - 2008
قصيدة"كنَّا!!
 7  8  9  10  11