البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات محمود العسكري أبو أحمد

 7  8  9  10  11 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
(2/1) : أحاديث جامعة - ب -    كن أول من يقيّم

- تميم الداري . (( من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار ، والقنطار خير من الدنيا وما فيها ، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك عز وجل : اقرأ وارق بكل آية درجة ، فيقرأ آية ويصعد درجة ؛ حتى ينجز ما معه من القرآن ، ثم يقال له : اقبض ؛ فيقبض ، ثم يقال له : أتدري ماذا في يديك ؟ ، فإذا في يده اليمنى : الخلد ، وفي يده اليسرى : النعيم )) .
- عبد الله بن عمرو . (( من قرأ القرآن فرأى أن أحدًا أعطي أفضل مما أعطي = فقد عظم ما صغر الله ، وصغر ما عظم الله ، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه ، أو يغضب فيمن يغضب ، أو يحتد فيمن يحتد ؛= ولكن يعفو ويصفح لفضل القرآن )) .
- كان أبو عبد الرحمن السلمي إذا ختم عليه الخاتم القرآن أجلسه بين يديه ، ووضع يده على رأسه ، وقال له : يا هذا اتق الله ! ؛ فما أعلم أحدًا خيرًا منك إن عملت بما علمت .
- أبي موسى الأشعري . (( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحان ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر )) .
- عائشة . (( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق = له أجران )) .
- عبد الله بن عمر . (( لا حسد إلا في اثنتين : رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجلٌ آتاه الله مالاُ فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار )) .
- عثمان . (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) .
- سئل سفيان الثوري عن الرجل : يغزو أحب إليك أو يقرأ القرآن ؟ ، فقال : يقرأ القرآن ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) ، ومكث أبو عبد الرحمن السلمي يعلم القرآن في مسجد الكوفة أربعين سنة بسبب هذا الحديث ، وكان إذا روى هذا الحديث = يقول : ذلك الذي أقعدنـي مقعدي هذا .
- أبي هريرة . (( يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه ؛ فإنك إن مت وأنت = كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق )) .
- ابن عباس . (( إن الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخرب )) .

2 - أكتوبر - 2010
إشراقة
استعارات أبي تمام    كن أول من يقيّم

قدَّم الأستاذ / زهير لهذه القصيدة من شعر أبي تمامٍ بديباجةٍ أدبيَّةٍ راقيةٍ ، ثم شرح أحد الأبيات التي أغفلها الشرَّاح بشرحٍ لا أحاشي أن أقول : إنه شعرٌ يفسِّر الشعر، بل هو أدلُّ على المعنى ، وأثرى بما كشف من مخبآت لطائفه ، واستثار من دفين دقائقه ؛ لولا ما ذهب به ذلك البيت الشعريُّ من فضيلة النظم ، وإن مثلَ هذا الشرح لهو أكثر خدمةً في تقريب لذَّةِ وجمالِ الشعر لعموم القرَّاء من الشروح التي تقتصر على شرح المفردات والكلام على غوامض الأعاريب ؛ وكأنها موضوعةٌ للعلماء لا لشداة الأدب ، فهل لنا أن نلتمسَ من الأستاذ الفاضل أن يُوَظِّف ذائقته الأدبية ومعارفه اللغوية والتاريخية في عملٍ كاملٍ يتناولُ فيه بالقراءةِ والتفسيرِ والغوصِ إلى الأسرار البيانية والجلاءِ لما ينتقده بذائقته ومعرفته الأدبية = طائفةً من كبار الشعراء قدامى ومحدثين ؟! ، وللأستاذ / زهير موضوعاتٌ كثيرةٌ أطلعَنا فيها على روائعَ وروائعَ من عيون الشعر ، وعرَّفنا بكثيرٍ من الشعراء الممتازين الذين لم يكن من حظِّهم أن تتسلَّط عليهم أضواء الشهرة ، ولكنها موضوعاتٌ متناثرةٌ ، كما أنها قراءةٌ بعينٍ راضيةٍ ؛ فهي عن كُلِّ عيبٍ كليلةٌ ، والملتمَس هو عملٌ خاصٌّ موجَّهٌ نتعرَّف به على الأستاذ / زهير = ناقدًا ذوَّاقةً كما عرفناه شاعرًا أديبًا .
ولعلَّ ما أثار بخاطري هذا الأمر : أنَّ لي مأخذًا على استعاراةٍ لأبي تمامٍ في هذه القصيدة ، وأبو تَمَّامٍ إمامٌ في البلاغة وراءه صفوفٌ من الأجيال التي تتلمذت على شعره ، وهو أول من أرسى قواعد مذهب البديع في الشعر العربيِّ ، إلا أن حرصه الشديد على النكتة البديعية - والتي لا يخلو منها بيتٌ في هذه القصيدة ؛= ربما أوقعه في مكروهاتٍ أخذها من أخذها عليه من النقاد ، والاستعارة التي أنتقدها هي قوله : (وخيبةٍ نبعت) ؛ فإن الخيبة أمرٌ عقليٌّ محضٌ في إدراكه ، والنَّبع أمرٌ حسيٌّ خاصٌّ في تفجُّر الماء من الأرض ، فالمشابهة بينهما بعيدة البون ، وفيها إغراقٌ قد ينـزل إلى السخافة ، ثم إن النبع قد يستعار للظهور من داخلٍ إلى خارجٍ ، فيقال مثلاً : ينابيع الحكمة ، لكن الخيبة أمرٌ لا داخل له ولا خارج ، بل هو أمرٌ مفهومٌ في العقل لتخلُّف الآمال ، ولهذه الاستعارة نظائر كثيرةٌ في شعر أبي تمامٍ كقوله : (بَدُن الرَّجاءُ به وكان نَحِيفًا) ، فاستعارة البدانة والنحافة للرجاء بعيدةٌ متكلَّفةٌ ، لكن يُعَبَّرُ بكلماتٍ عامَّةٍ كالعِظَم والصِّغَر .

2 - أكتوبر - 2010
غيبة وخيبة: شعر أبي تمام
(2/2) : أحاديث جامعة - ج -    كن أول من يقيّم

- ابن عمر . (( تفتح أبواب السماء لخمسة : نزول الغيث ، وقراءة القرآن ، ولقاء الزحف ، والأذان ، والدعاء )) .
- (( إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد ، قالوا : يا رسول الله ؛ فما جلاؤها ؟ ، قال : تلاوة القرآن )) .
- أبي سعيد الخدري . (( من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي = أعطيته أفضل ثواب الشاكرين )) .
- (( ما تكلم العباد بكلام أحب إلى الله من كلامه ، وما تقرب إليه المتقربون بأحب إليه من كلامه )) .
- عبد الله بن مسعود . (( اقرؤوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلبًا وعى القرآن، وإن هذا القرآن مأدَُبة الله؛ فمن دخل فيه فهو آمن، ومن أحب القرآن فليبشر)) .
- ابن عباس . (( أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل )) .
- عبد الله بن عمرو . (( الصيام والقرآن يشفعان للعبد ، يقول : الصيام منعته الطعام والشهوات بالنهار ؛ فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل؛ فشفعني فيه ، فيشفعان)).
- أبي موسى الأشعري . (( إن من إجلال الله تعالى : إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن ؛ غير الغالي فيه ولا الجافي عنه ، وإكرام ذي السلطان المقسط )) .
- أبي ذر . (( لأن تغدو فتتعلم آية من كتاب الله تعالى = خيرٌ لك من أن تصلي مئة ركعة )) .
معاذ الجهني . (( من قرأ القرآن وعمل به ألبس والداه تاجًا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا ، فما ظنكم بالذي عمل بهذا ؟! )) .
- علي . (( من قرأ القرآن فاستظهره فأحل حلاله وحرم حرامه = أدخله الله الجنة ، وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار )) .
- معاذ بن جبل . (( من قرأ القرآن ، وعمل بما فيه ، ومات مع الجماعة ؛= بعثه الله يوم القيامة مع السفرة )) .
- أبو سعيد الخدري . (( إن من شر الناس رجلاً فاسقًا يقرأ القرآن لا يرعوي إلى شيء منه )) .
- جابر . (( القرآن شافعٌ مشفَّعٌ ، وماحلٌ مصدَّقٌ ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار )) . [ ماحل ؛ أي : مجادل ] .

3 - أكتوبر - 2010
إشراقة
تشبيه المد بالإدغام    كن أول من يقيّم

[ شكرًا لإصلاح الخلل ]
( ص ) : وقياس هذا الباب الإدغام في الحرفين المثلين ... إلخ . (يعني باب المد المتصل والمنفصل)
( ح ) : ليس الأمر كذلك ؛ فإن الحرفين المثلين على أنحاءٍ ثلاثةٍ ؛: أن يكونا متحركين ، أو أولهما ساكن والثاني متحرك ، أو عكسه ، فالأخير مظهرٌ أبدًا لا يتأتى إدغامه بحالٍ ، والثاني مدغمٌ أبدَا لا يتأتى إظهاره بحالٍ إلا بالسكت أو بمدِّ تمكينٍ إذا كان بين حرفين مديَّين ، والأول على السعة قد يدغم وقد يظهر إذا كان من كلمتين ، أما إذا كان من كلمةٍ واحدةٍ فلا مدخل للقياس فيه ألبتة ، بل الإظهار والإدغام موقوفٌ على الرواية ؛ فهو عارٍ عن التعليل ، فلا وجه إذًا لتشبيه قضية المد المتصل والمنفصل بقضية الإدغام .

3 - أكتوبر - 2010
حواش على كتاب الحجة لابن خالويه
أأنذرتهم وما شاكله    كن أول من يقيّم

( ص ) : قوله تعالى [ أأنذرتهم ] يقرأ وما شاكله من الهمزتين المتفقتين ... ، فالحجة لمن قرأ بالهمز والتعويض أنه كره الجمع بين همزتين متواليتين فخفف الثانية وعوض منها مدة كما قالوا آدم وآزر وإن تفاضلوا في المد على قدر أصولهم .
( ح ) : من عوَّض عن الهمزة الثانية بألفٍ = لا تفاضل بينهم في المد ، بل كلهم قرؤوا هذا الحرف وأشباهه بالإشباع ، وهذا إجماعٌ مشهورٌ ، والتشبيه بباب آدم وآزر ليس بصوابٍ ؛= لأن باب آدم وآزر وأشباههما من أسماءٍ وأفعالٍ = قياسٌ مطردٌ في إبدال ثاني الهمزتين إذا كانت ساكنةً ؛ فأصل آدم مثلاً أَأْدم ، أما في نحو أَأَنذرتهم فكلا الهمزتين متحركتان .
وقد فات ابن خالويه ذكر قراءة سبعية في هذا الحرف ونظائره ؛: وهي تحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين .

3 - أكتوبر - 2010
حواش على كتاب الحجة لابن خالويه
الجمع بين الساكنين    كن أول من يقيّم

( ق ) : ذكر في الحاشية إنكار الزمخشري لقراءة أانذرتهم ، وأن ذلك جمعٌ للساكنين على غير حده ، وجواب أبي حيان عليه بإجازة الكوفيين لذلك .
( ح ) : والأمر أقرب مما ذهب إليه هذا وهذا ، فإن أحدًا لم يشقَّ عصا الإجماع على جواز الجمع بين الساكنين في موطنين : في الوقف ، وأن يكون أولهما حرف مدٍّ ، كيف ولم يبعد العهد بسورة الفاتحة وفيها لفظ الضـالِّين ؟! ، وإنما نازع من نازع في حروفٍ أُخَر من إدغامات أبي العلاء وتاءات البزيِّ ونحو ذلك مما هو جمعٌ بين الساكنين المحضين في الدرج ، على أن الرواية سوَّغت كل ذلك = حتى صارت آراء المخالفين أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام . لكن لعلَّ إنكار الزمخشريِّ لروايةٍ جاءت بتعويض الألف عن الهمزة دون إشباع المدِّ ، فإن كان الأمر كذلك فهو على حقٍّ ؛: إذْ لا تعلم هذه الرواية متواترةً .

3 - أكتوبر - 2010
حواش على كتاب الحجة لابن خالويه
(2/3) : تضمين ، وأسماء المدينة    كن أول من يقيّم

هذه نتفٌ من شعر أبي الحسن الفالي ( بالموحَّدة ) ت 448 هـ ، قرأتها في كتاب ( صفحات من صبر العلماء ) لعبد الفتاح أبي غدة جزاه الله خيرًا ، وقد تَمَّثل في آخر كل نتفةٍ ببيتٍ من تلاد الشعر ، لكني لا أعرف لمن هذه الأبيات التي تمثَّل بها .
-       قال في أساه لبيع نسخةٍ من كتاب الجمهرة لابن دريدٍ :
أَنِسْتُ بِهَا عِشْرِينَ حَوْلاً وَّبِعْتُهَا ، v لَقَد طَّالَ وَجْدِي بَعْدَهَا وَحَنِينِي ! ،
وَمَا كَانَ ظَنِّي أَنَّنِي سَأَبِيعُهَا v وَلَوْ خَلَّدَتْنِي فِي السُّجُونِ دُيُونِي ،
وَلَكِن لِّضَعْفٍ وَّافْتِقَارٍ وَّصِبْيَةٍ v صِغَارٍ عَلَيْهِمْ تَسْتَهِلُّ شُؤُونِي ،
فَقُلْتُ - وَلَمْ أَمْلِكْ سَوَابِقَ عَبْرَتِي - v مَقَالَةَ مَكْوِيِّ الْفُؤَادِ حَزِينِ :
(( وَقَد تُّخْرِجُ الْحَاجَاتُ يَا أُمَّ مَالِكٍ v كَرَائِمَ مِن رَّبٍّ بِهِنَّ ضَنِينِ )) .
-       ومن شعره أيضًا :
لَمَّا تَبَدَّلَتِ الْمَجَالِسُ أَوْجُهًا v غَيْرَ الَّذِينَ عَهِدتُّ مِنْ عُلَمَائِهَا ،
وَرَأَيْتُهَا مَحْفُوفَةً بِسِوَى الأُلَى v كَانُوا وُلاةِ صُدُورِهَا وَفِنَائِهَا ،=
أَنشَدتُّ بَيْتًا سَائِرًا مُّتَقَدِّمًا ؛ v وَالْعَيْنُ قَدْ شَرِقَتْ بِجَارِي مَائِهَا :
(( أَمَّا الْخِيَامُ فَإِنَّهَا كَخِيَامِهِمْ ، v وَأَرَى نِسَاءَ الْحَيِّ غَيْرَ نِسَائِهَا )) .
-       ومن شعره أيضًا :
تَصَدَّرَ لِلتَّدْرِيسِ كُلُّ مُهَوَّسِ v بَلِيدٍ تَسَمَّى بِالْفَقِيهِ الْمُدَرِّسِ ،
فَحُقَّ لأَهْلِ الْعِلْمِ أَن يَّتَمَثَّلُوا v بِبَيْتٍ قَدِيمٍ شَاعَ فِي كُلِّ مَجْلِسِ :
(( لَقَدْ هَزُلَتْ ؛ حَتَّى بَدَا مِنْ هُزَالِهَا v كُلاهَا ، وَحَتَّى سَامَهَا كُلُّ مُفْلِسِ ! ))
هذه فوائد من فاتحة كتاب ( فيض الفتاح ) للشنجيطي ؛ عبد الله بن إبراهيم .
-   من الأمم السابقة من كان يهلك بالمعاصي وهو مؤمن ؛ كقوم هُودْيا ، بضم الهاء ، وسكون الواو ، وسكون الدال المهملة ، وبعد المثناة من تحت ألفٌ مقصورة ، قوم قبل قوم نوح عليه السلام ، مؤمنون أهلكهم الله بعصيانهم .
-   قال عن المدينة : إن الشامي ذكر لها في سيرته نحو مئة اسم ، ثم ذكر منها : ( طَيْبة ، طَيِّبة ، طائب ، البارة ، برة ، البَحِيرَة ، البحر ، البلاط ، البلد ، تَنْدَد / يَنْدد ، الجابرة ، الجبارة ، جَبارِ ، جزيرة العرب ، الجُنَّة ، الحبيبة ، الحرم ، الخيِّرة ، ذات الحُجَر ، ذات الحِرار ، السلفة ، الشافية ، طباطب ، العاصمة ، العذراء ، العراء ، العروض ، الغراء ، الفاضحة ، القاصمة ، قبة الإسلام ، المجبورة ، المحبورة ، المحروسة ، المحفوفة ، المرحومة ، المرزوقة ، المسجد الأقصى ، مضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المطيَّبة ، المقدسة ، الناجية ، نَبْلاء ) . 

4 - أكتوبر - 2010
إشراقة
معجم معاني الشعر    كن أول من يقيّم

شكرًا للأستاذ / زهير ، ومعذرةً إذا شغلت خاطره باقتراحٍ ثانٍ ، علمًا بأن أستاذنا القدير خير من يتصدَّى لمثل هذه الأعمال بتوفيق الله ، وهذا حقٌّ وصدقٌ بلا مجاملةٍ ، والذي أهاب بهذا الاقتراح هي هذه الأبيات لأبي معتصم الأنطاكي ؛ فإنها من غرائب الشعر .
هذا الاقتراح هو : ( مُعْجَمُ مَعَانِـي الشِّعْر ) ،: سفرٌ جامعٌ ، يضم بين دِفَّتيه المعانـي المطروقة في الشعر مرتبةً على حروف المعجم ، وتحت لواء كل معنًى تنضوي بدائع الشعر بطرقها المختلفة في الدلالة على هذا المعنى من تشبيهٍ بليغٍ ومجازٍ رائعٍ وكنايةٍ ماكرةٍ ، ويجمع أيضًا أبياتًا من الشعر مع اتفاق دلالتها - لاختلاف أساليبها وتراكيبها مما يرجع النظر فيه إلى علم المعانـي ، أو لتحلِّيها بِحُلًى فائقةٍ من البديع ، أو لكونها على نمطٍ نادرٍ من العروض والقافية ، كزائيَّة الأستاذ / زهير من المقتضب ، ولا أعلم إن كان لها توأمٌ في ديوان الشعر أو لا ، لكن لبُّ هذا المعجم ما ذُكِر أولاً ؛ ليكون ذخيرةً لمن يقرأ علم البيان معلِّمًا أو متعلِّمًا ، فمثلاً : تحت حرف الخاء يرد باب : الخيل ، ثم يتفرَّع هذا الباب إلى شُعَبٍ ، تكون شعبةٌ منها بعنوان : عَدْو الخيل ، تودع فيها هذه الأبيات لأبي معتصم الأنطاكي ، وفي حرف الباء مثلاً ، تحت باب : البرق ، يودع البيت الفذُّ لابن المعتزِّ : (وكأن البرق مصحف قارٍ - فانطباقًا مرَّةً وانفتاحًا) ، وهكذا .
وبظني أن كتابًا كهذا لم يسبق إليه على هذا النحو من التصنيف والترصيف سابق ، ولو أن الأستاذ / زهير اتجَّه إلى وضعه بعزيمةٍ حذَّاءَ = فلن يلحقه لاحق ، لاستحضاره العجيب لأشتات الأشعار العجيبة ؛ وكأنها منه على طرف الثمام ، والله ولي الخيرات .

4 - أكتوبر - 2010
غيبة وخيبة: شعر أبي تمام
(2/4) : إرادة الدنيا بعمل الآخرة - أ -    كن أول من يقيّم

هذه كلمةٌ مستلَّةٌ من كتاب ( القول المفيد ) للشوكاني ؛ محمد بن علي - غفر الله لنا وله ، في الرثاء لحال العلماء من أفاعيل المتعصِّبة ، وهو يرسم صورة شبيهةً بالتي تشكاها أبو الحسن الفالي آنفًا .
(( فإن العامي لا ينظر إلى أهل العلم بعين مميزة بين من هو عالم على الحقيقة ومن هو جاهل ، وبين من هو مقصر ومن هو كامل ؛ لأنه لا يعرف الفضل لأهل الفضيل إلا أهله ، وأما الجاهل فإنه يستدل على العلم بالمناصب ، والقرب من الملوك ، واجتماع المدرسين من المقلدين ، وتحرير الفتاوى للمتخاصمين ، وهذه الأمور إنما يقوم بها رؤوس هؤلاء المقلدة في الغالب - كما يعلم ذلك كل عالم بأحوال الناس في قديم الزمن وحديثه ، وهذا يعرفه الإنسان بالمشاهدة لأهل عصره ، وبمطالعة كتب التاريخ الحاكية لما كان عليه من قبله ، وأما العلماء المحققون المجتهدون - فالغالب على أكثرهم الخمول ؛ لأنه لما كثر التفاوت بينهم وبين أهل الجهل = كانوا متقاعدين لا يرغب هذا في هذا ولا هذا في هذا ، ومنزلة الفقيه من السفيه كمنزلة السفيه من الفقيه ، فهذا زاهد في حق هذا وهذا أزهد منه فيه ، ومما يدعو العلماء إلى مهاجرة أكابر العلماء ومقاطعتهم = إنهم يجدونهم غير راغبين في علم التقليد الذي هو رأس مال فقهائهم وعلمائهم والمفتين منهم ؛ بل يجدونهم مشتغلين بعلوم الاجتهاد ، وهي عند هؤلاء المقلدة ليست من العلوم النافعة ؛ بل العلوم النافعة عندهم هي التي يتعجلون نفعها بقبض جرايات التدريس وأجرة الفتاوى ومقررات القضاء ، ومع هذا فمن كان من هؤلاء المقلدة متمكنا من تدريسهم في علم التقليد إذا درسهم في مسجد من المساجد أو في مدرسة من المدارس = اجتمع عليه منهم جمع جم يقارب المائة أو يجاوزها من قوم قد ترشحوا للقضاء والفتيا ، وطمعوا في نيل الرياسة الدنيوية ، أو أرادوا حفظ ما قد ناله سلفهم من الرياسة وبقاء مناصبهم والمحافظة على التمسك بها كما كان عليه أسلافهم ، فهم لهذا المقصد يلبسون الثياب الرفيعة ، ويديرون على رؤسهم عمائم كالروابي ، فإذا نظر العامي أو السلطان أو بعض أعوانه إلى تلك الحلقة البهيمية المشتملة على العدد الكثير والملبوس الشهير والدفاتر الضخمة = لم يبق عنده شك أن شيخ تلك الحلقة ومدرسها أعلم الناس ، فيقبل قوله في كل أمر يتعلق بالدين ، ويؤهله لكل مشكلة ، ويرجو منه من القيام بالشريعة ما لا يرجوه من العالم على الحقيقة المبرز في علم الكتاب والسنة وسائر العلوم التي يتوقف فهم المعلمين عليها ولا سيما غالب المبرزين من العلماء وتحت ذيول الخمول إذا درسوا في علم بين علوم الاجتهاد ؛ فلا يجتمع عليهم في الغالب إلا الرجل والرجلان والثلاثة ، لأن البالغين من الطلبة إلى هذه الرتبة المستعدين لعلم الاجتهاد هم أقل قليل ، لأنه لا يرغب في علم الاجتهاد إلا من أخلص النية وطلب العلم لله عز وجل ، ورغب عن المناصب الدنيوية ، وربط نفسه برباط الزهد ، وألجم نفسه بلجام القنوع ، فلينظر العاقل أين يكون محل هذا العالم على التحقيق عند أهل الدنيا إذا شاهدوه في زاوية من زوايا المسجد وقد قعد بين يديه رجل أو رجلان من محل ذلك المقلد الذي اجتمع عليه المقلدون ؟! ، فإنهم ربما يعتقدون أنه كواحد من تلامذة المقلد أو يقصر عنه لما يشاهدون من الأوصاف التي قدمنا ذكرها ، ومع هذا فإنهم لا يقفون على فتوى من الفتاوى أو سجل من السجلات = إلا وهو بخط أهل التقليد ومنسوب إليهم ؛ فيزدادون لهم بذلك تعظيما ويقدمونهم على علماء الاجتهاد في كل اصدار وإيراد ، فإذا تكلم عالم من علماء الاجتهاد والحال هذه بشيء يخالف ما يعتقده المقلدة قاموا عليه قومه جاهلية ، ووافقهم على ذلك أهل الدنيا وأرباب السلطان فإذا قدروا على الإضرار به في بدنه وماله فعلوا ذلك ، وهم بفعلهم مشكورون عند أبناء جنسهم من العامة والمقلدة ؛ لأنهم قاموا بنصرة الدين بزعمهم ، وذبوا عن الأئمة المتبوعين وعن مذاهبهم التي قد اعتقدها أتباعهم ، فيكون لهم بهذه الأفعال التي هي عين الجهل والضلال من الجاه والرفعة عند أبناء جنسهم ما لم يكن في حساب . وأما ذلك العالم المحقق المتكلم بالصواب = فبالأحرى أن لا ينجو من شرهم ويسلم من ضرهم ، وأما عرضه فيصير عرضه للشتم والتبديع والتجهيل والتضليل ، فمن ذا ترى ينصب نفسه للانكار على هذه البدعة ويقوم في الناس بتبطيل هذه الشنعة ؛ مع كون الدنيا مؤثرة وحب الشرف والمال يميل بالقلوب على كل حال ؟! ، فانظر أيها المنصف بعين الإنصاف : هل يعد سكوت علماء الاجتهاد على إنكار بدعة التقليد مع هذه الأمور موافقة لأهلها على جوارها ؟! ، كلا والله فإنه سكوت تقية لا سكوت موافقة مرضية ... )) .

5 - أكتوبر - 2010
إشراقة
لطيفة في الوقف والابتداء    كن أول من يقيّم

هذا تعليق مقحم ، نبَّه إليه ما ذكره ابن خالويه من نصب ( غشاوةً ) ، عن آيةٍ في سورة النحل وهي قوله تعالى : (( ... ويوم إقامتكم ومن أصوافها ... )) .
في المصاحف علامة لا على كلمة ((إقامتكم))= نظرًا إلى أن الواو عاطفة .
أقول : لا مانع من وجه آخر : أن تكون الواو للابتداء ، ونقَدِّرُ فعلاً مضمرًا مُفَسَّرًا بما قبله ؛ فيكون معنى الآية : ((وجعل من أصوافها ...)) .
على أن هذا الوجه من الإعراب يلمس نكتةً بلاغيةً في الآية ؛ وهي : امتنان الله على عباده بنعمه بتكرار كلمة ((جعل)) ثلاث مرات ، فلا بأس بوضع علامة ج أو قلى على كلمتي ((سكنًا)) و((إقامتكم)) = رعايةً لهذه اللطيفة .
على أن النكتة البلاغية في الأفعال المضمرة المفسرة بما قبلها = أن لا تكون هذه الأفعال هي عين ما قبلها ؛ بل مقاربة لها أو مقارنة لها في شيءٍ جامعٍ ، كقول ابن الزبعرى : (متقلِّدًا سيفًا ورمحًا) ؛ أي  : وحاملاً رمحًا ، فالحمل غير التقلُّد ، لكنه مقاربٌ له ومقارنٌ له في كونه من تشكِّي المحارب بالسلاح ، فالبراعة فيه : أنه إيهامٌ للوهلة الأولى ينجلي بتأمُّلٍ دانٍ ! .

5 - أكتوبر - 2010
حواش على كتاب الحجة لابن خالويه
 7  8  9  10  11