البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صبري أبوحسين أبوعبدالرحمن

 77  78  79  80  81 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
العــروض لغةً:    كن أول من يقيّم

العــروض لغةً:
بتدبر حديث المعاجم العربية عن لفظة (العروض) نجد أنها من المشترك اللفظي، إذ تدل على عدة معانٍ، منها:
-مكة والمدينة – حرسهما الله تعالى- و ما حولهما، قال الزبيدي في تاج العروس:" وقَوْله: ما حَوْلهما داخِلٌ فيه اليَمَنُ، كما صَرَّحَ به غَيْرُ وَاحِد من الأَئمَّة، وبه فَسَّروا قَوْلَهُم:
اسْتُعْمِلَ فُلانٌ على العَرُوضِ، أَي مَكَّةَ والمَدِينَةِ واليَمَنِ وما حَوْلَهُمْ. وأَنْشَدُوا قَولَ لَبِيدٍ:
وإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ القِتَالُ فإِنَّنَا         نُقَاتِلُ ما بَيْنَ العَرُوضِ وخَثْعَمَا([1])
جاء في كتاب الروض المعطار:"العروض: بفتح أوله، اسم لمكة والمدينة معروف، يقول: استعمل فلان على العراق وفلان على العروض. وقالوا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء فأمرهم أن يُؤذِنوا أهل العروض أن يُتِموا بقية يومهم.والعروض أيضاً موضع بالبادية" ([2])
ويقال: عَرَض الرجلُ إِذا أَتَـى العَرُوض وهي مكة والـمدينة وما حولهما؛ قال عبد يغوث بن وقّاص الـحارثـي:
فَـيا راكِبَا إِمّا عَرَضْتَ، فَبَلِّغا     نَدامايَ مِن نَـجْرانَ أَنْ لا تَلاقِـيا([3])
وقول الكميت:
فأَبْلِغْ يزيدَ، إِنْ عَرَضْتَ، ومُنْذِراً     وعَمَّيْهِما، والـمُسْتَسِرَّ الـمُنامِسا([4])
-الطريق الوعرة أو الطريق في عرض الجبل في مضيقٍ. وقـيل: هو ما اعتَرَض فـي مَضِيقٍ منه، والـجمع عُرُض . وفـي حديث أَبـي هريرة: فأَخذ فـي عَرُوض آخر أَي فـي طريق آخر من الكلام.
ويقال: أَخَذْنا فـي عَرُوض مُنْكَرَةٍ يعنـي طريقاً فـي هبوط.
- المكان الذي يعارضك إذا سرتَ
- الكثير من الشيء


 ([1]) أَي ما بـين مكة والـيمن[راجع اللسان والتاج:عرض]
([2]) جاء في اللسان: ؛ قـيل: أَراد مَنْ بأَكنافِ مكة والـمدينة. ويقال للرَّساتـيقِ بأَرض الـحجاز الأَعْراض
[3]))جاء في اللسان: قال أَبو عبـيد: أَراد فـيا راكباه للنُّدْبة فحذف الهاء كقوله تعالـى: {يا أَسَفَا علـى يوسف}، ولا يجوز يا راكباً بالتنوين لأَنه قصد بالنداء راكباً بعينه، وإِنما جاز أَن تقول يا رجلاً إِذا لـم تَقْصِدْ رجلاً بعينه وأَردت يا واحداً مـمن له هذا الاسم؛ فإِن ناديت رجلاً بعينه قلت يا رجل، كما تقول يا زيد لأَنه يَتَعَرَّفُ بحرف النداء والقصد؛
([4]) يعنـي إِن مَرَرْتَ به.
 
([5]) جاء في اللسان: وقال شمر فـي هذا البـيت أَي فـي ناحية أُدارِيه وفـي اعْتِراضٍ. واعْتَرَضَها : رَكِبَهَا أَو أَخَذَها رَيِّضاً. وقال الـجوهري: اعتَرَضْتُ البعير رَكِبْتُه وهو صَعْبٌ.
([6]) يقول: لكل حَيَ حِرْز إِلا بنـي تَغْلِبَ فإِن حِرْزَهم السُّيوفُ، وعَمارةٍ خفض لأَنه بدل من أُناس، ومن رواه عُروض ، بضم العين، جعله جمع عَرْض وهو الـجبل، وهذا البـيت للأَخنس بن شهاب. [راجع اللسان عرض]

24 - سبتمبر - 2008
الخلاصة الهادية في علمي العروض و القافية
تابع تعريف العروض لغة    كن أول من يقيّم

- الناقة المستعصية، التي لم تُرَضْ. أَنشد ثعلب لـحميد:
فما زالَ سَوْطِي فـي قِرابـي ومِـحْجَنـي   وما زِلْتُ منه فـي عَرُوضٍ أَذُودُها([5])
وقال ابن السكيت: ناقة عَرُوض إِذا قَبِلَتْ بعض الرياضة ولـم تَسْتَـحْكِم... وجاء في تاج العروس:" العَرُوضُ: "النّاقَةُ الَّتِي لم تُرَضْ"، ومنه حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عنه: "وأَضْرِبُ العَرُوضَ وأَزْجُرُ العَجُولَ" وأَنشد ثَعْلَبٌ لحُمَيْدٍ:
فَمَا زَالَ سَوْطِي في قِرَابِي ومِحْجَنِي         وما زِلْتُ منه في عَرُوضٍ أَذُودُهَا
وقال شَمِرٌ في هذَا البَيْت: أَي في نَاحِيَةٍ أُدارِيه وفي اعْتِرَاضٍ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيّ لعَمْرو بنِ أَحْمَر البَاهِليّ:
ورَوْحَةُ دُنْيَا بَيْنَ حَيَّيْن رُحْتُهَا         أُخِبُّ ذَلُولاً أَو عَرُوضاً أَرُوضُها
كذا نَصّ العُبَابِ. ونَصُّ الصّحاح. أُسِير عَسِيراً أَو عَرُوضاً. وقال: أُسِيرُ، أَي أُسَيِّر.
قال: ويُقَال مَعْنَاه أَنّه يُنْشِدُ قَصِيدَتَيْن، إِحْدَاهُمَا قد ذَلَّلَها، والأُخْرَى فيها اعْتِرَاضُ. قال ابنُ بَرِّيّ: والَّذِي فَسَّرَه هذا التَّفْسِيرَ رَوَى أُخِبُّ ذَلُولاً. قال: وهكَذَا رِوَايَتُهُ في شِعْرِه وأَوَّلُه:
أَلاَ لَيْتَ شِعْري هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً         صَحِيحَ السُّرَى والعِيسُ تَجْرِي عَرُوضُها
بتَيْهَاءَ قَفْرٍ والمَطِيُّ كأَنَّهَا         قَطَا الحَزْنِ قد كانَتْ فِرَاخاً بُيُوضُها
ورَوْحَةُ. . . قُلتُ: وقَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عنه، الَّذِي سَبَقَ وَصَفَ فيه نَفْسَه وسِيَاسَتَهُ وحُسْنَ النَّظَرِ لِرَعِيَّتِهِ فقال: إِنِّي أَضُمُّ العَتُودَ، وأُلْحِقُ القَطُوفَ، وأَزْجُرُ العَرُوضَ. قَال شَمِر: العَرُوضُ:العُرْضِيَّةُ من الإِبِلِ الصَّعْبَةُ الرَّأْسِ الذَّلُولُ وَسَطُهَا، التي يُحْمَلُ عَلَيْهَا، ثم تُسَاقُ وَسَطَ الإِبِلِ المُحَمّلَةِ، وإِنْ رَكِبَها رَجُلٌ مَضَتْ به قُدُماً ولا تَصَرُّفَ لرَاكِبها، وإِنّمَا قال: أَزْجُرُ العَرُوضَ؛ لأَنَّهَا تَكُونُ آخِرَ الإِبلِ. وقال ابن الأَثِيرُ: العَرُوضُ: هي التي تأَخذ يَمِيناً وشِمَالاً ولا تَلْزَمُ المَحَجَّةَ. يقُول: أَضْرِبُه حَتّى يَعُودَ إِلى الطَّرِيق، جَعَلَه مَثَلاً لحُسْنِ سِيَاسَتِه للأَمَّة. وتقول:
ناقَةٌ عَرُوضٌ، وفيها عَرُوضٌ "وناقَةٌ عُرْضِيَّة. وفيها عُرْضيَّة" إِذا كانَتْ رَيِّضاً لَمْ تُذَلَّلْ.
- الناحية أو الجانب. يقال: أَخذ فلان فـي عَرَوض ما تُعْجِبُنـي أَي فـي طريق وناحية؛ قال التَّغْلَبـيّ:
لكلِّ أُناسٍ، مِنْ مَعَدَ، عَمارةٍ   عَرُوضٌ، إِلـيها يَلْـجَؤُونَ، وجانِبُ([6])
- العمود الذي تُبنَى عليه الخيمة
- ما يعرض عليه الشيء
- فحوى الكلام ومعناه. وهذه الـمسأَلة عَرُوض هذه أَي نظيرُها. ويقال: عرفت ذلك فـي عَرُوض كلامهِ ومَعارِض كلامِه أَي فـي فَحْوَى كلامه ومعنى كلامه.
-الحاجة. يقال:"هو ربوض بلا عروض" أي بلا حاجة عرضت له.
- الغيم أو السحاب
- عَرُوضُ الشعر وهي فَواصِلُ أَنصاف الشعْر وهو آخر النصف الأَول من البـيت..
- مِيزانُ الشعْر لأَنه يُعارَض بها، وهي مؤنثة.
وعَروض الشعر: على وزن فَعُول،، لفظة مؤنثة، قال الخليل في العين:" والعروض تؤنث. والتذكير جائز". وكذلك عَرُوض الـجبل، وربما ذُكِّرتْ، ومن المستحسن ألَّا نُؤَنِّثَها بتاء فنقول أو نكتب(عروضة) كما صنع صاحب كتاب ميزان الذهب على سبيل المثال!!! والـجمع أَعارِيض علـى غير قـياس، حكاه الخليل في كتابه العين وكذلك سيبويه، وقال معظم اللغويين والنحويين: إنها لا تُـجمَع؛ لأَنها اسم جنس!جاء في تاج العروس: "ج: أَعارِيضُ"، على غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنّهُم جَمَعُوا إِعْرِيضاً، وإِنْ شِئْتَ جَمَعْتَه على أَعَارِضَ، كما في الصّحاح".

24 - سبتمبر - 2008
الخلاصة الهادية في علمي العروض و القافية
ليس كلامًا مكرورًا    كن أول من يقيّم

ليس كلامًا مكرورًا
أخي الدكتور سامي:
ليست القضية المطروحة هنا كلامًا مكرورًا، كما ذكرتَ، بل إنها -في نظري- قضية تحتاج إلى مزيد من الحوار والنقاش، فليس كل الدراسين لعلمي العروض والقافية في عقل شخصكم العالم، وقد أتيتُ بنصوص فيها لعلمائنا الأجلاء، لم تكن تخطر على بال كثيرين، والبركة في وصولي إليها راجع إلى بحثي في المكتبة التراثية بموقعنا الوراق، ثم إن قولك:إن علماءنا حسموا القضية بقولهم :"إن الشعر لابد من القصد إليه حين يصدر عن صاحبه" ليس هو الردَّ الوحيد الذي ذكروه في القضية، وراجعْ ما نقلتُه عن المعري والقرطبي، والسيوطي  وغيرهم في ذلك المعترك الخطير أمرُه عندما يُثار في الكتب التعليمية، ويعرض في قاعات الدرس!!! 
وسوف أوجز خلاصة رأيي في القضية في تعليق ختامي قادم بإذن الله تعالى....

4 - أكتوبر - 2008
الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا
جزالة نادرة ونقد مثالي:    كن أول من يقيّم

جزالة نادرة ونقد مثالي:
أستاذي ياسين:
ما أجمل أن نقرأ لشاعر فحل نقدًا حول شعرِ نشء في بداياته الشعرية، يريد أن يُثبت نفسه، ويعلن عن تفرده بشكل شعري غريب في الساحة الشعرية المعاصرة؛ مما جعله يقع في تلك الألفاظ المجتلبة لإكمال الوزن!!!
إن نقدك واقعي-شيخي- يعيش داخل النص، غير مُهَوِّم في ساح الغموض والتحذلق بالمصطلحات، دون جدوى تعود على النص أو الناصِّ أو المتلقي لهما!!!
إنه نقد فيه إرشاد لأدوات المبدع الأساسية من لغة وعروض وفكر ، وما أجمل قولك لمنقودك: "ولكن كونك لم تنظم في حياتك سوى خمس قصائد كما قلت ، فلك في ما وقعت فيه العذر ، ويحمد لك معرفة الوزن الشعري بشكل جيد . كما أن عنوان القصيدة يعبر عن مضمونها.  أخيرا ، أرجو لك التقدم نحو الأفضل ؛ فأنت تبدو محبا للغة العربية ، ومعجبا بالتراث اللغوي العربي إضافة إلى تدينك العميق ، فسدد الله خطاك ، وبارك لك طموحك" فهذه الميمية النبوية ناطقة فعلاً بتلك الملامح في شخصية (طماح): الجزالة، الغيرة على الفصحى، حب النبي –صلى الله عليه وسلم- الطموح)...
 وذلك هو النقد البنَّاء عينُه الذي ينتظره كل مبدع من ناقد بانٍ، ومعلم ناصح ومرشد أمين.
 لكن!
أستاذي ألا ترى أن قولك لـ(طماح) :" ومدح الرسول بأنه ما له ولس ولا دلس غير مناسب كثيرا ؛ فمن الطبيعي أن يكون الرسل ، بل آحاد الناس الخيّرين، لا يتصفون بالخيانة والخديعة" يثير نقاشًا ويتطلب حوارًا، فقد نُفِي عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أمور مثل الخيانة والخديعة في القرآن الكريم كالكهانة والشعر والسحر! ومن ثم لا حرج على (طماح) في مدحه النبي –صلى الله عليه وسلم- بهذا النفي المعجمي التراثي الفخم الجزل الذي يثري العربية المعاصرة ويحيي الفصحى القديمة الخامدة في القواميس!!!  .
وما رأيك أستاذي ياسين في عنوان القصيدة(أسدال وأنوار)؟ وما رأيك في كون المقدمة الذاتية للنص أطول من المديح النبوي؟!
وما رأيك في جعل البيت الأخير مصرعًا وليس المطلع على النحو المعهود في القصيدة التراثية؟! وللحوار بقايا

7 - أكتوبر - 2008
أسدال وأنوار
شكر وتقدير    كن أول من يقيّم

شكر وتقدير
أقدم خالص شكري إلى شيخي ياسين على هذا الحوار الأدبي السامي، وأقدم تقديري لهذا الرد العقلاني العميق المستنير، وأنتظر رؤيتك حول قضيتي المطروحة في دوحة علوم القرآن.
أستاذي:
أُثَمِّن في نقدك قولك:
" لقد دَمَسَتْ همومٌ بل ِادْلـَهَمَّتْ " تبدو غير موزونة" فهي حقًّا غير موزونة، وصوابها (لقد دمست هموم وادلهمت) ....

8 - أكتوبر - 2008
أسدال وأنوار
علم العــروض اصطلاحًا وسبب تسميته:    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

علم العــروض اصطلاحًا وسبب تسميته:
 
علم العــروض اصطلاحًا:
كثرت التعاريف الاصطلاحية لهذا العلم، وأرى أن أنسب تعريف له ما نصه:
"العلم بقواعدَ يُعرَف بها صحيح الشعر من مكسوره، وما يطرأ عليه من تغيير (زِحافيٍّ أو عِلِّيٍّ) سواء أكان مقبولاً أو معيبًا1])".
فالعروض - حقًّا – علم؛ لأنه قوانين محددة تُنتج أحكامًا ثابتة، مسلَّمة –في الغالب-عقلاً ومنطقًا، وهو علم؛ لأنه يجمع بين التنظير والتطبيق. وليس صناعة فقط كما يزعم بعض العروضيين!
 وهذه القواعد تتمثل فيما يُعرَف – لدى العروضيين- بالدوائر والتفاعيل والبحور، والتغيير فيها يتمثل فيما يسمى بالعلل والزحافات،أي الزيادة على التفاعيل أو النقص فيها، أو ما يسمى الضرائر . ومكسور الشعر هو المُخالف  لهذه القواعد.  
 سبب تسمية الخليل هذا العلم:
لم يختر الخليل  – عبقري اللغة ومُحصيها ومُصنّفها، رحمه الله- هذه اللفظة(العروض) لتُطلَق على هذا العلم عبثًا، بل اختارها –فيما أرى- لسبب ما، لعلَّه يتمثل في وجود علاقة وطيدة بين المدلول اللغوي والمفهوم الاصطلاحي لهذه اللفظة؛ فبتدبر الدلالات اللغوية للفظة العروض والمفهوم الاصطلاحي لها يتضح وجود هذه العلاقة.
إن الخليل –رحمه الله-اختار هذه اللفظة من بين ألفاظ العربية لتدل على هذا العلم؛ لأنها تدل على علمٍ صعب السيطرة عليه مثل محاولة ركوب الناقة الحَرُون التي لم تُرَض، أو مثل السير وسط الطريق الوعْرة في مضيق، أو لأنها تدل على ناحية من نواحي علوم الشعر.
 -أو لأنه العمود الذي يُبنى عليه البيت الشعري كعمود الخيمة.
 -أو لأن الكلمة مشتقة من العَرْض؛ فالشعر يُعرَض ويقاسُ على ميزانه. و إلى هذا الرأي ذهب الخليل في العين، قال:" والعَروض عَروض الشعر؛ لأن الشعر يُعرَض عليه"، وكذلك الإمام الجوهري(ت ت393هـ) . ويعزِّز هذا القولَ ما جاء في اللغة العربية من قولهم: (( هذه المسألة عَروض ذه )) أي نظيرها.
 -أو لأن الخليل –رحمه الله- اخترع هذا العلم في مكان يُسمى العروض بمكة والمدينة وما حولهما، فأطلقها عليه؛ تبركًا.
 -أو لأن من معاني العَروض الطريق في الجبل، والبحور طرُق إلى النظم.
 -أو لأن هذا العلم يعطي الكثير السامي المرتفع من الفوائد لدارسيه من المبدعين والباحثين والطلاب، كعطاء السحاب والغيم وغيرهما.
 -أو لأن هذا العلم حاجة من الحوائج الأساسية المطلوبة لطلاب علوم الشعر.
أو لأن التسمية جاءت تَوَسُّعًا من الجزء الأخير من صدر البيت الذي يسمى (عَروضًا)، أو كما يقول البلاغيون من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل.
وقد أشار إلى هذه العلاقة الوطيدة بين المدلول اللغوي والمفهوم الاصطلاحي وأدركها عدد من أسلافنا الأماجد، منهم:
-ابن القطاع (ت515هـ) في كتابه البارع في علم العروض، قال:"اعلم أن العروض علم وُضع لمعرفة أوزان شعر العرب...وهو مأخوذ من العروض التي  هي الناحية، وقيل: مأخوذ من قولهم :ناقة عروض أي صعبة لم تُرض، وقيل: مأخوذ من العروض التي هي الخشبة المعترضة في وسط البيت، فمن قال: العروض الناحية، أراد الناحية التي قصدتها العرب، ومن قال: مأخوذ من الخشبة المعترضة في البيت أراد أنه يُفصَل بها بين جزأي البيت كما يفصل بالخشبة بين جزأي البيت(المنزل)، وقيل: بل لأنها يفصل بها بين المنظوم والمنثور. ومن قال: الصعبة أراد أنه يراد بها الصعب حتى يُقَوَّم، ومن قال: الطريق أراد الطريق التي سلكتها العرب[البارع ص84-85، تحقيق د/أحمد عبدالدايم نشر مكتبة الفيصيلية بمكة سنة 1985م.]
- نشوان الحميري (ت573هـ) في كتابه الحور العين، قال:" والعروض: الجزء الآخر من أجزاء النصف الأول من البيت، وهي مؤنثة لأنها مشتقة من أحد وجهين، إما من قولهم: ناقة عروض، أي صعبة لم ترض، وإما من العروض التي هي الناحية والطريق؛ يقال: فلان أخذ في عروض فلان... فكأن العروض ناحية من العلم، وهوأقرب الوجهين إلى اشتقاقها".
وأدركها –كذلك- العلامة اللغوي ابن منظور(ت711هـ)، قال:"وسمي عَرُوضا لأَن الشعر يُعْرَض علـيه، فالنصف الأَول عَروضٌ لأَن الثانـي يُبْنى علـى الأَول والنصف الأَخير الشطر، قال: ومنهم من يجعل العَروض طَرائق الشعْر وعَمُودَه مثل الطويل يقول هو عَرُوضٌ واحد، واخْتِلافُ قَوافِـيه يسمى ضُرُوباً، قال: ولكُلَ مقَالٌ؛ قال أَبو إِسحق: وإِنما سمي وسط البـيت عَرُوضا لأَن العروض وسط البـيت من البِناء، والبـيتُ من الشعْر مبنـيّ فـي اللفظ علـى بناء البـيت الـمسكون للعرب، فَقِوامُ البـيت من الكلام عَرُوضُه كما أَنّ قِوامَ البـيت من الـخِرَقِ العارضة التـي فـي وسطه، فهي أَقْوَى ما فـي بـيت الـخرق، فلذلك يجب أَن تكون العروض أَقوى من الضرْب، أَلا ترى أَن الضُّروبَ النقصُ فـيها أَكثر منه فـي الأَعاريض ؟"
وكذلك العلامة اللغوي الفيروزبادي(ت817هـ) في قاموسه قال:والعروض"ميزان الشعر؛ لأنه به يظهر المتَّزن من المنكسر، أو لأنها ناحية من علوم الشعر، أو لأنها صعبة أو لأن الشعر يُعرَضُ عليها، أو لأنه أُلْهِمَها الخليلُ بمكة"[القاموس المحيط باب الضاد فصل العين/عرض ص429، طبع دار إحياء التراث العربي سنة 1991م.]
وقال الزبيدي(ـ 1205هـ):" من المَجَاز: العَرُوضُ: "مِيزَانُ الشِّعْرِ"، كما في الصّحاح، سُمِّيَ به "لأَنَّهُ به يَظْهَرُ المُتَّزِنُ مِنَ المُنْكَسِر" عِنْدَ المُعَارَضَةِ بِهَا. وقوله: بِه هكَذَا في النُّسَخ، وصَوابُه: بِهَا، لأَنَّهَا مُؤَنَّثَةٌ، كما سَيَأْتِي، "أَو لأَنَّهَا ناحِيَةٌ من العُلُوم" أَي من عُلُوم الشِّعْر، كما نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، "أَو لأَنَّهَا صَعْبَةٌ"، فهي كالنَّاقَة التي لم تُذَلَّل، "أَوْ لأَنَّ الشِّعْرَ يُعْرَض عَلَيْهَا"، فما وَافقَهُ كان صَحِيحاً، وما خالَفَهُ كان فَاسِداً، وهُوَ بعَيْنِه القَوْلُ الأَوّل، ونَصّ الصّحاح: لأَنَّه يُعَارَضُ بِهَا. "أَوْ لأَنَّهُ أُلْهِمَهَا الخَلِيلُ" بن أَحْمَد الفَرَاهِيدِيّ "بمَكَّةَ"، وهي العَرُوضُ. وهذا الوَجْهُ نَقَلَه بَعْضُ العَرُوضِيِّينَ. في الصّحاح: العَرُوضُ أَيْضاً "اسمٌ للجُزْءِ الأَخِيرِ من النِّصْفِ الأَوَّلِ" من البَيْت، وزاد المُصَنّف: "سالِماً" كان "أَوْ مُغَيَّراً". وإِنَّمَا سُمِّيَ به لأَنّ الثَّانِيَ يُبْنَى على الأَوَّلِ، وهو الشَّطْرُ. ومنهم مَنْ يَجْعَلُ العَرُوضَ طَرَائقَ الشِّعْرِ وعَمُودَه، مِثْل الطَّوِيل. يُقَال: هو عَرُوضٌ وَاحِداً، واخْتِلافُ قَوَافِيهِ تُسَمَّى ضُرُوباً. وقال أَبُو إِسْحَاقَ. وإِنَّمَا سُمِّيَ وَسَطُ البَيْت عَرُوضاً، لأَنَّ العَرُوضَ وَسَطُ البَيْت من البِنَاء، والبَيْتُ من الشِّعْر مَبْنِيٌّ في اللَّفْظ على بِنَاءِ البَيْتِ المَسْكُونِ لِلْعَرَبِ، فقِوَامُ البَيْتِ مِن الكَلامِ عَرُوضُه، كَمَا أَنّ قِوَامَ البَيْتِ من الخِرَقِ العَارِضَة التي في وسَطِه، فهي أَقْوَى مَا فِي بَيْتِ الخِرَقِ، فلِذلِكَ يَجِبُ أَنْ تكونَ العَرُوضُ أَقْوَى من الضَّرْبِ، أَلاَ تَرَى أَنَّ الضُّرُوبَ النَّقْصُ فيها أَكْثَرُ منه في الأَعَارِيض"...
وهذه العلاقة البارزة بين الاستعمال العربي العتيق للفظة "العروض" والاستعمال الاصطلاحي للَّفظة يوحي بعبقرية الخليل وذكائه وإحساسه اللغوي المعجمي الدقيق والعميق.


[1]))هذا هو المفهوم العام  لمصطلح علم العروض، أما المفهوم الخاص فهذه اللفظة تدل عند العروضيين على الجزء أو التفعيلة الأخيرة من الصدر، كما هو معروف.

9 - أكتوبر - 2008
الخلاصة الهادية في علمي العروض و القافية
انطباعي    كن أول من يقيّم

       تجربة ذاتية حُرَّة في وزنها وقافيتها، على نسق تفعيلة الكامل(متفاعلن) لكن بها  قلق إيقاعي في بناء التفعيلة، في مثل قولك:
(وقروحُ أحلامي تستفيقُ)
وقولك:
(علها تستعجلُ الليلاتِ
علها تستنطقُ الصمتَ الخراب)
  وقولك:
(فتدور خلفي أغنياتٌ خائفات
وقلت عل القصة المجنونة)
 
 والقافية تأتي أحيانًا وتتوافر في النص، كما في السطور التي تنتهي بالنهايات:(الغياب/العتاب/الخراب/اليباب، فاترة/خاسرة، الليلات/خائفات/المجنونة/الملعونة/ سفالتها/فظاظتها)، وتأتي أحيانًا مرسلة!!!
 وأعلن -أخيرًا- عن إعجابي وتمتعي بتعبيرات رومانسية آسرة في رائعتك، مثل: 
 كهفِ الغياب
 الوهمٍ العقيمٍ
قروحُ أحلامي 
سنينِِ فاترة
وجعٍ الهمومٍ على السراب
نامت عناويني التي أعطت حياتي فكرةَ
ُالصمتَ الخراب  
أنزع من ثنايا الوهم أغنيتي
خلفي أغنياتٌ خائفات
ضمير الغربة الملعونة
آخرَ الأوهامٍ في الحلمٍ اليباب
سياطُ الهجرٍ في لغتي
 
الليلُ يرقبُ حزنَها الموءودَ في صدري 
 رصيفُ الانتظار
والغيابُ الكهفُ يغتالُ الشباب ..
 

9 - أكتوبر - 2008
وتاهت الأيام في كهف الغياب
تساؤلات عميقة وخطيرة:    كن أول من يقيّم

تساؤلات عميقة وخطيرة:
شيخي ياسين:
أثمِّن فيك هذا العمق الفكري، واسمح لي أن أحاورك حواراً يتغيا الحقيقة فيما أثرناَ من إشكاليات:
*أما سؤالك:لماذا اتهم المشركون الرسول الأكرم بأنه شاعر وهم يعلمون تماما أن ما جاء به ليس فيه من شعرهم شيء على الإطلاق؟
فالإجابة لأن الشعر كان لديهم قرين الكهانة والكذب، فهم الزاعمون: أن أحسن الشعر أكذبه.
*شيخي: أتفق معك في أن هذه الإشكالية ينبغي أن تدرس من جهتي الشكل والمضمون معًا، لكني أخالفك وأرفض قولك:
"اعتمادا على التعريف المذكور [عند ابن رشيق]يكون جهد القدامى الذين أجهدوا أنفسهم  في نفي الشعر عن القرءان ونفي صفة الشاعر عن الرسول الأكرم بالتركيز على الأوزان الشعرية ونفي أن يكون الرجز شعرا ، وأن حد الشعر منه يجب أن يكون أكثر من أربعة أبيات ، هو جهد غالبه في غير محله" ففي ذلك تجنٍّ على الأسلاف!
 
*كما أرفض قولك:"الإبداع موهبة من الله تعالى يهبها للمبدعين ، وطبع يطبعهم عليه ،ولكن النبي -عليه السلام-لم يكن الإبداع من طبعه ولا في جبلته"!!!
كيف ذلك وقد وصف الأديب العلامة مصطفى صادق الرافعي -رحمه الله-بلاغته –صلى الله عليه وسلم قائلاً:
"هذه هي البلاغة الإنسانية التي سجدت الأفكار لآيتها، وحسرت العقول دون غايتها، لم تصنع وهي من الإحكام كأنها مصنوعة، ولم يتكلف لها وهي على السهولة بعيدة ممنوعة.
ألفاظ النبوة يعمرها قلب متصل بجلال خالقه، ويصقلها لسان نزل عليه القرآن بحقائقه، فهي إن لم تكن من الوحي ولكنها جاءت من سبيله وإن لم يكن لها منه دليل فقد كانت هي من دليله، محكمة الفصول، حتى ليس فيها عروة مفصولة، محذوفة الفضول، حتى ليس فيها كلمة مفضولة. وكأنما هي في اختصارها وإفادتها نبض قلب يتكلم، وإنما هي في سموها وإجادتها مظهر من خواطره صلى الله عليه وسلم.
إن خرجت في الموعظة قلت أنين من فؤاد مقروح، وإن راعت بالحكمة قلت صورة بشرية من الروح في منزع يلين فينفر بالدموع ويشتد فينزو بالدماء، وإذا أراك القرآن أنه خطاب السماء للأرض أراك هذا أنه كلام الأرض بعد السماء.
وهي البلاغة النبوية، تعرف الحقيقة فيها كأنها فكر صريح من أفكار الخليقة، وتجيء بالمجاز الغريب فترى من غرابته أنه مجاز في حقيقة. وهي من البيان في إيجاز تتردد فيه عين البليغ فتعرفه مع إيجاز القرآن فرعين، فمن رآه غير قريب من ذلك الإعجاز فليعلم أنه لم يلحق به هذه العين. على أنه سواء في سهولة إطماعه، وفي صعوبة امتناعه، إن أخذ أبلغ الناس في ناحيته، لم يأخذ بناصيته، وإن أقدم على غير نظر فيه رجع مبصراً، وإن جرى في معارضته انتهى مقصراً.
وقال أيضًا: أما فصاحته صلى الله عليه وسلم فهي من السمت الذي لا يؤخذ فيه على حقه، ولا يتعلق بأسبابه متعلق، فإن العرب وإن هذبوا الكلام وحذقوه وبالغوا في إحكامه وتجويده، إلا أن ذلك قد كان منهم عن نظر متقدم، وروية مقصودة، وكان عن تكلف يستعان له بأسباب الإجادة التي تسمو إليها الفطرة اللغوية فيهم، فيشبه أن يكون القول مصنوعاً مقدراً على أنهم مع ذلك لا يسلمون من عيوب الاستكراه والزلل والاضطراب، ومن حذف في موضع إطناب، وإطناب في موضع، ومن كلمة غيرها أليق، ومعنى غيره أرد، ثم هم في باب المعاني ليس لهم إلا حكمة التجربة، وإلا فضل ما يأخذ بعضهم عن بعض، قل ذلك أو كثر، والمعاني هي التي تعمر الكلام وتستتبع ألفاظه، ويحسبها يكون ماؤه ورونقه، وعلى مقدارها وعلى وجه تأديتها يكون مقدار الرأي فيه ووجه القطع به.
بيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب، على أنه لا يتكلف القول، ولا يقصد إلى تزيينه، ولا ينبغي إليه وسيلة من وسائل الصنعة، ولا يجاوز به مقدار الإبلاغ في المعنى الذي يريده، ثم لا يعرض له في ذلك سقط ولا استكراه، ولا تستزله الفجاءة وما يبده من أغراض الكلام عن الأسلوب الرائع، وعن النمط الغريب والطريقة المحكمة، بحيث لا يجد النظر إلى كلامه طريقاً يتصفح منه صاعداً أو منحدراً ثم أنت لا تعرف له إلا المعاني التي هي إلهام النبوة، ونتاج الحكمة، وغاية العقل، وما إلى ذلك مما يخرج به الكلام وليس فوقه مقدار إنساني من البلاغة والتسديد وبراعة القصد والمجيء في كل ذلك من وراء الغاية كما سنعرف.
وإن كان كلامه صلى الله عليه وسلم لكما قال الجاحظ: "هو الكلام الذي قل عدد حروفه، وكثر عدد معانيه، وجل عن الصنعة، ونزه عن التكلف. استعمل المبسوط في موضع البسيط، والمقصور في موضع القصر، وهجر الغريب الوحشي، ورغب عن الهجين السوقي، ويسر بالتوفيق، وهذا كلام الذي ألقى الله المحبة عليه وغشاه بالقبول، وجمع بين المهابة والحلاوة، وبين حسن الإفهام وقلة عدد الكلام هو مع استغنائه عن إعادته وقلة حاجة السامع إلى معاودته، لم تسقط له كلمة، ولا زلت له قدم، ولا بارت له حجة، ولم يقم له خصم، ولا أفحمه خطيب، بل يبذ الخطب الطوال بالكلام القصير، ولا يلتمس إسكات الخصم إلا بما يعرفه الخصم، ولا يحتج إلا بالصدق، ولا يطلب الفلج إلا بالحق، ولا يستعين بالخلابة، ولا يستعمل المؤاربة، ولا يهمز ولا يلمز، ولا يبطئ ولا يعجل ولا يسهب ولا يحصر، ثم لم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعاً ولا أصدق لفظاً، ولا أعدل وزناً، ولا أجمل مذهباً، ولا أكرم مطلباً، ولا أحسن موقعاً، ولا أسهل مخرجاً، ولا أفصح عن معناه، ولا أبين عن فحواه من كلامه صلى الله عليه وسلم" أ ه?.
ولا نعلم أن هذه الفصاحة قد كانت له صلى الله عليه وسلم إلا توفيقاً من الله وتوقيفاً، إذا ابتعثه للعرب وهم قوم يقادون من ألسنتهم، ولهم المقامات المشهورة في البيان والفصاحة، ثم هم مختلفون في ذلك على تفاوت ما بين طبقاتهم في اللغات وعلى اختلاف مواطنهم، كما بسطناه في موضعه من الجزء الأول من تاريخ آداب العرب، فمنهم الفصيح والأفصح، ومنهم الجافي والمضطرب، ومنهم ذو اللوثة والخالص في منطقه، إلى ما كان من اشتراك اللغات وانفرادها بينهم، وتخصص بعض القبائل بأوضاع وصيغ مقصورة عليهم، لا يساهمهم فيها غيرهم من العرب، إلا من خالطهم أو دنا منهم دنو المأخذ."
 
*أما قولك:"وعلى هذا فإنني لم أفهم معنى ما قاله الجرجاني عن الآية التي وردت في تعريفه الشعر: " في اللغة: العلم، وفي الاصطلاح كلام مقفًى موزون على سبيل القصد، والقيد الأخير يخرج نحو قوله تعالى: "الذي أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك" فإنه كلام مقفًى موزون، لكن ليس بشعر، لأن الإتيان به موزوناً ليس على سبيل القصد.." (التعريفات ، نشرة الوراق ، ص 41) . لقد نفى الجرجاني أن تكون الآية شعرا لأنها لم تأت على سبيل القصد كما زعم . وإذا كان القرءان وما فيه من اوزان لم يأت على سبيل القصد فكيف أتى إذن؟
فأقول:المراد بالقصد في كلام الشريف االجرجاني صاحب التعريفات وفي كلام غيره من الأسلاف هو النية أي نية إبداع الشعر، فهل ورد –معاذ الله- نص قرآني كريم أو نبوي شريف فيه نية إبداع الشعر، كلا وحاشا. بل الوراد نفي الشعر عن هذين النصين الكريمين الشريفين المُقَدَّسَين... وللحوار بقية 
 

9 - أكتوبر - 2008
الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا
مفهوم الموشح :    كن أول من يقيّم

الموشح:
الموشح فن شعري مستحدث، يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي في أمور عدة، وذلك بالتزامه بقواعد معينة في التقنية، وبخروجه غالبًا على الأعاريض الخليليلة، وباستعماله اللغة الدارجة أو العَجَمية في خَرْجته، ثم باتصاله القوي بالغناء. ومن الملفت أن المصادر التي تناولت تاريخ الأدب العربي لم تقدم تعريفًا شاملاً للموشح، واكتفت بالإشارة إليه إشارة عابرة، حتى إن البعض منها تحاشى تناوله معتذرًا عن ذلك بأسباب مختلفة.
فابن بسام الشنتريني، لا يذكر عن هذا الفن خلا عبارات متناثرة، أوردها في كتابه "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة، وأشار إلى أنه لن يتعرض للموشحات لأن أوزانها خارجة عن غرض الديوان، لأن أكثرها على غير أعاريض أشعار العرب.
أما ابن سناء الملك فيقول: "الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص".
 
الموشح لغـــــــــة: اشتق اسم الموشح من الوشاح وهو رداء موشى بالزخارف أو مرصع بالجواهر ، والمراد بالتسمية إضافة تغييرات تنويعية تزيينية على شكل القصيدة التقليدية. الموشح اصطلاحًا:
الموشحات نوع من الغناء الجماعي المميز وصلنا من التراث الأندلسي حيث كانت نشأتها الأولى خلال فترة الحكم العربي لبلاد الأندلس ، أسبانيا حاليًا ، ولذلك تسمى بالموشحات الأندلسية.
وقد اتخذ الموشح في بنائه شكلًا خاصًّا، بحيث أصبح يشتمل على أجزاء بعينها في نطاق مسميات، اصطلح المشتغلون بفن التوشيح عليها، وهي:
المطلع أو المذهب، والدور، و السمط، والقفل، والبيت، والغصن، والخَرْجة.
الموشح نظمــــــًا: تختلف الموشحات عن القصائد بتنوع الأوزان والقوافي، وفى إشارة لاختلاف الموشح عن القصائد وصفه الشاعر ابن سناء الملك بأنه كلام منظوم على وزن مخصوص ، وهى تجمع عادة خليطًا بين الفصحى والعامية.

9 - أكتوبر - 2008
أسدال وأنوار
كيفية نظم الموشح    كن أول من يقيّم

كيفية نظم الموشح
أخي (طماح) التعليق السابق كان مدخلاً للحديث العملي عن كيفية نظم الموشح، أقول:
قَسِّم عملك الشعري إلى عدة مقاطع، ونَوِّعْها إلى الآتي:
1-القفل: أبيات أو أشطر يلتزم الشاعر فيها تكرار قافية واحدة ، منذ أول قفل بالوشح(ويسمى المطلع) إلى آخر قفل بالموشح (ويسمى الخرجة).
2-الغصن:أبيات أو أشطر تتغير قافيتها منذ أول غصن إلى آخر غصن بالموشح. وبعض الباحثين يسمي الغصن (بيتًا).
3- المطلع: وهو القفل الذي يبتدئ به الموشح.
4- الخرجة: وهي القفل الذي يختتم به الموشح.
5-البيت أو الفقرة: مجموع الغصن والقفل الذي يليه.
والرسم التالي يُوضِّح لك الطريقة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ن
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ن
ـــــــــــــــــــــــ س
ـــــــــــــــــــــــ س
ـــــــــــــــــــــــ س
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ن
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ن
ـــــــــــــــــــــــ ص
ـــــــــــــــــــــــ ص
 ـــــــــــــــــــــــ ص
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ن
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ن
ـــــــــــــــــــــــ ط
ـــــــــــــــــــــــ ط
ـــــــــــــــــــــــ ط
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ن
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ن
ـــــــــــــــــــــــ م
ـــــــــــــــــــــــ م
 ـــــــــــــــــــــــ م
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ن
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ن
فالأشطر الملونة باللون الأخضر أقفال، والملونة باللون الأصفر أغصان.
 
 

12 - أكتوبر - 2008
أسدال وأنوار
 77  78  79  80  81