 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | أمثلة للاقتباس 2 كن أول من يقيّم
وقول محمد الشجاعي: لا تُعاشر معشَراً ضلُّوا الهُدَى | | فسَواءٌ أَقبَـلُـوا أَم أَدْبَـروا | بدت البغضاء من أَفواههـمُ | | والذي يخْفُونَ منها أَكـثَـرُ | وقول القاضي منصور الهروي: ومنتَقبٍ بالوردِ قـبَّـلْـتُ خـدَّهُ | | وما لفؤادِي من هَـوَاهُ خَـلاصُ | فأَعْرَضَ عنِّي مُغْضَباً قلت لا تَجُرْ | | وقبِّل فَمِي إنَّ الجُروح قصـاصُ | وقول أبي الفضل عبد الله بن محمد الحبري: أَشكو الأَقارب لا يغبُّ جفاهم | | يبغي أَذايَ صغيرُهم وكبيرُهُمْ | هُمْ يُعلِنونَ لدَى اللِّقاءِ مودَّتـي | | والله يعلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُـمْ | | 24 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |
 | أمثلة للاقتباس من القرآن 3 كن أول من يقيّم
وقول أبي منصور عبد الرحمن بن سعيد: خلة الغانيات خـلة سـوء | | فاتَّقوا الله يا أُولي الأَلبـابِ | وإذا ما سأَلتموهـنَّ شـيئاً | | فاسْأَلوهنَّ من وراءِ حِجابِ | وقول الحكيم: سَبَقْت العالمينَ إلى المَعالـي | | بصائبِ فكرة وعلوِّ همَّـهْ | ولاحَ بحكمتي نورُ الهُدى في | | ليالٍ للضَّلالَةِ مُدْلَـهِـمَّـهْ | يُريد الجاهلون لـيُطْـفِـئُوهُ | | ويأْبَى اللـهُ إِلاَّ أَن يُتِـمَّـهْ | | 24 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |
 | أمثلة للاقتباس 4 كن أول من يقيّم
وقول أبي عبد الله الأبيوردي:
أَردتُ زيارة الملكِ المُفَدَّى |
|
لأَمْدَحَهُ وآخذ منـه رفْـدَا |
فعَبَّسَ حاجِباً فقرأْتُ: أَمـا |
|
مَنِ اسْتَغْنى فأَنتَ له تَصَدَّى |
وقول الخبَّاز البلدي:
كأَنَّ يَميني حين حاوَلْتُ بَسْطَـهـا |
|
لتَوْديعِ إِلفي والهَوَى يَذْرفُ الدَّمْعَا |
يمين ابن عمرانٍ وقد حاولَ العَصَى |
|
وقد جُعلت تلك العَصَى حَيَّة تَسْعَى |
وقائلةٌ هل تملكُ الصَّبْرَ بعـدهـم |
|
فقلتُ لها لا والذي أَخرجَ المَرْعَى |
وقوله:
سارَ الحبيبُ وخلَّفَ القَلْبَـا |
|
يُبْدي الغرام ويُظهرُ الكَربا |
قد قلت إذْ سارَ السَّفينُ بـه |
|
والشَّوقُ ينْهَبُ مُهْجَتي نَهْبَا |
لو أَنَّ لي عزًّا أَصول بـه |
|
لأَخذتُ كلّ سفينةٍ غَصْبـا |
وقول الأُستاذ أبي محمد العبدلكاني:
إذا كنت متَّخـذاً ضَـيْعَةً |
|
فإيَّاكَ والشُّركاء الوُجُوهَا |
ودار الملوك فإنَّ الملوكَ |
|
إذا دَخَلوا قريةً أَفْسَدُوها |
وقول الأَمير نصر الدين أَحمد الميكالي:
يا قوْمَنا لا تُضيعُوا |
|
ذمامَ كلِّ حَمـيمِ |
ولا تخلُّوا جُحُـوداً |
|
بحقِّ خـلٍّ قـديمِ |
وذكِّروا النَّفْسَ حقًّا |
|
بقولِ ربٍّ رَحيمِ |
إنِّي أَخافُ عليكـم |
|
عذاب يومٍ عَظيمِ | | 24 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |
 | أمثلة للاقتباس 5 كن أول من يقيّم
وقول بعضهم يهجو بخيلاً:
رَأَى ضَيْفُكَ في الدَّارِ |
|
وكَرْبُ الجُّوعِ يَغْشَاهُ |
على خبزكَ مكتوبـاً |
|
سَيَكفـيهُـمُ الـلـهُ |
وقول محمد بن نصر الباخرزي:
وفَتاةٌ أَلْبَسْتُها من ثِـيابِـي |
|
مَلْبَساً فيه نزْهةٌ ونَـعـيمُ |
غَدَرَتْ بي وغادَرَتْني وَحيداً |
|
إنَّ رَبِّي بكيدهنَّ عَـلـيمُ |
وقول المطوعي:
انظُرْ إلى وجه صديقٍ لنـا |
|
كيفَ مَحَا الشَّوْكُ بهِ النَّقْشَا |
قد كَتَبَ الدَّهْرُ على خـدِّهِ |
|
بالشِّعْرِ واللَّيْلِ إذا يَغْشـى |
وقول الأَديب شهاب الدين أَحمد الأَمشاطي:
وفَتَّاكِ اللَّواحِظِ بَعْـدَ هَـجْـرٍ |
|
حَبَا كَرَماً وأَنْعَمَ بـالـمَـزارِ |
وظلَّ نهارَهُ يَرْمي بقـلـبـي |
|
سِهاماً من جفونٍ كالشـفـارِ |
وعندَ النَّوْمِ قلتُ لمُـقْـلَـتَـيْهِ |
|
وحكم النَّوْمِ في الأَجفانِ سارِي |
تَبارَكَ من تَوَفَّـاكـم بـلـيلٍ |
|
ويعلمُ ما جرحتمْ بالـنَّـهـارِ | | 24 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |
 | أمثلة للاقتباس 6 كن أول من يقيّم
وقول شيخ شيوخ حماة:
يا نَظْرَةً ما جلتْ لي حُسْنَ طلعتِهِ |
|
حتَّى انقَضَتْ وأَدامَتْني على وَجَلِ |
عاتَبْتُ إنسانَ عيني في تَسَرُّعـهِ |
|
فقالَ لي خلَقَ الإنسان من عَجَلِ |
وقوله أيضاً:
أَدْمَعْتَ عيني فمن أَجْـلِ ذا |
|
بكَى على حاليَ من لا بَكَى |
أَوقَعَني إنسانها في الهَـوَى |
|
يا أَيُّها الإنسان ما غَـرَّكـا |
وقول ابن نباتة المصري:
وأَغْيَدُ حارَتْ في القُلوبِ لِـحـاظـهُ |
|
وأَسهرَتِ الأَجفانَ أَجفانهُ الوَسْـنَـى |
أَجِلْ نظراً في حاجبـيهِ وطَـرْفِـهِ |
|
تَرَى السّحرَ منهُ قابَ قوسينِ أَو أَدْنَى |
وقول ابن قرناص:
إنَّ الذينَ تَرَحَّلـوا |
|
نزلوا بهينٍ ساهِرَهْ |
أسكَنتهُمْ في مقلَتي |
|
فإذا هُمُ بالساهِرَهْ |
وقول ابن الوردي:
ربَّ فـلاَّحٍ مـلـيح |
|
قالَ يا أَهل الفُـتـوَّهْ |
كفلي أَضعَفَ خَصْري |
|
فأَعينُونـي بـقـوَّهْ | | 24 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |
 | أمثلة للاقتباس 7 كن أول من يقيّم
وقول الحافظ العلامة ابن حجر العسقلاني:
خاضَ العَواذِلُ في حَديثِ مَدامِعِي |
|
لما جَرَى كالبَحْرِ سرعَةَ سَـيْرِهِ |
فَحَبستُهُ لأصونَ سِـرّ هَـواكُـمَ |
|
حتَّى يخُوضُوا في حَديثٍ غَـيرِهِ |
وقد سبق إلى هذا الاقتباس، الفقيه الواعظ إبراهيم بن سعيد البردشيري بقوله:
خالِلْ إذا خالَلْـتَ خـلاًّ خَـيِّراً |
|
وبه تمسَّك تقتبس مـن خـيرِهِ |
واهْجُرْ أُناساً مهْجرِين أُولي جَفَا |
|
فالهجْرُ سامعه دريئة ضـيرِهِ |
وإذا رَأَيتَهم فأَعرضْ عنـهُـمُ |
|
حتَّى يَخوضوا في حديثٍ غيرِهِ |
وما أَحسن قول بعضهم وأصدقه:
أَمَّا السَّماحُ فقد مَضى وانْقَـضـى |
|
فتَسَلَّ عنه ولا تَسَلْ عـن خـيرِهِ |
واسْكت إذا خاضَ الوَرَى في ذكره |
|
حتَّى يخوضوا في حديثٍ غـيرِهِ |
وقول الآخر:
دَخلتُ علـى كـافـرٍ دارَهُ |
|
وأَشجارُ بُسْتـانِـهِ زاهِـرَهْ |
وقد وافَقَ الزهْرُ نَقْشَ البساط |
|
فعيني لمَا أَبْصَرَتْ حـائِرهْ |
جنانٌ تُزَخْرَفُ للـكـافِـرينَ |
|
ونحنُ نُحالُ علـى الآخِـرهْ |
فإنْ يكُ في الحَشْرِ حالِي كذا |
|
فتلـكَ إذاً كَـرَّة خـاسِـرَهْ | | 24 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |
 | أمثلة للاقتباس 8 كن أول من يقيّم
وأَحسن ابن سناء الملك في بعض مطالعه بقوله:
رَحَلوا فلستُ مسائلاً عن دارِهم |
|
أَنا باخِعٌ نَفْسي على آثارهـم |
وما أَلطف قول ابن عبد الظاهر في معشوقه نسيم:
إِن كانت العُشَّاقُ في أَشواقِهـم |
|
جَعَلوا النَّسيمَ إلى الحَبيبِ رَسولاَ |
فأَنا الذي أَتْلو عليهم لـيْتَـنـي |
|
كنتُ اتَّخذْتُ معَ الرَّسولِ سَبيلاَ |
وقول المعمار:
ابنُ الجماليِّ ماتَ حقَّـا |
|
برّح بي موتـه وآذَى |
ورحْتُ أَقرأُ عليه جهراً |
|
يا ليتَنِي مِتُّ قبلَ هـذَا |
ومن أَفحش السخف وأَقبحه إدْراج المفحشين من الشُّعراء الآيات الشَّريفة في أشعارهم على طريق المجون والسخف، كقول القائل:
أَوحَى إلى عُشَّاقِهِ طَرْفُـهُ |
|
هيهاتَ هيهاتَ لما تُوعدونْ |
وردفهُ ينطقُ من خَلْـفـه |
|
لمثل ذا فليعمل العاملـونْ |
وكقول أبي نواس:
خطَّ في الأَردافِ سَـطْـرٌ |
|
في عُروضِ الشِّعر موزون |
لن تنالـوا الـبـرّ حـتَّـى |
|
تنفقوا مـمَّـا تُـحـبُّـون |
وقول ابن العفيف التلمساني:
يا عَاشِقينَ حَـاذِرُوا |
|
مبْتَسِماً عن ثَغْـرِهِ |
فطرْفُهُ السَّاحرُ مُذْ |
|
شَككْتُم في أَمْـرِهِ |
يُريدُ أَنْ يُخرجكـم |
|
من أَرْضِكمْ بسحْرِهِ | والتهاون في مثل ذلك يجرُّ إلى الانسلال من الدين، والعياذ بالله تعالى. | 24 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |
 | أمثلة للاقتباس 9 كن أول من يقيّم
ومن الاقتباسات التي هي غير مقبولة قول ابن النبيه في مدح القاضي الفاضل:
قمتُ ليلَ الصُّدودِ إِلاَّ قَـلـيلاَ |
|
ثمَّ رتَّلْتُ ذكركـم تَـرْتـيلاَ |
ووصلتُ السُّهادَ أَقبحَ وصـلٍ |
|
وهَجَرْتُ الرّقادَ هجراً جَميلاَ |
مَسمعٌ ملَّ من سَماعِ عَـذُولٍ |
|
حينَ أَلقَى عليهِ قولاً ثَـقـيلاَ |
وفُؤاد قد كانَ بـينَ ضـلـوع |
|
أَخَذَتْهُ الأَحبابُ أَخْـذاً وَبـيلاَ |
قُلْ لِراقِي الجفونِ إنَّ لعينـي |
|
في بِحارِ الدُّموعِ سَبْحاً طَويلاَ |
ماسَ عُجباً كأَنَّه ما رأَى غُصْ |
|
ناً طَليحاً ولا كثيبـاً مَـهـيلاَ |
وحَمَى عن محبِّهِ كـأس ريقٍ |
|
حينَ أَمسَى مزاجها زَنجبـيلاَ |
بانَ عنِّي فصحتُ في أَثر العِي |
|
سِ ارْحموني وأَمْهلوني قَليلاَ |
أَنا عبدٌ للفاضلِ بـن عـلـيّ |
|
قدْ تبَتَّلْتُ بالثـنَـا تَـبْـتـيلاَ |
لا تَسُمْهُ وعداً بـغـيرِ نَـوالٍ |
|
إنَّه كانَ وَعـدُهُ مـفْـعـولاَ |
جلَّ عن سائِرِ الخَلائِقِ قـدْراً |
|
فاخْتَرَعنا في مدحه التَّنْـزيلاَ |
نعوذ بالله سبحانه من مغالاته وفرط إغراقه، فإنَّ مذهبه في ذلك مشهور. | 24 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |
 | أمثلة للاقتباس 10 كن أول من يقيّم
ومنه قول البهاء زُهَير:
وسَقاني من رِيقهِ الباردِ العَـذْ |
|
بِ كُؤوساً حَوَتْ شراباً طُورَا |
بقَوارير فـضَّةٍ مِـنْ ثَـنـايا |
|
قَدَّروها بـلـؤلـؤٍ تـقـديرَا |
وغُيومٍ مثل الجمانِ فمـا تـنْ |
|
ظرُ فيها شمساً ولا زَمْهَريرَا |
نصب روض وشى النَّسيم عليه |
|
فانْبَرى سعيُهُ بهِ مَشـكـورَا |
أَيُّها الحاسِدُ الـمُـفَـنِّـدُ إمَّـا |
|
إن تكن شاكِراً وإمَّا كَـفـورَا |
كيفَ تَجفو التي يطيرُ بها الـهَ |
|
مُّ وإنْ كان شَرُّهُ مُستـطـيرَا | وهذا النوع محظور، وقد تجاوز فيه بعض العلماء، وتجنُّبُه أَولى بالأَدب. | 24 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |
 | من كتاب العيون الغامزة على خفايا الرامزة: كن أول من يقيّم
من كتاب العيون الغامزة على خفايا الرامزة: قال:وقولنا (وقافية) تحرز من الموزون وليس مقفى، نحو ما أنشده القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب الإعجاز له: ربّ أخٍ كنتُ به مغتبطـاً | | أشد كفِّى بُعَرى صُحبتهِ | تمسكاً منـي بـالـودِّ ولا | | أحسبُه يَزهد في ذي أملِ | قلت: يلزم عليه أن لا يكون ما فيه عيب الإكفاء والإجازة شعراً. واللازم باطل، فإنه شعر بالإجماع، وإن كان معيباً، وبعد هذا كله فهو منطبق على ما كان من الكلام بالمثابة المذكورة، وهو خارج عن الأوزان العربية، والقوم يأبون ذلك، فإن موضوع هذا العلم عندهم الكلام الموزون بشيء من هذه الأوزان المخصوصة المقررة فيه. ولو قيل: (الشعر كلام وزن على قصد بوزن عربي لكان حسناً) فقولنا (كلام) جنس يشمل المحدود وغيره، وتصدير الحد به مخرج لما لا معنى له من الألفاظ الموزونة. وقولنا (وزن) فصل يخرج الكلام المنثور. وقولنا (على قصد) يخرج ما كان وزنه اتفاقياً، كآيات شريفة اتفق جريان الوزن فيها كذلك، كما في قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) وكلمات شريفة نبوية جاء الوزن فيها اتفاقياً غير مقصود، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم: هل أنتِ إلا إصبعٌ دميتِ | | وفي سبيل اله ما لقيتِ | فمثل ذلك لا يسمى شعراً، نعود بالله من ذلك. وكذا لو وقع من متكلم لفظ موزون لم يقصد كونه على طريقة الموزون كما يتفق لكثير من الناس، ويقع مثل ذلك حتى لعوام لا شعور لهم بالشعر، ولا إلمام لهم بالوزن البتة. وقد عمد قوم من الشعراء إلى آيات شريفة أدرجوها في أشعارهم إخلالاً منهم بما يجب من مراعاة الآداب والوقوف عند حدود الله، كقول ابن العفيف التلمساني يتغزل: يا عاشقين حـاذروا | | مبتسماً عن ثغـرهِ | فطرفه الساحرُ مْـذ | | شكتكمُ في أمـرهِ | يريد أن يخرجِـكُـم | | من أرضكم بسحرهِ | وكقول أبي نواس فيما حكى عنه موطئاً للآية الشريفة التي تلوناها آنفاً. خُطّ فـي الأرداف سـطـرٌ | | في عروض الشعر موزونْ | وهذا من أفحش السخف وأقبحه، والتهاون بالوقوع في ذلك يجر إلى الانسلال من الدين والعياذ بالله تعالى. والعجب من قوم يروج عليهم مثل هذا الصنع القبيح، ويستلذون سماعه، ويرونه من الظرف واللطافة، ويعمرون مجالسهم وأنديتهم بمثل ذلك. أولئك لا خلاق لهم في الدنيا والآخرة. فإن قلت: قد جعل علماء البديع تضمين المتكلم كلامه، شعراً كان أو نثراً، شيئاً من القرآن- لا على أنه منه- من المحاسن، وسموا بالاقتباس، كما هو معروف، ومعنى قولهم (لا على أنه منه) أن يورد الكلام المقتبس على وجه لا يكون فيه إشعار بأنه من القرآن، بأن لا يذكر فيه: قال اله تعالى، ونحوه، على ما صرح به التفتازانى، قلت: ذلك محمول على ما إذا لم يؤد الاقتباس إلى إخراج القرآن الشريف إلى معنى غير لائق بجلالته، وأما إذا استعمل على ما فيه إخلال بإجلاله وتعظيمه، فلا يشك مسلم في منع ذلك و تحريمه، وربما أدى إلى الكفر والعياذ بالله. ومن ذا الذي يفهم عن علماء الإسلام أن (الاقتباس) من البديع مطلقاً، سواء كان على وجه حسن أو غيره، كيف ما كان? هذا ما لا سبيل إليه أبداً. أو هو محمول على ما إذا ذكر المتكلم كلاماً وجد نظمه في القرآن فأورده غير مريد به القرآن. قال الشيخ بهاء الدين السبكي في (شرح التلخيص): فلو أخذ مراداً به القرآن كان ذلك من أقبح القبيح، ومن عظام المعاصي، نعوذ بالله منه. قال: وهذا هو معنى قول المصنف، يريد صاحب التلخيص، (لا على أنه منه). قلت: ولوسلم أن المراد بالاقتباس ما ذكر، وهو الأخذ من القرآن لا على أن المراد به التلاوة، فلا يكون ذلك عذراً لمن فعله على وجه المجون والسخف الذي يتعاطاه المفحشون من الشعراء، ولا ترتفع به الملامة عنه، ولا يسقط بذلك ما يتوجه عليه شرعاً من تأديب وزجر وإقامة حد، ولو فتح باب لقبول العذر لمثل هذا لتطرق إلى الدخول منه كل مريض القلب، منحل عرى الدين، واتخذه ذريعة إلى الاسترسال في الاستخفاف بالشريعة، والعياذ بالله والله أسأل أن يوفقنا لاتباع سبيل السلف الصالح في القول والعمل بمنه وكرمه. | 24 - سبتمبر - 2008 | الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الموزونة عروضيًّا |