البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات صبري أبوحسين أبوعبدالرحمن

 72  73  74  75  76 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
تابع الشـعر في الإمـارات    كن أول من يقيّم

تابع الشـعر في الإمـارات :


ما يمكنني قوله، أن الشعر النسائي في الإمارات يتطور كلما زاد عدد الشاعرات المجيدات في نظمهن ، إلا إنني أجد-أحياناً- بعض الأشعار التي تخجل المرأة من كتابتها ، أو حتى سماعها من امرأة أخرى ، إذ أن أفضل الشعر حين تنظمه المرأة ، ما تسمو به، ويرفعها عن مراتب الاسفاف والتذلل ، ويحفظ لها كرامة نفسها ، وهذا ما أجده كثيراً في قصائد الشاعرة " المياسة " ، الذي يحمل من المعنى ، ما يرتفع به ، ويسمو عن رديء الشعر وضعيفه .
 ويمكننا أن نعدد شـعراء مجالس المدن الإماراتية عى النحو التالي:
 *مجلس مدينة العين:
 يتألف: من الشاعر محمد راشد سعيد الشامسي وهو رئيس المجلس ، والأعضاء من الشعراء : عوض راشد السبع الكتبي نائباً للرئيس كميدش عبدالواحد عبدالله الكعبي ، عبيد معضد العامري سعيد محمد هلال الظاهري، همدان محمد حمدان الكعبي ،سعيد صالح محمد النعيمي ،خلفان عبدالله سالم الكعبي ، سيد كلفوت سرور الشامسي ، مطر راكان النعيمي ،خليفة محمد سعيد الكعبي ،سالمين هويدن راشد الشامسي ،سلطان سالم خلف الجابري، محمد عبيد سيف الكعبي ،نادر مبارك سليمان النايلي ،سليم سالمين جميل ،سالم محمد سالم الدرعي ،مبارك عامر تعيب الحبسي ،محمد سالم حمد الجديلي ،حميد سعيد علي الدرعي ،راشد محمد عبلان الكتبي ،أحمد سالم علي الشامسي ،سالم علي عويج الشامسي .

ومجلس شعراء البادية ويتألف: من الرئيس الشاعر محمد سعيد جاسم الرقراقي ،والأعضاء الشعراء : علي محمد القصيلي المنصوري ،فارس علي السبيعي العامري ،محمد سعيد راشد هميلة المزروعي ،على مصبح الكندي ، صالح علي عزيز المنصوري ،محمد ماهى خلف المزروعي ، خلفان عبدالرحمن المنصوري ،ناجي سحمى مذكر العامري ،حسن أحمد سالم المنصوري ، بخيت محسن حفيظ المزروعي ، مبارك حمد مبارك سعيد المري ، الفندي سيف محمد المزروعي ،محمد أحمد شريفة المنصوري ،سالم سعيدان علي الراشدي ،محمد على مصبح الكندي المرر، عيد أحمد مساعد المنصوري ، صالح طويرد سالم المنهالي ، سالم محمد سالم العامري ، ناجي صالح سالم ، مناحي سعد تركي السبيعي .

*مجلس شعراء دبي يتألف من الشعراء : راشد شرار رئيساً للمجلس والأعضاء الشعراء : علي بن رحمة الشامسي ، محمد بن صبيح ، سعيد بن خلفان ،هدير بن مطر ،مصبح علي الكعبي ، الغبشي بن حبثور ، أبو لهب العامري ، محمد الشريف وغيرهم .

*مجلس شعراء الإمارات الشمالية ويتألف من الشعراء بطي المظلوم رئيساً للمجلس وأعضاؤه من الشعراء : سالم الدهماني ..إلخ...

 وفي الشعر العربي الفصيح التقليدي المعروف بالشعر العمودي .. هذا هو الشعر الضارب بجذوره في عمق التاريخ الأدبي في المنطقة ، ويمتد إلى البدايات الأولى للشعر العربي ، في عصور الجاهلية وما قبلها ويعرف دارسوه الأدب العربي ومؤرخوه .. أن أرض الإمارات ومنطقة الخليج العربية قد ظهر فيها شعراء أفذاذ في القرون الماضية ..عاشوا في روابيها ، وعلى سواحلها وقد نشدوا أعمق القصائد العربية وأعذبها .

أما في العصر الحديث .. وتحديداً في القرن العشرين ، فقد برز شعراء عموديون كبار في الإمارات قالوا قصائد عظيمة في مختلف أغراض الشعر التقليدية منهم على سبيل المثال الشاعر المعروف سالم بن علي العويس والذي يعتبر أحد الشعراء الخليجين الكبار في هذا القرن ..وهو الشاعر الإماراتي المولود عام 1887ميلادية في بلدة الحيرة الواقعة بين إماراتي الشارقة وعجمان والمتوفي عام 1959م في الشارقة وقد كان أحد شعراء الثورة العربية ، خاصة تلك التي كان قائدها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والذي مجده الشاعر وافتخر به في كثير من قصائده .. وقد كان الشاعر سالم بن علي العويس ذا رؤية ثاقبة في قراءة المستقبل ، وقد تجلى ذلك في كثير من قصائده "6(6)".

أيضاً من الشعراء العموديين المعروفين في دولة الإمارات العربية المتحدة الشاعر الشيخ صقر بن سلطان القاسمي والشاعر سلطان العويس وهو من الشعراء الذين قدموا خدمة جليلة للحركة الثقافية بدولة الإمارات وللوطن العربي عموماً بتخصيص جائزة عربية مرموقة جداً باسمه يصل مقدارها إلى 400 ألف دولار أمريكي كل سنتين ، تعطى لمجالات إبداعية في الشعر والرواية والنقد والدراسات وذلك بهدف تشجيع ودعم الإبداع الأدبي العـربي .

كذلك هناك الشاعر الإماراتي المعروف الدكتور مانع سعيد العتيبة المستشار الشخصي لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة ،وقد كان يشغل قبل ذلك ولفترة طويلة منصب وزير البترول والثروة المعدنية ، وللشاعر مانع العتيبة حوالي عشرين ديواناً مطبوعاً تتوزع بين الشعر العمودي الفصيح والشعر النبطي ،حوت قصائد في مختلف أغراض الشعر ومن أهمها الأشعار الوطنية وأشعار الغزل والوصف والوجدانيات .

كذلك هنالك الشعراء محمد شريف الشيباني ، هاشم الموسوي ، كريم معتوق ، سالم بوجمهور، عارف الخاجة ، عارف الشيخ ، حبيب الصايغ ، سلطان خليفة الحبتور، وقد نظموا جميعهم قصائد كثيرة ومنهم من أخرجها في دواوين شعرية في الشعر العربي العمودي في مختلف أغراض الشعر .

وفي مجال الشعر الحديث بشقيه الرئيسين : شعر التفعيلة ..والشعر الحر المنثور ، فقد برز فيه شعراء أبرزهم كما هو مسجل لدى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشعراء : جعفر الجمري ، حبيب الصايغ ، عارف الخاجة ، أحمد راشد ثاني ، ثاني السويدي ، خالد بدر عبيد، نجوم الغانم ، ظبية خميس ، صالحة غابش ، إبراهيم محمد إبراهيم ، إبراهيم الملا، عبدالعزيز جاسم ، كريم معتوق ، سالم بوجمهور القبيسي ، ميسون صقر القاسمي ، هالة معتوق ، محمد المزروعي ..وغيرهم .. وهؤلاء الشعراء الذين يعرفون بشعراء الحداثة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، قد لاقوا أيضاً ترحيباً من الجهات الثقافية الرسمية في الدولة حيث فتحت المراكز الثقافية الرسمية أبوابها لهم فنظمت لهم الأمسيات الشعرية المتواصلة وأصدرت لهم كذلك الدواوين الشعرية وأحاطتهم بكل رعاية واهتمام ، ومن هذه المؤسسات والمراكز التي فتحت لهم أبوابها وزارة الإعلام والثقافة ودوائر الإعلام والثقافة في الإمارات ، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات والمجمع الثقافي بأبوظبي وغيرها من المؤسسات
 
http://www.majalsuae.com/vb/showthread.php?t=46803

23 - يونيو - 2008
النسوية في الشعر الإماراتي المعاصر: صالحة غابش نموذجًا
ملاحظة    كن أول من يقيّم

أعتقد أنني أزعجت قارئ الوراق العزيز بهذه النقول النتية عن الشعر الإماراتي وعن الشاعرة صالحة غابش، وأحس أن الأستاذ عمر خلوف الآن يقول: إنه وعدنا بالإمتاع وأخلف وعده!!!
لكن أعدكم أن أسجل نصوص الشاعرة كاملة ثم أعلق على كل نص في قادم التعاليق، بإذن الله تعالى...

23 - يونيو - 2008
النسوية في الشعر الإماراتي المعاصر: صالحة غابش نموذجًا
حوار(11):مع المتنبي    كن أول من يقيّم

حوار(11):مع المتنبي
شيخي:
أبو الطيب أحمد المتنبي-كما يقرر الأسلاف والأخلاف- قال الشعر صبيًّا. نظم أول أشعاره و عمره 9 سنوات . اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكرًا. إنه شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة، في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه. و تدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ترك تراثًا عظيمًا من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنوانًا لسيرة حياته وعصره؛ فقد مثل شعره حياته المضطربة: فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال....
كما تراه يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب، وآراء، ونضج العلم والفلسفة. كما تجلت القوة في معانيه، وأخيلته، وألفاظه، وعباراته.وقد تميز خياله بالقوة والخصابة فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقًا ولا يعنى فيها كثيرًا بالمحسنات والصناعة....
والمتنبي شاعر الطموح والبطولة، هو أكبر رموز الشعر العربي وأكثرها تداولاً بين الناس بعد أكثر من ألف عام على وفاته.
شاعر ملأ الدنيا بشعره، وذاع بين العالمين ذكره، من يجهله يجهل الشعر برمته.........
إنه مهندس البناء الشعري الضخم , الفاخر ..وهو صاحب مصنع أجود المنتجات الشعرية التي ألبست الشعراء بعده, وأدفأت المحتاجين إلى اللغة الجميلة . وهو مخرج أروع اللقطات ثلاثية الأبعاد التي تعجز عنها أحدث الكاميرات الرقمية. وهو كبير الاستشاريين النفسيين في الطب الشعري العربي. مثلا :"لا يوصي أطباء النفس المعاصرون بأكثر من هذا ":
       لا تلق دهرَك َ إلا غير مكترث ٍ ** ما دام يصحب فيه روحك البدن
إنه خلاصة الثقافة العربية الإسلامية في النصف الأول من القرن الرابع للهجرة. هذه الفترة كانت فترة نضج حضاري في العصر العباسي ، وهي في الوقت نفسه كانت فترة تصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العالم العربي . فالخلافة في بغداد انحسرت هيبتها والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء، وقادة الجيش ومعظمهم من الأعاجم، ثم ظهور الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام ، ثم تعرض الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية ثم الحركات الدموية في داخل العراق كحركة القرامطة وهجماتهم على الكوفة....
ولك مع المتنبي-شيخي- جهد أكاديمي رائع حول موقف المستشرقين منه، كما لك عنه كتاب(ظل المتنبي) فما مجمل رؤيتك فيه شاعرًا؟ 
أجاب الشيخ-من خلال كتابه(ظل المتنبي):
المتنبي فتح لي أفقًا جديدًا على الكتابة...وعلى الحياة.
ما من شاعر شرّق ذكره وغرّب كأبي الطيب، وبذلك نطق شعره؛ فما من شاعر عربي شغل العرب والعجم كالمتنبي،وما من شاعر بسط ظله على الشعراء قديمًا وحديثًا كالمتنبي. وحسبك بشاعر يغرف من معينه شاعر الشرق سعدي الشيرازي، وشاعر الغرب غوته...
ولم يكن ذلك لبخت اتفق له، ولا حظ عرض له، كما يزعم بعض من يتعصب للأرجاني، فما كان للبخت – وحده – أن يجعل ظل هذا الشاعر الكبير يمتد ويتطاول ليغطي المستقدمين والمستأخرين على السواء، لكنها الموهبة والنباهة، وقد كان أبو الطيب موهوبًا ومتنبهًا.وما عبثًا قيل قديمًا:"بدئ الشعر بملك وختم بملك" يعنون امرأ القيس والمتنبي، على من ذهب ذلك المذهب. وقال بعض المعجبين بشوقي من المعاصرين:"بدأ الشعر بأحمد وخُتِم بأحمد"، فكان المتنبي حاضرًا على كل حال، وصرف النجفي ذلك إلى نفسه، وسلم لأبي الطيب بنبوة الشعر، فقال:
إلى الشعـــــر يأتي كلّ ألفٍ مجـدّدُ    فبعد نبيّ الشعْــــــر أحمدَ أحمـــــدُ
حماني من التقليد ما عشتُ أنني                  إذا رمتُ أمراً لم أجد من أقــــلّد
إنه ما أتى شاعر قومه ببدع من القول إلا انقسم الناس فيه ما بين مفْرط ومفَرّط.وكذلك انقسم الناس في المتنبي ما بين مغال في الثناء ومفرط في الانتقاص.
      كان المتنبي كسلفه حبيب كثير التوكؤ على القديم ، لا لمجاراة القدماء، إذ لو كان الأمر كذلك لما حفظ للشاعر ذكر، بل كان ينظر إلى وراء من أجل التجاوز وصنع أفقه الخاص الذي يخترق حجب الحاضر إلى المستقبل.
والذي يسعى إلى التفرد وقد أوتي من الموهبة ما يؤهله لذلك لا يرضى إلا أن يبسط ظله لا على معاصريه ولاحقيه فحسب، بل على سابقيه أيضا، وذلك بأن يعيد صياغة معانيهم ويضيف إليها من خصوصيته ما يجعله أحق بالمعنى منهم، ولذلك يظلع على أثر الشاعر من يحصر حديثه عند هذه الظاهرة في باب السرقات ولا يصنع شيئا.وقد يبدو هذا الحكم مستغربا، ولكني أرجو محو الاستغراب بالبيان.
قال ابن رشيق:"قال النابغة يذكر طول ليله:
كليني لهمّ يـــــا أميــــــــــمة ناصب      وليلٍ أقـاسيــــــه بطـــــيء الكواكب
تـطاول حتـى قلـــت ليس بمنقـضٍ                    وليـس الذي يـرعى النجـوم بـآيـــــب
وقال أبو الطيب في وزنه ورويه:
أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب            وردوا رقادي فهو لحظ الحبــــــائب
فإن نهــاري ليلـــة مدلهــمّةٌ         على مقلـــة من فقدكم في غيــاهب
   فأنت ترى ما فيه من الزيادة وحسن المقصد، على أن بيتي النابغة عندهم في غاية الجودة."
 والذي يعنينا من قول ابن رشيق أمران:أولهما قوله:"الزيادة وحسن المقصد"،وهو ما يجعل الشاعر جديرا بالتقدمة، خليقا بأن يكون أولى بالمعنى من المتقدم، والأمر الثاني إقراره بأن بيتي النابغة – عندهم – في غاية الجودة.فإذا كان بيتا النابغة في غاية الجودة، وهما بدون ريب كذلك، فما عسانا نقول عن بيتي المتنبي وفيهما زيادة وحسن مقصد؟
فرض عبقريته فرضًا على اللغة العربية بما أضاف إليها من ثروة طائلة في محض أساليب البيان، مما لا تزال حيويته تنبض إلى اليوم.. وقد قال:
ما نال أهـل الجاهلية كلّهم  شعري ولا سمعت بسحري بابل"
       الحيوية.لعلها الكلمة المفتاح التي تفسر لنا سر تفرد المتنبي، وسر بقاء شعره لفظا ومعنى، وفناء - أو نسيان - شعر سواه.ليست العبرة في المعنى وحده، بل في البناء والصياغة، وزيادة المبنى زيادة في المعنى كما قرر الأسلاف. والحيوية هي التي جعلت حكم المتنبي خالدة، بالرغم من أن غيره ربما انفرد في شعره بالحكمة، إلا أن شعره لم يرزق من السيرورة ما رزقه شعر أبي الطيب.لقد كان شعر صالح بن عبد القدوس كله – على سبيل المثال - في الحكمة، فما بال حكمته لم تشع كما شاعت حكمة المتنبي؟ السبب هو أن صالح بن عبد القدوس ساق حكمته سوق تعليم، فتزاحمت المعاني،وتوالت، يأخذ بعضها برقاب بعض، فقل تداولها، وجاءت حكمة المتنبي أبياتا تتخلل شعره، كأنها الملح في الطعام،مليئة بالحيوية، مرتبطة بتجربته الإنسانية، ملتصقة بذاته أيما لصوق، فاستساغها الناس فجرت على ألسنتهم.
     كان بين يدي أبي الطيب كنز من التراث ضخم ينظر إليه، ويقلب فيه النظر، ويستفيد من درره، إلا انه كان لا يقبل إلا على ما يلائم طبعه، وينسجم مع خلقه، ويوافق شخصيته،ويجاري نظرته إلى الكون والحياة، فلم يكن يعنيه الاستزادة من المعاني الحكمية حتى وإن عارضت فلسفته أو كان لها من نفسه نفور  ومن روحه إعراض، ولم يكن يرمي إلى الصنعة المجردة ولا الفن الخالص،بقدر ما كان يعنيه البلاغ، بلاغ الرسالة الشعرية والحياتية على السواء،فالصنعة عنده إذن وسلة وليست مطلبا.لذلك كان إذا ظفر عند السابقين بمعنى يخدم رؤيته أو يجليها أقبل عليه يعيد تشكيله بما يطابق رؤيته، وإعادة التشكيل اللغوي يجلي المعنى ويقويه ويزيد فيه.ولكن لم يكن التراث الشعري وحده هو الذي يستهوي الشاعر، فهو إذا ظفر ببغيته في النثر،مثلا ، من خطبة أو مثل أو كلمة شاردة، لم يتردد في الإقدام على ما يريد
 
قال شيخنا محمد بنشريفة:"وقد نقل الوزير أبو القاسم المغربي أن المغاربة كانوا يسمونه المتنبه، وهذا يلتقي مع التعليل الذي نجده في الممتع للنهشلي:(قيل له المتنبي لفطنته).وأشار إلى هذا الرأي ابن رشيق في العمدة.قال الصفدي: (وهذا تحريف حسن من المغاربة،وما يليق أن يطلق عليه المتنبي)، يراجع كتاب:أبو تمام وأبو الطيب في أدب المغاربة،ص.95 متنًا وهامشًا...
صاحب معان مخترعة بديعة، ولطائف أبكار منها لم يسبق إليها دقيقة، ولقد صدق من قال:
      ما رأى الناس ثانيَ المتنبي     أيّ ثان يُرى لبكر الزمان؟
    هو في شعره نبيّ ولكـن      ظهرت معجزاته في المعاني.
 
أقول: إنني ممن لا يزال يرى في شوقي زعيمًا من زعماء التجديد الشعري في العصر الحديث، وإنني معجب بشعره الذاتي الغنائي بخاصة،ولا يقدح ذلك الطابع فيه بقدر ما يجلي رواءه ويهتك الحجب عن سر إبداع هذا الشاعر الكبير، إلا أن كل ذلك لا يثني المنصف عن القول: إن شهادة شوقي في المتنبي كافية، فإذا أضفنا إلى ذلك النظر في شعر أمير الشعراء، تبين لنا أن قدرا صالحا من الحلل والطرف التي كانت تزين إمارة شوقي كانت مستجلبة من خزانة المتنبي الملكية،وأن أبا الطيب كان يبسط ظله على شوقي في غير ما مواربة، وأن شوقيا على ما له من إبداعه كان لا يتردد في أن يهجم على معاني المتنبي يوشح بها كلامه ويوشي به شعره....

23 - يونيو - 2008
حواري مع الشيخ الأمراني
تصويب    كن أول من يقيّم

أشكرك أستاذي عمر على تلك اللفتة؛ فقد وقع خطأ في الكتابة غير مقصود:
فقد كان المفروض أن أقول:، كان المفروض أن أقول:
نسق(فعْلن/فعْلن/فعولن **  فعْلن/فعْلن/فعولن) أو كما عبر هو(مفعولاتن فعولن **  مفعولاتن فعولن)، بدلاً من قولي:
(نسق(فعْن/فعْلن/فعولن **  فعْن/فعْلن/فعولن) أو كما عبر هو(مستفعلاتن فعولن **  مستفعلاتن فعولن).
ولكنه التعجل والتسرع الذي أقع فيه كثيرًا عند محاورتي الآخرين على الحاسوب!!! فاغفر لعيني وعقلي ولوحة حاسوبي تلك الزلات المطبعية...
لكن أستاذنا عمر:
أسألك السؤال الذي سأله شيخنا الأستاذ ياسين:
ما الفارق بين المتدارك والخبب؟ ولماذا تخطئ القدماء في نظرتهم إلى النسقين على أنهما واحد؟ّ!
أفتنا جزاك الله خيرًا

23 - يونيو - 2008
البحر الدكالي
تابع الأقصوصة    كن أول من يقيّم

تابع الأقصوصة:
وكان اليوم المشهود يوم الأحد10/شوال، 21/10 ، حين أنهيت تجوالي فهممتُ بالعودة، وفاجأتني النرجسة بكراسة من الجورية، أخذتُها بناءً على طلب الجورية، وهنا بدأت قصتي مع الكراسة التي لم تفارقني .
 وعندما فتحتُها في المكتب، وجدت بها بعض الأبيات من المتقارب كانت موزونة لكنها مفتقرة إلى علم القافية. شجعتُها على المُضِي قدُمًا في هذا الطريق ثم فوجئتُ بتسعة وعشرين بيتـًا قطعتها ونسبتها إلى البحور، فعلا كان هذا عملًا مقبولاً، لم أتوقعه منها؛ لذا أثنيت عليها كثيرًا أمام زميلاتها، بعد ثلاثة أيام< لدرجة أن البعض غرنَ منها.
ـ زهراتي، وكأن الجورية تقول لي: أنا لا أحتاج إلى شرحك، اجلس مكانك ولا تتعب نفسك.
وزاد هذا غضب بعض الزميلات، لكني صدمتـُها فيما بعد بعبارة "مصرية":(مِنِّك لله)؛ فلم تعرفْ معناها، وذلك بسبب إجابتها عن زميلة لها، لكنها رأت أن تتغاضى عن ذلك، وأحست أن الشكل الخارجي للكراسة لم يعجبني؛ لذلك عمِلت على تحسينه بمساعدة من أختها الوحيدة البنفسجة فاطمة.
ثم كان موعد الاختبار النصفي الأحد17/شوال، 28/10 ،والذي قالت عنه الزهرات: إنه صعب، وقالت الجورية: إنه سهل، فشكرتُ الفلة ثرياء؛ ظنـًّا مني أنها من قالت: سهل، فغضبت الجورية لكنها لم تقل لي شيئًا.
 ويوم الأربعاء وكان أول يوم أرى فيه بيتـًا مقطعًا بطريقة متقنة وخط واضح على السبورة، نظرتُ إليه بإمعان، صمتُ قليلًا ثم سألت عن صاحبته، رفعت الجورية إصبعها، ولم أستغرب فهذا متوقع من زهرتي المتميزة، وإن كانت مصابة بالبرد وقتـَها...
 ثم إني كنت أواصل متعتي بشرح العروض يوم الأربعاء14/11، فإذا بعاملة تسلمني ورقة، وجدت أنها من نادي الإبداع وبها استدعاء للجورية يمناء، يبدو أنها ليست متميزة عندي فحسب، بل في كل الأقسام.
ـ قلت -باللهجة المصرية-:يالله يا أبلة يمناء، نادي الإبداع، يطلبونك.
طلبتْ من زميلة أن تدعوني إلى القاعة الكبرى حيث ستُلقي مقدمة أمام المدير، لكنها لم تسمع رغم تكرار الجورية لطلبها، وخرجتْ ولم تعد إلا في الساعة الأخيرة حين كان دوري، وقتَها خرج الدكتور الحذيفي-دكتور الأدب- ودخلتُ، وبقيتْ هي مع هذا الدكتور تطلب منه أن لا يسجل لها غيابًا، ففعل، وأعطاها علامتين على مشاركتها تلك، لم آخذ الغياب إلا بعد أن حضرتْ.
ولن أنسى يوم الأربعاء في الساعة الأخيرة 21/11حين استوقفنا البيت:
                قد جبَرَ الدينَ الإلهُ فَجُبِرْ
ـ مَن تقطع هذا البيت على السبورة؟!
رفعت الزهرات بـِتـِلّاتها(أوراقها)، فسألتني القرنفلة نادية: ما إذا كنّ سيحصلن على علامة، فأجبتها(لا)، فأنزلت الجورية بتلتها فهي لا تحب العمل بلا مقابل، لكني أردت أن أريها سلطتي على المشتل.
ـ ستخرج الجورية على السبورة.
كانت الجورية غير قادرة على الرفض؛ فقد كانت كثيرة الصمت إلا وقت الجـِد، أخذتِ القلم وبدأت تقطع البيت وأطرافها ترتعش خوفًا، وقد لاحظت زميلاتها ذلك، ومن شدة وطأة الرعب لم تنتبه إلى خطإ فادح وقعتْ فيه ثم نبهتها إحداهن، فصوبَـته، عادت إلى مكانها وهي تأخذ شهيقًا عميقـًا.
ثم أتى الأسبوع الذي يليه بما يحويه من لقطات غريبة وجميلة، متمثلة بيوم الأحد25/11 ، غيرتْ الجورية مكانها وجلستْ بجانب الياسمينة علياء، وأخذتُ أذكر العلامات لزهراتي، وجدنا أن الجورية والياسمينة متماثلتان في الدرجة: 19,19,19
 ثم شرحتُ علم القوافي وإذا بي أدخل في مناظرات حادة مع الجورية بسبب سوء فهم منها، هي تقول: القافية الثاء، وأنا أقول الراء، وعندما أحست بغضبي صمتتْ، وبعدها لم أرَها تجلس بجانب الياسمينة أبدًا.  
وبينما كنت ذاهبًا إلى المشتل السابع، دُهشتُ من إبداع زهرتي حينما أتتني النرجسة بالكراسة العجيبة ثانيةً بعد أن أنهت جوريتي قصيدة صحراء، كان ذلك قبل الاحتفال باليوم الوطني السادس والثلاثين بيوم، أي يوم الثلاثاء 27/11ووعدتها خيرًا.
 ذهبتا إلى مختبر الحاسوب وفوجئت برسالة من مشرفة نادي الإبداع تخبرها أن الحفل سيكون في الغد.
ـ يا إلهي: ماذا سأفعل، القصيدة عند الدكتور؟
ـ تدبري أمرك لا شأن لي.
فكرت الجورية ورأت أن تراسلني للتعجيل بإحضار الكراسة، مع أنها لم تود مراسلتي قط، وفي المساء طلَبَتْ من عمها أن يعطيها بريده الالكتروني، ففعل وهو متعجب من هذا التصرف مثلي، أرسلت لي الرسالة الأولى تطلب مني التعجيل بإحضار الدفتر، والثانية والثالثة موضحة أن هذا ليس بريدها.
وكان يوم الحفل المنتظر الأربعاء28/11يومها ذهبت إلى المشتل الثامن فإذا بي أرى زهرة صغيرة في القاعة، أرجعت الكراسة مزينةً بعبارة:"مبارك يا يمناء دخلت عالم القصيدة"، وكنت قد نظمت قصيدة-في مناسبة الاحتفال بالعيد الوطني لدولة الإمارات - فطلبتُ من الجورية أن تعيد كتابتها بخط يدها، وذلك أحدث ضجة وجلبة بين الأخريات، ثم مضيت في شرح علم القافية، وكنت أرى الوردة الصغيرة تهمس في أذن أختها بين الحين والآخر، لعلها تساءلتْ عمن أكون، وماذا أقول؟  وما هذا العلم المُمل؟!
وفجأة رَنّ هاتف، إنها رسالة من نادي الإبداع يطلبون من الجورية الحضور، استأذنت مني وذهبتْ. ثم أعطت قصيدتي لمشرفة النادي بناءً على طلبي، لكن المشرفة طلبت منها أن تردها لي فما من أحد ليلقيَها. لم تشأ الجورية أن تردها لي بنفسها؛ لذلك اصطحبت معها زهرة لتردها، وعادت إليَّ قصيدتي تخبرني أني سألقيها.
وفي القاعة الكبرى حضر حفل كبير ليشهد مراسم الاحتفال باليوم الوطني وكنت واحدًا من المدعوين، وأثناء إلقاء جوريتي لقصيدتها كنت خارج القاعة ولحسن الحظ كان المدير غير حاضر أيضًا، ثم أتى المدير وطـُلِب من الزهرة شيخة والجورية يمناء إعادة الإلقاء أمام المدير، وقتَها كنت حاضرًا، ثم أعادتا الإلقاء وعادةُ الجورية أن لا تنظر إلى أحد أثناء الإلقاء حتى لا ترتبك، إنما تنظر إلى الجدران الخلفية يمينًا ويسارًا، ثم ألقيتُ قصيدتي، ثم قام المدير وأعلن عن قيام مسابقة شعرية، وجرت مسابقات للزهرات والأساتذة، وكان اليوم جميلا جدًّا، تفقدت رعيتي في الساعة الأخيرة، وذهبت الجورية إلى النادي لتأخذ نفَسًا، ثم عادت مع أختها بعد نصف ساعة، حدث شجار بين القرنفلة نادية وزميلتها أضحكَ الجميع، فقررت أن أفصلهما، ثم ألقت القرنفلة قصيدة غزلية، وألقيتُ قصيدتين عن بغداد والعولمة.  
ـ هناك ضيفة صغيرة في القاعة، من هذه يا يمناء؟ هذه أختك؟
ـ نعم.
ـ ما اسمها؟
ـ فاطمة.
ـ وهذه هدية لفاطمة أخت يمناء.  
كانت عبارة عن قصيدة رائية بعنوان"دبي حلم عربي"، أعجبَتها كثيرًا ولا تزال تحتفظ الجورية بها إلى الآن . انتهى الوقت.
وبما أن الأحد كان إجازة؛ لذا لم أستطع رؤية زهراتي في المشتل الثامن إلا يوم الأربعاء5/12، وفي الساعة الأولى لم يحدث شيء، أما في الساعة الأخيرة فقد حدثت أشياء، منها أني كلفت زهراتي بتقطيع بيتين هما:
للمنون دائرا    تٌ يُدرنَ صروفها
فتراها تنتقينا   واحــدًا فواحـدا
ثم نسبتهما  إلى بحرعروضي مناسب....
 وكالعادة أتتني الجورية بتقطيعها وأنه من بحر الرمل المشطور، فكرت قليلاً ثم قلت:حسنًا.
ثم عادت إلى مكانها.
ـ هذا موقع عمك؟
ـ نعم.
ـ أليس لديك موقع؟
ـ عندي؟
ـ إذًا ماهذا الإرهاب تجاهي، ثلاث رسائل، وكل رسالة فيها طلب واحد: أحضر الكراسة، أحضر الكراسة، أحضر الكراسة.
طأطأت الجورية رأسها وهي تسمع ضحكات زميلاتها، وتعليقاتهن، وتساءلت لمَ لم أحَدّثـْها عن موقع عمها عندما سلمتني كتابها حتى لا تسمع الأخريات ذلك.
ثم وقفتُ لأوضح تقطيع البيتين.
ـ هذا البيت قالت عنه الجورية: إنه من الرمل المشطور، وقلت: إنه من المجزوء، ولا بأس أن تصحح الزهرة المتميزة لأستاذها، لكني وجدت أن كلامها باطل وهو من المجزوء، إذًا أليس كلامها باطلا؟
ـ إحدى الزهرات: نعم، والله يكفينا شرّه.
وهكذا رفعتـُها إلى ما فوق السحاب، ثم أنزلتُها إلى أدنى الحضيض، وصارت تنظر إلى زميلاتها نظرة مستغربة وحزينة، قررتْ أن تكتب قصيدة هجائية بشأني.
وبعدها استوقفنا بيت عنترة الذي يقول فيه:
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما      والناذرين إذا لمَ القهما دمي
ـ هناك شيء في هذا البيت والتي تعرف فهي بروفيسورة العروض.
فجأة رفعت الجورية يدها، ويبدو أني لن أتخلص منها أبدًا؛ لذا قلت:"إلا يمناء"، أنزلت يدها، وسألتـْها الأخريات عن الإجابة لكنها لم تخبرهن، وبقيتُ أسهّل الأمر عليهن، بذكر البحر، والنظر إلى الشطر الثاني، لكن ما من مجيبة.
ـ قولي يا جورية.
ـ ضرورة شعرية، حُوِّلت همزةُ القطع إلى وصل في "لم القهما"...
ـ أحسنتِ.
فقد كانت قد درست الضرورات الشعرية منذ العاشر، وهكذا تنازلت عن القصيدة الهجائية، وتبخترت باللقب.
ـ لا أحد يحدثني؛ فقد أصبحتُ بروفيسورة العروض.
_ (أبوها): وأين الشهادة التي تثبت ذلك.
ـ  إنها مع الدكتور ومن الدكتور.
مضت على هذه الحال أيام غير متواصلة...
 وكان الأربعاء التالي12/12موعد الوداع، لكن قبل هذا أهدتني الجورية تقريرًا لها وهي في الصف الثاني عشر، أثنيت عليها أمام زميلاتها كما أثنيت على معلمتها؛ فقد وجدتُ فيه جهد الاثنتين معًا...
 
 

23 - يونيو - 2008
أقصوصة (الكراسة)
تابع الأقصوصة2    كن أول من يقيّم

 ثم تركتُ المجال للزهرات للحديث الحر(الدردشة أو السولفة) فقامت الوردة أمل ثم القرنفلة نادية، والتي أعطيتها ثلاث دقائق فقط للحديث، ثم كانت مع الجورية نصائح للإمام علي ـ رضي الله عنه ـ وعرضتْ على النرجسة أسماء أن تلقيها، لكنها رفضت وأعطتني النصائح مبينةً أنها من الجورية، فطلبتُ من الجورية إلقاءها لكنها رفضت، فطلبتُ من النرجسة إيصال مكبر الصوت إليها، لكنها امتنعتْ عن أخذه، وبعد طول محاولة أخذتِ المكبر وألقتِ النصائح.
 انتقل الحديث إليَّ برغبة من الزهرات فأوصيتهن خيرًا، ثم توَّجتُ جهود البعض بألقاب: حاكمة الفصل: أسماء، بروفيسورة العروض:يمناء، النشيطة: جوخة، الباحثة:علياء، المهرجة: نادية أو(clown)...
 ثم طلبتُ من الفلة ثرياء أن تتلو على مسامعنا آيات من الذكر الحكيم، فاقترحتْ عليها الجورية سورة الرحمن.تلت سورة الرحمن بصوتها الشجي، ومشاعر الحزن تملأ القلوب بسبب وطأة الوداع.
في ذاك اليوم أعلمتُ زهراتي شيئًا، لا تزال الجورية تذكره إلى الآن وهو قول:" ولا بشيءٍ من آلائك يا رب نكذب" بعد كل آية بها:"فبأي آلاء ربكما تكذبان"....
وانتهى ذاك اليوم وأملي أن أرى تفوق زهراتي في الأوراق الامتحانية النهائية.
برزت التجربة الشعرية فياضةً لدى جوريتي، التي افتقدتـْها طويلا، استفادت منها بأن تصبَّ ملَكَتها على الورقة، اختارت البحر الوافر، وبدأت تنظم.
وأتت يوم الأحد 16/12إلى المشتل؛ لتعطيني تقرير الغائبة الفلة ثرياء، فرأيت أن مع التقرير شيئًا آخر أراه أبيض الوجهين.
ـ What is this?
 فتحتـُه، فرأيت أن به كلمات إنجليزية مترجمة للعربية، وكانت قد كتبتْ على الوجه الداخلي للغلاف اسمي وكنيتي بخط رائع .
ـThank you very very much.
ـ Welcome.
ثم قالت: قد قلنا: إن ألف(أنا) لا تحسب، لكنها تُحسب في بيت ولادة التي تقول فيه:
 أنا والله أصلح للمعالي     وأمشي مشيتي وأتيه تيها
فوجدتُ أن كلامها صحيح، لكن يا جويرية هذه لهجة أو ضرورة، ولا يقاس عليهما، فالأصل والشائع عروضيًّا ألا تحسب ألف (أنا) في حال الوصل...
ثم أخبرتني أنها نظمت قصيدة وأعطتني إياها، رأيت أنها قصيدة متطورة عن سابقتها، مشكلتها الوحيدة أنني لم أبيّنْ للجورية أن البيت إذا كان مدورًا فإن الجزء في الشطر الأول لا يُشبَع، فأعطيتها مثالا هو:"يمناء" إذا وقع حرف الحاء في الشطر الأول فإنه لا يشبع، ثم استرسلتُ بمدحها، وكان هذا آخر يوم أرى فيه الكراسة من الفصل الأول.
ـ افتخرتِ الحديقة بتخريج حافظة للقرآن، وأنا أفتخر بتخريج شاعرة، ثلاثة من أفتخر بهم: حسن النجار، علي الهاشمي، ويمناء...
زهراتي: إن الجورية يمناء تمتلك ملكات متعددة، وأنا لم أر باقي قدراتها الإبداعية.
 بدأتُ بشرح دائرة المشتبه لأول مرة، وأثناء ذلك قمت بإغداق العطاء على زهراتي الحاضرات، وذكرتُ البحور المستخرجة، وعند ذكري للخفيف أجابتني زهرة[ فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن]، فقلتُ: لك نقطة، وأنا لا أدري من هي؟، وعندما كنت أسجل النقاط سألتُ عن التي ذكرتْ تلك التفاعيل فرفعتِ الجورية بتلتها.
ـ يمناء أنت؟ لقد أعطيتُك عشرين نقطة لا مكان لنقطتين إضافيتين.
ضحكتِ الجورية وهي تظن أني أمزح، وأنا لا أدري أن كثرة المديح يجعلها خائفة أكثر من المستقبل، فهي تظن أن المستقبل سيسلب منها كل ما تحب، كما أهداها الحاضر ما تحب. ولكثرة المديح نسيتْ أن تسألني عن تقريرها بالثانوية...
 ساعتها أحزنتني الياسمينة علياء حينما ذكرتْ أنهن حاضرات من أجل التسميع لمادة القرآن فقط، وعندما خرجتُ تذكرَت الجورية تقريرها، فطلبتْ من صديقتها الياسمينة علياء أن ترافقها لتتصل بي ففعلتْ، فذهبتا للإشراف واتصلتا.
ـ(قلتُ): السلام عليكم.
ـ(الجورية): السلام عليكم.
ـ وعليكم السلام
ـ دكتور، أنا يمناء، أريد تقريري في الثانوية.
ـ ما قرأتـُه بعد.
ـ هل أستلمه في الأخيرة؟
ـ أبشري.
ـ شكرًا.
  انتظرتِ الجورية تقريرها أسفل السلم مع الياسمينة في الساعة الأخيرة، وعندما مررتُ نادتني الجورية.
ـ تريدين تقريرك؟، هذا هو.
ـ شكرًا.
ـ الياسمينة: دكتور، أنا آسفة كنت عفوية جدًّا معك.
ـ (باستغراب):العفوية مطلوبة.
ذهبتُ وزهراتي خلفي يذهبن إلى حافلاتهن، فجأة سمعتُ من ينادي الجورية بصوت عال، كانت زهرة من المشتل السابع تود أن ترى ما كتبته على تقرير جوريتي وهي لم تـُرِِها، لكن سرعان ما أرَتها هي والياسمينة، وعندما كنت أصعد السلم رأيت زهراتي يطلعن على ما كتبتُ. وكان هذا آخر يوم في الدوام.
وأتى وقت الامتحانات بحُلته المخيفة والمبشرة في آن واحد، كانت تجمعني بزهراتي صدفات عجيبة في الساحة والسلم، وحتى الممرات أمام المشاتل...
وعندما أتى موعد امتحان العروض كانت الجورية قد أنهت المذاكرة في ساعتين، لكنها بقيت إلى الثانية بعد منتصف الليل تصحح الأخطاء التي وقعتْ فيها زميلاتها في تقرير العروض، ونظرًا للجهد المُضني الذي قامت به، ذيلتْ مقدمتها بـ:"بقلم:يمناء"، لكن في اليوم التالي لم ترضَ النرجسة بذلك فقد أبخسُ الأخريات حقهن بسبب ذلك، أنهت الجورية الامتحان بصداع شديد.
وأتى اليوم الأخير من الامتحانات الأربعاء2/1، فوجئتُ في المكتب بزهرة تخبرني أن هناك من ينتظرني في الخارج، خرجتُ فإذا بي أرى الجورية والنرجسة تهدياني التقرير.
ـ لقد رأيتـُه وقرأته في بريدي الإلكتروني.
ـ النرجسة: لكن هذا قد صحَّحتْـ..... أو صححناه.
ـ لا بأس. جوريتي أخذتِ أربعين.
خافت الجورية، ولم تتبين قصدي.
ـ أربعين من أربعين.
 طأطأت الجورية رأسها، وهي تبتسم وتكتم فرحها، دفعتـْها النرجسة.
ـ ياالله يمناء، أخذت أربعين، وماذا عني دكتور؟
ـ لا أدري ستًّا وثلاثين، أو شيئًا من هذا القبيل.
ـ دكتور كنتُ مصابة بالتسمم يومها.
ـ سلمتِ من كل سوء، يا أسماء.
أتى دكتور ثم غادرتِ الزهرتان على عجل، نزلتا من السلم والجورية تحس أنها ستقع من شدة الفرح.
وفي المنزل أخذت الجورية تقول لعائلتها: إني قد أهديتها مسك الختام بتلك الدرجة، وانتظرتِ النتائج بفارغ الصبر، وهي متأكدة أنها قد أخذت 97 عندي، ولكنها حدقتْ في علامة العروض طويلا، عندما ظهرت.
ـ كيف يعطيني الدكتور 98؟   أمي!! أبي!! أخذت 98.
وهكذا كانت درجة العروض أعلى درجة حصلتْ عليها، وما كان منها إلا أن راسلتني شاكرةً لهديتي وداعية لي بخير، بعد أن كانت قد كرهتِ البريد الالكتروني بسببي، وكانت هذه أول مرة تراسلني ببريدها.
  وأحمد الله أنه أنتج على يدي باحثات ورائدات وشاعرات أفخر بهن ما حييتُ...
إهداء من البرعم الصغير[يمناء المرزوقي] إلى والدها العزيز  
 الأحد: 22/6/2008م

23 - يونيو - 2008
أقصوصة (الكراسة)
مدخل إلى هذه الأقصوصة    كن أول من يقيّم

مدخل إلى هذه الأقصوصة:
هذه الأقصوصة من السرد الواقعي الإيجابي البناء، الذي يحاول أن ينشر ومضات خضراء من واقعنا الحالك، لعلها تغرس فينا أملاً، أقصوصة تصور مشهدًا من عالم التدريس الجامعي، عندما يكون حيًّا فاعلاً منيرًا مستنيرًا، يعطي عطاء لا حدود له، ويجد ثمار ما أعطى تتحقق أمامه يومًا بعد آخر... ما أسعد ذلك على الدكتور الجامعي، وما ألذه من شعور وإحساس، ولكي يفهم القارئ الأقصوصة عليه أن يعلم أن:
* راوي الأقصوصة هو دكتور العروض
*الحديقة:الكلية
*المشتل: القاعة الدراسية
*الزهرات: الطالبات
*الجورية: لقب بطلة الأقصوصة 
*الكراسة: كشكول إبداع البطلة به تعليقات دكتور العروض
.... إلخ
 

23 - يونيو - 2008
أقصوصة (الكراسة)
شيخي    كن أول من يقيّم

شيخي زهير:
لم أفهم هذه الملاحظة!!!
صنيعي في التعاليق السابقة مجرد نقل عن الإنترنت، وليس عن بحث أو متابعة مني!!!
جهدي الوحيد تمثل في مقدمة الملف!!!

24 - يونيو - 2008
النسوية في الشعر الإماراتي المعاصر: صالحة غابش نموذجًا
قراءة أولى في المتدارك والخبب:    كن أول من يقيّم

قراءة أولى في المتدارك والخبب:
استجابة لرغبة شيخي الشاعر ياسين سليمان أقدم هذه الرؤية للمتدارك والخبب:
للبحر المتدارك ميزة تجلعه يشذ عن بقية البحور, ألا وهي الوزن المسمى بالخبب أو ركض الخيل أو صب الميزاب أو دق الناقوس, الذي يُشتق منه...إلخ
ويعتمد البحر المتدارك على تكرار تفعيلة(فاعلن/5//5) ثماني مرات.
ومثاله المشهور:
 جاءنا/ عامر/ سالمًا/ صالحًا     بعدما/ كان ما/ كان من/ عامر 
ويأتي مجزوءًا أيضا هكذا:
 فاعلن فاعلن فاعلن     فاعلن فاعلن فاعلن
ومثاله المشهور:
 قف على/ دارهم/ وابكِيَنْ     بين أط/لالها/ والدِّمَنْ
وتُجَوِّز كتُب العروض دخول الخبن على تفعيلات المتدارك, فيحذف الثاني الساكن من "فاعلن/5//5" وتصبح: "فَعِلُنْ///5", بتحريك العين. إلا أن كتب العروض لم تذكر أن الخبن إذا دخل تفعيلة من تفعيلات البحر المتدارك, وجب خبن بقية التفعيلات أيضًا, حتى يكون الإيقاع مستقيمًا ومستساغًا. فلن يوجد بيت من الشعر مكتوبًا على الوزن التالي مثلا:
 فعِلن فاعلن فاعلن فعِلن...فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
فهو قبيح ولا تستسيغه الأذن. فكأن أرباب كتب العروض اتفقوا على أن بحر الخبب (فعِلن فعِلن فعِلن فعِلن مرتين) هو بحر مستقل عن البحر المتدارك, ولكنهم لم يُصرِّحوا بذلك.
*ومفتاح بحر "الخبب" عند الأستاذ عمر خلوف في كتابه(كن شاعرًا)هو:
خببٌ يجري فيه القول      فعِلُن! فعْلُن فعْلُن فعْلُ
لكن :لو قطنا كلمة (خَبَبٌ) لصارت (o///) أي (فعِلُن) وهذا على خلاف تفعيلة البحر(فعْلُن)!!!
ويرى العروضيون المعاصرون -ومن أبرزهم الأستاذ عمر خلوف- أن استقلالية بحر الخبب ظاهرة في الأسباب التالية:
1. الخبب بحر سببي, أي متكون من أسباب فقط, وليس فيه وتد, على خلاف بقية البحور؛ ولذلك سماه دكتور أحمد مستجير (بحر السبب)...
2. تضاربت التعليلات في اشتقاق الخبب من المتدارك. فالبعض قال بأن "فاعلن" خُبِنت فصارت "فعِلن". وهكذا يُشتَقُّ الخببُ من المتدارك, شريطة أن تُخبَن بقية التفعيلات, فلا يمكن أن تُخبَن واحدة وتظل بقية التفعيلات على صيغة المتدارك وهي:"فاعلن". وإلا اضطرب الوزن. والمشكلة كامنة في الشرط المذكور. فلم يجب خبن كل تفعيلات المتدارك إن خُبِنَتْ واحدة؟ ففي الرمل مثلا, يجوز دخول زحاف الخبن على واحدة من التفعيلات دون البقية. فلِمَ شذ المتدارك عن القاعدة؟
وفي استخراج "فعْلن" بتسكين العين قال البعض بأن "فعِلن" المُحرَّكة العين المخبونة أُضمِرت, فسُكِّنت العينُ وصارت: "فعْلن" بتسكين العين. والبعض الآخر قال: إن "فاعلن" قُطِعت (والقطع هو حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين ما قبله) فصارت "فاعلْ" بتسكين اللام, ومن ثم نُقِلت إلى "فعْلن" بتسكين العين. والبعض ذكر أن "فاعلن" شُعِّثت (والتشعيث هو حذف أول الوتد المجموع) فصارت "فعْلن" بتسكين العين.
والتعليلان الأخيران فاسدان؛ ذلك لأن العلل لا تدخل حشو البيت. بل تدخل عروضه وضربه وقد تدخل على أول تفعيلة الصدر أو العجز (كالخرم والخزم). ولكنها لا تدخل حشو البيت. فإن استثنينا التعليلين الأخيرين, بقي التعليل الأول: وهو خبن "فاعلن" لتصبح "فعِلن" بتحريك العين. وهذا التعليل واضح التكلف؛ ذلك لأن الشاعر مُلزَم بخبن كل تفعيلات المتدارك في كل أبيات قصيدته. فجعلوا الخبن كالزحاف الجاري مجرى العلة, وأوجبوا دخوله على كل تفعيلات البيت.
3. اختلاف إيقاع المتدارك (فاعلن ثمان مرات) وإيقاع الخبب (فعلن ثمان مرات) اختلافًا جذريًّا. وسبب ذلك وجود الأوتاد في المتدارك وانعدامها من الخبب. فأنت لو قارنت مُضمَر الكامل مع الكامل السالم من الزحاف, ومَطويَّ الرجز مع الرجز السالم من الزحاف, ومقبوض الطويل مع الطويل السالم من الزحاف, لوجدت أن إيقاعي البحر السالم مع البحر المزاحف متشابهان وقريبان من بعضهما. وهذا التشابه والقرب معدوم بين إيقاعي المتدارك والخبب. ولا أظن أن أحدًا يستطيع أن يكتب بيتًا مستخدما تفعيلتي المتدارك (فاعلن) والخبب (فعلن) من دون تكلف!
فالعروضيون في مندوحة عن هذا لو قالوا بأن الخبب بحر مستقل بذاته عن المتدارك.
 

24 - يونيو - 2008
البحر الدكالي
الخبب في شعر الخليل    كن أول من يقيّم

الخبب في شعر السلف:
*هذا و للخليل بن أحمد نتفتان على نسق الخبب، هما:
*نُتفة على (فعِلنْ) بتحريك العين، نصها:
سُئِلوا فَأَبَوا فَلَقَد بَخِلوا       فَلَبِئسَ لَعَمرُكَ ما فَعَلوا
أَبَكَيتَ عَلى طَلَلٍ طَرَبًا       فَشَجاكَ وَأَحزَنَكَ الطَـلَلُ([1])
*وثانية على (فَعْلُنْ) بإسكان العين، مطلعها:
هَذا عَمرٌو يَستَعفي مِن       زَيدٍ عِندَ الفَضل القاضي
فَاِنهَوا عَمرًا إِنّي أَخشى       صَولَ اللَيثِ العادي الماضي
لَيسَ المَرءُ الحامي أَنفًا       مِثلَ المَرءِ الضَيمَ الراضي([2])
وعلى الرغم من ذلك نجد من يزعم أن الخليل لم يعرف نسق المتدارك أو الخبب، وأن الأخفش الأوسط استدركه أو استدركهما عليه!!!


[1]  وردا في الموسوعة الشعرية،عن كتاب نور القبس للحافظ اليغموري المتوفي 673هـ.
[2] راجع إنباه الرواة للقفطي ص342 ، و شرح التحفة ص299، والقسطاس ص129، والوافي في العروض والقوافي ص177، وأوزان الشعر العربي وقوافيه ص19، وص191. والشافي في العروض والقوافي للدكتور هاشم صالح ص217...إلخ
 

24 - يونيو - 2008
البحر الدكالي
 72  73  74  75  76