البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات abdelhafid akouh

 72  73  74  75  76 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
رأي آخـــر..    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

الشتائم التي قذفتها الفضائيات المصرية مست شظاياها كل شعوب المغرب العربي
 
يدور حاليا في فرنسا جدال ساخن حول أحقية المنتخب الفرنسي في التأهل إلى كأس العالم. أغلب الفرنسيين يقولون إنهم يشعرون بالعار لأن مباراة منتخبهم ضد إيرلندا لم تكن نظيفة، وإن الفرنسيين لا يستحقون الانتصار ولا التأهل، وكثيرون يتمنون لو أن المنتخب الفرنسي أقصي وتأهل بدله منتخب إيرلندا.
سبب كل هذا الإحباط هو أن اللاعب تيري هنري دفع الكرة بيده إلى زميله غالاس الذي سجل الهدف، وتأهلت فرنسا للمونديال، لكن الفرنسيين يقولون إنه مونديال الخجل، وإن اليد التي استعملها هنري هي «يد العار»، رغم أن هنري اعتذر، وتمنى لو تعاد المباراة.
فرنسا بلد ديمقراطي يتمتع مواطنوه بالحرية والديمقراطية والخبز والعمل والكرامة. وكان حريا بالذين يؤججون سعار الحقد بين الشعوب بسبب الكرة أن يتعلموا من فرنسا، ولو في هذه المرة فقط.
المصريون، الذين لا زالوا يقذفون الحمم البركانية من فضائياتهم بسبب خسارتهم مباراة في الكرة، كان يجب أن يتعلموا الفرنسية ويتتبعوا البرامج التي تبثها قنوات فرنسا حول التأهل المخجل للمونديال، ليعرفوا أن المونديال ليس هو الهدف، بل الهدف هو رفاهية الشعوب وكرامتها، لأن الشعب حين يشبع ويحس بالكرامة، فإن المونديال يأتي في مرتبة متأخرة، ولا يخرج في مظاهرات صاخبة يطلب الثار والدم.
بعد مباراة مصر والجزائر في السودان، أصبح الناس لا يصدقون ما يجري، واختلطت السياسة بكرة القدم كما يختلط اللبن بالكسكس في أكلة «صيكوك». صحيح أن المصريين والجزائريين تبادلوا اللعب الإعلامي، لكن ما قام به المصريون عصي على التصديق، بل إنه شيء مخجل بكل المقاييس. والمؤسف أن كل عقلاء مصر صمتوا أو تواروا مخافة أن يتهموا بالخيانة.
هناك ممثلون وفنانون مصريون وصفوا الجزائيين بـ«الذباب والهمج والحقيرين والحشرات والبرابرة»، وهو شيء لم يكن أحد يتصور أنه سيحدث يوما ما. وهناك مذيعون حرضوا على القتل، وهناك ممثلون احتقروا معجبيهم وقالوا إن كل همهم هو أن يلتقطوا معهم صورا، وهي إهانة لن يحس بها الجزائريون فقط، بل سيحس بها الجزائريون والمغاربة والتوانسة والسواعدة والقطريون والعمانيون والليبيون واليمنيون والموريتانيون وغيرهم. إنها إهانة موجهة إلى الجميع.
لم يكن صحافيو وفنانو مصر وسياسيوها يدركون أن شتائمهم ضد الجزائريين ستنتقل شظاياها إلى كل بلدان المغرب العربي وبلدان أخرى، ولم يدركوا أن وسائل الإعلام العالمية تعاطفت مع الجزائريين لأن مصر حولت هزيمة في الكرة إلى حرب عالمية، مع أن لا أحد مات قبل وخلال وبعد المباراة، وما حدث بين الجمهوريْن في السودان يحدث في كل مكان.
لم تدرك مصر وهي تشتم العالم بالقول إنها «أم الدنيا»، أن وسائل الإعلام في كل مكان سخرت من الإعلام المصري وممثلي مصر وسينما مصر. هناك صحف تساءلت إن كانت لهذه الحرب الإعلامية علاقة بقضية توريث جمال مبارك، لأن التأهل للمونديال كان وسيلة مثلى لذلك، وهناك من تساءل كيف لم تأخذ الحمية المصريين بهذه الدرجة عندما كان أطفال غزة يذبحون كل يوم تحت وابل القصف الإسرائيلي، وظلت المعابر مع مصر مغلقة.
مصر بدأت حربا إعلامية مع الجزائر، فشاركتها وسائل الإعلام الجزائرية اللعبة، واشتعلت النار، واحترقت فيها مصر أكثر مما احترقت الجزائر، وفقدت مصر احترام شعوب كثيرة، وعلى الأخص شعوب المغرب العربي.
كثيرون كانوا سيهاجون الجزائر أيضا، لكنهم لم يسمعوا في وسائل الإعلام جزائريا يصف مصريا بكونه ذبابة، أو يدعو إلى قتله، أو يقول إنه حشرة وحقير، لذلك فإن المصريين خسروا خلال هذه الحرب الحمقاء أكثر بكثير مما ربحوه.
كرة القدم لم تكن يوما منفصلة عن السياسة، وفي الملف الأسبوعي، الذي تنشره «المساء» اليوم، الكثير من الأمثلة على ذلك، لكن ما جرى بين مصر والجزائر يصعب تصديقه. لقد اختلطت الكرة بالمجاري وليس بالسياسة فقط، وسيمر وقت طويل جدا قبل أن يستعيد إعلاميو وممثلو وفنانو وسياسيو مصر احترام شعوب كثيرة، وبالأخص شعوب شمال افريقيا

 طنجة - عبد الله الدامون /
ج .المساء المغربية .
 
 

1 - ديسمبر - 2009
التشجيع الرياضي في مرآة الإسلام
رسائل قصيرة..    كن أول من يقيّم

 
 
 
الوراق " البيت المهجور"
تحت مجهـر الأستاذ الفاضل عمر خلوف .
 
 
 
 
+ هل من " خارطة طريق " من أجل
إقلاع جديد .. أتساءل بدوري مع
الأستاذ والأخ الكريم محمد هشام ؟؟
 
 
 
 

8 - ديسمبر - 2009
مبارك ... الوراق في ثوبه الجديد
مصر والجزائر.. اعتراف متأخر     ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية المصري، فاجأنا، مثلما فاجأ الكثيرين، عندما اعترف يوم (أول) أمس بأن مشجعين مصريين كانوا وراء الاعتداء الذي تعرضت له حافلة كانت تقل لاعبي فريق الجزائر لكرة القدم قبيل مباراتهم مع نظرائهم المصريين على استاد القاهرة، للتأهل للتصفيات النهائية لكأس العالم الصيف المقبل في جنوب إفريقيا.
هذا الاعتراف «المتأخر»، الذي نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية وأدلى به أثناء مخاطبته اجتماعا للحزب الوطني الحاكم، جاء ردا على محطات تلفزة مصرية «خاصة» أصرت على أن لاعبي المنتخب الجزائري هم الذين قاموا بالاعتداء على الحافلة، وحطموا نوافذها من الداخل، وشجّوا رؤوس زملائهم بقضيب حديدي كان في حوزتهم لحث الاتحاد الدولي لكرة القدم على إلغاء المباراة، أو نقلها إلى عاصمة أخرى، وهي رواية صدقها الكثيرون للأسف.
الدكتور شهاب، الذي أعرفه شخصيا حيث كنت أحد تلاميذه ودرست على يديه مادة المنظمات والقوانين الدولية، لم يتردد في توجيه اللوم إلى الدور الذي لعبه الإعلام المصري في الأزمة مع الجزائر، وخطورته. وأشار بأصبع الاتهام إلى قنوات تلفزيونية خاصة، مؤكدا أن العلاقات الدولية لا تحكمها الانفعالات، وأن المصالح أبقى من العواطف.
هذه خطوة جيدة، تعكس توجها تصالحيا من قبل الحكومة المصرية لطي صفحة الخلاف مع الجزائر وإعادة الأمور إلى سيرتها الأولى، ولو بشكل تدريجي، الأمر الذي يتطلب توجها مماثلا من الحكومة الجزائرية، أو هكذا نأمل، لأن استمرار التوتر في العلاقات لا يخدم إلا ذوي النوايا السيئة في البلدين.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن صمت الدكتور شهاب، والعديد من المسؤولين المصريين الآخرين، طوال فترة الأزمة، وتجنبهم ذكر كل هذه الحقائق، حيث مارس بعض قنوات هذا الإعلام الخاص، المعزز بكتيبة من الفنانين ومقدمي البرامج المشهورين، كل أنواع الكذب والدجل والتحريض ضد شعب شقيق، بل وضد روابط الدم والعقيدة والتاريخ التي تربط مصر بأشقائها العرب والمسلمين.
فظهور مسؤول مصري كبير في وزن الدكتور شهاب على شاشات التلفزة في ذروة الأزمة، ساردا الحقائق ومطالبا بلجم «حالة السّعار» التي سادت قنوات تلفزيونية معينة وبعض الوجوه الحاقدة على العرب والمسلمين، كان سيؤدي حتما إلى التهدئة وتجنب الكثير من الخسائر، إن لم يؤد إلى منعها وقطع الطريق على هذه الجوقة والأضرار التي ألحقتها بمصر ومصالحها وعلاقاتها مع أقرب أشقائها.
بعض القنوات التلفزيونية المصرية، بل وبعض مقدمي البرامج فيها بشكل أصح، ينفذون، ونقولها بأسف، أجندات خاصة، ليست لها علاقة بمصر ومصالح شعبها، ويفتقرون إلى الحد الأدنى من الثقافة السياسية وفهم طبيعة العلاقات الدولية، وكل رصيدهم محصور في توجيه معلقات من الشتائم لخصومهم، أو خصوم من يقفون خلفهم، الذين يحركونهم عن بعد بالروموت كونترول، هؤلاء الذين نهبوا ثروات الشعب المصري وعرقه، وأقاموا دولة داخل الدولة.
ولا بد هنا من تسجيل أنه مقابل هذه الحفنة الحاقدة في الإعلام المصري، ونعترف بأنها حفنة مؤثرة، هناك مخزون كبير من العقلاء في صحف ومحطات تلفزة مصرية، كانوا صوت العقل، بإبرازهم الوجه المشرق والمسؤول لمصر وهويتها الوطنية العربية والإسلامية.
نعم.. بعض أوساط الإعلام الجزائرية خرج عن الأصول، وتطاول على الشعب المصري، وحرض ضده بطرق بشعة، وروج لأكذوبة تعرض بعض المشجعين الجزائريين للقتل في القاهرة، ولكن هذه الأوساط الإعلامية الجزائرية محدودة التأثير، ولا تقارن مطلقا بالمدافع الإعلامية المصرية الثقيلة في المقابل، التي جيشت كتائب وفرقا من الفنانين المعروفين، لنفث السموم وحفر جروح غائرة في نفوس الأشقاء الجزائريين، مثل قول أحدهم «إنها ليست ثورة المليون شهيد.. بل المليون لقيط»، وهي كلمات معيبة لا يمكن إلا أن تمثل قائلها ومستواه الأخلاقي، المتدني، وليس الشعب المصري الأصيل المعطاء الذي عانقت دماؤه دماء أشقائه الجزائريين أثناء حرب التحرير، وقدم آلاف الشهداء في خدمة قضايا أمته وعقيدته.
هذا الإعلام نفسه يخوض حاليا حملات تشويه، وإن كانت أقل حدة لأنها في بداياتها، ضد الدكتور محمد البرادعي، الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأنه «فكر»، مجرد «تفكير»، في الترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة منافسا للرئيس مبارك أو نجله جمال.
مشكلة الدكتور البرادعي، من وجهة نظر المجموعة المهيمنة على معظم أوساط الإعلام الخاص وجميع صحف الدولة وتلفزيوناتها، أنه رجل مؤهل، يحظى بسمعة دولية، وقرر أن يوظف خبراته العلمية والإدارية في خدمة بلاده.
الدكتور البرادعي ارتكب خطيئة كبرى عندما دخل «المنطقة المحرّمة» على جميع أبناء الشعب المصري، باستثناء الرئيس مبارك ونسله، ولمّح، مجرد تلميح، إلى نواياه بدخول المعترك السياسي ولكن بشروط. الأمر الذي فتح عليه حملة تحريض «مدبرّة» يقودها بلطجية إعلام رجال الأعمال المرتبطين بالمؤسسة الحاكمة في البلاد، والمتحالفين مع لجنة السياسات، ويتمتعون بعضوية الحزب الحاكم ودعمه.
قالوا إنه يحمل جنسية أجنبية، وعندما تبين لهم عكس ذلك، أشاروا إلى أنه يفتقر إلى التجربة السياسية والحزبية، التي تؤهله لتولي منصب رئيس الدولة، مثله مثل علماء أجلاء كأحمد زويل وفاروق الباز وغيرهما. فجائرة نوبل تتواضع أمام جائزة الرئاسة.
فإذا كان الدكتور البرادعي يفتقر إلى الخبرة السياسية، وهو الذي تعامل مع أكثر القضايا السياسية العالمية خطرا وتعقيدا، مثل الملفين النوويين الإيراني والكوري الشمالي وقبلهما العراقي، وقابل وتعامل مع جميع زعماء العالم الفاعلين والمؤثرين، مثل جورج بوش الابن وباراك أوباما (أمريكا)، وأنجيلا ميركل (ألمانيا)، وغوردون براون (بريطانيا)، ونيكولاي ساركوزي (فرنسا)، وديمتري ميدفيدف وفلاديمير بوتين (روسيا)، فمن هم الزعماء العالميون الذين قابلهم السيد جمال مبارك، وما هي المنظمات الدولية التي تولى زعامتها، والملفات الخطيرة التي تولى إدارة أزماتها؟
ربطـُنا بين التحريض الإعلامي ضد الشعب الجزائري والدكتور البرادعي ليس من قبيل الصدفة، لأن القصد من وراء هذا التحريض واضح، وهو مسألة الوراثة، وكيفية تسهيل تمريرها بأقصر الطرق وأكثرها سلامة. فالذين صعّدوا ضد الجزائر أرادوا أن يوظفوا النصر الكروي في خدمة هذه المحصلة في حال إنجازه، وهذا ما يفسر تصدر نجلي الرئيس المشجعين في المباريتين الحاسمتين في القاهرة والخرطوم، أو افتعال أزمة مع الجزائر لتحويل الأنظار عن مشاكل مصر الداخلية المتفاقمة، بتصديرها إلى عدو خارجي، وهذا ما حدث.
والذين يصعّدون حاليا حملاتهم ضد الدكتور البرادعي، ونحن لسنا من أصدقائه أو مريديه على أي حال، يجدون أنفسهم أمام «بلدوزر» تتمثل فيه كل الصفات التي تؤهله للمنافسة من موقع قوة، على منصب الرئاسة في حال ما إذا قرر خوضها. مصر، وباختصار شديد، أمام مخاض حقيقي، بدأت إرهاصاته بارتباك أجهزة إعلام الحكم وحوارييه في افتعال أزمات، وقطع علاقات مع معظم الدول العربية، وحالة الحراك السياسي التي بدأت تتفاعل قبل الأزمة الكروية الأخيرة مع الجزائر، وأطلق رصاصتها الأولى السيد محمد حسنين هيكل بمطالبته بمجلس أمناء يحكم مصر، لفترة مؤقتة، ويشرف على انتخابات رئاسية نزيهة، وأطلق رصاصتها الثانية السيد عمرو موسى عندما لم يستبعد نزوله إلى حلبة المنافسة في أي انتخابات رئاسية مقبلة، ولكن قنبلة الدكتور البرادعي، التي انعكست في بيانه الأخير، واستعداده المشروط لخوض معترك الرئاسة، «جبّت» كل ما قبلها، ووضعت مصر أمام عملية التغيير، وهي قادمة لا محالة.

9 - ديسمبر - 2009
التشجيع الرياضي في مرآة الإسلام
سنة هجريــة سعيدة ..    كن أول من يقيّم

وحج مبرور الأستاذ زين الديــن ..
ملاحظاتك في الصميم..
 
 
 
 
 
 

18 - ديسمبر - 2009
مبارك ... الوراق في ثوبه الجديد
شــعــر..    كن أول من يقيّم

 

 
صبرا علي
هنيهة وأخرق ما أريد:
قبالة شواطئ اللغة، ناقلة بترول
تحت أجفان العائلة، رداء الغطس
وتحت أجفاني، معاهدة شنغن
وقانون الصحافة
ماذا سأخسر؟
كائن هيروغليفي، أنا
في أوقات الفراغ
أبيع الخمور
للموتى
وفي أوقات الشدة
أقول للحضارة:
لست أمي
.............شعــــــــر .. أنا، سليل الهمج
محمد بنطلحة
 
 

21 - ديسمبر - 2009
مبارك ... الوراق في ثوبه الجديد
"فلاش باك "    كن أول من يقيّم

إطلالة   
 
أَيَرْجُو نَهْضَةً لِلشِّعْرِ رَاجٍ - وَقَدْ أَوْدَى بِهِ الْجَدَلُ الْعَقِيمُ ?! ،
تَحَيَّرَ فِي قَضِيَّتِهِ الْبَرَايَا ، - وَطَاشَتْ فِي حَقِيقَتِهُ الْحُلُومُ ،
وَصَارَ النَّاسُ أَحْزَابًا ، وَقَالُوا :- أَيُعْتَنَقُ الْجَدِيدُ أَمِ الْقَدِيمُ ? ،
وَبَعْضُهُمُ لِبَعْضِهِمُ يُوَالِي ، - وَبَعْضُهُمُ لِبَعْضِهِمُ يَلُومُ ،
فَلا أَبْقَى الْجِدَالُ لَهُمْ وِدَادًا ، - وَلَمْ يَضِحِ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ،
وَلَوْ نَظَرُوا بِعَيْنٍ مِنْ تَرَوٍّ - لأَرْشَدَهُمْ لَهُ الطَّبْعُ السَّلِيمُ ،
وَأَلْفَوْهُ إِذَا سَجَعَ الْكَنَارِي ، - وَأَلْفَوْهُ إِذَا خَطَرَ النَّسِيمُ ،
وَفِي صَمْتِ السَّمَاءِ ، وَفِي صَفَاهَا ، -  وَقَدْ حَلَّى مُقَلَّدَهَا النُّجُومُ ،
وَفِي الأَزْهَارِ فَيَّاحًا شَذَاهَا ، - عَلَيْهَا النَّحْلُ أَسْرَابًا يَحُومُ ،
وَفِي الْوَجْهِ الْجَمِيلِ إِذَا تَبَدَّى - وَأَشْرَقَ مِنْهُ لُؤْلُؤُهُ النَّظِيمُ ،
وَفِي الْحُبِّ الْعَفِيفِ إِذَا تَلاقَتْ - عَلَى عَرَصَاتِهِ أُسْدٌ وَرِيمُ ،
وَفِي بَسَمَاتِ فَجْرٍ قَامَ يَحْبُو - كَمَا يَحْبُو عَلَى الْمُهُدِ الْفَطِيمُ ،
وَفِي ثَوْرَاتِ أَحْرَارٍ كِرَامٍ - إِذَا هُمْ فِي صُرُوفِ الدَّهْرِ ضِيمُوا ،
وَكُلُّ جَمَالِ هَذَا الْكَوْنِ شِعْرٌ - وَسِحْرٌ جَلَّ بَارِئُهُ الْعَلِيمُ ،
إِذَا مَا بِالْكَلامِ أَبَنْتَ عَنْهُ - فَذَلِكَ مَا نُرِيدُ وَمَا نَرُومُ ،
فَمَا هُوَ بِالطَّلاسِمِ وَالأَحَاجِي - يَعِيهَا الْفَيْلَسُوفُ أَوِ الْحَكِيمُ ،
وَلا بِالْوَزْنِ تَبْنِيهِ اعْتِسَافًا - وَلَيْسَ وَرَاءَهُ إِلا الْوَخِيمُ ،
وَلَقِّبْهُ بِنَثْرٍ أَوْ بِشِعْرٍ ؛ - فَمَا فِي وَصْفِهِ خَطْبٌ جَسِيمُ ،
أَجَادَ الأَقْدَمُونَ وَمَا أَسَاؤُوا ، - سَقَى أَجْدَاثَهُمْ غَيْثٌ عَمِيمُ ،
لَنَا بِهُدَاهُمُ أَيُّ اقْتِدَاءٍ ، - وَذَمُّهُمُ فَمَنْقَصَةٌ وَلُومُ ،
وَسَارَ الْمُحْدَثُونَ عَلَى خُطَاهُمْ ، - وَعَن نَّهْجِ الْبَلاغَةِ لَمْ يَرِيمُوا ،
           وَوَافَوْنَا بَأَجْمَلِ مَا جَلاهُ - وَأَثْْمَرَهُ الْقَرِائِحُ وَالْفُهُومُ ،            
وَمَنْ لَزِمَ الْبُحُورَ أَوِ الْقَوَافِي - فَمَا فِيهِنَّ نَيْرٌ أَوْ شَكِيمُ ،
وَمَنْ لَمْ يَلْتَزِمْ بِهِمَا وَأَوْفِى - فَمَا فِي فِعْلِهِ شَيْءٌ ذَمِيمُ ،
وَلَمْ يَقْدَحْ زِنَادَ أَسَايَ إِلا - لِسُوءِ الْحَظِّ وَاقِعُنَا الأَلِيمُ ،
أَرَى الْعَرَبِيَّةَ الْحَسْنَاءَ أَضْحَى - يُحَاصِرُ بَدْرَهَا لَيْلٌ بَهِيمُ ،
وَلَمَّا يَنْبَرِي لِيَذُودَ عَنْهَا - مِنَ اهْلِ غَرَامِهَا أَسَدٌ شَتِيمُ ،
وَمَا أَنْ شِمْتُ فِي (( الْوَرَّاقِ )) بَرْقًا - وَفَتْكُ اللَّيْثِ أَوَّلُهُ النَّئِيمُ
وَأَبْصَرْتُ اللِّوَاءِ يَدِفُّ = حَتَّى - تَقَشَّعَ مِنْ تَشَاؤُمِيَ الغُيُومُ ،
وَلَكِنْ قَدْ أَتَى هَذَا التَّلاحِي- لِتُنْكَءَ بَعْدَ مَا الْتَأَمَتْ كُلُومُ ،
وَتَسْرِيَ فِي الْوَلِيدِ مِنَ الأَمَانِي- بِفَضَلِ مُجَادَلاتِكُمُ سُمُومُ ،
فَهَلا شَادَ (( قَصْرَ الشِّعْرِ )) فِينَا - مُحِبٌّ قَبْلَ أَنْ تُمْحَى الرُّسُومُ ،
وَأَسْعَفَ بِنْتَ عَدْنَانٍ وَدَاوَى - أَبٌ حَانٍ وَوَالِدَةٌ رَؤُومُ ،
فَلَيْسَ جَوَابُكُمْ قَوْلِي بِمُجْدٍ - إِذَا مَا قِيلَ : قَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ .
 
محمود الدمنهوري (من سراة الوراق )
21 ديسمبر 2009

22 - ديسمبر - 2009
أهدى سبيل في صناعة الشعر الحر
أحبوا وطنكم..    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

على هامش مهرجان ملتقى الأديبات العربيات . .

كان لقائي الأول مع بيروت خارج نطاق جغرافيتها، أعلام كثيرة كانت دليلي إلى معرفتها، الأسماء النهضوية الأولى التي قرأت لها ظلت عالقة في ذاكرتي، أقامت فيها ولم تغادر.. أعلام طلائعية لامعة نهلت من دررها كانت من أصول لبنانية، اختارت مصير الترحال والنفي وتأسيس الذاكرة الإبداعية العربية خارج البلد الأصل / لبنان أمثال، المعلم بطرس البستاني، زينب بنت فوار العاملي، جورجي زيدان ومي زيادة وآخرون.
عندما تحضرني بيروت يسطع في الأفق البعيد القريب نجم الكاتب العالمي جبران خليل جبران الذي أعجبت في سن مبكرة بأسلوبه الفاتن وكتابه الشامخ «النبي»، مصدر فبوءته المبدعة المدعمة بعمق روحاني نقي وآراء فلسفية توجه الإنسانية نحو عتبة التسامح والسلام.
في «الآداب» ، المجلة التي تنعت بالبيروتية، تعلمنا مع مؤسسها الدكتور سهيل إدريس ، أبجدية القراءة النقدية وتعرفنا على أسماء مبدعة في عالمي الشرق والغرب، وكانت الجسر الملئ بالمعرفة والأزهار.. أحببت بيروت من قبل أن أراها، وفتنت بها عند زيارتي الأولى لها قصد المشاركة في ملتقى أقامه اتحاد الأدباء العرب بتنسيق مع اتحاد الكتاب في لبنان حول «المرأة والإبداع»، بصفتي باحثة متخصصة في النقد والكتابة النسائية، وعضو مؤسس لملتقى الإبداع النسائي بفاس، الذي كان ينظم من طرف المجلس البلدي وبتنسيق مع منظمة اليونسكو منذ سنة 1989.
في سياق مختلف تعددت زياراتي لبيروت، وفي شهر نونبر المنصرم عدت إليها لأشارك في احتفالية بيروت عاصمة عالمية للكتابة لسنة 2009، حيث نظم ديوان «أهل القلم» تحت رعاية السيدة اللبنانية الأولى وفاء ميشال سليمان، مهرجان لقاء الأديبات العربيات حضره العديد من الباحثات والمبدعات من المغرب، سوريا، مصر، الجزائر، فلسطين، الأردن، البحرين، قطر ولبنان، ولقد اختير كشعار لهذا المهرجان «كما السياسة تفرق، الأدب يجمع».
انطلقت فكرة تنظيم مهرجان لقاء الأديبات العربيات سنة 2008 من دمشق، بمبادرة من الأديبة والروائية كوليت خوري، يتغيا اللقاء أن يكون فرصة للتداول في قضايا الفكر والأدب والسياسة، مما يجعله منفتحا على قضايا الإنسان والثقافة في البلدان العربية في تعالقها مع ماهو كوني، هذا التناول المتنوع للقضايا يسعى أن يكون بعيدا عن صرامة النهج الأكاديمي المغلق، ويمنح للأديبات فرصة التفاعل التلقائي مع الجمهور المشارك في جلسات أشغال الملتقى.
في الجامعة اللبنانية الأمريكية وبتنسيق مع معهد الدراسات النسائية العربي، كان اللقاء الأول مع الطلبة والطلبات مفيدا وممتعا، حيث انصب النقاش حول الإبداع النسائي، الخصوصية والاختلاف، والمرأة والسياسة في البلدان العربية والإسلامية ودور المنظمات الدولية في دعم ومساندة قضايا المرأة الحقوقية والسياسية.
عندما انتقلنا إلى الجنوب بدعوة من طرف السيدة رندة عاصي بري، كان النقاش عميقا وهادفا، تناول موضوعات التاريخ والهوية والاستثناء الثقافي في ظل زحف العولمة، ودورها في ترسيخ ثقافة الممانعة، وفي مجمع نبيه بري الثقافي كان محور الجلسة (المرأة العربية تكتب قضاياها).
وعندما صعدنا شمالا إلى مدينة طرابلس، استقبل مركز الصفدي الثقافي الأديبات العربيات، حيث، انصب النقاش على قضايا الأدب وعلاقات التشارك، ودور رجال الأْعمال في دعم ما هو ثقافي وفني من خلال الاستثمار في البنيات القاعدية من أجل النهوض بالصناعة الثقافية. كما كان للأديبات العربيات لقاء حميمي مع السيدة بهية الحريري، تم النقاش خلاله حول دلالات وأبعاد إعمال مقاربة مفهوم النوع الاجتماعي خاصة في مجال السياسة التعليمية.
ولم تكتمل فرحة بيروت التي توجت عاصمة عالمية للكتاب لسنة 2009 ، إلا بتكريم الأديبات المشاركات في المهرجان على عطائهن ومساهماتهن في مجالات الكتابة والإبداع والنقد الأدبي. وفي هذا السياق وقع تكريم الدكتورة سلوى الخليل الأيمن على إشرافها الذكي في تدبير أنشطة «ديوان أهل القلم». و الدكتورة نوال السعداوي ودورها الرائد في تأسيس الوعي النسائي من خلال أبحاثها ورواياتها، كوليت خوري من خلال روايتها الجريئة وانحيازها للبوح النسائي وتدشين المسار الأول للسرد النسائي، ومن المغرب رشيدة بنمسعود اعترافا بدورها الريادي عربيا في تفجير سؤال المرأة والكتابة والاختلاف، وباقي الأدبيات من مختلف الأقطار العربية، لعطائهن المتميز في مجال الإبداع الروائي والقصصي.
إن أهم ما علق بذهني على هامش هذه الرحلة الأدبية هو فخار اللبنانيين واللبنانيات بانتمائهم للوطن. فهي كل جلسات الملتقي كانت بيروت أغنية تتراقص فرحا ما بين الكلمات، ونشيدا صوفيا ينساب الى الروح عبر صوت الفنانة منال نعمة التي غنت قصيدة «بيروت ست الدنيا» لنزار قباني ومقاطع من «مديح الظل العالي» للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. كان لهذا الصوت وقع النشيد الملائكي وللكلمات سطوة السحر الآسر، وطيلة أشغال الملتقى تحولت بيروت إلى العاشقة والمعشوقة، وفي جل المداخلات يحضر وجهها، وكذلك في الحوارات الثنائية والجلسات الجماعية، وعند كل تحية ترحيب يتردد السؤال (هل أعجبتك بيروت؟)، الذي يفاجئك به جمهور الحاضرين. لقد كان وقع السؤال علي مؤثرا عندما صافحتني طالبة لبنانية من أم مغربية وأعادت علي نفس السؤال.
لقد قدرت في اللبنانيين هذا الحب الأفلاطوني لوطنهم، استوقفني عشقهم وولعهم ببلدهم ، رغم تعدد طوائفهم ومذاهبهم ودياناتهم، وأحسست بغيرة جريحة تجاه بلدي بسبب بخل عواطفنا التي لاتجهر إلا بالشكوى والتبرم، فتساءلت مع نفسي ، لماذا لا تسعف اللسان المغربي الكلمات، في التعبير السخي والعاشق للوطن، أكيد أن كل مواطن / مواطنة ببلده معجب وعاشق، لكننا نحن المغاربة لا نفي وطننا ما يستحق بجدارة من آيات الإعجاب والتكريم ولا نتذكر هذا التقدير إلا عندما يصدر عند أجنبي، أو عندما نكون خارج وطننا فنقوم بالمقارنة، آنذاك ندرك أن المغرب الذي تختزل جغرافيته العالم بجباله وصحرائه وشواطئه الممتدة من المتوسط إلى المحيط، وبغاباته الخضراء، بأرزه وعرعاره وتفرده بشجرة الأركانة التي أبت إلا أن تسكن هذا الوطن الشامخ لوحده دون بقية دول العالم.
إننا جميعا مقصرون في حبنا لهذا الوطن الذي يستحق منا أن نمنحه أكثر مما يعطينا، وأن نحوله قصيدة وأغنية عاشقة وكلمة مبدعة تجري على شفاه كل مغربي ومغربية.
فأحبوا وطنكم ، يا أهل بلدي، ضعوه في القلب واللسان حتى نصل إلى علو قامته ونكون أهلا لمقام حنوه علينا.
12/22/2009
رشيدة بنمسعود . ج. التحاد الاشتراكي

23 - ديسمبر - 2009
أحاديث الوطن والزمن المتحول
هكذا تحلق النسور..    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

تحية أخوية صادقة إلى أستاذي الفاضلين د.صبري والأستاذ ياسين الذي أشكره على كلماته المشجعة
وثنائه على مشاركاتي التي تبقى متواضعة بالمقارنة مع ما يتحفنا به من كتابات مميزة ، ومساهمات
قيمة فعلا في مختلف الملفات والمواضيع المقترحة ...
 
* بداية أعتذر ، فقد فاتني أن أنوه بأن قصيدة شاعرنا محمود الدمنهوري مقتبسة من موضوع الأخ 
علاء : أين هو التجديد في الشعر الحر والحديث ؟ بتاريخ : 6 - فبراير 2006- مجلس دوحة الشعر.
 
* كما تميز ذلك الملف بمشاركة  المتألقة الغنية عن التعريف الأستاذة ضــياء بعنوان :هكذا تحلق النسور.
يسعدني أن أستدرج طيفها  إلى هذا الملف من خلال  إدراجي لتلك المساهمة  القيمة التي من شأنها أن
تساهم في إثراء هذا الملف الممتع .. أو الماتع "على لغة أهل الوراق "
************************************************************************
 
 
فاجأني اليوم  شعر الدمنهوري ! سليم ، بديع اللفظ ، جميل المعنى وهذه الشساعة في الرؤية كأنه ينظر إلى الحياة من على مرتفع . فمن أين لك يا محمود هذا النضج وهذه البصيرة البعيدة المدى في سنك المبكر هذا ? سلمت الأيادي التي ربتك ورعتك والأرض المعطاءة ، مصر الولادة ، التي أنجبت أمثالك من الأفذاذ على مدى الدهر :
 
وَصَارَ النَّاسُ أَحْزَابًا ، وَقَالُوا :- أَيُعْتَنَقُ الْجَدِيدُ أَمِ الْقَدِيمُ ? ،
 
فَلا أَبْقَى الْجِدَالُ لَهُمْ وِدَادًا ، - وَلَمْ يَضِحِ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ،
وَلَوْ نَظَرُوا بِعَيْنٍ مِنْ تَرَوٍّ - لأَرْشَدَهُمْ لَهُ الطَّبْعُ السَّلِيمُ ،
 
وَكُلُّ جَمَالِ هَذَا الْكَوْنِ شِعْرٌ - وَسِحْرٌ جَلَّ بَارِئُهُ الْعَلِيمُ ،
إِذَا مَا بِالْكَلامِ أَبَنْتَ عَنْهُ - فَذَلِكَ مَا نُرِيدُ وَمَا نَرُومُ ،
فَمَا هُوَ بِالطَّلاسِمِ وَالأَحَاجِي - يَعِيهَا الْفَيْلَسُوفُ أَوِ الْحَكِيمُ ،
وَلا بِالْوَزْنِ تَبْنِيهِ اعْتِسَافًا - وَلَيْسَ وَرَاءَهُ إِلا الْوَخِيمُ ،
وَلَقِّبْهُ بِنَثْرٍ أَوْ بِشِعْرٍ ؛ - فَمَا فِي وَصْفِهِ خَطْبٌ جَسِيمُ ،
 
فَهَلا شَادَ (( قَصْرَ الشِّعْرِ )) فِينَا - مُحِبٌّ قَبْلَ أَنْ تُمْحَى الرُّسُومُ ،
وَأَسْعَفَ بِنْتَ عَدْنَانٍ وَدَاوَى - أَبٌ حَانٍ وَوَالِدَةٌ رَؤُومُ ،
فَلَيْسَ جَوَابُكُمْ قَوْلِي بِمُجْدٍ - إِذَا مَا قِيلَ : قَدْ حَلِمَ الأَدِيمُ .
 
 نعم ، هو خلاف مفتعل وغير مجد كأكثر ما نختلف عليه ، والخلاف في صميمه أيديولوجي بين دعاة الحداثة ودعاة التقليد وأما الشعر بينهما فهو الخاسر الأكبر . 
 
اللغة الشعرية لا تعني الوزن والعروض بل تعني الحالة الشعورية التي تؤلف بين وجدان الشاعر واللغة التي يصوغ بها مشاعره وأحاسيسه . هو مكان ما يقف فيه الشاعر بين الحسي ـ اللغوي ، وخزان الشعور والانفعال وفوضى الأفكار التي تعتمل في نفسه . بل أن أكثر ما يقوله الشاعر ، يصطاده من مخيلته الصاخبة ، ومن منطقة اللاوعي الغائبة عن إحساسه الحاضر . من هنا تأتي لغة الشعر ، من شفير الهاوية ، من وادي عبقر ، من المكان الذي لا يخضع لمعيار العقل الواعي المنضبط .
 
والإيقاع العروضي هو ترابط هندسي ، وعملية حسابية صعبة فيها توازن يشبه معادلة الكيمياء . هو جميل جداً من الناحية الموسيقية ، لكنه يتطلب الكثير من الوقت لتعلمه في عصرنا الحاضر وهو مقيد للأفكار . القدماء كانوا يستطيعونه بسهولة لأنهم كانوا يحفظون الشعر شفاهية  ، ولأن موسيقاه قريبة جداً من واقع اللغة المحكية آنذاك ( وهذه مجرد فكرة أسوقها هنا لا أدري مدى صحتها ) . ولأن وظيفة الشعر الخطابية لم تعد هي الأشد إلحاحاً : نحن اليوم في حالة بحث عن الأفكار لأننا في حالة تنافس ، ولأن المخيلة العربية لم تعد تنتج من الأفكار ما يكفي لحاجات الإنسان العربي المعاصر  ولا بد ، والحالة كذلك ، من بعض التساهل في مسألة الشكل أو النظام الهندسي الثابت والرزين الذي يتوجب على المعاني بأن تنضوي تحته لو أردنا تحرير هذا المنتج الذهني ، الذي هو الشعر ، من سلطة الوزن والقافية مما يتيح لعدد أكبر من الشعراء والأفكار الجديدة من الحضور إلى ساحة الشعر . سيكون ذلك على حساب قيمته الجمالية بدون شك ، لكن الإصرار عليه أصبح جدلاً عقيماً والحاجة تقتضي هذه المساومة . لا خوف على الشعر نفسه لأن الزمن سوف يحتفظ بالجيد منه وينسى الباقي ، وربما تنتج هذه الحالة أشكالاً أو أوزاناً أخرى أكثر تكيفاً مع الواقع .
 
فاللغة ، وخصوصاً لغة الشعر ، هي الأداة التي تمكننا من إعادة صياغة المفاهيم بشكل مستمر ، وهي عملية تشبه عملية ترتيب البيت لا تتوقف أبداً . فالفكر من خلال علاقته بالحسي والواقعي ، هو بحاجة دائمة للتكيف لأن وعيه بالوجود والموجودات متغير بحسب ما يتوارد إليه في كل يوم من المعلومات ، وبحسب ما تحتفظ به مخيلته من انفعالات . واللغة هي وسيلتنا لصياغة وفهم هذه الأفكار وهذه الانفعالات وإعادة إخراجها من ذواتنا ، لنتمكن من الإبتعاد عنها مسافة ، وليتمكن الوعي من رصدها ومتابعتها .
 
من هنا تأتي أهمية الشعر في حياتنا الراهنة ، من كونه مرصداً للذات يراقبها ويسبر غورها ونحن بحاجة له لفهم ذواتنا والتكيف مع محيطنا . الشعر ليس صورة فنية فحسب ، بل هو ضرورة لإحداث هذا الإتصال مع الواقع المغيب في كنه الذات غير الواعية ، هو وسيلتنا للربط بين الداخلي والخارجي ، والشاعر الحقيقي عليه أن يتمرد دائماً على الواقعي والمقبول اجتماعياً والمنتظم في حجرات العقل النفعي والصارم ، لكي يتمكن من تخطي هذه الحدود إلى الحجرات الأخرى المغلقة التي تحتوي على كل ما هو منبوذ ومزدرى ، كل ما لا نريد بأن نراه ونعترف به ، كل ما لا يلزمنا في حياتنا اليومية .
 
لا ليس الشعر هلوسة ولا تحليل نفسي ، بل هو الذات من وجهها الآخر الذي لا نراه عادة في كل حين ، هو حالة الصدق القصوى في رؤية الداخل المعاش . لكن الشعر لا يصبح شعراً إلا إذا اكتسى حلة اللغة وقوالبها الأدبية ، وهو سيستخدم أجملها ، لأن الشاعر فنان ونرجسي ومتسلط ويسعى دائماً لأن يكون الأجمل ، ولن يكشف عن مكنوناته بهذه البساطة ، بل سيعمد إلى التجريد والترميز عبر صور وطاقات تعبيرية ، وعبر موسيقى وطاقات لفظية . فالشعر ليس كتابة مباشرة ، بل هو كتابة تصويرية ، كالرسم والنحت والموسيقى وسائر الفنون ، هو إعادة خلق وإحياء لما يعتلج في الذات من طاقات لم تبدد ، وتجد متنفساً لها في الصورة الفنية المرمزة . هو سلطة لا تكتمل إلا باكتمال رونقها الفني وسحر المعاني والألفاظ التي تنطق بها . فالكلام سلطة ، والشعر هو سلطان الكلام .
*ضياء
21 - ديسمبر - 200
 
*ضياء ـــــــــــــــ
21 - ديسمبر - 2006
*ضياء
21 - ديسمبر - 2006
*ضياء
21 - ديسمبر - 200
 
 

26 - ديسمبر - 2009
أهدى سبيل في صناعة الشعر الحر
هـنيئا لك..    كن أول من يقيّم

 
 
  

28 - ديسمبر - 2009
كتاب مضاهاة أمثال كتاب كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب
في الليلة الظلماء ..    كن أول من يقيّم

 
 
 
سـنة سـعيدة الأستاذ زهــير..

5 - يناير - 2010
الغَيْم بمعنى العطش
 72  73  74  75  76