أهلاً بك . كن أول من يقيّم
فوق ***اعلم أيها السائل الكريم أن (فوق) من الظروف الغايات ، وهو اسم مبهم ، وهومِمّا قطِع عن الإضافة لفظاً لا معنىً، ولا يعرَّف إلا بالإضافة.... واعلم أنّ ( أمام) : من أخوات ( فوق) :قد استعيرت للزمان في قوله تعالى : " يريد الإنسان ليفجر أمامه" ( القيامة/5) ؛ أي : " ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الأوقات وفي ما يستقبله من الزمان " ( الكشاف2/660). وهكذا ( فوق) في قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يحِل لمسلم أن يهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ ..."؛ فإنها استُعيرتْ للزمان . * فيه كتاب ، اسمه : ( إعراب الحديث النبوي للعُكبَري) ، تحقيق د/ الشاعر. النصوص: من الظروف المتصرفة . في سيبويه 1/112 بولاق : " ويقال : أين سير عليه ؟ فتقول : خلف دارك ، وفوق دارك ، فإن لم تجعلْه ظرفاً ، وجعلته على سَعة الكلام رفعتَه " . وفيه 2/45-46 : " وسألته عن قوله : من دون ، ومن فوق، ومن تحت ، ومن قبل ، ومن بعد ، ومن دبر ، ومن خلف فقال : أجرَوْا هذا مُجرى الأسماء المتمكنة ؛ لأنها تضاف وتستعمل غيرَ ظرف " . " ومن العرب مَن يقول : من فوقُ ومن تحتُ يشبهه بقبل وبعد ". من الظروف المكانية ما هو عادم التصرف كفوق وتحت. [شرح الكافية للرضي 1/173]. ذكر ابن مالك أن (فوق) ، و(تحت) لا يتصرّفان أصلاً ، قال أبو حيان: ونصّ على ذلك الأخفش فقال: اعلم أن العرب تقول : فوق رأسك ، وتحت رجليك ، لا يختلفون في نصب الفوق والتحت ؛ لأنهما لا يستعملونهما إلاّ ظرفاً ، أو مجرورين بـ(مِن) ، قال تعالى: « وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ » 18:6 فوق: منصوب على الظرف ، إما معمول للقاهر ، وإما خبر ثان. وقيل: حال وأجاز أبو البقاء أن يكون في موضع رفعٍ بدلاً من القاهر. [البحر 4/89 ،العكبري 1/132]. « وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ » 171:7 فوقهم: ظرف لنتقنا ، أو حال من الجبل غير مؤكدة ؛ لأن رفع الجبل فوقهم تخصيص له ببعض جهات العلو. [العكبري 1/160 ، حاشية الجَمَل 2/203]. « فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ » 12:8 قال الأخفش: فوق : زائدة ، وهذا ليس بجيد ؛ لأن (فوق) اسم ظرف ، والأسماء لا تزاد. وقال أبوعبيدة : فوق بمعنى (على) والمفعول محذوف. وقال عكرمة : فوق على بابها ، وأراد الرؤوس ؛ إذ هي فوق الأعناق ،وقاله الزمخشري أيضاً. انظر : [البحر 4/470-471 ،ومعاني القرآن للفراء 1/405]. |