البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 71  72  73  74  75 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
محاولة للاقتراب من الموضوع    كن أول من يقيّم

عن مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة العدد 102 السنة 2004 .
تنمية اللغة حاسوبياً في عصر تكنولوجيا المعلوماتية والاتصال
للأستاذ الدكتور : علي القاسمي
الثورة الصناعية والثورة التكنولوجية:

كانت الثورة الصناعية معينًا لجسم الإنسان ودعمًا لعضلاته. أما ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، فهي امتدادٌ لعقل الإنسان، وتطويرٌ لنشاطه الذهني. فقد قامت الثورة الصناعية، في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي والنصف الأول من القرن العشرين، على اختراع آلات تحول مواد الطاقة، أو الوقود، إلى قوة محركة في شكل محركات بخارية وكهربائية وغيرها. واعتمدت تقسيم العمل إلى أجزاء متخصصة، للإسراع في عملية الإنتاج      ووفرته. وكانت تلك المحركات بمثابة امتداد لجسم الإنسان، فوهبته قدرات مادية جديدة مكّنته من تغيير كثير من معالم الطبيعة لترقية معيشته.
 وصاحب الثورة الصناعية سيلٌ من المصطلحات الحضارية والعلمية والتقنية، ونمو كمي وكيفي في حقول المعرفة الإنسانية. فاضطلعت المجامع اللغوية العلمية العربية بالتصدي لنقل تلك المصطلحات، التي توصف بأنها مفاتيح العلوم إلى اللغة العربية، لتمكين الأمة من استيعاب المعارف العلمية والتقنية الجديدة، وتمثّلها، وإعادة إنتاجها والإبداع فيها.
 أما ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، فقد تفجَّرت في أواخر القرن العشرين، وقامت على علم الذكاء الاصطناعي الذي يسعى إلى فهم طبيعة الذكاء البشري وتصميم برامج حاسوبية قادرة على محاكاة عمل العقل الإنساني، بحيث تستطيع هذه البرامج انتقاء الطريقة التي ينبغي اتباعها لحل مشكلة من المشكلات أو لاتخاذ قرار من القرارات.، أي تمكين الحاسوب  من إنجاز المهام التي تتطلب ذكاء وفطنة وأصبح مجالاً تطبيقيًّا لاختبار صحة الفرضيات حول الكيفية التي يعمل بها العقل البشرى .
ولما كانت دراسة العقل البشري تتطلب جمعًا من التخصصات العلمية كاللسانيات والمنطق وعلم النفس والتشريح والكيمياء، فإن علم الذكاء الاصطناعي أصبح ـ هو الآخرـ ملتقى لتلك العلوم. فانتقلت طريقة الإنجاز من التخصص وتقسيم العمل إلى شمولية المعرفة ووحدتها.
 وتوصلت دراسات الذكاء الاصطناعي إلى أن الوظيفة الأساسية للعقل الإنساني، التي تميزه عن العقل الحيواني، هي قدرته على إنتاج واستعمال الأنظمة الرمزية وفي مقدمتها النظام الرمزي اللغوي المستخدم في التواصل، وتمثيل المعلومات، وتخزين المعارف ونقلها. فقامت برامج الحاسوب على هذا الأساس.
 وإذا كانت برامج الحاسوب نتيجة دراسة المبادئ التي تحكم النشاط الذهني، والتوصل إلى الكيفية التي يعمل بها العقل البشري ، فإن هذه البرامج وبنيتها أخذت تؤثر في النشاط الذهني للإنسان وتغيّر طريقة عمل العقل البشري نفسه، إذ أصبحت مثالاً يحذو حذوه هذا العقل في التحليل والتركيب والاستدلال واستخلاص النتائج.
ومثلما أفرزت الثورة الصناعية كمًّا هائلاً من المفاهيم العلمية والتقنية والمصطلحات التي تعبر عنها، فإن ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال أفرزت وما زالت تفرز طيفًا واسعًا من البرامج الحاسوبية.
 ولا تقتصر هذه البرامج على برامج تشغيل الحاسوب، وإنما اتسعت لتشمل جميع أوجه النشاط الفكري الإنساني: العلمي، والاقتصادي، والاجتماعي. فهنالك برامج للتعلّم الإلكتروني والجامعات الافتراضية، وهناك برامج طبية تعين الطبيب على تشخيص الأمراض أو قيام الحاسوب بإجراء بعض العمليات الجراحية بدقة متناهية، وهناك برامج للمكفوفين تحوّل معلومات الشبكة الدولية إلى معلومات منطوقة أو مكتوبة بطريقة بريل، وهناك برامج للتجارة الإلكترونية، وهنالك برامج لاختيار الزوج الصالح أو الزوجة المناسبة، إلخ.
 ولهذا كله فإن تكنولوجيا المعلومات والاتصال أخذت تؤدي دورًا رئيسًا في التنمية البشرية الشاملة، فهي تطور الزراعة والصناعة والخدمات، وتؤثر في الاقتصاد في مختلف مراحله في التخطيط، والإنتاج، والتسويق، واستثمار الأرباح.

تنمية اللغة العربية والتنمية البشرية الشاملة:
     وتنمية اللغة العربية ليست عملية لفظية خالصة وليست غايتها تحسين اللغة لذاتها، وإنما تشكل تنمية اللغة العربية جزءًا من التنمية البشرية الشاملة، الهادفة إلى توسيع مدارك الإنسان وقدراته، وترقية صحته ليعيش عمرًا مديدًا بحالة جيدة، وزيادة دخله لتحسين ظروف عيشه ونوعية حياته.
 وغني عن القول إن التنمية اللغوية هي أساس التنمية البشرية الشاملة، فإتقان اللغة يؤدي إلى تيسير اكتساب المعرفة وتمثلها وإعادة إنتاجها والإبداع فيها وتوثيقها ونقلها من جيل إلى جيل. وقد ثبت أن الاقتصاد العالمي الجديد مبني على المعرفة، فالنمو الاقتصادي يرتبط بالنمو العلمي والتقني للقوى العاملة، وبسرعة تبادل المعلومات والمعارف والخبرات. ومعروف أن أداة هذا النوع من التبادل هي اللغة. كما  أن أداة تبادل السلع فى السوق هى العملة، وكلما كانت العملة جيدة وموحدة، أصبحت عملية التبادل التجاري أيسر وأسرع. وبالمثل، كلما كانت اللغة ثرية موحدة يتقنها جميع المواطنين، أصبحت إشاعة المعارف والتقنيات وتبادلها ميسورة، وصار التعاون بين أفراد المؤسسات الاقتصادية ممهدًا، فيتكون مجتمع المعرفة، وتزداد وتيرة النمو الاقتصادي، وتتحقق التنمية البشرية المنشودة.

متطلبات ثورة المعلومات والاتصال:

       وإذا كانت مرحلة الثورة الصناعية قد تطلبت منا نقل المصطلحات الأجنبية إلى العربية لاستيعاب مفاهيمها، فإن ثورة المعلومات والاتصال تستلزم منا نقل البرامج الحاسوبية إلى اللغة العربية لغُنم معطياتها، ومن ثم إثراء مخزون اللغة العربية المتجدد وتنميته.
       ويشرفني أن أقترح ـ من هذا المنبر المتميزـ أن يبادر مجمع اللغة العربية إلى إنشاء لجان خاصة بنقل البرامج الحاسوبية إلى العربية، أسوة
 بلجان نقل المصطلحات العلمية والتقنية إلى العربية. وستضم كل لجنة من هذه اللجان الجديدة اختصاصات متعددة طبقًا لشمولية المعرفة التي تتطلبها تكنولوجيا المعلومات والاتصال والتي تفرضها طبيعة البرامج الحاسوبية، فهذه البرامج تضم المصطلحات العلمية والتقنية في سياقاتها.
 كما أقترح أن يستعمل هذا المجمع الموقر مكانته الأدبية المرموقة، لتشجيع المؤسسات العربية المتنوعة على ابتكار برامج حاسوبية عربية تستجيب للحاجات الوطنية وإنشاء مواقع باللغة العربية على الشبكة الدولية للمعلومات(الإنترنت)، وحث الجامعات العربية على توفير عدد متنامٍ من مناهجها الدراسية في شكل برامج تعليم إلكتروني.
                     علي القاسمي
                عضو المجمع المراسل
 
 

7 - يوليو - 2008
الاستدلال الصوري والرمزي
جواد وعبد الودود    كن أول من يقيّم

عندما اقتنينا فيديو فيلم " الحدود " كان جواد لا يزال صغيراً ، في الثامنة ربما من العمر ، فأعجب به إعجاباً شديداً وصار يعيد مشاهدته مرة بعد مرة ، خصوصاً مشهد الحفلة حيث يتبارون بالزجل ، بين فرقتي حرس الحدود ، وينمِّرون على بعضهم ، حتى حفظ ردَّاتهم عن الغائب . ولكثرة ما شاهد هذا الفيلم ، صرنا نناديه بعبد الودود ، وقد لصق هذا الاسم به وقتاً طويلاً .

7 - يوليو - 2008
التنمر المدرسي: كيف نتعامل معه
لوحة ماهرة من أستاذ ماهر    كن أول من يقيّم

أسعدتني جداً هذه الهدية يا أستاذ الفنون الجميلة : هذا عمل متقن جداً ومنفذ بحساسية عالية ودقة في الفكر والنظرة الفنية أنظر إليه بالكثير من الإعجاب ، والجملة التي اخترتها للترحيب بالأستاذ وحيد رائعة ! لا بد أن ندى ساعدتك برأيها . سأحتفظ بهذه اللوحة كواحدة من ذكرياتي الأثيرة معكم ، وأنا بغاية الامتنان ، وأنا بغاية السعادة . شكراً لك ! 

7 - يوليو - 2008
" العين الرقمية "
عن حافظ الشيرازي : كأس جمشيد    كن أول من يقيّم

 
"هذا ما انتابني بعد أن سافرت الفلذات.. كنت أرتل وهم موجودون أمامي.. أغطيهم بروحي كي لا يشعروا بالبرد.. فصرت الآن أرتل أكثر.. وبخوف أكبر.. أتلمس أمكنتهم عساها تمدني ولو ببقايا رائحتهم.. تجعلني أشعر أنني مازلت موجوداً وأتنفس.. وما زلت مميزاً عن الكرسي والطاولة والملعقة."
 
 مستني كلماتك الشاعرة أستاذ أحمد فتذكرت قول حافظ الشيرازي :
" بوسعي رؤية قلبك داخل صدرك الشفاف، مثل زمردة تنبض في الماء ... "
 
 إنما لإزالة هذا الشعور بعدم الطمأنينة وهذا الخوف من المجهول الذي تحدثت عنه ، فنحن بحاجة إلى كأس جمشيد التي قال فيها حافظ :
 
جامُ جمشيد

 
ترجمة : فيكتور الكك

جامَ جَمشيدَ، كم تمنّى فؤادي
كشفَ غيبٍ، وأنت فيه مَعادي
!
صَدَفُ الأيْسِ جوهراً ما احتواهُ ،

كيف يَمتاحهُ من البحر صَادي ؟

زُرتُ شيخَ المجوسِ ليلاً أُرَجّي

كشف سِتر عن المُعمّي المُعادِ :
جامُ راحِ بكفّه ، وطَروبٌ ،

يقرأ الكون في حبابها منذ عاد
!
مُذْ متى كاسُك العجيبةُ فضلٌ

مُذْ أقام السّما بِغَيرِ عِمَادِ !
شَعْوذَ العقلُ ، قبلَهُ سامريٌّ

بالعصا بزّهُ ، بِبيض الأيادي !
ذلك الخلُّ شرّفَ العُودَ صَلْبًا
:
كان جُرمًا أنْ باحَ بالسِّر شادي
...
روحُ قُدْسٍ لو عاد بالفَيض مَثْنيً

فَعَلَ القومُ كالمسيح الهادي
فيضُ ضفْرِ الحِسَانِ لِمْ كان ؟ قالوا:
( حافظ زَفَرُهُ مديدُ التنادي
.... )

9 - يوليو - 2008
تمتمات
زمن الغش    كن أول من يقيّم

صدقيني يا أستاذة خولة بأن كل ما قلته كان من الزمن الغابر لأنني لم أعد أشاهد التلفزيون منذ زمن طويل ، وبالتحديد منذ 2001 حين اندلاع الانتفاضة الأولى لأنني أصبت بخيبة شديدة في حينها من وسائل الإعلام ، والمشكلة ليست طبعاً في الإعلام إنما فيما يعكسه من مواقف ضمنية . ثم صرت أتردد في فترات رمضان على القنوات العربية وهي حاجة أكثر منها متعة أو فائدة : هناك كم هائل من السخف والاستخفاف بعقول البشر يغطي على كل ما عداه . وما عداه هو بعض الأعمال الجيدة والناجحة على المستوى الفني إلا انه من الصعب تمييزها في خضم ذلك الكم الهائل من الإعادات المشوهة لصور من الماضي ، والإصرار على بعض الممثلين والممثلات من " النجوم " الذين أكل الدهر عليهم وشرب حتى أصبحوا كالمومياءات مما يضطر عامل المكياج إلى طرشهم بأنواع من البويا غير معروفة ظناً منه بأنه " سيغشنا " ويخفي عنا أعمارهم . وأما الممثلات الشابات ، فلم أستطع تمييز واحدة عن أخرى بعد أن تم جدع أنوفهن ورسم حواجبهن كالسيوف المعقوفة ونفخ شفاههن وكأن الواحدة منهن قد تلقت لطمة على مقدمة وجهها حتى أصبحت تتلعثم في كل الكلمات ( وليس لأنها لم تحفظ النص ) ...... وأما الغناء عزيزتي فهو اليوم يعني كل شيء ما عدا الغناء . أخجل أحياناً ، بعد هذا العمر المديد ، من سماع بعض الأغنيات ولا أقول رؤيتها ، لأن رؤيتها مخجلة أكثر وأكثر . أنا أسمي هذا غشاً ، فنحن نغش كل شيء ، نغش اللبن ونغش السمن ونغش في الامتحان ونغش في السياسة ونغش في المعاملات الرسمية ونغش في الشهادات ..... ونغش الناس حين نقدم لهم هذه السفاسف على انها من صنوف الفن .

9 - يوليو - 2008
التنمر المدرسي: كيف نتعامل معه
هنيئاً لك هذه الموهبة الفذة     كن أول من يقيّم

ما أروع ما تكتبه أستاذي وما أحذقه ! أهنئك على جمال قصيدتك ورقتها وسمو معانيها التي يلزمني أكثر من قراءة واحدة لإدراك كنهها ، وشكراً لك كل هذه الحفاوة التي تحيطني بها . أنا لا أهتم عادة ليوم مولدي الذي جاء في مناسبة قصيدتك ولا أنتبه له إلا لأن فرنسا كلها تحتفل في اليوم ذاته بعيدها الوطني الذي هو ذكرى الثورة الفرنسية . هو يوم حار ومتفجر من أيام السنة ، يعلن فيه تموز عن غضبه وهو يحاول في كل مرة أن يقلب المعادلة وأن يهز رقاد التاريخ ! ففي تموز الكثير الكثير من الثورات والأحداث الدامية :
تـركـتـه  في جحيم الدهر iiمحترقا وزرتـه الـعـام في بحر من iiالشرر
جـديـدنـا أنـنـا كـنـا نـعد iiبه قـتـلـى  الـمهازل للتاريخ iiوالعبر
صـرنـا نـعد القرى القتلى iiوندفنها في الرخص والغبن والتضليل والغرر
 
نعم أستاذي ، أشاهد في كل يوم وطني وهو يحترق : في لبنان وفي العراق وفي فلسطين ، وأنا أرفع صوتي اليوم بالدعاء لكي يكون هذا العام خاتمة المآسي والأحزان وأن يكون لنا ولادة أخرى وخروج من هذا النفق المظلم والمدمر لعل وعسى تقول لنا عندها كلاماً أخراً :
بـيـنـي وبينك أسراب الطيور iiوما أسـرتِ  منها وما أطلقتِ من iiمطري
أعـود مـن سـنـة فـيها إلى iiسنة وصـوتُ  لـبنان شلال على iiوتري
لأسـأل  الأرز عـن أستاذتي iiوأرى صـعودها في الطريق الشائك iiالعسر
تـاريـخـنـا الخبر الدامي iiوقصتنا تـشـرخـت  بـين مهزوم ومنكسر
نـكـأتِ  جرحي فماذا قلتِ أمس iiلنا أهـديـكِ أصـداءه في عيدك iiالعطِر
 
شكراً لك أستاذي وتمنياتي لحبيبتنا الغالية حنان عمراً مديداً وسعيداً لأنها مثلي من مواليد هذه الشهر المتفجر .
 
وكل السلام والتحية والشكر للأستاذ أحمد بيت الشعر العزيز والغالي جداً ، هذا لطف كبير منك ، وكلام له وقعه في نفسي ، وأملي أن لا أخيب ثقتكم الغالية .

10 - يوليو - 2008
تمتمات
شكراً يا جميل    كن أول من يقيّم

ما أرق كلماتك وما احلاها يا أستاذ جميل ، وها أنت قد عرفتنا على ظروف ولادة هذه القصيدة ـ الجوهرة التي تضاف إلى جواهر أستاذنا الغالي . قرأتها عشر مرات ربما ، حيناً بالعيون واحياناً بالصوت العالي ، وما زلت أرى وأسمع فيها في كل مرة صورة جديدة ، أو نغماً قد فاتني سماعه . كتبت فأبدعت يا أستاذ زهير ، وهذه ليست أول مرة لكنك في هذه المرة جئت بشيء جديد لم أتمكن من تحديده بعد ، كأنك كتبتها في ليل حزين ، على ضوء القمر ، وكان خيالك فيه يصطدم بصور حروب دامية خلفت وراءها ذلك النور المعتم ، وهذه الموسيقى الحزينة التي تتكسر فيها حروف الراء بحرقة ، وتقع منها في آخر كل سطر ، ثم تعود لتستجمع الهمة على أول السطر الجديد ، همة تسبقها غالباً واو التوجع .
اما عمري يا أستاذ جميل ، فلقد أعلنته في صفحة التعريف بي ، مع أنني اليوم أصغر واحدة في البيت ( حجماً ، طبعاً ). أنا اعرف كيف اعدّ عمري حسابياً ، لكني لا أعرف كيف أعيه ! أنسى أحياناً كم هو عمري ، ولا أنتبه . أشعر بثقل السنين ، وبتغيرات تطرأ على جسمي وحركتي ، وأرى الأولاد من حولي يكبرون ، وأثاث البيت يعتق . أرى كيف تتبدل الفصول واحوال البلاد والعباد ، وخرائط المدن ، ووجوه القادة والممثلين ، وأشكال النساء والرجال ، ولا أعرف بأنني أتبدل أنا أيضاً . أظن بأنني وحدي لا اتبدل ، وهذا طبعاً غير صحيح . أو ربما هو صحيح ! إنما كيف لي أن أعرف لولا الروزنامة ولولا كل تلك الأشياء التي تتغير عندي ومن حولي ؟ وأنا أراها وأفهمها ولا أرى بأنني أتغير .
شكري لك كبير ، وتحياتي أيضاً ، وتمنياتي لكم جميعاً بالخير ، ولا تنسى بأن تطل على خيمة الأستاذ احمد عزو من وقت لآخر كما أوصاك زهير .

11 - يوليو - 2008
تمتمات
ميول مغاربية مشبوهة لعبد الحفيظ    كن أول من يقيّم

صدقت أستاذ وحيد : علينا الخروج بالحوار من دائرة الخطاب إلى دائرة التبادل المعرفي وكسر جدار العزلة الذي تتحصن خلفه الإيديولوجيات وتجارة الكلام . أتابع بالكثير من الفائدة والشغف ما تكتبه حالياً في ملف " بين الدين والفلسفة " ولا اتدخل حالياً في العرض الذي تقدمه لنشاة الفكر الفلسفي عند اليونان ، وهي مراجعة هامة وضرورية وسيكون لي تعليق عليها في نهاية العرض . أما ما ذكرته عن خيارات الأستاذ عبد الحفيظ وميوله " المغاربية " " المشبوهة " فهو راجع ربما لكون أعلام المفكرين العرب في عصرنا الحديث ، العروي والجابري وأركون ، الذين اعتمدوا المنهج الفلسفي في دراساتهم وتأليفهم ، جميعهم من المغاربة ، وبحيث انهم تجرأوا على إعلان مواقف نقدية تتصف بالشمولية في رؤيتهم للتاريخ  وقراءتهم للواقع الراهن ، وتمثيلهم ، كل بحسب خصوصيته ، لتيار ومدرسة فكرية محددة ، وكل هذا من مميزات التفكير الفلسفي . ومن الغريب أن مركزاً أميريكياً للدراسات أصدر حديثاً تقريراً عن أهم الشخصيات الفكرية والثقافية المؤثرة في العالم العربي في عصرنا الراهن ، وكان بنتيجته أنهما : الشيخ القرضاوي وعمرو خالد .... وبالمناسبة ، أعتقد جازمة بأنك لم تنتبه إلى اللوحة الجميلة التي اهدانا إياها الأستاذ عبد الحفيظ في ملف العين الرقمية ، وأظن بأنه من المؤسف أن لا تراها . مساؤك سعيد .

*ملاحظة : الكلمتان بين معقوفتين هما كلام المزح ، الباقي كله جد .

11 - يوليو - 2008
أحاديث الوطن والزمن المتحول
فلعوص كان خياطاً    كن أول من يقيّم

قرأت قصة فلعوص الحيران وكأنني أشاهد مسرحية أو تمثيلية كوميدية طريفة تجمع بين القديم والجديد : ذاكرة الحكايا والخيال الشعبي وما يتضمنه من مفاهيم موغلة في القدم ، هي خلاصة تجربة البشر والشعوب حيكت على شكل قصص ونوادر ، وبين العالم الحاضر الذي نعيشه بوشمه وبتروله وسياراته الحمراء ومزارع الأرانب التي يحتويها . لكن ملامح الذاكرة المؤسطرة في قصة أبي هشام تطغي على ملامح الواقع  ... بالعود الرطيب ( وليس هيفاء وهبي أو نانسي عجرم ) وخزائن الأموال ( وليس البنوك ) والصراع مع الأسد ( وهذا لن أسميه ) ....
مضمون القصة وفكرتها الرئيسة تتحدث عن ذلك الفلعوص الذي ظنه الناس أسداً لكنه بقي وحده يعرف بأنه فلعوص جبان . هذا يذكرني بإحدى قصص الأطفال التي قرأتها منذ زمن بعيد ( وبحثت عنها ولم أجدها ) باللغة الفرنسية ، وتتحدث عن خياط شاب لا زال في مقتبل العمر كان ضجراناً ذات يوم ، ويكاد يغفو فوق السترة التي كان يقوم بخياطتها ، فخطر له أن يضع شريحة من الخبز مطلية بالمربى بقربه لكي يتأملها أثناء عمله ، وليؤمل نفسه بالتهامها بعد اكتمال خياطة السترة ، كمكافأة وتشجيعاً لذاته على الانتهاء سريعاً من المهمة المطلوبة منه . ولما كان الطقس شديد الحرارة وكان هناك الكثير من الذباب المحوم في ذلك المكان ، صار من الصعب عليه الاهتمام بالخياطة ، والذب عن شطيرته المحلاة بالمربى في وقت واحد ، فغضب من كثرة الذبان وثارت حميته ، وتناول حزامه الذي كان بقربه ، وضرب به الأرض في الموقع الذي كان يتحلق فيه ، فقتل منها سبعا ! ولما كان ذلك الخياط جباناً وغير واثق من قدرته حتى على قتل الذباب ، فقد سرّ سروراً عظيماً وقرر أن يخلد هذه الواقعة النادرة بتطريز عبارة " سبعة بضربة واحدة " على مقدمة حزامه .
ولما صار يتجول في السوق بين الناس ، وصار هؤلاء يقرأون عبارة " سبعة بضربة واحدة " ظنوا بأنه قتل سبعة رجال بضربة واحدة . وصار خيالهم يحيك القصص والأساطير حول كيفية حدوث هذا الخطب العظيم حتى طار خبره إلى الملك الذي استدعى إليه للفور ذلك البطل المغوار بغية تخليصه من عصابة من اللصوص ، ثم في مرة لاحقة ( بعد أن زوجه ابنته ) من الغول العملاق ، في أحداث طريفة تشبه حكاية أبي هشام .
وفي حكاية أخرى شعبية هي " الماش " عن رجل توصيه زوجته بأن يذهب إلى السوق ليشتري لها ماشاً ( وهو نوع من الحبوب يصنع منه الحساء )، فيسير إلى غرضه وهو يردد بصوت عال " ماش ، ماش ، ماش " كي لا ينسى ( والقصة طويلة ) .... إشارة إلى هذه الفكرة في المقطع الذي كان يسير وهو يردد فيه " ستة سبعة من هالكبار ، تمانة تسعة من هالصغار " فظن الناس بأنه يعد قتلاه
دائماً أحببت أجواء الحكايا والقصص الخيالية ، ولا أرى بأساً في استعادة هذه المفاهيم وإعادة نشرها عبر اقتباسات جديدة . إنما السؤال الذي أتمنى طرحه على الراوي هنا هو : هل تظن يا صديقي بأن هذا الإعلام " المضاد " الذي ترويه الحكايات قادر على منافسة الإعلام الذي تنتقده ( ضمناً ) في قصتك ؟ أو على فضحه ؟ ونحن معك في ضرورة التنبه لما يروى على مسامعنا من الأكاذيب في كل يوم ، إنما هل تظن فعلاً بأننا نستطيع مواجهة الحاضر بهذه المخيلة البريئة ؟ وهو مجرد سؤال .
 
 

12 - يوليو - 2008
فلعوص الحيران
مسابقة شعرية    كن أول من يقيّم

تحيتي لكم جميعاً :
كل الشكر لك أستاذ هشام معايدتك اللطيفة . يسرنا دائماً سماع أخبارك وقراءة تعليقاتك الجميلة والبارعة في التقاط التفاصيل المهمة . لم يكن بنيتي أبداً إحياء هذه المناسبة التي ستكون ذريعة للتفتيش عن عمري كما فعل الأستاذ جميل ، لكن قصيدة الأستاذ زهير وروحه الشاعرة شاءت أن أكون مرة أخرى في قلب الحدث ودون إرادة مني . نعم ، هذه القصيدة تحتوي على عنصر جديد لم أحزر طبيعته ، ربما لجهلي بالعروض ، وهو عنصر موسيقي على الأرجح : فمن سيعرف جواب هذه المسابقة ؟

15 - يوليو - 2008
تمتمات
 71  72  73  74  75