رحلة المعتمر 0000عبادة وشجون (11)هل انتهت الرحلة??     ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
قبسات من نور الحق وضياءالروح (1) هل انتهت الرحلة??? تجربة روحية ،سيطر العقلُ فيها سيطرة كاملة فلم أكن إلا عقلاً يرصد ويحلل ويقول 00 هل انتهت الرحلة أم لها بقية?? أقول 00كتبتُ الكثير عن هذه الرحلة الكريمة والتى غيّرت الكثير من المفاهيم لدى عن الإسلام والرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين 0لكن بعض الأوراق ضاعت والبعض الآخر تمزق ،وما تم إنقاذه هو ما نشرته بكل حروفه ونصوصه ،فلم أحاول استكمال الكتابة عن تجربة عشتها منذ إحدى عشر سنة كاملة بل ويزيد 00خشية التزوير فى مشاعرى وتزييف عواطفى وخلاصة تجربتى العميقة التى مست شغاف الروح وسلطان العقل 0 الآن 000وبعد التساؤل ،ممكن أستكمل هذه الرحلة ،وأكتب عنها بعد مرور إحدى عشر سنة ويزيد ،وتأكيدأ لما سأكتبه لابد من الوضع فى الحسبان هذه المدة وما خلفته فىّ تجارب الحياة والقراءات المتعددة وما أضافته الحياة من حلوها ومرها 0
سأكتب 000ربما أرد فيها على كل تساؤلاتها ،وتوضيحاً لتجربتى الروحية عبادةً وشجون، ولتكن سطورى هذه ، بداية لرحلة معتمر بعد إحدى عشر عاماً، أتمنى أن أكون موفقاً فيما أكتبه 00 آفاق معرفية أخذت بيدى إلى عوالم شتى ،تيقنتُ أن الكفاح الإنسانى للوصول إلى حقيقة ما ،لابد من المجاهدة والمصابرة والمعاناة فلاشىء يأتى من عدم 0
مرشدى ودليلى فى رحلة المعاناة والبحث ،هو العقل ولاشريك له 00 حسمتُ أموراً كثيرة توالدت بداخلى وتنكبت طريقى وأظلمت دربى الطويل ،كانت القراءة والدرس والسهر ،مُنقذى من براثن الظنون التى تحدق بى من كل جانب وتأتى إلىّ من كل صوب وحدب0
آمنتُ بقدرة الإنسان على خوض الشائك والصعب ،ملتمساً شروق شمس الحق فى أفقه المترامى الأطراف 0 حفظت القرآن الكريم صغيراً ،وعبثتُ بمكتبة والدى ،فقرأت تفسير بن كثير ،وفقه الإمام الشافعى وكتب التفاسير وكتب الشيخ محمد عبده والإمام المراغى والشيخ محمود شلتوت وكتب السنة ، كانت مكتبة ممتلئة بالدرر واللآلى والياقوت 0 حاولت الخروج من حصار والدى الفكرى والدينى وأردت الاطلاع على كتب أخرى إسلاميات العقاد والدكتور طه حسين وأحمد أمين والدكتور هيكل ،لكن كتاب الدكتور محمد حسين هيكل ،هذا السفر الضخم الذى يُعد من وجهة نظرى ،أروع وأعمق دراسة قرأتها شاباً فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى ،إذ سعيتُ سعياً حثيثاً لشراء أعمال الدكتور /محمد حسين هيكل ،حياة محمد وفى منزل الوحى والصديق أبو بكر والفاروق عمر 00واستطعت توفير ثمن ثلاثة منهم (حياة محمد ) ثم (فى منزل الوحى ) ثم (الصديق أبو بكر )0 كانت ثروة فكرية لا مثيل لها وعكفت أياماً وشهورأً وأنا ألتهم كتاب حياة محمد وفى منزل الوحى والصديق أبو بكر 0 كان كتاب( فى منزل الوحى) ،الطبعة السادسة سنة 1974م ،مطبعة دار المعارف بمصر ،684صفحة من القطع الكبير ،ومزوداً بالخرائط عن مكة والمدينة المنورة ، من أوائل الكتب التى أضاءت لى السبيل نحو مكة والمدينة وبقية الأماكن المقدسة 0ولم أكتف بهذا الكتاب ،فقرأت للأستاذ /إبراهيم عبد القادر المازنى ،كتيبه الصغير باسم (رحلتى إلى الحجاز) كنت فى حوالى التاسعة عشر من عمرى ،وكل جهدى قراءة ما كتب عن الإسلام والمسلمين ، ويشهد لى والدى ،المرحوم بإذن الله وفضله ،على مكتبتى المحمدية ، فلم أكن أجد كتاباً بالعربية أو الفرنسية التى أُ تقنها آنذاك إلا وابتعته مها كان ثمنه، كانت شخصية الرسول الكريم تأخذ بنفسى وعقلى مأخذاً جاداً وتأملاً عميقاً وتفكيراً متعمقاً 0 شعرتُ شاباً فى مقتبل العمر بعظمة الرسول الكريم وحبه وعطفه وكرمه وحنانه الدفاق ، وتأثيره علىّ تأثيراً عظيماً وكيف أن العقيدة والإيمان هما سر الحياة الإنسانية وروحها ومظهرها ،بل لا أبالغ لو قلتُ بل هما الحياة الإنسانية وسبب وجودها ،وما قيمة الحياة بدونهما ??وماقيمة الإنسان بدونهما?? أعتقد أن العقيدة والإيمان هما معاً أعظم قوة فى الحياة 00 حيالهما لاقيمة لجاه أو مجد أو سلطة أو سلطان 00حيالهما تندك الرواسى الشم وتنهار الجبال الصلدة وتهمد أنفاس الطغاة 0 عرفتُ وبقوة أن وجود الإنسان وقيمته مرهون بإيمانه وعقيدته 00 عرفتُ أن ما من قوةٍعلى الأرض تُزعزع إيماناً راسخاً وعقيدةً ثابتة00 عرفتُ أن العقيدة والإيمان إذا خلا منهما إنسان ،كان هو والعدم سواء 0 |