 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | هدية من دمشقي إلى حموي . كن أول من يقيّم
الشعر : ما هو ؟ " الشعر أخلد من الكيمياء، وأبقى من الرياضيات. كم مرة تبدلت نظريات العالم، منذ نظم هوميروس قصيدته، إلى اليوم. وأشعار هوميروس لا يزال لها رونقها ومنزلتها. لا أعني الشعر الذي هو الرنات والأوزان، ولا الألفاظ المنمقة التي تحمل معنى، ولكن أعني بالشعر، حديث النفس، ولغة القلوب، وكل ما يهز ويشجي ويبعث الذكريات، وينشئ الآمال، ويقيم النهضات، ويحيي الأمم. الشعر الذي يشعرك أنه يحملك إلى عالم غير هذا العالم. وسواء بعد ذلك أكان منظوماً أم كان نثراً. إن عقد اللؤلؤ لا ينزل قيمته أن ينتثر؛ لأن ثمن الخيط نصف قرش" . ( الأديب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي، رحمة الله عليه). | 25 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
 | الأديب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي1 كن أول من يقيّم
التقيته غير مرة في الرياض ومكة والمدينة . خجول إذا تكلم معك ، فارس إذا حاضر . يسرقك الوقت وتبقى ظمآنَ جَوْعان . شخصية ذات أفق مديد ، أحبها الأقارب والأباعد ..... رحمة الله الرحمن الرحيم عليه وعلى جميع علمائنا العاملين . عائشة التيمورية بقلم الأديب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي ، رحمة الله عليه .
جئت اليوم أحدثكم حديث الأدب ، وأخاطب فيكم العاطفة وازجي لكم الحديث عن امرأة خلدها البيان ، امرأة ولدت عام 1256 هـ وماتت عام 1320هـ وأنتم تعرفون ما كانت عليه حال النساء في تلك الأيام ، كن أسيرات الجهل وضيق الفكر واستبداد الرجل فكان من أعجب العجب أن تنشأ فيهن شاعرة مجودة وكاتبة بليغة فاقت أدباء عصرها وسبقت في مضمار الرثاء العاطفي العصور كلها وكانت واحدة جمعت عجيبتين اثنتين ، أولاهما أنها شاعرة مجودة والمجودات في الشعر من النساء أقل من القليل ، لا في العربية وحدها بل في كل ألسنة العالم والأدب العربي على طوله لم يعرف مئة من الشاعرات المجودات ..على حين قد عرف عشرة آلاف من مجودي الشعر ، والثانية أنها نشأت في عصر تلك حال المرأة فيه...
وأحب أن أنبهكم إلى أن الإسلام برئ مما أصاب المرأة وأن التاريخ الإسلامي حافل بذكر العالمات الأديبات من النساء في عصوره كلها حتى في العصر الماضي ....وفي مكتبتي الآن أكثر من ثلاثة آلاف ترجمة لمن نبغ من النساء ...وفي كتب الجرح والتعديل ذكر المئات من المحدثات الذين كانوا أساتذة الرجال ........
وبعد ، فهذه الشاعرة الأديبة الكاتبة التي شقت الطريق لأترابها والتي سبقت زمانها والتي كانت اعجوبة في بيانها هي السيد عائشة التيمورية أخت العلامة المحقق أحمد تيمور وعمة رائد القصة العربية ابنه محمد تيمور وأخيه كبير القصصيين المصرين محمود تيمور ...
نشأت في اسرة تركية غنية ، فتعلمت القراءة والكتابة في القصر على طريقة أبناء الأكابر فنبهت في نفسها الرغبة في المطالعة والإشراف على مجالس العلم ف بالقصر ، ولكن أمها أرادتها على ما كان من شأن اترابها في الخياطة والتطريز ، وأبت البنت إلا ما تميل إله فطرتها ، واستمرت المعركة حتى برز الأب اسماعيل تيمور وقال لها دعي هذه البنت للعلم ودونك أختيها ربيهما كما تريدين وأحضر لها المعلمين والمعلمات فأخذت النحو والعروض عن فاطمة الأزهرية وستيتة الطبلاوية وهذا يدلكم على أنه لم يخل ذلك العصر من عالمات وأزهريات.
والصرف والفارسية عن علي خليل رجائي والقرآن والخط والفقه على إبراهيم التونسي وحفظت عشرات الدواوين وطالعت كتب الأدب حتى صارت تنظم بالعربية والفارسية والتركية ولم يكن يفوقها من شعراء عصرها إلا البارودي (ذاك أمة وحده) والساعاتي ولها كتابة منها المسجع والمرسل والبليغ وهي أول من دعا إلى تعليم المرأة ولها في ذلك مقالات واشعار وكانت تحبذ الحجاب وترى أنه لا يمنع العلم والأدب ولها القصيدة المشهورة : | 25 - مارس - 2008 | البر بالأستاذ1 |
 | الأديب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي2 كن أول من يقيّم
بيد العفاف أصون عز حجابي وبعصمتي أسمو على أترابي وبفكرة زقّادة وقريحة
نقادة قد كُمِّلت آدابي ما ضرني أدبي وحسن تعلمي إلا بكوني زهرة الألباب ما ساءني خدري وعقد عصابتي وطراز ثوبي واعتزاز رحابي ما عاقني خجلي عن العليا ولا سدْل الخمار بلمتي ونقابي عن طي مضمار الرهان إذا اشتكت صعب السباق مطامح الركاب عاشت في سعة من العيش وإقبال وربيت في العز والدلال لكن الدهر الذي لا يدوم على حال رماها بالنكبة التي تصدع قلوب الأبطال من الرجال فكيف بشاعرة من ربات الحجال ....مرهفة الحس رقيقة القلب تعيش بالعاطفة والحب؟؟ أصابها ما لم تطق له احتمالا كانت لها بنت اسمها توحيدة جمع الله لها جمال الخلْق وسمو الخُلق ، فياضة الأنوثة ساحرة الطرف بليغة النطق مهذبة الحواشي ما رآها أحد إلا أحبها ...وبلغت الثامنة عشرة وتزوجت فما مر على عرسها شهر حتى اصابها مرض مفاجئ فماتت.... وروعت الصدمة عائشة وشدهتها ولم تستطع التصبر ونسيت كل شيء إلا ابنتها وتركت كل شيء إلا الانقطاع لرثائها ولبثت على ذلك سبع سنين كوامل ،،،قالت فيها قصائد تُبكي الصخر وتحرك الجاد ، وأثر طول البكاء في عينيها فما عادت تبصر ....ثم ألهمها الله الصبر بعد سبع سنين وشفي بصرها لكنها لم تنس النكبة ابد وهاكم أبياتا من قصيدة واحدة لا أعرف في الشعر العربي أحد منها حسا ولا أظهر عاطفة ولا أبلغ في إثارة الأسى ..وهي في هذا (لا في جودة السبك وروعة البيان) تفوق الخنساء وابن الرومي وتفوق قصيد التهامي المشهورة في ولده.. بدأت القصيدة تصف روعة الخطب ولوعة الحزن فقالت :
إن سال من غرب العيون بحور..........فالدهر باغ والزمان غدور
فلكل عين حقُ مدرار الدِّما ..........ولكل قلب لوعة وثبور
ستر السنا وتحجبت شمس الضحى ..........وتغيبت بعد الشروق بدور
ومضى الذي أهوى وجرعني الأسى ..........وغدت بقلبي جذوة وسعير ياليته لما نوى عهد النوى ..........وافى العيون من الظلام نذير | 25 - مارس - 2008 | البر بالأستاذ1 |
 | الأديب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي3 كن أول من يقيّم
ثم أخذت تصف كيف بدأ المرض في رمضان سحراً : طافت بشهر الصوم كاسات الردى .......... سحرا وأكواب الدموع تدور
فتناولت منها ابنتي فتغيرت ...........وجنات خد شانها التغير
فذوت أزاهير الحياة بروضها.......... وانقد منها مائس ونضير
لبست ثياب السقم في صغر وقد ...........ذاقت شراب الموت وهو مرير
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا..........إن الطبيب بطبه مغرور
وصف التجرع وهو يزعم أنه ...........بالبرء من كل السقام بشير
واسمعوا كيف استبشرت الفتاة بدواء الطبيب: فتنفست للحزن قائلة له ..........عجل ببرئي حيث أنت خبير وارحم شبابي إن والدتي غدت ..........ثكلى يشير لهى الجوى وتشير وارأف بعين حرمت طيب الكرى..........تشكو السهاد وفي العيون فتور لما رأت يأس الطبيب وعجزه ..........قالت ودمع المقلتين غزير أماه قد كل الطبيب وفاتني ..........مما أؤمل في الحياة نصير لو جاء عراف اليمامة يرتجي ..........برئي لرد الطرف وهو حسير يا روع روحي حله نزع الضنى ..........عما قليل ورقها وتطير أماه قد عز اللقاء وفي غد..........سترين نعشي كالعروس يسير وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي ..........هو منزلي وله الجموع تسير قولي لرب اللحد رفقا بابنتي ..........جاءت عروسا ساقها التقدير وتجلدي بإزاء لحدي برهة ............فتراك روح راعها المقدور أماه قد سلفت لنا أمنية .........يا حسنها لو ساقها التيسير كانت كأحلام مضت وتخلفت ..........مذ بان يوم البين وهو عسير
وتصوروا الأم وهي تعود فلا تلقى ابنتها ونرى جهاز العرس مازال باقياً : عودي إلى ربع خلا ومآثر ........قد خلفت عني لها تأثير صوني جهاز العرس تذكارا فلي .........قد كان منه إبى الزفاف سرور جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا ..........لبس السواد ونفّذ المسطور والقبر صار لغصن قدي روضة .............ريحانها عند المزار زهور أماه لا تنسي بحق بنوتي ........قبري فيحزن المقبور | 25 - مارس - 2008 | البر بالأستاذ1 |
 | الأديب الفقيه الشيخ علي الطنطاوي4 كن أول من يقيّم
وهاكم جواب الأم: فأجبتها والدمع يحبس منطقي ............والدهر من بعد الجوار يجور
بنتاه ياكبدي ولوعة مهجتي..........قد زال صفو شانه التكدير لا توصي ثكلى قد أذاب فؤادها.........حزن عليك وحسرة وزفير
قسما بغض نواظري وتلهفي .....مذ غاب إنسان وفارق نور
وبقبلتي ثغرا تقضى نحبه .........فحرمت طيب شذاه وهو عطير
والله لا أسلو التلاوة والدعا .......ما غردت فوق الغصون طيور
كلا ولا أنسى زفير توجعي ..........والقد منك لدى الثرى مدثور
إني ألفت الحزن حتى أنني ...........لو غاب عني ساءني التأخير
قد كنت لا أرضى التباعد برهة..........كيف التصبر والبعاد دهور
أبكيك حتى نلتقي في جنة ..........برياض خلد زيًّنتها الحور..
أرأيتم أيها السامعون كيف نسيتم مصائبكم وبكيتم لمصاب هذه الفتاة التي ماتت من ثمانين سنة (يوم أذيع هذا الحديث)
هذه عظمة الشعر ..............رحمة الله على الشاعرة التي لم يظهر بعدها مثلها........... وأقول ( يحيى) : رحمة الله على الأديب الفقيه الذي لم يظهر- فيما أعلم- بعده مثله... | 25 - مارس - 2008 | البر بالأستاذ1 |
 | لي الشرف أن أكون دمشقياً ، ولكنني من ( فَسْط) حلب. كن أول من يقيّم
أخي العزيز الدكتور عمر.....حفظه الله ورعاه وسدد خطاه. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. كانت الهدية من الحاضر الحي الدمشقي الأديب الفقيه شيخنا العالم علي الطنطاوي إلى الأريب العروضي الذواقة الدكتورالحموي عمر خلوف. أما ( يحيى مصري) الحلبي فهو الوساطة بين اللؤلؤتين. إن الشاعر إذا تخير ألفاظه ، وراعى الانسجام في توالي مقاطعه ، وجَرْس كلماته، ليحتفظ بجمال الإيقاع الذي هو عنصر من عناصر موسيقاه ، وكانت أوزانه منسجمة مع ألحان الغناء العربي كما قال حسان: تغنَّ بالشعر إمّا كنتَ قائلَه ** إنّ الغناءَ لهذا الشعرِ مِضمارُ كان شاعراً بحق...أحبّك اللهُ الذي فيه أحببتَني. | 26 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
 | أحسن الله عزاءكم ! كن أول من يقيّم
ماهذا ?!. إشراف الدكتور الفاضل : صبـــري . إعداد الطالبتان :(1) شبيبة بنت الغيثــي (2)منى بنت خلفان الفوري. *مشهوداً له *بغيرة مؤلفه على الفصحة. *يا كلُ عربيٌ *ثلاث أجزاء أحسن َ الله عزاءَكَ أيها اللسان العربي . حسبنا الله ونعم الوكيل . سيارة حديثة من دون كوابح . ماهذا المصنع ؟ . أرجوك يا د كتور . أقبِّل يديك يا د كتور أن لا تسهم في انسحابي من (الوراق) . واللهِ الذي لا إله إلا هو لم أقرأ إلا هذه المقدمة ، وركبتاي ترتجفان. | 26 - مارس - 2008 | معالم الأدب العربي في العصر المملوكي |
 | لا فُضّ فوك كن أول من يقيّم
أنّات النواعير ، وشموس ( ياقوت) ، والنهر المطيع ، وكرم (الحاضر) ، وعِلم ( الحامد) ، وذوق ( آل خلوف ) وأدبهم و(عروضهم ) ....كل أولئك جعلكم أخوالنا يا أهل ( حماه ). إنني - واللهِ - لأغبِطك يا صاحب النُّهى . بارك الله الكريم فيك وفي أمثالك يا دكتور عمر : لو انّ روحي في يدي لوهبتها ** في حبكم يا آسرين جناني والله ! لن أنسى ( الوراق) ؛ إذ أنت فيهم ، وضياء معك ، وزهير ....... | 28 - مارس - 2008 | التداخل الإيقاعي في أوزان الشعر العربي |
 | الإلهام كن أول من يقيّم
ليس العِلمُ كلَّ قراءةٍ وكتابة ، إنما للإلهام فيه نصيبٌ . هذا الفتح الربّاني ينمّ على تقوى . وصدَق الله : " فاتقوا الله ويعلّمكم الله". أخي العزيز الأستاذ ( ياسين ) : أدعو الله ربَّ العالمين بأسمائه وصفاته أن يفتحَ عليك ، ويزيدَك عِلماً نافعاً ، ورزقاً واسعاً ، ودعاءً مستجاباً ، وأبشّرك بأني ، إنْ شاء الله، شادٌّ الرِّحال َ إلى المسجدَين ؛ لأعتمرَ غيرَ مرّة ، ثم السلام على الحبيب الأعظم ، صلوات ربي وسلامه عليه ،وعلى آله وصحبه ، وسأدعو لك وللإخوة الذين أحببتهم في الله . سبحان اللهِ وبحمده ، وكأنك تَلمذتَ لِشيخنا الجليل : محمد سعيد رمضان البوطي - حفظه اللهُ أرحم الراحمين- والسلام عليكم في الأولى والآخرة ورحمة الله تعالى وبركاته . | 28 - مارس - 2008 | القلب |
 | الأمية صفة تمام ، لا صفة نقص. كن أول من يقيّم
حينما نزل القرآن على رسول الله r بإجماع الكل أن الرسول r كان وما يزال حتى يلقى الله تبارك وتعالى أميّ، تغيرت بعض صفات الرسول في لحظتها (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) لم يعد يتيماً لأن الله تعالى آواه ووجدك ضالاً فهدى هداه الله ووجدك عائلاً فأغنى أغناه الله، لم يقل ثم وإنما جاء بالفاء لا نقول على الرسول يتيماً ولكنه نقول عنه النبي الأمي، قال تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)) توصيف الأميّ الصحيح بعد بحوث كثيرة من فم رسول الله r أنه الذي لا يكتب ولا يحسب وليس الذي لا يقرأ ولا يكتب كما تعلمنا، في السابق كنا ندرس في الكتّاب والشيخ الذي يجرس كان في الغالب كفيفاً والكفيف غالباً يكون الله تعالى علّمهم أيما تعليم ولهم براعة يشهد الجميع لها، هذا الكفيف لم يتعلم الكتابة لكنه تعلم القرآن سماعاً ولما سئل الرسول قال نحن أمة أميّة لا تكتب ولا تحسب لم يقل لا نقرأ، لأنه في ذلك الزمان كانت القراءة تتم بالسماع بل إن القرآن بالذات يؤخذ بالسماع وإلا سنخطيء في القرآءة. قد يكون الرجل لا يكتب ولا يحسب ولكنه يقرأ سماعاً وهناك قراءة عن سماع وقراءة عن كتابة. الرسول r لما قال نحن أمة لا نكتب ولا تحسب هل كان يقصد أن الأمة الأمية لا يجب أن تتعلم ولا نحسب وهل هذا كان مراد الرسول r؟ كلام الرسول r يعني الفخر بما فعله القرآن في هذه الأمة لما يقول نحن أمة لا نكتب ولا نحسب ثم يصبح عندنا على مر العصور علماء في كل العلوم والمجالات فهذا فخر لأنه ساعة نزل القرآن كنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب لم ينكرها القرآن ولا الرسول r لكن انظروا ماذا فعل القرآن بالأمة في كل العلوم في حياة الرسول r وبعد الرسول r. ما المراد أنه يكون الرسول r لا يكتب ولا يحسب؟. ذكرنا سابقاً مثل الورقات الثلاث ورقة بيضاء وورقة مكتوبة بالرصاص وورقة مكتوبة بالحبر وطلبنا من أحد أن يكتب على واحدة من هذه الورقات الثلاث فيأخذ الورقة الفارغة لا المكتوبة بالرصاص ولا المكتوبة بالحبر لأنه ليس عليها شيء ويسهل الكتابة عليها ولن يتداخل مع الذي يكتبه أي شيء كما سيحصل مع الورقة المكتوب عليها بالرصاص أو الحبر. هذا المثال عبارة عن أنك أنت تتدبر أمراً والله تعالى يريد أن ينزل كتابه الخاتم على رجل، فالرصاص يدل على من تعلّم نصف تعليم والحبر يدل على من جلس على علماء وتعلم كل مناحي التعليم ثم جاء القرآن كيف سيكون عقل هذا وعقل ذاك والورقة البيضاء هي العقل الذي لم يتدخل فيه أحد. كلمة النبي الأمي لم يلحقها تغيير لأنها شرف لأنه بعدما نزل القرآن سيقولون أن الشخص الرومي الذي يسنّ عنده السيوف هو الذي علّمه لكن الله تعالى رد عليهم (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ (103) النحل) القول أعجمي والقرآن عربي. لو كان الرسول r جلس على أحد قبل القرآن وتعلم يكون الشك منطقياً (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) العنكبوت) عندها سيكون ارتيابهم بحق. لكن النقطة الأهم هو ما جاء في سورة النجم (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) النجم) قال صاحبكم أي أنتم احكموا عليه قبل الرسالة والوحي وستعرفون أنه كان أمياً ولم يتعلّم على أحد وكان صادقاً أميناً (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)) والقاعدة (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)). إذن الرسول r ما تعلم على يد بشر وأنتم أصحابه وشاهدين عليه لكنه ساعة تعلم علّمه شديد القوى وهو علم إلهي ووحي يقرأه سماعاً ولا علاقة له بمسألة الكتابة وغيرها. الرسول r ببشريته ظنّ أنه سينسى القرآن فنزل قوله تعالى (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) القيامة). كل هذا يبين عندنا عظمة الأمية عند الرسول rالأمية عندنا سُبّة وفي عصر الرسول r تعلموا وكان هناك شعراء وأدباء لكنه شرف للرسول r أنه كان أمياً وساعة تعلمت تعلمت على يد الله سبحانه وتعالى. الضمير في (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ (23) البقرة) يعود على الرسول لأن مثلية القرآن مستحيلة بنص القرآن. لو قلت لك إعمل الشيء الفلاني لكن هذا الشيء مستحيل لا آتي بعد قليل وأطلب منك أن تأتي بمثل هذا المستحيل. المستحيل ليس له مثل (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) هذه قاعدة، بمثل هذا القرآن، مثلية القرآن مستحيلة بدليل قوله تعالى (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) الإسراء) النتيجة أنهم لا يأتون بمثله، وفي سورة البقرة يقول (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ (23) البقرة) أي من مثل عبدنا لأن المثلية في القرآن مستحيلة، الإعجاز أيها العرب أن تأتوا برجل أميّ يتساوى مع الرسول ويأتي بقرآن مثله دون معونة من بشر. الرسول r كان أمياً ذهب إلى الغار وعاد بالقرآن فاتوا بشخص أميّ يذهب إلى الغار وييأتي بمثل القرآن أو بسورة حتى لو مثل أقصر سورة، هذا غير ممكن والناس أسلمت عندما حاول البعض أن يأتي بسورة مثل ما جاء به الرسول r. والتحدي كان أن يأتوا بسورة من مثل الرسول r. الأميّ يتكلم في كل شيء لكن إذا طلبت منه تهجئة كلمة اقتصاد لا يعرف لأن الأميّ يعرف مسمّى الحرف ولا يعرف إسمه. هناك فرق بين الإسم والمسمى لأن المسمى لا يمكن لأحد أن يغيره، المسمى واحد وهو محمد أما أسماؤه فكثيرة محمج وأحمد والحاشر والماحي والذي يتغير الأسماء والمسمى واحد وكثير يخطيء فيها فيقول البعض ضع هذا تحت أي مسمى وهذا خطأ ويجب أن يقال تحت أي إسم فالمسمى واحد والأسماء كثيرة. لما يقول الأمي (ألم) يكون قد قرأ فالحروف المقطعة من ضمن المراد منها أنها تدل على تعلّم الأمي كمدلول ومراد. الذي يقرأ في القرآن بترتيب الكتاب كان قد قرأ في يونس (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ) يجب أن نقف عند معنى الحكيم لكن المنطق يقول أن هذه التركيبة يجب أن يكون لها مراد، في سورة الحجر (الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ) الخلاف في الحكيم والمبين ولما نقرأ سورة يونس نجد أنها تتكلم عن توحيد الألوهية والربوبية وإثبات البعث والجزلء وصدق رسول الله r وهذا كله يحتاج إلى حكمة. لما نقرأ سورة يوسف نتكلم عن نبي واحد وإخوته وأبيه وكل القصة حتى أفهمها للناس تحتاج لبيان. إذن لما نحتاج إلى حكمة يقول حكيم ولما نحتاج إلى بيان يقول مبين وكلمة مبين تأتي من البيان الحق. ولذلك (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ) ولو دققنا في المعنى هناك (تلك من آيات الله) وفي حالة يوسف قال (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)) الله تعالى هو الذي سيقص، عند القصص في البيان قال (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ) للعظمة كما ذكرنا في قوله تعالى (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) ومحمد r ولد عام الفيل وقلنا تر بمعنى تعلم من العليم العلام ولما يخبرك الله تعالى ستعرف بواطن الأمور وظواهرها بحيث لو حضرت الواقعة بنفسك لن تعلم كل هذه المعلومات وستحضرها من زاوية واحدة. (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) أي سيحاول اليهود في عصرك أن يأتوا بقصة من التوراة فإذا قارنت بين القصص ستجد أن هذه القصة أحسن القصص. مسألة احتيار القرآن عربياً واختيار الرسول r عربي وفي شبه الجزيرة العربية كلها دلائل تخاطب أصحاب العقل. هذه لحكمة من الله تبارك وتعالى. (عربياً لعلكم تعقلون) لما يقول الإنسان لعلّ تفيد التمني لكن لما رب العالمين يقول لعلّ لا تفيد التمني وإنما تفيد الغاية كأن غايته سبحانه من نزول القرآن عربياً لنعقل نحن، كأنه تعالى ميّزنا اختارنا إختياراً أولاً واصطفانا بأن جاء بالرسالة الخاتمة عربية وهذا في حد ذاته آية. نضرب مثالاً الرجل الفرنسي أو الإنجليزي قد يكون له حجة يوم القيامة لكن نحن ما ستكون حجتنا؟ هو قد نعذره لأن القرآن عربي وهو لا يعرف العربية ولو ترجموا له ومهما ستترجم لن تؤدي معنى القرآن حتى المحترفين في الترجمة لا يمكن أن يترجموا بشكل يفهم الغربي المعنى كما نفهمها نحن بالعربية، كيف نترجم قوله تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ (187) البقرة) حاولنا أن نترجم لباس لكن لم نصل لترجمة الكلمة بحيث تعطي معناها المراد بالعربية. هناك فرق في الفهم بين القرآن بالعربية والترجمة وهذا فضل الله تعالى علينا. الناس من أصل غير عربي يجدون صعوبة في فهم القرآن ويقفون وقفات منطقية فإذا كان هذا حال غير العرب فالمفروض أن العرب يفقهون القرآن ويطبقونه. نزول القرآن عربياً هذا نوع من التكريم لم نعرف قيمته والله تعالى يقول لصاحب الرسالة (وإن كنت من قبله لمن الغافلين) نحن خلطنا الغفلة بالجهل بالأمية من غير أن نعلم. الناس تقول كيف يقال عن الرسول أنه من الغافلين؟ ولكن نقول هذا كلام الله تعالى وليس كلامنا نحن في الرسول فعلينا أن نطوّع فهمنا للنص، الغفلة هي أنه كان r على حاله من الأمية لم يتعلم إلى أن جاءه القرآن فأصبح r صنيع الله تعالى الذي اصطفاه. الرسول r لو جلس مع أحدهم وتكلم معه في الخلق والكون وجاءه القرآن سيكون عنده تردد بين ما قيل له وبين ما نزل من القرآن واله تعالى أراد أن يأخذ الرسول r العلم من الله تعالى فقط. والله تعالى لم يقل له وإن كنت من قبله لمن الجاهلين وإنما قيل له ضال وغافل وهذا مدح لأن الغفلة إما أن تكون ذاتية وإما أن تكون رغماً عنه والتي حصلت للرسول r رغماً عنه حتى يصطفيه الله تعالى على مراده. لكن اليوم لو أحدنا سمع القرآن ولم يعمل به تكون غفلة ذاتية وتكون عيباً وتصل بهم إلى جهالة أي يعرف الحكم ويعمل السيئة. من سلبيات هذه الأمة استمرار حالة الجهالة من جاهلية قريش الأولى فالقرآن عربي وفيه ذكرنا وذكر تاريخنا ومع ذلك لا تتعلم الأمة ولا تتدبر المنهج أما اليهود فأدركوا هذا الاصطفاء وعندما تحولت النبوة الخاتمة من بني يعقوب إلى بني إسماعيل تعبوا نفسياً كيف أخذ الله تعالى هذا الشرف منهم وأعطاه لبني إسماعيل لكنهم من جهلهم قتلوا الأنبياء لما كانت الرسالة منهم. البعض يقول لك الآن اثبت لي أن الحشيش والكوكايين حرام من القرآن، بعد كل هذه القرون وما زلنا في حالة جهالة وقلنا أنه لن ينفع الإنسان عذره يوم القيامة (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) القيامة). في التوراة نصوص أن الله تعالى يكلم الذين ليس عندهم علم أن الله سيصطفي الأمة الجاهلة لينزل عليهم الرسالة والقرآن كنوع من الكيد لليهود. توصيف العرب في قريش ومكة في سورة السجدة بديع جداً في قوله تعالى (لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) السجدة) هذه المنطقة لم يأتها كتاب ولا رسول ولا نذير من قبله، هذه آية حاكمة فارقة، تبين أن هذا شرف لكن أول ما جاءنا جاءنا قرآن كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكتاب أنزله الله تبارك وتعالى وتصدى لحفظه (وإن كنت من قبله لمن الغافلين) وهذا شرف لرسول الله أن يكون غافلاً عما دون هذا الكتاب المنزل من السماء وحياً من الله تبارك وتعالى لم يتعرض له بشر ولم يقصر فيه ملك والآيات كثيرة شاهدة فساعة الله تعالى قال للملك إنزل بسورة الإخلاص (قل هو الله أحد) لم يأت الملك تنفيذاً للأمر الله في سورة الإخلاص قائلا لرسول الله r (الله أحد) وإنما قال (قل هو الله أحد) ليظل الأمر من الله تبارك وتعالى لجبريل لمحمد r إلى أن تقوم الساعة كل واحد يقول (قل هو الله أحد). هذا الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والذي اقترح أن يحذف كلمة (قل) لأن الخطاب كان للرسول هذا اقتراح باطل تافه ليس له أصل في الدين ولا الإسلام. كثيرون قالوا هناك أمور في القرآن لم يعد لها داعي ومنها كلمة (قل) لكن نقول أن الذي يقول هذا الكلام تنازل عن إسلامه لأن القرآن أنزله الله تعالى حافظاً له فلما تقول نغيّر فيه تكون قد تنازلت عن إسلامك. نحن لم نتفق كيف نتناول هذا القرآن وكيف نستعمله كمنهج حياة وهذا من تقصير الناس وسيحاسبون عليه لأنهم تمكنوا من عمل مناهج في كل نواحي الحياة ورفضوا المنهج الإلهي لحياتهم الباقية. المصدر : الشنكبوتية. | 29 - مارس - 2008 | هل الشريعة الإسلامية أمية |