البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 68  69  70  71  72 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
المونتاج والفيلم السنيمائى 0    كن أول من يقيّم

فنية المونتاج

وتجسيد الرؤية الدرامية

يعتمد المونتاج فكرة التقطيع / التوصيل .. ضمن نسيج العمل الواحد .. على ان يبقى الاحساس بالزمن بالقياس الدرامي حاضرا نوعيا .. وهو زمان لا يقاس إلا بالتباشير الأولى من بداية الحدث الدرامي .. ولكن اي يكمن ابداع المونتير قياسا بالمخرج والسيناريست ..
 
 نقول ان المنتير يعمل على تجميع مهارات المخرج والسيناريست التي تم ابداعها ومن ثم .. هو يعمل على ذات القماشة التي توكنت من قطع متفرقة ومن ثم عمله يكمن في إخراج العمل على وجه الفعل .. اي انه العمل كان في حيز اليسناريست موجود بالقوة .. وايضا .. المخرج اشتق حركية الممثلين والأحداث من سياق حركية السيناريو .. وهو موقع ينفذ بين القوة والفعل .. إذا جاز لنا استخدام المصطلحات الفلسفية هذه .. وكما ان لكل شيء فنيته وفلسفته ..
 
 نقول ان المونتير .. هو الملك المتوج في صياغة وإبداع اكتمال العمل بكل حيصياته ومكتملاته مكملاته الصياغية الفنية .. ولكن .. دوما يكون المونير خلف العمل .. قياسا بالممثلين والكادر الظاهر في فريق العمل باكمله بداية من السيناريست نهاية بالمخرج .. هذا التوضيب الفني والمماهاة مع العمل والاحساس به .. لهو من شروط تقديم العمل على أكمل وجه ويمنحه احساس الحرارة واندفاع المشاهد والحركية وارتباط الاحداث وتسلسل الموضوع .. بخلفياته والفلاش باك التي توسع من دائرة العمل وتدارك سياق المضمون بما يفي بحاجة الدراما من تقديم ..

ان توزيع او تشبيك العمل في جسد واحد تمثل كتلة واحدة .. يحتاج الى امتياز فبقدر تحقق هذا الامتياز يكون العمل قد وصل الى حالة من الاكتمال التي تخصه .. وهذا اكثر ما يظهر في الافلام التسجيلية رغم عدم كثرة تداولها .. ولكن فيها يظهر الدور الأوحد للمونتير .. حيث يصبح المونتاج آلة وحيدة مسيطرة .. رغم ان هذا النوع من الافلام لا يمكن ان يكون خاليا من وجهة نظر مسبقة تمثل السيناريو او الإخراج الذي حدد زوايا الرؤية والكادرات التي تم تجميعها من خلال شريط يجمع ابتكار فكرة يريد توصيلها .. وهذا متوقف على البهارات التي يطعم فيها المونتير العمل من موسيقى ومسوغات تمنح الحضور والشفافية للعمل .. حتى يمكنه التأثير على أكمل وجه .. ومن هنا .. يصبح هذا الكل غير محسوسا بجزئياته الحاضرة في الكل .. إنما من عبقرية المهنة والفنية .. مسح الفواصل الانتقالية أو محاولة تجاوز الفراغات التي توحي بانقطاع الزمن .. كما أن فنية المونتير تبقى ومرهونة في أساسها . بصياغة طيف معمم على الفيلم في النهاية .. هي من صنعه .. شخصيته .. ابداعه الذي يتم تشكيله وتحققه ضمن الذي جهزوا اداوته .. اي ان هذا يثار على سبيل تراتبية العمل وليس فرادانيته وكأن كل واحد منهم موصول الحوار مع الآخر باتفاق مضمر .. ولكن يبقى هناك بصمة كل واحد ويصبح الفيلم علامة مسجلة باسماء .. تحقق كينونة فنية من خلال هذه البصمات وترجمة احساسات موصولة المعنى وذات أطياف ممتدة تبدأ من المشهد الأول .. حتى النهاية ..

21 - يونيو - 2007
فن السينما 000عربيا وعالميا000قراءة نقدية0
ياناس000هل يلد الرجالُ???    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

قرأت الإخوة الأعداء قبل أن ينشرها وينوه عنها أستاذنا عبد الحفيظ  وطلبه الذى لايرد بتعليق منى وأستاذتنا /ضياء ، وقد أرجئتُ كلامى حتى يتسنى للأستاذة ضياء كتابة تعليقها ،ربما لأننى سبق أن تحدثت معها بملف رسالة بريجيت ،وقلت رأياً حاسماً أن الصراع بيننا وبين يهود العصر الحديث لن ينتهى فهو صراع وجود لاصراع حدود 0
 
والمسألة اليهودية تم تصديرها  لنا من أوروبا التى خلقت لليهود ،فى جسدنا ،وطناً مزعوماً ،فنحن لم نحرق اليهود فى أفران الغاز??
 ولم نُعذب اليهود فى سجوننا??
 ولم نحاول إبعادهم عن حياتنا ???،
بل كانوا فى نسيج الأمة ،كما هم فى مصر المحروسة والمغرب الشقيق0
تخلصت أوروبا من اليهود وزرعتهم فى فلسطين الحبيبة  ،لكنها ترعاها وتقوم على حمايتها وتمدها بالمال والعتاد كى تُحطم وجودنا وتهدم قدراتنا وتشل تحركاتنا نحو مستقبل أفضل 0
الذوبان العاطفى والترهل الوجدانى والسذاجة المغموسة بالدم والإنتقام  لن تخيل على عاقل يتمتع بقليل من الإدراك 0000إن الصراع يظل قائماً ،ومتأججاً ما بقيت الحياة تدب فى أوصالنا 0
هناك بعض الكتاب العرب الذين تطرقوا إلى إشكالية الإندماج ،إلا أنها كانت محاولات بدائية وأذكر على سبيل المثال بعض كتابات إحسان عبدالقدوس وفتحى غانم وآخرين لا تسعفنى ذاكرتى بأسمائهم 00
فى علم النفس نزوع قوى يسيطر على الشخص ويرتكن عليه ألا وهو التوحد بالمعتدى ،وبمعلوماتى القليلة أقول أن التراث اليهودى مؤهل كل التأهيل أن يصنع ضحية بل ضحايا والإلحاح المزمن على العقل اليهودى أنه أى اليهودى مُطارد ومرفوض ومشرد ومضطهد ومكروه ودائما وأبدا كان مقتولا ومذبوحا ومن ثم يحق له الآن استعادة كرامته المهانة ووجوده المضطهد بقتل الآخرين الذين لم يقتلوه!!! والإعتداء عليهم والفتك بهم دون رحمة أو شفقة بل التوراة تبيح لهم أكثر من ذلك 0
إن النفس المشبعة بالكراهية والإنتقام ،كيف يتسلل الحب إليها ??
إن الحب والحرب لا يجتمعان فى قلب واحد وعقل واحد ونفس واحدة 0
إما الحب وإما الحرب ولاثالث بينهما 0
(((((((فهل نحن أخوة ? قطعاً لا ! من السذاجة الوقوع في هذه المغالطات . نحن مجموعة أخرى ، توجد بيننا وبينهم أشياء مشتركة بحكم التاريخ : الشكل ، العادات ، الذوق ، وكلمات كثيرة حفظتها لغتنا نحن ، ولولا لغتنا لضاعت لغتهم ....))))ضياء
 
أما التبريرات المغلوطة والضرب على أوتار المشاعر واستجلاب الدموع والشهقات ،فهذا كله ضحك على الدقون وعبث لاطائل منه ،فالآخر لايريد سوى دمنا ،فكيف نسلم له بسهولة ??????
تقول الأستاذة فريدة العاطفى  فى نهاية قصتها(سيبستيان قال كلاما كثيرا ليدافع عن حبه لي• أمامي• و أمام نفسه •مازلت لحد الآن أستحضر صوته• كما لو كنت أسمع كلاما يخرج مني• ليعود• ويستقر بداخلي أنتم تشبهونناوكنا في تاريخ بعيد، مازال يسكننا، رغما عنا وعنكم، كنا نرتدي نفس اللباس• ونتكلم نفس اللغة• كان لدينا نفس الأب• ونفس الأحلام ونفس الجراح• لذلك نحن لا نعرف الوسط في علاقتنا يبعضنا• فإما أن نقتتل أو نعشق• إما أن نحب أو نكره• والذين منا لا يقوون على الكراهية• يسقطون في الحب• وقصص الحب هذه تعبر بالأجساد والقلوب والمشاعر الملتهبة عن نداء مكبوت للسلام• فالحب أولا وقبل كل شيء، رسالة سلام وحمام من القلب إلى القلب باتجاه العالم• فهل من مجيب?)
 
وأنا أجيب وأرد بقوة كل هذا الكلام  لافائدة منه  وعبث لاطائل من ورائه  هم قتلة وسفاكو دماء مهما قالواوأشاعوا 000فلم يعد هناك شىء يُقال ،ياناس000 هل يلد الرجال???

22 - يونيو - 2007
أحاديث الوطن والزمن المتحول
جائزة نازك الملائكة 0    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

جائزة نازك الملائكة?!?


بقلم : أحمد عبدالمعطي حجازي

 
أشعر بالحزن والألم لأننا لم نحتفل بنازك الملائكة يوم دخلت مصر منذ أكثر من عشرة أعوام في غفلة عنالتقضي فيها بقية أيامها?,? ولأننا لم نودع نازك الملائكة حين رحلت قبل أيام عن دنيانا?,? لأنها آثرت أن تعيش أيامها الأخيرة في عزلة عن العالم لا يصلها به إلا ولدها البار الذي لم نكن نراه إلا حين يصدر لها كتاب يحمل لنا نسخة منه ثم يغيب فلا نستطيع أن نتصل بها أو نتابع أخبارها?.?

ولقد كانت مصر لنازك الملائكة وطنا روحيا ارتبطت به منذ فتحت عينيها علي الدنيا?,? فرأت بلدا عربيا يضج بحياة جديدة كانت بالنسبة للبلاد الأخري حلما من الأحلام?.?

ومع أن الشعر كان دائما فنا حيا في العراق?,? فقد وجدت نازك الملائكة نفسها أكثر في شعر الرومانتيكيين المصريين?,? الذين عاصرت بداياتهم كقارئة?,? إذ ولدت في أوائل العشرينيات من القرن الماضي في عائلة بغدادية مثقفة?,? ومعني هذا أنها كانت قادرة علي قراءة الشعر وتذوقه في أواسط الثلاثينيات?,? أي في السنوات التي تشكلت فيها جماعة أبوللو في مصر?,? وظهرت مجلتها التي استطاعت في عمرها القصير أن تمنح الشعر العربي حياة جديدة بما قدمته علي صفحاتها من أشعار وأفكار جديدة?,? وبقدرتها علي تحقيق التواصل بين الشعراء العرب بعضهم وبعض?,? وبين هؤلاء وقرائهم?,? كانت تنشر لمطران وأبي شادي وناجي والهمشري ومحمود حسن إسماعيل وسواهم من المصريين?,? كما تنشر لإيليا أبي ماضي وأبي القاسم الشابي ومحمد مهدي الجواهري والتيجاني يوسف بشير وسواهم من شعراء الأقطار الأخري?,? وفي شعر نازك أثر قوي من شعر المهجريين اللبنانيين والرومانتيكيين المصريين?,? خاصة علي محمود طه الذي ظهر ديوانه الأول الملاح التائه ونازك في نحو الثانية عشرة من عمرها?.?

من الطبيعي إذن أن تكون القصيدة الأولي التي قدمت بها نازك نفسها لقراء الشعر وللحركة الشعرية العربية عامة?,? هي قصيدتها الكوليرا التي عبرت فيها عن حزنها العميق لما أصاب مصر من شرور هذا الوباء الذي داهمها عام?1947,? فراح ضحيته آلاف المصريين?:?

يا شبح الهيضة ما أبقيت
لا شئ سوي أحزان الموت
الموت?!? الموت?!? الموت?!?
يا مصر شعوري مزقه ما فعل الموت?!?
لو كانت لدينا حركة نقدية يقظة مسئولة مؤهلة لجعلت هذا العام ـ الذي تحل فيه الذكري الستون لظهور قصيدة الكوليرا وهي القصيدة التي تعتبرها نازك الملائكة بداية لحركة الشعر الحر ـ عام مراجعة وتقويم وتأصيل لما قدمه رواد التجديد من العراقيين وغير العراقيين وخاصة نازك الملائكة وبدر شاكر السياب?,? الذي صدر ديوانه الأول كذلك أزهار ذابلة في العام الذي ظهرت فيه قصيدة نازك?,? لكن معظم المتهمين اليوم بالنقد ليسوا نقادا?,? خاصة حين يكون عليهم أن يقفوا أمام الشعر وقفة صادقة ينفذون فيه الي داخله?,? ويفسرون أبنيته المعنوية والايقاعية?,? ويكشفون عن الروابط الظاهرة والخفية التي تشد هذه الأبنية بعضها الي بعض في قصيدة واحدة?.?

النقاد الحقيقيون لا مكان لهم في حياتنا الأدبية?,? والمتهمون بالنقد مشغولون بغير النقد?,? وغير الأدب?!?

وعواطف نازك تجاه مصر ليست عواطفها وحدها?,? بل هي عواطف بغداد كلها كما تقول في قصيدتها عن الوحدة العربية?:?

واستفاقت بغداد نشوي تغني
وهي تسقي ورود أجمل فجر
خفقت في سمائها راية الوحدة?,?
يا للحلم الجميل النضر
قلبها?,? قلبها المشوق إلي مصر طويلا?,?
قد ضم تربة مصر

لكن مصر في شعر نازك ليست مجرد موضوع?,? وليست مجرد مناسبة?,? وإنما هي وطن روحي كما قلت?,? أو بالأحري ثقافة ولغة?,? لغة تتواصل بها نازك مع واقع تحلم به ولا تدرك منه شيئا?,? واقع يفلت من يدها ويفر لأنها هي التي تصنعه بأحلامها التي لا تتحقق?,? انه يوتوبيا الضائعة كما تقول في قصيدتها التي تحمل هذا الاسم?,? أو هو الغد الذي تبحث عنه في قصيدة أخري?.?
يداك للمس النجوم
ونسج الغيوم
يداك لجمع الظلال
وتشييد يوتوبيا في الرمال?!?
ونحن نقرأ أشعار نازك الأولي?,? التي نظمتها في أواسط الأربعينيات ونشرتها متأخرة في أوائل الستينيات?,? ومنها المطولة التي سمتها مأساة الحياة والمطولة الأخري التي سمتها أغنية للإنسان?,? نجد فيها من لغة الشعراء الرومانتيكيين المصريين أكثر بكثير مما نجد من لغة الشعراء العراقيين?,? الذين لم يشاركوا إلا قليلا في الحركة الرومانتيكية?.? المعجم?,? والأوزان والموضوعات مستلهمة كلها من شعراء أبوللو?.? والمساحة لا تتسع لمقارنات في المفردات المستعملة?,? لكن الموضوع الذي تدور حوله قصائد نازك الأولي هو الموضوع الذي تدور حوله بصورة أو بأخري قصائد المصريين?,? خاصة علي محمود طه ومحمد عبدالمعطي الهمشري?,? وهو أن الحياة التي نعيشها مأساة نهرب منها الي الحلم?,? أو الي الطبيعة?,? أو الي النشوة الحسية أو الروحية?,? والوزن الذي استخدمته نازك في قصائدها الأولي وظلت تحن إليه في قصائدها التالية هو وزن الخفيف الذي نظم فيه شاعر الجندول عددا كبيرا من قصائده?,? ونظم فيه الهمشري ملحمته شاطئ الأعراف?,? ويكفي أن نقارن بين قصيدة علي محمود طه غرفة الشاعر وقصيدة نازك مأساة الشاعر?,? لنري أثر الأولي في هذه الأخيرة?.?

غير أن نازك التي قرأت الرومانتيكيين المصريين والمهجريين?,? قرأت الرومانتيكيين الانجليز وخرجت من هؤلاء جميعا بلغة جديدة هي لغة نازك الملائكة?,? التي نظمت بها معظم قصائدها ولعبت بها دورها الرائد في حركة التجديد?.?
فماذا صنعنا نحن لنازك?

لقد تصرفنا معها كأننا لا نعرفها?,? وفي مؤتمر الشعر الذي عقدناه في فبراير الماضي تمنيت أن تكون نازك أول من يفوز بجائزة المؤتمر?,? وعبرت عن هذا الرأي بالقدر الذي كان متاحا?,? لكن الذين انفردوا بتشكيل لجنة التحكيم وجهوا اللجنة ووجهوا الجائزة وجهة أخري?.?

ومع هذا فقد حصلت نازك علي جائزتها الكبري?,? حصلت عليها يوم كتبت أول قصيدة?,? ويوم كتبت آخر قصيدة?,? ويوم دعت الي الشعر الجديد?,? فاستجاب الناس للدعوة?,? وظهر جيل جديد من الشعراء?,? وحل الشعر الجديد محل الشعر القديم?!?
 
جريدة الأهرام القاهرية 27/6/2007

27 - يونيو - 2007
نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0
الكوليرا فى مصر المحروسة سنة 1948م    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

الكوليرا
سكَنَ الليلُ
أصغِ إلي وَقْع صَدَي الأنَّاتْ
في عُمْق الظلمةِ، تحتَ الصمتِ، علي الأمواتْ
صَرخَاتٌ تعلو، تضطربُ
حزنٌ يتدفقُ، يلتهبُ
يتعثَّر فيه صَدي الآهاتْ
في كلِّ فؤادٍ غليانُ
في الكوخِ الساكنِ أحزانُ
في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ
في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ
هذا ما قد مَزَّقَـهُ الموت
الموتُ الموتُ الموتْ
يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ
طَلَع الفجرُ
أصغِ إلي وَقْع خُطَي الماشينْ
في صمتِ الفجْر، أصِخْ، انظُرْ ركبَ الباكين
عشرةُ أمواتٍ، عشرونا
لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا
اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين
مَوْتَي، مَوْتَي، ضاعَ العددُ
مَوْتَي ، موتَي ، لم يَبْقَ غَدُ
في كلِّ مكانٍ جَسَدٌ يندُبُه محزونْ
لا لحظَةَ إخلادٍ لا صَمْتْ
هذا ما فعلتْ كفُّ الموتْ
الموتُ الموتُ الموتْ
تشكو البشريّةُ تشكو ما يرتكبُ الموتْ
الكوليرا
في كَهْفِ الرُّعْب مع الأشلاءْ
في صمْت الأبدِ القاسي حيثُ الموتُ دواءْ
استيقظَ داءُ الكوليرا
حقْدًا يتدفّقُ موْتورا
هبطَ الوادي المرِحَ الوضّاءْ
يصرخُ مضطربًا مجنونا
لا يسمَعُ صوتَ الباكينا
في كلِّ مكانٍ خلَّفَ مخلبُهُ أصداء
في كوخ الفلاّحة في البيتْ
لا شيءَ سوي صرَخات الموتْ
الموتُ الموتُ الموتْ
في شخص الكوليرا القاسي ينتقمُ الموتْ
الصمتُ مريرْ
لا شيءَ سوي رجْعِ التكبيرْ
حتّي حَفّارُ القبر ثَوَي لم يبقَ نَصِيرْ
الجامعُ ماتَ مؤذّنُهُ
الميّتُ من سيؤبّنُهُ
لم يبقَ سوي نوْحٍ وزفيرْ
الطفلُ بلا أمٍّ وأبِ
يبكي من قلبٍ ملتهِبِ
وغدًا لا شكَّ سيلقفُهُ الداءُ الشرّيرْ
يا شبَحَ الهيْضة ما أبقيتْ
لا شيءَ سوي أحزانِ الموتْ
الموتُ، الموتُ، الموتْ
يا مصرُ شعوري مَزَّقَـهُ ما فعلَ الموتْ.
**********************
لم تكن مصا دفة  أن تتمزق نازك  حزناً على ما أصاب شعب مصر من شوطة الكوليرا ،كما أطلقت عليها جدتى أم أبى يرحمهماالله ويشملهما بعفوه وغفرانه ، وأن تكتب هذه القصيدة سنة 1948 ،لكى تفتح باباً جديداً فى مسيرة الشعر العربى 0ولم تكن مصادفةً أن تموت نازك الملائكة  على أرض مصر المحروسة  ،ويحتضنها ثرى مصر المحروسة 0
كنت أقرأ لها دواوين  أشعارها  ،وحفظت فى سابق أيامى هذه القصيدة (الكوليرا ) وأردد السطر الأخير (يامصر شعورى مزقه  ما فعل الموت )0
فليرحمنا الله وإياها ،إنه سميع مجيب الدعاء 0
                                                 عبدالرؤوف النويهى
 

27 - يونيو - 2007
نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0
استدراك 00وتصحيح0    كن أول من يقيّم

يبدو أن الذاكرة الخؤون لا ترغب فى البعد عنى ،فكان الخطأ الذى أوقعتنى فيه ، ولابد من استدراكه وتصحيحه 0
 
شوطة الكوليرا التى اجتاحت مصر المحروسة فى أكتوبر سنة 1947م وحصدت الآلاف من شعب مصر 0
 
كتبت نازك هذه القصيدة (الكوليرا )فى نفس العام 1947م ونشرتها فى ديوانها شظايا ورماد 0
وقد رجعتُ  فوراً  إلى أعمالها الكاملة (المجلد الثانى )طبعة دار العودة ببيروت – لبنان الطبعة الثانية سنة 1979م ،لعدم تيقنى مما أثبته (الكوليرا فى مصر المحروسة سنة 1948م ) وتحقق شكى فيما كتبته خطأًً،والقصيدة  ص 138حتى ص142،  
 
 وجلّ من لايسهو، ومعذرةً0

27 - يونيو - 2007
نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0
أين أنت يا أبا الحسن ??    كن أول من يقيّم

أضم صوتى لصوت أستاذنا عبدالحفيظ 0
 
أين أنت يا أبا الحسن 0000اشتقنا لك 00لعل المانع خيراً0
أين ناقدى الأثير /محمد هشام 00وحشنى كلامك00
أين الدكتور /وحيد الفقيهى 000طال غيابك 00
أين الشاعر /السعدى 000أين أشعارك ??
أين كواكب الوراق 00اليمامة 00سلوى 000و000و00
أين أعمدة الحكمة السبعة 000للحوار مع أستاذنا الدكتور /أبو يعرب المرزوقى 0
فى ملف الفلاسفة ???
 

28 - يونيو - 2007
نباتات بلادي
شعراء من اليونان000(1) من غرائب الحياة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

                           (1)
                 من غرائب الحياة
 
من أمتع لحظات حياتى قراءة الشعر العالمى بلغته الأصلية أو المترجم إلى اللغة العربية ،وجذب انتباهى منذ زمن بعيد شعراء اليونان وما أدراك ما اليونان ،صاحبة المجد والحضارة والفلسفة والسياسة 0
 
وقرأت لأحد شعرائها سكوكوس كونستندينوس(1852-1929) درس القانون فى أثينا ،وأصدر مجلة (التقويم الوطنى )لمدة 33عاماً تبارى فى الكتابة فيها أعلام الفكر والأدب والشعر آنذاك 0
 
لكنه رغم دراساته القانونية وعمله بالصحافة وأعماله الأدبية ،أغواه شيطان الشعر فكتب قصائده القصيرة جداً والتى تشبه فن التوقيعات العربية ،وله دواوين شعرية  منها إسكتشات من الحياة ،وغرائب الحياة ،وأشعة وعطور 0 
 
وسأقدم بعض قصائده القصيرة جداً بترجمة الدكتور /محمد حمدى إبراهيم ،فلعلى وكما استمتعت  ،أحاول إشراك القراء فى هذه المتعة 0
                                                                   
إلى ممرضة حسناء
 
أيتها الغادة التى لاتعرف الشفقة ولا الرحمة 0
ترى ماذا تنشدين من الجرحى ?
تذهبين إليهم لتداوى جرحاً واحداً،فإذا بك تصيبنهم بعشرة جروح !!!
****
 
إلى شاهد قبر لأحد المتزوجين
 
هذا البائس عاش ستين عاماً على ظهر الأرض ،
عاش منها عشرين عاماً إنساناً ،وأربعين سنة متزوجاً0!!
 
****
إلى مغنية بشعة
 
كان أورفيوس  بأغانيه الشجية الساحرة ،يبعث الموتى من ظلمات هاديس (العالم الآخر )
أما أغانيك ياسيدتى فترسل بنا نحن الأحياء ،إلى عالم الموتى !!!
***
 
إلى حقود شرير
 
حقاً لقد مات بالسم ! ترى هل لدغته الأفاعى ?
كلا! بل هو الذى لدغ نفسه بنفسه،وعقر لسانه بنابه!
 
         

8 - سبتمبر - 2007
من روائع الشعر العالمى
شعراء من اليونان000(2 ) أغانى البيت    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
 
 
                             (2)
 
                       أغانى البيت
 
 
هذه الباقة المنتقاة من  الشعر اليونانى ،والتى أحاول بها طرح مفهوم جديد عن الشعر العالمى  ،والذى لا نقترب منه  رغم جماله وعمقه ونضجه ،سأحاول جاداً تقديم هذه المختارات لشعراء اليونان ،فما زلت أعب من معين هذه الحضارة  فلسفة وشعرأ وأدباً وسياسةً وفناً 000000
الشاعر / أستراتيجيس جيورجيوس (1853-  1938)
 
أنهى دراسته الثانوية فى مدينة بيريه ثم درس القانون بكلية الحقوق جامعة أثينا ،وتخرج منها وعمل فترة بالمحاماة ،واستكمل دراساته العليا فى القانون فى باريس وبرلين ،ثم جذبته رياح الأدب فترك المحاماة وتفرغ للأدب وحاز التفوق فى كتابة المسرح والقصة القصيرة ونظم الأشعار بالغة الدارجة ،وترجم لكتاب ألمان وفرنسيين 0 ومن مجموعته الشعرية (أغانى البيت ) هذه المختارات القصيرة 0
 
 
إلى حقود
لقد لدغه بالأمس ثعبان00وعلمتُ اليوم بموته000
أتعرفون من منهما قضى نحبه??
إنه الثعبان المسكين!!!
****
إلى ناهب لأراضى الغير
 
حفرتم تراب قبره بعيداً ،بعيداً عن الآخرين 00
لكنه برغم ذلك 000مازال قادراً على نهب قبور الموتى !!!
 
 
****
إلى طبيب عيون شاعر
 
لقد أشدت 00كشاعر له خبرات00وغنائم وفيرة 00
بكل أنواع العيون0غير أنك كطبيب ،كنت عاجزاً
عن التمييز بين اللون الأزرق واللون الأسود !
 

8 - سبتمبر - 2007
من روائع الشعر العالمى
شعراء من اليونان000(3 ) فى أرض أخرى 00تحت سماء أخرى    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

                              (3)
          فى أرض أخرى 00تحت سماء أخرى
 
(الحب وكما أعرفه  ليس عبثاً أو مضيعةً للوقت أو إلهاءً ،لكنه رسالة من حبيب لحبيبه وميثاقاً غليظاً بين قلبين ،بين روحين ،بين حياتين 0)
                           عبدالرؤوف النويهى
 
وهذه قصة /قصيدة من أعمق وأروع وأعذب ما قرأته من شعر 0
 
                              اعتراف
 
- أبتاه !000لقد وقعت فى حب فتاة 00وأحبتنى هى لدرجة الجنون000
وذات يوم أخذ تها بين أحضانى 000وطبعت على ثغرها قبلتى الأولى 00
فما حكمك???
*لو كنت تحبها حباً جماً00فسوف تنال الغفران 00
 
- وذات يوم ياأبى 00دخلت هذه الفتاة ،وألقت بنفسها بين أحضانى 000والخجل يغمرها ،فوقعتُ فى الخطيئة ،ووقعت هى معى فى الإثم 000
فما حكمك فى هذا أيها الأب ?
*لو كنت تحبها حباً بالغاً فسوف تنال الغفران00
 
-وبعد برهة من الزمن 00دب الفتور فى قلبى تجاه تلك الخاطئة ،ولم أعد أشتهى منها قبلة00ولا عناقاً 000
فما حكمك فى هذا أيها الأب ?
*أنت إذن لم تحبها حباً جارفاً00إذهب إنك لرجيم ،وسوف يحل بك العذاب الأليم 0
 
 
                                 ****
 
الشاعر بوليميس يوانيس (1862- 1925)
من أعلام كتاب المسرح اليونانى ومن أعماله المرحية (الحلم )*(وملك غابت عنه الشمس)
درس القانون فى جامعة أثينا بكلية الحقوق ،وعمل بها أسناذاً0ثم درس علم الجمال بجامعة باريس 00
ورأس جمعية كتاب المسرح0
أزعم أن معظم شعراء اليونان قد درسوا القانون وتفوقوا فيه ،فهم أحفاد جمهورية الأثينيين والذى تربوا على تراث سقراط وأفلاطون وأرسطو0
أزعم أن غواية الشعر_ وأنا الذى درست القانون بكلية الحقوق جامعة القاهرة وحصلت على شهادتها منذ ثلاثين عاماً وأيضاً الدراسة العليا ،وأفتتح مكتباً للمحاماة _،قد تملكتنى وأخذتنى إلى عوالم السحر والجمال وهذا الفن الراقى الذى يجعل قلب القارىء وعقله ووجدانه ،ينبض فى اللحظة نفسها مع قلب شاعر لايعرفه ،شاعر يكتب بلغة أخرى 000فى أرض أخرى 00تحت سماء أخرى 0
 

8 - سبتمبر - 2007
من روائع الشعر العالمى
شعراء من اليونان000(4 ) سنوات الذكرى الوضيئة    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
 
 
 
                                      (4)
 
 
                   سنوات الذكرى الوضيئة
 
لم يكن شعراء اليونان إلا خلفاء بندار، والشعر لديهم هدف وغاية ،فلم يكن مجرد نصوص مكتوبة أو كلمات مرصوصة ،وإنما احساس بالجمال والقيمة والحياة والدفاع عن الحرية والحب ،فاشتهروا بشعرهم وشعرائهم وأعلوا من شأن الإنسانية ومزجوا الحب بالفرح والنضال بالحياة 0
 
كانت جائزة نوبل العالمية فى الآداب يترقبها المثقفون كل عام فى لهفة وشوق 0فمن ياترى سيفوز بها???
 
سنة 1979مُنحت الجائزة العالمية للشاعر اليونانى أوديسيوس إيليتيس ،وقالت اللجنة فى تقريرها عن شعره وفلسفته :
(إن الذى يهم ليس أن نوضح ،بل أن نحمل فى عقولنا على الدوام صورة ما يجب أن تكون عليه الحياة ،وما يمكن أن يصوغه الإنسان لنفسه على الرغم من كل شىء يهدد باغتصابه وتدميره ) بل توصل التقرير إلى امتداح شعره بأنه يصور بقوة حسية وبصيرة فطنة صراع الإنسان المعاصر من أجل حريته وطاقته الإبداعية 0
 
ومما يؤسف له على مر العصور_ أن الشعر ديوان العرب وما أكثر الشعراء وهم فى شتى البلدان العربية أكثر من الهم على القلب _،فلم يحظ منهم شاعرواحد بجائزة  عالمية ،ولم يجلجل صوته فى المحافل الأدبية الدولية 00اللهم إلا بأطواق الياسمين الذابلة  وتيجان الشرف المستعارة والصفات الرنانة الفضفاضة000000000 أمير الشعراء  وشاعر القطرين وشاعر النيل وشاعر الكرنك  وشاعر الجندول وشاعر العرب وشاعر الملك وشاعر الأمير وما بالقليل ذا اللقب!!!!!!0000إلخ 0ألفاظ وصفات لاتسمن ولاتغنى من جوع0
 
                         فى بحر إيجه
 
                        الحب،
أغوار محيط،وناصية موجة وطيور
ونشيد بحار على أعلى صارية 0
الحب ،
تغنية ،وآفاق رحلة ،وأصداء حنين
صخرة تنتظر قاربا0
الحب،
قارب وريح صيفى ،وجزيرة تطرب عندها أوهى
موجة لشراع أمل مقبل عليها 0
 
                                  ****
سنوات الذكرى الوضيئة
 
 
حقول زيتون وكروم حتى البحر ممتدة
ومن بعدها قوارب صيادين حمراء إلى الذاكرة
تترامى 0
سقائف ذهبية بشمس الظهيرة فى أغسطس
طحالب ومحار ،وذاك السفين الذى أنزل إلى البحر حديثا ،
أخضر اللون
يشق مياه الخليج  الساكن على بركة الله 0
مضت السنون مثل أورق شجر تتساقط ،
مثل حصى يتبعثر 0
ترجمة الدكتور /نعيم عطية0
 
 
 

8 - سبتمبر - 2007
من روائع الشعر العالمى
 68  69  70  71  72