البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 67  68  69  70  71 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
عمق النظرة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

قيمة هذه القصيدة كما أراها أستاذ صبري تكمن في ما تضمره من موقف ، وما تحتويه من رؤية ذات بعد فلسفي وحضاري يدل على عمق ثقافة الشاعر ، الشيخ الأمراني ، وتجربته الإنسانية العميقة والمرهفة . لا يمكننا اعتبار هذه القصيدة  "حدثاً " على الصعيد الأدبي ، وهي بدون شك جميلة ، إلا أن ما يميزها ، وما أشاع في نفسي الدهشة ، هو المكان  الذي يقف فيه الشيخ الأمراني والذي يمكنه من رؤية الأمور بهذه الشفافية والوضوح وهي رؤية مستقبلية تتجاوز كل ما عرفناه ونعرفه من مواقف متناقضة تتراوح من أقصى المحافظة إلى أقصى الانفتاح . عنصر الجمال الكامن في هذه القصيدة يكمن في سمو مقاصدها النبيلة ونظرتها العميقة إلى الأدب وإلى دور المرأة في صناعة الكلام . وليست المحاولات الأدبية إلا تجارب إنسانية تتفاوت مستوياتها لكنها لا تصل إلى الكمال أبداً

9 - يونيو - 2008
قصيدة(الكلام على الكلام)للشيخ الدكتورالحسن الأمراني
البيت وتجلياته    كن أول من يقيّم

«شاعرية المكان» لغاستون باشلار:
 البيت في كل تجلياته
 
ابراهيم العريس 
 
من المدهش أن من بين الألقاب والأوصاف الكثيرة التي أطلقت على الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار، لا نلتقي الوصف الذي يليق به أكثر من أي وصف آخر: «فيلسوف الحميمية المطلقة». فالحميمية لديه، في كتبه وأفكاره كما في مكامن تجديداته الفلسفية تنطلق من أكثر الأماكن خصوصية في حياة الإنسان ولاوعيه: أي من الحلم، لتصل الى البيت نفسه بصفته الملاذ الحميمي الذي يعود اليه الإنسان دائماً مهما تبدلت به الظروف والتغيرات. من هنا ندرك كم أن للبيت في فكر باشلار شاعريته المطلقة، تلك الشاعرية التي يستنتجها باشلار، على الأقل في واحد من أجمل كتبه: «شاعرية المكان»، حيث نجده في هذا الكتاب يوصل التحليل، من ناحية الى «بيوت الأشياء الصغيرة» والى الدواليب والخزانات الشخصية في البيوت، ومن ناحية أخرى، الى عش العصفور، والصدفة وما الى ذلك من أماكن صغيرة مغلقة يمكن أهلها أن يعيشوا فيها كل حميميتهم.
 
 وضع غاستون باشلار كتاب «شاعرية المكان» عام 1957، ليكون واحداً من كتبه الأخيرة، وهو في الحقيقة أراد منه أن يكون خاتمة لسلسلة كتب حول «الشاعرية» كان بدأها قبل ذلك بنحو عشرين سنة بكتابه الأشهر «سيكولوجية النار»، دارساً من خلالها الشعر وعلاقته بالحلم وبالإنسان الفرد على مدى الأزمان. بـ «شاعرية المكان» اختتم باشلار، إذاً تلك السلسلة من الكتب، التي تضم نصوصاً أخرى مثل «الماء والأحلام» (1942) و «الأرض وأحلام يقظة زمن الراحة» (1996) و «الأرض وأحلام يقظة الإرادة» (1948)... وما الى ذلك. غير ان «شاعرية المكان» بقدر ما اختتم السلسلة، وسع آفاق الأفكار التي طرحها باشلار فيها، الى درجة ان هذا الأخير، بعد أن كان أكد ان كتابه هذا هو الخاتمة، عاد وأصدر بعد ثلاث سنوات كتابه الأشهر «شاعرية حلم اليقظة» الذي أتى أشبه بخلاصة عامة للمشروع كله، معبّراً عن توسع الأفق الذي كان جزءاً أساسياً من خاتمة الكتاب الذي نتحدث عنه. في بداية هذا الكتاب انطلق باشلار ليحلل الكثير من الصور الشعرية التي تولدت لديه من خلال تأمله العميق للعناصر الأربعة: النار، الماء، الريح والتراب. وقد أوصله هذا التحليل الى الاستنتاج أن الصورة الشعرية تختص بدينامية خاصة مرتبطة بما سماه «انطولوجيا مباشرة»، موضحاً كيف ان الدراسة العميقة والدقيقة التي اشتغل عليها عبر كتبه الخمسة السابقة قادته الى ضرورة استكمال هذا كله بدراسة حول ما سماه «عبور الذات»، وهي دراسة أمكنه بفضلها فقط أن يشرح تلك السلطة التي تملكها الصورة في مجال التأثير في أرواح أناس آخرين غير مبدع الصورة. وبالنسبة الى باشلار كان لا بد لتلك الدراسة من أن تكون «ظاهراتية»، أي أن «تلتقط لحظة انطلاق الصورة في فعلها بالوعي الفردي». ومن هنا يبدو الشعر في نهاية الأمر «تمظهراً للروح»، بمعنى ان الصورة التي هي في الأساس «صيرورة تعبيرية وسيرورة لكونيتنا» تصبح هنا التعبير الذي يوجد الكينونة.
 
 والحقيقة أن هذه الفكرة الأخيرة هي التي أوردها غاستون باشلار في خاتمة هذا الكتاب، ولكن كي يعود ويطورها في شكل شديد الثراء والإسهاب في كتابه التالي. ولأنه شاء ترك هذا الإسهاب الثري لـ «شاعرية حلم اليقظة» نجده في الفصول الأخيرة من «شاعرية المكان» يخلي المجال واسعاً لتحقيق يتحدد بما أطلق عليه المؤلف اسم «المكان أو الحيز السعيد»... أي، في تعريفه الخاص، المكان الذي يستحوذ ويصار الى الدفاع عنه ضد القوى المعادية، الآخر في كل تجلياته. ان هذا المكان هو، وبحسب تعابير باشلار نفسها الحيز المحبوب، وقبل ذلك بالطبع الحيز الحميم، الحيز الملاذ، أي وفي كلمة أكثر بساطة: البيت، هذا البيت الذي نجده في حلم اليقظة وفي كتابات الشعراء، يظهر بصفته «مبدأً حقيقياً للاندماج السيكولوجي للعالم في داخل الأنا». والبيت الذي يحكي عنه باشلار هنا هو البيت في حد ذاته بأجزائه المتنوعة، والتي يصار الى تقويمها بأشكال متنوعة أيضاً: الغرفة، القبو، العليّة، المطبخ... الخ. ان البيت يصبح في هذا السياق وفي هذا المعنى، في الوقت نفسه: الأصل، مسقط الرأس وحيز المستقبل. انه، في اختصار، البيت الذي نحلم به، يسكن أحلامنا، حتى وإن كان وجوده المادي حقيقياً.
 
 حين يصل باشلار الى هذا المستوى من التحليل نراه ينطلق انطلاقة جديدة حيث ينكب على دراسة تنطلق من الحاوي الى المحتوى (أي من البيت الى ما فيه)، هذا المحتوى الذي يعود ليصبح حاوياً بدوره. وهذا ما يوصله الى «البيوت» أو «الحاويات» الصغيرة كالدولاب والصندوق والخزانة التي «تحمل في ذاتها – وبحسب تعبير باشلار دائماً – نوعاً من الجماليات الخبيئة». وهذا السياق هو الذي يقود المؤلف هنا الى تخصيص الفصلين التاليين للحديث أولاً عن «عش العصفور» وبعد ذلك عن «الصدفة»، (حيث ان هذا الحديث يوفر له الانطلاق في دراسة شديدة الطرافة تتوقف عبر هذين الملاذين لـ (حيوان فقري» وآخر «غير فقري»)، عند دراسة أحلام اليقظة الإنسانية المرتبطة بـ «الحميميات المتخيلة» الهوائية، سواء كانت مرمية على الغصن، أم مأسورة مثل الرخوية داخل الصدفة التي تكاد تكون سجناً من حجر صلب. هنا، عبر حديثه عن هذه «الزوايا الحميمة» ينطلق باشلار في الحديث عن هذه الملاذات – المخابئ، حيث يمكن «الطفل» أن يتمدد ويعيش ويتأرجح كما يحلو له، مؤسِّساً البيت الخاص به، داخل البيت الكبير الذي يشكل جزءاً منه على أية حال. وباشلار حين يصل الى هنا يشرح لنا، مؤكداً، كيف أن كبار الأدباء والفنانين، لم يستنكفوا أبداً عن الحديث عن هذا الأمر، وغالباً بلغة شاعرية تصف بالتفصيل تلك العلاقة الشاعرية العميقة بين البيت – المخبأ الصغير، وبين البيت الكبير، ما يذكر بفصول وكتابات كثيرة يحلو لها عادة أن تتوقف عند ذلك العالم الصغير الذي يوجده الطفل لنفسه داخل البيت جاعلاً اياه دائماً في منأى عن العيون والآذان: داخل خزانة كبيرة، أو تحت درج داخلي أو تحت السرير، أو في العلية أو على السطح. ان هذا المكان يصبح، كما يقول لنا باشلار، عالماً خاصاً يمنح الطفل/ الشاعر حميميته ويعززها. وإذ يتحدث باشلار عن هذا، يتوقف عند تلك العلاقة التي تنطلق من هنا بين ما هو «مصغّر» جداً، وبين العالم الكبير الذي لا حدود لاتساعه (والذي قد يكون بالنسبة الى الطفل، الذي هو الشاعر الأول، البيت الذي يعيش فيه والذي لا يراه إلا صورة للعالم الكبير الذي يعرفه). وهذه العلاقة تشكل بالنسبة الى باشلار تلك الجدلية بين المتناهي في الكبر والمتناهي في الصغر، والتي يقود استنتاجها الفيلسوف الى أن يشرح، كيف أن هذا كله يصبح في الشعر، العلاقة الجدلية بين الخارجي والداخلي... وفي هذا الإطار نلاحظ كم ان هذا الغوص في الموضوع يقود باشلار الى اكتشاف الصور تحت سطح الكلمات كعادته، هو الذي تشي كتاباته كلها في نهاية الأمر بكم انه كان يريد أن يكون شاعراً قبل أن يكون فيلسوفاً.
 
* غاستون باشلار (1884 – 1962) كان على أية حال فيلسوفاً على حدة في تاريخ الفكر الفرنسي. ومن هنا ظل على الدوام خارج التصنيف، حتى حين صار عضواً في مجمع الخالدين (الأكاديمية الفرنسية) حيث عومل باحترام لم ينله أي مفكر آخر من جيله. وخروج باشلار عن التصنيف على هذا النحو، كان هو ما جعله يعتبر أستاذاً للوي آلتوسير، كما لميشال فوكو، في الوقت نفسه، على ما بين الاثنين من فوارق جذرية. وتنوعت كتب باشلار، لكن قراءه تجاوزوا حلقات المثقفين المتخصصين وتلامذة الفلسفة ما أضفى شعبية كبيرة على أعمال له مثل «حدس اللحظة» (1932) و «سيكولوجية النار» (1938) و «فلسفة اللا» (1940) و «جدلية الديمومة» (1950) وغيرها من كتب أحدثت، ولا تزال، تغييراً أساسياً في العقول والأفكار.
 
* عن جريدة الحياة بتاريخ 9 حزيران 2008

10 - يونيو - 2008
أحاديث الوطن والزمن المتحول
تمتمات خاصة    كن أول من يقيّم

الأستاذ عبد الحفيظ : كيف يمكن لك أن تكون في قارب الأستاذ زهير انت وندى  ثم تنزلا منه بهذه السهولة ؟ انت تحلم بدون شك ! أعرف بأنك ستنشغل جداً بمباريات كأس الأمم الأوروبية ، وهذا مشروع ، لكني كنت قد طلبت منك خدمة تتعلق بملف عصر النهضة وأظنك لم تنتبه إلى التعليق الذي ورد بهذا الخصوص في ملف مقالات طريفة ولاذعة ، لذلك أكرر رجائي هنا يأ أستاذ عبد الحفيظ ، وهو نشر صورة لجدارية مدرسة أثينا في ملف عصر النهضة ، ولا تبخل علينا بتعلقاتك وترجيحاتك الكروية أيضاً لعلنا بهذا نستعيد الأستاذ جميل لبعض الوقت ، ولعلني أحصل على معلومات تقنع جواد بأنني أفهم في كرة القدم لأنه غير مقتنع .

الأستاذ أحمد عزو : عدت اليوم إلى قراءة تعليق للأستاذ هشام في ملف البنت التي تبلبلت يتعلق بشقيقك إحسان . كنت قد تذكرت هذا الكلام الذي أثر في نفسي حينها لما قرأت تعليقاتك في ملف أغان لها ذكرى في حياتي عن أغنية جواز السفر وردود الأستاذ هشام عليها ، والذي فتحت له جرحاً كان مفتوحاً ... تذكرت الاسم وقررت العودة إلى ذلك التعليق الذي كان قد كتبه بتاريخ 20 آذار 2007 لكني لم أفعل حتى هذا الصباح ، وهو موجود في الصفحة 12 من ملف البنت التي تبلبلت فتيقنت بأنه إحسان نفسه . أتمنى عليك العودة لقراءة هذا التعليق وكتابة انطباعاتك عنه لو أردت ، وكل الشكر والتحية لك والعرفان لما يخطه قلمك المرهف من رائع الكلام .

12 - يونيو - 2008
تمتمات
هو ما أبحث عنه    كن أول من يقيّم

نعم أستاذ عبد الحفيظ ، وأنا أشكرك جزيل الشكر ، وما أبحث عنه هو الصورة الأولى ، أي جدارية مدرسة أثينا . لقد وجدت على الأنترنيت صوراً أقرب من هذه وأكثر وضوحاً غير أني لم أنجح بنقلها . يهمنا الصورة بمجملها للحديث عنها أولاً ، ومن ثم بإمكاننا تناول بعض تفاصيلها بالشرح لأنها كبيرة جداً وغنية بالرموز المعبرة . على أية حال لو وجدت صورة أوضح فلا تتردد بنشرها وسألغي التعليق السابق في هذه الحالة وأنا أقترح عليك كتابة الاسم بالفرنسية عند البحث عنها لأنك ستجد عندها وفرة من الصور . 
سلامي لك مجدداً وكل الشكر .

13 - يونيو - 2008
عصر النهضة الأوروبية : النظرة الجديدة إلى العالم
القصيدة التي تحكي حالي اليوم    كن أول من يقيّم

من كلامك المجبول باللوعة أستاذ أحمد ، إلى قصيدة الأستاذ زهير على " شرفات أم غازي " والتي لم أستطع أن أضيف إليها أي كلام أعبر به تأثري ، إلى لفيف من الذكريات التي اجتاحتني دون أن أجرؤ على الإفصاح عنها اليوم كيلا يستبد بنا هذا الحزن المدمر ... كل هذا حاولت اختصاره بهذه القصيدة التي أعرفها منذ زمن بعيد وكأنها كانت دائماً معي :   
 
يا ثلجُ قد هيّجتَ أشجاني
رشيد أيوب : ( 1871 ـ 1941 )
 
 
يـا  ثـلجُ قد هيّجتَ أشجاني ذكَـرتـنـي  أهـلي iiبلُبنَانِ
باللهِ  عَـنّـي قُـل iiلإخواني
مـا  زالَ يرعى حرمةَ iiالعهد
 
يـا  ثـلجُ قد ذكّرتني iiالوادي مُـتَـنَـصّتاً  لِغَديرِه iiالشّادي
كم  قد جَلَستُ بحضنه iiالهادي
فَـكـأنّـنـي  في جَنّةِ الخُلدِ
 
يـا  ثـلـجُ قد ذكِرتني iiأمّي أيّـامَ  تقضي الليلَ في iiهمتي
مـشـغوفةً  تحَارُ في iiضَمّي
تـحـنـو  عليّ مَخافَةَ iiالبردِ
 
يـا  ثـلجُ قد ذكّرتني iiالموقِد أيـامَ  كُـنـا حَـولـهُ iiنُنشِدِ
نـعـنـو  لَدَيهِ كأنّهُ iiالمسجِد
وكـأنّـنَـا النُّسّاكُ في iiالزُّهدِ
 
يـا  ثلجُ أنتض بثوبكَ iiالباهر ونـقـائـهِ كـطويّةِ iiالشاعِر
لَو كنتَ تدري الناس يا طاهر
لـبـعـدتَ  عـنهم أيّما iiبُعدِ
 
لَـو  لم تذُب من زفرَة iiالقلبِ أو دمـعـيَ المنهال كالسُّحبِ
لـبَـنَيتُ  منكَ هياكلَ iiالحبِّ
وحـفَرتُ  في أركانها iiلحدي
 
يـا مـا أُحَيلى النجم إن لاحا والـثلج يكسوالأرض iiأشباحا
والـشّـاعـر المسكين نَوّاحَا
يـقـضي  اللّيالي فاقدَ iiالرّشدِ
 
إن  كنتَ تجهلُ أنتَ في iiيسرِ أو كـنتَ تعلمُ أنتَ في iiعسر
أنـا لا أظُـنّ روايـةَ iiالعمرِ
أدوارهـا هـزلٌ بـلا iiجـدّ
 
يا نفس نادي صاحب iiالعرشِ يـا رازق الـنعّاب في العشِّ
وتـدرّعي  بالصّبرِ ثم iiامشي لا بـدّ بَـعـدَ الجَزرِ من iiمدِّ

 

13 - يونيو - 2008
البنت التي تبلبلت
قلب الفتى هو قلبه    كن أول من يقيّم

الأستاذ ياسين الشيخ سليمان :
 
سيكون لنا إن شاء الله مناسبات لاحقة للتعليق على كتاباتك الجميلة والممتعة في هذا الملف ، لكنني أود أن أشير اليوم على عجل إلى أن ما تكتبه من ذاكرتك الفذة هو شيء نادر بقدرته على التقاط التفاصيل وسهولة التعبير عنها وسلاسة اللفظ والأسلوب وقدرتك في الوقت عينه على تحليل الموقف والشخصيات وتوجيه القارىء لاستخلاص الفائدة والعبر ... كل هذا بأسلوب سردي بسيط هو أبعد ما يكون عن البساطة . وكنت أريد أن أقترح عليكم نقل قصيدتك الجميلة التي نشرتها في صفحة الصور إلى المجالس ، وأقصد بها القصيدة التي تتحدث فيها عن الشباب ( الأربعون بها مشيت ) في رد على الأبيات التي كتبها الأستاذ زهير وكان قد نشرها في مسابقة الوراق رقم  6 وذلك لأن صفحة الصور لا يصل إليها جميع رواد الموقع ، ولأن أسلوب العرض فيها لا يسمح بكتابة الشعر .
 
وكل التحية والسلام على الأساتذة : زهير وأحمد وعمر ، وكل الشكر لكم هذا الموضوع الإنساني النادر

13 - يونيو - 2008
قصيدة الطفل الضرير
شكراً جزيلا    كن أول من يقيّم

كل الشكر أستاذ عبد الحفيظ وهذا هو المطلوب بالضبط . سأعود عندما أجد الوقت الملائم للحديث عن هذه اللوحة بتفاصيلها الثمينة والمعبرة تماماً عن روح عصرها ، وربما تطرقنا إلى موضوع قبة كنيسة سانتا ماريا دل فيوري  ومصممها Brunelleschi بما أن الصورة أصبحت في الملف . كل الشكر لك مجدداً ودمت بخير .

15 - يونيو - 2008
عصر النهضة الأوروبية : النظرة الجديدة إلى العالم
كل الشكر والتحية    كن أول من يقيّم

أجدني بغاية الامتنان لاستجابتكم لطلبي أستاذ ياسين وكل الكلمات الطيبة التي رافقت نشركم للقصيدة وتعليقكم السابق . وكل الشكر والامتنان للأستاذ عمر خلوف والذي لا أستغرب من شاعر بمثل قامته تقديره للشعر الجميل الصادق . وشكري وامتناني للأستاذ أحمد الذي يجود علينا دائماً من فيض دمائته وحسن أخلاقه .

15 - يونيو - 2008
قصيدة الطفل الضرير
صوت وصورة    كن أول من يقيّم

 
مساء الخير عليكم جميعاً :
 
شكراً لك أستاذ ياسين ،وإليك وإلى جميع الإخوة والأساتذة هذه الطرفة،  وهي من الطفولة البعيدة وذكرى أول جهاز تلفزيون رأيته في حياتي ، وكان لدى جيران لنا يسكنون في الطابق الذي يقع تحت بيتنا مباشرة ، ويجب أن تكون هذه الذكرى في العام 1963 لأننا غادرنا ذلك الحي في العام الذي تلاه . كان يجتمع لدى هؤلاء الجيران الأخيار في كل مساء ما لا يقل عن أربعين شخص من نساء وأولاد ، ومن رجال يأتون عند الساعة الثامنة بحجة سماع نشرة الأخبار ، فكانوا يضطرون إلى فتح باب دارهم على مصراعيه ، وكان المكان يغص بالناس الجالسين بجانب بعضهم البعض على حصر من القش متراصين كأنهم في الجامع ، بينما كان أكثر الأولاد  يجلسون في الخارج ، على سفرة السلم وعلى درجاته لكي يشاهدوا ، وأحياناً لكي يسمعوا فقط ، ومن بعيد ، صوت التلفزيون .  
 
وكان لهذه العائلة جدة عجوز ضريرة يجلسونها على طراحة على حدة في زاوية الغرفة فلا تبارح مكانها أبداً مكتفية بسماع اللغط الدائر من حولها ولم يكن ينتبه لوجودها أحد . وذات مرة ، كانت نشرة الأخبار تنقل صوراً وخبراً عن حريق قد شب في مكان ما . فتعالى صياح بعض المشاهدين الذين كانوا ينفعلون بشدة مع الأحداث التي يرونها : " يا لطيف ، يا ستار ! ... " فخافت العجوز وسألت : " ماذا حدث ؟ " ، قالوا لها : " حريقة ! " ، فنصتت قليلاً ثم قالت : " صحيح ، شميت ريحة نسيس ! " ...  وضجت الصالة بالضحك ،  فتبلبلت المسكينة ولم تفهم ما الذي كان يضحكهم ؟ وما الذي فضح ادعائها ؟ فهل هناك من حريق بدون رائحة ؟! وكيف كان بمقدورها أن تعلم بأن التلفزيون هو صوت وصورة فقط ؟ وهي التي سمعت عنه دون أن تراه ، لذلك بقي صورة غامضة في مخيلتها ، وحتى أنه نصب لها فخاً مضحكاً في تلك الليلة .
 

15 - يونيو - 2008
قصيدة الطفل الضرير
جدتي والتلفزيون    كن أول من يقيّم

هذه القصص بغاية الطرافة سواء كانت " على أم المناديلي " أم حكايات هذا الشيخ الظريف الذي يحدثنا عنه الأستاذ عمر أم حكاية جدة الأستاذ زهير . وأما جدتي أنا ، فلقد كانت تجلس بقرب التلفزيون وتشرح لنا المسلسل ، مع انها لم تكن تفهم أغلب الحوار الدائر لأنه كان إما باللغة الفصحى أو باللهجة المصرية ، ومع هذا كانت تعيد بثه على مسامعنا وعلى طريقتها وأثناء العرض، فإذا احتجينا قالت : " بدي أفهم ليش حكيي بيتقل على طبعكم ؟ "....
 
وكانت لها طريقتها في تخيل عمل التلفزيون . وفي كل يوم كنا نستمع فيه إلى نشرة الأخبار كان المذيع يقول في اولها : " سيداتي وسادتي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . " فكانت تجيبه : " وعليكم السلام ورحمتة وبركاته " فنسألها لماذا تردد هذا في كل يوم وهي تعرف بأنه لن يسمعها فتقول : " لا ، لا يهم ، المهم أنه رمى السلام ! " ثم ، بعد أن يذهب تودعه بكلمة " بْحَفَضْ الله " ( أي بحفظ الله ، بما كان يجعلك تشعر وكأنه طوال هذه المدة كان يتكلم معها شخصياً ) فكانت تتنبأ لنا بعدها ، بل تعلمنا بأنه سوف يغادر الآن عائداً إلى بيته ولكنه قبل أن يذهب " سيفرد شريط الدعايات " . فالدعايات لها شريط كانت تتخيله كحبل الغسيل أو ككرة الصوف التي كان يفردها في كل يوم ( قبل أن يذهب إلى بيته ) ، ثم كانت تضيف معلنة بأن المذيعة سوف تأتي خلال ذلك الوقت لتستلم عنه " فتلم الشريط " ( أي شريط الدعايات ) وتفرد لنا شريط المسلسل الذي كنا ننتظره . ورغم أن ما كانت تتخيله كان منطقياً وليس بعيداً تماماً عن الحقيقة ، ولكن الملفت هو أنها كانت تدرسنا هذا الدرس في كل يوم ، مع أننا كنا كباراً في تلك المرحلة ، على أنه حقيقة غير قابلة للنقاش أو التعديل وعبثاً كنا نقول لها بأن هناك أشخاصاً آخرين يعملون في التلفزيون غير الذين نراهم .
 

16 - يونيو - 2008
قصيدة الطفل الضرير
 67  68  69  70  71