حلب الشهباء14 كن أول من يقيّم
ولا يقتصر الأمر في تلك القصائد الشعرية، والنصوص النثرية على القدماء، ممن ذكرناهم-أو لم نذكرهم-في هذا البحث، وإنما يتعداهم إلى المعاصرين، ولا سيما الشعراء الذين خصوا حلب وقلعتها وأهلها بقصائد ومقطوعات عصماء، داخل الوطن العربي وخارجه، ونذكر منهم على سبيل المثال: محمد الهراوي، ومحمد مصطفى الماحي، وخليل مطران، وعادل الغضبان، ومحمد عبد الغني حسن (من مصر). وقيصر المعلوف، وشبلي الملاط، والأخطل الصغير (من لبنان). وهند هارون، وحنا الطباع، وخليل الهنداوي، وعبد الله يوركي حلاق (من سورية) وزكي قنصل (من المهجر). ونكتفي من شعر المعاصرين بأبيات من قصيدة "الأخطل الصغير" التي ألقاها في حلب، في حفل أقيم لتكريمه في شهر تشرين الأول سنة 1935، وهي قصيدة أجمع سامعوها وقراؤها على روعتها والإعجاب بها، ويزيدها تقادم الزمان جدةً وحداثة والشاعر يخاطب نفسه في مطلعها قائلاً: نفيتَ عنك العلا والظرفَ والأدبا - وإن خلقت لها-إن لم تزُر "حلبا" ومنها هذه الأبيات: شهباء، لو كانت الأحلام كأسَ طِلا في راحة الفجر، كنتِ الزهرَ والحببا أو كان لليّل أن يختار حِلْيتَه وقد طلعتِ عليه-لا زدَرى الشُّهبا لو ألّف المجدُ سِفراً عن مفاخرِه لراح يكتب في عنوانه "حلبا" لو أنصفَ العربُ الأحرارُ نهضتهم لشيدوا لكِ، في ساحاتها، النُّصبا لكن خُلقتِ لأمرٍ ليس يدركه من يعشقُ الذلّ، أو من يَعبدُ الرُّتبا ملاعبُ الصيدِ من "حمدانَ" ما نَسلُوا إلا الأهلّةَ، والأشبالَ، والقُضبا الخالعين على الأوطان بهجتَها الرافعين على أرماحها القَصَبا حُسامهم ما نَبا في وجه من ضَربوا ومُهْرُهم ما كبَا في إثرِ مَن هربا ما جرّد الدهرُ سيفاً مثل "سيفهمُ" يُجري به الدمَ، أو يُجري به الذهبَا ربُّ القوافي على الإطلاق شاعرهم الخلدُ والمجد في آفاقهِ اصطحب سيفان في قبضة "الشهباء" لا ثُلما وقد شرَّفا العُربَ، بل قد شرَّفا الأدبا وجاء في خاتمة القصيدة قوله: أتُسْعِدُ الروضةُ الخضراءُ بُلبلها حتى يفي الروضةَ "الشهباءَ" ما وجبا؟ تيِهاً "عروسةَ سوريا" فقد حَملتْ لكِ القوافي، على راياتها، الغلبا(33) |