البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 66  67  68  69  70 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (1)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

استغلال حكايات وقصص وأشعار المتنبى ،هى رؤية معاصرة لأحداث تتوالى أمام العين وينشغل بها الواقع ويتفكر فيها الإنسان ،فهو التماهى بين الماضى والحاضر وتداخل الوقائع وتشابك الأحداث،وكأن التاريخ يعيد نفسه ،فلم يكن الأستاذ /محمد السويدى إلا مٌبدعاًبنظرة نقدية لواقع مُعايش ،ولم يكن أبداً راوياً لسيرة أبى الطيب المتنبى ،وإن صدق القول ولم أفتئت على الحقائق فهى تُعد (((من أوراق السويدى أو يوميات السويدى))) الذى ارتكن على أُطر التاريخ ، موضحاً وشارحاً وناقداً بل أعتقد أن ارتكان الأستاذ السويدى على حياة وأشعار وقصص المتنبى هو أدب الرمز إن جاز لى التعبير 0
 
قرأت اثنتين وعشرين حكاية هى جملة ما تم نشره 0
أول حكاية  ( حديث عرّافة) فى 915ميلادية/302هجرية،وتدور الحكايات المنشورة بين تاريخين 915ميلادية  /302هجرية و964ميلادية/355هجرية0
 
كان المتنبى الشغل الشاغل لرجالات عصره ،بل يُحكى أنه وبظهور المتنبى أطفأ مواهب خمسين شاعرا ،وتحكى كتب التاريخ عن الموتة الغادرة التى مُنى بها المتنبى ،إذ تروى الوقائع أن المتنبى وقد شخص إلى شيراز حيث عضد الدولة بن بويه ،وفى هذا البلاط توثقت صلات الأدب بينه وبين أبى على الفارسى وابن جنى ،وأغدق عليه عضد الدولة إنعاما وتكريما ،لكن المتنبى القلوق بطبعه (على قلق كأن الريح تحتى ) استأذن فى العودة إلى بغداد ،وفى طريقه لقيه فاتك ابن أبى جهل الذى ينقم على المتنبى لهجائه ابن أخته ضبه ،وتقاتلا ومات أبو الطيب مثخنا بجراحه،لكنى أزعم أن ما حدث هو تصفية جسدية بالتعبير المعاصر لمن يثير القلاقل والفتن ويطلب العز من ملوك أرانب ،فالسياسةالملعونة والمكائد المرذولة والغيرة القاتلة ،من أوثق الأسباب للتخلص من المتنبى الذى ملأ الدنيا وشغل الناس ،ولايثبت فى يقينى أن هجائه لضبه  ،كان الذريعة لقتله ،وإلا مابقى شاعر على قيد الحياة لمجرد هجائه لبعض الناس0
 
شكر خاص لشاعرنا زهير واستعارتى عنوان هذه الفضفضات من مقالته الأولى ،وسنوالى تباعا الكتابة  عن ((حديث العرافة فى فضاء الحكى السردى عبر مسيرة الأدب0)))
 
 

7 - يونيو - 2007
يوميات دير العاقول
مع ا لمتنبى فى نهاية حياته 0    كن أول من يقيّم

من الصعب القطع بموت المتنبى سياسيا ولكنه زعم أطرحه إذ أن حياة المتنبى كانت قلقة ولم يستقر على حال بل كان مغرورا مسرفا فى غروره حتى على الملوك الذين يمتدحهم ،وكثر أعداؤه ممن يتعالى عليهم ولا يعيرهم اهتماما 0وما أثاره الأستاذ داود ، من قولى بأن هجاء الشاعر لبعض الناس لايستوجب القتل ،فهو زعم منى  ،وما أكثر هجاء أبى نواس ،ولم يُقتل أو حتى يُهدر دمه ،لكن يظل وكما أكد الأستاذ /داود(أما أن المتنبي شاعر عملاق ، فلا يماري في ذلك عاقل .. وأما أنه بطل مغوار ، فاسمحوا لي بالمخالفة ؛ لأن سيده سيف الدولة نفسه ، المشهور ببطولاته وأمجاده ، وبألقاب الفخر والتمجيد التي عرفناها عنه في الأدب لا التاريخ ، لم يكن كذلك ، فكأن بطولة سيف الدولة هي من شعر المتنبي أيضا)
والشكر للأستاذ/داود ، فقد حفزنى على إعادة مطالعة (مع المتنبى) للدكتور طه حسين ،الطبعة الثالثة عشر / دار المعارف المصرية1986 وأتقدم بهذ الجزء  من الصفحات الأخيرة منه0
(000هذا التطور الأخير الذى طرأ على حياةالمتنبى ،فانحرف بها عن طريقها  ، وقلبها رأسا على عقب ،إ ن كان للحياة رأس وعقب 0فقد رأينا الشاعر بعد محنته فى شبابه يدفع شيئا فشيئا إلى طريق الشعراء من قبله ، يتهاون شيئا فشيئا فى الاحتفاظ بما كان له من مذهب ورأى 0 رأيناه يُفرط فى القرمطية ، وإن احتفظ بشىء من الحنين إليها 0ثم رأيناه يمدح غير العرب حين تدعوه الضرورة إلى ذلك0ثم رأيناه يتكلف الشعوبية فى مدح الروزبارى بدمشق 0ثم رأيناه يعود إلى عربيته حين يتصل بالحمدانيين 0ثم رأيناه بعد ذلك يُعرض عن هذه العربية ، وينقطع إلى عبد زنجى أو نوبى فى الفسطاط فيمدحه ما امتدت له أسباب الطمع فيه 0ثم رأيناه يسترد عربيته ويعود إلى العراق وقد آثر الحيدة والهدوء0ثم رأيناه آخر الأمر يغلب على قرمطيته وعلى عربيته ،فإذا هو يهجو القرامطة ويهجوهم بالسيف والرمح من جهة ،وإذا يمدح دلًير ،ويؤثر ابن العميد وعضد الدولة على صديقه الحمدانى القديم من جهة أخرى 0هو يعود الآن إلى العراق ،وقد ضحى فى سبيل المال والمجد الشخصى بالقرمطية والعربية معا تحت أقدام البويهيين )ص374،373
 
(أكان فاتك ثائرا لابن أخته ولعرضه فحسب ،أم كان ثائرا لعرضه وشىء آخر ?  أما القدماء فلم يترددوا فى قبول الأمر 0000فهم يرون ،ويرى معهم المحدثون ،أن المتنبى ذهب ضحية للسانه،وتلقى الموت ثمنا لهذه القصيدة البائية التى هجا بها ضبة فى الكوفة على كره منه فيما يقولون ،وقد يكون هذا حقا ؛ فهو ملائم للمألوف من عادات الأعراب 0ولكنى أحس من نفسى ترددا فى قبوله ،وأراها تنبو عنه ولاتطمئن إليه 0000
وهذا الخاطر يلقى فى نفسى أن المتنبى لم يذهب ضحية لهذه القصيدة ،ولاضحية لجشع الأعراب فيما كان يسوقه من متاع ومال ،وإنما أدى بموته ،إلى القرامطة من جهة ولى العرب من جهة أخرى ،ثمن هذه الخيانة التى اقترفها فى الكوفة ،وسجلها فى نفسه فى شيراز وعاد وفى نفسه أن يمعن فيها ويباهى بها،ويملأ بها الأرض إذا انتهى إلى بغداد000000
 
والشىء الذى لاينبئنا به الرواة هو مصير أصحاب المتنبى الذين رافقوه إلى أرجان،ثم إلى شيراز ،فقد كان مع جماعة من البغداديين ،منهم ابن جنى 0فأين تفرق عنه هؤلاء الناس ???))
ص376،375

7 - يونيو - 2007
يوميات دير العاقول
من أيام السويدى المجبولةبعبير المتنبى (2)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

حديث العرّافة ليست إلا محاولة جادة لإلقاء الضوء على جوانب هامة فى حياة المتنبى بل تحاول تفسير ما سيكون من وجودوحياة مابين الميلاد والوفاة ،وظهور العرافة لم يأت من عدم ،فقضية السحر والسحرة قديمة  قدم الوجود الإنسانى  ،ومحاولة متكررة لتفسير ظواهر عصية الفهم على الإنسان ،بل كان وجود الساحر فى القصور الملكية ضمن ترتيب الحاشية التى لا استغناء عنه مهما كانت الأسباب 0
 
إذن00 أسلافنا فى مشارق الأرض ومغاربها ،اعتمدوا على السحر والسحرة والكهانة والكاهن  فى الإدلاء بما يجب وبما يكون ،فشيوع هذا النمط من التفكير كان سائدا ومنتشرا وله طقوسه الغامضة  وشعائره الصارمة 0
 
فالعرّافة تأتى بأمر خارق للعادة وتسرد ما يلقاه الشخص المقصود من مغامرات وأعاجيب وهزائم وانتصارات  بل تأتى بخلاصة موجزة وقاطعة  وحاسمة لصراعات الشخص المقصود من الميلاد وحتى الوفاة 0
ومن المشاهد التاريخية التى أذكرها مسرحية( ماكبث) لخالد الذكر وليم شكسبير  ،هذا المسرحية التى قامت على نمطية التنبؤ بما سيلاقيه ماكبث من أحداث ،فها هو ماكبث  وقد قابلته الساحرات 0
 
ساحرة ا: سلاما مكبث ! هنينا لك، يا أمير غلامس "!
ساحرة 2: سلاما مكبث: هنينا لك يا أمير "كودر"!
ساحرة 3: سلاما مكبث ! ستكون ملكا فيما بعد.
بانكو: لماذا يا سيدي الكريم تجفل، وتبدو خائفا من أشياء مقبولة ? باسم الحقيقة هل أنتن من دنيا الخيال، أم انتن في الحق كما تظهرن عليه  ? حبيتن زميلي الشهم بلقب يحمله الآن، وتنبأتن له بحظ رفيع مع أمل في الملوكية، يبدو أنه غارق فيما سمع. لا تكلمنني. إذا قدرتن على معرفة بذور ما تؤول اليه الأمور وأية بذرة ستنمو، وأية بذرة لا تنمو فتكلمن معي إذن، فأنا لا أتوسل ولا أخاف معروفكن ولا كراهيتكن.
ساحرة 1: حييت!
ساحرة 2: حييت!
ساحرة 3: حييت!
ساحرة 1: أقل من مكبث وأعظم!
ساحرة 2: ليس سعيدا جدا، مع ذلك أسعد بكثير.
ساحرة 3: ستنجب ملوكا، ولو أنك لست منهم. لذا سلاما مكبث وبانكو!
ساحرة 1: بانكو ومكبث سلاما!
مكبث: مكانكن، ايتها المتكلمات القاصرات اطلعنني على المزيد. فبوفاة والدي "ساينل"، أعرف أنني أمير "غلامس". ولكن كيف أكون أمير "كودر"? وأمير "كودر" مازال حيا، رجلا متنعما: وأن أكون ملكا لا يقع في نطاق آمال، أكثر من أكون أمير "كودر". أخبرنني من أين جئتن بهذه الأخبار الغريبة ? ولماذا وقفتن في طريقنا على هذه الموجة اللعينة بترحيب تنبؤي كهذا? تكلمن، آمركن.
[تختفي الساحرات]
بانكو: للتراب فقاعات، كما للماء وهن من تلك الفقاعات. -أين اختفين ?
مكبث: في الهواء: وما ظهر مجسدا، ذاب كنفحة في الهواء ليتهن بقين!
بانكو: هل كانت أشياء كهذه هنا، ونحن نتكلم عنها أم أننا أكلنا جذورا تسبب الجنون وتقتاد العقل أسيرا?
مكبث: سيصبح أولادك ملوكا.
بانكو: ستصبح ملكا.
 

8 - يونيو - 2007
يوميات دير العاقول
على هامش الشعر الجاهلى (17) جولة حرة فى كتاب (معك) (1)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

جولة حرة فى كتاب (معك)
ذكريات سوزان زوجة طه حسين
 
 
القاهرة.. العاشر من رمضان 1393هجرية 0 
السادس من اكتوبر     1973 ميلادية والجيش المصري يعبر قناة السويس ويرفع العلم في صحراء سيناء، وأنظار العرب من المحيط إلى الخليج مصوبة إلى جبهات القتال الثلاث: المصرية والسورية والأردنية وقلوبهم تخفق بشدة في انتظار ما سوف تسفر عنه الحرب الرابعة  مع العدو الصهيونى.
ظهر يوم السبت 27 اكتوبر 1973، اصيب د. طه حسين عميد الادب العربي والذي ملأ الدنيا وشغل الناس على مدى خمسين عاما، بوعكة في بيته في ?رامتان? ولما جاء الطبيب عالج النوبة وعاد صاحب ?الأيام? إلى حالته الطبيعية. وعندئذ وصلت من الامم المتحدة بنيويورك برقية تعلن فوزه بجائزة حقوق الانسان، غير انه لم يسعد كثيرا بتلك البرقية. وبإشارة من يده تعرفها جيدا زوجته الفرنسية السيدة سوزان، علق على ذلك قائلا: ?وأية أهمية لذلك?

في الليل، بعد أن غادر الطبيب وسكرتيره الخاص قال لزوجته وهو يستعيد ذكريات السنوات العسيرة التي عاشها مناضلا من أجل أفكاره ضد االتخلف والتزمت: ?أية حماقة?! هل يمكن أن نجعل من الأعمى قائد سفينة?0

صبيحة يوم الأحد 28 أكتوبر  من العام المذكور، شرب د. طه
حسين، بصعوبة كبيرة شيئا من الحليب، ثم لفظ انفاسه، وفيما بعد كتبت زوجته تقول واصفة مشاعرها في تلك اللحظة العصيبة:
 <<< جلست قربه، مرهقة متبلدة الذهن وإن كنت هادئة هدوءا غريبا ما أكثر ما كنت أتخيل هذه اللحظة الصعبة، كنا معا وحيدين، متقاربين بشكل يفوق الوصف. ولم أكن أبكي ـ فقد جاءت الدموع بعد ذلك ـ ولم يكن أحد يعرف بعد بالذي حدث. كان الواحد منا مثل الآخر مجهولا ومتوحدا، كما كنا في بداية طريقنا.<<


 أثناء حياته الطويلة (83 عاما) وعقب رحيله، كُتِب عن د. طه حسين وعن افكاره ومعاركه الأدبية،الكثير والكثير ونال الباحثون عن الدراسات المتعمقة عن حياته وإبداعاته  العديد والعديد من شهادات الماجستير والدكتوراه، بل أفردت المجلات الثقافية آنذاك أعدادا خاصة مثل مجلة الثقافة والهلال،  كنت سعيدا غاية السعادة وأنا أبحث عن هذه الأعداد الخاصة بل أصبحت هذه الأعداد الخاصة  المرجع الرئيسى والأساسى  بمكتبتى 0
وفى أثناء تجوالى سنة  1982 الذى لن ينتهى إلا برحيلى عن الدنيا ،وتفقدى عناوين الكتب الجديدة بمكتبة دار المعارف بطنطا وهى المكتبة التى تحظى بشرف طباعة وعرض كتب الدكتور طه حسين  0
استرعى نظرى كتاب ()  ( avec toiمعك) فأخذته وتصفحته لكن طال تصفحى واندماجى مع سطوره وحكاياته والترجمة الرقيقة الممتعة التى أحسنها الأستاذ/ بدر الدين عرودكي،الذى ترجمها عن الفرنسية وراجعها الأستاذ/محمود أمين العالم0
ماذا تقول سوزان  عن طه حسين?
 

8 - يونيو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
حزن 000للشاعر المجرى /يوجيف أتيلا (1)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

                     حُزن
                         ترجمة /فوزى العنتيل
 
كنت أغدو كغزال هاربٍ
وبعينىّ سجا حزن رقيقْ
وذئاب تنهش الأشجار غضبى
خلتها تعدو ورائى 00!
               ****
سقطت عنى قرونى ،منذ أزمان بعيدة ْ
فهى الآن حطام فوق غصنٍ
وقديما كنت وَعْلاً000وسأغدو
الآن ذئبا ً،وهذا ما يحزننى
           ***
سوف أغدو الآن ذئباً خالصاً
فى حنايا غابة مسحورة بين رفاقى
واقفا بين ذئاب أزبدت ْ أفواههمْ
جاهداً ابتسم 000!
          ***
وهنا أنصت أذنى ،لنداءات ظبى
وهنا أغمض عيتىّ:لأغفو
وسيهوى ورق التوت  ركاما
قاتما يغمر المنكبين000!

10 - يونيو - 2007
من روائع الشعر العالمى
من غير أمل 000للشاعر المجرى /يوجيف أتيلا (2)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
                         من غير أمل
 
                                   ترجمة /فوزى العنتيل
ببطء ،وتأمل
وفى آخر الأمر تأتى إلى
                بلادٍ كئيبة
مسطحة ،رطبة ،مقفرة
وتنظر حولك مستغرقا
وتومىء فى ثقة : لا أمل
 
             ****
هكذا أنظر حولى جاهداً
بلا تكلف ولا خداعْ
ولمعة فضية لضربات فأسْ
تلعب فوق ورق الصفصافةْ00
 
              ****
قلبى يحط فوق أغصان العدمْ
وجسمه الصغير - فى سكون - يرتجفْ
وتلتف فى رقة حوله،وتظل
تحدق فيه 00تحدق فيه النجوم ْ
 
 

10 - يونيو - 2007
من روائع الشعر العالمى
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (3)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

 
(هو ذا بضعة من عطارد
على الجبين وضع قبلته
وفي القدمين الصغيرتين غرس
جناحين
فإن رمت اللحاق به لربّما
أفلت كالهواء في الهواء)
                    حديث عرّافة   

ستة أسطر ،مقدمة واستهلال لبطل أسطورى  خيالى هو بضعة من (عطارد) الإسم العربى للإله  الإغريقى  ميركوريو س  بن جوبيتر من الإلهة مايا  وهو رسول الآلهة وخاصة جوبيتر  إلى بنى  البشر 0
ومن أبيات الإنيادة لفرجيليوس ،الكتاب الرابع ص210 االسطر 238ومابعده
  (بعد كل الحديث 0000،إستعد ميركوريوس لتنفيذ مشيئة والده العظيم 0
بدأ أولاً بأن ربط فى قدميْه خُفيّه الذهبيين ،اللذين يحملانه بجناحيْهما إلى الفضاء الأعلى ،كالرياح السريعة ،فوق البحر والبر على السواء 000)0
 
يراجع الإنيادة  ،الجزء الأول  ،طبعة الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ،القاهرة 1971،ترجمة كمال ممدوح حمدى وآخرين وتقديم الدكتور /عبد المعطى شعراوى ،دراسات إغريقية ولاتينية ، كانت مخصصة لنشر ترجمات كاملة لأعمال الكتاب الإغريق واللاتين  وصدر منها فقط الإنيادة كاملة فى جزئين ، وتوقفت نهائيا 0
 
ولكن(( حديث عرافة السويدى))))  لن ينتهى  ،فلابد من الإستفاضة والتوضيح ،سيما وأن حديث العرافة يفك مغاليق الشخصية المرهونة بالتحليل والشرح 0
الأستاذ /السويدى عاشق للتراث00 ومحبوبه الأثير  الشاعر( المتنبى )،لكنه لا يقف عند التراث العربى  بل يغوص فى  بحار الأساطير الإغريقية واللاتينية  ،فهو غواص ماهر ،لربطه الوثيق بين الشعر والأسطورة ، وما أكثر ما كتب عن الأساطير فى الشعر العربى  وارتباطه بالأسطورة الغربية بمعناها الأوسع والأشمل عبر توالى العصور  0
 
أولا : مفهوم الأسطورة 0
 
       من روائع الأدب الصوفى المخاطبات للنفرى  وسبق حديثى عنه ،عندما سمعت مقاطعا منه من المكتبة السمعية بالوراق ،وعند قراءتى كنت أتوقف  طويلاً، مفكراً ومستفهماً ومستفسرأ،عند سطر يقول (كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة )0
 
والأساطير عوالم متشابكة من الصعب الإلمام بها وصدق القديس أوغسطين عندما أكد فى اعترافاته(إننى أعرف جيدا ماهى الأساطير بشرط ألا يسألنى أحد عنها ،وإذا سئلت وأردت الجواب فسوف يعترينى التلكؤ ،معتمدا على مقولة الزمن ،ومتنبئا بتورط كل من تحدثه نفسه أن يقدم تعريفا شاملا موجزا للأسطورة ) 0
 
وكنت  فى بداياتى ، قد قرأت قولاً  لفولتير وهو يؤكد (أن الحمقى هم وحدهم الذين يدرسون الأساطير )00كنت مندهشا ومأخوذا من قول فولتير ،وبمرور السنوات تبين لى صحة مقولته فالأساطير عوالم يتوه فيها العقل وبحار لا شواطىء لها ولاقرار0
 
وأسطورة ميركوريوس (عطارد) من الأساطير التى يراهاالبعض قصصا مجازية وتفسيراً طبيعياً، لما يحرى من أمور فى الكون ،فهى تاريخ ولكنه يعلل ظواهر الطبيعة المستغلقة  على فهم الإنسان ولايجد لها تفسيرا ،ومن ثم 00تم القران الأبدى بين أسماء الآلهة، فلكياً وتنجيمياً، وبين أسماء النباتات والكواكب والبروج 0

10 - يونيو - 2007
يوميات دير العاقول
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (4)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

                     ثانياً: رحلة السندباد
 
 
لن يعرف السكون
وستلّوحه الأسفار
سيبّدل المنازل والرفاق
إستبداله الفصول
النجوم توميّ إليه واعدة
بجنة لم تقع عليها عين
وبحر لم يرتده زورق

                           حديث عرّافة
 
البطل التراجيدى يطل علينا من بين سبعة أسطر  مغرقة فى استنطاق الغيب ،هذا الذاهب إلى نهايته المحتومة والمفروضة عليه ولافكاك منها0
لن يعرف السكون !!!
ماأقسى شقاء النفس  ألا تجد راحة وسكينة وطمأنينة ??
ما أشقى هذه الروح القلقة عبر توالى العمر ??
ما أرزح العبء على نفس 00ما تبتغيه فى كل بلدة جلّ أن يُسمى!!
السويدى ، بكلمات محسوبة ومعدودة يرسم مصير بطله الأسطورى  000000
ألا تذكرنا سطور السويدى بإينيادة  فرجليوس  وبطلها إينياس ??
 
لن يعرف السكون 0
 قطع وجزم وحسم وقضاء لامفر منه0
 
وستلوحه الأسفار000
هذا السندباد التراثى  الذى ابتدعه السويدى ،عابراً ومستلهماً قصة السندباد البحرى  التى شغفنا بها صغارا وكبارا 0
إنه يصنع من حياة المتنبى سندبادا يطوف بالآفاق ويواجه المخاطر ويسيح فى البلاد 0
 
من الحقائق الثابتة هذا العمل الفذ (ألف ليلة وليلة ) والتى تصدت لطبعه وفى تسعينيات القرن الماضى هيئة قصور الثقافة المصرية وطبعته فى طبعة شعبية بجنيهات معدودة ،إثر قيام العسس الرقابى بمصادرتها_ فى طبعات أخرى_ لاحتوائها على ألفاظ خارجة !!!!
وهكذا نُبتلى فى كل صباح بضيق الأفق وضحالة المعرفة وسفالة اللسان ورقاعة الكلمة 0
 
وستلوحه الأسفار
سيبدل المنازل والرفاق
استبداله الفصول
 
السندباد البحرى كما ترويه ألف ليلة وليلة يعانى من الأهوال والأخطار  الكثير والكثير ، ويتغلب عليها بما يتمتع به من مواهب وقدرات خارقة ،ويهزم كل العراقيل التى تصادفه أو تحد من انطلاق هدفه ،ويعود فى نهاية رحلته الشاقة والصعبة والمريرة ،محملا بالكنوز والمعارف إلى موطنه  غامراً الجميع بأطايب المعارف وأثمن الأموال0لكن سندباد السويدى  يستبدل المنازل  وأيضا الرفاق  كالفصول الأربعة التى تجتاح دنيانا وحياتنا ،لايستقر على حال ،متقلب ،متمرد مأزوم 0
الحلم السويدى الغارق فى ملحمة المتنبى ،لم يكتف بأهل الأرض إشادة ببطله الملحمى ،بل كانت النجوم تومى إليه واعدة ، بجنة لم تقع عليه عين ، وبحر لم يرتده زورق 0
 
جنة  000 لم تقع عليها عين 00
ألا يأخذنا السويدى إلى ما  لاعين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر 00
ألا يأخذنا السويدى ببطله الأسطورى إلى بحار لم يرتدها زورق 00
أليس السويدى يصنع من حياة المتنبى أسطورة ??
       ويالها من أسطورة !!!

11 - يونيو - 2007
يوميات دير العاقول
العراق فى القلب 00نازك الملائكة (7)عاشقة الليل تستأذن بالرحيل0    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

           عاشقة الليل تستأذن بالرحيل
                                              محمود الباتع 

 
أكاد أزعم أن كثيراً من الشعراء العرب والمعنيين بالشأن الشعري والأدبي والنقدي الحديث يدينون لنازك الملائكة بالكثير من العرفان وما هو أكثر منه من الأسف والاعتذار إلى هذه الشاعرة الرائدة المجددة، العرفان لريادتها وتأسيسها مدرسة الشعر الحر الحديث الذي أصبح لازمة أدبية لمعظم من يريد ولوج هذا البحر من شعراء ومبدعين أما الاعتذار فذلك لأن كثيراً من هؤلاء الشعراء والأدباء ناهيك عن أعداد غفيرة من غيرهم يسودهم الظن بأن هذه الشاعرة قد غادرت هذه الدنيا منذ زمن وأنها قد التحقت برفاقها السياب والبياتي وبلند الحيدري إلى الدار الآخرة بل وربما قد سبقتهم إليها، بينما هي لاتزال في الواقع بين ظهرانينا حية ترزق وترقد حاليا في مدينة القاهرة أسيرة العزلة والوحدة وقعيدة لمرض قد يكون محطتها الأخيرة في مشوار الحياة. 
نازك الملائكة نخلة بغدادية عريقة وقامة عربية أخرى من القامات الأدبية الرفيعة وقد ولدت في العام 1923 لأبوين أديبين شاعرين وونشأت في بيت مفعم بالفن والشعر والثقافة ولم يكن اسمها التركي لينفي كونها قد تتلمذت وقرأت على يد والدها الشاعر صادق جعفر الملائكة ومنذ نعومة أظفارها كثبراً من كتب التراث العربي القديم من طراز "فقه اللغة" للثعالبي و"خزانة الأدب" للبغدادي كما اتهمت على حد ما قالت بنفسها كتب "البيان والتبيين" في ثمانية أيام كادت فيها تؤذي عينيها إيذاًْ شديداً ولم تكن تدري أي جنونٍ كان يدفعها إلى ذلك كما تساءلت عن ذلك لاحقاً واصفةً تلك التجربة بالمحنة الفظيعة والتي لم ينتشلها من براثنها إلا مرض التهاب عينيها والذي كان شراً لا بد منه للتوقف بعدها عن المطالعة إلى حين الشفاء، لتواصل رحلتها التعليمية في كنف والدها الشاعر ووالدتها الأديبة الشاعرة التي كانت تنشر بعض أعمالها تحت اسم "أم نزار الملائكة" لتحفظ عن ظهر قلب درراً من الشعر الجاهلي القديم من نوعية أخبار حرب البسوس وقصائد النابغة الذبياني والتغلبي والمرقش وأمثالهم وصولا إلى أشعار العصر الوسيط للبحتري وابن زيدون وابن خفاجة وانتهاءٍ بكتب الشعر والنقد المعاصرة مثل "مع أبي العلاء في سجنه" لطه حسين و"عبقرية الشريف الرضي" لطه حسين و"تاريخ حياة معدة" لتوفيق الحكيم و"بلوغ الإرب" للألوسي وكثير غيرها من الكتب المشابهة الأمر الذي أسهم في تنمية وصقل ثقافتها الأدبية والشعرية أيما إسهام.

مبكراً وفي بدايات سني شبابها أصدرت نازك الملائكة باكورة إنتاجها في ثلاثينات القرن العشرين وكانت عبارة عن ديوان "أنشودة المجد" وأخذت في مواصلة تحصيلها العلمي لتصبح نموذجا للمبدع العربي الشامل الثقافة المدعوم بالدراسة الأكاديمية المتخصصة فقد درست الموسيقى وتخصصت في آلة العود وتخرجت من معهد الفنون عام 1949 وأصدرت في أثناء دراستها ديوانها الشعري الأول "عاشقة الليل" عام 1947 وجاءت دراستها للموسيقى بعد أن كانت قد درست وتخرجت قبلاً من دار المعلمين عام 1944 إلى أن ابتعثت إلى الولايات المتحدة الأميركية وتحديداً إلى جامعة ويسكنسون لتنال درجة الدكتوراه منها عن دراسة في الأدب المقارن الأمر الذي أتاح لها الاطلاع على عيون الأدب الإيطالي والألماني والروسي والهندي والصيني بعد أن أتمت دراسة اللغة اللاتينية في جامعة برستن الأميركية فضلاً عن إلمامها المسبق بكل من الأدب الانجليزي والفرنسي الذين كانت قد تمرست فيهما سابقاً بمجهود ذاتي كما كان الأمر مع الأدب العربي، وهكذا حتى عادت إلى العراق لتعمل أستاذة للأداب العربية في جامعة البصرة عام 1957.
كانت قصيدتها "الكوليرا" عام 1947 تأسيساً لمدرسة جديدة في الشعر العربي وهي التي باتت تعرف لاحقاً بمدرسة الشعر الحر التي تتنازع الريادة فيها مع مواطنها ومعاصرها الشاعر بدر شاكر السياب إلا أن كثيراً من النقاد يرون لنازك الملائكة فضل السبق في هذه المدرسة وأيا كان الأمر فالمسألة لا تنقص أو تزيد من فضل نازك الملائكة في شيء فقد تميزت هذه الشاعرة بالنبوغ والتميز في مجال النقد الأدبي والشعري بقدر تميزها في مضمار الشعر وكانت من أوائل من مارس نقد النقاد إضافة إلى نقد الشعراء و-ذلك في دراساتها المنشورة في "قضايا الشعر المعاصر" عام 1962 و "الصومعة والشرفة الحمراء" عام 1965 وحتى سيكولوجية الشعر عام 1993. كما كل الشعراء كانت نازك عاشقة لليل وكان هذا هو عنوان ديوانها الذي أصدرته عام 1947 وذلك لأن الليل كما شرحت ذات مرة يحرر النفوس من رقابة الشعور الذاتي ومن رقابة الآخرية ويدخل الإنسان في مغامرته الخاصة التي لا يد لأحد عليه فيها عندما يتطابق سكون الليل مع سكونه وصفائه الداخلي ويتشابه صمت الليل مع صمت الشاعر الذي كانت تشبهه الشاعرة بأنه القصيدة النائمة في سوداوية تعللها الشاعرة بضيقها بفكرة الموت الذي يأتي على البشر وكرهها لالاستعمار البريطاني والحكومة العميلة وكذلك اشمئزازها من التخلف والجهل الذي يعتري المجتمع.

كانت شأنها شأن كل مثقفي الأمة العربية مسكونة بالشأن العربي العام الذي كانت قضية فلسطين هي أبرز ملامحه في تلك الحقبة التي قد تبدو لنا سحيقة المدى نظراً لما اعترى واقعنا من تغيرات وتحولات جعلتنا نشعر بأن رومانسية الوطنية النقية من أحلام الماضي البعيد، ولم تكن نازك الملائكة إلا تلك الشاعرة المرهفة المترعة بأنانية الحب، فعلى الرغم من أن العراق في ذلك الوقت كان يغلي في اتجاه التحرر من الاحتلال البريطاني والانفتاح والتقدم في كل مجالات الفكر ويعج بقضايا محلية كبرى تحت وطأة الفقر والتخلف، لم يمنع كل ذلك نازك الملائكة أن تنشغل بقضية كبرى كانت وليدة وقتها هي القضية الفلسطينية عندما أعلنت في قصيدتها "مرايا الشمس" بكل النزعة الرومانسية الأدبية وأنانية المحبين التي تتمتع بها الشاعرات عن تفردها في حب فلسطين والانتماء إليها حيث قالت "وتعود خارطتي الحبيبة ملك قلبي .. تحت هدبي، لا يجوب سفوحها غيري أنا .." لتطوف نازك بالمستمع في مدنها مدينة تلو أخرى دون أن تهمل واحدةً منها، تسميها بأسمائها ومعالمها ورائحة أشجارها وبياراتها ورموزها بما يبرز حس المكان العميق الحزن في واحدة كل منها حتى تصل بنا إلى مساحة الغضب الحتمي عندما تدعو الشاعرة عينها بعد أن خذلتها الدموع إلى الثورة بقولها " إني سأكسر قيد خارطتي بأسلحتي جميعاً، وردي ودمعي والسكاكين الحداد !" .آمنت نازك بأن الفن الحقيقي هو ذلك الآتي من رحم الحرية وأن الشعر عبارة عن معاناة متصلة للشاعر تستمر معه طالما استمرت به الحياة التي تسير وفق تصورها على قاعدة اللاقاعدة حيث لا أساس منطقي تسير عليه أحداثها التي كلما أفرزت معاناة ما أفرز الشاعر في مقابلها قصيدة في إيمان شديد بقيمة الحلم المجرد الذي كانت ترى فيه ما هو أكثر جمالاً من تحقيقه.
كما آمنت الشاعرة وتبنت قضية المرأة العربية والعراقية وتصدت بعنف من موقعها كشاعرة وأكاديمية لظاهرة جرائم الشرف المزعوم عندما أدانت في إحدى قصائدها ذلك الرجل الذي يقدم على ذبح فتاة متهمة وما إن يمسح دماءها عن سكينه حتى يذهب ليجالس الساقطات من فتيات الحانات وكأن العار قصر على المرأة وحدها دون الساقطين من الرجال.

في ظل هذه الأجواء وبهذه العقلية والملكات عاشت نازك الملائكة حياتها وعبرت عن نفسها وأدت رسالتها بما هو أكثر من المطلوب منها وقامت على تدريس وتخريج أجيال من الشباب وكانت مثالا للمرأة العربية المتعلمة الواعية بما تريد لنفسها ولبلدها ولأمتها، مارست فنها وإبداعها برقي وتفرد وأمسكت بزمام العلم والثقافة وعلمت الآخرين ما تعلمته واعتنت بقضايا أمتها كما يليق بإنسانة مثقفة وشاعرة مبدعة، تزوجت وأنجبت ونبغت وتفوقت دون أن تستجدي عون أحد ودون أن تمن على الدنيا بوجودها إلى أن ذاع صيتها كشاعرة لا يشق لها غبار ذات وجه حقيقي دون حاجة إلى تزييفه بمساحيق العلاقات العامة وسطع بريق نجوميتها في سماء الشعر والأدب والثقافة بغير حاجة إلى تلميع من شركات الدعاية والإعلان في احترام شديد لنفسها ولجمهورها، وهاهي تتهيأ لمغادرة هذه الدنيا دون أن يدري بها أحد !
ولكم مودتي

12 - يونيو - 2007
نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0
من أيام السويدى المجبولة بعبير المتنبى (5)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

                 ثالثاً:     حيرة السندباد
 
وراء ظهره سيخلّف من أحبّ     
لأجل عدوّ ما من صداقته بدّ
سيقدح رأسه الصغير شررا
الكلام ينساب جداول
ويحلّق عقبانا
سيدبّج رسالتين
بكلتا يديه في آن
وإن لجّ في جدل
لن يرض الخروج منه إلاّ مظفّرا
بإكليل غار
                          حديث عرّافة
 
العرافة تستطلع الغيب ،وترسم معالم حياة ،وترتكن على حرف السين فى كل فعل مضارع تستهل به حياة المتنبى ،منذ (ستلوحه الأسفار وانتهاءا سيتملق ويداهن )والسين بدخولهاعلى الفعل المضارع تفيد التأخير إلى أجل يتحقق فيه المقصود 0
عشرة أسطر هى خلاصة الصراع  الذى خاضه المتنبى ،وكأنه قدر لامفر منه ولامندوحة عنه ،هو صراع لابد من احتماله والصبر عليه ونهاية محتومة لامحيص عنها0
وراء ظهره سيخلف من أحب 000
لأجل عدوّ ما من صداقته بدّ
بداية لاتبشر بخير وإنما بداية معاناة مريرة قاسية على الروح والنفس وغربة واغتراب وشجون وعذاب 0
سندباد هارب إلى الجحيم 000
خلّف الأحباب والقلب يعتصره الألم والحزن والضيق 00
يهيم فى البرارى والقفار ويسيح فى دنيا ماله فيها صديق ولاحبيب ولارفيق000
فالأعداء كُثر ،وينتشرون فى فى كل مكان يقصده ،ويأتون من كل صوب وحدب، شاهرو الأنياب ،واجمو الوجوه ،سود القلوب ،غلاظ الروح،عديمو الفهم ،سيئوالمقال ،فاحشو الفعل0
 
سيقدح رأسه الصغير شررا
الكلام ينساب جداول
ويحلّق عقبانا
سيدبّج رسالتين
بكلتا يديه في آن
وإن لجّ في جدل
لن يرض الخروج منه إلاّ مظفّرا
بإكليل غار
توقفتُ كثيراً وكثيراً جداً عند السطر الأول(سيقدح رأسه الصغير شرارا)
وأزعم ان العرافة لو لم تأت بهذا السطر بكلماته الأربع ،ماكان زعمها يُساندها دليل أو يعاضده برهان 0
القداحة :الحجر الذى يقدح به النار أويضرب ببعضه فيخرج منه النار ،
فيخرج منه شرراً، لكن السويد وبسرعة وخشية من سوء الفهم وما أكثره فى حياتنا بعد أمراض الغباء المتفشية ،يستدرك (الكلام ينساب جداول )
هل رأيت المياه الزاخرة وهى تفيض فى القنوات والترع والبحار ???
أنا شاهدتها صغيرا والماء يُطفىء ظمأ الأرض الشرقانة ، وحتى اللحظة أستمتع بمياه النيل وهى تنساب غامرة أحواض الأرض الزراعية   بخيرها العميم الوفير ،والكلام هو الشعر ،والشعر هو كلام موزون ،لقد صدقت العرّافة ولم تفتئت على الحق ،والشعر الذى يهطل ويملأ الجداول لا يستقر فى الأرض بل يُحلق فى السماوات وينتشر ويسافر عبر البلاد وتتناقله العباد000000
أنام ملء حفونى عن شواردها ويسهر الناس جراها iiويختصم

 
سيدبج رسالتين بكلتا يديه 000
هل هما رسالتان الحياة والموت ??
هل هما رسالتان النصر والهزيمة ??
هل هما رسالتان العبقرية والفشل??
ولماذا بكلتا يديه ??وتأكيد العرّافة عليهما معا00
ربما تكونان فعلاً رسالتين  حقيقتين ،لكن لمن ???
 
وإن لج فى جدل  0000هكذا يكون المتنبى _الذى ينساب منه الكلام جداول _من أكبر وأعظم شعراء عصره بل أوحدهم  بل يسمى شيخ شعراء العربية ،لن يسكت إلا والنصر حليفه والبيان شماله ويمينه ،ويهزم أعدائه شر هزيمة وينال منهم ويهاجمهم ويصفهم بأقذع النعوت  ويصب عليهم جم غضبه وانتقامه من دنيا خيبت ظنونه وناس صغار وعقول هشة وقلوب صلدة 000


ودهـر  ناسه ناس iiصغار وإن كانت لهم جثث ضخام
ومـا أنا منهم بالعيش iiفيهم ولكن  معدن الذهب iiالرغام
أرانـب غـير أنهم iiملوك مـفـتـحـة عيونهم iiنيام
 
 
 

12 - يونيو - 2007
يوميات دير العاقول
 66  67  68  69  70