قصة الدبكة من صوت الشرق     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
لا أعلم يا أستاذ أحمد مصدر كلمة " خطَّة " . ونحن نعلم وجود كلمة " خَبْطَة " العامية التي تعني " الضربة " ومصدرها فعل خَبَطَ ، وكلمة " خطوة " التي تعني الخطو بالرجل ، إنما كلمة " خَطَّة " فهي ليست شائعة ومن هنا أعطيك العذر في شكوكك .
إنما عنوان الأغنية موجود عندي على الأسطوانة المضغوطة CD على هذا الشكل . وأنا أسمعها هكذا ، وربما يكون لهذه الكلمة أصل نجهله لكني متأكدة من أنها تكتب على هذا النحو : وبالعودة إلى هذه المجموعة الغنائية وجدت قصة الدبكة مكتوبة في كتيب صغير يرافق الأسطوانة الصادرة عن " صوت الشرق " ( شاهين وأولاده ) في العام 1996 وفي هذه القصة إجابة على بعض التساؤلات التي طرحتها عن عدم انتشار الدبكة في المدن الكبيرة ، أنقلها بنصها الحرفي كما وجدتها :
" منذ كان الإنسان وجد الرقص . وهو مثل الموسيقى لغة الشعوب قاطبة . ومع تطور المدنية اتخذ الرقص أشكالاً متعددة وباتت له مدارس عدة .
والدبكة تؤديها الشعوب في الجبال بين شاطىء البحر الأبيض المتوسط ونهر دجلة . ولهذا فهي رقصة شديدة الخصوصية لم تعرفها غير الأرياف في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وبعض قطاعات العشائر شبه البدوية في لبنان وجواره .
ويقول الموسيقار زكي ناصيف أن أصل الدبكة هو اجتماع القرويين لآداء واجب " العونة " أي مساعدة صاحب البيت الجديد على رصِّ سطح بيته بالأرجل . وقد ظهرت هذه العادة الجماعية قبل استخدام المحدلة في هذه المهمة ويدل على صحة هذا الرأي ثلاثة عناصر : أولها أن الرقصة جماعية ولا تقدَّم إلا في حلقة تكاد توحي بشكل المساحة المحصورة التي تؤَدَّى فيها . الثاني هو أن ضرب الأرجل بالأرض شرط من شروط الدبكة على تنوع رقصاتها . والثالث هو اسم دبكة " الدلعونا " المشتق من الصيغة الآرامية لكلمة " العونة " .
إن شمول هذه الرقصة وطابعها العام في حياة الأرياف في بلادنا ، يفسر تنوع الدبكة لا في إيقاعها فقط ( البطيء والمتوسط والسريع ) ولا في خطواتها العديدة ( مثنية ، مثلثة ، عرجا ) بل في تعدد ألحانها الموروثة ( دلعونا ، هوَّارة ، النَّدَّى ، هيكالو ، الزينو ) .
وقد عمل الموسيقيون اللبنانيون وعلى رأسهم الأخوان رحباني وزكي ناصيف وعفيف رضوان منذ تأسيس مهرجانات بعلبك في العام 1957 على إدراج الدبكة في سياق أعمالهم الغنائية والمسرحية ونمقوها ونقلوها إلى مستوى الفنون المدن الكلاسيكية .
وهكذا في لبنان ورغم تعدد مناهج الرقص ، كانت الدبكة ولا تزال أساس الفن اللبناني الراقص . ولم يعد هذا اللون الفني يقتصر فقط على المناسبات والأعراس بل دخل في صميم الحركة الموسيقية والفنية وباتت الدبكة جزءاً لا يتجزأ من أي مشرع موسيقي وخصوصاً الاستعراضات الغنائية .
" صوت الشرق " التي تبنت منذ البداية نشر الفن الموسيقي اللبناني في العالم تقدم اليوم في هذا الإصدار الجديد ( جزء أول يليه جزء ثان ) " دبكات " لبنانية أصيلة بصوت مطربتنا الكبيرة " سفيرتنا إلى النجوم " السيدة فيروز ." |