البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات abdelhafid akouh

 65  66  67  68  69 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
شكرا كانوتيـه..    كن أول من يقيّم

 
 
أنت رائع يا كانوتيه وتسلم يا بن الصحراء، وهذا ليس بجديد على لاعب تبرع من جيبه
الخاص لشراء مسجد كاد ان يهدم...و هاهو يرفع اسم فلسطين في قلب الاندلس .
 
*كانوتيه أحد نجوم فريق أشبيلية
كووورة أسبانية كووورة أسبانية
 
                                                        زكرياء                                                                                           
 
 

8 - يناير - 2009
ملف العدوان على غزة
تـَرفُ الكـتـابـة!..    كن أول من يقيّم

تـَرفُ الكـتـابـة!

في خضم ما جرى ويجري من تقتيل وتدمير في قطاع غزة، لا نستطيع إلا أن نستحضر، على صفحاتنا الثقافية، هنا وهناك، قصائد وأغاني ومواقف خلـدت لمأساة الشعب الفلسطيني.
أذكر أن الشاعر الراحل محمود درويش، اختصر، ذات حصار، كل الواقع الدموي الذي عاشه الشعب الفلسطيني، وقتها، فقال إن «الشعر عاجز عن أن يحرك أو يغير شيئاً من حقيقة الأشياء والواقع».
لم يكن سهلاً على شاعر امتهن حرفة الشعر أن يعلـن بين الناس أن «الأدب ترف» وأن «كل الكتابة ترف».
أكد درويش، وقتها، أن اللغة لم تعد تتسع لتحتضن مشهد كل الدم الفلسطيني، الذي يسفك يومياً أمام مرأى ومسمع من العالم، هو الشاعر الذي لم يتصور، حتى في أشد الكوارث دموية، أن «العالم سيسمح للبربرية بأن تعود بهذا الشكل»، مبرزاً أن للحرية والمقاومة ثمنهاً. لذلك، شدد على حقيقة أن «لا خيار غير الاستمرار في الدفاع عن النفس في سبيل أن يصير الدم إلى غاياته: الاستقلال والحرية».
مع توالي المجازر والجرائم المقترفة في حق الفلسطينيين واللبنانيين، صار الهولوكوست وأفران النازية أسطورة باردة الطعم. ولكن..
«الأساطير ترفض تعديل حبكتها
ربما مسها خلل طارئ
ربما جنحت سفن نحو يابسة
غير مأهولة،
فأصيب الخيالي بالواقعي،
ولكنها لا تغير حبكتها.
كلما وجدت واقعا لا يلائمها
عـدلتـْه بـجـرّافة
».
ثم، قال درويش إن الدم الفلسطيني «ليس سِـريـاً»، بل هو «مسفوك في كل بيت وشارع»، حيث:
«الشهيدة بنت الشهيدة بنت الشهيد وأخت
الشهيد
وأخت الشهيد كنـّـة أم الشهيد حفيدة جد
شهيد
وجارة عم الشهيد (إلخ.. إلخ)
ولا نبأ يزعج العالم المتمدن،
فالزمن البربري انتهى،
والضحية مجهولة الاسم، عادية
والضحية.. مثل الحقيقة.. نسبية
(إلخ.. إلخ ..)».
على مدى عقود، تنادى الشرق والغرب بالسلام. لكن..
«السلام حنينُ عـدويـّـن، كلٌّ على حدة
للتثاؤب فوق رصيف الضجر
السلام اعتذار القوي لمن هو
أضعف سلاحاً، وأقوى مدى
السلام هو الاعتراف، علانية، بالحقيقة: ماذا صنعتم بطيف القتيل؟».
ثم، تنادى الشرق، قبل الغرب، بالهدنة. لكن، «هل تصلح الطائرات محاريث ؟»، تساءل درويش.
من «عسقلان»، خرج تقرير لوكالة رويترز، نقرأ فيه: «وقال جامع للقمامة، من بلدة سديروت، إنه ذهب إلى العمل وهو مسرور لسماع القنابل الإسرائيلية تسقط على غزة أكثر من الصواريخ القادمة من هناك. وقال لراديو إسرائيل: «حتى اليوم، كنا مضطرين على الدوام للاختباء.. واليوم، أستمع إلى موسيقانا ونحن نطلق النار في الاتجاه الآخر. بالنسبة إلي الأمر مثل سماع صوت العود والطبل. وجانبنا يعرف كيف يعزف جيداً».
ومن غزة، خرج تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، جاء فيه: «صرخ مجدي السموني وهو يحتضن جثث طفليه وابن أخيه في مستشفى الشفاء بعد مقتلهم في قصف إسرائيلي على حي الزيتون شرق مدينة غزة: «أصبحت، الآن، يتيماً. المجرمون قتلوا أطفالي، قتلوا عائلتي»، وقال للصحافيين، وهو يبكي صباح الاثنين 5 يناير 2009: «كنا مختبئين في غرفة في منزلنا، وكنا نائمين. فجأة، سقط صاروخ علينا وقتلوا أولادي وابن أخي وزوجتي». وأضاف: «لم يبق لي أحد سوى الله. حسبنا الله ونعم الوكيل على إسرائيل المجرمة»».
قبل سنوات، كتب محمود درويش في «حالة حصار»، ربما، متوجها بكلامه إلى جامع القمامة، في «عسقلان»:
«لنفترض الآن أني غبي، غبي، غبي
ولا ألعب الغولف،
لا أفهم التكنولوجيا،
ولا أستطيع قيادة طيارة!
ألـهذا أخذت حياتي لتصنع منها حياتك؟
».
 
 
 
 
 
عبد الكبير الميناوي
عبد الباري عطوان
أحمد منصور
*اقرأ المزيد لكتاب المساء (اليومية المغربية )

8 - يناير - 2009
ملف العدوان على غزة
ا ستمع الى موال "يا غزة لا تبكين"    كن أول من يقيّم

ماجد المهندس يناجي غزة "يا غزة لا تبكين"

GMT 7:45:00 2009 الخميس 8 يناير

إيلاف


إستمع الى موال "يا غزة لا تبكين"
 
  إيلاف من بيروت: بدأت المحطات التلفزيونية والاذاعية العربية، بث الموال الجديد للفنان العراقي ماجد المهندس (يا غزة لا تبكين) وهو أشبه بمناجاة يناجي بها المهندس الأهل في غزة، ويتحدث عن معاناتهم ودماء إخوانهم العرب من المحيط الى الخليج.
العمل الذي يبدأ بـ (لا تبكين يا غزة لا تبكين لاتبكين/ الجرح نفس الجرح وبالألم متساوين/ يبكون العرب ياغزة لو تبكين/ ضلي بعزتك ونادي/ بلاد العرب أنا بلادي)
لحنه المهندس من كلمات الشاعر فائق حسن، وتم تسجيله في استديو إيلي سابا في بيروت.
من جهة أخرى كان المهندس قد علق نشاطاته الفنية فور بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة نهاية الشهر الماضي، معتذراً عن حفل رأس السنة تضامناً مع الأهل في غزة، خاصة بعد العودة القوية للمهندس في حفلي دبي والقاهرة اللذان أحياهما في عيد الأضحى المبارك، في أول ظهور له على جمهوره بعد الحادث الذي تعرض له منتصف شهر رمضان المبارك الماضي.
وكان المكتب الإعلامي للفنان ماجد المهندس في العاصمة الأردنية عمان، نقل على لسان المهندس، أن ما يحدث في غزة حالياً وما يتعرض له الاهل والأشقاء هناك، ما هو إلا استمرار للمجازر والمؤامرات التي تستهدف الأمة العربية، وما هو إلا إستمرار لما حدث في العراق ولبنان ويحدث الآن في فلسطين الحبيبة.
وأثنى المهندس على الموقف الشريف والموحد الذي تقوم به الشعوب العربية عبر نصرة غزة، من حملات التبرع بالدماء والمساعدات العينية والمالية، متمنيا ان تزول هذه الغمامة السوداء من سماء الامة العربية، كما اعتبر المهندس ان هذه المواقف بيست بغريبة عن الشرفاء في امتنا العربية الكبيرة.
وتقول كلمات الموال:
لا تبكين يا غزة لا تبكين لاتبكين
الجرح نفس الجرح وبالألم متساوين
يبكون العرب ياغزة لوتبكين
ضلي بعزتك ونادي
بلاد العرب انا بلادي
تره شعب العرب كله صلاح الدين
من بغداد رغم الجرح أهل الغيرة والنخوة
ومن السعودية ندعيلك الف دعوة
وبمصر كل الشعب غزة
يقولون اسمك بعزة
الامارات وقطر الكويت والبحرين
ياغزة القهر بكل قلب وبكل عين
تونس ليبيا جيبوتي والصومال
يدعون وعسى تتغير الأحوال
عُمان اليمن ينادون لتحزنين
يبكيلك المغرب وجزر القمر والجزائر ويبكيلك السودان
الأردن حزين وسوريا ولبنان
وبس عند العرب تتشابه الأحزان
مرةالموت في بغداد
ومرة الموت في بيروت
بس رغم الحزن بسم الله منصورين
ياغزة لاتبكين

8 - يناير - 2009
أغانٍ لها ذكرى في حياتي
بالصوت و الصورة ...    كن أول من يقيّم

 
 
 
                                                                 

10 - يناير - 2009
ملف العدوان على غزة
رسالة يحجبها القصف..    كن أول من يقيّم

 
 
* مقتطف من رسالة لحكيم عنكر..
لصديق غزاوي...

11 - يناير - 2009
ملف العدوان على غزة
حيدر عبد الشافي ... أب المعارضة الفلسطينية .    كن أول من يقيّم

هناك رموز تتغنى بها الجبال والأنهار والبحار، وتتراقص زهواً لها زهرات الدحنون (شقائق النعمان) والزعمطوط (قرن الغزال)، وتفخر بها شجيرات البرتقال والليمون وأشتال الزيتون.
ومن بين هؤلاء، الدكتور حيدر عبد الشافي، الرمز الذي لا يمكن للذاكرة الفلسطينية أن تنساه فمثله من الرموز يترك بعد مماته أثراً مقارباً لأثره في حياته حافظ على 'الثوابت الوطنية'، وابتعد عن المساومات السياسية المجانية، فأعطى الكثيرين دروساً سيسجلها التاريخ باسمه

لم يختلف عليه اثنان عاقلان : مواطن أو سياسي، حزبي أو تنظيمي جماهيري بل نال أقصى ما يستطيع نيله الإنسان من المحبة بالإجماع، وتوج الانتماء الأصيل بشهادة الشعب

في ذكرى أربعينيته، نبحث عن رموز ترتقي فوق سخافات الانفصال الكارثي بين الضفة والقطاع

نتذكر (أبا خالد) في خضم ظروف صعبة وقاسية يخوض خلالها الشعب العربي الفلسطيني نضاله من أجل الحرية والاستقلال والديمقراطية والعيش الكريم، ولتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الراسخة، والإصلاح الجذري، وتحقيق الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني، ومكافحة كل أشكال المحسوبية والفساد، وبناء دولة المؤسسات وسيادة القانون وهي مبادئ عاش لتحقيقها الأب المحبوب ـ غير المنازع ـ للمعارضة الفلسطينية
ما يميز هذا الرمز المناضل، أن ألوان الأحزاب على اختلافها لم تغيره فلم يتحصن خلف راية ذات لون واحد، بل ارتدى الثوب الفلسطيني المرصع بألوان العلم الجامع
وبتطبيق توصياته التي تمسك بها، وخاصة في الابتعاد عن الذاتية والعائلية والحزبية، ضرب أروع الأمثلة

فقد سعى في حياته إلى وحدة الشخصيات والقوى المؤمنة بالمنهج الوطني والديمقراطي، لاسيما مع بروز حالة الاستقطاب بين 'فتح' و'حماس' عندما انعقد المجلس التشريعي لتعديل 'الميثاق الوطني'، وقف عبد الشافي معترضاًوطالب باشتراطات تنفذها إسرائيل قبل التعديل، وغادر القاعة أبا خالد كان رجلاً وطنياً رفض المشاركة في مصيبة أصابت كثيراً من أفراد الشعب الفلسطيني : التعصب التنظيمي الذي يخلق الأزمات ويؤدي لعدم الاتفاق، بل حارب عقلية التعصب الحزبي والفصائلي التي تؤدي إلى ذهنية إقصائية غير تشاركية

وكان يعتبر أن المبادرات والتشكيلات التي يساهم في تأسيسها هي لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام بين الفصائل وكما يقول سمير عطا الله : 'حيدر عبد الشافي كان العربي المحترم في عصر الثرثرة واللغو والتزاحم على الأبواب، كل الأبواب
باب الغرب وباب الجاه العربي وباب السلطة وباب المال، وباب 'مش مهم' أي باب لم يغادر عيادته مثل طبيب يعتني بالمحتاجين، ولا غادر نفسه إلى أحد كان إنساناً كطبيب، وسياسياً كإنسان، ومناضلاً كإنسان متفوق'

إذن يحق للحسرة والألم أن يعتمرا قلوبنا حين ترجل هذا الرمز بعد أن تلاعب الصغار بمسيرة عمدت بالدماء والآلام والتضحيات

لذا يصعب التفكير، في الوقت الراهن، بمن يخلفه في مركز دائرة الوسط السياسي بعيداً عن التعصب والولاء الحزبي أبعدت إسرائيل حيدر عبد الشافي إلى لبنان في عام 1970، ثم عاد بفعل ضغوط هيئات دولية

وأنشأ في عام 1972، وتحت 'مظلة' الاحتلال، 'الهلال الأحمر الفلسطيني' واعتبره وسيلته الجديدة لخدمة الناس ومساعدتهم وتمكينهم من الصمود في وجه القمع والتوسع والاستعمار الصهيوني

لكن الأثر الأكبر للدكتور عبد الشافي تبدى جلياً حين اختاره الزعيم الراحل ياسر عرفات لرئاسة الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد في عام 1991

وحين خاطب عبد الشافي 'مؤتمر آليات الأمم المتحدة والقضية الفلسطينية' في عام 1993 قال مفسراً استقالته من رئاسة الوفد : 'طرأ علينا اتفاق أوسلو الذي يخلو من أي نقطة حول الاستيطان، والذي وضع الفلسطينيين في المأزق الذي نحياه الآن جميعكم يعرف أن إسرائيل ضاعفت الجهد الاستيطاني في ظل المفاوضات الحالية وهنا أسجل خطأ القيادة الفلسطينية، وخطأ الجمهور الفلسطيني الساكت' حصل في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 1996 على أعلى الأصوات بدائرة غزة

ولقد كان يأمل في أن يقوم المجلس بدوره الحقيقي، وأن يؤسس لنظام سياسي يقوم على التعددية السياسية وحرية التعبير والرأي، وأن يتحول إلى مؤسسة تقوم بمسؤولياتها لخدمة الشعب الفلسطيني ليستمر في النضال لتحقيق الأهداف الوطنية والمجتمعية بعيداً عن العصبية والفئوية

وعندما انعقد 'المجلس' في غزة للبحث في تعديل 'الميثاق الوطني'، وقف عبد الشافي معترضاً وقدم، مع زملاء آخرين، مذكرة تطالب برفض تعديل الميثاق وتضع شروطاً تنفذها إسرائيل قبل أن يتم بحث التعديل، وغادر جلسة (المجلس) دون المشاركة في التصويت
"المعارضة، كما قال عبد الشافي في إحدى مقابلاته الصحفية حين سئل عن اعتباره (أباً للمعارضة الفلسطينية)، لا تكون إلا بـ(نصرة الحق والصواب وهناك معارضات لأسباب شخصية وحزبية ونصرة الباطل والمستقبل هو رهن أدائنا وممارستنا الجادة بمبدأ النظام، والنظام هو العامل الأساسي الذي يمكن أن يخرجنا من مأزقنا).

إذن فقد رفض كل أشكال الحلول الجزئية والمنقوصة مثلما تجاوز برنامج 'الحل الأقصى' ذا الطبيعة العدمية في الظروف الراهنة، وتمسك ببرنامج 'الحد الأدنى' الذي اعتمدته منظمة التحرير الفلسطينية

لا حاجة للتدليل على احترام الناس لحيدر عبد الشافي ـ الرمز في حياته أكثر من وقفة الجميع احتراماً له في مماته فقد نعته كل الفصائل والقوى الفلسطينية بوصفه قائداً نموذجياً من نوع فريد وبارع، وها هو قد ذهب إلى حيث يذهب الجميع لكن كلا من ضحكته الذهبية، وكذلك ابتسامته البلاتينية النادرة الوقع، تبقى معي معنا وإلى أن داهمت الكهولة ـ قاتلها الله

ـ صاحب العقل الشاب والقلب اليافع، حافظ (أبا خالد) على تكريمي بقبول دعوتي السنوية له لإلقاء محاضرة عامة ولتزيين لقاءات اجتماعية/ سياسية محدودة العدد مع أصدقائه ومريديه في العاصمة الأردنية

ولأنه يؤمن بالعمل الأهلي (غير الربحي) الجاد والشفاف، قبل عرضنا له بأن يكون الرئيس الأول لمؤسسة فلسطين الدولية التي تجسد الطموح لربط أهل المهجر والشتات بالوطن
ولأنه كافر بكل أنواع (الرئاسات الدائمة)، أصر _ بعد فترة محددة، على ترك المنصب لغيره، فكان إصرارنا على أن يبقى رئيسنا الفخري حتى قضى الله أمراً كان مفعولا
ومثلما بقي رئيساً فخريا لنا، يبقى عندنا عنوانا للفخر الدائم، وخالداً في العقل والقلب تبقى يا أبا خالد كونك قدت (أهل الرباط في أرض المقدسات)، دفاعاً عن أمة عربية وأمة إسلامية غائبة، مغيبة.

د أسعد عبد الرحمن | المغربية
*
باشتراك مع الاتحاد الإماراتية

14 - يناير - 2009
ملف العدوان على غزة
قمة لكل مواطن..    كن أول من يقيّم

 


يوم الخميس كانت هناك قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض.
يوم الجمعة كانت قمة الدوحة.
يوم الأحد قمة الكويت.
الأيام التالية شاغرة بلا قمم.
فرصة لا يجب اضاعتها..
لذاااا.. كما قال دريد لحام في ضيعة غربة، سأعقد انا بصفتي الشخصية ثلاث مؤتمرات قمة، أصغرها اعلى من ايفرست.
القمة الأولى ستكون يوم الثلاثاء، وهي على مستوى اصدقائي.
القمة الثانية، يوم الاربعاء، وهي على مستوى جيراني.
القمة الثالثة مع صاحب البقالة التي تجاور منزلي.
وستتناول القمة الأولى تقويم نتائج القمم العربية السابقة.
وتتناول القمة الثانية تقويم نتائج القمة الاولى.
وتتناول القمة الثالثة تقويم التقويم الذي قامت به القمة الثانية.
بعد ذلك ستصدر ثلاث توصيات، والتي هي جاهزة، كما جرت العادة، قبل ان يبدأ اي مؤتمر قمة.
 
........

هاني نقشبندي (م .أيلاف )


.
 

(السياسة) بين عقال النائب الكويتي ونعاله!!!

 

18 - يناير - 2009
ملف العدوان على غزة
محمد بن راشد يوجه قصيدة من الأمة إلى القمة..    كن أول من يقيّم

 
ما يَصنَعُ الشّعرُ فينا أيُّها العَرَبُ
ما دامَ قدْ ماتَ في أرواحنا الغَضَبُ
وأينَ مِنَّا يدُ التَّاريخ توقظُنا
فرُبَّما القومُ ناموا بعدما تَعِبوا
وأيُّ سيفٍ نضوناهُ لِنَكبتنا
حتى ولوْ كانَ سيفاً أصلُهُ لُعَبُ
يا أمَّةَ الشَّجبِ والتنديدِ ما صنعتْ
فينا بطولاتُ منْ دانوا ومنْ شجبوا
عجِبْتُ منْ حالنا والدَّهرُ يسألني
أهؤلاء همُ الأخيارُ والنُّجُبُ؟
وأينَ ما كانَ منْ أحلامِ وحدَتنا
وما مَضَغْناهُ حتَّى مَلَّتِ الخُطَبُ
أراهُ حُلماً يناديني وأتبعهُ
لَمْعُ السَّراب ويمضي حين أقتربُ
لَيْلُ البطولاتِ ما هذي مآثرنا
ولا الذي منهُ كانتْ تعجبُ الشُّهُبُ
قدْ سيمَ خَسْفاً حِمانا بعدَ عِزَّتنا
وحَكَّمَ السيَّفَ فينا منْ لهُ أرَبُ
فغزةُ اليومَ فيها أهلنا نُكِبوا
بالصَّعْقِ والحرقِ والنيرانُ تلتهبُ
في كُلِّ يومٍ دماءُ الأبرياءِ ولا
منْ ناصرٍ ودموعُ العَيْن تنسكبُ
أدمَى فؤاديَ ما يجري بساحتنا
ونحنُ لمَّا نزلْ للسِّلمِ نرتقبُ
كأنَّ تلك الدِّماءَ الطَّاهراتِ رأتْ
زيفَ السلامِ وبانَ الوهمُ والكَذِبُ
يا واهباً لليالي الحُزنِ لوعَتَها
خُذْ منْ فؤاديَ بعضاً للذي يجبُ
ومنْ لهيبٍ بصدري فاتَّخذْ قَبَساً
فليلُ أوجاعنا في طولهِ عَجَبُ
هُمْ يقصدون بهِ استسلامَ أمَّتِنا
باسمِ السَّلامِ الذي صاغوهُ أو كتَبوا
وزادَهُمْ طَمَعاً فينا تَفَرُّقنا
وهمْ على الغَدرِ قدْ شبّوا وقد غَلَبوا
فالانقسامُ بلاءٌ زادَ فُرْقَتَنا
كأنما لمْ يَعُدْ ما بيننا نَسَبُ
وقمَّةً ما عرفنا أينَ نعقِدُها
لأمَّةٍ طالَ فيها القتلُ والسَّلبُ
ولوْ صَدَقْنا عَقَدناها بثانيةٍ
في خيْمَةٍ حيثُ لا ألقابُ أوْ رُتَبُ
يا وَجْهَ أمَّتيَ الغالي وسِحْنَتَها
حتَّى متى بدخانِ الذلِّ تحتجبُ
قالوا يغرِّدُ دونَ السِّربِ وانتقدوا
يكفي بأنِّي أنا الغِرِّيدُ يا عَرَبُ
ماذا جنينا منَ الأوهامِ نَسْمَعُها
إلاَّ المواعيدَ تترىَ كلُّها كَذِبُ
خَيلُ القصائدِ تُنبي أنَّ عاصفةً
منَ المشاعرِ فيها الويلُ والحَرَبُ
وأنَّ ثمَّةَ إعصاراً يُفَجِّرُهُ
جيلُ الشبابِ إذا لمْ يُطفأِ اللَّهَبُ
وشعبنا في فلسطينٍ تُمزقُهُ
قنابلُ الحقدِ لا ذنبٌ ولا سببُ
ستُّونَ عاماً منَ الآلامِ كابدها
شَعْبٌ حِماهُ مَدىَ الأيامِ يُنتَهَبُ
إن كانَ ولّى زمانٌ نحنُ سادتهُ
واسوَدَّ ليلٌ بهِ الحيَّاتُ تنتصبُ
فإنَّ فينا من الآمالِ بارقةً
لمثلها العَرَبُ العَرباءُ تُحتَسبُ
ولنْ نسلِّم للعادينَ مطلبهمْ
مهما تمادى بنو صهيونَ واضطربوا
والحلُّ إمَّا سلامٌ كُلُّهُ أمَلٌ
يُرجىَ وإمَّا نضالٌ كُلُّهُ غَضَبُ
 
 
 
..وتعد قصيدة الشيخ محمد حتى الان ابرز موقف اماراتي يصدر عن الوضع في غزة حيث يصف فيه احد ابرز قادتها مشاعره من تطورات الوضع العربي عموماً جراء الاحداث الاخيرة في قطاع غزة مقترحاً الحل في ان يكون (والحلُّ إمَّا سلامٌ كُلُّهُ أمَلٌ
.. يُرجىَ وإمَّا نضالٌ كُلُّهُ غَضَبُ)
وهذه هي القصيدة الثانية للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم في يومين بعد قصيدة صدرت له يوم امس يحتفل فيها بابنته حصة التي تزوجت من الشيخ سعيد بن دلموك بن جمعة ال مكتوم، والتي تزوجت قبل ايام معدودة من بدأ الحرب على غزة، وقد تم الغاء جميع المظاهر الاحتفالية في دبي والامارات ومن ضمنها افراح ال مكتوم بسبب بدأ القوات الاسرائيلية شن حربها على القطاع قبل نحو ثلاثة اسابيع.
 موقع إيلاف ..

19 - يناير - 2009
ملف العدوان على غزة
استدراك..    كن أول من يقيّم

مروة كريدية** إيلاف


لا شيء يجيده العرب هذه الأيام أكثر من التسوّل والإستجداء والنواح على النكبات! فالشعوبٍ مُنْفَعِلَة ساخطة على كلّ شيئ  بدءًا من احساسها العارم بالظلم وقلة العدالة الدولية تجاه قضاياها المُلِحَّة، مرورًا بسخطها الدائم من أنظمةٍ استنفدت كلّ مفردات اللغة في وصفها السيئ، وصولا الى فنّ الشحاذة السياسية الذي  يمارسه الدبلوماسيون العرب أمام المجتمع الدولي، انتهاءً باجتماعات ومبادرات ومجموعة "قمم" تعكس خلالا لا يستهان به من قلة النضج في معالجة الأزمات!
إن المتابع لسيرورة العلاقات الدبلوماسية الخارجية العربية في العصر الحديث، يلاحظ بشكل صارخ وواضح  كيف اننا افتتحنا علاقتنا الدولية بالتسوّل منذ بداية استقلال الدول العربية أواسط القرن الماضي وحتى الآن، وأصبحنا ك"الشحّاذٍ" الذي لا يريد "لعاهته "الشفاء  طالما أنه يحقق منها المكاسب والمنافع، وهو الذي  تعوّد على العيش  مُمتهن الكرامة وعالةً دائمة على الآخرين!
وانحصر دور "الجماهير العريضة"  وأمة "المليار" باستعراض  صور الضحايا الدّامية، ورفع الأحذية، وحرق الأعلام، والنواح على ضحايا المجازر وعدّاد المحارق،  فيما يهرول "القادة " لاعادة انتاج شروط " الأزمة" تحت تسمية مبادرات!
هذه هي الصورة التي نبدو عليها شعوبًا وحكّامًّا ومثقفينا!  وبعد ان كنّا نمارس هذه "المهنة " بخجل أصبحنا نمارسها "بإتقان" مذهل، وكأننا ندور في مسرحية كلٍّ منا يعرف دوره المُعدّ له سلفًا.
 فالشعوب تتظاهر! وهذا دورها  المسموح به فقط  ونقطة عالسطر: "كومبارس صوتي". و"الحكام " يتكفلون بإعادة انتاج الأزمة والكارثة عبر "تسوّلهم الدبلوماسي "  وسعيهم  بين دول العالم بما  يضمن لهم "استمراريتهم السلطوية" والحفاظ على "عروشهم " ومغانمهم ومصالحم واستقرار اقتصادهم.
والمثقفين والنخب والكتَّاب يدورون أيضًا في فلك الانقسامات السلطوية إما تسبيحًا بحمد هذا المسار وإمًّا إدانة  لذاك المسار، فيما ترتفع أصوات الفتاوي ب"الجهاد" والنصرة تارة، وتارة بالاكتفاء" بالدعاء" من باب درء المفاسد المقدم على جلب المصالح!
وتضيع "الطاسة " وسط الهرج والمرج  "الاعلامي " و فوضى "الفضائيات " وغابة "المقالات " ويحتار مسؤولو وسائل الاعلام اي مسار سيلتزمون،  دون ان يغضبوا "السادة الداعمين من المعلنين"  ودون ان يفقدوا  رضى" الجماهير الحانقين" ويتحول المشهد كله الى كرنفالٍ مأساوي مجنون!
وبين هذا وذاك تعيث اسرائيل في الأرض جنونًا وفسادًا و قتلا وتدميرًا وارتكابًا لشتى انتهاكات الحقوق الآدامية، وهي تدوس بذلك على "كرامة الانسانية" ضاربة بعرض الحائط القيم البشرية والآخلاقية  كلّها! وهي تريد ان تُقنع شعوب الأرض ان "صواريخ" حماس المحلية الصنع سببًا وجيهًا وكفيلا بتحريك كلّ آلة الأرض العسكرية برًَا وبحرًا وجوًا! هازئة بالأمم المتحدة وكافة مؤسساتها العاجزة عن القيام بأبسط المسؤوليات الانسانية في مناطق النزاع!
  ولست بمعرض الدفاع عن "الصواريخ" التي لا ترقى لهذه التسمية، أو مناقشة مدى جدواها وفعاليتها، كما لست بمعرض تبرير اي نوع من انواع العنف ولست أيضًا في وارد مناقشة "الحصار" الذي لا مبرر له في "العرف الانساني " وله ألف مبرر في العرف "السياسي ".
ففي عالم السياسية لا يُقام وزنًا لدماء بني البشر (أيًّا كانت ) الا بالمقدار الذي يحققه لها من مكاسب اقتصادية وسلطوية  على ارض الواقع. فالبشر كلهم عبارة عن أرقام على جداول الاقتصاد العالمي، والانسان هو عبارة عن "مستهلك " ليس إلا.
 وفي هذه المنظومة "المادية الجشعة ":  نعم! إفلاس بنكٍ عالمي واحدٍ أشدّ بأسًا ورعبًا على النظام العالمي من "ألف ضحية آدمية "، نعم! هذه هي الحقيقة المرعبة التي يجب ان يعيها أصحاب الألفية الثالية!
وبلغة المصالح لا مكان " للأخلاق" أين كان منبعها (انسانية المصدر ام دينية ام عقائدية...) وانما تُسخَّر العقائد كلها لخدمة السياسي، وتُسخر القضايا الانسانية لتحقيق المكاسب العملية، وهذه هي قمة العنف الذي يتحكم بسلوك الامم ويدفع ثمنه الانسان!
اذن المادية المفرطة هي  المسيطرة على كل العلاقات فيما يُعرف ب "النظام العالمي " الحالي، وما نراه من صراعات في مختلف اقطار الارض هو جزء من الدوامة تلك؛ وما قضية غزة الا الانعكاس الذي تسعى من خلاله  الدول الاقليمية (اسرائيل – تركيا – مصر – ايران...) الى احتلال أفضل  موقع "سلطوي"  عبر تشكيل محاور لتحسين الشروط "السياسية والاقتصادية وان كان عبر الاتجار بقضايا انسانية  "كدماء الاطفال في غزة"!
إن عقلاء بني إسرائيل يعلمون عين اليقين أن عنف المجازر سيرتدّ وبالا  عليهم، وهم يحذّرون قادتهم يوميًّا بأن "القتل " سَينهي مشروع " دولة اسرائيل " وسيسقطها "أخلاقيًّا " أمام الرأي العام العالمي، حتى وان ربحت سياسيًّا  وحققت  اعلى المكاسب عسكريًّا . و بعض حاخامات اليهود يحذرون من مغبة انهيار "المنظومة الأخلاقية اليهودية" التي طالموا حاولوا ان يبعثوهَا في أبنائهم بوصفهم "أمة سامية مختارة" وهم كديانة سماوية ترتكز على مفاهيم "الكابالا " التي ترقى بالانسان عن سفك الدماء!
ويبقى لدى الانسان العاقل أمل بأن "الوعي مفتاح الفرج " وان الاخلاق الانسانية ستبقى عقبة كؤود في وجه دولاب العنف برغم "المسرحيات السخيفة والمخيفة التي يدخلنا بها الساسة وهم بدماء الاطفال يتاجرون.
 قال لي اليوم أحد الكتاب:"نتمنى زوال المحنة بأسرع وقت " فأجبته: "المحنة الآنية لا شك ستزول قريبًا ولكن كارثة القرارات والاتفاقات والتسويات ستبقى! " فصنّاع الحروب و"القادة " سيعيدون انتاج" كوارثهم " تحت مسميات عدة لتحسين شروط توازن "القوى"، غير انهم أبعد ما يكون عن ابتكار حلول لصناعة الحياة، فالسلام نمط فكري، وتوجه سامٍ، وسيرورة عادلة ومنهج انساني وليست صفقة تنجز عبر الشحاذة الديبلوماسية واستجداء المناصب و ركوب السلطة وبناء العروش بالجماجم!

21 - يناير - 2009
ملف العدوان على غزة
يكرهها العدو حتى القتل ويخافها حتى الجريمة..    كن أول من يقيّم

الزاحل محمود درويش
عبد الكبير الميناوي

كأنه حاضر بيننا، يعيش أو يتابع الأخبار الطازجة، التي تنقلها الفضائيات عبر شبكات مراسليها، عن جديد القصف والخراب وأرقام الشهداء والمصابين، وحكاية القذائف الفسفورية البيضاء الحارقة، التي تلقيها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
كأنه حـيّ بيننا، يدفع عنه عتاب الشهيد، تماما كما أعلنها في «حالة حصار»:
«الشهيد يحاصرني كلما عشت يوماً جديداً
ويسألني : أين كنت؟
أعد للقواميس كل الكلام الذي
كنت أهديتنيه،
وخفف عن النائمين طنين الصدى!».
للحظة، تذكرتُ كل «تيارات» الهواء التي سبق أن نشرتها في «المساء»، بصدد فلسطين ولبنان والعراق، وغيرها من نقط الدمار والقتل والحصار. تذكرتُ «شهيدٌ في بطن أمه»، و«عائدون بلا نشيد»، و«دموع السنيورة وصواريخ الكاتيوشا»، و«الصاعدون إلى الله»، ولم أجد إلا أن أتابع الدماء الفلسطينية المعروضة طازجة عبر الفضائيات، قبل أن أعود، للمرة الألف، إلى دواوين وكتب الشاعر الراحل محمود درويش.
في «يوميات الحزن العادي»، وبعد قصيدة «من يقتل خمسين عربياً يخسـر قرشاً»، نقرأ لشاعر «مديح الظل العالي»، في قصيدة «صمت من أجل غزة»، أن غزة:
«تحيط خاصرتها بالألغام.. وتنفجر.. لا هو موت.. ولا هو انتحار
لا هو سحر ولا هو أعجوبة، إنه سلاح غـزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو
‏لأن غـزة بعيدة عن أقاربها ولصيقة بالأعداء.. لأن غـزة جزيرة كلما انفجرت، وهي لا تكف‏‏ عن الانفجار، خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه وصدته عن الرضى بالزمن.
لأن الزمن في غـزة شيء آخر.. لأن الزمن في غـزة ليس عنصراً محايداً‏ً إنه لا يدفع الناس إلى برودة التأمل. ولكنه يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة. الزمن هناك‏‏ لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة ولكنه يجعلهم رجالا في أول لقاء مع العدو.. ليس الزمن‏‏ في غـزة استرخاء‏‏ ولكنه اقتحام الظهيرة المشتعلة.. لأن القيم في غـزة تختلف.. تختلف.. تختلف.. القيمة الوحيدة للإنسان‏‏ المحتل هي مدى مقاومته للاحتلال، هذه هي المنافسة الوحيدة هناك.
وغـزة أدمنتْ معرفة هذه القيمة النبيلة القاسية.. لم تتعلمها من الكتب ولا من الدورات الدراسية العاجلة‏‏ ولا من أبواق الدعاية عالية الصوت ولا من الأناشيد. لقد تعلمتها بالتجربة وحدها وبالعمل الذي لا يكون‏‏ إلا من أجل الإعلان والصورة‏‏.
إن غـزة لا تباهي بأسلحتها وثوريتها وميزانيتها، إنها تقدم لحمها المر وتتصرف بإرادتها وتسكب دمها‏‏. وغزة لا تتقن الخطابة.. ليس لغزة حنجرة.. مسام جلدها هي التي تتكلم عرقا ودما وحرائق.‏‏
من هنا يكرهها العدو حتى القتل. ويخافها حتى الجريمة
. ويسعى إلى إغراقها في البحر أو في الصحراء‏‏ أو في الدم‏‏. من هنا يحبها أقاربها وأصدقاؤها على استحياء يصل إلى الغيرة والخوف أحيانا. لأن غزة هي الدرس الوحشي والنموذج المشرق للأعداء والأصدقاء على السواء.
ليست غزة أجمل المدن..
ليس شاطؤها أشد زرقة من شؤاطئ المدن العربية‏‏
وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض.
وليست غزة أغنى المدن..
وليست أرقى المدن وليست أكبر المدن. ولكنها تعادل تاريخ أمة. لأنها أشد قبحاً في عيون الأعداء، وفقراً وبؤساً وشراسة. لأنها أشدنا قدرة على تعكير مزاج العدو وراحته، لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات، لأنها كذلك فهي أجملنا وأصفانا وأغنانا وأكثرنا جدارة بالحب.‏‏
أجمل ما (في غزة) أنها خالية من الشعر، في وقت حاولنا أن ننتصر فيه على العدو بالقصائد، فصدقنا أنفسنا وابتهجنا حين رأينا العدو يتركنا نغني.. وتركناه ينتصر ثم جففنا القصائد عن شفاهنا، فرأينا العدو وقد أتم بناء المدن والحصون والشوارع.‏‏
ونظلم غزة لو مجدناها لأن الافتتان بها سيأخذنا إلى حد الانتظار، وغزة لا تجيء إلينا، غزة لا تحررنا، ليست لغزة خيول ولا طائرات ولا عصي سحرية ولا مكاتب في العواصم، إن غزة تحرر نفسها من صفاتنا ولغتنا ومن غزاتها في وقت واحد، وحين نلتقي بها ذات حلم ربما لن تعرفنا، لأن غزة من مواليد النار ونحن من مواليد الانتظار والبكاء على الديار‏‏.
صحيح أن لغزة ظروفاً خاصة وتقاليد ثورية خاصة‏‏ ولكن سرها ليس لغزاً: مقاومتها شعبية متلاحمة تعرف ماذا تريد (تريد طرد العدو من ثيابها)‏‏.
وعلاقة المقاومة فيها بالجماهير هي علاقة الجلد بالعظم ...
لم تتحول المقاومة في غزة إلى وظيفة ولم تتحول المقاومة في غزة إلى مؤسسة‏‏. لم تقبل وصاية أحد ولم تعلق مصيرها على توقيع أحد أو بصمة أحد ‏‏...
من هنا تكون غزة تجارة خاسرة للسماسرة، ومن هنا تكون كنزا معنوياً وأخلاقيا لا يقدر لكل العرب‏‏.
قد ينتصر الأعداء على غزة...
قد يكسرون عظامها‏‏
قد يزرعون الدبابات في أحشاء أطفالها ونسائها وقد يرمونها في البحر أو الرمل أو الدم ولكنها
لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم‏‏
وستستمر في الانفجار‏‏
لا هو موت ولا هو انتحار ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة».
في «حالة حصار»، يتحدث درويش، عن «مرتفعات الدخان»، حيث «لا وقت للوقت»، هناك .. حيث «نفعل ما يفعل الصاعدون إلى الله : ننسى الألم»، يقول درويش.
هناك.. «جنرالٌ ينقـّبُ عن دولة نائمة»،
هناك.. «يقيسُ الجنود المسافة بين الوجود وبين العدم بمنظار دبّابة»،
هناك.. «الحصار هو الانتظار على سلم مائل وسط العاصفة»،
هناك.. «الأساطير ترفض تعديل حبكتها
ربما مسـّها خللٌ طارئٌ
ربما جنحتْْ سفنٌ نحو يابسةٍ
غير مأهولةٍ،
فأصيبَ الخياليُّ بالواقعي ..
ولكنها لا تغير حبكتها.
كلما وجدتْ واقعاً لا يـُلائمها عدّلته بجَـرافةٍ».
«في حضرة الغياب».. ينخرط درويش في عرض سيرة فاتنة بلغتها، موجعة بأحداثها وحنينها، تمتد من طفولة لاجئة إلى عودة تائهة: «يوقظونك من زمنك الخاص، ويقولون لك: اكْبر الآن معنا في زمن القافلة، واركض معنا لئلا يفترسك الذئب ... فاترك بقية منامك نائماً على نافذة مفتوحة، ليلحق بك حين يصحو عند الفجر الأزرق»، و»اخرج معنا في هذا الليل الخالي من الرحمة».
سيحفظ شاعرنا ليل الألم عن ظهر قلب، من دون أن ينسى الطريق الضيق المتعرج الذي سيرميه وأهله بالشبهات.
«وتسأل: ما معنى كلمة «لاجئ»؟
سيقولون: هو من اقتلع من أرض الوطن.
وتسأل: ما معنى كلمة «وطن»؟
سيقولون: هو البيت، وشجرة التوت، وقن الدجاج، وقفير النحل، ورائحة الخبز، والسماء الأولى. وتسأل: هل تتسع كلمة واحدة من ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات... وتضيق بنا؟».
بسرعة، سيكبر شاعرنا على وقع الكلمات الكبيرة، وسيرى نفسه في مطار أول وثان وثالث ورابع وعاشر شارحاً لموظفين لا مبالين درساً في التاريخ المعاصر عن شعب النكبة الموزع بين المنافي والاحتلال منذ أن هبطت عليهم جرافة التاريخ العملاقة وجرفتهم من مكانهم وسوت المكان على مقاس أسطورة مدججة بالسلاح وبالمقدس.
سيعلو الطريق وسيهبط، سيتموج وسيتعرج وسيطول وسيتفرع إلى طرق لا حصر لها ولا نهاية تجتمع بالبداية. وبين الدخول والخروج زمنٌ مديدٌ، سيأذن لشاعرنا بوداع المنفى بما يستحق من شجن، وليودع «الذاهبين إلى ساحة البلاد الخلفية.. الخارجين من فضاء الأسطورة إلى وعاء الواقع الضيق»: إنهم «عائدون بلا نشيد عالٍ وبلا راية جسور، كمتسللين من ثقب جدار تارة، وتارة كمحتفلين بدخول بوابة واسعة لسجن حَسَن التسمية، وطنيِّ الفوضى. المهاجرون عائدون والعائدون مهاجرون»، فـ «هل انتهت الرحلة أم بدأت؟»، سيتساءل شاعرنا، قبل أن ينقل صدمة عودته الشخصية: «في الظلام دخلنا، أو تسللنا إلى غزة»، وفي ذلك الليل المقطع بالحواجز والمستوطنات وأبراج المراقبة، سيكتشف شاعرنا، كم «يحتاج المرء إلى علم جغرافيا جديد ليعرف الحدود الفاصلة بين الخطوة والخطوة التالية، وبين الممنوع والمسموح، كصعوبة العثور على الغامض والواضح في اتفاقيات أوسلو».
سيسير شاعرنا في أزقة غزة خجِلاً من كل شيء، قبل أن يتساءل: «أي داهية قانوني أو لغوي يستطيع صوغ معاهدة سلام وحسن جوار بين قصر وكوخ، بين حارس وأسير؟».
في «حالة حصار».. «السلام اعتذار القوي لمن هو أضعف منه سلاحاً، وأقوى مدى».. و«أن تقاوم يعني: التأكد من صحة القلب والخصيتين، ومن دائك المتأصل: داء الأمل».
 
*يومية المساء المغربية

23 - يناير - 2009
ملف العدوان على غزة
 65  66  67  68  69