البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 64  65  66  67  68 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الحاكمية فى ذمة التاريخ (7) عودة بعد انقطاع0    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

الدولة الدينية وحاكمية الله
عبد الرحمن الحاج
كاتب سوري
info@almultaka.net


لا يمكن النظر إلى التاريخ السياسي الإسلامي على أنه تاريخ حكم ثيوقراطي (دولة دينية)، ذلك أن لا أحد كان يحكم باسم الإله، بل يحكم بوصفه نائباً عن الأمة، أو مفوضاً عنها، وباستثناء أبو الأعلى المودودي - وربما أيضاً حزب التحرير- فإن ثمة إجماعا بين الإسلاميين على أن الدولة الإسلامية لم تكن قط دولة ثيوقراطية، لكن مرجعية النظام هي مرجعية نصوص دينية مثبَّتة، ومؤسسة فقهية مفارقة (على الغالب) لولاة الأمر، تشكل هذه النصوص عموماً مرجعية متوافقا عليها، يخضع لها الجميع، وبالرغم من أنه جرت محاولات عديدة في التاريخ للتحايل عليها، غير أنها في صميم فكرة "الخلافة" مرجع مفارق يخضع له أولو الأمر ورعاياهم على السواء، وكان ذلك سبباً جوهرياً في انفصال المؤسسة الدينية عن أولي الأمر بشكل مبكر.
ليس لنا أن نُبسِّط نظام الخلافة إلى الشكل الإمبراطوري الذي سبق عصر الإسلام، كما ليس لنا أن نقول:
إن نظام الخلافة مطابق تماماً للدولة الحديثة وإن كان مع فروق تاريخية قابلة للتعديل، ليس لنا ذلك أبداً، والواقع أن الباحثين وقعوا ضحية هاتين الرؤيتين المختزلتين، ففيما ذهب إلى الأولى الحداثيون ذهب إلى الأخرى الإسلاميون! ويبدو لنا أن "الخلافة الإسلامية" مفهوم وسيط، بين المفهومين؛ الإمبراطورية، والدولة الحديثة، وهو يمثل حالة انتقالية باتجاه الدولة الحديثة، ولا أستبعد أبداً أن تكون تصورات الخلافة الإسلامية في الأندلس كانت ملهمة للأوربيين ومساعدة لهم للانتقال نحو الدولة الحديثة، على كل هذه مسألة تحتاج إلى بحوث خاصة، لكن المؤكد بالنسبة لنا أن نظام الخلافة يحمل أشياء بني عليها مفهوم الدولة الحديثة، وأخرى تشكل جزءاً من الإرث الإمبراطوري الفارسي واليوناني، ولم يكن بالإمكان حصول هذه النقلة لولا مفهوم الشريعة المكتملة والملزمة المفارق للوضع الإنساني، وذلك ما يضع علاقة الدين بالدولة والدولة بالدين في حيز الالتباس خصوصاً مع ملاحظة تأثيرات الجزء المتعلق بالمنطق الإمبراطوري على نظام الخلافة.
لا يوجد في النصوص الإسلامية (القرآن الكريم والسنة الشريفة) ما يمكن أن يكون أساساً لفكرة أن الكيان السياسي للجماعة وظيفته "حراسة الدين وسياسة الدنيا به"، فهذه المقولة التي تعرَّف بها الإمامة في مؤلفات "السياسة الشرعية" والأحكام السلطانية وآدابها - وكما تشير مراجعتنا لمصادر التراث السياسي- تعود بشكل قاطع إلى أصول فارسية كسروية، وإذا أضفنا إلى ذلك التطابق الذي حصل في الوعي الإسلامي بين استعادة الدين والخلافة الذي تجلى في مفهوم "الدولة الإسلامية"، فإننا سنكون أمام مجموعة جديدة من التحويرات لمفاهيم من ملازمات "الدولة الحديثة" التي أجراها الفكر الإسلامي السياسي الحديث، على رأسها مفهوم "الحاكمية".
إن دور الدولة الوظيفي باعتبارها "حارسة للدين" جعل مسألة "حاكمية الله" باعتبارها سيادة الشريعة الإسلامية مساوية لـ"سيادة الأمة" باعتبار الأمة مسلمة، فسيادتها يجب أو "يفترض" أن تساوي "سيادة الإسلام"، ويصبح من السهل بعد ذلك تشكيل تقابل تناقضي بين "حاكمية الشعب" و"حاكمية الله"، الذي وصل أحياناً إلى تعبير "حاكمية الطاغوت" مقابل "حاكمية الله"!
ظهور مصطلح "الحاكمية" -الذي صكه أبو الأعلى المودودي وتلقفه سيد قطب- بحد ذاته كان وليد مفهوم "الدولة الإسلامية" وتصوراتها -التي تمتح من نظرية الخلافة- وصراعها مع الدولة العلمانية -بالمعنى العقدي لا السياسي وحسب للعلمانية-، لهذا السبب ظهر شعار "تطبيق الشريعة" باعتباره تحقيقاً للحاكمية، ومن هنا فإن حساسية النخب العلمانية من الإسلاميين وتشككهم المستدام من صدقهم في ممارسة يبدو كما لو أنه يمتلك بعض المسوغات، غير أن الإسلاميين أيضاً رغم إيمانهم جميعاً بضرورة تطبيق أحكام الشريعة يختلفون بالوسائل للوصول إليها، بين تمسُّك بالديمقراطية، والقبول بنهاياتها وأن تكون خياراً شعبياً لا خياراً سلطوياً نازلاًَ من أعلى مواقع الحكم، وبين من لا يقبل بأن تكون مكان مساومة وخيار أمة لا تعرف مصالحها، والمنطق الأخير عموماً تنزع إليه معظم الحركات الجهادية، وكثير من حركات الإسلام السياسي.
ولا شك أن النخب العلمانية المستفيدة من السلطة كانت دوماً تستثمر هذه الفكرة للانقلاب على الديمقراطية، أو حرمان الإسلاميين من الاستفادة منها، وقد أثبت التاريخ السياسي لكثير من حركات الإسلام السياسي والإسلاميين المستقلين أنهم - وعلى الرغم من إيمانهم بحاكمية الشريعة - إلا أنهم كانوا في أحايين كثيرة ملتزمين بالعمل الديمقراطي حتى نهايته، وربما الآن نشهد التزاماً واضحاً بالديمقراطية لدى معظم حركات الإسلام السياسي البرلمانية، لا بل إنه في بعض الأحيان كان الإسلاميون يمارسون السياسة تحت مظلة أحزاب علمانية كما هو الحال في سورية في فترة الخمسينيات.
لقد كان لتصور دور الحراسة الدينية للدولة الإسلامية أن تخلق شعاراً تعبوياً صاغه الإمام البنا، أعني تعبير "دستورنا القرآن"، وهو تعبير تحشيدي، لكنه أيضاً يوحي باستخفاف بالعمل الدستوري التوافقي، أدى هذا الشعار - الذي سهل لشعار الحاكمية ليسود خطاب الإسلام السياسي - إلى نوع من غياب النظرة الاحتفالية بالدستور، بوصفه وثيقة توافق، فقد أدى التحشيد الأيديولجي لمفهوم الحاكمية إلى سيادة نظرة وصائية للحركات الإسلامية وهي نظرة مقابلة تماماً للنظرة الوصائية الثورية في العالمين العربي والإسلامي، الذي كانت ضحيته دوماً الأمة ذاتها؛ لهذا قلما يتحدث الإسلاميون عن الدستور، وفي المقابل هم دوماً يتحدثون عن الشريعة.

18 - مايو - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
على هامش الشعر الجاهلى (13)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 الرأى والرأى الآخر هل يلتقيان ?
                                  عبدالرؤوف النويهى
                    
 
القرآن الكريم كتاب دين وتعاليم وليس كتاب فيزياء , ولكني ياصديقي أصدق كل من يقول بمنطق علمي ولغوي صحيح أن في القرآن الكريم بعض علوم الناس الحديثة , ولن أستهجن إذا قيل أن في القرآن الكريم قانون فيثاغورث حول المثلث القائم!!!
16/5/2007 محمدهشام
***************************************************
مسألة الإعجاز والإعجاز العلمي في القرآن
رضوان السيد
أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية

ما عاد ممكناً تجاهل الأدبيات الضخمة كمّاً وكيفاً عن الأعجاز العلمي في القرآن الكريم. وقد شهدتُ في الأسبوع الماضي شجاراً تلفزيونياً بين شخصين في إحدى الفضائيات، يقول أحدُهما بالإعجاز المطلق، بينما يريد الآخر التمييز بين المجالات، وتجنُّب المبالغة التي قد تسيء للقرآن الكريم. وقد اتهمه نصير الإطلاق في الإعجاز بالاستخفاف والتذاكي، وحذّره من الوقوع في النفاق إن أصرّ على موقفه. لكن سواء أنكر البعض ?الكشوف العلمية? المأخوذة من تأويلات للنص، أو لم ينكرها، فإن التأليف في ذلك والحديث فيه ماض ومن دون حدود أو قيود أو سدود. والواقع ان مباحث الإعجاز القرآني قديمة وتعود بداياتها الى القرن الثاني الهجري، في حين يُعتبر مبحث الإعجاز ?العلمي? حديثاً، ولا يزيد عمره على القرن من الزمان. أما ازدهاره فيعود الى العقود الأربعة الأخيرة، وهو بمعنى من المعاني جزء من الصحوة او من الإحياء الإسلامي الشامل، الذي لا تزال وقائعه ومشاهده تتوالى دونما توقف أو تردد ايضاً.
يتحدى القرآن الكريم المنكرين من المعاصرين لنزول الوحي ان يأتوا بمثله أو بسورة من مثله. وقد اختلف تفسير المفسّرين في القرنين الثاني والثالث للهجرة حول ما هو معني بذلك: هل المقصود إنشاء سورة مثل السوَر القرآنية في الأسلوب أو المقصود المجيء بنموذج أو منهج آخر يدين به الناس او يُعرض عليهم بديلاً لما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ربه?! ولا نملك من حقبة نزول القرآن ما يشير الى التحدي أو التجرؤ على المجيء بمثل القرآن، باستثناء بعض العبارات المروية عن مسيلمة او سجاح، وهي أدنى الى الطرائف والسخافات. لكن هناك من ناحية ثانية ادعاء البعض للنبوة، وما يذكُرُه القرآن نفسه عن ألسنة أعداء الدعوة المحمدية من اتهامات للنبي بأنه ساحر أو شاعر، وأن ما جاء به من أساطير الأولين التي استنسخها او أن احداً من البشر علّمه اياها.
اما مباحث الإعجاز فقد بدأت في القرن الثاني الهجري وهي ذات شقين: الشق المتعلق بدلائل النبوة، ومن بينها او في مقدمها القرآن الكريم. ثم الشق المتعلق بالأسلوب والصياغة او البيان القرآني. ونعرف من شذرات في كتب الردود على النصارى وعلى غيرهم، وفي كتب علم الكلام، ودلائل النبوة، ان الزنادقة (والمقصود بهم دائماً المانوية)، ومنهم ابن المقفّع، كتبوا ردوداً ونقائض على القرآن الكريم. لكن الفقرات الباقية من الردود المزعومة تنصبُّ على التشكيك في نبوة النبي (صلى الله عليه وسلم)، أي انها تتصدى للقرآن في شكل غير مباشر. وحتى القرن الخامس الهجري، ظلت أهم وجوه الإعجاز القرآني: البيان وأساليب النظم (عبدالقاهر)، ثم الإخبار بالغيوب لجهة أخبار بدء الخليفة والأمم والرسالات السالفة، ولجهة نهاية العالم ووقائع الحساب والجنة والنار.
وتجددت بحوث الإعجاز والنبوة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وعلى وقع الجدالات البادئة بين الإسلام والمسيحية الغربية بشقيها. وقد استعان المسلمون بكتب دلائل النبوة القديمة، وبكتب الرد على النصارى، لإثبات نبوة النبي بالدرجة الأولى، وأن القرآن موحى ومعجز بالدرجة الثانية. وانصبّت اهتمامات المسلمين على إثبات تاريخية العهدين القديم والجديد، بخلاف القرآن الكريم المتواتر نصاً ومعنى. بيد ان تلك الجدالات ما افادت كثيراً في تقدم البحوث القرآنية لدى المسلمين. بل ان الإصلاحيين المسلمين، وفي نهايات القرن التاسع عشر والى الربع الأول من القرن العشرين أدخلوا أمرين اثنين جديدين على الوجوه القديمة لإعجاز القرآن: السنن الكونية والتاريخية والاجتماعية، والرؤى والمشروعات القرآنية المؤدية الى التقدم الإنساني والإسلامي. لكن الشيخ طنطاوي جوهري، وفي تفسيره: الجواهر، في مطلع القرن العشرين، هو الذي طرح للمرة الأولى ما يمكن اعتباره تأسيساً لفكرة الإعجاز العلمي في القرآن: وإن كان قصده من وراء هذا الطرح مختلفاً عن طروحات اهل الصحوة الإسلامية. كانت النظرية التطورية الداروينية تكتسح الأوساط العلمية، والدراسات الاقتصادية والاجتماعية، وتتحدى الديانة المسيحية بشقيها البروتستانتي والكاثوليكي في رؤيتها لخلق الإنسان وتطور علائقه بالبيئات الطبيعية، ورؤاها الأخرى لعلاقات البشر بعضهم ببعض، والقائمة على الانتقاء والانتخاب، وانتصار الأقوى. وما وافق جمال الدين الأفغاني ولا طنطاوي جوهري على ?النتائج? الاجتماعية والإنسانية التي أراد هربرت سبنسر وآرثر غوبينو ورينان وكثيرون آخرون، ترتيبها على بيولوجيا داروين و ?أصل الأنواع?. لكن جوهري وحسين الجسر رأيا أن الرؤية الداروينية للتطور البيولوجي للإنسان إن صحّت، فإنها لا تتناقض مع التأويل الممكن للنص القرآني حول هذه الأمور، بخلاف ما حدث ويحدث مع العهد القديم. وهذا ?التوافق? بين القرآن والعلم هو أصل الفكرة التي تطورت بعد الخمسينات من القرن الماضي الى سَبْق القرآن للعلم الرياضي والفيزيائي والبيولوجي والكيميائي الحديث، وبالتالي: الإعجاز العلمي القاطع والشامل.
لفكرة الإعجاز العلمي فائدتان:
أنّ القرآن – بخلاف الكتب الدينية الأخرى – لا يتناقض مع العلم ولا يُضادّه. وبعث الثقة لدى المسلمين أن لدينهم مستقبلاً باعتبار عدم مناقضته للعلم والتقدم، بل استحثاثه عليه. بيد أن هاتين الفائدتين لا تصمدان أو انهما لا تشكلان مسوِّغاً للمضيّ قدماً في دراسات وممارسات الإعجاز العلمي هذه فأولاً الفكرة نفسها خطأ في خطأ. ذلك أن القرآن يملك طبعاً ?رؤية للعالم?، لكنها لا تُعنى بالفلك والفيزياء والرياضيات والبيولوجيا، بل بالإنسان وسبل التكليف واختيار الحياة الصالحة، ومعوّقات وحواثّ البيئات الاجتماعية والانسانية والطبيعية المحيطة به، في ظل عناية الله سبحانه ورحمته، ولأنه عزّ وجلّ ?خالق كل شيء?، و ?له الخَلقُ والأمر?، فمقتضى إيماننا المؤمن والمسلم انه لا تناقض بين ما يورده النص القرآني عن خَلْق العالم والإنسان، والحقائق التي تثبتُ بالعلم البحت والتطبيقي. لكن هذه هي حدود الأمر. فلا يجوز الانطلاق من ذلك لقراءة كل الحقائق أو النظريات العلمية من خلال القرآن لا في التأسيس ولا في الاستنتاج. في التأسيس، لأن القرآن لا تفصيل فيه في الشؤون البحتة والتطبيقية. وفي الاستنتاج، لأن النظريات العلمية أو الفراضيات تتغير وتتطور، ونظرية داريون نفسها ما ثبتت حتى الآن، فضلاً عن الفرضيات المتعلقة بالقضايا البيئية والتي تحدث عنها منظّرو الإعجاز العلمي، من دون أن يتمكنوا من متابعة تطوراتها بتأويلات جديدة للنصوص القرآنية المجملة والتي لا تهدف في الأساس للحديث عن هذه الأمور.
وهذا فإن فكرة استخدام النص القرآني للتأسيس لنظرية علمية فيزيائية أو بيولوجية هي إساءة للقرآن، من حيث مخالفتها لطبيعته ولرسالته. أما استخدامه للتوافق مع نظرية علمية – كما حدث دائماً وحتى الآن – فهو تحصيل حاصل من جهة، ويحمل خطر ثبوت خطأ تلك النظرية أو قصورها بعد مدة تطول أو تقصر.

أما الأمر الآخر المهم فإن نزعة الإعجاز العلمي هي بمثابة تعويض عن التأخر العلمي لدى المسلمين. لكنه تعويض وهمي. فما الذي يستفيد منه المسلمون أو القرآن الكريم إذا كانت ?النظرية الذرية? القرآنية قد سبقت بحوث الفيزيائيين والرياضيين الغربيين? أما الإنجازات الفلكية والكيميائية والطبية لدى المسلمين في العصور الوسطى فما ذكر واحد من علماء المسلمين انه استند فيها الى القرآن الكريم. وها هم أفراد من المسلمين المتدينين وغير المتدينين يتقدمون ويتفوقون ويحصلون على المناصب والجوائز العلمية العالمية، واستناداً الى البحوث والممارسات الغربية المنهج، من دون أن تتكون لديهم عقدة تجاه دينهم أو بني قومهم – باستثناء الاقتناع بأن تخلُّف العرب والمسلمين ليس علته دينهم ولا قرآنهم، بل الظروف الداخلية والخارجية المحيطة بإنسانهم ومجتمعاتهم.
وهناك أمرٌ أخيرٌ يتردد كثيرون منا في الحديث حوله. إذ هناك قضايا في صورة الكون تَرِدُ في القرآن في حدود اللغة والسياقات المتعارَف عليها أو التي كان متعارفاً عليها. ونحن مضطرون – وليس اليوم فحسب بل ومنذ أكثر من قرن – الى قراءتها قراءة مجازية. لكن دعاوى الإعجاز القرآني العريضة، تنشر جواً من العجائبية والسحرية، يحول دون أي تفكير وتقدير.

موقع الملتقى الفكرى
 

18 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
على هامش الشعر الجاهلى (14) ملفات شائكة جداً جداً0    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

كنتُ متوقعاً أكثر مما يُقال من هجوم وانتقادات وخوف وتراشق 0
كنتُ عازماً على إلقاء الحصى فى هذا النهر الآسن ،الذى نراه ونحياه  كل يوم ،وكل لحظة ،وكل وقت يمرُبنا ،لعلنا ننفض عن عقولنا هذا الركام المتكاثف ،وضياعنا فى عالم  لايرحم 0
 ياسادتى الكرام :
أُحبكم جميعاً  وأحترم فيكم الرأى الحر ولوكان قاسياً  قاسياً، ألا يكفى  أننا نتحاور ???
راجعوا أحبائى0000 كل مُداخلاتى  ومواضيعى  فى مجالس الوراق ،تجدون أخاً وصديقاً وإنساناً يخشى البعد عنكم ويتحاشاه ويهرب منه0
 
مهما طال بنا الحوار فلن نُقاتل بعضنا البعض ،فصعبٌ علينا  التقابل وجهاً لوجه ،فكل منا أبعد عن الآخر مكاناً وإقامة ،ورغم وجودى ويحيى رفاعى فى مصر ،فلم نلتق حتى اللحظة، رغم شوقى الحار لرؤيته  وتحديد أكثر من ميعاد،،  فلم أشرف بلقائه لظروف صحية قاسية جداً جداً ، تمنعى مؤقتاً  من التنقل ،عانيتُ منها  لجراحة فى القلب ،ألمحتُ له بها ،وطلبت ُ منه كتمانها 0
 
 
حنانيْك وسعديْك  أبا الحسن  ورفقاً بنا  ، فهذا الملف الشائك  ،يحاول وبصدق وبقوة ،طرح جزءاً حميماً من صراعنا الفكرى ،وما انتهى إليه من نتائج نتفق معها أو نرفضها ،أخطأ طه حسين  أو أصاب ،فهو على الأقل  كان دافعاً لإعادة النظر فى كثير من طرق تفكيرنا  ومناهج نقدنا ،ولم أذكر ما قاله العالم الكبير /محمد فريد وجدى ، عبثاً ومضيعةً للوقت 0
حنانيْك  وسعديْك  ورفقاً بنا أبا الحسن 000فقد قلت رأيك ونحترمه ونقدره  وأن الكتاب مُكدسُ  ومرطرطُ  فى السوق ،إذن ما الخوف من طرحه فى الوراق ? وهناك من الموضوعات الكثيرة والكثيرة  المُثارة فى الوراق وغيرها من المواقع  ،أقل من أن تُذكر  ،فهى والخواء  سواء 0
وأذكر مثلاً (لولا احتكاك حجرين  ،ما تولدت النار ) لست أدريه حرفياً، وإنما يعنى أن توالد الأفكار من تصادمها الفعال والمثمر 0
 
محمد هشام 000استفزازى لك مقصود  ، صراحةً،ولك فى يحيى رفاعى ،مثلاً حياً   وهو يقول أنه مدين بكتاباته  باستفزازاتى الأبوية له،فأنا أبغى حقاً  مشروعاً ،أن يُقدم كلُ منا أثمن مالديه وأجود ما عنده من قناعات فكرية وثقافات متنوعة 0
أخونا الكبير وأستاذنا /ياسين 00ربما كسب هذا الملف الشائك  ،درةً ثمينة  ،بوجودك بيننا،  وتماسك بيانك وقوة حُجتك 0
 
لا أريدكم بعد توضيح ما سلف تبيانه ،أن تتوقفوا عن الحدة والنقاش والحوار الجاد والمثمر ، بل سعادتى تنمو وتترعرع فى وجودكم ، فلم أقل ما قلته إلا عن حبٍ وتقدير ٍ وانتظروا منى مستقبلاً،إن شاء الله، ملفات شائكة جداً  جدأً،يحتدم بشأنها شموس الوراق وأقمارها 0
 
 (  رب إشرح لى صدرى ويسر لى أمرى وأحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى ) 
 صدق الله العظيم
 
 
 
 
 

18 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
تقرير النيابةفى كتاب الشعر الجاهلى (8)    كن أول من يقيّم

ونحن مع هذا لا نريد أن ننفى وجود اختلاف بين اللغتين  ولانقصد أن نعيب على المؤلف جهله  بهذه الأمور  فإنها فى الحقيقة مازالت من المجاهل  ما وصل  إليه المستشرقون  من الاستكشافات  لا ينير الطريق ، وإنما الذى نريد أن نسجله عليه هو أنه بنى احكامه على أساس ما زال مجهولا ، إذإنه يقرر بجرأة فى آخر الفصل الذى نتكلم بشأنه ((والنتيجة لهذا البحث كله تردنا إلى الموضوع الذي أبتدأنا به منذ حين ، وهو أن هذا الشعر الذي يسمونه الجاهلي لا يمثل اللغة الجاهلية ولا يمكن أن يكون صحيحا . ذلك لأننا نجد بين هؤلاء الشعراء الذين يضيفون إليهم شيئا كثيرا من الشعر الجاهلي قوما ينتسبون إلى عرب اليمن إلى هذه القحطانية العاربة التي كانت تتكلم لغة غير لغة القرآن ، والتي كان يقول عنها أبو عمرو بن العلاء : إن لغتها مخالفة للغة العرب ، والتي أثبت البحث الحديث ، أن لها لغة أخرى غير اللغة العربية .
فمتى قال أبو عمرو بن العلاء  إنها لغة مخالفة للغة العرب 0لقد أشرنا إلى التغيير الذى أحدثه المؤلف فيما روى عن أبى عمرو حيث حذف من روايته (وقلنا قد يكون للمؤلف مآرب من وراء هذا التغيير ، فهذا هومأربه ، إن الأستاذ حرّف فى الرواية عمداً ليصل إلى تقرير هذه النتيجة 0
ويقول المؤلف أيضاًوالتى أثبت البحث الحديث أن لها لغة أخرى غير اللغة العربية – وقد أنّا فيما سلف  أنه عجز عن إثبات ما يدعيه – ومن الغريب أنه عندما بدأ البحث اكتفى  بأن قال :ولدينا الآن نقوش ونصوص تمكننا من إثبات هذا الخلاف فى اللفظ وفى قواعد النحو والتصريف أيضاً، ولكنه انتهى  بأن قرر بأن البحث الحديث أثبت أن لغة أخرى غير اللغة العربية 0
قرر الأستاذ فى التحقيق  أنه لاشك فى اللغة الحميرية ظلت تتكلم إلى مابعد الإسلام ، فإن كانت هذه اللغة هى لغة أخرى غير اللغة العربية  كما يوهم أنه انتهى به بحثه  فهل له أن يفهمنا  كيف استطاع عرب اليمن فهم القرآن وحفظه وتلاوته ?
نحن نسلم  بأنه لابد من وجود اختلافات بين لغة حمير وبين لغة عدنان ، بل ونقول إنه لابد من وجود شىء من الاختلافات بين بعض القبائل وبين البعض الآخر مممن يتكلمون لغة واحدة من اللغتين المذكورتين ، ولكنها على كل حالل اختلافات  لاتخرجها عن العربية وهذه الاختلافات هى التى قصدها  أبو عمرو بن العلاء بقوله : ما لسان حمير بلساننا ، والمؤلف لا يستطيع أن ينكر الاختلاط الذى لابد منه بين القبائل المختلفة خصوصا فى أمة متنقلة بطبيعتها كالأمة العربية ، ولابد لها جميعا من لغة عامة تتفاهم بها هى اللغة الأدبية ، وقد أشار هو بنفسه إليها فى ص17من كتابه حيث قال عن القرآن : ولكنه كان كتابا عربيا لغته هى اللغة العربية الأدبية التى كان يصطنعها الناس فى عصره  أى فى العصر الجاهلى ، 0وهذه اللغة الأدبية هى لغة الكتابة  ولغة الشعر ، والمؤلف نفسه عندما تكلم فى الفصل الخامس عشر عن الشعر الجاهلى واللهجات بحث فى ص37،36،35 بحثا يؤيد هذا المعنى  وإن كان يدعى بغير دليل أن الإسلام قد فرض على العرب جميعا  لغة عامة واحدة  هى لغة قريش  مع أنه سبق من أن ذكر فى ص17 أن لغة القرآن هى اللغة العربية التى كان يصطنهعا الناس  فى عصره  أى فى العصر الجاهلى  فلم لاتكون لهذه اللهجة الأدبية السيادة العامة من قبل نزول القرآن بزمن طويل  وكيف يستطيع هو هذا التحديد وعلام يستند ?
يتضح مما تقدم أن عدم ظهورخلاف فى اللغة لايدل فى ذاته حتما ً على عدم صحة الشعر 0ونحن لانريد بما قدمنا أن نتولى الدفاع عن صحة الشعر الجاهلى إذ إن هذه المسئلة ليست حديثة العهد ابتدعها المؤلف وإنما هى مسئلة قديمة قررها أهل الفن والشعر كما قال ابن سلام صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات وهو يحتاج فى تمييزه إلى خبير كاللؤلؤ والياقوت لا يعرف بصنعة ولاوزن دون المعاينة ممن يبصره – ولكن الذى نريد أن نشير إليه إنما هو الخطأ الذى اعتاد أن يرتكبه المؤلف فى أبحاثه حيث بدأ بافتراض يتخيله ثم ينتهى بأن يرتب عليه قواعد  كأنها حقائق ثابتة كما فعل بين لغة حمير وبين لغة عدنان ثم فى مسئلة إبراهيم وإسماعيل  وهجرتهما إلى مكة  إذ بدأ فيها بإظهار الشك ثم انتهى باليقين  بدأ بقوله (للتوراة أن تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا ، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لاثبات وجودهما التاريخي ، فضلا عن اثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها)

18 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
تقرير النيابة فى كتاب الشعر الجاهلى (9)    كن أول من يقيّم

إلى هنا أظهرالشك لعدم قيام الدليل التاريخى فى نظره ،كما تتطلبه الطرق الحديثة ثم النتهى  بأن قرر فى كثير من الصراحة :إن ضعف هذه القصة إذن واضح فى حديثة العهد  ظهرت قبل الإسلام  واستغلها الإسلام لسبب دينى 000إلخ
فما هو الدليل الذى انتقل به من الشك إلى اليقين ?
 
هل دليله هو قوله : ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة في اثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة ، وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى . وأقدم عصر يمكن أن تكون قد نشأت فيه هذه الفكرة إنما هو هذا العصر الذي أخذ اليهود يستوطنون فيه شمال البلاد العربية ويثبتون فيه المستعمرات00إلخ
أن ظهور الإسلام وما كان من الخصومة العنيفة بينه وبين وثنية العرب من غير أهل الكتاب ، قد اقتضى أن تثبت الصلة الوثيقة بين الدين الجديد وبين الديانتين القديمتين : ديانة النصارى واليهود وإنه مع ثبوت الصلة الدينية يحسن أن تؤيدها صلة مادية  00إلخ
 
إذا كان الأستاذ المؤلف يرى أن ظهور الإسلام قد اقتضى أن تثبت الصلة بينه وبين ديانتى اليهود والنصارى ،وأن القرابة المادية الملفقة بين العرب وبين اليهود لازمة لإثبات الصلة بين الإسلام وبين اليهودية  فاستغلها لهذا الغرض ،فهل له أن يبين السبب فى عدم اهتمامه أيضا بمثل هذه الحيلة  لتوثيق الصلة بين الإسلام والنصرانية ?
وهل عدم اهتمامه هذا معناه عجزه أو استهانته بأمر النصرانية ?
وهل من يريد توثيق الصلة مع اليهود بأى ثمن ،حتى باستغلال التفليق هو الذى يقول عنهم فى القرآن  :لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا "0
إن الأستاذ ليعجز حقا عن تقديم هذا البيان إذ إن كل ماذكره فى هذه المئلة إما هو خيال فى خيال وكل ما استند إليه من الأدلة هو :
1-فليس ببعيدأن يكون 00
2- فما الذى يمنع 000
3- ونحن نعتقد 000
4- وإذن فليس ما يمنع قريشا من أن تقبل هذه الأسطورة
5- وإذن فنستطيع أن نقول 000
 
فالأستاذ المؤلف فى بحثه إذا رأى إنكار شىء يقول لادليل عن الأدلة التى تتطلبها الطرق الحديثة للبحث حسب الخطة التى رسمها فى منهج البحث وإذا رأى تقرير أمر لايدلل عليه بغير الأدلة التى أحصيناها له وكفى بقوله حجة 0
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

18 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
على هامش الشعر الجاهلى (15) من الضفاف الأخرى (1)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
في الذكرى الثلاثين لرحيله .. والثمانين لمصادرة
               ?فى الشعر الجاهلي?
طه حسين ?المبصر? واجه عاهات ثلاثاً
                                      حلمي سالم
?إلق نظارتيك ما أنتَ أعمى إنـما  نحن جوقة iiالعميان
كانت هذه الكلمات أحد أبيات قصيدة نزار قباني في رثاء عميد الأدب العربي طه حسين، نستعيدها اليوم لأننا نعيش ذكرى مزدوجة لطه حسين: ثلاثين سنة على رحيله (تشرين الأول - أكتوبر 1973) وكان بعد أيام من خطاب الرئيس أنور السادات الذي أعلن فيه انتهاء حرب تشرين الأول مع إسرائيل، واستعداده للذهاب إلى آخر الأرض، بما في ذلك تل أبيب، من أجل السلام، وثمانين سنة على مصادرة كتابه الأشهر ?في الشعر الجاهلي? 1926، بعد أن ثارت عليه ثائرة السلفيين وشيوخ الأزهر الشريف. ونحن نحلق في سماء الذكرى والذاكرة، مع صاحب ?حديث الأربعاء? لا بد من ذكر النقاط الخمس الآتية:
(1) لم يكن طه حسين مجرد كاتب كبير، أو مفكر مستنير، أو باحث رائد، بل كان - فوق ذلك كله - ظاهرة اجتماعية ثقافية باهرة. وهي ظاهرة تلاقحت فيها الموهبة الفردية مع التقاليد الثقافية الأدبية، حسب فكرة إليوت، كما تلاقت فيها عوامل عدة مجتمعة في ضفيرة متجادلة موفقة: ظروف سياسية يبحث فيها المجتمع المصري (والعربي) عن هويته واستقلاله ونهضته، حياة جامعية ناشئة تسعى إلى تكديس البحث وتعميق ?الروح الجامعي?، حياة ليبرالية تتعدد فيها الأحزاب والتيارات الكثيرة: الوطنية والقومية والدينية والغربية والشيوعية: قبل عامين من مصادرة ?الشعر الجاهلي? تأسس الحزب الشيوعي المصري (1924) وبعد عامين ستنشأ جماعة الإخوان المسلمين (1928)، حلقات سابقة من المنورين العرب، منذ نصف القرن التاسع عشر حتى العقد الثاني من القرن العشرين: من مثل حسن العطار ورفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني وسليم البستاني ومحمد عبده وجبران وعلي عبد الرازق، وأخيراً: طاقة فردية جبارة، وموهبة استثنائية، وطموح جارف لفتى قرر أن يهزم العاهات الثلاث: عاهة عماه الشخصي، وعاهة فقر أسرته، وعاهة تخلف المجتمع الأكبر: مصر.
(2)- جديرة بالتأمل والفحص تلك العلاقة الملتبسة الظاهرة بين طه حسين وأستاذه أبي العلاء المعري. فالمعري هو المثقف التراثي الوحيد الذي حظي من عناية طه حسين بأربعة كتب كاملة: صوت أبي العلاء، مع أبي العلاء في سجنه، تجديد ذكرى أبي العلاء، شرح لزوم ما لا يلزم.

19 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
على هامش الشعر الجاهلى (16) من الضفاف الأخرى (2)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

وعندي أن ثمة أكثر من رابطة يمكن أن تجمع بين المعري وطه حسين: فمن ناحية: يصل بينهما أن كليهما حوّل ?انعدام البصر? إلى ?نفاذ بصيرة?، بما يتضمنه ذلك من الاستغناء عن ?الرؤية? بـ ?الرؤيا?، وما يستتبعه ذلك الاستغناء من تأكيد المعنى البسيط الذي يؤكد أن ?النظر? الحق ليس هو ?الشوف? الظاهري، بل هو ?الإدراك? الداخلي القويم. ولعل تلك الحقيقة هي ما قصدها نزار قباني حين قال لطه حسين ?ضوء عينيك أم هما نجمتان? كلهم لا يرى، وأنت تراني?.
ومن ناحية ثانية: لا ريب أن نزعة الشك عند أبي العلاء قد لفتت نظر (أقصد: بصيرة) طه حسين، وهو المثقف الذي نقل إلى الثقافة العربية نظرية الشك الديكارتية. حتى أنه أقام عليها كتابة القنبلة ?في الشعر الجاهلي?. إن هذا القلق الفكري الجامع بين الرجلين هو الذي جعل طه حسين يقول عن نفسه ?أنا رجل قلق، ومثير للقلق من حولي? وبهذا المنظور العقلي كان طه حسين يعيد لنفسه بين لحظة ولحظة - وهو يدرس الفكر الغربي والتراث العربي على السواء - سطور أبي العلاء المعري الباقية:
يـرتـجي الناس أن يقوم iiإمام نـاطـق  في الكتيبة iiالخرساء
كذب الظن، لا إمام سوى العقل مـشـيراً  في صبحه iiوالمساء
إنـمـا هـذه المذاهب iiأسباب لـجـذب الـدنيا إلى iiالرؤساء
ومن ناحية ثالثة: إن ما لاقاه أبو العلاء المعري من تعنت واضطهاد من أهل عصره، الذين رموه بالكفر والإلحاد والزندقة، كان قريناً لما لاقاه طه حسين من عنت واضطهاد من أهل عصره، مرة بسبب روايته ?المعذبون في الأرض? (التي صودرت كذلك قبل 1952) ومرة بسبب رأيه في ضرورة إبعاد الصبغة الدينية عن دستور 1923، ومرة بسبب كتابه ?في الشعر الجاهلي? ومرة بسبب كتابه ?مستقبل الثقافة في مصر? الذي ربط فيه ثقافة مصر بثقافة حوض البحر المتوسط.وبرغم هذه الروابط الثلاثة القوية بين المعري وطه حسين، فإن هناك فارقاً جوهرياً يفصل بين الرجلين، هذا الفارق هو أن طه حسين لم يكن ?رهين المحبسين? كما كان المعري رهين المحبسين (العمى والمكان) ذلك أن طه لم يسجن نفسه في عماه ولا في مكانه، بل تحرر من قيد البصر وقيد المكان، ليضرب نموذجاً مرموقاً للمثقف المتفاعل المتحرك المنتج، على نحو يقربه من تصور المفكر الإيطالي انطونيو جرامشي عن ?المثقف العضوي? الأمر الذي أنقذ طه حسين من الوقوع في هوة ?الاغتراب? الوجودي أو الفكري عن المجتمع، مثلما حدث في حالة المعري، المنعزل، القانط، الذي صاح ?تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب في ازدياد?.
 (3)- احتوى ?في الشعر الجاهلي? ضمن ما احتوى - على فكرتين أساسيتين:
الأولى: هي أن كثيراً من ?الشعر الجاهلي? قد يكون منتحلاً من قبل بعض أهل العصر الإسلامي وغرض الانتحال هو تبيان الفارق ?النوعي? بين العصرين، من الخشونة إلى الليونة، ومن البداوة إلى الحضارة.
الثانية: هي أن القصص التاريخية في القرآن الكريم ليس الغرض منها ?تأريخ الأحداث? كما وقعت بالفعل في التاريخ، بل غرضها ?العبرة والموعظة والحكمة? وعلينا - من ثم - أن نلتمس التاريخ من كتب التاريخ، أما ?أساطير الأولين? فرسالتها الرمز والمجاز والأمثولة.
وظني أن الأزهريين - زملاء طه حسين السابقين- غضبوا من هاتين الفكرتين اللتين لا تعضان في صحيح الإيمان ولا تخدشان الشرع المتفتح، لثلاثة أسباب:
 الأول هو أنهم مدرسيون يؤمنون بالنقل لا بالعقل، والرواية لا بالدراية، كما أنهم حرفيون معادون للاجتهاد، على نحو يجعلهم لا يفرقون في النص القرآني بين الحرفي والمجازي، أو بين الثابت والمتحول.
 والثاني هو الخشية من فقد سطوتهم على الناس باعتبارهم وكلاء الله على الأرض فإن إعمال العقل يبطل الحاجة إلى الوسطاء بين العبد والرب،
 والثالث هو خوف هؤلاء الحفظة من فقدان حظوتهم عند السلطة السياسية بتفسيراتهم الجامدة، الخامدة للسلطان، مما يمكن لهم السطوة الأدبية والمادية والروحية.
 (4)- حفلت معركة طه حسين في كتاب ?في الشعر الجاهلي? وما رافقها من مواقف ووقائع بمفارقات كثيرة، لكن أعجب هذه المفارقات وقوف بعض كبار ?الليبراليين? من دعاة الحرية والاستقلال والوطنية ضد الكتاب وكاتبه، وكان المثال البارز في ذلك هو سعد زغلول: زعيم ?الوفد? والأكثرية وثورة 1919 وتلميذ محمد عبده صاحب السهم الأوفر في مبدأ الاجتهاد، وفي مبدأ استجابة الإسلام للعلم والمدنية، وفي مبدأ عدم وجود ?كهنوت? في الدين الإسلامي.وبرر سعد زغلول ذلك الموقف بأن حرية الوطن مقدمة على حرية المواطن، وحينما يتخلص الوطن من الاستعمار سنلتفت إلى حرية الفكر والبحث، فالحرية أولويات: بعضها الأهم يسبق بعضها الأقل أهمية!وعندي أن هذه النظرة، التي اعتمدتها النخب السياسية والفكرية في مسيرة النهضة العربية الحديثة، والتي تفصل بين ?حرية الوطن? و ?حرية المواطن? ثم تعطي الأسبقية للأولى عن الثانية، هذه النظرة الضيقة هي واحدة من اخطر الآفات التي تسببت في الإخفاق المتواصل لحركة النهوض العربي الحديث. هذه النظرة المنحرفة القاصرة كانت مبدأ محمد علي، وكانت مبدأ عبد الناصر، ثم هي المبدأ الحالي لمعظم الأنظمة العربية الوطنية الحديثة.تتجاهل هذه النظرة الأحادية أن لا حرية لوطن من دون حرية المواطن: حرية المواطن في الفكر والاعتقاد والبحث العلمي والانتماء السياسي والانتماء الديني. ذلك أن كلتا الحريتين وجه لعملة واحدة: تحرير الوطن والمواطن على السواء وطالما ظلت هذه النظرة الواحدية متحكمة في أداء النخبة السياسية والفكرية العربية، فإن حرية الوطن نفسها (التي أجلنا من اجلها حرية المواطن والفكر) ستظل معدومة أو مشوهة او منقوصة، فنكون قد خسرنا الحريتين معاً، لنصبح على ما فعلنا نادمين!.
 (5)- نموذج طه حسين - من منظور حركة حقوق الإنسان - نموذج ساطع: بصرخته ضد الظلم والفقر والجهل في ?دعاء الكروان? و ?شجرة البؤس? و ?أديب? وبصيحته ?التعليم حق ضروري كالماء والهواء? قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) بعشر سنوات، وبدعوته إلى إعمال العقل في معظم بحوثه وكتبه، وبتأكيده على ضرورة تجديد اللغة العربية، لان اللغة في خدمة الإنسان وليس العكس، وبرفضه أن يفرق الدستور بين الناس على أساس النص أو الديانة أو العرق، لان ذلك يجرنا إلى الوراء، واستنكاره مصادرة الأدب، لأن ?الفن اثر من آثار الأحرار، لا من آثار العبيد?.
الحياة 16/10/2006
 

19 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
بين الرطرطة والمرمطة بوْنٌ شاسع ٌ0    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

زهير باشا عندنا  يامرحبا يامرحبا
 
كلمة مرطرط تعنى فى   ريف مصر المحروسة ، أى موجود وبكثرة  وفى كل مكان 0
نظراً لشدة الإقبال عليه ،وكثرة إنتاجه  ،مثلاً 00كالفول والطعمية 0
ونظراً لأنى من العجائز  ،فكانت جدتى (أم أبى ،وأم أمى ) تُعبران به  عن كيزان الذُرة ،والأرز الشعير الذى لم يُبيض بعد،وعن  القمح بالصوامع فوق السطوح ، والتى قد
يتبقى منها كميات  رغم الاستهلاك حتى الموسم الجديد للحصاد 0
 
أما كلمة مرمط 000فتعنى القسوة فى التعامل مع شخص ما ، فنقول مثلاً
زهير مرمط النويهى ،وخلاه مايساويش بصلة  0طبعاً البصل عندنا مرطرط 0
أو مرمطه أى أوقعه على الأرض وعاصه بالطين والتراب وبهدله على الملأ 0
 
ممكن سيادتك  00تعرفنا  معنى  كلمة عاصه  ،فى الشام  ???
 

19 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
على هامش الشعر الجاهلى (15) "بريق الألحاظ فى غرائب الألفاظ"    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

                   فلسفة أبى العلاء ورأيه فى رجال الدين0
ربما كان تأثير الدكتور/ محمد النويهى فى حبه للشعر والشعراء ودراساته الرائدة عن بشاربن برد والحسن بن هانىء(أبو نواس)والشعر الجاهلى ،من الأسباب التى دفعتنى إلى قراءة الشعر والتعلق به ،ولكن المعرى أقرب الشعراء إلى قلبى وعقلى ،واحساسى المتدفق حنوا عليه وتفضيله على الكثير من الشعراء، ولا زلت أراه من أعظم الشعراء العالميين الإنسانيين الذ ين تفخر بهم اللغة العربية ،كان مرآة صادقة لحياته وواقعه ،سواء فى شعره أو نثره ،فلم ينشغل عن التبحر فى اللغة واستخراج جواهرها ،وصار رصيده عظيما ومتعاظما فى تراثه الخالد والذى ننهل منه ولم نستطع الإلمام به00استوعب أبو العلاء ثقافة عصره ،وعاش حياته رهين عاهته ،فلم يكن مستطيعا إلا بغيره ،وهو الحكيم الذى يرسل الحكمة تلو الحكمة ،تؤكد فلسفته العلائية فى الكون والحياة والإنسان ،الرؤية المتعمقة ،والإمساك بالحقائق ،وسبر أغوار النفس البشرية 0يقول أبو العلاء (
فـى الأرض قامت iiضجة مـا  بـين أحمد والمسيح
هـذا  بـنـاقـوس iiيدق وذا  بـمـأذنـة يـصيح
كـل يـحـبـذ iiديـنـه ياليت شعرى ما الصحيح)
 ورأَىَ المتواضع  : أن المعرى وقد بلغ ثقافة عالية ،ورؤية واضحة ،وفلسفة متعمقة ،قد وجد صراع رجال الأديان على أشده وكل منهم يجاهد فى إثبات خطأ الآخر ،ولم يثبت أن المعرى بمنأى عن الدين ،ومن ثم عاب على رجال الدين هذا الصراع المشتت لقوى الإنسان ،فهو أى المعرى يسخر منهم ويتمنى أن يتفقوا على رأى واحد،إن كانوا صادقين  ،فالدين وكما أكد القرآن الكريم عند الله هو الإسلام ،وأن الأنبياء والرسل كانت رسالاتهم الإسلام ،وهذه الضجة المفتعلة وليدة آرائهم ومنفعتهم ،وهم حريصون عليها ،ساعون إليها سعيا حثيثا لايهدأ سعيره ،ولا تنطفىء معاركه0
 
                                        (2)
على هامش الشعر الجاهلى 0   
 
لم تكن الثورة التى أحدثها كتاب (فى الشعر الجاهلى )للدكتور /طه حسين ،جديدة على العالم العربى الإسلامى أو فى شرق الأرض ومغاربها ، فحراس الفضيلة  بالمرصاد لمن يخرج عن القطيع ، وتكال له الإتهامات جُزافا  وتُنصب له المشانق وتُعد المحارق ، فتاريخُنا لايكاد يبتعد كثيراً أو قليلاً عما يدور فى العالم أجمع ، فلم نكن بمنجاة عن التأثر والتأثير ، فسقراط  شرب السم مفضلا إياه على العدول عن آرائه ومنهج تفكيره ، وقال قولته المشهورة (اشرب السم ولايقولون أن سقراط خالف  قانون روما ) ومات من سقووه السم واندثروا، وبقى سقراط على مدى العصور  حياً بفكره وعقله ، اختلفنا أو اتفقنا معه ، فهو  تُراث انسانى عريق 0لا أختلف عن الآخرين بل أنا منهم لحماً ودماً وثقافةً ووجوداً ، أشقى بشقوتهم ، وأسعد بسعادتهم ، وأعلو بعلوهم ، واسقط بسقوطهم ، أبحث عن نفسى ووجودى وبدايتى ونهايتى ، وحاضرى ومستقبلى 00
مشغول البال ومهموم العقل ومكدود الفكر 0
من أنا ?ومن أكون ?ولماذا الحاضر يبدو مظلما شديد الإظلام ?
كيف الخروج من المتاهة ??
 تشعبت بنا السبلُ ،وضاقت عقولُنا عن سماع الآخر أياً كان ، وسالت من أفواهنا زخم الكلام ،وشراسة الأقوال، وحِدة التعابير، وكيْل الإتهامات  بلا رادعٍ من حق أو وازعٍ من ضمير ، كأننا نبحثُ عن أنفسنا  فى غرفةٍ مظلمةٍ ، وقد فقدنا البصروالبصيرة ،كأننا  فى حندس نتصادم ، كما يقول شيخُنا وإمامُنا وشاعرُنا العظيم ،الإنسانى الخالد _ المعرى _ 0لم أكن بمنأى عن اللخبطة التى نعيشها جميعاً فى عالمنا العربى الكبير ، والتنقيب عن ثغرة للخروج  والتماس النورواستشراف الأمل وتجسيد النهضة 0
لم أحد عن النهوض وبقوة نحو الدفاع عن ماضىَ وإشراقة الأمل تنبعث منه ، قد أُخطىء وقد أُصيب ،لكن يكفينى شرف المحاولة  ويكفينى أننى أسعى لاستجلائها 0قرأتُ تاريخى ،وعشتُ حاضرى ،وأتطلعُ لمستقبلٍ زاهرٍ ،وجدتُ الجمال والحب والعشق،وجدت الحرية الضائعة المهدورة  المُطاردة تبحثُ عن ملاذ آمن ،  وكنت مثلها ضائعاً ،فعشقتها  وتغنيتُ بها ،ورضيت بى عاشقاً، مكسور الجناح ،فقير الفكر ، خاوى المال ،عاطل الوسامة، كثيرالأسئلة ،معطوب العقل ،مثير الضجيج0
 قلتُ لنفسى :ابتعدى عن العبودية المختارة ،وتحررى من ركام السنوات الحزينة السوداء ،وتعوَدى على قبول الهجوم القاسى  بلا تذمرٍ ولاضيقٍ،_ فكُلنا باحثُ عن الحقيقة _،لكنها أحيانا تنفرُ منى ،وتهربُ من بين أصابعى ،ثم تؤوب مرةً ثانيةً إلى رُشدها، لأنها لا تهوى الوعظ  والنصائح 0
على هامش الشعر الجاهلى ،أُثرثر مُحدثاً ضوضاءا وشغباً ،وسوف أستكمل ما بدأتُ  ،فى تقديم تقرير النيابة العامة فى حفظ التحقيق  ،فى عهد مضى ، لم يضق بالرأى الآخر ،ولم يُتهم بالردة ،ولم يٌطارد ،ولم يٌرغم على الهجرة فى أقاصى البلاد 0هل كانوا أكثر استنارة ??هل كانوا  أقل غيرة وحمية على الإسلام ??
هذا ما سوف نتعرض له من خلال المقارنة الفكرية والقانونية  بين زمنين ،بالأدلة والقرائن والأسانيد0
إنها رحلة صعبة ،صعبة ،عساىَ أُكلّل بالتوفيق0
إنها دراسة ضخمة ،استغرقت منى الوقت والجُهد والمال ،راضياً ومتقبلاً أى نقدٍ مهما كان ،وبرحابة صدرٍ واتساع أُفق ،فالشكرُ مقدماً لمن يُدلى بدلوه مدحا ً أو ذماً، ويكفينى  أن ما سطرتُه ،نال منه ،بعض الاهتمام 0
سوف أمضى قُدماً فى سبيلى ،وما توفيقى إلا بالله0  
**********************************************
 
أخى الأعز /زهير
 
مرتان لا  ثالث لهما ،تكلمت عن أبى العلاء المعرى (سالف ذكرهما كاملين بعاليه)،شاعرى الأثير والعبقرى ،بل هو  ومن وجهة نظرى المتواضعة ،شاهنشاه  الشعر العربى على مر العصور وتوالى الدهور ،الشاعر الإنسانى العالمى ،لاتفارقنى إبداعاته الخالدة (سقط الزند، اللزوميات ،رسالة الغفران ،00000و000000وإلخ 0بل هناك سفر ضخم جدا جدا أصدرته الذخائر المصرية فى سنوات بعيدة (تعريف القدماء بأبى العلاء )
أكاد أُطالعه مرارا وتكرارا فى اليوم الواحد ، ربما كان من أسباب إعجابى بطه حسين ،لُغته الميسرة فهو يقول (لغتنا العربية يسر لا عسر ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها ،ولنا أن نضيف إليها ما نحتاجه من ألفاظ لم تكن موجودة من قبل) هذا القول أحفظه وكتبته من الذاكرة ،وقرأت له رسالة الدكتوراة عن المعرى ،وصوت إبى العلاء ،ومع أبى العلاء فى سجنه ) أحسست فى نضارة سنى الأولى بعبقرية هذا الشاعر ،من خلال دراسات طه حسين 0
أشعر أن التحذلق والتفيقه والتقعر   فى اللغة ،هو مصدر من مصادر أزمتى وصدامى مع المتفذلكين  والناشدين لغة  لا تستقيم مع معطيات الواقع وظروف الحياة ،فالفكرة العظيمة تصل إلى الملايين بكلمات بسيطة رقيقة عذبة 0
 
قلت سيدى الشاعر الكبير والأخ الأعز ،لكل منا قناعاته الفكرية ،ويبقى الود والإحترام سائدا بيننا ،فكلنا باحث عن الحقيقة ، وبعيداً عن التشنج والغضب وتبادل الإتهامات ، قلت فى صدر هذا الملف (ربما يُثير  _من جديد _نقاشاً جاداً ،وحواراً راقياً ، وفكراً ناضجاً 0
علمتنى تجربتى فى الحياة ،أننا نسعى للتصادم مع بعضنا البعض ،ونتحرش بأفكار الآخرين ،وصدق رسولنا الكريم (ليس الشديد بالصرعة ،وإنما من يملك نفسه عند الغضب )أو كما قال 0
لكن الغضب صار مفروضا علينا ،صار خبزنا ومائنا وهوائنا ،صار شعار المرحلة 000
وعندما قلتُ لشيخنا الكريم أبا الحسن ،تعليقا منى على كلمته بصدد الملف الشائك ونقله بعيدا عن المجالس ،أن كتاب فى الأدب الجاهلى مكدس  دون أن يسترعى الإنتباه ، قلت  وهذا الكلام من عندى أنك ياأبا الحسن تقول أن الكتاب مكدس ومرطرط فى السوق ،فالرطرطة كلمة عامية مصرية  وكثير من الكلمات الغريبة والعجيبة ينطقها  الناس فى كل مكان 0
 وعلى فكرة00 وهدية منى لك شخصيا ً وليس مناً عليك ،عندى مجموعة كبيرة من غرائب الكلمات  ، سجلتها بكراسٍ لدى منذ زمن بعيد وكعادة المتفذلكين ،كتبت على الورقة الأولى (بريق الألحاظ فى غرائب الألفاظ)  سأحاول نشرها بالوراق ،إن وافقت من حيث المبدأ على نشرها 0
 
أخى الكبير أبا الحسن 000وأنا محاميك ووكيلك وأنت موكلى 000لقد نشرت فى الوراق كتابين ،الأول فى مجلس الفلسفة (مقال فى العبودية المختارة ) والثانى (فى الشعر الجاهلى ) ثم أخيرأً تقرير النيابة فى كتاب الشعر الجاهلى ، وهناك كتب أخرى سأنشرها تباعا بالوراق 0
وما تطرحه على السراة ،من نشر الكتب التى تعجبه والنادرة والمفقودة  فهو اقتراح أؤيده وأتشبث به  وأطرحه بدورى على السراة ، فلقد بدأت أنا ،فلما لايبدأ السراة ???
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

19 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
إيه 000ياعظماء الوراق ???????????!!!!!!!!!!!!!!!!!    ( من قبل 33 أعضاء )    قيّم

واسمح لي أن أعاتبك هنا يا أستاذ فكأنني فهمت من تعليق لك سابق أنك تقارن طه حسين بأبي العلاء، وأرجو أن أكون أخطأتُ في فهم كلامك، فلا وجه للمقارنة كما أرى بين طه حسين وأبي العلاء ، ولا رابطة تجمع بينهما إلا فقد البصر 00000000000
شكرا لك يا أستاذ على تعريفنا بكتاب (في الشعر الجاهلي) ولكني أختلف معك حتى النخاع في مسألة مقارنة طه حسين بأبي العلاء، ولو لم يكن أحمد شوقي ميتا ثم قيل له إن مصريا من أهل طنطا يقارن طه حسين بأبي العلاء لمات. 0000(19/5/2007- الأستاذ/زهير
 
 
المقارنة الرائعة التي سقتَها أستاذ زهير , وأنصفتَ فيها شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء , أبو العلاء المعري أراحتني من عناء بحثٍ كنتُ قد بدأتُ أقوم به لنفس الغاية , ولن يصل بحثي إلى القيمة الأدبية والعلمية التي كتبتَ بها , فجزاك الله خيراً , لقد قرأتُ مساهمتك الأخيرة في هذا الملف عدة مرات , والتي ذيلتها بأبيات أقرأها للمرة الأولى , لقد تجنت الأيام على أبي العلاء , فصار رهين المحبسين , لكن التاريخ أنصفه وحفظ له مكانته العالية بين الشعراء والمفكرين , والشكر موصول للأستاذ النويهي الذي كان سبباً في تذكيرنا بأبي العلاء ,0019/5/2007 الأستاذ /محمد هشام
 
أخى الأعز /زهير
 
مرتان لا  ثالث لهما ،تكلمت عن أبى العلاء المعرى (سالف ذكرهما كاملين بعاليه)،شاعرى الأثير والعبقرى ،بل هو  ومن وجهة نظرى المتواضعة ،شاهنشاه  الشعر العربى على مر العصور وتوالى الدهور ،الشاعر الإنسانى العالمى ،لاتفارقنى إبداعاته الخالدة (سقط الزند، اللزوميات ،رسالة الغفران ،00000و000000وإلخ 0بل هناك سفر ضخم جدا جدا أصدرته الذخائر المصرية فى سنوات بعيدة (تعريف القدماء بأبى العلاء )0000019/5/2007 عبدالرؤوف النويهى
 
بقدر ما أععجبت بكلمتكم الفصل في تبرئة المعري من تشبيهه بــ" طه حسين " ، و أنتم أعرف الناس به  ، و من أصحابه في الصناعة ... و هذه الكلمة كانت ديْنا عليكم ... أديتموه و وقيتم ... أقول : بقدر ما أعجبت بهذه الأولى ... بقدر ما تعجبت من كلمتكم الثانية ، عن عدم تواجد كتاب في الشعر الجاهلي بالشام كله ... مع أن الكتاب من الشام جاءنا و غزا مكتباتنا ... فكيف يستقيم هذا ?20/5/2007الأستاذ /الحسن بنلفقيه
***********************************************
إيه أيها المثقفون العظماء 000
أليس فيكم رجل رشيد ??
أبوالعلاء إيه ومقارنته بطه حسين  إيه ????والبيانات الثورية والخطب النارية  والتبرئة  والإدانة  وكلام كتير لاسند له من واقع أو حقيقة 0
إيه أستاذنا الجليل /زهير 000 فين الكلام المنسوب لى فى موقعكم الكريم  ،وفين قرأته ،لقد قلت أنا وبالحرف الواحد وبأدب جم أن ما كتبته عن المعرى  لا يزيد عن مرتين ، وقدمتهما كاملين  00000وراجعت كل كتاباتى  فى الوراق ولم أجد ما نسبته لشخصى الضعيف 0
وبدون وعى  وأؤكد وبدون وعى  ، الحرب قامت وظهرت البيانات الثورية والخطب النارية ، دون التأكد من صحة المنسوب لى ،
 مالكم كيف تحكمون ????
ما دخل النويهى فى عرض كتاب  رأى أنه ممكن يكون هناك حوار جاد وفكر راقى وكلام موزون بشأنه 00وقال مئات المرات إنه بيحاول يكتب عن زمنين وعصريين من النواحى الفكرية والقانونية ،وطلب الصبر حتى يُقدم أسانيده 0
 لكن  تقوم الغارات والرياح والعواصف والرعود والإتهامات والطعن واللعن و00000وإنكار الأستاذ/زهير 000 الهجوم الأول  من الأستاذ/محمد هشام 0000 
 
إيه إللى حصل  وسببه ،كل ده عشان عرض كتاب كُتب  من ثمانين سنة ، لم يزد ما دار حوله ((الآن)) عن ماقيل من ثمانين سنة !!!!!!!!!!!!
 
ياأستاذ /زهير 000بلاش وجع دمغ  وغمز ولمز من مثقفى العصر الحديث  ، وعشان الشبيبة إللى قاعدة قدام النت  ، وكلام طه حسين الفاسق الكافر الفاجر  وتلميذه فى العصر الحديث عبد الرؤوف النويهى  الصهيونى   ، المتعمد نشر هذا الكتاب الخبيث 0 إللى الناس قالوا إن منشور فى مواقع تانية ومفيش ثورات وقتال وحروب على نشره 0
 
ياسيدى الفاضل 000حرصا على عقول مثقفى العصر الحديث  المؤمنين المسلمين  الموحدين بالله وقلوبهم الرقيقة ،من الكافر الخبيث طه حسين وتابعه الأخبث منه (عبدالرؤوف النويهى )المتآمر مع الصهاينه لإفساد عقول الشبيبة العربية الإسلامية  000000
أرجو حذف هذا  الموضوع 00حرصا على السلام والأمن الإجتماعى والفكرى فى العالم العربى الإسلامى 0وحتى يعم السلام والأمن والطمأنينة أروقة الوراق ،ونعود إلى ملفاتنا الثرية الرائعة الجميلة ،فلقد تم وبحمدالله دحر الأعداء والقضاء عليهم  قضاءا مبرماً0
 
فإذا كان العقل مفقوداً ، إذن فكل شىء مباح
                   عبدالرؤوف النويهى المحامى
 

20 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
 64  65  66  67  68