البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 62  63  64  65  66 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
قرار النيابة فى كتاب الشعر الجاهلى (2)    كن أول من يقيّم

نحن   محمد نور رئيس نيابة مصر
 
من حيث أنه بتاريخ 30مايو سنة 1926 تقدم بلاغ من الشيخ خليل حسنين الطالب بالقسم العالى بالأزهر لسعادة النائب العمومى يتهم فيه الدكتور طه حسين الأستاذ بالجامعة المصرية بأنه ألف كتاباًاسماه (فى الشعر الجاهلى )ونشره عى الجمهور وفى هذا الكتاب طعن صريح فى القرآن العظيم 0
حيث نسب الخرافة والكذب لهذا الكتاب السماوى الكريم إلى آخر ما ذكره فى بلاغه 0
وبتاريخ 5يونيه 1926 أرسل فضيلة شيخ الأوهر لسعادة النائب العمومى  خطابا يبلغ له به تقريرا رفعه علماء الجامع الأزهر عن كتاب ألفه طه حسين المدرس بالجامعة المصرية  اسماه (فى الشعر الجاهلى )كذب فيه القرآن صراحة وطعن فيه على النبى صلى الله عليه وسلم وعلى نسبه الشريف واهاج بذلك ثائرة المتدينين وأتى فيه بما يخل بالنظم العامة ويدعو الناس للفوضى وطلب اتخاذ الوسائل القانةنية الفعالة الناجعة ضد هذا الطعن على دين الدولة الرسمى وتقديمه للمحاكمة  وقد أرفق بهذا البلاغ صورة من تقرير أصحاب الفضيلة العلماء الذى أشار إليه فى كتابه وبتاريخ 14سبتمبر 1926تقدم إلينا بلغ آخر من حضرة عبد الحميد البنان أفندى عضو مجلس النواب ذكر فيه أن الأستاذ طه حسين المدرس بلجامعة المصرية نشر ووزع وعرض للبيع فى المحافل والمحلات العمومية  كتابا اسماه (فى الشعر الجاهلى ) طعن وتعدى فيه علىالدين الإسلامى وهودين الدولة بعبارات صريحة واردة فى كتابه سيبينه فى التحقيقات 0
وحيث أنه نظرا لتغيب الدكتور طه حسين خارج القطر المصرى  فقد أرجأنا التحقيق إلى ما بعد عودته فلما عاد بتاريخ 19أكتوبر 1926 فأخذنا أقوال المبلغين جملة بالكيفية المذكورة بمحضر التحقيق ثم استجوبنا المؤلف  وبعد ذلك أخذنا فى دراسة الموضوع بقدر ما سمحت لنا الحالة 0
وحيث قد اتضح من أقوال المبلغين أنهم ينسبون للمؤلف أنه طعن على الدين الإسلامى  فى مواضع أربعة من كتابه :
 
الأول –أن المؤلف قد أهان الدين الإسلامى بتكذيب القرآن فى إخباره عن إبراهيم واسماعيل حيث ذكر فى ص26من كتابه "للتوراة أن تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا ، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لاثبات وجودهما التاريخي ، فضلا عن اثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها .ونحن  مضطرون إلى أن نرى فى هذه القصة نوعا من الحيلة  فى اثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى  إلى آخر ماجاء فى هذا الصدد"
 
       
الثانى – ما تعرض له المؤلف فى شأن القراآت السبع المجمع عليها  والثابتة لدى المسلمين جميعا وأنه فى كلامه عنها يزعم عدم إنزالها من عند الله  إنما قرأتها العرب حسب ما استطاعت لا كما أوحى الله بها إلى نبيه مع أن معاشر المسلمين يعتقدون أن كل هذه القراآت مروية عن الله  تعالى على لسان النبى صلى الله عليه وسلم 0

10 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
قرار النيابة فى كتاب الشعر الجاهلى (3)    كن أول من يقيّم

الثالث-ينسبون للمؤلف أنه طعن فى كتابه على النبى صلى الله عليه وسلم  طعنا فاحشا من حيث نسبه فقال فى ص27من كتابه "ونوع آخر من تأثير الدين فى انتحال الشعر واضافته إلى الجاهليين وهو ما يتصل بتعظيم النبى من ناحية أسرته ونسبه فى قريش فلأمر ما اقتنع الناس بأن النبى يجب أن يكون صفوف بنى هاشم وأن يكون بنو هاشم صفوة بنى عبد مناف وأن يكون بنوعبد مناف صفوة بنى قصى  وأن تكون قصى صفوة قريش وقريش صفوة مضر ومضر صفوة عدنان  وعدنان صفوة العرب والعرب صفوة الإنانية كلها " وقالوا إن تعدى المؤلف بالتعريض بنسب التبى صلى الله عليه وسلم  والتحقيرمن قدره تعد على الدين وجرم عظيم يسىء المسلمين والإسلام  فهو قد إجترأ على أمر إذ لم يسبقه إليه كافر ولامشرك 0
 
الرابع- أن الأستاذالمؤلف أنكر إن للإسلام أوليه فى بلاد العرب وأنه دين إبراهيم إذ يقول فى ص 80"أما المسلمون فقد أرادوا أن يتثبتوا أن للإسلام أولية فى بلاد العرب كانت قبل أن يبعث النبى  وأن خلاصة الدين الإسلامى وصفوت هى خلاصة الدين الحق الذى أوحاه الله إلى الأنبياء من قبل-إلى أن قال فى ص81وشاعت فى العرب أثناء ظهور الإسلام وبعده  فكرة أن الإسلام يجد دين إبراهيم  ومن هنا أخذوا يعتقدون أن دين إبراهيم  هذاقد كان دين العرب فى عصر من العصور  ثم أعرضت عنه لما أضلها به المضلون  وانصرفت إلى عبادة الأوثان إلى آخر ماذكره فى هذا الموضوع 0
 
 ومن حيث أن العبارات التى يقول المبلغون أن فيها طعنا على الدين الإسلامى  إنما جاءت فى كتاب فى سياق الكلام على موضوعات كلها متعلقة بالغرض الذى ألف من أجله فلأجل الفصل فى هذه الشكوى  لايجوز انتزاع تلك العبارات من موضعها  والنظر إليها منفصلة  وإنما الواجب توصلا إلى تقديرها تقديرا صحيحا بحثها حيث هى فى موضعها من الكتاب ومناقشتها فى السياق الذى وردت فيه وبذلك يمكن الوقوف على قصد المؤلف منها وتقدير مسؤليته تقديرا صحيحاً0

10 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
العراق فى القلب000 نازك الملائكة (5)    كن أول من يقيّم

 
الليلُ يسألُ مَن أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
قنّعتُ كنهي بالسكونْ
ولففتُ قلبي بالظنونْ
وبقيتُ ساهمةً هنا
أرنو وتسألني القرونْ
أنا من أكون ?
الريحُ تسألُ مَنْ أنا
أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ
أنا مثلها في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنَى
خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
فإذا فضاءْ !
والدهرُ يسألُ مَنْ أنا
أنا مثله جبارةٌ أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخلقُ الماضيْ البعيدْ
من فتنةِ الأملِ الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لي أمساً جديدْ
غَدُهُ جليد
والذاتُ تسألُ مَنْ أنا
أنا مثلها حيرَى أحدّقُ في الظلام
لا شيءَ  يمنحُني السلامْ
أبقى أسائلُ والجوابْ
سيظَلّ يحجُبُه سرابْ
وأظلّ أحسبُهُ دَنَا
فإذا وصلتُ إليه ذابْ
وخبا وغابْ
 

10 - مايو - 2007
نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0
العراق فى القلب 000نازك الملائكة (6)    كن أول من يقيّم

    
 
 
 
 
مرثية امرأة لا قيمـة لها
" صور من زقاق بغداديّ "
 
 
 
ذهبتْ ولم يَشْحَبْ لها خَدٌّ ولم ترجفْ  شفاهُ
لم تسْمعِ الأبوابُ قصَّةَ موتِها  تُرْوَى  وتُرْوَى
لم ترتفعْ  أستارُ  نافذةٍ  تسيلُ  أسىً  وشَجْوَا
لتتابعَ  التابوتَ  بالتحديـقِ  حتى  لا  تـراه
إلا بقيَّـةَ هيكلٍ  في  الدربِ  تُرْعِشُه  الذِّكَرْ
نبأٌ تعثَّرَ في الدروبِ فلم يَجد مأوىً  صـداهُ
فأوى  إلى  النسيانِ  في  بعضِ  الحُفَـرْ
يَرثي كآبَتَهُ القَمَرْ .
 
* * *
 
والليلُ أسلمَ  نفسَهُ  دونَ  اهتمـامٍ ، للصَّباحْ
وأتى الضياءُ بصوتِ  بائعةِ  الحليبِ  وبالصيامْ
بِمُواءِ  قِطٍّ جائعٍ لم  تَبْقَ  منه  سوى  عظـامْ
بِمُشاجراتِ  البائعين ، وبالمـرارةِ   والكفاحْ
بتراشُقِ الصبيان بالأحجارِ في  عُرْضِ  الطريقْ
بِمَساربِ الماءِ  المُلَوَّثِ  في الأزِقَّـةِ ،  بالرياحْ
تلهو بأبوابِ السطوح بلا رفيقْ
في شبهِ نسيانٍ عميقْ
* * *
9-7- 1952
 
 
 
 
 

10 - مايو - 2007
نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0
على هامش الشعر الجاهلى (2)    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
لم أكن ومنذ حداثة سنىّ عمرى ، إلا محاولاً المعرفة ،حريصاً عليها ،باحثاً عنها،وما أكثر المشكلات التى اعترضت طريقى وجرحت عقلى  وأصابتنى بالغضب ،ولكن وويلى من كلمة( لكن) التى كالمرصاد تناوشنى وتُربكنى ،فكلما أقنعتُ نفسى بسلامة الوصول إلى أرض المطار والاستقرار والطمأنينة ،تُقلع بى الطائرة مرةً ثانيةً  ،وتُحلق فى فضاءات جديدة ،وماأصدق كلام ضياء الوراق  عندما قالت (النويهى يحاول دائما تعكير ماء اليقين )0
والحقُ أنها لصادقة كل الصدق ،ولمست فىّ عصباً ملتهباً،فعلاً أنا أخوض غُمار معاركى الشرسة مع نفسى والآخرين ، علّنى  أصل بسلام لأرض المطار 0
 
أحاول أن أرسم لنفسى منهجاً قويماً وأسلك درباً وحيداً ،تغمرنى فيه السعادة والهناء وراحة البال وهدوء النفس وسكون العقل، لكن هذه ،تُزلزنى  وتدفعنى دفعاً للبحث من جديد 0
 
أحاول أن أُفتش فى ثنايا ذاكرتى وخبايا روحى عن السكينة والدعة والرتوب،ربما كان دراساتى فى القانون  وفروعه التى لاتُعد ولاتُحصى فى مشارق الأرض ومغاربها ، سبباً أكيداً فى التفكير وبدون أى قيدٍعلى العقل،وطرح كل الإفتراضات دون الركون لإفتراض واحدٍ0
 
ومن هنا ،كانت مواضيعى المتنوعة المطروحة بجامعة الوراق ،فلسفة ،شعر ،سينما ،مسرح ،قصة ،تُرات عربى  ،تراجم ،قصة ،فكر دينى ،الحرية ،الملاحم العربية والعالمية ،وأخيراً نون النسوة ،وطه حسين والشعر الجاهلى  ، بصراحة ،سعادتى فى قراءة المميز والجديد والخارج عن المألوف والسائد ،ومن ثم طلبى المُلح  ليحيى رفاعى  أن يكتب ،مُتحملاً شراسته وهجومه وغمزه وطول لسانه ،فالساعى نحو أكل العسل لابد من تحمله إبر النحل 0
 
هذه ثرثرة لن أعتذر عنها ،لأنها حديثُ النفس للنفسِ، يجب الفضفضة بها ،فكل من فى( الوراق )،عن الحقيقة باحثُ ، تسرى عبر نفسى  وسوساتهم وسعيهم للوصول لأرض المطار ،فكأننا روح واحدة فى جسومٍ متعددة ،تبحثُ عن خلاصها ،وهدوئها ،ويقينها ،قد تتحارب وبقسوة ،إنما سعيها للنصر فى معركة اليقين ،هو دافعها ومحرضها وهدفها الأول والأخير 0
 
سيدى الفاضل /ياسين 000عُذراً لهذه الثرثرة المملة، وأهلاً ومرحباً0000
ككلنا بشرُ ،وماتراه سيئاً يراه الآخرُ حسناً،وصدق الإمامٌ الشافعى (رأىّ صوابُ يحتملُ الخطأ ،ورأىُ غيرى خطاُ يحتملُ الصواب )0
 
لن أُدافع عن طه حُسين ، ويبدو أن عدوى الدفاع تتملكنى ، فمهنة المحاماة  والدفاع فى الأقضية  ،صار هاجسأً  لامفرمنه ولا مندوحة عنه ، أنا مثله أُخطأ وأُصيب ،فمن  منا يمتلك الحقيقة ??????
 
ومهما قيل عن طه حُسين ،فهو واقعُ وتاريخُ واجتهادُ ، يجب التعامل معه  على هذا الأساس ،فالكمالُ لله وحده ، والله لايحب الجهر بالسوء من القول ،والأمرُ الإلهىُ بالدعوة إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ،مبدأُ الأخذُ به ،واجبُ وفرضُ، لايجوز الخروج عليه مهما كانت الأسباب والدواعى0
 
 اليوم 0000نشرتُ جُزءاً هاماً  من قرار النيابة  حول كتاب الشعر الجاهلى ، وفيه استعرض رئيس النيابة /محمد نور،  أسباب التحقيق والتهم الموجهة  لطه حسين ، وسأبدأ عاجلاً فى نشر رده على الاتهامات وسنجد أن ما نُثيره اليوم من أسئلة حول كتاب الشعر الجاهلى  ،موجود والرد عليه قد أخذ زمنأً طويلاً،وهذا يدفعنى إلى القول ،أننا لم نتجاوز مشكلات القرن الماضى ،وكأننا ندور فى حلقات ،هذا ما يُقلقنى  وأتذمر منه ، لعلىّ أبنتُ سريرة نفسى ، فالعُذرُ لى ، إن حِدتُ عن الجادة ،وأدلهمت بى الظنون ،وتشعبت  أمامى  السبلُ،وليهدينى الله وإياكم سواء السبيل  ، إنه نعم المولى  ونعم النصير 0  

10 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
قرار النيابة فى كتاب الشعر الجاهلى (4)    كن أول من يقيّم

                     
                           عن الأمر الأول
 
من حيث إنه ما يلفت النظر ويستحق البحث فى كتاب (فى الشعر الجاهلى ) من حيث علاقته بموضوع هذه الشكوى ، إنما هو ما تناوله المؤلف بالبحث  فى الفصل الرابع تحت عنوان (الشعر الجاهلى ) واللغة من ص24إلى ص30
 
ومن حيث إن المؤلف بعد أن تكلم فى الفصل الثالث من كتابه على أن الشعر المقال بأنه جاهلى  لايمثل الحياة  الدينية  والعقلية للعرب الجاهليين وأراد أن يقدم أبلغ ما لديه من الأدلة على عدم التسليم بصحة الكثرة المطلقة من الشعر بعيد كل البعد عن أن يمثل اللغة العربية فى العصر الذى يزعم الرواة أنه قيل فيه 0
 
وحيث إن المؤلف أراد أن يدلل على صحة هذه النظرية فرأى بحق من الواجب عليه أن يبدأ بتعرف اللغة الجاهلية  فقال : ولنجتهد في تعرف اللغة الجاهلية هذه ما هي ، أو ماذا كانت في العصر الذي يزعم الرواة أن شعرهم الجاهلي هذا قد قيل فيه . أما الرأي الذي اتفق عليه الرواة أو كادوا يتفقون عليه فهو أن العرب ينقسمون إلى قسمين : قحطانية منازلهم الأولى في اليمن ، وعدنانية منازلهم الأولى في الحجاز .وهم متفقون على أن القحطانية عرب منذ خلقهم الله فطروا على العربية فهم العاربة ، وعلى أن العدنانية قد اكتسبوا العربية اكتسابا ، كانوا يتكلمون لغة أخرى هي العبرانية أو الكلدانية ، ثم تعلموا لغة العرب العاربة فمحت لغتهم الأولى من صدورهم وثبتت فيها هذه اللغة الثانية المستعارة . وهم متفقون على أن هذه العدنانية المستعربة إنما يتصل نسبهم باسماعيل بن ابراهيم . وهم يروون حديثا يتخذونه أساسا لكل هذه النظرية ، خلاصته أن أول من تكلم بالعربية ونسى لغة أبيه اسماعيل بن ابراهيم .
         وبعد أن فرغ من تقرير ما اتفق عليه الرواة فى هذه النقطة قال:
إن الرواة يتفقون أيضا على شيىء آخر ،وهو أن خلافاً قوياً بين لغة حمير وبين لغة عدنان مستندا إلى ماروى عن أبى العلاء  من أنه كان يقول :ما لسان حمير بلساننا ولالغتهم بلغتنا ، على أن البحث الحديث قد أثبت خلافا جوهريا بين اللغة التى كان يصطنعها الناس فى جنوب البلاد العربية  واللغة التى كانوا يصطنعونها فى شمال هذه البلاد وأشار إلى وجود نقوش ونصوص تثبت هذا الخلاف فى اللفظ وفى قواعد النحو  والتصريف  بعد ذلك حاول المؤلف حل هذه المسألة بسؤال إنكارى 
 فقال :إذا أبناءاسماعيل قد تعلموا اللغة العربية من العرب العارية فكيف بعد ما بين اللغتين  لغة العرب العرب العارية ولغة العرب المستعربة ،
 ثم قال إنه واضح جدا لمن له المام بالبحث  التاريخى عامة  ويدرس الأقاصيص والأساطير خاصة أن هذه النظرية متكلفة مصطنعة فى عصور متأخرة دعت إليها حاجة دينيةأو اقتصادية أو سياسية 0
ثم قال بعد ذك : للتوراة أن تحدثنا عن ابراهيم واسماعيل ، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضا ، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لاثبات وجودهما التاريخي ، فضلا عن اثبات هذه القصة التي تحدثنا بهجرة اسماعيل بن ابراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها .
 
 
وظاهر من إيراد هذه العبارة أن يعطى دليله شيئا من القوة بطريقةالتشكك فى وجود إبراهيم واسماعيل التاريخى وهو يرمى بهذا القول إنه مادام اسماعيل وهو الأصل فى نظرية العرب العاربة والعرب المستعربة مشكوكا في وجوده التاريخى  فمن باب أولى ما ترتب على وجوده مما يرويه الرواة 0 أراد المؤلف أن يوهم لرأيه أساسا 0
فقال : ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعا من الحيلة في اثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة ، وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى
ثم أخذ يبسط الأسباب التى يظن أنها تبرر هذه الحيلة  إلى ان قال :
أمر هذه القصة إذن واضح . فهي حديثة العهد ظهرت قبيل الإسلام واستغلها الإسلام لسبب ديني ، وقبلتها مكة لسبب ديني وسياسي أيضا ، وإذن فيستطيع التاريخ الأدبي واللغوي ألا يحفل بها عند ما يريد أن يعترف أصل اللغة العريبة الفصحى . وإذن فنستطيع أن نقول أن الصلة بين اللغة العربية الفصحى التي كانت تتكلمها العدنانية واللغة التي أنت تتكلمها القحطانية في اليمن إنما هي كالصلة بين اللغة العربية وأي لغة أخرى من اللغات السامية المعروفة ، وإن قصة العاربة والمستعربة وتعلم اسماعيل العربية من جرهم ، كل ذلك حديث أساطير لا خطر له ولا غناء فيه .
 
 

11 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
تقرير النيابة فى كتاب الشعر الجاهلى (5)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

هنا يجب أن نلاحظ على الدكتور مؤلف الكتاب0
 
(1) أنه خرج من بحثه عاجزا  كل العجز  عن أن يصل إلى غرضه الذى عقد كل هذا الفصل من أجله ؛وبيان ذلك أنه وضع فى أول الفصل سؤالا وحاول الإجابة عليه  وجواب هذا السؤال فى الواقع هو الأساس الذى يجب أن يرتكز عليه  فى التدليل على صحة رأيه هو يريد أن يدلل على ان الشعر الجاهلى بعيد كل البعد عن أن يمثل اللغة العلربية فى العصر الذى يزعم الرواة أنه قيل فيها وبديهى أنه للوصول إلى هذا الغرض يتعين على الباحث تحضير أمور ثلاثة :
 
(1)الشعر الذى يريد أن يبرهن على أنه منسوب بغير حق للجاهلية 0
 (2)الوقت الذى يزعم الرواة أنه قيل فيه 0
(3)اللغة التى كانت موجودة فعلا فى الوقت المذكور  وبعد أن تهيأ له هذه المواد يجرى عملية المقارنة  فيوضح الاختلافات الجوهرية بين لغة الشعر وبين لغة الزمن الذى روى أنه قيل فيه  ويستخرج بهذه الطريقة الدليل على صحة ما يدعيه – لهذا تتضح أهمية السؤال الذى وضعه بقوله : لنجتهد فى تعرف اللغة الجاهلية هذه ماهى ?
أو ماإذا كانت فى العصر الذى يزعم  لرواة أن شعرهم الجاهلى هذا قد قيل فيه ?)
وتتضح أيضا أهمية الإجابة عليه 0
 
ولكن الاستاذ المؤلف وضع السؤال وحاول الاجابة عليه وتطرق فى بحثه إلى الكلام على مسائل فى غاية الخطورة صدم بها الامة الاسلامية  فى أعز ما لديها من الشعور  ولوث نفسه بما تناوله من البحث فى هذا السبيل  بغير فائدة ولم يوفق فى الإجابة بل قد خرج من البحث بغير جواب  اللهم إلا قوله : أن الصلة بين اللغة العدنانية وبين اللغة القحطانية إنما هى كالصلة بين اللغة العربية وأى لغة أخرى من اللغات السامية  المعروفة  وبديهى أن ما وصل إليه ليس جوابا على السؤال الذى وضعه  وقد نوقش فى التحقيق  فى هذه المسئلة فلم يستطع رد هذا الاعتراض ولايمكن الاقتناع بما ذكره فى التحقيق من أنه كتب الكتاب  للاخصائيين من المستشرقين بنوع خاص  وان تعريف هاتين اللغتين عند الاخصائيين واضح لايحتاج إلى أن يذكر  لأن قوله هذا  عجز عن الجواب  كما أن قوله  أن اللغة الجاهلية  فى رأيه ورأى القدماء  والمستشرقين لغتان متباينتان لايمكن أن يكون جوابا على السؤال الذى وضعه لأن غرضه من السؤال واضح فى كتابه  إذ قال (ولنجتهد فى تعرف اللغة الجاهلية هذه ماهى) وقد كان قررمن قبيل ذلك (فنحن إذا ذكرنا اللغة العربية نريد بها معناها الدقيق المحدود الذي نجده في المعاجم حين نبحث فيها عن لفظ اللغة ما معناه ، نريد بها الألفاظ من حيث هي ألفاظ تدل على معانيها ، تستعمل حقيقة مرة ومجازا مرة أخرى ، وتتطور تطورا ملائما لمقتضيات الحياة التي يحياها أصحاب هذه اللغة ).
فبعد أن حدد هو بنفسه معنى اللغة الذى يريده  فلايمكن أن يتقبل منه ما أجاب به من أن مراده أن اللغة لغتان  بدون أن يتعرف واحد منهما 0
 
فالمؤلف إذن فى واحدة من اثنتين  إما أن يكون عاجزا  وإما أن يكون سيىء النية  قد جعل هذا البحث ستارا ليصل بواسطته إلى الكلام فى تلك المسائل الخطيرة  التى تكلم عنها فى هذا الفصل  وسنتكلم فيما بعد عن هذه النقطة عند الكلام على القصد الجنائى 0

11 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
على هامش الشعر الجاهلى (3)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

لماذا أصبح الإسلام كجراب الحاوي?
 
د/ شاكر النابلسي

-1-
لا بُدَّ أن القراء يذكرون ما تعرّض له المفكر الإسلامي التنويري المصري حسن حنفي، عندما وصف قبل أشهر في محاضرة له في مكتبة الاسكندرية القرآن الكريم، بأنه أصبح بين أيدي فئة من الفقهاء المشعوذين كالسوبر ماركت، يستطيع المرء أن يجد فيه كل شيء، ويشتري منه كل شيء.
 فقال هؤلاء المشعوذون بأن القرآن يحوي على الكيمياء، والفيزياء، وعلوم الذرة، والفضاء، وعلم الأحياء، وعلوم الأرض والسماء. وأن وكالة "ناسا" قد سرقت معظم أبحاثها الفضائية من القرآن الكريم، دون أن تذكر هذا المرجع الفضائي العلمي المهم. وأن اينشتاين سرق نظريته في النسبية من القرآن الكريم كذلك. وأن فرويد تلميذ ناكر لاستاذه القرآن الكريم في نظرياته في علم النفس. وأن القرآن الكريم فيه من العلوم الطبية ما لا يوجد في أي مرجع طبي آخر. وأن الطب النبوي يفوق طب ما تعلمه جامعات هارفارد وستانفورد وبرنستون وغيرها، وتقوم به مستشفيات ماي كلينك. وأن كبار الاطباء وخاصة أطباء القلب كمايكل دبغي وغيرهما، قد جحدوا ما تعلموه من القرآن الكريم. وأن القرآن الكريم قد تنبأ بالحروب والثورات والزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية في العالم. وأن كارثة 11 سبتمبر 2001 مذكورة صراحة وبالتفصيل في القرآن الكريم في سورة التوبة الآية 110 كما أشار الى ذلك الشيخ السلفي سليمان بن ناصر الطيار في كتابه (مفهوم التفسير والتأويل، ص7-14). ولو كان الرئيس بوش من قراء القرآن الكريم، ومن حفظته، لعلم ذلك، ولتلافى مثل هذه الكارثة، ولنجت أمريكا من شر مستطير!
 
-2-
لا أدري هل نحن نحسن الى القرآن الكريم عندما نحمّله كل هذه الأوهام التي لا يحتملها أي كتاب آخر في التاريخ، أم نحن نسيء اليه?
وهل نحن بعملنا الجنوني المخبول هذا، نريد تأليب أعداء الإسلام على الإسلام، أم نريد كيدهم واغاظتهم بادعائنا الباطل، بأن كتابنا المقدس يحوي ما لا يحتويه أي كتاب أخر سواء كان سماوياً أم أرضياً?
قطعاً نحن نسيء اساءة كبرى الى القرآن الكريم وإلى الإسلام ككل، بهذا التبجيل الممجوج، من حيث نقصد، ومن حيث لا نقصد.
-3-
يقول العقلاء منا – وهم قلة قليلة، وعملة نادرة في زمن العملات المزيفة والأفواه اللامجدية – إن القرآن ليس بحاجة الى تبجيل لكي يفرض غناه وعظمته، كما أنه يصل في الغنى الى درجة أنه يحول دون انتشار المزاعم العلمية المختلطة بالأساطير.
فالقرآن ليس كتاب علم، أو فلسفة، أو فن، أو تاريخ، أو جغرافيا.
إنه خطاب ديني روحي وأخلاقي محض فقط.
-4-
والذين يرفعون اليوم الشعار السياسي العاطفي الطنان والرنان "الإسلام هو الحل" يريدون أن يكون الإسلام هو جراب الحاوي الذي يمكن أن تخرج منه الارانب والأسود والفيلة كذلك. وكما قال محمد اركون، فكلمة الإسلام أصبحت كالجراب تتسع لكل شيء، ويخرج منها كل شيء، وهو ما عناه حسن حنفي بالسوبر ماركت، حيث العسل ومسحوق الغسيل.
أعداء الإسلام في العالم كثيرون، منهم الجاهل ومنهم الحاقد، وهم جميعاً يمسكون بترهاتنا، وتفاسير مجاذيبنا، وخطابات حمقانا، ويعضون عليها بالنواجذ، ويعتبرونها الإسلام الذي لا يُصح غيره، ويستشهدون بها أمام العامة في المنتديات، والدراسات، وحلقات الدرس، والمناظرة. ويقولون للعالم هذا هو الاسلام ، الذي يريدون منه الحلول واسترجاع الطلول.
السلام عليكم. 
                    
 
 
                                                                 13/5/2007
                                                                  موقع إيلاف

13 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
على هامش الشعر الجاهلى (4)    ( من قبل 17 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

الحق أحق أن يُتبع
والحوار مع المثقفين لهو المتعة العقلية  والفكرية التى لاتقدر بثمن 0
ومن حقى على المثقفين طرح قضاياى بحرية كاملة ،ومن حقهم علىّ الإطلاع العميق ومناقشة آرائهم وفقا لجدية النقاش  وحيوية  المناظرة 0
المجاملة  مطلوبة ،ويبقى الود مابقى الحوار والنقاش  فى دائرة المشروع والمقبول والمتاح ،توصلاً منى ومنهم إلى إبراز الرأى وتقديم أسانيده 0
الكلام الجميل والود الصادق ،مطلوب بين الأصدقاء ،فأنا أكره الحروب  وأبتعد عنها 0
 
قلت ولا زلت وسأظل أؤكد لنفسى أولا  أننا بشرٌ نُخطىء ونصيب ونعتذر عن الخطأ  ونتمسك بالصواب ،كل هذا مرهون بالقناعات الفكرية والثقافية التى نزعم أننا نتمسك بها  ولابديل عنها 0
دراسة القانون والثقافات المتنوعة الممتعة والمتميزة   وتعدد الآراء ومحاولة الوصول لما أراه صحيحا وحقا وعادلا  ،هو المبتغى الذى  أسعى إليه 0
 
أستاذنا وأخونا الكبير 000ياسين  00كلامى أنى أتفق معك فى طرحك لمشكلة المساس بالمقدسات  وأن المساس بها يعنى حروبا لاتنتهى وحجيما يصطلى به الجميع 0
وقلت بالحرف الواحد وبالنص : لن أُدافع عن طه حُسين ، ويبدو أن عدوى الدفاع تتملكنى ، فمهنة المحاماة  والدفاع فى الأقضية  ،صار هاجسأً  لامفرمنه ولا مندوحة عنه ، أنا مثله أُخطأ وأُصيب ،فمن  منا يمتلك الحقيقة ??????
 
ولن أشرح ما سلف ،فأنا  أُقدر رأيك حق تقديره ،أن المساس بالمقدسات مرفوض مرفوض 0
وقلت أن الإنسان غير معصوم من الخطأ ، وليس عندى دفاع عن د/طه حسين 0
 
أما طلبى بشأن التعامل مع طه حسين  وبالحرف الواحد: (((ومهما قيل عن طه حُسين ،فهو واقعُ وتاريخُ واجتهادُ ، يجب التعامل معه  على هذا الأساس ،فالكمالُ لله وحده ، والله لايحب الجهر بالسوء من القول ،والأمرُ الإلهىُ بالدعوة إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ،مبدأُ الأخذُ به ،واجبُ وفرضُ، لايجوز الخروج عليه مهما كانت الأسباب والدواعى)))0
فهذا الفقرة منفصلة عما قبلها ،ولا تعريض فيها لأستاذنا الجليل /ياسين ، بل هى على سبيل النصيحة الأخوية لأستاذنا /محمد هشام ،الذى لم يكتف بلعن طه حسين  وكتابه الهدام ، بل نالنى من الحب جانب كبير ،خرج به عن حدود الحوار ،وكما نقول فى مصر التريقة والسخرية  والتهكم والتطاول والتساؤل المخيف عن نشرى لهذا الكتاب الهدام ومؤسسة النويهى والموظفين الغلابة  0000000إلخ ????!!!!   ، الأمر الذى أزعج  شاعرنا الكبير /زهير ، والذى وبحب وصدق وإخلاص ،استجاب لرجائى فى ترك الحوار يأخذ مجراه الطبيعى 0
 
أما أستاذنا /محمد هشام 000فشرفُ لى وزيادة فى الشرف أن أكون مصطفاه  وناقدى الأثير لأفكارى وطريقة إعمال عقلى وكتاباتى ،فهناك خمس مقالات ،كنتُ فيها الفارس ،كتب فيها تعليقات قد أتفق وقد أختلف معها ،إنما هى ومن وجهة نظرى ،صداقة وحب وأحيانا قسوة غير مبررة ،مما ألح علىّ عقلى أن أرد  دون التعريض بما يقوله ،عساه يعود للحوار البناء والنقد السليم 0
أنا أفهم معنى النقد الذى ينصب على الفكر فقط التلفظ  بأن طه حسين أعمى  وناقم 00000إلخ
فهذا من وجهة نظرى كلام لايرقى إلى مستوى النقاش ولايخرج من مثقف حقيقى ينادى بالحرية ، ويٌقدر آراء الآخرين ،ويُناقشها من منطق العقل والفكر العلمى الحقيقى والسليم 0
أنا أُثرثر وتطول ثرثرتى ،لكن  البعض يعتبرها(((((((((((((((( وهكذا بعيدا عن المجاملات و ( المسايرات ) الأدبية التي تضيع الحقيقة , وتتخفى خلف العموم هنا الحقيقة واضحة لمن أراد أن يراها, , وهي تقبل الخطأ والصواب , والسلب والإيجاب لمن أراد تغطيتها فقط !  , , , هي ليست ثوباً نختلف على جماله , ولا طبخة يعشقها البعض وينفر منها الآخرون , هي حقائق , منطق , سياق تاريخي , ,
أستاذي النويهي : ( اعذر صراحتي ) كيف نقبل لطفك ومجاملتك , وعمومياتك الجميلة ,  ونقتنع بهذه الطبخة الفاسدة على المائدة ??
لقد أصاب الأستاذ ياسين الشيخ سليمان في كتابته المباشرة , وقد سبقه الكثيرون أيضاً  وبمنطق قريب , والحق هنا واضح ولا يحتاج إلى اختلاف وجهات النظر))))))))))))
 
ياسيدى أنا أحترم قناعاتك الفكرية وصراحتك ،لكن أنت لاتمسك الحقيقة كلها بين يديك ،والآخرون بعيدون عنها ،فكلنا كما قلت باحث عن الحقيقة 0
لقد تم تحديد موضوعى بشأن طه حسين والشعرالجاهلى وطلبت النقاش الجاد والحوار الراقى والفكر الناضج، بل قلت أيضا قد نتفق وقد نختلف على مدى تأثيره ، وشرحت فى كلامى  فكرتى ، أن كلام طه حسين فى سنة 1926 نوقش مناقشة راقية  وكان المجتمع آنذاك  يحاول أن يفهم ويعرف فهم أيضا مسلمون ،لكن إنتهى الأمر بحفظ الموضوع ،وظهر أيضا كتاب (الإسلام وأصول الحكم ) وما صاحبه من مشاكل فكرية صعبة وتجريد مؤلفه من درجته العلمية 00إلخ
أيضا رسالة الدكتوراة (الفن القصصى فى القرآن الكريم )للدكتور محمد أحمد خلف الله وما تعرض له من مشاكل وعراقيل وما أصاب شيخ الأمناء آنذاك أمين الخولى  من هجوم عنيف  ،لكونه كان المشرف على هذه الرسالة التى لم تُناقش وصدرت فى كتاب بعد ذلك 0
ولم يضق العصر عن هذا الفكر ولم  يٌصلب المؤلفون ولم يُشنقوا ولم يُطعنوا فى ولائهم نحو دينهم ووطنهم وأمتهم0
 
ياسيدى 000أنا أطرح نقاشا جادا وحوارا راقيا وفكرا ناضجا  ،عن المقارنة بين عصريين ومدى تقبل المجتمع للأفكار أو رفضه لها ،ومساحة الحرية ،ومدى قبول الرأى الآخر 0
 
أخطأ طه حسين أولم يُخطىء ،ليس مجال تساؤلى وهذا واضح منذ أول كلمة فى  صدر هذا الملف ،لكن زحزحة الكلام عن مواضعه  مرفوض شكلا وموضوعا 0
وقلت هذا الملف ضخم جدا ،وبه الكثير من التوضيح والإعتراضات والمناقشات ،ولو لُذنا بالصمت والانتظار قليلا  حتى أتقدم بحججى وكلامى  لربما تغير وجه الراى فى هذا الموضوع،ولما حدثت السخرية والتريقة والغمز واللمز  والزعل0
 

14 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
تقرير النيابة فى كتاب الشعر الجاهلى (6)    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

(2)  أنه استدل على عدم صحة النظرية التى رواها الرواة وهى تقسيم العرب إلى عاربة ومستعربة  وتعلم إسماعيل العربية من جرهم ، بافتراض وضعه فى صيغة سؤال إنكارى 0
إذا كان أبناء إسماعيل قد تعلموا العربية من أولئك العرب الذين نسميهم العاربة  فكيف بعد ما بين اللغة التى كان ا صطنعها العرب العاربة واللغة التى كان يصطنعها العرب المستعربة ، يريد المؤلف بهذا  أن يقول" لو كانت نظرية تعلم إسماعيل وأولاده العربية من جرهم صحيحة لوجب أن تكون لغة المتعلم كلغة المعلم 0
 
وهذا الإعتراض وجيه فى ذاته  ولكنه لايفيد المؤلف فى التدليل على صحة رأيه ، لأنه نسى أمرا مهما لايجوز غض النظر عنه 0
هو يشير إلى الاختلافات التى بين لغة حمير ولغة عدنان ، وهو يقصد بلغة عدنان التى كانت موجودة وقت نزول القرآن لأنه يرى من الاحتياط العلمى أن يقرر أن أقدم نص عربى للغة هو القرآن ، وهو يعلم أن حمير آخر دول العرب القحطانية ، وقد مضى زمن طويل جدا أى أنه قد انقضى من الوقت الذى تعلم فيه اللغة العربية من جرهم إلى الوقت الذى اختاره المؤلف للمقارنة بين اللغتين  زمن يتعذر تحديده ، ولكنه على كل حال  زمن طويل جدا لايقل عن عشرين قرنا ، فهل يريد المؤلف مع هذا  أن يجد الاختلافات التى بين اللغتين دليلا على عدم صحة نظرية الرواة غير حاسب حسابا للتطور الواجب حصوله فى اللغة بسبب مضى هذا الزمن وما يستدعيه توالى العصور  من تتابع الحوادث واختلاف الظروف 0
 
إن الأستاذ قد أخطأ فى استنتاجه بغير شك 0ونستطيع إذن أن استنتاجه لا يصلح دليلا على فساد نظرية الرواة التى يريد أن يهدمها  وأنه إذا ما ثبت  وجود اختلاف مهما كان مداه بين اللغتين  فإن هذ لاينفى صحة الرواية التى يرويها الرواة من حيث تعلم إسماعيل العربية من جرهم ، ولايضيرها أن الأستاذ المؤلف ينكرها بغير دليل لأن طريقة الإنكار والتشكك بغير دليل سهلة جدا فى متناول كل إنسان عالما كان أو جاهلا 0
 
على أننا نلاحظ أيضا على هذا المؤلف أنه لم يكن دقيقا فى بحثه ، وهو ذلك الرجل الذى يتشدد كل التشدد فى التمسك بطرق البحث عن أمرين ، الأول  ما روى عن أبى عمروبن العلاء من أنه كان يقول :ما لسان حمير بلساننا ولالغتهم بلغتنا0
والثانى قوله :ولدينا الآن نقوش ونصوص تمكننا من إثبات هذا الخلاف فى اللفظ وفى قواعدالنحو والتصريف أيضا )0
أما عن الدليل الأول فإن ما رواه أبو عبدااله بن سلام الجمحى مؤلف طبقات الشعراء عن أبى عمرو بن العلاء : ما لسان حمير وأقاصى اليمن بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا )0 وقد يكون للمؤلف مأرب من وراء تغيير هذا النص الذى نريد أن نلاحظه هو أن ابن سلام ذكر قبيل هذه الرواية فى الصفحة نفسها  ما يأتى : وأخبرنى يونس عن أبى عمر ،قال : العرب كلها ولد إسماعيل إلا حمير وبقايا جرهم )0
راجع ص8 من كتاب طبقات الشعراء طبعة مطبعة السعادة 0
 
فواجب على المؤلف إذن وقد اعتمد صحة العبارة الأولى أن يسلم أيضا بصحة العبارة الثانية ، لأن الراوى واحد والمروى عنه واحد0وتكون نتيجة ذلك أنه فسر ما اعتمد عليه عمرو بن العلاء  بغير ما  أراده بل فسر بعكس ما اراد ه ويتعين إسقاط هذا الدليل 0
وأما عن الدليل الثانى  فإن المؤلف لم يتكلم عنه بأكثر من قوله : ولدينا الآن نقوش ونصوص تمكننا من إثبات هذا الخلاف)0
 
 

15 - مايو - 2007
طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0
 62  63  64  65  66