 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |  | المسلمون خير البشر 000     ( من قبل 3 أعضاء ) قيّم
(فالمسلمون هم خير البشر 0000000) هل نرتكن على هذه الخيرية ، وتضيع الدنيا من بين أيدينا ?? هل نقف مقيدين بالأصفاد والأغلال ،وتُنتهب حياتنا أمام أعيننا??? أنظر حولك _سيدى الفاضل _ واشرح لنا 0 | 7 - مايو - 2007 | لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ? |  | على هامش الشعر الجاهلى 0     ( من قبل 8 أعضاء ) قيّم
لم تكن الثورة التى أحدثها كتاب (فى الشعر الجاهلى )للدكتور /طه حسين ،جديدة على العالم العربى الإسلامى أو فى شرق الأرض ومغاربها ، فحراس الفضيلة بالمرصاد لمن يخرج عن القطيع ، وتكال له الإتهامات جُزافا وتُنصب له المشانق وتُعد المحارق ، فتاريخُنا لايكاد يبتعد كثيراً أو قليلاً عما يدور فى العالم أجمع ، فلم نكن بمنجاة عن التأثر والتأثير ، فسقراط شرب السم مفضلا إياه على العدول عن آرائه ومنهج تفكيره ، وقال قولته المشهورة (اشرب السم ولايقولون أن سقراط خالف قانون روما ) ومات من سقووه السم واندثروا، وبقى سقراط على مدى العصور حياً بفكره وعقله ، اختلفنا أو اتفقنا معه ، فهو تُراث انسانى عريق 0 لا أختلف عن الآخرين بل أنا منهم لحماً ودماً وثقافةً ووجوداً ، أشقى بشقوتهم ، وأسعد بسعادتهم ، وأعلو بعلوهم ، واسقط بسقوطهم ، أبحث عن نفسى ووجودى وبدايتى ونهايتى ، وحاضرى ومستقبلى 00 مشغول البال ومهموم العقل ومكدود الفكر 0 من أنا ? ومن أكون ? ولماذا الحاضر يبدو مظلما شديد الإظلام ? كيف الخروج من المتاهة ?? تشعبت بنا السبلُ ،وضاقت عقولُنا عن سماع الآخر أياً كان ، وسالت من أفواهنا زخم الكلام ،وشراسة الأقوال، وحِدة التعابير، وكيْل الإتهامات بلا رادعٍ من حق أو وازعٍ من ضمير ، كأننا نبحثُ عن أنفسنا فى غرفةٍ مظلمةٍ ، وقد فقدنا البصروالبصيرة ،كأننا فى حندس نتصادم ، كما يقول شيخُنا وإمامُنا وشاعرُنا العظيم ،الإنسانى الخالد _ المعرى _ 0 لم أكن بمنأى عن اللخبطة التى نعيشها جميعاً فى عالمنا العربى الكبير ، والتنقيب عن ثغرة للخروج والتماس النورواستشراف الأمل وتجسيد النهضة 0 لم أحد عن النهوض وبقوة نحو الدفاع عن ماضىَ وإشراقة الأمل تنبعث منه ، قد أُخطىء وقد أُصيب ،لكن يكفينى شرف المحاولة ويكفينى أننى أسعى لاستجلائها 0 قرأتُ تاريخى ،وعشتُ حاضرى ،وأتطلعُ لمستقبلٍ زاهرٍ ،وجدتُ الجمال والحب والعشق،وجدت الحرية الضائعة المهدورة المُطاردة تبحثُ عن ملاذ آمن ، وكنت مثلها ضائعاً ،فعشقتها وتغنيتُ بها ،ورضيت بى عاشقاً، مكسور الجناح ،فقير الفكر ، خاوى المال ،عاطل الوسامة، كثيرالأسئلة ،معطوب العقل ،مثير الضجيج0 قلتُ لنفسى :ابتعدى عن العبودية المختارة ،وتحررى من ركام السنوات الحزينة السوداء ،وتعوَدى على قبول الهجوم القاسى بلا تذمرٍ ولاضيقٍ،_ فكُلنا باحثُ عن الحقيقة _،لكنها أحيانا تنفرُ منى ،وتهربُ من بين أصابعى ،ثم تؤوب مرةً ثانيةً إلى رُشدها، لأنها لا تهوى الوعظ والنصائح 0 على هامش الشعر الجاهلى ،أُثرثر مُحدثاً ضوضاءا وشغباً ،وسوف أستكمل ما بدأتُ ،فى تقديم تقرير النيابة العامة فى حفظ التحقيق ،فى عهد مضى ، لم يضق بالرأى الآخر ،ولم يُتهم بالردة ،ولم يٌطارد ،ولم يٌرغم على الهجرة فى أقاصى البلاد 0 هل كانوا أكثر استنارة ?? هل كانوا أقل غيرة وحمية على الإسلام ?? هذا ما سوف نتعرض له من خلال المقارنة الفكرية والقانونية بين زمنين ،بالأدلة والقرائن والأسانيد0 إنها رحلة صعبة ،صعبة ،عساىَ أُكلّل بالتوفيق0 إنها دراسة ضخمة ،استغرقت منى الوقت والجُهد والمال ،راضياً ومتقبلاً أى نقدٍ مهما كان ،وبرحابة صدرٍ واتساع أُفق ،فالشكرُ مقدماً لمن يُدلى بدلوه مدحا ً أو ذماً، ويكفينى أن ما سطرتُه ،نال منه ،بعض الاهتمام 0 سوف أمضى قُدماً فى سبيلى ،وما توفيقى إلا بالله 0 | 7 - مايو - 2007 | طه حسين 0 عميد الأدب العربى 0وكتابه (فى الشعر الجاهلى )0 |  | لبنان الأخضر لبنان 000مىّ زيادة (1) كن أول من يقيّم
سمعت الكثير عن (مىّ ) الكاتبة اللبنانية الرائعة ،عاشقة جبران صاحب المواكب والنبى ورمل وزبد والكثير الكثير من روائعه التى قام على ترجمتها إلى اللغة العربية الدكتور /ثروت عكاشة صاحب الموسوعة الرائدة فى تاريخ الفن عبر عصوره المختلفة ،والتى حظيت جامعة الوراق بضمها الجزء الذى يتحدث عن عصر النهضة،_ والذى آمل أن أتحدث عن هذه الموسوعة يوما ما فهى بجميع أجزائها أكثر من تسعة عشر جزءا تُنير مكتبتى _ إلى الدرر والجواهر والذخائر المودعة صفحاتها المشرقة زادا وفيرا وخيرا عميما لأجيال العروبة فى أصقاع المعمورة 0 مارى زيادة 000اسم مشرق ومتلألأ وخالد فى صفحات تراثنا الأدبى والفكرى ،كم سررتُ وأنا فى صباى الباكر ،أقرأ بعض مقالاتها الرفيعة المستوى والعميقة الفكر ،وصالونها الأدبى الذى تجمع فيه رواد الأدب والفكر والثقافة، فى بداية نهضتنا الأدبية والفكرية والوطنية فى مطلع القرن العشرين 0 بالطبع ولحداثة سنى وبهجة روحى ،حفظتُ مقالا لها عن طنطا ، وأردد مقاطعا منه بلذة وسرور ،مىّ زارت طنطا ، مبهورا وسعيداً كنتُ، وكأن طنطا بزيارة مىّ وكتابتها عنها قد أدخلتها التاريخ من أوسع الأبواب 0 وكعادتى الدؤوبة ،أجهدت نفسى فى الحصول على أعمالها ،والقراءة المتأنية لما أجده وأتمتع به وألتذ لذة حقيقة ببيانها الرائق ولغتها المتوجهة وفكرها الناضج 0 وبكيت بكاءا مرا لما أصابها من مشاكل عويصة وما نسب إليها من مرض عقلى أونفسى ،لكن عودتها لمصر المحروسة أثلجت صدرى وأطفأت نيران حزنى الشديد عليها ،وموتها بمصر المحروسة ودفنها بثراها الطيب ، ربما كانت من الأسباب التى فرحت بها صغيرا وكبيرا0 ألم تزر طنطا وتكتب عنها ?? هذا يكفينى وزيادة 0 | 7 - مايو - 2007 | نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0 |  | لبنان الأخضر لبنان 00مىّ زيادة (2) كن أول من يقيّم
ولدت ماري زيادة (ميّ) في مدينة الناصرة بفلسطين العام 1886 م ،ابنةً وحيدةً لأب من لبنان وأم سورية الأصل فلسطينية المولد. تلقت دراستها الابتدائية في الناصرة, والثانوية في عينطورة بلبنان. وفي العام 1907, انتقلت ميّ مع أسرتها للإقامة في القاهرة. وعملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنكليزية,وتابعت دراستها للألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوقت ذاته, عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها.وفيما بعد, تلقت ميّ دراسات في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة. وخالطت ميّ الكتاب والصحفيين, وأخذ نجمها يتألق كاتبة مقال اجتماعي وأدبي ونقدي, وباحثة وخطيبة. وأسست ميّ ندوة أسبوعية عرفت باسم (ندوة الثلاثاء), جمعت فيها - لعشرين عامًا - صفوة المثقفين والرواد الكبار,كان من أبرزهم: أحمد لطفي السيد, مصطفى عبدالرازق, عباس العقاد, طه حسين, شبلي شميل, يعقوب صروف, أنطون الجميل, مصطفى صادق الرافعي, خليل مطران, إسماعيل صبري, وأحمد شوقي. وقد أحبّ أغلب هؤلاء الأعلام (ميّ )حبًّا روحيًّا ألهم بعضهم روائع من كتاباته.أما قلب ميّ, فقد ظل مأخوذًا طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده, رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا: من 1911 وحتى وفاة جبران بنيويورك عام 1931م ،ولست أدرى هل هذه المراسلات موجودة أم فُقدت ?? فهى ثروة أدبية وفكرية لاتُقدر 0 نشرت ميّ مقالات وأبحاثا في كبريات الصحف والمجلات المصرية: (المقطم), (الأهرام), (الزهور), (المحروسة), (الهلال), و(المقتطف). أما الكتب, فقد كان باكورة إنتاجها العام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية, ثم صدرت لها ثلاث روايات نقلتها إلى العربية من اللغات الألمانية والفرنسية والإنكليزية. وفيما بعد صدر لها: (باحثة البادية) (1920) (كلمات وإشارات) (1922) (المساواة) (1923) (ظلمات وأشعة) (1923) ( بين الجزر والمد ) ( 1924) و(الصحائف) (1924). وفى أعقاب رحيل والديها ووفاة جبران تعرضت ميّ لمحنة عام 1938, إذ حيكت ضدها مؤامرة دنيئة,وأوقعت إحدى المحاكم عليها الحجْر, وأودعت مصحة الأمراض العقلية ببيروت. وهبّ المفكر اللبناني أمين الريحاني وشخصيات عربية مرموقة إلى إنقاذها, ورفع الحجْر عنها. وعادت ميّ إلى مصر ،وفى 19نوفمبر 1954.صعدت روحها إلى بارئها ،ويضمها ثرى مصر المحروسة ،طيّب اللهُ ثراها 0 ومنذ مدة لاأدريها ،قرأتُ خبرا غريبا أن هناك من اللبنانيين من يريد نقل رفات مىَ زيادة إلى لبنان ،لكن هناك ثمة عراقيل ،فلم تنجح المحاولة ،وتظل مصر المحروسة تضم مىّ بين جنباتها حية ً وميتةً0 | 8 - مايو - 2007 | نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0 |  | لبنان الأخضر لبنان 00مىّ زيادة (3)     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم أيها السادة والسيدات, لنا على الماضي امتيازات كثيرة. إننا لا نستطيع أكل المعارف في نصف تفاحة كما فعل آباؤنا الأولون. ولكنا نمتاز على الأقدمين بأمور جوهرية كثيرة. إننا نعرف الآن قيمة العلم, وإن المعرفة صلة الإنسان بالأشياء والسلك الكهربائي الجامع بين ذكاء الفرد وبين المعنَى الحيوى المبعثر في أجزاء الوجود; وإنّ على هذا السلك العجيب تفيض معاني الإنسانية العظمى ألا وهي الإعجاب والحبُّ والعمل. نعلم أنّ الجاهل سجين نفسه, أسير أنانيته, مستقل بإدراكه المحدود, مكتف بدعواه, لا يستقبل جديدًا إلاّ بالطرد, ولا يذكر حديثًا إلاّ بالتهكم وسوء الظن, ولئن تألمنا من احتكاكنا المحتم به فإنا نشفق عليه لضيق الدائرة الحيوية التي رضي بها, كأنّ كل ما لدينا من الجمال والصلاح والثروة المعنوية لم يخلق له, بل هو كائن لسواه! إنما امتياز عصرنا الأعظم هو فكرة التقدم, والاندفاع في سبيل الارتقاء, وتوافُر المعارف وسهولة نيلها لمن طمح إليها, بعد أنْ كانت محصورة في أفراد معدودين. لستُ من القائلين إن عصرنا هو العصر الذهبي الذي يحقق الآمال, غير أنه عصر عظيم وابن عصور عظيمة بتفكيرها وجهادها; عصر مملوء خيرًا لطالب الخير, وفيه من أسباب الراحة وسهولة المعيشة ما يجعل اللذات المادية والمسرات المعنوية, واقتباس العلم متوافرًا لدى الفقير توافره لدى الغنى. لقد اتسعت العلوم وتعددت فروعها, فاتسعت بذلك سطوة الإنسان على الطبيعة, وتعددت سبل العمل أمامه. الفلسفة تنبش أعمال العقول, والشِّعر يلمس أسرار النفوس, والموسيقى توقّع همس الوجدان, والتصوير ينسج العواطف نسجًا ويرسم أدق خطوطها, فاليوم تتحقق أمنية الحكيم القائل: أيها الإنسان اعرف نفسك! لقد ارتقت الأخلاق, ولطفت الشعائر, ودقت الملاحظة, وأفسحت فكرة الحرية المجال, فتيسر لكلٍّ أنْ يهذب شخصيتهُ كما يريد بعد أنْ كان مكرهًا على سبكها في قالب جيرانه ومعارفه. كان وأْد النساء حلالاً, وقتل الأبناء جائزًا, وفن الاستعطاء مقدّسًا, أمّا الآن فسلطة الأب والزوج محدودة, والنفوس عزيزة عاملة تنال ما تنال بالكدّ والسهر. بالأمس كان الناس اثنين: سيّدًا مستبدًّا, وعبدًا ذليلاً يباعُ ويشرى كالأنعام على غير علم منه, أمّا اليوم فمبدأ العدل يُضعف قيود العبودية, وصوت الحرية ينادي بالإخاء والمساواة. لقد اتسعت دوائر التجارة وارتقت الصنائع, وتبودلت منافع الاقتصاد, فحلَّ السلام والأمان - مبدئيًا! - إِذْ لا غزو يفاخر به ولا اغتصاب يسامح عليه. والسياسة تحاول تسكين الخواطر والإقلال من الحروب ما استطاعت, فما أبعد أيام نيرون وماركس أوريليس والإسكندر والحروب الصليبية! حتى أيامك يا نابوليون, حتى أيامك القريبة بعيدةٌ عن هذا العصر الذي يمنع الإنسان إيلام الحيوان ويعلمه الإشفاق عليه. يدعي الماديون أنّ العلوم وحدها سبب التقدم وعنوان الحضارة; فمتى كانت الكيمياء والهندسة أساس المدنية?! ولماذا لا نعتبر الصين أعظم بلاد العالم على الإطلاق لأنها مكتشفة البوصلة ومخترعة آلة الطباعة والبارود?! ليس في استطاعة العلم إلاّ تحسين أحوالنا المادية. إنه يعلم الإنسان استخدام الطبيعة, وينمي ذكاءه نموّا شديدًا, ولكن لا سطوة له على الأخلاق. وأنتم تعلمون أنّ العلم نصف الارتقاء, والأخلاق النصف الآخر, وأنّ شرف المرء قائم بحسن أخلاقه وسمو مداركه أكثر منه بتعدد علومه وكثرة أطماعه. أيها السادة والسيدات, إن معنى المدنية عظيم مطلق, آت من أقاصي الأجيال متنقلاً بين أشور وبابل وفينيقيا والصين والهند ومصر وأثينا وروما. إنه مجموعة العناصر العلمية والأخلاقية والحسية والعملية, كذا يجب أنْ يكون الإنسان فيجمع في شخصه معاني الإنسانية بأسرها. ليست الإنسانية عالمة أو طبيبة أو محامية أو تاجرة فقط, بل هي فاضلة مهذبة, مجاهدة فرحة, حزينة فيلسوفة, أديبة شاعرة, باحثة فنية. هي قيثارة ذات ألوف الأوتار توقع عليها أصابع الحياة الألحان الرائعة من تشبيب وتأوه وتهليل ونوح وهتاف. لذلك نرى دوامًا في النوابغ ذوى الشخصيات الغنية مزيجًا من عناصر الإنسانية جميعاً. نرى الفيلسوف شاعرًا أحيانًا, وقد نجد عند الفني والشاعر من الحكمة وإِصابة الرأي ما لا نجده عند الحكماء أنفسهم; ذلك لأن الشِّعر والعِلم والفلسفة والأدب والعمل ليست أمورًا منفردة في ذاتها, بل هي تتلامس وتتجاذب لأنها أساليب مختلفة تعبر بها النفس عن أحوالها المتتابعة. عناصر عظيمة كلُّها كامن في عقولنا, مترجرج بين ثنايا مشاعرنا, متدفِّق في أحلامنا وآمالنا, مكوّن ثروتنا الحيوية التي تفيض ساكبة حولنا نورًا وسناءً. قال لا يبنتز: إنّ النفس مرآة يجب أنْ تنعكس على مياهها الصافية صُوَرُ الإنسانية الراقية ومعانيها لتكون صورة مصغرة لها في الجمال والغاية. لقد عرفنا جمال الإنسانية فما هي غايتها? هي أنْ ترمي إلى مثلٍ أعلى يلمع هنالك في أقاصي الأيام والأماني, مثلٍ أعلى ترى كل عسير في سبيله هينًا, وينهارُ في طريقها إليه كلُّ حاجز. غاية الإنسانية المثل الأعلى الذي يعطي الحياة معنى لذيذًا, ويكسبها رونقًا جديدًا, ويضرم في النفس ناراً تحرق الفاسد من ميولها, ويؤهلها لأنْ تكون هيكل الأفكار السامية والمقاصد الشريفة. إذن فالحياة الإنسانية خطوات ثلاث: خطوة من الجهل إلى المعرفة. وخطوة من المعرفة إلى الارتقاء. وخطوة إلى ذاك اللامع هنالك في أقاصي الأيام والآمال, إلى المثل الأعلى الذي نجهله ويحيينا جميعًا 0 من كتاب "كلمات واشارات " | 8 - مايو - 2007 | نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0 |  | لبنان الأخضر لبنان 00مىّ زيادة (4) كن أول من يقيّم
عندما ذاعت أسماء الوطنيات, كتبت اسم وطني ووضعت عليه شفتيّ أقبّلهُ; وأحصيت آلامه مفاخرة بأن لي كذوي الأوطان وطنًا; ثم جاء دور الشرح والتفصيل فألممت بالمشاكل التي لا تحلّ; وحنيت جبهتي وأنشأت أفكر; وما لبث أن أنقلب التفكر فىَّ شعورًا; فشعرت بانسحاق عميق يُذِلّني; لأنى, دون سواي, تلك التي لا وطن لها. وإذ تمرُّ مواكب الأمم المظلومة منكّسة أعلامها وراء نعوش الشهداء; وهتاف الحرية والاستقلال يتغلب على أنين الثكل والتفجّع منها, أعتز لأني ابنة شعب في حالة التكون والارتفاع, لا تابعة شعب تكوّن وارتفع ولم يبق أمامه سوى الانحدار. ولكنّ الشعوب تهمس همسًا يطرق مسمعي: فهؤلاء يقولون (أنتِ لستِ منّا لأنك من طائفة أخرى).. ويقول أولئك: (أنتِ لستِ منا لأنك من جنس آخر). فلماذا أكون, دون سواي, تلك التي لا وطن لها? *** ولدتُ في بلد, وأبي من بلد, وأمي من بلد, وسكني في بلد, وأشباح نفسي تنتقل من بلد إلى بلد, فلأي هذه البلدان أنتمي? وعن أي هذه البلدان أدافع? كل أمة تحدّث عن عظمتها وفضلها على المدنية ونبلها في صيانة حقوق الضعفاء; فبأي الأمم أعجب? وكل أمة - دون سواها - تحمي ذمار الحرية وتذود عن العدل والمساواة والإخاء; فعلى أي الأمم أتكل? وكل دين - دون سواه - احتكر لأتباعه الشرف والفضيلة في الحياة, والسماء والألوهية بعد الممات; فأي الأديان أعتنق? وكل حزب يدّعي الصدق والعصمة, وكل فرد صائب الرأي يضحِّي الخير الخاص للخير العام; فأي الأحزاب أصدِّق وأي الأفراد أتبع? ما سمعت وصف بلاد إلاّ سعى إليها اشتياقي. ولا حدّثت عن بسالة أمة وسؤددها إلا تمنيتها أمتي. بنسيم وطني امتزج الوحي والنبوءات, ومع أشعة الشمس فيه انتشرت صور الجمال, فكانت له حياة وهّاجة متلظيّة وراء مظاهر الجمود والهجران وخيالات الآلهة تسيرُ أبدًا فيه متمهلة متأملة, من القمم والأودية, من الصخور والينابيع, من الأحراج والمروج تتعالى معاني بلادي في الضحى, وعند الشفق تتكاملُ أرواحُ الأشياء وتتجمهر كأنها تتداول في إنشاء عوالم جديدة. أحبُّّ عطور تربة الجدود ورائحة الأرض التي دغدغها المحراث منذ حين. أحب الحصى والأعشاب, وقطرات الماء الملتجئة إلى شقوق الأصلاد. وأحب الأشجار ذات الظل الوارف أكانت محجوبة في أحشاء الوادي أم أسفرت مشرقة على البحر البعيد. وأحب الطرق الوعرة المتوارية في قلب الغاب, وتلك المتلوية على أكتاف الجبال كالأفاعي البيضاء, وتلك السبل الطويلة الممتدة, الممتدة وكأن الغبار الذهبي منها ينتهي إلى قرص الشمس. ولكن أيكفي أن نحب شيئًا ليصير لنا? وهكذا رغم حبي الأفيح أنا في وطني تلك الشريدة الطريدة لا وطن لها. جرّبتُ من الوطنيات صنوفًا: وطنية الأفكار والأذواق والميول, وتلك الوطنية القدسية المثلى: وطنية القلوب, فوجدتُ في عالم المعنَى ما عرفته في عالم الحس. إلاّ بقعة بعيدة تفرّدت فيها الصور وتسامت المعاني. ثقّفنى أبناءُ وطنى, وأدبني أبناء الأوطان الأخرى, وأسعدنى أبناء وطني وأسعدني الغرباءُ أيضًا, ولا ميزة لأبناء وطني في أنهم أوسعوني إيلامًا, فقد نالني من الغرباء أذى كثير: فبأي الأقيسة أقيس أبناء الوطن? ولماذا أكون أنا وحدي تلك التي لا تدري أين وطنها? *** أيها السعداء ذوي الأهل والأوطان, عرّفوا لي سعادتكم وأشركوني فيها! رضيتُ حينًا بأنه ليس للعلم والفلسفة والشعر والفن من وطن, أما اليوم فصرت أعلم أن للعالم والفيلسوف والشاعر والفنان وطنًا. صرت أعرف ضعف الإِنسان الذي إذا مال إلى النوم والراحة طلب مضجعًا ناعمًا لجسمه المضني لا مرجًا واسعًا يتناوله منه الحر والبرد, ولا بحرًا عرمرمًا تبتلعه منه اللجج. إنى أعبد تفطّرك الصامت, أيها الفيلسوف القديم, أنت الذي بعد أن اكتشفت آيات الفكر وعجائبه, أرسلت زفرة كأنها شكوي الدهور فقلت: إنما أريد صديقًا لأموت لأجله. وأنا أجثو الآن خاشعة أمام ذكرك مردّدة ما يشبه قولك: إنما أريد وطنًا لأموت لأجله - أو لأحيا به! ------------------- من كتاب ( ظلمات وأشعة ) , 1923 | 8 - مايو - 2007 | نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0 |  | تحرير المرأة من أغلال الماضى0     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
أستاذتنا الجليلة / خولة شُكرى الصادق لكلماتك الرقيقة ،فهذا كثيرُ00كثيرُ0 عندما عزمتُ على فتح ملف (نون النسوة ) دفعنى تقديرى واعزازى بأُمى وأُختى وزوجتى وابنتى ونساء قريتى ونساء وطنى ونساء وطننا العربى بل النساء فى كل زمان ومكان ،أن أردَ ديناً عظيماً ،عشتُ أتمتع فيه ،طفلاً وشاباً وشيخاًعجوزاً، فكم من الأيادى البيضاء اللواتى من كبوتى أخرجننى ،وهدأّن فزعى ،وثقفن عقلى ،حكايات جدتى التى أطربتنى طفلاً غريراً،واسعدتنى شاباً مراهقاً،وفى مسيرة العُمر، زاداً تقافياً لاينفد ،ودروس مُدرساتى الجميلات _خلقاً وخُلقاً _عبر مراحل تعليمى المختلفة ،وكتابات الرائدات النابغات فى مختلف العلوم والتخصصات ،والتى تفوق قُدرات الآخرين ،علماً وعمقاً وابداعاً وفكراً ونضجاً ،فكان لزاماً علىّ الاعتراف بالفضل والتأكيد عليه ،فأنا حتى اللحظة ،أنهلُ من معينهن الذى لاينضب ،فكراً وعلماً وأدباً وفلسفةً وشعراً وابداعاً راقياً0 (المرأة تاريخ طويلُ من التهميش ) صرخةُ نازفةُ أقضت مضجعى و طعنةُ نجلاءُ، أدمت العقل وطرحت التساؤلات الكثيرة بداخلى ،وأعادتنى إلى وراء الوراء ،وعباس محمود العقاد يكتب عن الإنسان الثانى!!!?? ، ويتهم المرأة بكل المثالب والعيوب والنقائص ويلصق بها العجز والعىّ وضيق العقل ،وترهل العواطف ،وقلة الإدراك 0000000إلخ ،لم أجدْ مُبرارًا مُقنعاً لكتاباته سوى النقمة على المرأة والحط من شأنها ،والنيل منها حقاً وباطلاً0 فالله 00الله 00فى عونك _أستاذتنا الفاضلة _ فى إماطة الأذى المتكاثف فى ليل المرأة الطويل ،وكشف المستور وبقوة ،عن سنوات التهميش التى تدثرت فيها المرأة بفعل فاعل قٌدّ قلبه من حجر، وعقله من غباء 0 (إن العقلية التي حكمت على ضياع جزء هام من التراث العربي والإنساني والتي تتمثل مقولة الفرزدق)إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها) ما زالت وللأسف هي العقلية التي تحكم معظم النقاد المعاصرين والذين يعتبرون أنفسهم أحياناً مناصرين للمرأة، وموضوعيين في تناولهم لإبداعها،000) خولة 1/5/2007 أمّا أستاذتنا / إيناس 000والصارخة وبقوة وبدهشة عن الذى أصاب المرأة ،باسم التقاليد والعادات والدين ، فأهلا بها ومرحباً ، صوتاً جريئاً وعقلاً متفتحاً ، ونتمنى مُشاركتها المتميزة فى جامعة الوراق، والحق أنّ خوف الرجل العاجز من سطوة المرأة ،كان سبباً للإقصاء ومدعاةً للإغفال ،وارتكن لتبرير ضعفه وتخاذله ،وأكادُ أُنكر هذا الخوف المتنامى تجاه المرأة ،فالركون إلى العادات والتقاليد والدين شيىءُ مرفوض عقلاً ومنطقاً،فالنساءُ شقائقُ الرجال0 أمّا ما يُنسب من سجود المرأة للرجل ،ولست على يقينٍ من صحته ،فهذا يخص علاقة الزواج ،ولابد من قوامة داخل الأسرة والمشاركة فى تأسيس حياة جادة ،وكون المرأة تُقدر الرجل أو يتفانى الرجل فى حب زوجته ،فهذا ومن وجهة نظرى ،لايقف عثرة كأداء فى الحياة العامة ومشاركة المرأة الفعّالة مع الرجل فى بناء المجتمع ، جنباً بجنبٍ،ورأسًاً برأسٍ ،وعقلاً بعقلٍ،وفكراً بفكرٍ 0 فمن أُولى مهام الإسلام ،تحرير المرأة من أغلال الماضى ،ووضعها فى الصدارة ،والتقدير لها ، والحض عليه 0 | 8 - مايو - 2007 | نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0 |  | هديةً وتقديراً 00للصادق السعدى 0 كن أول من يقيّم
أخونا الصادق وهو الصادق قولاً وفعلاً0 أيها الشاعر الحبيب إلى نفسى 0 أن يمتلأ هذا الملف بعبير أنفاسك ،لهو شرفُ لا يُقدر 0 كنتُ أودُ أن أُلبى رغبتك السامية فى نشر باقى مسرحية هاملت ،ترجمة الدكتور /محمد عوض محمد ،والتى أعادت نشرها سنة 2000م دار المعارف المصرية 0 ولكنها تتجاوز أكثر من 250 صفحة ،وهذا يُرهقنى أشدُ الإرهاق 0 ربما لاحقاً أحاول نشرها كاملة بالوراق ،هديةً وتقديراً للصادق السعدى 0 معذرة على تأخرى فى الرد 0 وسوف أتحدث_بمشيئة الله وعونه_ قريباً عن باقى مسرحيات شكسبير 0 ومع خالص التحية ? | 8 - مايو - 2007 | فى أضواء المسرح العربى والعالمى0 |  | الكتابة بين الذكورة والأنوثة وهوية النص (1)     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
القيم الموروثة القاصرة :
أحب دائما أن أكتب من تجاربى فى الحياة وليس من الكتب , صدرت مقالات وكتب بأقلام النقاد الرجا ل فى بلادنا , تبحث بالحاح شديد عن هوية النص , ذكورية أو أنوثية , بل أذكر أن أحد كبار النقاد العرب , ( جورج طرابيشى ) نشر كتابا كاملا ينقد فيه بعض رواياتى الأدبية , وأعطاه عنوان : " أنثى ضد الأنوثة " فى بيروت باللغة العربية , ثم نشره فى لندن باللغة الانجليزية , وطلب منى الناشر أن أسهم برأيى فى الموضوع , وفعلا كتبت رأيى حينئذ ونشر ,اختلفت مع رؤية المؤلف فى الكثير من مفاهيمه عن الأنوثة والذكورة فى مجال النقد الأدبى , الذى يعتمد على نظريات سيجموند فرويد , فى التحليل النفسى والجنسى للأعما ل الأدبية , وقد مارست الطب النفسى والجسدى سنين طويلة , ولى كتابات متعددة نشرت على مدى نصف القرن الماضى , أعارض فيها المفاهيم السائدة للمرأة منذ نشوء العبودية ( النظام الطبقى الأبوى ) , وكيف تغلغلت هذه الأفكار والصور الخاطئة فى عقول ونفوس الكثيرين من كبار العلماء والأطباء والأدباء والنقاد فى العالم , فى المجتمعات المسيحية واليهودية والاسلامية وغيرها , وفى النظريات العلمية أو الأدبية أو الاجتماعية أو السياسية أو الجنسية , والتى تنبع عادة من التأثر منذ الطفولة بالموروث السياسى الدينى الثقافى العام , مع التربية فى البيت والمدرسة , و تجاربهم مع النساء داخل الزواج وخارجه , ومشاكلهم الجنسية والنفسية الناتجة عن عدم الفهم أوالعجز عن التعامل مع المرأة كانسان كامل , أو الفشل فى اقامة علاقة انسانية أو عاطفية أو جنسية مع امرأة مساوية لهم , عقلا وجسدا وروحا وطموحا , ما هى الكتابة ? تلح على فكرة الكتابة من حين الى حين , قد أكون نائمة والدنيا ظلام , وقد أكون سائرة على قدمى والنهار ساطع , قد أكون فى طائرة محلقة فوق السحب , وقد أكون فى زنزانة سجن تحت الأرض , قد أكون فى حالة حب مشبوب , وقد أكون فى حالة كره وغضب مجنون , أفكر كثيرا كيف أكتب , ولماذا تلح على الكتابة وتوقظنى من عز النوم لأفتح عينيى فى الظلمة الحالكة , أو تدفعنى الى اغلاق جفونى وأنا أمشى تحت الضوء الساطع ,أنا أدعى أننى امرأة حرة تكتب ما تشاء أنى شاءت , لا أحد يجبرنى على الكتابة الا ذلك الالحاح العنيف أو الاجبار النابع من بؤرة عميقة ,البئر, فى أعماق الروح والجسد والعقل القابع فى كيانى الكلى , فى الماضى والحاضر والمستقبل , تجرى الكتابة فى خيالى وأحلامى قبل أن تجرى على الورق , تشبه فى حرارتها سخونة الدم الجارى فى عروقى , ثم يسألوننى بعد ذلك عن هوية الكتابة أو هوية النص , وأقول بحكم خبرتى الطبية ودراستى للتشريح وتحاليل الدم , مع تجربتى فى الحياة , أن عقل المرأة ودمها وعروقها وكبدها وطحالها ورئتيها وقلبها وغددها وخلاياها وأحلامها وخيالها وقلمها وأفكارها , كل ما فى كيان المرأة يؤكد أنها انسانة كاملة لا ينقصها شىء عن الرجل , وقد تتفوق عليه حسب الفرص المتاحة والبيئة والتربية والتعليم , هناك اختلاف بيولوجى فرعى بين الرجل والمرأة , فى بعض الأعضاء الجنسية , ونسب الهرمونات التى تفرزها بعض الغدد , تزيد فى الرجا ل نسبة هرمون التستيرون المسئول عن مظاهر بيولوجية معينة مثل غزارة الشعر فوق الوجه , وخشونة الصوت عند البلوغ والاحتلام , وتزيد فى النساء نسبة هرمون الاستروجين المسئول عن مظاهر بيولوجية معينة مثل كبر حجم الثديين عند البلوغ وظهور الحيض مرة كل شهر , هذه الفروقات البيولوجية بين الرجا ل والنساء تختص بعملية فسيولوجية واحدة محدودة هى انجاب الأطفا ل , وهناك رجا ل ونساء لا ينجبون, أو يمتنعون عن الانجاب بارادتهم , لأسباب مختلفة , ويمارسون حياتهم العامة والخاصة مثل غيرهم ممن ينجبون , ان وظيفة الأبوة أو الأمومة ليست الا أحد وظائف الانسان والانسانة , وتتحدد قيمة الانسان أو الانسانة بما يسهم أو تسهم فى الرقى الانسانى فكرا وسلوكا , وليس بولادة الأطفا ل , هذه الفروقات البيولوجية لا تجعل المرأة سلبية , أو تميل للخضوع والتبعية لأبيها أو تفخر لأنها تحمل اسم زوجها , أو ان أطفالها يحملون اسم الأب وليس اسمها , وغير ذلك من القيم السياسية أو الاجتماعية , التى جعلت الطفل الذى يحمل اسم أبيه يحظى بالشرف والشرعية وحقوق الانسان , أما الطفل الذى يحمل اسم أمه فهو طفل غير شرعى , ابن العار , لا يحظى بحقوق الأطفال الآخرين , ان القيود الجنسية على المرأة دون الرجل قد أدت الى اختلاف القيم الاخلاقية والاجتماعية , التى تحكم كل جنس , كما جعلت المرأة أدنى جسدا وعقلا وروحا , ومن حق زوجها أن يحكمها ويتحكم فيها , حتى يتأكد من أنها لها وحده , وأطفالها من صلبه , وليس من صلب رجل آخر , أصبح قانون النسب الأبوى , منذ نشوء النظام السياسى العبودى , هو منبع القيود على المرأة فى جميع المجالات الفكرية والأدبية والاجتماعية والثقافية , وليس فقط فى الحياةالجنسية , ومن هنا التقسيم الصارم بين النساء والرجا ل , والفروق الكبيرة المصنوعة بين الأنوثة والذكورة , لتبرير وتشريع الفروق الاجتماعية والأخلاقية والسياسية والدينية والحجاب على عقول النساء والرجا ل :هناك بالطبع كتابات يمكن أن نصفها بأنها ذكورية ( وأخرى أنثوية ) , تندرج أغلب كتابات الرجا ل والنساء فى بلادنا العربية تحت هذا التصنيف الجنسى , ويمكن العودة الى بعض كتبى التى اشتملت على نقد لكتابات بعض أعلام الأدباء منهم عباس العقاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم , ممن عجزوا بدرجات متفاوتة عن تجاوز الموروث الطبقى الأبوى , الذى يصور المرأة على أنها ناقصة العقل وأنها صنعت من ضلع أعوج لزوجها آدم | 9 - مايو - 2007 | نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0 |  | الكتابة بين الذكورة والأنوثة وهوية النص (2)     ( من قبل 2 أعضاء ) قيّم
ولتوفيق الحكيم قصة معروفة بعنوان : حواء والضلع المكسوروكان مثل غيره من الأدباء والنقاد يرى أن المرأة الذكية المفكرة أو المنشغلة بأمور السياسة هى امرأة قبيحة أو ناقصةالأنوثة , لم تجد رجلا تمنحه حياتها , لا يختلف سيجموند فرويد كثيرا عن ذلك , وقد رأى أن الأنا العليا عند المرأة أقل من الرجل , ولذلك تهتم المرأة بنفسها وبيتها وأسرتها عن اهتمامهابالسياسة والثقافة والفكر , الا أن حياة النساء اليوم فى الشرق والغرب , تكشف عن خطأ هذه الأفكار , وهناك السيدةكوندا ليزا رايس المنشغلة بالسياسة والاقتصاد والحرب فى بلاد العالم , وكل ما يشغل عقل الرجا ل من أمثا ل جورج بوش , بل أن عقلها أصبح ذكوريا رأسماليا استعماريا لا يقل بطشا أو تعطشا للدماء من عقل رئيسها جورج بوش , وهناك نص ذكورى أنثوى نشر فى جميع الصحف عن السيدة كوندا ليزا رايس , تشبه فيه مذابح اسرائيل للشعب اللبنانى بمخاض الولادة , " ولادة شرق أوسط " جديد , كيف نصف هذا النص الذى يجمع بين ذكورة الحرب وأنوثة آلام الولادة ? فى الأدب العربى نماذج كثيرة من كتابات نساء خضعن للقيم الذكورية الطبقية السائدة , وعجزن عن التمرد عليها أو تجاوزها فى كتاباتهن العاطفية أو الجنسية أو الاجتماعية أو غيرها ,وبمثل ما يفرض الحجاب على جسد المرأة تحت اسم الدين أو الأخلاق , يفرض على عقلها حجاب غير مرئى لا يظهر الا فى كتاباتها , يصور لها أن الرجولة تعنى الفعل والاقتحام , والأنوثة تعنى المفعول به والاستسلام , ويفرض الحجاب على عقول الرجا ل والنساء بدرجات مختلفة , ولأهداف سياسية واجتماعية تختلف باختلاف الوظيفة المخصصة لأى منهم , استبدال السياسى البشرى بالطبيعى والدينى ،نشأت فكرة : " أن الرجل هو الفاعل والمرأة هى المفعول به " منذ نشوء النظام الطبقى الأبوى الفائم على تقسيم العمل والوظائف فى الحياة العامة والخاصة على أساس جنسى وطبقى , وهو نظام سياسى واجتماعى تم تدعيمه بالقانون الدينى أو بالقانون البيولوجى أى قانون الطبيعة , بمعنى أن الرجل مخلوق بطبيعته الذكورية ليكون سيد المرأة ومالكها جسدا وعقلا وروحا , وأن المرأة مخلوقة بطبيعتها الأنثوية لتكون محكومة بالرجل خاضعة له , حدث التزييف الخطير فى التاريخ , وهو استبدال القانون البشرى السياسى الاجتماعى الاقتصادى المتغير بقانون مقدس دينى ثابت , أو قانون الطبيعة الذى لا يمكن تغييره , ونتج عن هذا التزييف التاريخى أن الحقائق البديهية طمست , وأن عقل الرجل وعقل المرأة أصبح عاجزا عن غربلة القيم والقوانين والأعراف السائدة , وفرزها وتحليلها أو تفكيكها أو اعادتها الى جذورها الطبقية الأبوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية , ومن ثم القدرة على تغييرها الى قيم وقوانين أخرى أكثر عدلا وحرية للنساء والفقراء . نبعت كتابات النساء العربيات عبر النضا ل الطويل ضد هذا التزييف التاريخى , وتم كشف النقاب عن حقيقة قهر المرأة , ظهرت بوادر قيم جديدة وأدب ونقد بأقلام نساء أكثر وعيا , وأكثر قدرة فى تعرية هذا المخبوء , المسكوت عنه , المحاط بالمحرمات والممنوعات دفعت الكاتبة العربية ثمنا باهظا من حياتها العامة والخاصة , ومن جسدها وروحها وعقلها وأمومتها وأنوثتها وشبابها وطفولتها وكهولتها , دفعت الكاتبة العربية ثمن ابداعها , ومنها السمعة الطيبة أو كونها أنثى مرغوبة , وخرجت من سجن الموروث الذكورى , وأخرجت معها عددا من النساءبل و من الرجا ل أيضا , و ساهمت مع زميلاتها فى البلاد الأخرى , فى تحليل وتفكيك مفا صل الموروث الثقافى والفكرى الطبقى الأبوى, ورموزه فى اللغة الذكورية السائدة ,
| 9 - مايو - 2007 | نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0 |
|