البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ابو هشام العزة

 5  6  7  8  9 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الدم الذي على قميص سيدنا يوسف    كن أول من يقيّم

الدم الذي على قميص سيدنا يوسف
 
         أخي الأستاذ ياسين معلومة قيمة  كثير منّا يجهلها أو يتغافل عنها عن( أبناء سام )وعندما يريدون تأليب العالم خاصة عالمهم ضد إنسان لا يرغبون به يتهمونه بعدائه للسامية وذلك مثل الد م الذي وجد على قميص سيدنا يوسف ولا استطيع أن أشبه حججهم بقميص سيدنا عثمان أخشى على القميص أن يناله نوع من الدنس . ولو بعد ألف عام ونيّف... كنا قديما نعتقد إنّ لا أحد ينافسهم في تزييف الحقائق واختلاق المبررات ..فعلمنا أخيرا أنهم لا يجدون من يضحض مزاعمهم... وكيف ارتبك بيريز من أردغان يتلعثم ويعلو بصوته في القمة الاقتصادية ..كما إنّ وسائل الاعلام بينت كلّ افتراء لهم أمام من يريد أن يعرف الحق ..
       كما جاء في كتب التاريخ إنّ اليهود وحدعم دون الديانات السماوية الأخرى لا يؤمنون باليوم الآخر على عكس المسيحية والإسلامية وإنّ الجنة ( أرض الميعاد) أرض فلسطين ، فهم يعتبرون إنّ فلسطين جنتهم ..وعلى هذا يبنون فلسفتهم واعتقادهم..أي إنّهم الأن في الجنة ومن مات منهم يدفن في أرض الجنة !!!!!...
        أما واقعنا الآن قد تغير بالرغم من إنّ بعض من لا يعجبهم هذا الواقع الجديد لا يرونه أو يتجاهلونه ويحاولون جهدهم أن يبقى القطار القديم على سكته القديمة المتآكلة يسير دون تحديث أو تغيير .. ولكن هذا الواقع فرض نفسه والكل مهما حاول أو عاند سيعترف به إن شاء أو أبى لأن من فرض هذا الواقع وامتلك تقنيته وتصنيعه لا يمكن أن يتركه أو يتنازل عنه ... وهذا ما يجعل اسرائيل أن تعيد حساباتها وتتنازل عمّا كنّا نعتقد ونجزم إنه مستحيل .. وما هجمتهم على غزة بهذه الهمجية  بأسلحة ممنوعة ما هو إلا دليل على خوفهم من هذا الواقع وتبعاته المستقبلية....

11 - فبراير - 2009
الصقر
شراهة الأكل عند الغضب    كن أول من يقيّم

شراهة الأكل عند الغضب
        إنّ موضوع الأكل والسمنة وطرق تخفيف الوزن جدّ مهم ، فهو يلازمنا في حياتنا وأصبح الآن مشكلة من مشاكلنا ..ونتلهف على معرفة الحلول ..
لي صديق ــ رحمة الله عليه ــ إذا غضب سواء كان غصبه لأمر يسير أو لأمر عسير ، دون شعور يتوجه نحو الأكل فيلتهم ما شاء منه (كان صاحبي سمينا من أصحاب الكروش ) فيخمل جسمه فيخلد إلى النوم ،وهذا في الليل أو النهار ، وعندما يفيق يكون كل شيء من الغضب الذي ألم به قد انتهى وكأنّ شيءا لم يحصل .. فما العلاقة بين الأكل والغضب ؟..لا أدري...

11 - فبراير - 2009
كيف يقود إهمال الذات إلى الاستغراق في الأكل؟
السموأل حقيقة     كن أول من يقيّم

السموأل حقيقة
          إنّ  (عاديا ) والد السموأل أوصى ابنه السموأل وقال له : لا تهدم ما بنيناه (الحصن المنيع ـ حصن الأبلق المشهور عند العرب في الجاهلية ـ وحفر بئر الماء ) وكان في هذا الحصن سوق ضخم وهو من أشهر الأسواق في الجاهلية لمكانته ، على طريق الشام ، جميع رواده من العرب  ــ بيع وشراء ، أكل وشرب  ونوم ، وأصطبل ضخم لخيول زائري الحصن ــ وكل شيء بثمن ، فكان هذا السوق سبب ثراء أهل الحصن ، ونحن نعرف إنّ اليهود يعبدون المادة ويسعون وراء الثراء ، فلو السموأل لم يفي بالأمانة لذمته العرب وهجوه ، وابتعدوا عن السوق ، ونحن نعرف إنهم قلة ، وإن امرؤ القيس بن حجر عربي ، كان أبوه ملكا من ملوك اليمن ، قدم إلى اليمن من شبه الجزيرة العربية ، فلا بد أن يرجع الأمانة إلى أولاد عمومة امرؤ القيس حتى لا يهدم ما بناه أبوه  ولو كان الثمن ابنه .. وهذا الأمر لم يتغير فهو من صفاتهم ممكن أن يضحو ا بيهود من بني جلدتهم لأجل مكسب من المكاسب ، كم مرة فجّروا أماكن يرتادها اليهود من أجل هدف هم يريدونه ، وكما يبيعون السلاح للفلسطيني من أجل المال وهذا ما يهمهم .. لكن العرب في الجاهلية لم يعرفوا اليهود كما عرفناهم ، ولندرة الوفاء بالأمانة في عصر فيه السلب والنهب ضرب العرب مثل ( أوفى من السموأل ). كما نلاحظ في قصيدة السموأل المبالغة في الفخر يصف قومه بالأسود وهم محصنون في حصن الأبلق المنيع الذي لم يقدر على اختراقه جيش ملك الشام عندما طالب بالدروع ... ممكن أن يكون هذا الحصن هو الجدار العازل ..  مع اعترافه بقلة عددهم ...

12 - فبراير - 2009
الصقر
كل الشكر إلى الأستاذ ياسين    كن أول من يقيّم

الأخ الفاضل الأستاذ ياسين أقدم كل الشكر على الرابط ، وأنني أذكر أن الشاعر الكبير إبراهيم طوقان تحدّث عن السموأل ونعته بما يتصف به اليهود .. يا سيدي أنا درّست قصيدة السموأل في الفخر لطلابي ، وعندما تكلمت عن حياته وأخبرتهم بأنه يهودي رفض الطلاب القصيدة ورفضوا السموأل لا لشيء بل لأنه يهودي ، حاولت أن أتخلص من هذا الموقف... قلت لهم إن هذا الشاعر عاش في العصر الجاهلي ، وإنّ السموأل من أهل الكتاب فمن الأفضل أن ندرس نصا لكتابي أم نصا لعبدة الأصنام عبدة الحجر ...ولا أريد ان أذكر الحوار الذي دار بيني وبين الطلاب حول سلوكيات وصفات اليهود التي تعاكس ما في القصيدة من أفكار ... ومن العجب إن طلابي يتهمون وأنا المدافع عن السموأل لأن النص مقرر من وزارة التربية والتعليم ..

13 - فبراير - 2009
الصقر
تكملة عن النبوت    كن أول من يقيّم

النبوت
 
       النبوت تعدى القصص التراثية الخيالية القديمة إلى واقع يتجسده إنسان عادي، يلتصق به هذا الاسم ويتعايش فيه مع الناس  وهو مزهو فخور بهذا اللقب، حيث أنه تغلّب على الاسم الحقيقي فأخفاه وحلّ مكانه ، بل زاد ... حيث إنّ هذا الّلقب المحبب صار يغني عن اسم الاب، وحتى عن  اسم العائلة ، فصار كل من يتحدث عنه أو يناديه بلقبه الذي يعتز به صاحبه وبه يفتخر..
    أبو النبوت اسم عادي وليس نادرا فكل من يمتلك مهارة استعمال النبوت يسمى بأبي نبوت ، والنبوت نفسة فيه معاني العزّة والنخوة والشهامة والمرجلة ، زيادة على إنّه من التراث القديم ، صاحب الناس منذ آلاف آلاف السنين ، فالنبوت أشبه بعمل حذق صاحبه في استعماله وهذا ينطبق على الخطيب، النجار ، الحداد  .......الخ .. هذا يذكرني عندما اسمع موسيقا مسلسل باب الحارة اتخيل كل واحد منهم ــ الذين يغنون ــ يحمل نبوتا ..
     تجسد أبو نبوت الخيالي إلى شخصية حقيقية فيها الفتوّة ، وأخذ صفة المحتد والعراقة مع مرور الزمن ، حتى يقال أن عائلة من سكان يافا بفلسين تدعى بأبي نبوت، كانوا من الباشوات ، وأن أحدهم كان واليا على يافا ، وحفر حولها خندقا لحمايتها من الغزاة ، كما بعد موته عمل أهله عن روحه سبيلا  لأبي نبوت(1)
 
  {وصف أحد كتاب فلسطين يافا والسواقي والنواعير، والقرى التابعة لقضاء يافا، كما عدد السكنات والطرق المحيطة بالبلدة والموصلة إلى ضواحيها، والسكك الحديدية .. كما ذكر الطرق الزراعية المحيطة بها، والضهرات والتلال والوديان وأحجار الطحن المقامة على نهر العوجا، والدباغات التي كانت مقامة على شاطئ العجمي، ووصف الخندق الذي أقامه الوالي أبو نبوت حول البلدة لحمايتها، كما ذكر المحاجر والمقالع والمطاين، والمرامل والبصات والجسور وسيول الماء والشلالات والبرك والكهوف والمغارات وصخور الشاطئ، وموقع الكازاخانه، ووصف نهر العوجا ونهر روبين، اللذين يصبان شمالها وجنوبها، كما عدد أسماء العشائر البدوية التي كانت تسكن في جوار البلدة}.
كما توجد عائلة ( أبو نبـــوت)  بمكـــة المكـرمــة ، وكــــذلك عائلة ( أبو نبـــوت)  في مصـــر ، و عائلة (أبو نبـــــوت)  بفلســــطين الذين تحــدّثوا (2) عن أبي نبـــوت.. وذكروا سيـرة حيــاة رجـل عجـــوز أعـمى يســكـن في المخــيم ، وقالـــوا فيــه شـــعـــرا غنائيـــا يتـغـنى به أبنــــاءوشــبـاب فلســطيـن حتى أضـــحت الأغنية من التراث يتغنى بها عميد الموال الشعبي يوسف شتا:
أبو النبوت:
توفى عن خمســـة وثمانيـن عاماً، ضـرير وحيد دون زوج أو ولد، يسـكن غرفة من طين دون إضــاءة أو تهوية، وأمام الغرفة نخلة صغيرة يخــرج في الصبــاح راكباً عربة خشبيــة، حيث اعتاد احـــد العتاليــن في المخيــم اصـــطحابه معه إلى المدينة كل صباح من أجل التسول، واعادته إلى بيته قبل المســـاء. وكثيـــراً ما كان اطفال المخيم يســرقون الطعام من بيـوتهم ويعطـونه لأبي النبوت مقابل أن يعطيـهم بعـض القروش. مات أبو النبـوت ولم تكتشف وفاته إلا بعد أن جاء صديقه إلى المدينة فوجده ميتاً.

يا عيــــن بلدنا جــودي
وهيلي الدمــع سـطرين
واذكري رفيـــق العـمر
وقولي الدرب من وين
ختيـــارها هالختيــــار
مالـــوا انيــس وجــار
بحكــي مع الحيـــطان
بلعـــن بلا الإنســـــان
جوات خشـــة مفسخه
بديال نخلـــة مشلخــه
عاش القهـــر قهريــن
أبو النبوت كبر الجرح
وبنـــك وبيـــن الهــــم
عيـــــــــــش وملـــــح
بعمر ســـنك ما ضحك
بعمر قلبك ما فرح
أبو النبــــــوت
عكازتك هي النظر
هي الطريق هي السفر
تحت الشمس تحت المطر
تمشي معك وترجعك
تحكي معاها وتسمعك
وتعلمت دربك لوين
أبو النبــــــوت
سلام عليك يوم ولدت
سلام عليك يوم تموت
وأن جاءك الملكان
فقل: اني لاجئ
والتزم السكوت

16 - فبراير - 2009
قصص من الأدب الشعبي
تكملة النبوت    كن أول من يقيّم

خرج أبو نبوت من عالم الإنس ليدخل عالما آخر(3) {فهيمة يطلع إيه يا خالة .. نبوت آه والنعمة نبوت .. اشتاتا اشتاتا اشتوت }،{شوفوا يا اخواتي الكتكوت بقي عندو بدلة ونبوت}،{أهو الهو الخفي أبو نبوت اشتاتا اشتاتا اشتوت}.
النبوت خرج من عالم الجن اشتوت إلى نبوت الغفير اسم قصة لمحمود تيمور سنة 1958م، ونفس الاسم نبوت الغفير صار حلويات في مصر التي تسمى بالعسلية(4)
 
  { أما اسم نبوت الغفير فيعود الى الشبه بين العسلية السادة التي تصنع من غير سمسم، وعصا الغفير الذي كان يطلق عليه اسم نبوت في الماضي حيث كان غليظاً وطويلاً}
ثم انقل النبوت نفسه إلى اسم أرز (وهو ما بين البسمتي والمصري )
ثمّ تحول الاسم في السعودية وباقي دول الخليج { نبوت سيف اسم نوع من التموروالنخيل}
العصي(5) وهي من أقدم أسلحة الإنسان التي واجه بها الطبيعة بما فيها من حيوانات وهوام وقد تعددت أسماؤها لاختلاف أشكالها ووظائفها :
الباكورة :
عصا من الخيزران نحيفة وطويلة .
الدبوس:
من أدوات القتال يشبه تماماً العجرا أو الدبسا ، ولكنه مصنوع من الحديد وليش من الخشب كالعجرا، وله رأس طرف كروي ويد معدنية وهو سلاح دفاعي .
الشون :
وتسمى الشوم عصا غليظة وطويلة تستخدم عادة للارتكاز عليها أثناء الصعود والنزول فضلاً عن استخدامها في الدفاع عن النفس .
العجرا:
وتسمى دبسا وهي من أسلحة الدفاع عن النفس وهي عصا غليظة شكل رأسها على هيئة كروية ليضرب به.
القطلة
عصا غليظة غير طويلة تمتاز بثقلها يترك الضرب لها أثراً في الجسم .
المِسْيَر :
عصا من الخيزران المتساوي الأطراف وقد تسمى سيسية .
المشعاب:
عصا غليظة غير طويلة ينتهي رأسها بعقفة قائمة الزاوية أو حادة ويكون طرفها الأسفل مفتوحاً
المِطرق:
عصا رفيعة يتراوح طولها بين مترين إلى متر ونصف وتقطع من أغصان شجر الشوحط والعتم .
النبوت:
من أدوات الدفاع عن النفس ويشبه الطلقه لكنه أغلظ منها وأطول إذ يصل طوله إلى مترين ونصف تقريباً ..
ثم تحول النبوت إلى نوع من الاسلحة الحربية القيمة في بلاد الخليج (6) من أنواع الاسلحه المعروفه والمنتشره عند القدماء في السعودية خصوصا ً عند أهل الجنوب
الفتيل...المقمع...الصمعا...الريفل...النبوت... ام اصبع...ام خمس
النبوت
بندق طويلة ، لها أصبع تفتح به ، ولخزانتها صندوق بارز يتسع لأربع رصاصات ، ولها قفل يحبــس الرصــاص في الصنــدوق ، وقفل يمنــع الحركة من الانـطلاق ، وهذه البندق لم تنتشر في المملكة ولكنها تعتبر السلاح المفضل في جنوب المملكة وفي اليمن ولها نيشــان بارز مـرقم ، وهي ثقيلة المحمل وتاريخ صنعها..
       النبوت وصل السودان ، ظهر في قصيدة : كل الغبش هاكم (7)
لا البوت ولا النبوت .. لا التوت ولا الكهنوت
ونقل الفلاشا أفاد
وكان يحكمونا بيوت .. لو بحكمونا أفراد
حارين حديث الموت .. والبعث والميعاد
     وقف النبوت معنا فى المواسم والأعياد ، ولازمنا في الأفراح ، فيرقص به الشباب في مصر رقصة تدعى بـ "رقصة الموت" ، لأنها تحتاج إلى مهارة وفتوّة وتدريب ، أمّا النساء يرقصن حول أصحاب النبابيت لانهنّ لايستطعن اللعب أو الرقص بالنبوت ، لانه يحتاج إلى عضلات وقوة تحمّل ومهارة في ردّ وإصدار الضربات .
    دخل النبوت عالم السينما (8)في:(فيلم التوت والنبوت )،من روائع نجيب محفوظ ... بطوله: عزة العلايلي (عاشور الناجي)....
    النبوت تعدى كل ما ذكرنا بل أصبح حقلا للتجارب العلمية(9): قام طلاب إحدى المدارس باختراع سترة واقية من الرصاص والمواد الحادة ، حتى يتأكدوا احضروا واحدا من المارينز ومعه القوس ، وبه سهم مصنع تصنيعا قويا جدا ، وسريع جدا ، وسموا السهم بالنبوت ، وعملو التجربة .....
أبو هشام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)سبيل ابي نبوت/فلسطين في الذاكرة/ موقع نت.
(2)يوسف شتا عميد الموال العربي/التراث الفلسطيني.
(3)موقع نت/ الحلم العربي.
(4)جريدة الشرق الأوسط
(5) موقع الأسلحة التراثية
(6)منتدى و موقع نت سعودي
(7)موقع نت سوداني ، قصيدة مطولة في العامية
(8) ).... تمثيل : حمدي غيث أمينه رزق ، سمير صبري ، محمود الجندي، تيسير فهمي...
(9)عرض في محطة فضائية بعنوان "الدرع والنبوت" في برنامج قوس قزح .

16 - فبراير - 2009
قصص من الأدب الشعبي
بداية النبوت مع بداية الإنسان :    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

    سيدتي المربية الفاضلة الأستاذة ضياء لك من كل الاحترام وسأعرض الرواية الثالثة لأبي نبوت وهذه المرة من بلاد الشام ...
بداية النبوت مع بداية الإنسان :
           منذ أن وجد آدم على الأرض وهو يواجه مشاكل وجوده وبقائه على قيد الحياة، فالإنسان البدائي أمام وحش يهاجمه ، يبادر تلقائيا إلى الدفاع عن نفسه ، فيلتقط حجرا ويقذ ف بها الوحش وفي مراحل متقدمة حاول تشذيب وسن مجموعة من الحجارة لتكون أكثر فاعلية واشد مضاء ،ثم تساءل هذا البدائي كيف ارمي عدوي عن بعد لأكون في مأمن من شره ؟فهداه عقله إلى جذوع الأشجار ،  فصنع منها عصي طويلة مدببة من طرف واحد  ليكون حرا في توجيه ضربات موجعة للوحش
           ولعل انتشار  النبوت ( وهو عصا طويلة وغليظة ) منتشرا في الريف المصري يعود إلى تلك العصور السحيقة ، لابل لعل فكرة صناعة المدافع الميدانية الحديثة تعود إلى نفس الفكرة البدائية التي تقول : كيف أدمر عدوي وأنا بعيد عنه ؟
          إذن ،لجوء الإنسان القديم في أوقات فراغه إلى سن الحجر، أو صنع الحراب من جذوع الأشجار، أو بناء بيت هو فعل تهيئة واستعداد بقصد الدفاع عن وجوده كفرد وأسرة وجماعة إذن هاجسه كان هاجسا يشغل كل وقته ألا وهو كيف ينتصر على هذا العدو أيضا.
النبوت له مكانة كبيرة عند الشباب في بلاد الشام عامة وفلسطين خاصة ،تعلقهم به ربما  يكون بسبب الاحتلال اليهودي لأرض فلسطين فرأوا في النبوت الشهامة والرجولة وهذه أهزوجة يتغنى بها الشباب :
زغـرتـي يـا زلـيخـه وغـني يـا هـلالـه,(1)
الـيـوم طلعت عـنـدنا الشمس
الحكومه أنـهـت رمـضـان وقـدمـت الـعـيـد,
بـالـقـوه نـبـهـتـنـي وأنـا عـايـز أنـام,
الـيـوم مـا عـنـدي مـواعـيـد.
قـوم يـا راجـل كـفـايـتـك نـوم.
يـا مـره أتـركـيـنـي روحـي عـنـي بـعـيـد.
يـا راجـل قـوم شـوف الشـمـس.
مـالهـا, مـوش كـفـايـه الـوطـن,
سـرقـوهـا هـيـه كـمـان.
هـاتـي
الـنـبـوت وأرقــعـي بـالصـوط,
خـلي
الـنـشـامـه تـسمـع,
عـلـيـهـم يـا
رجـال,
عـلـيـهـم بـصـيحـة الـديـك,
والمــكـتـوب عـلى الـجـبـين,
حتـشوفـه الـعـيـن بـدون حـواديـت.
يـا راجـل سـلامـة عـقـلـق,
لـسـاتـك بـتـحـلم,
نـفـسـي تـحـلم فـيـه يـوم,
بـدل الخـرابـيـش,
الـنـبوت ما عـاد يـطبـش,
و
الـصـواريـخ طـلعـت فـتـيـش.
يـا مـره كـفـايـه شـئــم,
خـلـي عـنـدك
عـزيـمـه ,
الـنـبـوت شـايـلـه فـي الـخـزانـه
هـاتي الـسـروال والـحـقـيـنـي,
تـنـلـحـق الـربـع ولا عـيـزاهـم يـقـولـوا,
تـخـلى عـنـا فـي اللحظـه الأخـيـره.
أخ مـنـك يـا راجـل,
الـي فيـه صـنـعـه مـا بـيـتـركـهـا,
أنـا عـايـزاك تـشـوف الـشـمـس,
وتـسـتـمـتع بـطـلـعـتـهـا,
بـقـالـنـا شـهـور مـحـرومـين مـن شـوفـتـهـا,
بـص وشـوف يـا مـحـلى زيـنـتهـا,
وأنـت عـقـلـك فـي
فـلـسـطـيـن,
مـوش قـادر تـنـسى سـيـرتـهـا.
يـا حـصـره عـلى شـبـابـي,
سـهـرت الليـالى واقـفـه وراء الشـبـاك,
تـتـأخـر أقـول شـو جـرالـه,
الله يـسـتـر مـيـكـون لـحـق أصـحـابـه,
وأدور عـلـيك فـي السـمـاء مـع الـنـجـمـات.
أخ مـنـك يــا مـرأه,
يـاريـت يـا رب أسـمـع مـنـهـا,
هـوه أنـا إلـي غـيـرهـا عـايـش عـشـانـهـا,
هـذه
فـلـسـطـين بـنـتي, أمـي وأبـي,
أبـنـي, أخـتـي وأخـي, دمـي ولـحـمـي,
الـمـوت والله أرحـم مـن الـغـربـه ولـو فـي بـلـدي,
ويـا أحـنـا يـا هـم والـشـهـاده مـطـلـبي,
ويـشـهـد عـلى كـلامـي رب مـحـمـد,
وعـيـسى الـنـبـي.
 
الرواية الأولى كانت من مصر ، والرواية الثانية من فلسطين ،أما هذه الرواية... الثالثة فهي من بلاد الشام :
الرواية الثالثة لأبي نبوت
كان هناك رجل يدعى بأبي نبوت ذهب ذات يوم إلى شيخ وقال له : إننى قتلت تسعة وتسعين نفسا هل لي من توبه ؟؟. قال الشيخ : لا..
غضب أبو نبوت عليه فقتله ، ثم ذهب إلى رجل آخر كان يعرف بتقواه وكثرة زهده ، وحكى له ما جرى.. وقال له : إننى قتلت مائة نفس هل لى من توبه ؟؟.
وحكى له ما جرى بينه وبين الشيخ .. فقال له : انظر إلى النبوت الذي فى يدك ، خذه وازرعه في أي مكان فلو أخرج براعما ثم أورق  فاعلم إنّ الله تاب عليك.... فأخذ أبو نبوت نبوته واحتار به .. أين يزرعه ؟؟ ..ظلّ يبحث حتى تعب، فجلس بجوار قبر من قبور المقبرة ليتكىء عليه  فرأى رجلا يحفر القبور الحديثة ويسرق أكفانهم !!.
أثناء ما كان يقوم السرق بعمله ، وأبو نبوت يرقبه فوجده يسرق كفن  امرأة صغيرة السن حسنة الوجه جميلة القوام ، فأخذ الكفن لفّه ووضعه جانبا وأخذ ينظر إلى  جسدها فشعر أبو نبوت إنّ السارق مال بنفسه نحوها ، فهبّ أبو نبوت نحوه ولم يمهله أن يفعل أيّ شيء فضربه بالنبوت جعلت بينه وبين الحياة حاجز (قتله) .. فارتمى صريعا يسبح في دمائه فنهضت المرأة الميتة وتناولت الكفن ولفت به نفسها       وقالت: سترك الله فى الدنيا ,والآخرة كما سترت عليّ ...ثمّ عاودت رقدتها ...
خاف أبو نبوت من هذا المشهد  فترك نبوته وفرّ هاربا فزعا مما رأى ، وذهب إلى الزاهد نفسه  وحكى له ما حدث .. وطلب منه أن يأتي معه ليأخذ نبوته ...
عنما وصلا المقبرة ونفس المكان والمرأة والسارق مستلقيان  شاهدا بجانب قبر المرأة  شجرة كبيرة كثيف الأوراق ، كأنها موجودة منذ زمن بعيد،  فأخذ أبو نبوت يبحث عن نبوته فلم يره..... فقال له الشيخ : هل شاهدت هذه الشجرة من قبل ، قال أبو نبوت: لم أشاهدها، ولم يكن هنا شجرة، وهذه جثة السارق وهذه الفتاة  التي نهضت وتكلمت .. !!!! ..
فقال له الشيخ : هذه الشجرة هي النبوت ، فاذهب يا رجل واشكر الله تعالى بالطاعة وحسن العبادة ، فإن الله تعالى رضي عنك  وغفر لك ...

18 - فبراير - 2009
قصص من الأدب الشعبي
تكملة عن موضوع النبوت    كن أول من يقيّم

كما أن كتاب القصة في المغرب لا يغيب عن بالهم النبوت :
من قصة عقيقة النّبْتة(2)
محمد محمد البقاش - طنجة
يصحو الطفل مرة تلو أخرى ويذهب إلى مدرسته؛ والنبات في منزل أمّه يشكو الجفاف. الأمّ في المستشفى نزيلة تنتظر مولودها الثالث، ترقب طلعة بهية لمولودها، والصبي في ديدنه يئِطّ.. يتضوّر النبات جوعا ويتألّم عطشا ولا أحد يحتفي به، لا يدعو ربّه لاستنبات حاسة النطق لديه حتى يرفع مظْلمته، له حواسّ بدائية تُسْعفه في مملكته، لا يفعل وقد منحها الله للإنسان ليحسّ به.. يجلس في بهو الدار سابحا في عالمه الصغير، يتذكّر أمه فيشتاق إليها، ثم يبكي، يتذّكر رعايتها وعنايتها به وبالنبات، ثم انتفض كالعصفور تحت القَطْر قائلا: (( لِأحاكي فِعال أمَي، لم لا أنوب عنها فيما تفعله بالنبات؟ أفعل والله، أعتني بنبوت أمي لعلها تستحيل في يدي نبوت عزٍّ وسُؤْدد )).
 
      فالنبوت ( وهو عصا طويلة وغليظة )(3) منتشرا في الريف المصري يعود إلى العصور المتناهية في القدم ، يلازمه  المزمار ، فنشأ المزمار ومعه النبوت إنهما متلازما  ...  و النبوت : عصاة كبيره يستخدمها الفلاح في ضرب الحيوان أو في الطوشات أو في تكسير التراب
 الثابت في كتب الحديث الشريف (الصحيحين)(4) أن الأحباش كانوا يلعبون بالحراب ويرقصون، ويضربون الدف. وان الرسول صلى الله عليه وسلم أمّنهم، ولم يمنعهم.
ومع بداية القرن التاسع عشر الميلادي، وحتى منتصف القرن العشرين، كان المزمار مسرحاً لاستعراض البطولات وتصفية الأحقاد أحياناً. كانت تصاحبه أغاني الفخر والمديح والبطولة والفروسية. انتهى ليكون حفلة طربية ملتصقة بالمناسبات الفلكلورية والاجتماعية. انتهى كذلك في عقول السعوديين - في غير مناطق الحجاز - إلى مجرد لعبة فلكلورية. لكنه لا يزال حاضراً في المدينة ومكة وجدة وبعض المحافظات. ولا تزال بعض الأحقاد تُصفى بالعصا، عصا المزمار (العود)، «النبوت» في مصر.
ربما لم يسمع سعوديون كثرٌ عن «الصفوف»، عن «كبارية» الصفوف، عُمدها، معلميها. لم يدركوا مهارة لعبة العصا ووصولها أحياناً إلى وسيلة للدفاع عن النفس والثأر. لم يعرفوا أن الفن الشعبي تحول يوماً إلى «لعبة موت». استغله جيل جديد، وصغار سن حتى في الماضي. أزهقوا بسبب مهارتهم أرواحاً.
 
 
كما ذهب النبوت إلى أبعد من ذلك دخل في ألهاب الصينيين :(5)
كانوا في الصين قديما يثنون على الشخص ذي المهارة الرفيعة والأخلاق السامية بأنه يجيد استخدام الثمانية عشر نوعا من الأسلحة. الأسلحة هنا يقصد بها الأدوات التي يستخدمها لاعب الووشو، أي الكونغ فو.
في فترة أسرة مينغ (1368-1644)، كانت "الثمانية عشر سلاحا" هي مجموعة الأسلحة التقليدية الأساسية، وتشمل: القوس، قوس القناة، الرمح، السكين، السيف، القناة، المجن، البلطة، الفأس الحربية، الرمح الهلالي، السوط، النبوت الحديدي، الزلاقة، شو (الهراوة الخيزرانية)، الشوكة الفولاذية، المشط الخيزراني، والحبل الغليظ، وتلك عددها سبعة عشر، أما السلاح الثامن عشر فهو"المهارة الحرة" أي مهارة اليدين المجردتين، أي استخدام أعضاء الجسم كأسلحة قوية تقهر العدو بدون سلاح، وهذا هو معيار الحكم على مهارة المتدرب على الووشو.
نشأت ألعاب الووشو في وقت جد مبكر، يعود إلى عهد المجتمع البدائي حينما كان لزاما على البشرية أن تصارع الوحوش من أجل البقاء، فلجأت إلى استخدام العصي وغيرها من الأدوات البدائية، وصارت تدريجيا تتعرف من خلال هذه الصراعات على مهارة استخدام الأسلحة وفن المصارعة، ومع ظهور الاشتباكات بين القبائل أخذ الناس يستخدمون أسلحة بدائية كالهراوة، والمشط الخشبي، والسوط الخ
لعبة النبوت عند الصينين :
 
 
 
النبوت  تخطى كل ذلك ودخل في الأمثال وهذا مثل عماني ومنتشر في بعض دول الخليج : (6)
الـمـثـل : مثل النبوت لايحيي ولا يموت                                .
النبوت نوع من انواع النبات .. الذي مهما اسقيته .. ومهما خدمته .. فأنه يبغى كئيب المنظر . ثم يبغى هكذا لاهو حي فترجو
بأن تستفيد منه .. ولاهو ميت فتيأس منه وتتجه إلى غيره ...
يــضـرب هذا مثلاً لبعض الأشياء التي تتعلق بأهداب الحياه فتره طويلة من الزمن مع أنه لافائده ترجى من ورائها لا بالنسبه
إلى غيرها
     النبوت(7) لم يقف أمامه حاجز أوحدود فوجدناه عند قبائل الزولو في أفريقيا كانوا يستعملونه للصيد :
       الصيد عند الزولو

       للصيد أهمية كبيرة عند الزولو فيتدربون عليه منذ الطفولة، ولما كان من النادر أن يذبحوا مواشيهم ويقتاتوا بها، فأنهم يحصلون على مؤونتهم من اللحم عن طريق اصطياد الحيوانات البرية وخاصة الوعول والظباء، غير أن صيد هذه الحيوانات محظور في الوقت الحاضر لذا زاد اعتمادهم على الحيوانات المنزلية، وقد كان السلاح الرئيسي للزولو هو الرمح والنبوت المعقد، وهذا النبوت عبارة عن عصى تنتهي بعقدة سميكة ، وعندما يقذف به الغزال الهارب بقوة كافية فإنه يكسر قائمته، وهو وإن كان سلاحا بدائيا إلا أنه فعال جدا، وتضم رحلات الصيد في بعض الأحيان مئات الصيادين، وفي هذه الحالات يضرب الصيادون طوقا حول طرائدهم ثم يضيقون حلقة الحصار تدريجيا حتى لا يكون للطريدة فرصة للإفلات وعندما يطبقون عليها ويقتربون منها بمسافة كافية فإنهم يرمونها بالرماح ومن النادر جدا أن يتمكن الحيوان من الهرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شاعر مغترب فلسطيني في بون (المانيا) /عن موقع نت فلسطيني
(2) رابطة أدباء الشام / نقلها لنا الكاتب: محمد محمد البقاش
(5) مجلة الصين اليوم تصدرها مطبوعة وعلى الإنترنت جمعية الرعاية الاجتماعية الصينية شهريا بالعربية
  • كتاب ألعاب الووشو الصينية - تأليف لي تيان جي - دو شي ليان - دار النشر – بكين.
(6) موقع نت عماني
(7) موقع الرأي
 

18 - فبراير - 2009
قصص من الأدب الشعبي
أخي أرجع لي زوجتي الذي هو أخوها (تكميل القصة )    كن أول من يقيّم

           قرع الفرح اليوم باب البيوت ونثرت على جنباتها الورود، سارت مواكب الشموع ، وشذا البخور يعبق الأنوف ويعطر ملابس الجموع ، اليوم فرحة مبللة بالدوع ، وجوه الحضور تبتسم وفيها ملامح العبوس ... جاسم يزوج ( أخته في الرضاعة ) بما اختارته لها صديقتها ، أحداث متعاقبة سريعة .. ولكن نصيبها كان تعسا فزوجها من رجل به نوع من الخمول ، إنّه يعمل الفحش ويشرب الكحول ، الفسق في بيته يصول و يجول ، ولذكر عورات الناس عنده ميول، منال هذا الوضع عندها معيب، وصارت تتمنى الشمس ألاّ تغيب ، تحاول أن تصلحه أو تمنعه ..  فبالسوط يضربها و خارج البيت يطردها.. وفي ليل دامس  شديد البرودة ، يريد الزوج أن يحيي ليلته المشهودة .. فلا بدّ لها من الضرب أو الطرد ، لينادم خلاّنه ويبعدها عن فساد أقرانه ، فسهرته حتى الصباح وفيها الخمر والمجون واللهو مباح.. ضربها وطردها دون مشرب أو مأكل، ، جلست منال في زواية من الشارع وحيدة كقيثارة فضيّة الأوتار قديمة ملقاة في مكان خرب تقطّع أوتارها إلاّ وترا كلّما داعبه الريح يئنّ بنغم حزين ، أحست بآلام الوحدة وشعرت بمرارة بالغربة ظانة إنّ هذا المكان من الشارع يقيها زمهرير البرد ووقع المطر ، لكن دون جدوى فهي حزينة كئيبة على الله متوكلة منيبة .. استولى على رأسها  غراب فكرها  ومع صفير الهواء وأنات الشجر ،ومع آلام الجوع والبرد وزخات المطر، نعق الغراب وذكّرها بموت أهلها ، وغروب شمس حياتها ..  طال الليل واشتد البر د ، وخيّم على نفسها الخطر، يا ترى هل تستطيع أن تقاوم ؟!! فترى من هذه الظلمة الدامسة بصيصا من نور القمر ، وجيش البرد يلاحقها وغائلة الجوع تداهمها  وغزارة المطر ، العاصفة عاتية، لم يكفها أن تحطم المجاديف أو تمزق الشراع لا تخفّ ولا تهدأ إلا بإغراق الزورق في ركن من جنبات الشارع..... الليل طويل ، ستحكي منال حكايتها إن مدّ بها الأجل أو يرويها الناس من جيل لجيل..
      جاسم يعيش في أهنأ حال ، يستعد لاستقبال بنت الحلال صاحبة الجاه والمال، نام ليله في هيام ودلال ، وأثناء ما كان غارقا في النوم ، جاءه أخوه عابسا وهو لابس ثوب الهمّ والغمّ ، وقال له: تفقد الليلة أحوال منال إنها أختي بالرضاعة .. فرّ جاسم من المنظر مذعورا .. خاطب نفسه : كيف  أراها وهي في بيت زوجها مسرورة ؟!! ثم وضع رأسه على الوسادة الوردية ، وركن إلى نومة هنيئة  ، لكن عاوده أخوه للمرة الثانية في صورة حانيه ، يستعطفه  ويهدده  ، يقول له: أختي في خطر  انقذها من البرد ووطىء المطر ..  هبّ جاسم ومن النافذة نظر ، لفح وجهه الصقيع ورأى بعينيه المطر ،  تراخى جاسم ورنا بعينيه إلى حلم الوسادة ، يرغب ألاّ تفارقه السعادة ، وعاود نومه ليكمل سهاده  .. وإلاّ بأخيه ينتصب أمامه  هذه المرة ، يخاطبه بعنف : إذا لم تنقذ أختي  وترجعها زوجة لك الآن، سوف آخذها عندي وحان الأوان، ثمّ أنت بعدها اندب على فراقها طوال  حياتك ، يعذبك ضميرك حتى مماتك ، وأنا لست براض عنك .. قال جاسم : ليس هذا من النوم !! .
      نزل مهرولا إلى الشارع  محدّثا نفسه : بيتها ليس ببعيد عنّي.. فوجدها قابعة في ركن من جانب الشارع وهي في حالة إغماء متجمدة  من البرد القارص  و كثرة العناء ،لا أكل يقوّ قلبها وماء المطر يبللها ....شاهدها على حالة ، أنسته ما كان في باله ، نظر إليها فبكى ثمّ حاول أن يتجلّد فيمسح عينيه ويطلب منها عينيه أن تكفّ عن البكاء لكنه لم يستطع فانهمر شلال الدموع ..  أوقف سيارة مارة ،وإلى المشفى نفسه نقلها ، عرفها الأطباء عند دخولها ، فرثوا حالها ، وقد غاب عنها جمالها ، شاخصة عيناها.. فاعتنوا بها أشد عناية ، والعطف عليها كان أكبر غاية ، كشفوا عن ذراعها اليمين، فوجدوا بقع زرقاء سوداء من دم كمين ، تآلب عليها البرد والمطر والضرب اللّعين ، وما أصاب قلبها من حزن وغمّ دفين .. علمت (صاحبة أمها) ، التي من غير قصد كانت سببا في خراب بيتها، جاءت إلى المشفى حزينة ، ولتكفّر عن خطيئتها ولتقف بجانب ضحيتها في محنتها... منال لا تعلم بما يدور حولها  وكل ما تعلمه زاوية الشارع التي ركنت إليها .. قالت صاحبة العمة لجاسم : من بعد ما قلت لك المقولة ، دخل الشك عندي ، هل أنت أخوها أم أخوك ؟! فأنتما شبه واحد فتأكدت من كل أخوتي وأخواتي ومن جدّي وصاحباتي إنّ أخاك الذي رضع معها ، وأطلب من الله الصفح ومنك ومنها ، فأنا سبب في دمار حياتها ، فيتعاستها وشقائها وإن حدث لها مكروه لا سمح الله تعالى  فأنا لاأسمح نفسي وال حياتي .. تأكد جاسم من الذي سمعه من أخيه الميت ومن العمة  ، أسرع وأحضر زوجها السكير وبالمال أغراه ، ففتحت منال عيناها ، ووقع الطلاق أول ما سمعته بأذنيها  .. وفي نفس الوقت عقد جاسم القران عليها ، انقشعت غشاوة العين وانقشعت السحب  وعلمت إن ابن عمتها ليس بأخيها ، وإنّ جاسما أعاد المياه إلى مجاريها ، فالتأمت الجراح تاركة آثارا طفيفة ، جرى الدم في عروقها وأضاء وجهها وتفتح زهر خديها ،وحديقة السعادة تراها على جبينها.. فقال جاسم : سبحان الله العلي العظيم .. أخي أرجع لي زوجتي الذي هو أخوها ..وأنقذها مما كانت فيه من جحيم..
 
أبو هشام

18 - فبراير - 2009
أخي أرجع لي زوجتي الذي هو أخوها
قضية فلسطين كلها عبر لمن يعتبر    كن أول من يقيّم

كل شكري وتقديري إلى الدكتور سامي على كلماتة المعبرة عن واقع عربي مرير ، انتظرنا طويلا وعيوننا تنظر لما هو أفضل ، وكنا  تقول : لقد وصلنا نهاية الانحدار وإذا بانحدارات كانت تنتظرنا أشد وأعمق ... ولكن يأخي إني أرى مأساة فلسطين بالذات وقضيتها خاصة كل من يتلاعب ويقايض في هذه القضية يلاقي سوء الجزاء في الدنيا أمام أعيننا ، والظاهر إنّ بعضا لايرى ولا يأخذ العبرة ، والباقي من العذاب عند الله تعالى يوم القيامة ..

18 - فبراير - 2009
بوش العكر
 5  6  7  8  9