البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات alsaadi -

 5  6  7  8  9 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
وعادت النجوم بعد انكدار    كن أول من يقيّم

قلتُ والله هذا أمر دُمّر! بليل. ما الذى كدّر نجومنا هكذا. سماءنا صافية والحمد لله. فمن حسد النجوم فأصابها بالعور. حمدا لله عادت النجوم مبصرة وعادت الخانم الينا تتفقد أحوالنا.

أنا ياضياء خانم طبّاخ ماهر وخبّاز ماهر أيضا تعلّمتُ ذلك أثناء وجود أمى رحمة الله عليها فى المستشفى( كم رأيتُ من موتى وكم حملت حتى صار يخافنى الموتُ لرفقتى ضحاياه وضَحِكى عليه مرات ومرّات لا أعرفُ إن كان يخافنى أم تركنى شاهد إثبات يُخيف به آخرين. حتى الموت صار سياسيّا. مهنة واحدة فقط لم أشتغل بها هى تغسيل الموتى. نصيبك هكذا يا ضياء خانم من صادقى ثرى الى صادق مفلس لا يحمل معه الاّ خبر الموتى ورائحة المشيّعين) ثم شاءت الاقدار وحكم الواحد القهّار أن أكون فى مكان تجتمع فيه كل الملل والنحل وأطياف الأقواس القزحيّة. رأيتُ فيه ما لوتخلدتُ بعدها لم ازدتُ علما بالحياة سوى قبرا. تعلّمتُ كل شىء الاّ ما يُغضب الله على الاقل فيما أظن وأعتقد. فصرتُ طباخهم الأفضل ولله الفضل على ما أنعم. 

عزيزى زهير لطف كردى

           يغمرنى جودكَ ألطافـا                متى نُعيدُ الفضلَ أضعافا

          حنانُ شدّتنى الى رمشها                تسـوقُ للظـاعن أطيافا

          لاشيـة عندى بنظارتى                 لكنهـا تأكـلُ إسرافـا

          فخلّفتنى أعضما تشتكى                وتنشُـدُ الحكمـةَ عرّافـا

         صحّفتُ عجلى ثم صرّفتُهُ               ولم أكن فى السوق ِ صرّافا

        هذى تصاحيفى ومن فضلها              قد أصبح الصادق (صحّافـا)

أما لفط! كردى فلها حكاية أُخرى.

7 - يونيو - 2006
الحرية
الشيخ أحمد    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

كان بيتنا يقع فى حى شعبى و بالقرب منه توجد ثلاث مقاهى متجاورة. مقابل أحدى تلك المقاهى يقع دكان الشيخ أحمد. دكان لا يتجاوز فى عمقه المتر وطوله متر ونصف تقريبا والشيخ احمد محشور فى داخله تُحيط به ومن فوقه, خلفه وامامه وتحت قدميه العُلَب مختلقة الالوان و الاحجام. ملوءة بالاعشاب والحامض حلو المشهور عند العراقيين والكعك اليابس.

كان الشيخ أحمد رجل قد تجاوز الستين من عمره طويل القامة فارع موفور الصحة له لحية غير متطرفة لم تترك الحرائق منها سوى بعض الشعرات السوداء منتشرة هنا وهناك. يرتدى الصاية والزبون كما يعرف عندنا وعلى رأسه العقال العربى. كان يمتلك صوتا قويّا عذبا رخيما يردد به ويرجّع القصائد الشعبيّة المكتوبة بأوراق صفراء طويلة إلتصقت قطعها بعضها بالبعض الآخر. كنتُ أساله عن تاريخ هذه الأوراق فلا يُجيبنى منهمكا (بالأبوذيّة) ورثاء الحسين بن على.

لماذا لا تتزوج شيخنا? الكل كان يسأله هذا السؤال. كان جوابه: أنا شيخ لا أتزوّج الا من بنات الشيوخ. ظل عازبا وكانت له ثلاث أخوات عوانس أجبرهنّ على ملازمة البيت وعدم الخروج منه. كنتُ أسأل بعض جيرانهم هل منكم من رأى قرّات الأعين أو عرف أوصافهنّ كانوا يُجيبون: لا والله لا عين ولا أثر. كان الشيخ أحمد يرفض جميع العرسان الذين يتقدمون لخطبتهنّ بحجة أنهم جميعا ليسوا أبناء شيوخ. كنتُ أجلسُ أحيانا فى المقهى المقابل لدكانه تماما والى جانبى أحد الأصدقاء. كان يهمس بإذنى بإستمرار: أنا مقهور من هذا الشيخ المزعوم هذا الكائن الحجرى لا يفارق الدنيا دكانه أزمة هذه (لمحلّة) إنّه سبب نكبتنا. كنتُ أحلم أن أكون محامى فيكون من أولى مهماتى وأولوياتى إزالة هذا الدكان ليزول معه هذا الشبح الملازم لى فى الصحوة والضحوة ثم أقوم بإنقاذ أخواته السجينات.

كان إسمه صباح يحلم بالمحامات لكن معدله فى الثانوية حشره فى قسم علم النفس كان هو أصلا يُعانى من إضطرابات نفسية ويشكو بلوعة: الأب من ورائى والأمن والشرطة تضايقنى وعلم النفس جعلنى أكره نفسى. ثم فصل من الكلية لأسباب صحية. لكن الدولة رأت أن هذه الأسباب التى من أجلها فصل من الدراسة لا تكفى لإعفاءه من خدمة العلم. وسرعان مااستُدعى الى الخدمة العسكرية ولم يمضى عليه أكثر من أربعة أسابيع حتى عادوا به ملفوفا بالعلم العراقى.

كنتُ ممن أهال عليه التراب وقرأ على روحه سورة الفاتحة. سألنى الشيخ أحمد بعد عودتى من المقبرة وكان من أشدّ الناس حُزنا عليه. ها صادق دفنتوا صباح قلتُ له : شيخنا, مساء الخير اعطنى كعك يابس أنا جوعان!

11 - يونيو - 2006
أحاديث الوطن والزمن المتحول
استيضاح    كن أول من يقيّم

تأمّلتُ الافعال الملونة فوجدتها كلّها أفعال أمر والياء فيها هى ياء المؤنثة المخاطبة وهى فى محل رفع فاعل. فكيف يكون الفاعل حرفا زائدا عن إشباع. وكيف تُضاف ياء التأنيث للفعل وما علاقة الأضافة بالأفعال.

وما ساقه الأستاذ الفاضل منصور مهران لا علاقة له بما استشهدت به الأستاذة الباحثة سلوان. وهل تقصد الأستاذة الفاضلة أن كلى واشربى هى لهجة من لهجات العربية? وما هذه اللهجة?

ربما أكون قد أسأتُ الفهم فأرجو من الأستاذ زهير إتحافنا ببيتين آخرين زيادة فى التوضيح.

15 - يونيو - 2006
أجز هذا البيت
توضيح    كن أول من يقيّم

أُستاذنا الاخ منصور مهران تحية طيبة

الأستيضاح كان الى الأستاذة سلوان وكذلك قولى أن ما استشهدتْ به الأخت لاصلة له بما ذكرتَهُ أنتَ يا أُستاذ منصور لأننى حقيقة تبلبلت من قولها فقلتُ أسأل لعلّى أكون قد فهتُ غير المراد. ولكن بيتى الشعر أعادا لى الثقة وأنّ نظّارتى مازالت بخير فطلبتُ المزيد خصوصا بعد أن وجدت الأستاذ زهير قد صحّف التقريض الى التقريع.

16 - يونيو - 2006
أجز هذا البيت
عطفوها على الفلس! فلا بارك الله بتجارتهم    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

إنّ من يبغض زيدا ظنّـَهُ                         يبـتغى لله قُربى والنبـى!

والذى ينصرُ عمروا ظالما                        يطلبُ السنّة فى بُغض على!

أصبح القاتلُ والمقتولِ فى                         كفتـى ميـزان لله ولـى!

22 - يونيو - 2006
تفجير مئذنة الجامع الكبير في عانة
لا يأتون بمثله    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

القرآن الكريم كلام الله تعالى وكلامه ليس من جنس كلام المخلوق. ولم تظهر دعوة- الا ماشذّ- تزعم أنها قادرة على معارضة كلام الله . ودعوة الشعراء الى ترك نظم الشعر لكى ينفوا عن أنفسهم شبهة معارضة كلام الخالق يُفترض أن تعطف عليها دعوة مماثلة لارباب النثر والخطابة إذ لافرق بناءا على أصل ما تدعو اليه بين شاعر وناثر.

وقد إستعمل الامام الشافعى التضمين من كتاب الله وهو من أئمة الفقه والعلم بكتابه تعالى وذلك فى شعره. يقول:

 أنلنى بالذى استقرضت خطّا                        وأشهد معشرا قد شاهدوهُ

فأن الله خـلاّق البــرايـا                        عنت لجلال هيبته الوجوهُ

يقـول:إذا تـداينتـم بديـن                        الى أجل مسمّى فاكتبـوهُ

فهل لهذا التضمين دلالة على ان الشافعى أراد أن بلاغة المخلوق ليست دون بلاغة الخالق قطعا لا مع أنه تمكن من وضع كلام الله ضمن سياق أبيات شعرية دون أن يزيل حرفا أو يضيف حرفا مما جعل الابيات الثلاثة تبدو ظاهريا وكأن قائلها واحد لولا علمنا المسبق ان آخر البيت هو تضمين من كلامه تعالى.

ولعل هذا يقودنا الى التذكير بالاتجاهين المختلفين فى فهم الجانب الاعجازى للقرآن الكريم. الاول هو ماذهب اليها الاكثرية من أرباب العقائد والكلام الى أن إعجاز القرآن إنما هو فى لفظه ونظمه وكان عجز الناس عن معارضته لبلاغته المعجزة.

وزعم أصحاب الرأى الثانى أن الله قد صرف الناس عن معارضة القرآن ولولا ذلك لما عجزوا عن الإتيان بكلام يشبه فى اللفظ والنظم كلام الخالق.

وسواء أخذنا بالرأى الاول أو سلمنا بما ذهب إليه أصحاب الرأى الآخر يبقى الاعجاز قائما إما فى لفظ القرآن ونظمه وإما لانه تعالى شاء ان يصرف الناس عن معارضته- ولسنا بصدد مناقشة هذا الزعم- فكانت للناس قدرة بالقوة وعجز عن الممارسة بالفعل لولاها لما عجزوا عن الاتيان بمثله والنسج على منواله. وعلينا أن لا نغفل ان إعجاز القرآن ليس فى لفظه ونظمه فقط بل أيضا فى أسراه التى تتكشف بقدر قرب العبد أو بعده عن الله  وملازمة تلاوة كتاب الله بخشوع وتدبّر فيفتح له من أسراره مالا يناله الا القلّة.

فلا خوف على كتاب الله وقد قال عز وجل: لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا

27 - يونيو - 2006
هل الشاعر يتحدى القرآن الكريم دون أن يعلم??
خواطر    كن أول من يقيّم

يمنعنى انشغالى هذه الايام أن أدخل الى هذا الميدان الحبيب الى نفسى والقريب الى ما يعتلج فى الخاطر من ذكريات القرآءات الاولى بكل ما تحمل مما ينعش النفس ويحفز العقل ويحرك طاقة الابداع بالبوح والاسترسال فى عوالم الادب والفن وما يتصل بهما. أستاذنا النويهى كان السباق دائما الى طرح الاسئلة التى تبحث عن اجاباتها الملحة فيكون المبدع فى اختيار طرح السؤال او الاشكالية واجابته عنه تنم عن ثقافة تخرج عن دائرة تخصصه ولا تقل فى عمقها والالمام بها عن دائرة ما تخصص به من علم الا ما تستدعيه ضرورة التخصص من الاحاطة الاوسع والثقافة الاكثر عمقا والتى تقتضيها طبيعة التخصص.
 
كلامه عن العقاد اعادنى لسنين طويلة خلت. لعل أكثر ما شدنى الى العقاد العصامية التى عرف بها فى طلبه للعلم وهذا ما جعله شديد الاعتزاز بنفسه لا يتوانى عن التحدى المشوب فى الغالب بتلك النزعة الى الغرور والتى نسميها أحيانا الاعتاد بالنفس وكيفما كانت فهى نزعة لا يكاد يخلو من صبغتها أديب كبير أو مثقف شهير أو عالم يرى فى نفسه ذلك التفرد الذى يجعله باستمرار على مسافة ليست بالقريبة من عامة الناس بل حتى عن أؤلئك الذين هم من طبقته لكنهم لا شك عنده أنهم ليسوا بالانداد له فى حلبة العلم والمعرفة. من يريد أن يدخل معى فى حوار فى الادب أو الفن أو النقد الادبى أو غير ذلك لا بد له من أن يكون قد قرأ خمسة وعشرين الف كتاب ليكون جديرا أو على أقل تقدير مستعدا للدخول معى فى حوار جاد ومفيد هذا ما كان يقوله الاستاذ عباس محمود العقاد.
 
وعلى ذكر ما قاله سعد زغلول فى العقاد أشير الى الخصومة - وما اكثر خصومات العقاد- التى كانت بينه وبين مكرم عبيد وقد زعم مكرم عبيد والعهدة عليه ان سعد زغلول كان يدارى العقاد ويتجنب معرته وكان يقول: داروا سفهاءكم!
لقد كان العقاد- اختلفنا معه او اتفقنا- أحد أهم مثقفى القرن الماضى وعلما من أعلام الادب والفكر المعاصر ومثقفا اعتمد على جهده الشخصى فى بناء ثقافة موسوعية لنفسه فكان الجميع يحذرونه ويخشون قلمه حتى قيل ان عبد الرحمن بدوى بعث له بعض البلطجية فتعرض العقاد للضرب على ايديهم. ففعلت العلقة ما عجز عنه القلم. كانت معدة العقاد كما ذكروا لا تقوى على هضم الماء لكنها كانت قادرة على هضم احجار أسوان! ويقول أنيس منصور ما معناه: راهنا أكثر من مرة على أن ندخل الى العقاد وفى جعبتنا شىء من جديد المعرفة والادب فكان يفاجئنا بانه قد قرأ قبلنا ما ظنناه جديدا ولو كان قد صدر قبل أيام.
 
واغرب ما سمعته من أحد اصدقائى ممن كانوا يدرسون فى جامعة الموصل قسم اللغة العربية وقتها وذلك قبل ربع قرن تقريبا أن أحد الاساتذة - أظنه د. عمر الطالب - قال: لم يكن يعجبنى شيء مما يكتبه العقاد سوى كتاب واحد لفت نظرى وأعجبنى حينها كثيرا وصادف أن قرأت كتابا باللغة الانكليزية فوجدتنى أفكر بين نفسى وأقول اين قرأت هذا الكتاب ثم تذكّرت كتاب العقاد فوجدته يكاد يكون ترجمة له, فمزقتُ كتاب العقاد ورميتُ به عند أقرب حاوية أوساخ واحتفظت بالنسخة الانكليزية الاصل!

15 - يوليو - 2006
مثقفونا الرواد الكبار ومواقفهم من الإحتلال والإستعمار
الطائفية بين السياسة والدين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

لعل حديثى هذا يكون متابعة واستكمالا لما بدأ به الاخ الدكتور اسماعيل حول موضوع الطائفية وما يجرى الآن على ساحتنا الاسلامية والعربية على وجه الخصوص ولا يخرج عن هذا السياق بل هو جوهره وان كان من الصعب على المراقب بل ربما الباحث المتخصص أيضا وضع الاطار المحدد لهذا الصراع التاريخى ووضع الاصبع على جوهر المسألة الطائفية بأبعادها المختلفة. فهل كانت ومازالت صراعا سياسيا على السلطة والنفوذ أُطرت بالاطر المذهبية المختلفة? أما أنها كانت مجرد خلافات واجتهادات فى من له الحق فى تولى الامر بعد وفاة النبى عليه افضل الصلاة والسلام وانتهى النزاع باجتماع الناس على خلافة ابى بكر لكن بقى من جذور الخلاف ما لم يمت لكن لم يجد من يمده باسباب النمو والقوة والتمدد لانشغال الناس بحروب الردة والفتوح الاسلامية وحكمة الخليفتين ابي بكر ومن بعده عمر فى كيفية التعامل مع مجتمع بنى على العصبية وحَكم بها كما تحكمت في عاداته وتقاليده وطرق العيش عنده زمنا طويلا فى جاهليّته ولم يكن الاسلام قد تجذر فعلا الا فى ذلك النفر من المهاجرين والانصار وقلة ممن جاء بعدهم. فكانت خلافاتهم لاتخرج عن دائرة الاختلاف فى الفهم والاجتهاد و امتاز البعض بمواهب ومزايا وفضائل جعلته فى السابقين من ذوى الفضل ومن تشخص اليه الابصار عند اشتداد الخطب وظهور الازمات. وبعد مقتل عثمان أخذت جذور الخلافات تتمدد وتجد لها مسارب وطرق عديدة ومختلفة غذتها خصومات سابقة وأطماع طارئة بحكم الطبيعة التى جبل عليها بنو البشر. ولم يعد المسك بخيوط الصراع أمرا ميسورا فبات يصعب معرفة أى الاطارين هو الاصلح لتأطير جوهر هذا القضية الشائكة هل هو الاطار السيلسى أم الاطار الدينى أم انه من العسير تحديد إطار ثابت ومحدد لطبيعة وجوهر هذا الصراع لاسيما من منظور البعد التاريخى له.
 
ولعله من المفيد ان أذكر هنا ما قاله القاضى أبو بكر بن العربى فى كتابه العواصم من القواصم من أن الناس قد أصبحوا فى كل واد من العصبية يهيمون فمنهم بكرية وعمرية وعثمانية وعلوية وعباسية وكل تزعم ان الحق معها والباقى ظلوم غشوم ومن الخير عديم وليس ذلك بمذهب ولا فيه مقالة وانما هى حماقات وجهالات أو دسائس للضلالات . قالت البكرية: أبو بكر نص عليه رسول الله فى الصلاة ورضيته الامة للدنيا فعدل واختار فأجاد الا انه أوهم فى عمر فانه أمره غليظ وفظاظته غلبت.
 
وقالت العمرية: أما أبوبكر ففاضل ضعيف وعمر إمام عدل قوى بمدح النبى صلى الله عليه وسلم له فى حديث الرؤيا والدلو والعبقري. واما عثمان فخارج عن الطريق ما اختار واليا ولا وفى احدا حقا ولا كفّ اقاربه ولا اتبع سنن من كان قبله واما علي فجرىء على الدماء. لقد سمعت في مجالسَ ان ابن جريح كان يقدم عمر على ابي بكر وسمعت الطرلوشى - وهو احد شيوخ القاضي ابي بكر - يقول: لو قال احد بتقديم عمر لتبعته.
 
وقالت العثمانية: عثمان له السوابق المتقدمة والفواضل في الذات والمال وقتل مظلوما.
 
وقالت العلوية: علي ابن عمه وصهره وابو سبطي النبي صلي اله عليه وسلم وولد النبي حضانة.
 
وقالت العباسية: هو عم النبي واولاهم بالتقديم بعده وطوّلوا في ذلك من الكلام ما لا معنى لذكره لدنائته ورووا احاديث لا يحل لنا ان نذكرها لعظيم الافتراء فيها ودناءة رواتها.
 
ولم يكن هذا الصراع ليأخذ هذا الشكل الذى انتهى اليه لولا العامل الخارجى الذى أجج ناره وزاد من حدة أواره. فاحتل البويهيون بغداد فقوى سلطان الشيعة ثم أعقبهم  السلاجقة فرفعوا شعار نصرة السنة وكان كل من الاحتلالين يبحث عن السبل والطرق لترسيخ قدمه فى الارض ولعب على الورقة الطائفية. وبنى نظام الملك المدارس لتأييد السنة لتقف فى وجه الازهر الفاطمى وخطورة المد الشيعى منه الى بقية العواصم الاسلامية- وهذا ما نسمعه هذه الايام- وكان الصراع بسسب ذلك على اشده بين مختلف المذاهب وعلى وجه الخصوص بين الشيعة ومذاهب أهل السنة. فأصبح الدين وسيلة تستعملها السلطة وتوظفها لاغراضها ومصالحها لتدعيم حكمها وضمان ديمومته وبقاءه. وتحولت هذه المدارس فى كثير من الاحيان للاسف الشديد الى مراكز للصراع الطائفى وتنافس العلماء وتأثير السلطة فى توجيه المناهج وفرض مذاهب معينة فى التعليم والتدريس وتعيين من يعمل بالفتوى وفق بعض المذاهب دون غيرها مما فاقم من طبيعة المشكلة وجذر الصراع بصورة أعمق كما نراه ونشهده الآن.
  

23 - يوليو - 2006
العراق محاولة للفهم- المسألة الطائفية
بانتظار يسوع    كن أول من يقيّم

        لبنان ما يُجديكِ بعض دمــوع                جفّت على بلدى مع التوديـع
        سلمّتُـها لله قبــل وداعــــــها                 ورجوتُها بتضرع وخشـوع
       أن لا أموت على ربى من جيّشوا            فرق الظلام لقتلها بالجــوع
       أوأرسلوا أوباشهم كى يأكلوا                 لحمَ الجريح وجثة المصروع
       أبنـاء أعمــام لنا لُـذنا بهـــــم                 تركوا جنازتنا لدى التشييــع
       لبنان يا عبق الجنان وحورها                أضمرتُ ما اشكوهُ بين ضلوع
       اخشى على الانجيل بين ربوعكم             ما حـل بالقـرآن بيـن ربـــوع
      من مسلمين ومن نصارى من لهم             قسيس روما أم صليب يسوع?
       فى كل يوم بانتظار خلاصـها                وعدوا الخلاص نهاية الاسبوع!   

26 - يوليو - 2006
أوقفوا الحرب على لبنان...
قبل الذهاب الى النوم    كن أول من يقيّم

كان مايزال الكومبيوتر طفلا وديعا أدبا ولطفا لم تكن أظافره قد عرفت الالوان لاسيما الطلاء الاحمر القانى بكل ما له من قدرة على الفتك واقتراف المحظور. قرأتُ وقتها ما أرعبنى حقا حتى بتُ شديد الكراهية لهذا(ه) الجهاز صاحب الشبكة العنكبوتية عندما قرأتُ وقتها  أن هذا الجهاز العجيب سيكون حقا مفصلا تاريخيا فى حياة الامم والشعوب المعاصرة وما ياتى بعدها من قوافل البشر. نعم هكذا قالوا ولم نصدق ونصحونا ولم نلتف الى نصح الناصحين. الزوجة أمام جهاز الكومبيوتر ساعات طوال بين أحضان هذا الموقع المثير الى آخر خطير, خطير بكل عروضه بطريقة لاتترك الزبون يخرج منه بسهولة. الزوج على الجهاز الآخر يقلبه ويتقلب بين صفحاته حتى يظهر ضوء الصباح. أحدهم كان يتحدث عن فضائل هذا الجهاز: الحمد لله عوّدنا الكومبيوتر على أن لانترك صلاة الصبح تفوتنا! البنتُ أو الولد لا فرق عندى- كنتُ أقرأ قبل أيام مذكرات عمر التلمسانى كان رحمه الله يتحدث عن زوجته بشوق بالغ وحرارة صادقة. يقول علمتُ أن  زوجتى كانت معجبة بصوت رياض السنباطى وكنتُ شديد الغيرة عليها فطلبتُ منها أن لا تستمع للسنباطى ولا لاى أغنية تكون من الحانه. فأستجابت لطلبى ولم أعد أسمع للسنباطى حسا ولانفسا. آخر ما قرأتُ من نوازل هذا الكائن المتآمر على السعادة الزوجية أن احدى الزوجات طلبت من زوجها الطلاق من أجل عيون من لا تملّه العين ولايزورها النعاس بحضوره الطاغى الا لماما. ولله فى خلقه شوؤن.وشى مايشبه شى كما نقول باللهجة العراقية- أقولُ البنت أو الولد على الجهاز الآخر ماذا يفعلون وعن ماذا يبحثون الجواب متروك للاباء والامهات. لقد تعلمتُ  من ابنتى الصغيرة درسا هذا اليوم عندما طلبتُ منها الذهاب الى فراشها فقد حان وقت الخلود الى الراحة والنوم فاجابتنى: ولكن لم لا ترتاح أنتَ أيضا وتذهب الى النوم. تبا لك يا من منحتنا الغواية فأستبدلنا السنباطى بالسرماطى.

18 - أغسطس - 2006
اضاءات على زاويتي الاسبوعية صباح الخير
 5  6  7  8  9