قراءات في تيسير النحو8 كن أول من يقيّم
3- النحو المُيسر للدكتور محمد خير الحلواني: [ مات في دولة الإمارات/جامعة العين. رحمه الله ، ودفن في حلب:كان أستاذي، وصديقي] (يحيى). بدأ بحث المنادى بالتعريف ثم أغراضه(45) وعرض بأسلوب ماتع وظائف النداء واصلاً إلى الأساليب الحديثة في هذا العصر، وحدّد تركيب النداء بأنه مؤلف من الأداة والمنادى وجواب النداء، وهذا فيما أعلم لم يُسبق إليه، ولكن ليس هذا بواجبٍ، ثم عدّد أدوات النداء(46) وذكر أن (يا) يكثر استعماله ويقل استعمال (آ) و (أي) ورأى أن (أيا) و (هيا) بمعنى. ثم وقف مفصّلاً عند جواز حذف الأداة وامتناع حذفها في مواضع(47)، لينتقل بعد ذلك إلى أقسام المنادى وإعرابها فبدأ بالمنصوب وعرض لآراء القدماء في تقرير ما الناصب لـه، وعرض لماذا ينصب المنادى(48)، ثم أنواعه الخمسة، وكان أجاد وأحسن عندما ألحق بكل باب ملحقاته ولم يفصلها في عناوين قد تبعد القارئ عن البحث مثل تكرار المنادى في المفرد العلم والموصوف بـ (ابن) (49) وألحق بهذا – العلم المفرد – نداء أسماء الإشارة - والأسماء الموصولة ثم وقف عند النداء المعرف (بأل)(50) ونداء أيّ(51) ونداء لفظ الجلالة(52). ثم تحدّث الحلواني عن الاستغاثة والتعجب والندبة، أما الاستغاثة(53) فهي استغاثة الإنسان بغيره وحدّد لـه ثلاثة أركان هي: الأداة والمستغاث به والمستغاث لـه أو المستغاث منه عارضاً لجميع الآراء مرجحاً واحد معللاً سبب ترجيحه مقنعاً في هذا. أما نداء التعجب(54) فيكثر برأيه في الأسلوب الأدبي عامة، وأما الندبة(55) فقد توسّع فيه وكان يختم كل باب من هذه الأبواب بإعراب الأسلوب، ثم انتقل إلى ترخيم المنادى، وينهي البحث بتوابع المنادى التي عدّها أصعب الفِقْرات في بحث النداء لأنّ كلام النحاة متداخل يعوزه التنظيم صفّاه من الآراء المتناقضة والمختلف فيها وبوَّبها كما فعل في معظم البحث، وتوابع المنادى المنصوب، ثم توابع المبني على الضم ثم توابع (أي) واسم الإشارة وذيّل البحث بالمنادى المضاف إلى ياء المتكلم. لقد ظهر أنّ بحث النداء عند الدكتور حلواني من أفضل ما كتب والأسباب كثيرة. 1- فقد شذّب البحث من تفصيلاته وآراء العلماء التي لا تقدّم للبحث مفيداً. 2- وأعاد ترتيب البحث ترتيباً منطقياً علمياً متميّزاً. 3- رجّح آراءَ كان يعتمد فيها على القاعدة السليمة من خلال الأسلوب الأدبي. 4-كانت شواهده من القديم والحديث، لكن غلب عليها السهولة والتيسير، وزاد في التيسير والوضوح شرح الفكرة بعبارة حديثة سهلة التناول وزاد فيه أيضاً الإعراب الذي يفتقر إليه الطالب أو المتعلِّم. 5- كان يشير إلى أنّ بعض الأحكام من الذي عفا عليه الزمن ولم يعد يستعمل. 6- بالنتيجة يمكن اعتماد الكتاب من الكتب النحْوية العامة الميّسرة أو من كتب التجديد لكنه تميّز من كتب التجديد والتيسير كثيراً ويصلح أن يكون مثالاً للمقرر الجامعي المختصّ. |