البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 57  58  59  60  61 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
في اللهجات العربية القديمة (2)    كن أول من يقيّم

لغات النقوش العربية الشمالية وصلتها باللغة العربية (تابع )
 
        والنقوش اللحيانية أكثر تنوعًا في موضوعاتها من الثمودية والصفوية؛ ولهذا فإن المادة اللغوية فيها أكثر من المادة اللغوية في المجموعتين.
        1- أما الثمودية فلا تكتب حروف اللين ( أوى ) وكذلك الحركات المركبة سقطت في الخط مما يدل على أن أو au  أصبحت Õ وأي ai  أصبحت é فأوس كتبت أس وأودد كتبت أدد وأذينة كتبت أذنة وأويس كتبت أوس . وثبتت في الخط ياء النسبة كما ثبتت في أخّى وخى .
        وكتبت تاء التأنيث بالتاء لا بالهاء .
        الضمائر المنفصلة وردت أنا ( أنَ ana ) وأنتِ ( أتّ atti ) والمتصلة تطابق العربية. كما ورد ذو ( ذ ) بمعنى الذي من كذا .
        وذا للإشارة وذان للمذكر (هذا) وذين للمؤنث (هذه) ويلاحظ أن اللهجة العربية بمالطة بها = dana, dan, da  هذا وللمؤنث هذه din, dina  ولا تفرق الثمودية ذا بدون النون وذان بالنون في الاستعمال وهي في ذلك مثل الحبشية القديمة.
وبها أداة التعريف هــــا.
وللموصول ذو الطائية .
 
الأفعال: وردت أفعال كثيرة على صيغة فعل مثل علم وحل وبات ورعى ورهب وروم ( أى رام ) وبان وكتم وودد وعشق وتوى ( أى هلك ) وزيل ( أي تشتت ) وحيد ( أي حاد = ابتعد ) وبنّ ( أي مكث ) وطحّ ( أي ضرب أو تتبع ) وكلم ( أي جرح ) ونوى ( أي هاجر ) وقام ( أي أوقف بمعنى قاوم ) وقعم ( أي أصابه مرض مميت ) وراع أو ريع ( أي عاد أو رجع ) وقد وردت في الحديث .
وورد للمجهول صيغة فُعِلَ مثل قُنِص وصِيد .
واسم الفاعل على وزن فاعل مثل عاشق .
وردت صيغة فعّل مثل خطط ( أي كتب ) ودمّي ( أي رسم ) وشوّر ( أي ألهب النار ) ورمّع ( أي أسرع الخطى ) وضئل في الأمر ( أي قلل ) وحصى الأمر     ( أي أحرس ).
وصيغة فاعل مثل ساعد .
ووردت صيغة أفعل مثل أبتر .
واسم الفاعل منه مثل محب .
ووردت صيغة تفعّل مثل تشوق أى اشتاق .
الحروف: وردت إلى والباء وفي ومن اللام ووردت اللام في الصفوية مع ما   أي لم ( نم ) وهي صيغة متشابهة بما نجده في العربية في مثل الكاف وكما، ويظهر أن   ( لم ) كانت تستعمل في لهجة ( ونم ) في لهجة أخرى، ومن المؤكد أن ( نم ) نشأت عن لم، وقلب اللام نونًا في الحروف معروف في اللغة المصرية القديمة وفي اللغة  ( التيجرينيا )  في الحبشة .
الظرف: وردت بذا ( بذ ) أي هنا، وهذه الصيغة معروفة في الحبشة القديمة أيضًا ( bazé ) ووردت هنا ( هن ) .
العطف: وردت الواو والفاء كما في العربية.
النداء: وردت الهاء للنداء .
لام الأمر: وردت اللام في الاستعمال مثل لام الأمر في العربية .
المفردات:
نجد أن معظم الألفاظ التي وردت في الثمودية معروفة بمعناها ووزنها في اللغة العربية مثل جمل وناقة وفرس ووعل وفلان وفلانة وآل وإلاه وأمير وأسد وأتاز وبأس    ( أي بؤس ) وذئبة وذكر وذعر وحزم وظلم ونصر ونقم وسلامة وسعادة وسقم وسرور وصيد وخرّ وقر ورشم ( أي كتابة ) وأيد ( أي قوة ) ولوم ولطيم ( أي يتم ) وليل ومرتع وست ( أي 6 ) وقين ( أي عبد ).
ومن أسماء الأعلام :
أحمد وبدر وجشم ووائل وزيد وحلم وطاهرة وظريف وكلب ولبيد ومذكور ومطر ومكين ومالك وحصن ومر ومروان ونمر ونعم ونوفل وسعد اللـه وفجيع وفليط وفالطة وصمدع وصراخ وضيف وضفران وقنفذ وقيس وقسيس وقرد وربيبة ورهين وراشي ورقاش ورشد ( أورشاد ) وشهر وتيم وتميم وثعبان وأمين وأنوح وذميم وزيت .
وشذت بعض ألفاظ مثل ماء كتبت مي وابن كتبت باء فقط، ووردت   كلمات قليلة لم نجدها في العربية مثل طروس أي كلب الصيد وسنا أي سلام ( وهي بهذا المعنى في العربية الجنوبية )
( تابع )

22 - فبراير - 2008
العربية القديمة
في اللهجات العربية القديمة (3)    كن أول من يقيّم

لغات النقوش العربية الشمالية وصلتها باللغة العربية (تابع )
 
2- الصفوية:
المعبودات: أهمها اللات ( أي الإلاهة ) واللاه ورضو ( رضا ) وهو إله نجمة الصباح ( الزهري ) وشمس وذو الشري وشيع القوم أي حامي القوم ( وكان أتباعه   لا يشربون الخمر ) ومنهم حد عويذ وهو معبود الحظ عند قبيلة عويذ بحوران وكذلك الإله رحام أو رحام وأوس وسعد ونهار .
واللغة الصفوية هي لهجة عربية شمالية، ووجه الاختلاف فيها عن اللغة العربية  أن أداة التعريف فيها هي الهاء، وبها بعض تأثيرات آرامية في المفردات وأسماء الأعلام والآلهة وذلك لصلتهم بالآراميين .
وقد ورد في الصفوية استعمال المنصوب في حالة النداء والمفعول المكاني والحال مثل " فهلاّت سلاما " وقد دل على ذلك وجود النص اليوناني في حالة النصب إلى جانب الصفوي، " ووجم على أبيه وعلى أخيه ترحًا " أي فألقى حجرًا على قبر أبيه وأخيه وهو حزين .
ولم تحتفظ الصفوية بالتنوين مثل العربية الشمالية ولا بالتمييم مثل العربية الجنوبية والدليل على ذلك أنها لم تثبتها في الكتابة .
المفردات:
كلمة أثر وسفر أخذت معنى الكتابة، ونلاحظ أنه في شعر الهذليين كلمة " آية " جاءت بمعنى كتابة .
كلمة جواي وادي ( وردت بمعنى المنخفض في نقائض جرير والفرزدق ومنها الجواء في معلقة عنترة ) .
دار بمعنى خيام العشرة أو منازلها ( وردت في معلقة زهير بهذا المعنى ).
ها: للنداء وهي هاء التنبيه في العربية والتي نجدها في يا أيها .
ذا للإشارة وذو للموصول .
والواو والفاء للعطف، وقد وردت الفاء أيضًا للاستئناف، واللام للملكية وللمفعولية .
ومن ومن والميم ( بمعنى من ) وعلى .

الأفعال:

نجد من الأفعال نجى ونفر ( بمعنى هرب ) ونظر وندم ( بمعنى الندم أو التكدر وبمعنى الأسف أيضًا ) وتشوق ( أي اشتاق ) .

ووجم على ( أي ألقى بحجر على قبر ) وقد اشتقت الصفوية الفعل من الوجم وهي الحجارة المرقومة، وكان العرب في الجاهلية يضعون الحجارة على قبور من مات منهم أو قتل، وإذا مر العرب على تلك القبور وضعوا حجرًا أو أحجارًا عليها، وظلت تلك الأوجام يهتدي بها العرب في الصحراء إلى ما بعد الإسلام، ولا تزال هذه العادة شائعة في بعض البلاد العربية .

حرص ( أي تطلع ) وكلم ( أي جرح ) ولعن ومرق ( أي مر ) ونجع ( أي اشتقاق ) ونهل ( أي أطفأ ظمأه ) ونعم وسأر ( أي ترك ) وسمع وساعد وسار ( أي سافر ) عور ( أي عمي أو محا : قارن العامية المصرية عوّر ) وغنط ( وقع في محنة ) وغنم وفلط ( أي أنقذ ) وفصى ( أي خلص ) وفرج ( أي عزى ) وقتل وراح ( أي ذهب ) ورعى ( أي رعى أو حرس ) وشتى ( أي استقر في الشتاء . أو شتّى ) وثأر وخبل ( أي أتلف ) .

واشتقت الصفوية من المضعف وزن أفعل بفك التضعيف.مثل أبلل (من بل ) وأبرر ( من بر ) وأجمم ( من جم ) ، وهذا الاشتقاق شائع في اللهجات العربية الآن مثل فلسطين ومصر ومالطة .

وقد تدغم النون في الفعل أحيانًا مثل: واتظر أي وانتظر .

أما الجمع فقد ورد جمع المذكر السالم في الصفوية بالنون مثل: ضالون أو ضالين، كما وردت أوزان جمع التكسير مثل أشياع وأسفار وألسنة ومهالك .

ومن المفردات :

      فرس ضأن - ضال خيل خال خمسة كبير لهبة (أي ظمأ ملهب)  ملك معزى ( أي ماعز ) نخل ( أي وادي ) نعم ( من نعمة ومعناها النعمة أو القطيع) نقأة ( أي دفعة ) نقمة  ( أي ثأر ) سلام سمي ( أي سماء ) سنة سيف سطر (أي أثر أو كتابة) سقم (بمعنى مرض) عبد عور (أي عمى) عرج عشرة غيرة ( أي مساعدة ) ضيف قبلان ( أي الحول ) رواح ( أي هدوء ) شنأ ( أي عدو أو شانئ ) ترح ( أي حزن ) ثلج ثمان .

وللقبر أسماء عدة في الصفوية منها: قبر ضريح نفسة مقيل نية .

 (تابع )

 
 

22 - فبراير - 2008
العربية القديمة
في اللهجات العربية القديمة (4)    كن أول من يقيّم

 
 
مثال ذلك:
لحل بن معن بن أعرج بن معن بن مالك بن رومان ذو آل ( أي من قبيلة ) فهر: وولدهما عز ( أي وأنتجت الماعز ) بسنة ثمان عشرة ( والسنة الثامنة عشرة هي سنة 123 ميلادية وحسابها من خراب بصرى عام 105 ميلادية .
لسمع بن ظنال بن نور بن يمر بن ذكر بن جرجال بن مرئ بن عهد بن جذلي . وعور لذى يعور هسف ( أي العمى لمن يتلف هذا النقش ) ورعي هابل ( أي ورعي الإبل ) فهلات سلام مشانئ ( أي فيا اللاة حماية أو سلام من الشانئ أي العدو ) .
لعوذ بن غوث بن غوث بن عوذ بن غوث بن وادم بن سور بن صباح: وبكى ووجم (أي رمى حجرًا على قبر) على أبيه قتيلاً (أي المقتول) فهيا اللـه ثأرًا ( أي يا اللـه اثأر لي ) وتشوَّق إلى داره ( أي اشتاق إلى جده لأمه ) ( ويلاحظ أن الصفوية خصصت الجد لأب الأب والواد لأب الأم ) وأشياعه كلهم ( لأقاربه كلهم ) وعور الذي يعور ( أي العمى لمن يتلف هذا النقش ).
(تابع )

22 - فبراير - 2008
العربية القديمة
في اللهجات العربية القديمة (5)    كن أول من يقيّم

- اللحيانيّة:
أهم معبودات اللحيانيين :
ذو غابة وهو أهمها ثم محر وهانئ كاتب والمعبودة عزى ، والعزى معروفة في العربية وهي نجمة الصباح .
أما هانئ كاتب أي خادم الكاتب فهو معبود يغلب الظن أنه أخذ من المعبود المصري تحوت وهو يمثل عطارد ، وعرف عطارد في الغرب من البلاد الإسلامية باسم الكاتب .
وظهر عندهم في عصور متأخرة المعبود سلمان وأبو إيلاف وكان يضحي لسلمان للتكفير على جانبي القبر ( حقويه ) .
أما أبو إيلاف فكان يرمز إليه بأسد بن حارسين في عالم الموتى، ومنها أل والاه والمعبودة اللات وهي معروفة أيضًا عند النبطيين والتدمريين ثم عند العرب .
ومنها معبودة القدر مناة - ووردت منوة - وهي من النبطية منوتو وقد وردت   أيضًا بالواو عند العرب.
ومنها معبودات وردت بصفاتها مثل :
قوس: وهي معبودة عند اللحيانيين وعند أهل أدوم في الشمال معبود مذكر ( والقوس مؤنث في العربية ).
صلم :
شمس : وهو معبود مذكر .
قيس : معبود ( وهو حارس الحدود ) .
        ونلاحظ أن الأسماء في النقوش من عصر مملكة ددان كانت تذكر اسم العلم فقط وقد تذكر اسم الأب ولكنها في العصر اللحياني ذكرت اسم الجد أيضًا .
( تابع )
 

22 - فبراير - 2008
العربية القديمة
في اللهجات العربية القديمة (6)    كن أول من يقيّم

لغة النقوش اللحيانية :
الحروف: كما في العربية.
الإملاء : حروف اللين ( أوى ) لا تثبت في الخط اللحياني ولكنها تثبت إذا وقعت آخر الكلمة، وكتب: عويذ ( عوذ )، وطلال ( طلل )، وادع أو وديع ( ودع )، وائل ( وال )، عاص ( عصى ) وعلى ( على ) .
        وكتبوا زيد ( زد )، أوس بن حجر ( أس بن حجر )، قاسم ( قسم ) وكتبوا هانئ ( هنا ) ما ( ما ) ، إذا ( إذا ) .
        وفي اسم العلم المؤنث: بهاني ( بهنى )، ذو ( ذو )، زبيد ( زيد )، ددان ( ددان ) طود أي الجبل ( طد )، عاصم أو عصام أو عصيم ( عصم )، عثمان ( عثمن ) .
        وكتبت ها للنداء والضمير المتصل للمؤنثة ( ها )، و ( نا ) للضمير المتصل للمتكلمين .
الأصوات:
        قلب ي إلى ج: ورد اسم ( يثمت ) في الكتابات القديمة و( جسمت ) في الحديثة أي أن الياء قلبت إلى جيم حنكية ثم إلى ج معطشة على الأغلب. وهذا شائع إلى اليوم في بعض لهجات الكويت وهي الجعجعة مثل راعى وراعج والثاء قلبت إلى  س في المثال السابق .
        وقد يطبق الحرف بالقياس ( الاتباع ) مثل: واسق وردت في بعض النقوش واصق.
        وكلمة سقا ( أي قربة ) وردت صقا ، وعسقر وردت عصقر .
        وعرفت اللغة الإدغام للتشابه :
ورد إدغام النون إذا تلاها الباء في مثل :
نتان بعل: نتا بعل أي عطية الله بعل
أو الثاء في مثل ثنتّين ثتين ( اثنتان )
أو الثاء في مثـل اثثت: أثّت، أي أنثى أو زوجة .
أو الصاد في مثل انصف: أَصَّف، أي نصّف أو كسر.
أو الميم في مثل عَنْ مَنْ أصبحت: عمّن .
وإدغام اللام إذا تلاها الباء في مثل:
بعل سمين ( بعسّمين ) وهو ( بعل السماوات ).
والثاء إذا تلاها التاء في مثل:
ثلاثة  أصبحت  ثلاتّ  أي ثلاثة .
وورد التخالف في بعض المواضع منها: إذا جاء ثائلن قلبت الثانية تاء في مثل مثلوث وردت مثلوت أي ما يمتلكه ثلاثة أفراد وثلاث وردت ثلاث، ولكن وردت ثلاثين بدون قلب .
وقلبت الصاد قبل النون إلى زاي مثل:
مصنع وردت مرتع أي مجمع الماء أو حوض لجمع الماء.
وكذلك إذا التقى همزتان في أول الكلمة مدت الأولى مثل :
أأذى             أصبحت آذى          أي آذى .
أألاف            صارت إيلاف         في الكنية أبو إيلاف.
أأفاع             أصبحت آفاع .        
وقد تسقط الدال بعد الباء في مثل عبد منات صارت عبمنات، والقاف بعد الدال في مثل صدق أصبحت صد أي صادق أو مجتهد .
وورد التبادل بين الفاء والثاء في مثل:
رياث         أصبحت رياف        ( اسم علم ) .
ولفع           صارت لثع أي أحاط أو لفع .
والراء واللام في مثل:
حملاج       وردت حمراج       اسم علم وهو في الصفوية والنبطية باللام.
- واللام والميم في مثل :       
 برما وردت برلا صيغة الجمع لوعاء من الحجر ( ربما: برام ).
- والهمزة والواو في مثل :
وافقوا صارت آفقوا أي أتم الاتفاق .
ضمائر الرفع المنفصلة والمتصلة ورد بعضها في النقوش وتبين لنا أنه كان بها المفرد والمثنى والجمع.
فمن المنفصل ورد أنا وهم .
ومن المتصل ورد  هُ  وها ومثنى الغائب همى والجمع نا وهم وهّن.
أما ضمائر الإشارة فجمعت العناصر ذو، وذا، وها، فذو للعاقل وذا لغير العاقل.
وتستخدم ها ذا للملكية في حالة التذكير لغير العاقل.
وها ذات للملكية في حالة التأنيث لغير العاقل .
أما ذو الاسمية ( الطائية ) فتتصرف تصرف الاسم .
وضمائر الموصول في اللحيانية: ذو، ومن، وما، وتستخدم ذو للعاقل وللملكية لغير العاقل ومن للعاقل وما لغير العاقل.
الفعل:
يتفق مع الفعل في العربية في الوزن والاشتقاق والتصريف، ولكنه يختلف في حالتين:
1) صيغة أفعل العربية كانت في اللحيانية القديمة هفعل مثل همتع أي أشفى ( متعه بالصحة )، ثم أخذت صيغة أفعل تظهر في اللحيانية المتأخرة مثل أشهد.
2) وصيغة المثنى في الماضي وردت ( أي ) ولكننا نجد الجمع قد حل محل المثنى في الناقص اليائي وربما كان السبب في ذلك صوتيًّا .
( تابع )

22 - فبراير - 2008
العربية القديمة
في اللهجات العربية القديمة (7)    كن أول من يقيّم

 
أداة التعريف في اللحيانية القديمة ها ، وهان إذا دخلت على حرف حلقي ولكنها وردت في النقوش المتأخرة " أل ".
وكانت التاء في النقوش القديمة في نهاية المؤنث المفرد، ولكنها في النقوش المتأخرة وردت أيضًا هاء.
وينتهي المثنى بأي في حالة الإضافة وهو في حالة الإثبات أين، وفي حالة   الإضافة في المذكر الجمع مثل بنو وفي حالة الإثبات ون مثل بنون .
أما صيغ التصغير في أسماء الأعلام فقد ورد منها القليل، كما وردت صيغ في أسماء الأعلام منتهية بآن .
ونرجح أنها صيغة من صيغ التصغير.
وأوزان الاسم المفرد هي كما في العربية ورد منها :
فَعْل   : مثل عبد ورب وبيت ورأى ( أي رأى أو مشورة أو حكم ) ومرء أي رجل أو امرئ .
فِعْل       : مثل عرض ( أي وادٍ معشب ) وغلّ ( غلل ) أي كراهية أو ( غلّ ).
فُعْل       : مثل نعم ( أي أجر ) .
فَعِل       : مثل ملك.
فَعَل       : مثل صلم ( أي صنم ).
فِعَل       : مثل حِوَل .
فُعُل       : مثل ثُعُل ( أي ثعلب ).
فَعْلة       : مثل مرأة ( أي امرأة ).
فِعْلة       : مثل شيعة ( أي شيعة أو جماعة ) ونية ( أي شاهد قبر ).
فَعْلة       : حرة ( أي حرة أو شريفة ).
فَعِلة       : مثل خيرة ( أي منخفض به ماء وشجر ).
فَعَلَة       : مثل قارة.
فِعال      : مثل رتاج ( أي باب ).
فُعَال     : مثل غلام .
فَعَالة     : مثل خلاقة ( أي نصيب ).
فَعِيل     : مثل كبير.
فَعِيلة     : مثل نفيية ( اسم ) وقييمة ( أي مديرة ).
فَعُول     : مثل لجوج.
فَعّال     : مثل نحاس.
فعّيل     : مثل قدّيس ( أي قديس أو مقدس ).
فاعل    : مثل صانع وعايذ ( أي مستغيث وعاصي ).
فاعلة    : مثل دافّة ( جماعة من التجار ).
مفعول   : مثل مقتول.
مَفْعَل    : مثل منبر ( أي كهف أو مقبرة ).
مَفْعَلة    : مثل ممّرة ( أي ممر أو مدخل ).
مَفْعِل    : مثل موثب ( أي عراك أو نزال ).
مِفْعال   : مثل محوار ( أي وعاء لغسل الملابس البيضاء ).
مُفَعِّل    : مثل محنِّن ( اسم علم ).
مفعَّل    : مثل مقدر ( أي المقدّر أو المرسوم ).
مُفْعِل    : مثل ملّم ( اسم علم ).
مُفْعَل    : مثل مومأ ( أي إشارة ).
أَفْعَل    : مثل أسفل ( أي الأسفل ) وأعلى ( أي الأعلى ) وأملج ( أي بني اللون ).
فُعلى    : مثل عزّى ( أي العزّى ).
فعلة     : مثل جهمة ( اسم علم أي جاحظ ) وشمة ( اسم علم : أي أشم ) وعيطة   ( اسم علم: أي طويل الرقبة ) .
فَعْلان   : مثل عبدان ( اسم علم: أي عنيد ).
فعلة     : مثل عبدة ( اسم علم: أي عنيد ).
فُعْلان   : مثل نعمان ( اسم علم ).
فعيل    : مثل عليم ( تصغير أعلم ).
فُعَيْلة    : مثل مليلة ( تصغير ).
أما المثنى فقد وردت صيغته في حالة الإثبات:
من وزن مفعل على مفعلين مثل مثبرين .
ومن وزن أفعل على أفعلين مثل أسفعين ( أي أسود مشرب بحمرة ).
وفي حالة الإضافة:
من وزن فَعْل على فعلي مثل عبدي وحقوي .
ومن وزن فَعِل على فعلي مثل ملكي .
ومن وزن فَعِيل على فَعِيلي مثل كبيري .
أما الجمع السالم فقد وردت صيغة للمذكر المنصوب من وزن أفعل هي أصدقين أي صادقين ومن وزن فعلة ( سنة ) سنين .
ووردت صيغة المؤنث السالم:
من وزن فعلة فعلات مثل شامات ( أي خطوط أو شامات ).
ومن وزن فعيلة على فعيلات مثل خطيئات ( أي خطايا ).
ومن وزن فعّيل على فعّيلات مثل قدّيسات ( أي قديسات ).
أما جموع التكسير فقد وردت بعض أوزان:
من فَعْل على أفعال مثل ألحان وأرباب وأيام.
ومن فَعِل على أفعال مثل أنمار ( جمع نمر ) .
ومن فُعْلة على فُعَل مثل حمم ( أي الضحايا المحروقة ).
ومن فِعَال على فُعْل رُتُج ( أي أبواب ).
ومن فعيل على فعلة مثل قيمة ( أي مديرون ).
ومن فاعل على فعّال مثل وارث ( أي وارثون ) وحجاج .
ومن مَفْعَل على مفاعل مثل مناهل ( أي آبار للري ).
ومن أَفْعل على فُعْل مثل زكر وحمر ( أي أحمر بنفسجي ).
ومن فعيلة على فعالل مثل جهابل ( أي خراطيم ).
( تابع )

22 - فبراير - 2008
العربية القديمة
في اللهجات العربية القديمة (8)    كن أول من يقيّم

العدد:  ورد من العدد:
1- أحد و ( مؤنثه إحدى ).
2- اثنين و ( مؤنثه ثتّين )
3- ثلاث و ( مؤنثه ثلاثة ) .
5- خمس و ( مؤنثه خمسة ).
9- تسع و ( مؤنثه تسعة ).
10- عشر و ( مؤنثه عشرة ).
20- عشرين.
22- عشرين وثتّين.
29- عشرين وتسع.
35- ثلاثين وخمس .
40- أربعين .
120- مئة وعشرون .
140- مئة وأربعون .
أما الظروف التي وردت في اللحيانية فهي مثل العربية وهي:
ب، بعد، تحت، خلف، على، عن، في، قبل، ل، لدى، لم، مع، من، وشذ عد بمعنى إلى، ومنها المركب مثل عدكي بمعنى إلى، عن على أي من .
كما وردت إذا ، أن ، ما ( المصدرية ) ، بما ، لا ( للنفي ) ، إنّ . وللعطف الواو والفاء .
وها للنداء .
========
هذا العرض المختصر لما وصل إلينا من لغة النقوش اللحيانية التي امتدت حوالي سبعة قرون حدثت فيها تطورات داخلية في لغة النقوش وأصبحت قريبة كل القرب من اللغة العربية الفصحى وذلك في الأصوات والصيغ والاشتقاق والضمائر وأداة التعريف والحروف والمفردات .
وكانت اللحيانية لغة الحضر في شمال شرق بلاد العرب .
وللأسف لم يصل إلينا من أدبهم ما يمكن منه أن نستدل على شعرهم أو نثرهم وصلة ذلك بالعربية .
وكل ما حملته إلينا النقوش من أدبهم جملة واحدة من النثر المسجوع تنم عما كان لديهم من أدب منثور وهي " سيم الّه ، وزال غلّه " ( أي خف غضبه وزال حقده) ويذكر هذا بالتعبير العربي السائد في مصر ( ألّه الألّ وتعب السّرّ ) أي أتعبه الغضب .

22 - فبراير - 2008
العربية القديمة
عن بعض مصادر النقوش العربية (1)    كن أول من يقيّم

تيمـاء

لمحة تاريخية وآثارية
للأستاذ الدكتور أحمد حسين شرف الدين
 
تقع بلدة تيماء بشماليّ المملكة العربية السعودية على مسافة 420كيلو مترًا شمال المدينة المنورة ، وكانت تتبع إمارة حائل، وهي اليوم تتبع إمارة تبوك ، ويقدر سكانها بسبعة آلاف نسمة(1).
     وهي من الواحات الزراعية الخصبة، وقد كسبت أهميتها التاريخية لوقوعها على طريق القوافل التجارية التي كانت تربط الجزيرة العربية بالعراق بواسطة عرار ووادي العبيد ، ثم بالشام بواسطة البتراء ومعان وغزة ، ولموقعها الاستراتيجى على أطراف النفودات المعروفة بنفودات البتراء من الشمال وغزيَّة من الشرق، والحيزاء من الجنوب الشرقي .
     وتتصل هذه النفودات بالنفود الكبير أعظم صحاري الجزيرة العربية والمعروف عند الجغرافيين العرب برملة عالج، وهو يمتد شمالاً إلى وادي السرحان ، وجنوبًا إلى جبلي أجأ وسلمى ( جبل شمَّر ) وشرقًا إلى مدينة حائل وغربًا إلى تيماء(2).
 
    ولوقوعها على طريق الحاج الشامي، تكلم عنها عدد من الرحالة والمؤرخين العرب، واصفين موقعها وآثارها ، منهم ياقوت الحموي في معجم البلدان وأبو عبيد البكري في المسالك والممالك . وابن الفقيه في البلدان، والإصطخري في مسالك الممالك، وأبو الفداء في تقويم البلدان ، والمقدسي في أحسن التقاسيم والقزويني في آثار البلاد وأخبار العباد، وقال عنها المقدسي المتوفى سنة 380هـ/990م إنه ليس بالحجاز أجلَّ وأعمر وأكثر تجارًا وأموالاً منها بعد مكة(3).
     كما وصفها الإصطخري إبراهيم بن محمد المتوفى سنة 346هـ/957م قبله في كتابه مسالك الممالك بمثل ذلك.
     وجاءت في عدد من قصائد الشعراء الجاهليين ، نكتفي هنا بقول امرئ القيس:
     وتيماء لم يُترك بها جذع نخلة
          ولا أُطُمًا إلا مشيدًا بحندل(4)
     والأُطُم البناء الشامخ جمعه آطام وكانت الآطام منتشرة في شماليّ الجزيرة العربية. وقد أورد السمهودي في كتابه خلاصة وفاء الوفا بمدينة المصطفى (5) أسماء عدد من آطامها ، كالسعدان والزيدان والأجش والأشنف والضحيان ، ولا تزال أطلال الأخير قائمة حتى اليوم .
     وفي مطلع قرننا الميلادي كانت تيماء محطة من محطات سكة حديد الحجاز التي قام السلطان عبد الحميد بإنشائها بمعاونة عدد من الدول العربية والإسلامية، والتي بدئ العمل فيها سنة 1900م وانتهى سنة 1908هـ (6).
     وأهم من كتب عن تيماء من المؤرخين المعاصرين الأستاذ الشيخ حمد الجاسر الذي زارها سنة 1390هـ/1970م وأفرد لها فصلاً مطولاً في كتابه ( في شمال غرب الجزيرة العربية ) والأستاذ عبد القدوس الأنصاري الذي زارها في التاريخ نفسه وبسط الكلام عنها في كتابه ( بين التاريخ والآثار ) وحافظ وهبة مؤلف كتاب  ( جزيرة العرب في القرن العشرين ) المطبوع في الرياض سنة 1381هـ/1961م، وفؤاد حمزة مؤلف كتاب ( قلب جزيرة العرب ) المطبوع في الرياض سنة 1388هـ/1968م ، ولمجىء ذكرها في جغرافية بطليموس والحوليات الأشورية والبابلية كحوليات تيغلات بلاسر ونابو نيدوس كما سيأتي بيانه ؛ فقد زارها عدد من الباحثين والرحالة الأجانب ، نذكر منهم من يلي، وقد جاء وصف رحلاتهم ونتائجهم في مؤلفات موسل وفلبي وديتلف نيلسون :
1- تشارلز دوتي Charles M. Doughty الرحالة البريطاني الذي وصل إلى تيماء سنة 1877م واستنسخ منها نقوشًا لحيانية وثمودية ونبطية ، نشرت سنة 1884م بترجمة الباحث اللغوي جوزيف رينان J. Renan ، أما كتاب رحلته فقد نشر بكامبرج سنة 1888م في مجلدين بعنوان :( رحلات في صحراء الجزيرة العربية )Travels in Arabia Deserta .
2- الرحالة الإنجليزي يوليوس أويتنج Julios Aoiting الذي زارها سنة 1877هـ بصحبة تشارلز دوتي ، وجمع نقوشًا ثمودية ونبطية نشرت في لندن سنة 1914م .
3- الرحالة الفرنسي شارل هوبر Charles huber الذي وصل إليها سنة 1884م واستنسخ منها عددًا من النقوش ، نشرها بكتاب رحلته (رحلة في بلاد العرب) Journal d'un Voyage in Arabia الذي نشر في باريس سنة 1888م ، ومنها ما نشره بمجلة الجمعية الجغرافية سنة 1892م بعنوان:(نقوش من وسط الجزيرة العربية) Inscriptions Recueillies Dans l'Arabie Centrale وقد أعاد نشر النقوش الثمودية مع مجموعة دوتي واويتنج : الدكتور انوليتمان E. Littmann وهـ مولر H.Muller وفان دن برندن Ven Den Brenden وكتب عنها بإفاضة ديتلف نيلسون Nelson detilf ورود دكاناكس detilf Rodo Kanakis وفريتز هومل F.hommel وقام بترجمة أبحاث هؤلاء الثلاثة وتكميلها الدكتور فؤاد حسنين علي في كتابه (التاريخ العربي القديم) المطبوع بالقاهرة سنة 1958م ، كما قام أويتنج بدراسة النقوش النبطية ونشرها في برلين سنة 1885م . وقد تمكن هذا الرحالة الجريء (هوبر) بمساعدة أحد سكان تيماء بنقض صخرة ضخمة بها نقش مطول من جدار أحد منازل تيماء ثم نقلها على ظهر جمل إلى العلاء فمعان فدمشق ومنها إلى باريس ، واتضح في باريس أن النقش أرامي يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد ، أقامه أحد الكهنة كنُصْبٍ على معبد ( صُلم هجَّام) كبير المعبودات التيماوية القديمة ، وقد تضمن النقش أسماء معبودات قديمة أخرى منها : أشير وذو محرم وأسيراء وسنجلاء ، ويوجد النقش حاليًا بمتحف اللوفر في باريس ويعرف بمسلة تيماء ، وقد قمت خلال زيارتي لباريس سنة 1974م بدراسة النقش ونشر محتواه بكتابي (اللغة العربية في عصور ما قبل الإسلام) .
4- وفي سنة 1910م زار المنطقة-ومنها تيماء- البعثة الفرنسية المعروفة ببعثة جوسن وسافيناك Jussen et Savignac Mission وكان عمل هذين الباحثين - وهما من الآباء الفرنسيسكان - من أجلّ أعمال البحث الأثري والإبيقرافي في شبه الجزيرة العربية ، ولم تقتصر زيارتهما لبلدة تيماء فحسب ؛ بل قاما بالاطلاع على آثار ونقوش المواقع الأثرية خارجها كجبل غنيم والخَبْوْ وبين الآكام الصخرية المنتشرة في غربي تيماء وشماليها، وقد نشرت رحلتها في باريس سنة 1914م بعنوان: Avoig de Archeologigue in Arabia, paris 1914 كما نشرت نتائج أبحاثهما ودراستهما وما جمعاه في رحلتهما من معلومات ونقوش ثمودية ونبطية في باريس خلال الأعوام 1904م ، 1911م ، 1914م في ثلاثة مجلدات ، الأول عن القدس والبتراء ، والثاني عن مدائن صالح ، والثالث عن تيماء والعلاء وحرة تبوك ، وكلها بعنوان : (بحوث أثرية عن جزيرة العرب) A.T. jaussen and R. Savignac Archaelogical en Arabie 4 Vol. Paris, 1904, 1911, 1914, 1920
وجاء في النقش رقم 138 من نقوش جوسن وسافيناك ما يفيد وجود علاقات تجارية بين بابل والجزيرة العربية .
     لقد كانت أبحاث جوسن وسافيناك الأساس الأول والأكبر الذي اعتمدت عليها المؤلفات المستفيضة عن الحضارة النبطية في مثل مؤلفات كرامر وكونتينو A.K ramer ; J. contineau ، وعن الحضارة اللحيانية فى مثل مؤلفات فريدريك وينيت وفريتز كاسكل F.V.Winnett W.caskel وعن الحضارة الثمودية في مثل مؤلفات مولر وفان دن برندن (V) .H. Muller; Van den brenden .
5- الرحالة التشيكوسلوفاكي الويس موسل Alois Musil الذي زار تيماء خلال تجواله بشماليّ الحجاز ونجد سنة 1917م وأورد عنها معلومات كثيرة في كتابه (شماليّ الحجاز ) The North of Hejaz الذى طبع في نيويورك سنة 1926م ، وقام بنشره مترجمًا إلى العربية الدكتور عبد المحسن الحسيني ، وطبعت الترجمة بالإسكندرية سنة 1352هـ/1952م . ولموسل كتابان آخران أحدهما شماليّ نجد The North of Negd وقد طبع في نيويورك سنة 1928م ، والعربية الصخرية Arabia petraea وقد طبع في فينا 1907م ولم يترجما حتى الآن .
6- الرحالة والبحاثة الإنجليزي هاري سان حون بريدجر فلبي S.J.B. Philby الذى اعتنق الإسلام وسمي الحاج عبد الله فلبي ، الذي زار تيماء ضمن مازاره من مناطق الآثار بشمال غرب الجزيرة العربية سنة 1951م وأفرد لها في كتابه أرض مدين Land of Madian فصلاً مطولاً، وصف فيه زيارته لبلدة تيماء والخوبة وجبل غنيم ، متتبعًا آثار من سبقه وبالأخص الويس موسل ، وقد قام بترجمة الكتاب المذكور عمر الديراوي ونشر في بيروت سنة 1385هـ/1965م بعنوان (أرض الأنبياء ) .
7- الباحث الإنجليزي جيرالد لانكستر هاردينج G. Lankster Hlarding صاحب كتاب (آثار الأردن ) المنشور سنة 1965م بترجمة سليمان موسى ،وقد زارها ضمن البعثة الأمريكية التي زارت تيماء والعلاء ومدائن صالح سنة 1962م، ونشر بحثه في مجلة ( باسور ) البريطانية بنفس العام BASOR, NO 168, 1962, P. 9-12 .
8- الباحثان الكنديان فريدرك وينت ووليم ريد F.V. Winett and W.L Read. اللذان كانا هما الآخران ضمن البعثة الأمريكية ،  وكان كتابهما وعنوانه (كتابات أو مدونات من شمال الأسرة العربية ) الذي طبع بترونتو سنة 1971م من أهم وأشمل ما كتب عن آثار ونقوش المنطقة Ancient Record : From north Arabia, Toromto, 1970 .
     وقد كشفت دراسات هؤلاء الباحثين العرب والأجانب أن (تيماء) أخذت حظًّا من الازدهار في التاريخ القديم ، ولذا فقد ورد ذكرها بأسفار التكوين وأيوب وأشعيا من التوراة ، وفي جغرافية بطليموس وحوليات تيغلات بلاسر الآشوري ( 475 - 727 قدم) كما جاءت في حوليات الملك البابلي نابو نيدوس ( 555 - 538 ق م) كواحدة من الأماكن التي غزاها في شماليّ الجزيرة العربية حسبما جاء في نقشه الذي عثر عليه سنة 1965م بحران وأودع بالمتحف البريطاني .
     ويفيد هذا النقش الذي قام بدراسته ونشره سدني سميث S. Smith في مجلة بابليون التاريخية Babylaniun Historical p.89، أن هذا الملك البابلي قد استقر بتيماء وبنى بها قصرًا على غرار قصره في بابل بعد أن تجول في المدن المجاورة كـدادان -العلاء - وخيبر وفداك ويثرب ، وعقد صلحًا مع المصريين والعرب،وقد نُشر هذا النقش مترجمًا في مجلة الدراسات الأناتولية Antolian Studies, The Harran Inscription of Nabonidus vlll,1958, P.P. 35, 69, 78.(8)
(تابع )

24 - فبراير - 2008
العربية القديمة
عن بعض مصادر النقوش العربية (2)    كن أول من يقيّم

تيمـاء

لمحة تاريخية وآثارية
(تابع )
 
     وأهم من كتب عن تيماء واصفًا مبانيها وآثارها ومزارعها وسكانها الأستاذ الشيخ حمد الجاسر في كتابه ( في شمال غربي المملكة ) ومن قبله موسل وفلبي ، وقال فلبي: إن أبرز أسرها عندما زارها سنة 1371هـ/1977م أسرة آل رمَّان بن هتيمي التي تولت إمارتها من سنة 1281هـ/1864م إلى سنة 1369هـ/1950م .
     وقد زرتها سنة 1398هـ/1977م وكنت حينها في طريقي إلى دمشق وكتبت عن تاريخها وآثارها ضمن كتابي ( المدن والأماكن الأثرية في شمال وجنوب الجزيرة العربية ) المطبوع بالرياض سنة 1404هـ/1984م ، واطلعت من آثارها على أطلال سورها وقصر زللوم وبئر هدَّاح .
     والمدينة ذات شوارع ضيقة وتدل أحجار خرائبها الضخمة المتناثرة على أنها كانت مليئة بالعمران كما قال امرؤ القيس في شعره السابق ذكره .
     ويطل عليها من الناحية الجنوبية الغربية تل مرتفع قال عنه الأستاذ عبد القدوس الأنصاري إنه بالنسبة لتيماء كجبل سَلْع للمدينة المنورة ، وحصن مرحب بالنسبة لخيبر (9) ويوجد بقمته ركام من الأحجار يسميه السكان قصر السموءل ، وتحكي المؤرخات العربية أن السموءل بن عاديا الذي عاش بالتاريخ الجاهلي كان له بتيماء قصر يسمى (الأبلق) وفيه قالت ملكة تدمر قولها المشهور:" تمرد مارد وعز الأبلق "، وذلك عند ما غزتهما وصعب عليها احتلالهما ، و ( مارد ) هو حصن دومة الجندل بشماليّ المملكة العربية   السعودية .
وجاء في شعر الأعشى مادحًا شريح بن السموءل:
بالأبلق الفرد من تيماء منـزله
     حصن حصين وجار غير غدَّار(10)
     وزعم بعض المؤرخين أن السموءل كان إسرائيليًّا ، على دين موسى عليه السلام كما رأى البعض الآخر ومنهم الأستاذ حمد الجاسر أنه كان عربيًّا قحطانيًّا (11) ، وذهب بعض المستشرقين إلى أنه شخصية وهمية اخترعها أهل الأخبار لما سمعوا من أقاصيص مذكورة في التوراة . (12)
     ولي بحث في الموضوع سبق أن نشر بجريدة الرياض ( العدد : 548 في 7 من رمضان 1403 هـ ) حول شخصية السموءل أوضحت فيه بالأدلة العلمية أن ( سموى إل ) اسم لقبيلة تيماء لورودها في عدة نقوش ثمودية تيماوية مجاورة لقبيلة ماسا ، نشرها البروفسر فريدرك وينيت في كتابه سالف الذكر . (13)
وأقول إنه لو صح وجود شخصية تسمى السموءل قد حكمت تيماء فهو دون شك عربي لا إسرائيلي ، لأنه يصعب على يهودي دخيل على بلاد العرب أن يتملكها وفيها ملوكها وزعماؤها وقبائلها ذات المنعة والقوة المشهورة عبر التاريخ .
     وتتواتر الأخبار التي تفيد أن تيماء قد سكنها اليهود إلى جانب قبيلة طيئ العربية ، كما سكنوا غيرها من الأماكن الحجازية كخيبر والعلاء ويثرب ، وتفيد تلك الأخبار أنهم قد وفدوا إلى الحجاز في القرن الأول للميلاد عندما هاجم تيتوس الروماني أورشليم ، أما البعض الآخر فيقول إن فرارهم من فلسطين كان عندما احتل بخت نصر الملك البابلي فلسطين . (14 )
     ومن الأماكن التي زرتها في تيماء وما حولها : قصر بن رمان أحد أمراء تيماء السابقين ، وقصر الرُّضَم وهو ملىء بالنقوش الثمودية التي سبق أن نسخها وصورها كل من هوبروفلبي ، ويقع بشمالها جبل غنيم وهو يرتفع عن سطح البحر 4000 قدم ، ويوجد فيه من النقوش الثمودية واللحيانية ما قد يكون أقدم من الكتابات السبئية والمعينة الموجودة في معين وصرواح ومأرب باليمن والمعروفة بالمسند والتي مرت بمراحل من التحسُّن والتطوُّر .
 
     ويبدو من الآثار الموجودة على قمة هذا الجبل وصور الأصنام وأطلال المباني ومعبد ثمودي لصنم تيماء المسمى ( صُلم هجَّام ) وغير ذلك من الآثار ؛ أن حصنًا قد شيد على قمته لما يتمتع به من الحصانة والشموخ والاستراتيجية ومن يدري فقد يكون هو حصن ( الأبلق ) الذي يقول فيه السموءل :
لنا جبـل يحتـله مـن نجــيره
        منيـع يرد الطـرف وهو كليل
هو (الأبلق) الفرد الذي شاع ذكره
        يعـز على مـن رامه ويطـول
رسا أصله تحت الثـرى وسمـا به
        إلى النجـم فرع لا يُنال طويل
ومطلع قصيدة السموءل:
إذا المرء لم يدنس من اللوم عرضه
        فكـل رداء يرتــديه جميـل
وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها
        فليس إلى حسـن الثناء سـبيل
وهي طويلة وبليغة ولها شهرتها لدى مؤرخي الأدب العربي .
     أحمد حسين شرف الدين
* من منشورات المجمع اللغوي العربي بالقاهرة

24 - فبراير - 2008
العربية القديمة
مراجع المقالة السابقة (تيماء : لمحة تاريخية وآثارية )    كن أول من يقيّم

1-     كحالة ، عمر رضا : جغرافية شبه جزيرة العرب ص 129 ط 2 مطبعة الفجالة الجديدة القاهرة 1384هـ/1964م .   
عاتق غيث البلادي : معجم معالم الحجاز : 2/72 دار مكة للطباعة والنشر والتوزيع 1399هـ/1979م .
2-             ياقوت الحموي : معجم البلدان : 4/70 .
الإصطخري : مسالك الممالك ص 22. جواد علي : المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام : 1/193 ، 1/93 ط 3 ، دار العلم بيروت 1980م .
أحمد أمين : فجر الإسلام ، ص 1 ، بيروت 1969م .
3-             أبو عبيد البكري : المسالك والممالك ص 93 نشر ذات السلاسل للنشر والتوزيع 1397هـ/1977م.
4-             الهمداني ، الحسن بن أحمد : صفة جزيرة العرب ص 395 ، منشورات اليمامة 1394هـ/1977م.
5-             خلاصة الوفا بمدينة المصطفى : ص 452 وما بعدها ، مطابع الجامعة - جدة 1403هـ/ 1974م .
6-     كانت تبدأ من دمشق فعمَّان فمعان فالعلاء فتيماء فالمدينة المنورة ، وقد توقفت في الحرب العالمية الأولى ، انظر ( الدولة العثمانية وغربي الجزيرة العربية) تأليف نبيل عبد الحي رضوان جدة 1403هـ/1983م .
7-     الدكتور عبد العزيز صالح : تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة ص22 مكتبة الإنجلو المصرية 1988م .
الدكتور السيد عبد العزيز سالم ص 57،دار النهضة العربية- بيروت 1971م.
8-             حتِّي ، فيليب : تاريخ العرب المطول : 1/49 ترجمة الأستاذ محمد مبروك نافع، القاهرة 1935 .
تاريخ الشعوب الإسلامية ص 98 ، بيروت 1948م .
ألويس موسل : شمال نجد ، Mosil, Aluis Northern Nejd P. 86.132.225 .
9- عبد القدوس الأنصاري ،: بين التاريخ والآثار ، ص 311 .
10- حمد الجاسر : في شمال غرب الجزيرة العربية ص 345 دار اليمامة بالرياض 1390هـ/1970م .
11- المصدر نفسه ص : 334 ، 337 .
12- جواد علي : المصدر السابق : 6/579 .
13- المصدر نفسه : 6/578 .
14- المصدر نفسه .
 

24 - فبراير - 2008
العربية القديمة
 57  58  59  60  61