البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 56  57  58  59  60 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ترجمان    كن أول من يقيّم

عبدالرحمن السليمان : هو صاحب المقال الدسم الذي ذكره الأستاذ زين الدين. وأشكره لذكره الرابط.

26 - فبراير - 2008
حول كلمة ترجمان ...
ضياء خانم لؤلؤة المجالس    كن أول من يقيّم

"وظيفة العلم دائماً كما قال الدكتور طه حسين هي أن يعدّ الموج ولا وظيفة لعالم من العلماء إلا عدُّ الموج. وإذا سئلنا مع هذا عن فائدة عدّ الموج لم يمكن أن تقطع بجواب. فقد لا ينتهي بنا البحث إلى عد الموج حقًّا، بل إلى أشياء أخرى مفيدة كأن يعرف اختلاف حال الموج في الشاطئ عنه في عرض البحر، واختلافه عند هدوء الجو عنه في الجو العاصف، فقد نستخلص من محاولة عد الموج قوانين ملاحية ذات نفع مادي قريب..."
 
[ عباس محمود العقاد].
 
زيدينا لآلىء يا لؤلؤة المجالس ، فوالله إني ما أردت من مداخلتي إلا الغوص في الأعماق، وقد قرت عيني بعرضك الجلسة الخامسة عشرة للمجمع اللغوي العربي بالقاهرة سنة 1949. كل الشكر والتقدير لأستاذنا زهير وأحبتنا: د/مروان والأستاذ زين الدين و لأختنا الست ضياء خانم الاحترام و الامتنان.  

27 - فبراير - 2008
حول كلمة ترجمان ...
البطاقة    كن أول من يقيّم

                                             بَطَقَ
 
" البِطاقةُ: الوَرقةُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وقال غيره: البِطاقة رُقْعة صغيرة يُثْبَتُ فيها مِقْدار ما تجعل فيه، إن كان عيناً فوزْنُه أَو عدده، وإن كان متاعاً فقِيمته. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، قال لامرأة سألته عن مسألة: اكتُبِيها في بطاقة أي رُقْعة صغيرة، ويروى بالنون وهو غريب. وقال غيره: البطاقة رقعة صغيرة وهي كلمة مبتذلة بمصر وما والاها، يَدْعُونَ الرقعة التي تكون في الثوب وفيها رقْمُ ثَمنِه بطاقة؛ هكذا خصّص في التهذيب، وعمَّ المحكم به ولم يُخصِّص به مصر وما والاها ولا غيرها فقال: البِطاقة الرقعة الصغيرة تكون في الثوب، وفي حديث عبد الله:يُؤتى برجل يوم القيامة فتُخرج له تسعة وتسعون سِجلاًّ فيها خطاياه، ويُخرج له بطاقة فيها شهادةُ أن لا إله إلا الله فترْجَح بها. ابن سيده: والبطاقة الرقعة الصغيرة تكون في الثوب وفيها رقم ثمنه بلغة مصر؛ حكى هذه شمر وقال: لأنها تشد بطاقةٍ من هُدْب الثوب، قال: وهذا الاشتقاق خطأٌ لأَن الباء على قوله باء الجر فتكون زائدة، قال: والصحيح ما تقدم من قول ابن الأَعرابي وهي كلمة كثيرة الاستعمال بمصر، حماها الله تعالى".
 
[ لسان العرب ].

28 - فبراير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
المصدران    كن أول من يقيّم

في سلسلة الأحاديث الصحيحة ، منشورات المكتب الإسلامي ،الطبعة الرابعة ، عام1405،سنة1985 ، الجزء الثاني ، صفحة 647: " سنتي وسنة الخلفاء الراشدين...." . وفي ج/4 ،ص 355: كتاب الله وعترتي أهل بيتي .  وفي الجزء نفسه ، ص361: كتاب الله وسنة رسوله .
ياأيها الأخ الحبيب ! سلام الله عليكم ورحمة منه وبركات ....
الحديث واضح : كتاب الله ، وهو المصدر الأول ، وسنة سيدنا وحبيبنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه في حياته وبعد موته إلى يوم القيامة ، وهو المصدر الآخَر . ولكنْ بعد وفاته أصبحت السنّة شاملة : سنته ،وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من ( بعدي) كما قال بأبي هو وأمي ومالي وولدي وعشيرتي....
ولعلك تسأل : وأين هي سنن الخلفاء الراشدين ؟ والجواب : هي موجودة في المكتبة الفيصلية بمكةَ المكرَّمةِ - حرسها الله - : موسوعة فقه أبي بكر ، وموسوعة فقه عمر ، وهكذا عثمان ، وعلي ... رضوان الله عليهم أجمعين . ومِن قبيل التحدث بنعمة الله عز وجل كنت قرأت فقههم جميعاً ، وصنعت ملخصاً ، يطبع هذه الأيام في ( دار إشبيليا للنشر بالرياض ) على نفقة أحد المحسنين ، جزاه الله خيراً،....
هذا ، وكنت قد نشرت بعض السنن موجزة في موقعنا الأثير : ( الورّاق) - أدامه الله تعالى، وجزى صاحبه والعاملين فيه وسراته خير الجزاء-
 

28 - فبراير - 2008
كتاب الله وسنتي
المأذون    كن أول من يقيّم

                       المأذون ، و( أُذِنَ)
 
أَذِنَ بالشيء إذْناً وأَذَناً وأَذانةً: عَلِم. ويقال: أَذِنْتُ لفلانٍ في أَمر كذا وكذا آذَنُ له إِذْناً، بكسر الهمزة وجزمِ الذال، وأَذَّنْتُ: أَكْثرْتُ الإعْلامَ بالشيء. والأَذانُ: الإعْلامُ.
 و( مأذون)؛ أي : مأذون له . والفقهاء يحذفون الصلة تخفيفاً فيقولون: العبد  المأذون ، كما قالوا: محجور، بحذف الصلة، والأصل: محجور عليه لفهم المعنى.
المصدر: المصباح المنير، ولسان العرب.

1 - مارس - 2008
كناشة الفوائد و النكت
"فلاأقسم بمواقع النجوم".    كن أول من يقيّم

* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) .
" وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ " * " مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ " * " وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ " * " إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ ".[ النجم53].
اختلف العلماء في المراد بهذا النجم الذي أقسم الله به في هذه الآية الكريمة، فقال بعضهم: المراد به النجم إذا رجمت به الشياطين، وقال بعضهم: إن المراد به الثريا، وهو مروي عن ابن عباس وغيره، ولفظة النجم علم للثريا بالغلبة، فلا تكاد العرب تطلق لفظ النجم مجرداً إلا عليها، ومنه قول نابغة ذبيان:
أقول والنجم قد مالت أواخره
   
إلى المغيب تثبت نظرة حار
فقوله: { وَالنَّجْمِ }: يعني الثريا. وقوله تعالى: { إِذَا هَوَى }: أي سقط مع الصبح، وهذا اختيار ابن جرير: وقيل النجم: الزهرة، وقيل المراد بالنجم نجوم السماء، وعليه فهو من إطلاق المفرد وإرادة الجمع كقوله:
وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ }[القمر: 45] يعني الأدبار. وقوله:وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }[الفجر: 22] أي والملائكة. وقوله:أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ }[الفرقان: 75] أي الغرف.
وقد قدمنا أمثلة كثيرة لهذا في القرآن، وفي كلام العرب في سورة الحج في الكلام على قوله تعالى:

ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً }[الحج: 5]، وإطلاق النجم مراداً به النجوم معروف في اللغة، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
ثم قالوا تحبها قلت بهراً
  ** 
عددَ النجم والحصى والترابِ
وقول الراعي:
فباتت تعدّ النجم في مستحيرة
  ** 
سريع بأيدي الآكلين جمودها
وعلى هذا القول، فمعنى هوى النجوم سقوطها إذا غربت أو انتثارها يوم القيامة. وقيل: النجم النبات الذي لا ساق له. وقال بعض أهل العلم: المراد بالنجم الجملة النازلة من القرآن، فإنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم أنجماً منجماً في ثلاث وعشرين سنة، وكل جملة منه وقت نزولها يصدق عليها اسم النجم صدقاً عربياً صحيحاً كما يطلق على ما حان وقته من الدية المنجمة على العاقلة، والكتابة المنجمة على العبد المكاتب.
وعلى هذا فقوله: { إِذَا هَوَى } ؛ أي نزل به الملك من السماء إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: "هَوَى " يهوي هُوياً إذا اخترق الهوى نازلاً من أعلا إلى أسفل.
اعلم أولاً أن القول بأنه الثريا وأن المراد بالنجم خصوصها، وإن اختاره ابن جرير وروي عن ابن عباس وغير واحد، ليس بوجيه عندي.
والأظهر أن النجم يراد به النجوم. وإن قال ابن جرير بأنه لا يصح، والدليل على ذلك جمعه تعالى للنجوم
في القسم في قوله تعالى:فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ }
[الواقعة: 75]، لأن الظاهر أن المراد بالنجم إذا هوى هنا، كالمراد بمواقع النجوم في الواقعة.
وقد اختلف العلماء أيضاً في المراد بمواقع النجوم فقال بعضهم: هي مساقطها إذا غابت. وقال بعضهم انتثارها يوم القيامة. وقال بعضهم: منازلها في السماء، لأن النازل في محل واقع فيه. وقال بعضهم: هي مواقع نجوم القرآن النازل بها الملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال مقيده عفا الله عنه وغفر له: أظهر الأقوال عندي وأقربها للصواب في نظري، أن المراد بالنجم إذا هوى هنا في هذه السورة، وبمواقع النجوم في الواقعة هو نجوم القرآن التي نزل بها الملك نجماً فنجماً، وذلك لأمرين: أحدهما أن هذا الذي أقسم الله عليه بالنجم إذا هوى الذي هو أن النبي صلى الله عليه وسلم على حق وأنه ما ضل وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى موافق في المعنى لما أقسم عليه بمواقع النجوم، وهو قوله:
إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ }[الواقعة: 77-78] - إلى قوله -
تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ }[الواقعة: 80].
والإقسام بالقرآن على صحة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صدق القرآن العظيم وأنه منزل من الله جاء موضحاً في آيات من كتاب الله كقوله تعالى:

يسۤ وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ }
[يس: 1-5] وقوله تعالى:
حـمۤ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }[الزخرف: 1-4] وخيرُ ما يفسَّر به القرآنُ القرآنُ.
والآخَر: أن كون المقسم به المعبر عنه بالنجوم، هو القرآن العظيم أنسب لقوله بعده:
وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }
[الواقعة: 76]، لأن هذا التعظيم من الله يدل على أن هذا المقسم به في غاية العظمة.

ولا شك في أن القرآن الذي هو كلام الله أنسب لذلك من نجوم السماء ونجم الأرض. والعلم عند الله تعالى.
 
 

1 - مارس - 2008
تفاسير القرآن وإعراب أشباه الجمل.
دعوة أم دعوى؟ 1    كن أول من يقيّم

الدعوة إلى التجديد : قراءة في الأسباب :
أول ما نلاحظه على هذه الدعوات أنها خصت جانباً واحداً من درس العربيةباهتمامها وهو النحو ، لا بالمفهوم الشامل الذي كان عليه في القرن الثاني الهــــجري كما يمثله كتاب سيبويه ، وإنما بمفهوم أضيق يقتصر على قواعد الصرف والتركيب دون الأصوات والدلالة.
وقد ظهرت هذه الدعـــوات في إطار عام ينـــــــادي بتطوير اللغة حتى تصبح وافية بمطالب العلوم والفنون في العصر الحديث.
والشكوى من صعوبة النحو قديمة، والخصومة بين الشعراء والنحاة صورة من صور عدم الرضا. وبلغت تلك الخصومة ذروتها بين المتنبي وابن خالويـــه في القرن الرابع الهجري؛ لذلك ارتفعت أصوات تنادي بتيسير النحو منذ نهاية القـرن الثاني الهجري  وظهرت بشكل عملي في صورة كتب تعليمية ميسرة تلبي حاجة الطلاب والمتكلمين. على سبيل المثال "مقدمة في النحو" لخلف الأحمر (ت 180 هجرية)، و"مختصر في النـــــحو" للكسائي (ت 198 هجرية)، وتفاحة أبي جعفر النحاس (ت 328 هجرية)، وجمل الزجاجي (ت 337 هجرية)، ولمــــــــــع ابن جني
 (ت 392 هجرية).
والملاحظ على هذه المؤلفات النحْوية أنها لم تقترب من أصول التفكير النحوي أو النظرية النحْوية كما وضعتها البصرة، وإنما اتجهت إلى التطبيق والتعليم والاختصار.
إذن لم يتعرض أي جانب من جوانب اللغة العربية للنقد والاتهـــام كما تعرض النحو العربي  فقد هوجم علماؤه ، وسفّهت قواعده ، ووصمت كتبه بأقبح الصفات. !
فقد عزا الدكتور شوقي ضيف عجــــــز العربي وقصــــوره في لغته إلى " النحو الذي يقدم للناشئة ، والذي يرهقها بكثرة أبوابه وتفريعاته (تيسير النحو التعليمي قديماً وحديثاً ، ص 3) ، ورمى إبراهيم مصطفي النــحويين بأنهم جنــَـوا على النـــــــحو ، إذ ضيّقوا حدوده ، وسلكوا به طريقاً منحرفاً إلى غاية قاصرة ، وضيّعوا كثيراً من أحكـــــــــام الكلام وأسرار تأليف العبارة (إحياء النحو لإبراهيم مصطفى ، المقدمة)، وذهب عبد العزيز فهمي إلى أبعـــــد من ذلك حين جعل مشقة دراسة النحو العربي تحمله " على الاعتقاد بأن اللغة العــربية من أسباب تأخر الشرقيين ، لأن قواعدها عسيرة ودرســـها مضلل (تاريخ الدعوة إلى العامية نفوسة زكريا ص 20 ،وانظر الخلفية الاستشراقية للدعوة إلى العامية ص 68) ، كما تمنى طه حسين - بعد أن وصــــف الإعراب بأنه مخيف جداً - أن يبرئه الله من عقابيل رفع الفاعل بالضمة ، وبنـــــائه على السكون ، يوماً ما (مشكلة الإعراب ، طه حسين ص 90 و ص 97.) ورأى أن هذا النحو لابد أن يتغير ؛ لأنه من الخطأ - في رأيه - أن نأخذ عقول الشباب بتعلمه ، والخضوع لمشكلاته وعسره والتوائه (لغتنا في أزمة ، أحمد حسن الزيات ص 47).

1 - مارس - 2008
موضوع للمناقشة وإبداء الرأي .. أسلوب الاختصاص ، وأمه النداء !!!
دعوة أم دعوى؟ 2    كن أول من يقيّم

 كما رأى آخرون أن هذا النحو لم يوضع بطريقة علمية صحيحة ، ولم يتّبع فيه العلماء الأقدمون المنهج العلمي الذي يرون أن الالــــــــتزام به كان أدعى إلى الدقة والضبط . وكتب زكريا أوزون كتابه " جناية سيبويه : الرفض التام لـــــــما في النحو من الأوهام " وكتب أحمد درويش كتابه: " إنقاذ اللغة من أيدي النحاة "، ورأى المعتدلون ضرورة المراجعة ، يقول أحمد حسن الزيات : " وأول ما يجب على المجمع أن ينظر فيه هو توجيه القائمـــــــين على تعليم العربية إلى إصلاح الطريقة التي تعلم بها اللغة ، فإنها لا تزال تعـــــــــلم باعتبارها ألفاظا مفردة وقواعد مجردة ، لا تتصل بالعقل ولا بالنفس ولا بالحـــــياة " ( تاريخ الأستاذ الإمام 2/481، وانظر نحو التيسير دراسة ونقد منهجي ، أحمدعبد الستار الجواري ص 9) ورأى محمد عبده طريق اكتساب اللغة العربية شاقاً فـ " ما أحوج العربي إلى تعلم ما يحتاج إليه من لغتـــــــه ، لكن ما أشق العمل ، وما أوعر الطريق وما أكثر العقبات في طريق العربي الســـــــــــاعي إلى تحصيل ملكة لسانه ، يُفنِي عمره وهو لا يزال يضرب برجليه في أول الطريق ! (النحو العربي بين التطوير والتيسير ص 231، وانظر محنة اللغة العربية لإبراهيم علي أبو الخشب ، ومشكلات اللغة العربية لمحمود تيمور).
إذن فأزمة العربية ونحــــــــوها أمر لا يسع المنصف إنكاره أو التهوين من خطره ، وهناك إجماع من المشتغلين بالدرس النحــــوي والقائمين على شؤون التعليم على أن في النحو العربي صعوبةً وجفافاً يحُــــــــــول دون التعلم السليم ... على الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلونها ، أفراداً ومؤسسات (النكت في تفسير كتاب سيبويه للأعلم الشنتمري 1/95- 60 ( تحقيق رشيد بلحبيب) 

1 - مارس - 2008
موضوع للمناقشة وإبداء الرأي .. أسلوب الاختصاص ، وأمه النداء !!!
دعوة أم دعوى؟ 3    كن أول من يقيّم

لقد كان لهذه الحملات التي شنت على النحو العربي - بغض النظر عن طبيعتها وأهدافها - أكبر الأثر في توجيه الإصلاح النحوي في العصر الحديث .
وهذا لا يعني أن القدامى لم يكونوا على علم بما تضمنه النحو من صعوبات فقد أدركوا أن بعض مصادره كانت تعاني من الاضطراب في تتالي الأبواب ، و في تـــــــــوزيع جزئيات الباب الواحد ، فضلاً عن الغمـــــوض في العناوين ، مع غياب الدقة في المصطلحات وصعوبة الاهتداء إلى مسائل النحو ، وعدم التطابق بين العنوان وما تحتــــــه ، ويمثل كتاب سيبويه خير نموذج لهذه الأحكام ، مع أنه يمثل أكمل وأنضج محاولة في التأليف النحوي قديما وحديثا ! (إنباه الرواة للقفطي ص 248).
فقد روى المبرد عن المازني أنه قال :" قرأ عليَّ رجلٌ كتابَ سيبويه في مدة طويلة ، فلما بلغ آخره قال لي : أما أنت فجزاك الله خيراً ، وأما أنا فما فهمت منه حرفاً. (في إصلاح النحو العربي ص 27).
ولهذا انبرى الخلق لشرح هذا الكــــتاب والتعليق عليه وشـــــــــرح عيونه وغريبه ونكته والاستدراك على ما فاته من الأبنية ...
كما تعاني معظم كتب النحو من الطـــــول المفـــرط الناشئ عن التكرار والاستطراد والحشو ومعالجة المســـــــائل الأجنبية التي لا صلة لها بالنحــــو ، فضلاً عن الشغف بالمناقشات والجدل والإغراق في تتبع العلل والإكثار من التقسيمات والتفريعات. (شرح الأشموني 2/8).
ومن نماذج ذلك على سبيل المثال ، أن الأشموني أوصل معمول الصفة المشبهة إلى اثنتين وسبعين صورة ، منها جائز وممتنع ، ولكن الصبان أبى إلا أن يبزّ الأشموني في عدد الأقسام ، فأوصلها مع تحري الدقة والأمانة إلى أربعة عشر ألفا ومائتين وست وخمسين صورة.( مقدمة في النحو لخلف الأحمر ص 34).

1 - مارس - 2008
موضوع للمناقشة وإبداء الرأي .. أسلوب الاختصاص ، وأمه النداء !!!
دعوة أم دعوى؟ 4    كن أول من يقيّم

لم تغب هذه الصعوبات ومثيلاتها عن إدراك القدامى أنفسهم ، فقد استجابوا تلقائياً لدعوة التيسير على مر القـــــرون - على المستويين النظري والتطبيقي- فكــــــانوا يؤلفون المؤلفات الضخمة للمتخصصين ، ويؤلفون للناشئة متوناًومختصرات مهذبة
فقد ألف خلف الأحمر " مقدمة في النحو " قال في بدايته :" لما رأيت النحْويين وأصحاب العربية قد استعملوا التطويل وأكثروا العلل وأغفلـــــــــــــوا ما يحتاج إليه المتبلغ في النحو من المختصر.. أمعنت النظر في كتاب أؤلــــــفه وأجمع فيه الأصول والأدوات والعوامل على أصول المبتدئين ، ليستغني به المبتدئ عن التطويل. (صيغة الفصحى المخففة ، محمد شوقي أمين ص 60)
وتطالعنا في كتب التراجم والفهارس عنـــــــاوين كثيرة تدل على أن القدماء كانوا يدركون بعض مصادر الصعوبة في تعلم النحو ، وأن تيسير النحو للناشئة أمر لا مناصَ منه !
ولذلك بادروا بالتأليف ، فقد ألف الكسائي مختصراً في النحو ، وألف ابن خياط الموجز في النحو ، وألف ابن النحاس التفاحة ، وتذكر كتب التراجم والفهـــــــارس لابن جني اللمع ، ولابن قتيبة تلقين المتعلم ، ولابن خالويه المبتدئ ، ولابن درســتويه الإرشاد في النحو وللمفضل ابن سلمة المدخل إلى النحو ، وللزبـيدي الواضح في النـــــــحو ، وللمطرِّزي المصباح ، وللشلوبين التوطئة ولأبي الفرج الصقلي مقدمة في النحو ...
وهي مؤلفات يظهر من عناويـــنها رغبة مؤلفــيها في التيســــير والإيضاح والإرشاد ، كما يطغى عليها الجاني التعليمي
.

1 - مارس - 2008
موضوع للمناقشة وإبداء الرأي .. أسلوب الاختصاص ، وأمه النداء !!!
 56  57  58  59  60