البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ضياء العلي

 56  57  58  59  60 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
نظرية المعرفة عند كنت : الثورة الكوبرنيكية وتعيين حدود العقل المجرد(7)    كن أول من يقيّم

 
سنعود لتحديد مفهوم المعرفة : المعرفة هي عملية التركيب التي تحدث في الذهن بين معطيات الحس والتجربة والصورة التي تتولد عنها في الذهن البشري .
 
المادة هي موضوع المعطى الحسي .
 
الصورة هي مادة الفكر التي ولدت في الذهن نتيجة عملية التركيب بين المعطى الحسي وما أضافه الذهن بواسطة التصورات القبلية .( هذا يشبه تصور أرسطو للكون الذي هو مكون من هيولى وصورة ) .
 
يلخص كنت نظريته هذه في كتابه " نقد العقل الخالص " بمقولة شهيرة هي : " أن كل مفهوم بلا معطيات حسية هو مفهوم فارغ ، وأن كل معطى حسي بلا مفهوم فهو أعمى "
 
فالمعطيات الحسية هي إمدادات حقيقية تأتينا من العالم الخارجي ، العالم الواقعي المحسوس ، وهي ليست مجرد أوهام أو خيالات من نسج العقل . لكن مهمة نقد المعرفة هو الفصل بين ما يرد إلينا من الخارج ، وما نضفيه على المعطيات الحسية بواسطة ما لدينا من صور قبلية سابقة على التجربة . والمكان والزمان هما صورتان قبليتان تضيفهما القوة الحاسة على كل المعطيات الواردة إليها من الخارج ودون أن يكون لديهما أدنى وجود واقعي في الخارج . نحن ندرك إذن الأشياء الخاضعة لهذين الشرطين الأوليين السابقين لكل تجربة ولا ندرك كل ما يقع خارجهما . ومن هذا المنطلق ذاته يستبعد كنت كل معرفة للشيء بذاته ، أي للجوهر ، فالعقل الإنساني بشروط إدراكاته لا يمكنه معرفة المطلق واللامتناهي .
 
العقل الإنساني معد لمعرفة ومواجهة العالم الخارجي فقط . عند قيامه بهذه المهمة ، يكون العقل الإنساني مسلحاً بالمقولات الإثنتي عشرة التي تنظم معطيات الإدراك الحسي . هذا التلازم بين الحسي وتصورات العقل القبلية هو من طبيعة العقل البشري . هذا المفهوم خطير جداً لأنه يقلب مفهوم الذاتية رأساً على عقب : مقولات العقل البشري الأولية هي كلية وموضوعية ( هي واحدة إذن لدى جميع البشر ) المتغير هو : موضوع التجربة والإدراكات الحسية الواردة من العالم الخارجي .
 
هذه هي الثورة الكوبرنيكية التي جاء بها كنت والتي غيرت مفهوم الصراع الوجودي فكنت لا يهتم بالتاريخ ولا بالتقاليد أو الانتماء التي هي كما يقول : " ذات مسار عبثي لا حكمة فيه " بل هو يراهن على العالمية ضد الهوية ، وعلى المدنية ضد القوميات ، وعلى العقل البشري مرجعاً لقيم الإنسان الأخلاقية ضد اللاهوت والميتافيزيقا .
 

11 - فبراير - 2008
بين الدين والفلسفة
أحمد زبانا الشهيد    كن أول من يقيّم

أشكرك كل الشكر لمياء على مجهودك الكبير في جمع وتقديم هذا الملف بالصورة اللائقة ، وعلى إهدائك الكريم لقصيدة المفدَّى زكرياء : زبانا ، الذبيح الصاعد ، وهي كما وصفتها ملحمة تجمع بين الشعر والتاريخ والبطولة وتحفر في ذاكرة الوطن حقيقة صارت أشبه بالأسطورة لما اقترنت به من معان نبيلة في التضحية والفداء .
 
 خلدت هذه القصيدة ذكرى الشهيد أحمد زبانا في ضمير الشعب الجزائري والعربي وجعلتنا نشعر برهبة وعظمة التضحيات التي قدمها الجزائريون على مذبح الوطن لكي تبقى الجزائر حرة عربية . وكفى بنا أن نتخيل بأن زبانا ليس إلا واحداً من مليون شهيد . 
 
أما القصيدة التي اختارها الأستاذ زهير وأهداها للأستاذة فاطمة وأعني بها : زنزانة العذاب رقم 73 ، فقد فاجأتني بكل معنى الكلمة لأنها بعيدة عن النظم واللهجة الخطابية وحميمة جداً في صورها ومعانيها وألفاظها وهي الأقرب إلى الشعر بمفهومي ، وقد فاجأتني لأنها كشفت جانباً أخراً في شخصية الشاعر مفدَّى زكرياء مغرق في الوداعة والرقة يقترب فيه كثيراً من صورة الشاعر الرومانسي . وكل الشكر لك أستاذي بأن عرفتنا على هذه القصيدة الجميلة :
 
أم  تـذكـرين ولحن الموج يطربنا
 
إذ نفرش الرمل في الشاطي iiونعتنق
الـمـوج يـنـقل في أصدائه iiقبلاً
 
يـندى  لها الصخر حتى كاد iiينفلق
نـسـابق  الشمس نغزوها بزورقنا
 
فـيـسـخر الموج منا كيف نلتحق
وتغرب الشمس: تطوي في iiملاءتها
 
سـريـن  أشفق أن يفشيهما iiالشفق
وكـم سـهرنا وعين النجم iiتحرسنا
 
إذ نـلـتـقي كالرؤى حينا ونفترق
والـلـيـل  يكتم في ظلمائه iiشبحا
 
يـأوي  إلى شبح ضاقت به الطرق
 

12 - فبراير - 2008
مُفدي زكريا ء، كاتب النشيد الوطني
نظرية المعرفة عند كنت : النقد كمشروع فلسفي لا يكتمل (8)    كن أول من يقيّم

 
" أعلن كنت أن العقل في جانبه النظري البرهاني عاجز عن إثبات جوهرية النفس ثم بساطة هذا الجوهر وخلوده ؛ عاجز عن تحديد موقفه من الأسئلة التي يطرحها العقل الخالص فيما يتعلق بأصل الكون ونشأته وحدوده ؛ عاجز عن إثبات وجود الله . ثم أعلن أن الميتافيزيقا النظرية مستحيلة ؛ إنها وهم وخداع ؛ إنها ميتافيزيقات كاذبة ، وبل ومتناقضة . لم ؟ لأن الميتافيزيقا علم قبلي ، وكل ما هو قبلي يتضمن الضرورة المطلقة ومن ثم ينبغي أن تكون القضايا الميتافيزيقية يقينية . ومن جهة أخرى لم يسع الميتافيزيقيون إلى الإتيان بقضايا قبلية لا تثبت وجوداً ، وإنما مسعاهم الأساسي أن تثبت هذه القضايا وجوداً خارجاً على معاني هذه القضايا ، ومن ثم فالقضايا الميتافيزيقية تركيبية قبلية وليست قبلية خالصة . لكن تبين لكنت ومن خلال رحلته الشاقة الطويلة في نقد العقل الخالص أن العقل البرهاني لا يستطيع أن يثبت وجود كائنات كالنفس والله أو وجود معان كالخلود والحرية والعلة الأولى المطلقة ، لا يستطيع أن يثبت هذه أو تلك من مجرد فكرة إلى إثبات وجود واقعي يطابق هذه الفكرة انتقال غير مشروع . ينتهي كنت من ذلك إلى إعلانه بأنه يجب أن نضع حداً لكل الميتافيزيقات النظرية السابقة " السوفسطائية " " التوكيدية " و" المدرسية " وذلك بفضل " منهجه النقدي " . " ( كنط وفلسفته النقدية ، د. محمود زيدان ، دار المعارف الطبعة الثالثة 1979 : ص 348 ) .
 
يتلخص مشروع كنت النقدي بتفكيكه أدوات المعرفة وإيمانه بقدرة العقل على نقد ذاته ، وتدور مجمل فلسفته على معرفة كيف تتم عملية المعرفة في الذهن البشري وما هي شروطها القبلية أي أنها معرفة بالمعرفة . هذا يعني بأن فلسفته قد وضعت العقل بمواجهة نفسه ، فهو يساءل أدواته ويحاكمها وينقدها ، وهذه المعرفة بالمعرفة وأدواتها لا تتكشف لنا إلا عن طريق التجربة ، أي أنها عملية مستمرة تكشف عنها في كل مرة تجارب جديدة . وأما موضوعات الميتافيزيقا أو الحقائق المتعالية فهي إتجاه وتوجه لكن المعرفة بها لا يمكن أن تتحقق بالتجربة التي هي في حدود إمكانات العقل الإنساني . من هنا حصر موضوعات الميتافيزيقا بموضوعي : الطبيعة والحرية .
 
" ومذ عرفت النقد وأنا لا يمكن أن أكف عن التساؤل في كل مرة أطالع فيها كتاباً يثير إعجابي في الميتافيزيقا بدقة تصوراته وتنوعها وحسن ترتيبها وسهولة عرضها ، كما اتثقف بالمعلومات التي يقدمها إلي ، فأسأل نفسي : هل ساعد هذا المؤلف حقاً على تقدم الميتافيزيقا خطوة واحدة ؟ .......
 
لا أظن في عصر يسود فيه النظر والتأمل مثل عصرنا هذا ألا يستفيد ذوو الفضل ، وهم كثيرون ، من كل فرصة طيبة تتاح لهم لكي يساهموا ويعاونوا في تحقيق المصلحة المشتركة بالعمل على تقدم العقل تقدماً مستمراً نحو النور ، بشرط أن يكون هناك أمل في الوصول بهذه الطريقة إلى الهدف المشود . إن العلم الرياضي والعلم الطبيعي والقوانين والفنون والأخلاق نفسها وهلم جراً ، كلها لا تشبع النفس الإنسانية تماماً إذا يبقى فيها دائماً مكان مخطط للعقل النظري وحده ؛ وهذا الفراغ الذي يسود في النفس هو الذي يدفعنا إلى البحث عن شيء يشغلنا أو عن شخص نتسامر معه عن الخرافات والأباطيل والأحلام الصوفية ، ولكن ليس هذا إلا مجرد مظهر من جانبنا ، إذ أننا لا نبحث في الواقع إلا عن شيء نتلهى به لنسكت نداء العقل الذي يؤرقنا ، هذا العقل المخلص لغايته والذي يطالب بشيء يرضي ذاتهمن غير أن يدفعه ذلك إلى خدمة وجهات نظر أخرى ، أو خدمة ميولنا . ومن أجل هذا فإن الاعتبارات النقدية التي لا تتعلق إلا بنطاق العقل من حيث هو في ذاته ، ومن حيث إن كل المعارف والغايات الأخرى يحب أن تلتقي فيه وأن تتحد فيه بجملتها على أساس ، لها تأثير يجذب بشدة إليها أولئك الذين قد حاولوا أن يتوسعوا فقط في استخدام تصوراتهم ، وفي إمكاني أن أقول أيضاً أن جاذبيتها تفوق بشدة جاذبية أي علم نظري لا نقبل لسهولة أن نستبدله به . وأنا أقدم الآن هذه " المقدمة " كخطة وكخيط موصل في البحث ......
فالنقد يعطي لأحكامنا مقياساً يسمح لها بالتمييز الصحيح بين العلم والتظاهر بالعلم ، وعندما نمارس النقد في الميتافيزيقا بلا قيد أو شرط ، فإننا نكتسب بفضله تفكيراً منهجياً يكون له أثر طيب على استعمال العقل في المجالات الأخرى ، وبذلك فالنقد يلهمنا لأول مرة بالروح الفلسفية الحقيقية .....
( المقدمة لكل ميتافيزيقا مقبلة يمكن أن تصير علماً : ما يمكن أن نعمله من أجل تقويم الميتافيزيقا كعلم / إيمانويل كنت ، ترجمة : د . نازلي إسماعيل حسين / دار الكتاب العربي 1968 )
 
 

12 - فبراير - 2008
بين الدين والفلسفة
هو المفدَّى حتى إشعار آخر    كن أول من يقيّم

صباح الخير أستاذ زهير
صباح الخير أستاذ يحيى
 
أود أن أتوجه بالشكر إلى أستاذي " المفدَّى " زهير لنشره هذه القصيدة الرائعة " معجزة الصانع " للمفدَّى زكرياء . لقد حرنا والله يا أستاذ يحيى بين المفدِّي والمفدَّى ، وكلاهما صحيح لغوياً كما جاء في تعليقك إنما المشكلة في أن نعرف كيف نسميه ؟
 
وأود أن أنقل سلام أختي فاطمة وشكرها للأستاذ زهير على القصيدة التي أهداها إياها واعتذارها عن عدم الرد حتى اليوم لأنها لم تتمكن من قراءتها بعد فهي حالياً لا تمتلك جهازاً للكومبيوتر في المكان الذي توجد فيه .

13 - فبراير - 2008
مُفدي زكريا ء، كاتب النشيد الوطني
بكل سرور    كن أول من يقيّم

 
صباح الخير أستاذ صبري :
 
يسعدنا ويشرفنا أن تتوسع استخدامات مجالس الوراق لكي تصبح مساحة لنشر البحوث والدراسات الجامعية تتنافس فيها العقول الجادة والرصينة على تقديم زبدة خبرتها ، وتتدرب فيها الخبرات الشابة على بذل الجهود للتحكم بطرق ومنهجيات البحث الأكاديمي والإبداع الفني والثقافي . ولقد سبق للوراق أن حظي بمجموعة مهمة من هذه البحوث هي للأسف متناثرة هنا وهناك في شتى الأبواب والمجالس . إن أهمية هذه التجربة التي تقوم بها مشكوراً تكمن في وجود الإطار المنظم والموجه لها في اتجاه محدد لكي لا تتشتت الجهود وتتبعثر الموضوعات . من هنا أرى بأن تجربة العمل كفريق واحد هي جديدة في المجالس ومفيدة على المستوى التعليمي لجهة إبراز الجانب التقني في البحث العلمي وضرورة امتلاكه لأنه الجانب المنظم للأفكار والأداة الكفيلة بإبراز وتوضيح ونقل هذه الأفكار وتطويرها .
 
ونحن نشكر لكم جهودكم ، ونؤكد على أن كل أبواب المجالس مفتوحة أمام طلابك وطالباتك النجب ، ونخص بالذكر منها : مدارس النثر في العصر العباسي ، ومعالم الأدب العربي في العصر المملوكي ، ونرحب بانضمام الطالبة زينب الراشدي وموضوعها في المقامات إلى سرب الباحثات . والله ولي التوفيق . 
 
 

13 - فبراير - 2008
معالم الأدب العربي في العصر المملوكي
جامعة الوراق    كن أول من يقيّم

كل الشكر للأستاذ محمد السويدي على سلامه الغالي وما جاء في حديثه من أخبار سارة ومشجعة : نحن نعرف بدون شك قيمة هذه المجالس ودورها الرائد ، ولا مغالاة في هذا لأنها فريدة ومحايدة ومتميزة بمستواها ، ونعي الهدف الذي وضعناه نصب أعيننا ونسعى من أجله ، كما نعلم قدر وقيمة كل من الأساتذة الأفاضل ، العلمية والأدبية ، الذين أثروا هذه المجالس بالدراسات والبحوث والتعليقات والملاحظات الهامة ، المفيدة ، وبذلوا لنا ثمرة خبرة وجهود سنين طويلة من الصبر والدراسة والعمل الدؤوب . إنما أن تكون هذا الرسالة قد وصلت إلى أساتذة الكليات والجامعات والقائمين على الشأن الثقافي في هذا الوطن الكبير ، فهذا والله مما يفرح ويشجع على الاستمرار ، وبل ويدعونا إلى التفكير باتجاه أكثر تحديداً ودقة وأعني بهذا توجيه المواضيع والبحوث بطريقة أمثل لتشمل اهتمام الجامعيين والجامعيات . وكل الشكر للأستاذ السويدي أن اتاح لنا فرصة هذا اللقاء النادر ، وأن منحنا هذه المساحة وهذا الفضاء الخاص جداً ، وهو في الوقت عينه مفتوح على العالم . وشكري لا يمل لملهم هذه المجالس وعينها الساهرة التي لا تنام الأستاذ الباحث الشاعر زهير ظاظا حفظه الله وأدامه ذخراً ومعيناً لا ينضب .

 

 

14 - فبراير - 2008
مُفدي زكريا ء، كاتب النشيد الوطني
حتى إشعار آخر    كن أول من يقيّم

صباح الخير أستاذ هشام :
 
كانت لمياء قد كتبت إسم الشاعر : مُفدي زكرياء ، هكذا في كل التعليقات ما عدا عنوان الموضوع المقدمة . وكنت قد ظننت بأن هناك خطأ قد حصل في كتابة الإسم الذي فهمنا بأنه لا يصح لغوياً بعد تعليقي الأستاذين زهير ويحيى . فقمت عندها بتصحيحه في كل التعليقات تفادياً للخلط ، وهذا يعني بأنني من كتب الإسم بالشدّة والفتحة فوق الدال وليس لمياء ظناً مني بأنه الأصح . ثم عاد الأستاذ زهير وشكك في كتابة الإسم على هذا الشكل : مفدَّى ، فوقعنا في الالتباس .
 
زرت مواقع عديدة على الأنترنت تتحدث عن الشاعر منها موقع الشاعر والمؤسسة التي تحمل اسمه وكلها تكتب الإسم كما كتبته لمياء : مُفدي ! ولم أجد سوى مقالاً واحداً بقلم الدكتور حسن فتح الباب بصيغة : مفدَّى .
 
وأنا بانتظار أن يُحسم هذا النقاش وسأعيد كتابة الإسم عندها لو تبين لنا بأنه مفدي كما يسميه غالبية الجزائريين فالأسماء لا تخضع دائماً لقواعد اللغة حتى ولو كان أصحابها من الشعراء .
 

16 - فبراير - 2008
مُفدي زكريا ء، كاتب النشيد الوطني
محاكمة الإسم     كن أول من يقيّم

 
التحية والسلام لكم جميعاً : شكراً لك أستاذي تصويبك وتبديد الشكوك التي كانت قد أحاطت بكتابة إسم المفدي زكرياء .
 
الأستاذ هشام : شكري لك وعرفاني وإليك هذه النادرة التي تشبه نادرة صديقك :
 
عندما ولدت أختي " رولا " في العام 1974 سألنا جدي البالغ من العمر بوقتها تسعين سنة : كيف أسميتموها ؟ فقلنا : رولا !
 
قال : ما هذا ؟ رورا ؟ رارا ؟ رالا ؟ ماذا يعني هذا الاسم ؟ ولماذا لا تسمونها " هنداً " أو " أمينة " ؟
 
وعندما ذهبت جدتي إلى " دكان " المختار لتسجيلها ( لأن أبي كان منشغلاً ) سألها عن اسم المولودة فقالت : رولا ! ( ولا أدري كيف لفظتها ) فأعاد ما قاله جدي ولم يكن فارق السن بينهما كبيراً : رورا ؟ رارا ؟ رالا ؟ ...... واستقر رأيه على رالا لأنها أحسن ما نطقت به مخارج الصوت عنده وسمعته أذناه ووافقت عليه جدتي التي لم تكن تحسن القراءة ولا الكتابة ، فسجلها : " رالا " !
 
وهي حتى اليوم " رالا " في سجلات قيد النفوس ، وفي الباسبور والشهادات الرسمية وكل المعاملات الحكومية ، مع أنها " رولا " كما يعرفها الجميع ، وكلنا نناديها برولا ، إلا أن الظروف لم تتح لنا إقامة دعوى رسمية ومحاكمة لتصحيح الاسم كما ينبغي أن نفعل في الأحوال الإعتيادية . ولو كنا أسميناها " هنداً " أو " أمينة " لما وقع هذا الالتباس .
 
أما أبي ، رحمه الله ، فقد ظل يلوم المختار طيلة حياته ويردد بأنه كان جاهلاً وعلى خطأ ، بينما كان هو على يقين بأن " رولا " يجب أن تكتب هكذا ، بالألف المقصورة : " رولى "  
 

18 - فبراير - 2008
مُفدي زكريا ء، كاتب النشيد الوطني
رحمة بنا نحن المتقاتلين .....    كن أول من يقيّم

 
 
الحلوة الصهباء
 
  ترجمة : هنري فريد صعب
 
ها أنا أمامكم إنسان حصيف
عرف الحياة وما يمكن حياً أن يعرف من الموت
خبر الآلام وأفراح الحب
استطاع أحياناً فرض آرائه
ألمّ بلغات عدة
سافر كثيراً
شهد الحرب في فرقتي المدفعية والمشاة
جُرح رأسه وثُقب تحت تأثير الكلوفورم
وفقد أعزّ أصدقائه في المعركة الرهيبة

أعرف من القديم والجديد بقدر ما يستطيع
شخص واحد

واليوم، غير مبالٍ بهذه الحرب
بيننا ومن أجلنا يا أصدقائي
أحكم على هذا العراك الطويل
بين التقليد والابداع
بين النظام والمغامرة
وأنتم الذين افواههم رُسمت كفم الله
فم النظام بالذات
كونوا حلماء إذ تقارنوننا
بمن كانوا كمال النظام
فنحن الباحثين عن المغامرة في كل مكان
لسنا بأعداء لكم
نريد فقط أن نظفر بعوالم غريبة رحبة
حيث السر المزهر يعرض نفسه للجناة
حيث تزخر نيران جديدة وألوان لم ترها عين
وخيالات فوق الحدس
يجب أن تتجسّد
نريد أن نكتشف الطيبة، هذه البقعة التي يلفّها الصمت
وهناك ايضاً الزمن الذي يمكننا طرده أو استرجاعه
فرحمةً بنا نحن المقاتلين دائماً
على تخوم اللامحدود والمستقبل

رحمةً بأخطائنا رحمةً بخطايانا
فها الصيف الفصل القاسي مقبل
وشبابي ميت كالربيع
أيها الشمس ها زمن العقل المتّقد
وأنا لا أزال أنتظر

كي أتبع الشكل النبيل والعذب
الذي تتخذه كي احبها وحدها فقط
صهباء تُعبَد
ذات وجه ساحر

شعرها ذهبي تخاله
بروقاً أخّاذة دائمة
أو تلك الشعل التي تنتفش كالطاووس
في ورود الشاي الذابلة

ولكن اضحكوا اضحكوا عليّ
أيها الناس في كل مكان
وخصوصاً يا من أنتم هنا
لأن لديّ أشياء كثيرة لا أجرؤ
على قولها لكم
أشياء كثيرة لا تدعوني أقولها لكم
فرحمة بي.
 
                                  غيّوم أبولينير :( 1880 - 1918 ) Guillaume Apollinaire

* عن جريدة " النهار " اللبنانية ، الملحق الثقافي
 

19 - فبراير - 2008
من روائع الشعر العالمى
في اللهجات العربية القديمة (1)    كن أول من يقيّم

  ألقيت هذه المحاضرة في مؤتمر الدورة الثامنة والعشرين للمجمع اللغوي العربي بالقاهرة ، الجلسة السادسة في 20 من مارس سنة 1962 :
 
لغات النقوش العربية الشمالية وصلتها باللغة العربية
للأستاذ الدكتور مراد كامل
( عضو المجمع اللغوي العربي بالقاهرة )
 
   هاجرت قبائل من الجزيرة العربية في الألف الرابع قبل الميلاد واستقرت فيما بين النهرين وهم الأكديون، وهاجرت منها قبائل في الألف الثالث قبل الميلاد واتجهت إلى الشمال الغربي من شبه الجزيرة وهم الكنعانيون، وفي الألف الثاني هاجرت قبائل  إلى شمال الجزيرة هم الآراميون. وبقي من بقي في الجزيرة، يسكن الواحات ويحترف الزراعة حينًا والتجارة حينًا، أو يقوم على رعاية الإبل والماشية في البادية.
        وقل اختلاط هؤلاء بالشعوب المجاورة فحافظوا على سلامة جنسهم ولغتهم.
        واحتفظت لغات شبه الجزيرة بالأصوات التي كانت في اللغة السامية الأصلية  مع بعض تطورات طفيفة، واحتفظت كذلك بالإعراب على مثال ما نجده في البابلية القديمة، واحتفظت بالصيغ الفعلية كما كانت في السامية الأصلية.
        وطوّعوا اشتقاق المفردات حتى سدت جميع النواحي التي احتاج إليها الناس في حياتهم البدوية، ولم يدخل العربية إلا القليل من الألفاظ الأجنبية، أخذها أهل الحضر منهم ممن تاخموا البلاد الواقعة في شمال الجزيرة أخذوا بعض ألفاظ الحضارة من الآراميين، وأخذوا من الرومان قصر Castra  وبلد Palatium  وسراط Strata  وهي من ألفاظ الجيش، كما أخذوا القليل من الألفاظ الفارسية القديمة مثل رزق وأنبار وخندق .
        إن تاريخ لغات شمال شبه الجزيرة العربية غامض لا نكاد نعرف عنه شيئًا إلا   ما روي من الشعر الجاهلي في اللغة العربية، مع كثير من التحفظ. والواقع أن معرفتنا لتاريخ اللغة العربية التي يعتبرها علماء اللغة من أكثر اللغات المحافظة على أصلها البعيد، سيفيد في دراستنا لفقه اللغات السامية بخاصة وفي فقه اللغة بعامة، وقد هيأت الظروف منذ أواخر القرن الماضي العثور على آلاف النقوش مبعثرة في شمال الجزيرة العربية في المنطقة الواسعة الممتدة من وسط الجزيرة إلى الصفاة في الشرق والجنوب من حوران. وأخذ العلماء في معالجتها وحل رموزها وفهمها حتى توصلوا إلى ذلك في الربع الثاني من القرن الحالي.
 
        اشتقت هذه النقوش قلمها من الخط المسند في اليمن واحتفظت بالأصوات العربية عددًا أي بثمانية وعشرين حرفًا، وليس للحركات في هذا الخط من نصيب فهي لم تثبت لها علامات .
        وكنا نتوقع أن نجد في هذه الكثرة من النقوش مادة كافية لتاريخ اللغة العربية قبل الإسلام، ولكن للأسف لم تعالج هذه النقوش إلا موضوعات قليلة غير منوعة، فهي لذلك لا تحمل إلينا مادة لغوية كاملة وبالتالي فإننا لا نفيد منها إلا بمقدار . وكان هذا هو السبب في أننا لا نعتبرها لغات متكاملة بل لغات نقوش ينقصها الكثير من الصيغ والتراكيب .
        ودراستها على كل حال واجبة على من أراد الوقوف على أصول العربية وتاريخها ، وتنقسم هذه النقوش إلى ثلاث مجموعات:
        1- أقدمها المجموعة التي نسميها الثمودية وقد عثر على كتاباتها في حايل   وعلى مقربة من الوجه وفي الطائف وتيماء ومدائن صالح (الحجر) والعلا (ددان القديمة) وخيبر والجوف ونجد ومدين القديمة وفي شرقي الأردن وفي شبه جزيرة سيناء وفي الصحراء الشرقية بمصر أي على الأكثر في المنطقة الشمالية الغربية من شبه الجزيرة .
 
        وقد ورد اسم الثموديين في نقوش الملك سرجون الأشوري سنة 715 ق . م.  ( 721 705 ق .م ) وجاء ذكرهم بين الشعوب التي أخضعها هذا الملك في شمال شبه الجزيرة العربية، وعرفوا في العصر الروماني بأنهم فرسان مهرة وكانت منهم كتيبة في مصر . ويرجع تاريخ النقوش الثمودية التي عثر عليها من القرن الخامس قبل الميلاد وتنتهي بالرابع بعد الميلاد.
 
        2- المجموعة الثانية هي التي تعرف بالصفوية وسميت بذلك لوجودها في منطقة الصفاة منقوشة أو مخربشة على حجارة اللابا ( اللافا ) في الحرّة في جنوب شرق دمشق ووجدت أيضًا في حوران وفي الرحبة وفي حرة الراجل وفي شمال سورية وفي الصالحية على الفرات .
        وكان الصفويون وهم رعاة فقراء يسكنون أرضًا جدباء، وكان الحكم عندهم شورى. هذا ويرجح أن أقدم الكتابات الصفوية من القرن الثاني قبل الميلاد وتنتهي بالثالث بعد الميلاد.
 
        3- المجموعات اللحيانية: عثر على النقوش اللحيانية في شمالي الحجاز وفي مدائن صالح ( الحجر ) وفي الخريبة والعلا ( ددان ) - وتلعة الحمّادي  وجبل أثلب وخشم جبلة وتيماء وقبور الجندي ووادي المعتدل .
        عرفت العلا وهي ( ددان ) التي ورد اسمها في العهد القديم: بغزارة مياهها ووقوعها على الطريق التجاري وهو الطريق الذي كان يصل بلاد العرب الجنوبية   ببلاد البحر الأبيض، وتحمل فيه أنواع البخور والبضائع التي كانت تصل من الهند وإفريقية عن طريق اليمن جنوبًا إلى الشمال، وكانت العلا تقع وسطًا عند ملتقى الطرق: طريق الحجر شمالاً والطريق إلى الحرة شرقًا وإلى الغرب والطريق الذي يتبع وادي الحمد إلى شاطئ البحر الأحمر حتى الميناء الذي عرف عند اليونان باسم ليكوكومي والطريق إلى ميناء الوجه، وكان يسكن العلا قديمًا مهاجرون من أهل اليمن المعينيين وأهل ددان ثم اللحيانيين .
        وتبدأ الكتابات من القرن الرابع قبل الميلاد وتنتهي بالقرن الرابع بعد الميلاد، وظهرت مملكة ددان في القرن الثالث قبل الميلاد وتلتها مملكة لحيان، ويظهر أن قبائل لحيان كانت تسكن الشاطئ أصلاً وعلى صلة بالحضارة المصرية ويتبين ذلك من أسمائهم مثل تحمىPtahmay تلميPtolemaios وقد اتسعت رقعة مملكتهم حتى احتل النبطيون الحجر سنة 65 ق . م وكذلك تيمـاء وليكوكومي واقتصرت المملكة بذلك على الداخل دون الشاطئ وانتهى احتلال النبط لهم سنة 106 ميلادية .
 
        ولم يمض وقت طويل حتى اجتاح زلزال مدينة ددان فدمرها وأخذ أهلها في إعادة بناء المعبد، ونحن نعرف من النقوش أن مدة إعادة البناء قد امتدت حوالي ثلاثين سنة، وقل الأمان وظهرت وظيفة جديدة هي وظيفة " خفير " لحماية القوافل .
        وفي أوائل القرن الرابع الميلادي نجد أن اليهود سكنوا ددان، ويظهر أن اللحيانيين تركوا المدينة وأصبحوا بدوًا وهاجر تجارهم إلى الحيرة التي أنشئت في أوائل القرن الثالث الميلادي غربي الفرات، ونعرف أن في القرن الرابع الميلادي كان بالحيرة حيٌّ يسمى حي اللحيانيين، كما التحقت بطون من لحيان بهذيل .
( تابع )

22 - فبراير - 2008
العربية القديمة
 56  57  58  59  60