البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 56  57  58  59  60 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
ربما كان الخلل في حروف عنوان بريدك    كن أول من يقيّم

أخي الغالي، الأستاذ أحمد عزو،

لقد أرسلت إلى بريدك ردا ثانيا بعد نسخ بريدك من المعلومات التي عنك في الوراق، حيث إن بريدك الذي روّست به رسالتك إلي يوجد فيه فراغ بين الحروف لم اجده في عنوان بريدك في الوراق. أرجو أن يكون ردي الثاني قد وصلك، وأرجو ان لا تحرمنا من اخبارك الطيبة يا طيب، يا ابن الطيبين.

24 - أكتوبر - 2010
وداعاً يا جماعة
دمتم لمحبيكم    كن أول من يقيّم

رأي الوراق :

تحياتي أستاذنا الكبير، الأديب الدمنهوري،

وأشكرك على رسالتك الطيبة، بارك الله فيك ونفعنا بما لديك من حسن الخلق، وجمال الذائقة، و سعة العلم والأدب، هذا ، وإني لأرجو ان يعود استاذنا بنلفقيه، متعه الله بالصحة والسعادة، إلى احضان هذا الموقع الكريم.
أما اقتراحاتك القيمة استاذنا، فهي جديرة بالتنفيذ ، وفي تنفيذها فائدة كبيرة لمن هم مثلي ممن لم يتعرفوا الوراق في وقت مبكر.
ودمتم لمحبيكم وانا منهم.

6 - نوفمبر - 2010
اقتراح
نهاية ابي مسلم    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
لما أراد المنصور قتل أبي مسلم تحير في أمره هل يستشير أحدا في ذلك أم يستبد هو به لئلا يشيع وينشر؟ ثم استشار واحدا من خلصاء أصحابه فقال: يا أمير المؤمنين، قال الله تعالى: " لو كان فيهما آلهة غير الله لفسدتا"، فقال له: لقد أودعتها أذناً واعية..
ورد رسول المنصور إلى أبي مسلم وهو في طريقه إلى خراسان بعد هزيمته عبد الله بن علي عم المنصور، يطلب فيه منه أن يفد عليه وهو برومية المدائن، حيث ضرب المنصور فيها خيامه . كان الرسول يحمل ثلاث رسائل ؛ اثنتان منهما تتضمان النصح بأسلوب لين، والتذكير بوجوب الطاعة، فإن لم يستجب أبو مسلم لأمر المنصور فليظهر الرسول الرسالة الآخرة التي جاء فيها: إني بريء من محمد إن مضيتَ مُشاقا ولم تأتني، وإن وكلتَ أمرك إلى أحد سواي، وإن لم آلُ طلبكَ وقتالك بنفسي. ولو خضتَ البحر لخضته، ولو اقتحمتَ النار لاقتحمتها، حتى أقتلك او أموتَ قبل ذلك..
اغتم ابو مسلم من رسالة التهديد والوعيد، وأخذ شكه في نية المنصور يتعاظم. وتذكر أبو مسلم أن المنصور طلب منه قبيل ذلك أن يتولى الشام بدلا من خراسان أرض قومه، ومحل عزته ومنعته، فلا يعود لأبي مسلم من يحميه أو ينصره.. فازدادت شكوك أبي مسلم حتى زاد ارتيابه في نية المنصور ، وأخذت تساوره الهموم والأفكار والوساوس.
قال له الأمير نيزك: أقتل الخليفة من قبل أن يقتلك، فإن لم تفعل، فلن تظل على قيد الحياة.. اقتله وبايع من تشاء، فلن يخالفك أحد..
ــ أقتلُ الخليفة؟!
وأرسل المنصور لأبي مسلم مرة أخرى يخبره باشتياقة إليه، فسرّه ذلك وانشرح له صدره، فعجّل السير إلى منيته ..
ولما رأى نيزك أبا مسلم عازما على الذهاب أنشد:
ما للرجال مع القضاء محالة ذهب  القضاء بحيلة iiالأقوام
اصطحب أبو مسلم من خيرة جيشه ثلاثة آلاف رجل لعل الخليفة يهابه، وحمل معه من الهدايا كل نفيس لعل الخليفة يرضى عنه ويغفر له زلاته..
وصل أبو مسلم إلى المدائن، وتلقاه القادة بالحفاوة بأمر أبي جعفر المنصور، ثم دخل أبو مسلم على المنصور بالرومية عِشاء، فقابله بالحفاوة والتعظيم، ثم قال له:
اذهب فأرح نفسك، وادخل الحمّام، فإذا كان الغد فأتني..
في اليوم التالي أرسل المنصور إلى أبي مسلم بالقدوم إليه.. دخل أبو مسلم
وهو ينتضي سيفه، فسأله المنصور:
ــ أخبرني عن نصلين أصبتَهما في متاع عبد الله بن علي؟
ــ هذا أحدهما الذي عليّ..
ــ أرنيه
انتضى أبو مسلم سيفه ثم ناوله المنصور.. تناوله المنصور وهزّه، ثم وضعه تحت فراشه، وبهذا أصبح أبو مسلم أعزلا من السلاح، ثم بدأ المنصور يعاتب أبا مسلم..
ــ أخبرني عن كتابك إلى السفاح تنهاه عن المَوات.. أردت أن تعلمنا الدين؟!
ــ ظننتُ أخذه لا يحل، فلما أتاني كتابه علمت أنه وأهل بيته معدن العلم..
ــ فمراغمتك وخروجك إلى خراسان؟!
ــ خفتُ أن يكون قد دخلك مني شيء، فقلتُ: آتي خراسان فأكتب إليك بعذري، فأذهِبُ ما في نفسك..
ــ ألست الكاتب إلي تبدأُ بنفسك وتخطب عمتي وتزعم انك ابن سليط بن عبدالله بن عباس؟! لقد ارتقيت، لا أم لك، مرتقى صعبا..
وطال عتاب المنصور لأبي مسلم فقال:
ــ  لا يقال هذا لي بعد بلائي وما كان مني..
ــ يا ابن الخبيثة!، والله لو كانت أمَة مكانك لأجزأت، إنما عملت بدولتنا وبريحنا، فلو كان ذلك إليك ما قطعت فتيلا.. وهنا أخذ أبو مسلم بيد المنصور يقبلها ويعتذر إليه، فقال المنصور:
ــ ما رأيت كاليوم! والله ما زدتني إلا غضبا!
واستجمع أبو مسلم ما تبقى من عزة نفسه، ولملم أطراف ما هان من هيبته وقال:
ــ دع عنك هذا فقد أصبحت ما أخاف إلا الله تعالى..
غضب المنصور غضبا شديدا حال سماعه ما قال أبو مسلم وقال:
ــ يا ابن اللخناء، قتلني الله إن لم أقتلك..
وأخذ أبو مسلم يستعطف المنصور..
ــ استبقني لعدوك يا أمير المؤمنين!

17 - نوفمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
مقتل أبي مسلم    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

ــ أستبقيك! وأي عدو لي أعدى منك؟!
ثم صفق المنصور بيدية، فخرج الذين أعدهم لقتل أبي مسلم من مخبئهم سراعا ...
بدأت السيوف تتناوش أبا مسلم فجزع وصاح:
ــ العفو العفو يا أمير المؤمنين!!
 وفي برهة قليلة استعرض أبو مسلم شريط سني حياته التي قضاها في خدمة بني العباس.. خمسة عشر عاما وهو يسفك الدماء لتثبيت ملكهم، ومد سيطرتهم حتى سفك دم ستمائة ألف إنسان..وكل ذلك لم يعد مجديا عند أبي جعفر المنصور أبدا..
ــ يا ابن اللخناء، العفو والسيوف قد اعتورتك؟! اضربوا قطع الله أيديكم.. إذبحوه اذبحوه..قطعوه قطعوه..
وقطعوه ولفوه في بساط..
استراحت نفس المنصور استراحة ما بعدها استراحة، فقد تخلص من هم عظيم وبلاء جسيم، فانشد:
زعمتَ أنّ الدّين لا يُقتضى فـاستوف بالكيل أبا iiمجرمِ
سُقيت كأساً كنت تسقي iiبها أمـرّ  في الحلق من iiالعلقم
دخل عيسى عم المنصور يسأل عن أبي مسلم اين هو، وعيسى صاحب عهد ابي مسلم و ذمته:
ــ أين أبو مسلم يا أمير المؤمنين؟
ــ كان ها هنا..
ــ عرفتَ نصيحته وطاعته ورأي الإمام إبراهيم فيه!
ــ يا أحمق، والله ما أعلم في الأرض عدوا أعدى لك منه!.. أنظره قبل أن نلقيه في دجلة، فها هو في البساط..
ــ إنا لله وإنا إليه راجعون..
ــ خلع الله قلبك! وهل كان لكم مُلك او سلطان أو أمر أو نهي مع أبي مسلم؟!
أمر المنصور بصرف جند أبي مسلم بعد أن منحهم الجوائز، وأجزل العطاء لقادتهم مع التهديد والوعيد حتى عادوا وكأنهم لم يسمعوا بأميراسمه أبو مسلم أبدا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
البداية والنهاية لابن كثير
تاريخ الطبري
الكامل في التاريخ لابن الأثير
وفيات الأعيان لابن خلكان
المصادر:
أبو مسلم الخراساني صاحب الدعوة العباسية/ صالح سليمان الوشمي/ منشورات نادي القصيم الأدبي ببريدة/ السعودية.
رحلة الخراساني إلى الموت/ مقالة تاريخية أدبية لمحمد المنسي قنديل/ مجلة العربي/ أيار 1985
 
 

17 - نوفمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
تنويه    كن أول من يقيّم

أخطات غير متعمد في تسمية المراجع بالمصادر، والمصادر بالمراجع، فمعذرة.. فالمصدر أساس المعلومة، والمرجع يذكرها اعتمادا على المصدر، رغم ان المصادر بالنسبة لعصرنا تعد عند من قبلنا مراجعا، فقد كان يرجع بعضها إلى بعض . فمصدر المعلومة الأقدم هو اساس المصادر الأخرى .

17 - نوفمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
ضحك بعد بكاء    كن أول من يقيّم

 
قصة نحرالجعد بن درهم؛ تضحية به بعد صلاة العيد، وتقربا من والي الكوفة إلى الله تعالى، والتي ذكرها الأستاذ صادق السعدي، قصة مفجعة مؤلمة مبكية لا شك في ذلك، ونرجو أن لا تكون صحيحة. وحتى نخفف من أثرها المؤلم في نفوسنا ، نذكر شبيها لها؛ لكن على وجه فقهي خيالي مضحك، مما قرأناه وما زلنا نحتفظ ببعضه في الذاكرة البعيدة:
طرح بعض متأخري الفقهاء سؤالا قالوا:
لو ان رجلا وقع على نعجة، فحملت منه ثم ولدت غلاما ذكرا.. وكبر الغلام وتعلم الدين، وأم بأهل قريته صلاة عيد الأضحى، فهل يجوز لهم التضحية به بعد صلاة العيد؟
 أجابوا:
يجوز لهم ذلك؛ قياسا على لحم أمه!
نقول: أما لحم أبيه( الإنسان) فلم يدخلوه في حساباتهم على الرغم من أن النسبة للأب هي السائدة . وهم لو نسبوه إلى أبيه لما جوزا التضحية والتقرب إلى الله به؛ ولكنهم ربما فضلوا أن لا يضيع ثواب التضحية هباء؛ فنسبوه إلى أمه وحدها.
 

21 - نوفمبر - 2010
أضاحي وقرابين
المعز لدين الله والمعارضة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
الفاطميون (بنو عبيد)، وهم فرع من الشيعة كما هو معلوم، دامت دولتهم لأكثر من قرنين ونصف القرن بقليل، وكان لهم نصيب ملموس في تكوين تاريخ البلاد التي حكموها وفي تكوينها الاعتقادي*، ومنها معظم الشمال الإفريقي، ومصر، وبلاد الشام، وأجزاء من جزيرة العرب، فكانوا بذلك المنافس الرئيسي لدولة العباسيين( أو الدول التي حكمت باسم الخلافة العباسية) في المناطق التي سيطروا عليها.
لقد شكك العديد من المؤرخين بنسب الفاطميين وذهبوا إلى أنهم ادعوا الانتساب إلى أهل البيت زورا وبهتانا؛ ولكن من المؤرخين من قال بصحة نسبهم. ونحن هنا لا يهمنا صحة النسب من بطلانه. فالنسب الصادق لا يغفر لأحد ذنبا، والنسب الكاذب لا يجعل من المحسن مسيئا، ولا ينفع الناس عند الله تعالى إلا أعمالهم الصالحة.
حكم الشيعة الفاطميون شعوبا سنية، فكان للاختلاف بين المذهبين الشيعي والسني أثر واضح في ماهية العلاقة بين الحاكم والمحكوم؛ سواء في المغرب أو في المشرق. وكان الصراع العباسي الفاطمي له الأثر الأكبر في إذكاء ذلك الصراع؛ مستغلا الخلاف المذهبي لاكتساب الأهداف السياسية لدى كل من الطرفين.
في مثل هذه الحال، لا بد وأن تبرز معارضة المحكوم للحاكم ؛ متمثلة في بعض من علماء الدين، الذين يتبعون ما ورد في الأثر: " إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" ، ومن هؤلاء كان محمد بن أحمد بن سهل أبو بكر الرملي المعروف بابن النابلسي، والذي عاصرالخليفة المعز لدين الله الفاطمي.
كان أبو بكر هذا من العلماء الورعين الأتقياء الزهاد ، اشتهر بالتنسك وبالبعد عن بهارج الحياة وزخارفها، وبرفض عطايا الملوك، وكانت له الكلمة المسموعة في بلاده.. ومن كانت تلك صفاته من العلماء يكون في العادة أبعد من غيره عن السياسة وأحابيلها ، ويكون من الذين يخجلون من أن يكتموا عن مجتمعهم معارضتهم للنظام الحاكم. وهم في نفس الوقت يأنفون من أن يُسمّوا بعلماء السلاطين إذا هم سايروا الأمر الواقع؛ هروبا من العقاب.
ويضاف إلى هذا أن الفاطميين بنظر كثير من علماء السنة، في المشرق والمغرب، ومن بينهم ابن النابلسي، قد خرجوا من دين الإسلام لما أشيع عنهم من قتلهم العلماء واستعانتهم بالروم وبالصليبيين على المسلمين السنة، ولما بين الشيعة والسنة من عداء عقائدي .
لقد ذاع عن ابن النابلسي هذا أنه كان ينقم على الحكام  الفاطميين ومذهبهم ، وأنه كان شديدا عليهم حين ملكوا مصر والشام؛ ذاما لهم ومنفرا العامة منهم ، واشتهر عنه أنه قال: لو أن معي عشرة أسهم، لرميت تسعة في المغاربة ( يعني العبيديين) وواحدا في الروم.
ولما غزا القرامطة بلاد الشام في عهد الفاطميين وهم ما زالوا في المغرب، ودخل زعيم حملتهم مدينة الرملة وأبو بكر يومئذ كبير أهلها، ما وسع أبا بكر إلا أن داراهم حفاظا على بلده من أن يستباح . فقد سفك القرامطة الكثير من دماء أهل بلاد الشام.
في تلك البرهة الزمنية قدم المعز لدين الله وغلامه جوهر الصقلي بجيشه إلى مصر واستولوا عليها بعيد موت كافور الإخشيدي، وبنيت قاهرة المعز، والتي حاصرها القرامطة؛ ولكن الفاطميين انتصروا عليهم، ثم بثوا جندهم في بلاد الشام واستولوا عليها. ولما وصل جند الفاطميين إلى مدينة الرملة فر أبو بكر النابلسي منها ولجأ إلى دمشق.
إن مداراة ابن النابلسي القرامطة يمكن أن تعد نوعا من التصرف الشرعي  والسياسي الحكيم ، والذي يمكن اتباعه مع العبيديين؛ إلا أن ابن النابلسي بدا وكأنه لم يكن يحسب حسابا لسطوة العبيديين في مستقبل الأيام، وانهم ربما يصلوا إلى بلاد الشام ويستولوا عليها، وبذلك يكون ابن النابلسي ممن لم يحسنوا قراءة الحال السياسية والعسكرية في ذلك العهد.
وكاني بأبي بكر بن النابلسي وهو يتمنى انتصار القرامطة على الفاطميين المحاصرين في القاهرة على الرغم من أن القرامطة أيضا كانوا مكروهين لديه**؛ ولكن الرياح تجري أحيانا بما لا تشتهي السفن.
لجأ ابن النابلسي إلى دمشق هربا من جند المعز إلا أن حاكمها قبض عليه وعلى ابنه وعلى من معهما ثم أرسل بهم إلى المعز، الذي قتلهم ورمى بجثثهم في نهر النيل؛ ولكنه ابقى على أبي بكر بن النابلسي إلى حين..
للمقال بقية.. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أعني بالتكوين الاعتقادي مساهمة الفاطميين بانتشار ما يعد عند أهل السنة في الأصل من البدع؛ مثل تقديس الصالحين، والاحتفال بالمولد النبوي، وتقديس أئمة أهل البيت وما شابه ذلك.. وفي مصر ما تزال تلك المظاهر واضحة كل الوضوح لدى العامة، وما يزال بعض أثر ذلك منبثا عندنا في فلسطين لدى القليل من كبيرات السن من النساء، اللواتي يدعين لأحفادهن بقولهن: الله وْعلي معاك...
** مذهب القرامطة شبيه بالمذهب الشيعي الفاطمي في ظاهره على الأقل، وكذلك فقد ادعى القرامطة النسب إلى آل البيت عن طريق اسماعيل بن الإمام جعفر الصادق(ر) كما هم الفاطميون. أما كراهية أبو بكر بن النابلسي للفاطميين فمردها على الأغلب تأثر ابن النابلسي بأهل السنة من المغاربة المالكية أهل القيروان( وكان ابن النابلسي مالكي المذهب) ، الذين كرهوا الفاطميين كراهة شديدة، بل وثاروا عليهم لاعتقادهم بكفرهم القطعي.
 
 

22 - نوفمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
عذاب لا تطيقه الشياطين    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
قلنا إن ابن النابلسي لم يقتل مع الذين قتلوا (ومنهم ابنه) وطرحوا في نهر النيل ، والسبب في ذلك أن أبا تميم(المعزّ) أراد لهذا الزاهد العابد المعارض ميتة بشعة تفوق بشاعتها كل التصورات.
وتقول بعض الروايات التراثية إن أبا بكر النابلسي لم يجزع حين أمر أبو تميم بسلخه حيا وأن يُحشى جلده تبنا ثم تصلب الجثة المسلوخة ويصلب الجلد المحشي تبنا بجانبها، وذلك بعد يومين من التشهير والضرب المبرح، وإنه كان يردد وهو يُسلخ" كان ذلك في الكتاب مسطورا"...
ونحن ، ومن منطلق عدم التصديق بالرواية التي نفت الجزع عن ابي بكر بن النابلسي حين الأمر بسلخه حيا، ننقل رواية نراها أقرب كثيرا إلى الحقيقة من غيرها. وتلك الرواية هي التي ذكرها القاضي عياض في مصنفه: ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعيان مذهب مالك، وذلك للأسباب التالية:
1ـ أبو بكر بن النابلسي كان مالكيا، والقاضي عياض كذلك. ولو لم يجزع ابن النابلسي، لذكر ذلك القاضي عياض؛ لأن في ذكر ذلك افتخار بأن المالكية لا يرهبون عذابا في سبيل الحق.
2ـ سبق القاضي عياض غيره في ذكر الحادثة على حد ما علمناه من الكتب. فهو أقرب إلى الأحداث من غيره، ومكانه قريب من مصدر الحدث.
3ـ طبيعة البشر لا تتحمل التعذيب الزائد عن الحد، فكيف بسلخ الرجل كما تسلخ الشاة وهو حي؟!
4ـ إحدى الروايات ذكرت أن من قام بالسلخ رجل يهودي، وقد روي على لسانه إنه لما وصل بالسلخ إلى مقربة من قلب ابن النابلسي طعنه في قلبه ليميته فيريحه من العذاب؛ إشفاقا عليه من هول ما حصل له.
البقية تأتي..

23 - نوفمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
لا تدع الشيطان ينتصر عليك    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

الإحساس بالطرد من الرحمة ربما ينتج عن الشعور بالذنب من برود الهمة والرجوع إلى ما كان من قلة الطاعة؛ ولكن هذا لا يجب أن يدعوك إلى اليأس من رحمة الله تعالى، فتصبح لا تذوق فرحا ولا تحس ألما ولا تسعى إلى ندم . وما دمت تذكر الله في قلبك ، وتشعر بتقصيرك في طاعة ربك، ولا ترتكب الآثام، ولا تعتدي على حقوق غيرك من الناس، فتاكد من ان الله سوف يعينك على تجاوز المرحلة التي تمر بها. وحتى لو كنت ممن يرتكبون الذنوب الكبيرة، فإن باب التوبة لا يغلق أمام من يتوب من قريب.
إن الطرد من رحمة الله يطال الأبالسة العصاة المجرمين، وأنت لست منهم دون ريب. فابعد عنك وساوس الشيطان،فالشيطان الملعون لا يأبه إلا للمحترمين.. ولا تدعه ينتصر عليك يا رجل، ويشعرك بأن لا قيمة للحياة. إنك تحس بالطرد من الرحمة؛ ولكنك لا تدري السبب في ذلك، وهذا يدل على انك لم تعمل عملا يجعلك مطرودا من رحمة الله؛ وإنما هي الوساوس التي تنتابك من شعورك بالتقصير..
أما إنك لا تدري أنك لا تدري، فهذا لأنك لم تعد قادرا على التفكير المستقيم في شأن حالك التي انت عليها، فرغبت في تناسيها وتجاهلها لتريح نفسك من همومك.
إن قيمة الحياة وقيمتنا معها تحددها مصاعبها وآلامها والقدرة لدينا على تحملها والصمود امامها والنجاح في ما يختبرنا الله به. ونحن إن ضعفنا أمام مسؤولياتنا مرة، وقوينا مرة، ثم ضعفنا مرة اخرى، ثم قوينا... لا يعني هذا أننا غير طبيعيين.. فنحن بشر.. المهم أن لا نيأس أبدا، وأن يظل الإيمان اليقيني برحمة الله يعمر قلوبنا.
إنك لست الوحيد من بين الناس الذين حالتهم كحالتك، فمثلك كثيرون ممن مروا بهذه المرحلة التي وصفتها وانا منهم، والتي أستنتج منها انك رجل ذو فطرة سليمة وطبيعة صادقة، وانك تشعر بالتقصير لأنك رجل محترم ولأنك تحب الله كثيرا، وتتمنى ان تكون مرضيا لله اكثر. هدانا الله وإياك.

24 - نوفمبر - 2010
هل يكون حرمان بعد العرفان او انه امتنان لزيادة الايقان
واتخذ الله ابن النابلسي شهيدا    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

رأي الوراق :

 
لم يكن ابن النابلسي لينكر قوله: لو كان معي عشرة أسهم، لرميت تسعة في المغاربة وواحدا في الروم؛ فنفسه تأبى التراجع عما اشتهر عنه، وشهادة الشهود له بالمرصاد.. كما أنه لم يكن يعلم ما سوف يحل به من عذاب..
قالوا له:
ــ أأنت قلت للناس: لو كان معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت بني عبيد بواحد؟!
ــ بلى، قد قلت..
ــ ولمَ؟!
ــ لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم..
أمر المعز غلامه جوهرا الصقلي بأن يسلخ ابن النابلسي حيا...
قال ابن النابلسي لجوهر وقد علته الرهبة وطغى عليه الخوف والجزع:
ــ عرّف السلطان أني أفدي نفسي بخمسمائة ألف.. ورمى بنفسه إلى الأرض يرجو ويتوسل..
دخل جوهر على السلطان ثم خرج وصاح:
ــ اذهبوا به واسلخوه..
رمى ابن النابلسي بنفسه مرة اخرى، وأخذ يلطم لطما شديدا..
 وحملوه بهذا المنظر فطرحوه على وجهه بالأرض، وجلسوا على ظهره ووركيه، فأمسكوه إمساكا شديدا ومحكما.. وشق السلاخون عرقوبيه، ونفخوه كما تنفخ الشاة، ثم سُلخ، وهو في كل هذا يقرأ القرآن بصوت قوي وترتيل: " كان ذلك في الكتاب مسطورا" إلى ان انتهى السلخ إلى كتفيه، فتغاشى ثم فاضت نفسه إلى بارئها.. واتخذ الله ابن النابلسي شهيدا.
وصُلب جسده ناحية ثم جلده بعد أن حُشي ناحية. رحمة الله على هذا الزاهد الشهيد. وانتقام الله من كل ظالم مجرم جبار.
ترى لو أن الشهيد أبا بكر بن النابلسي ضرب المعز بالحذاء، فما نوع العذاب الذي يوقعه عليه المعز؟!
واخيرا، أتمثل قول الشاعر:
أمـتـي  كم صنم مجدته لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في iiعدوانه إن يك الراعي عدو iiالغنم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
البداية والنهاية لابن كثير
الوافي بالوفيات للصفدي
ترتيب المدارك وتقريب المسالك... للقاضي عياض
مختصر تاريخ دمشق لابن منظور
معجم البلدان لياقوت
قصيدة الشاعر عمر أبي ريشة: أمتي هل لك بين الأمم..
 
 
 
 

24 - نوفمبر - 2010
في تاريخنا عبرة لأولي الأبصار
 56  57  58  59  60