 | تعليقات | تاريخ النشر | مواضيع |
 | بطاقة تهنئة.. كن أول من يقيّم
| 31 - أغسطس - 2008 | كل عام وأنتم بخير، رمضان كريم. |
 | الشاعر الساخر.. كن أول من يقيّم
سيدي عبد الرحمن المجذوب .. يتتَّبع هذا الكتاب سيرة علَم مغربي من أعلام القرن السادس عشر، لم يخلف من أثر مكتوب، لكن »الرباعيات« والأمثال التي جادت بها قريحته لا تزال جارية على الألسن منذ أربعة قرون، في أقطار المغرب العربي، أمانة ورسوخ لافتين. تتألف أشعار المجذوب من مصراعين مقفيين، في لغة ليست هي بالدراجة ولا الفصيحة، وإنما جماع منهما، كما هي لغة »الملحون«. وقد باتت هذه الأشعار، اليوم، يتغنى بها المغنون والمتسولون في الساحات العمومية في بلدان المغرب، وتُتناقل في الدروب وداخل الخدور. ويعرف بها المتعلمون، كما يعرف بها العوام. وهي تعتبر جزءاً من الميراث الروحي والثقافي لمنطقة شمال إفريقيا، كما هي أشعار عمر الخيام جزء من التراث الفارسي.
< تأليف : سكيلي ميليي وبوخاري خليفة ترجمة : عبد الرحيم حزل
1 ) الخبــــز دخـْـلُه الجـــصْ!! ولد سيدي عبد الرحمن المجذوب سنة 1503، بطيط، وقد كانت، وقتها، مدينةً ذات شأن بين مدن الساحل المغربي، تتوسط أزمور والجديدة؛ تفصلها عن الأولى 5 كيلومترات، و10 عن الثانية. فأما مدينة الجديدة فقد بناها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر. وأما مدينة طيط، فإن الحسن الوزان ينسب بناءها إلى القوط، الذين احتلوا [موريتانيا] الطنجية خلال الفترة الممتدة من 428 إلى 534م. ويفيدنا هنري دي كاستري أن طيط مدينة ضاربة في القدم، قد أحاط بها سور شديد العلو. بيد أن المدينة كانت شبه خالية في العام 1596، بعد أن ذهب بساكنتها أحدُ أعنف وباءين جذاميين ابتُلي بهما المغرب (عصف الآخر بمراكش). ومن طيط كانت تتزوَّد منطقة دكالة قاطبة، ما يؤكد الأهمية التي كانت لهذه المدينة. وقعت أزمور بأيدي البرتغاليين في العام 1507. وأغلب الظن أن الحياة في تلك المدينة - طيط - الواقعة بين حصنين برتغاليين قريبين جداً إليها، قد باتت، يومها، صعبة عسيرة على أهلها. وفي ذلك تفسيرٌ لرحيل أسرة المجذوب، وهو في سن الرابعة، عنها، للاستقرار في مكناس، فقد كانت أقل تعرضاً للتدخلات البرتغالية مما هي المدن الساحلية : جــيـــتْ من طيطْ بالعجْلـة والــــشـر زادنــي شْطاية الخبــــز دخـْـلُـه الجــــصْ عـلاش يا طـالب ذا الـقـرايـة وعليه، فقد درس صاحبنا في مكناس، حسبما كان معتاداً للمحظوظين من الأولاد. والمجذوب يعدُّ نفسه من الشرفاء. وهو أمر لا نجد ما يفنده أو يثبته في الأنساب المعروفة. وربما كان له نسبٌ إلى الشرفاء التونسيين : أصلــي مــن تونــس الخـضــــرة والّي عنـــده نســب يــدوّر علــيه أنـــا ولـــد فــاطـــمـة الــــزهرة والكــــاذب لـعــنـــة اللـه عليـه بيد أنه إنما جاء بصفة الطالب اللاجئ، لمتابعة دروس اللغة الفصحى والشرع والأدب والتاريخ، في كبريات مدارس مكناس أولاً، ثم بعدها في فاس. وقد ظل يحتفظ بذكرى رائعة لهذه المدينة العاصمة، التي ضمت، يومها، 89.236 بيتاً و758 مسجداً، كانت بها مركزاً يعتمل نشاطاً دينياً، بقدر نشاطها التجاري والحرفي : الــطبـــــخ والـرَّمـــخ في فــاس والـــعـلــم والـــديـن فــيــهـا لاعــيـــــبْ يتْـقــــــال في فـاس مكــمــولـة في كــل جــيـــهــا لكن ماذا كان يهم الطالب الشاب من المصاعب المادية؟ ألم يكن عطف المؤمنين يفتح الأبواب على مصراعيها في وجوه الطلبة الجدد، يأتونها في جلابيبهم البيضاء ملتمسين، باسم الله، عون المحسنين؟ فكانت أكياسهم تمتلئ شعيراً، وقمحاً، وفاكهة، مما يقتاتون عليه. فكانوا يجدون في هذا الكرم محرراً لهم من كل هم معيشي، ليتفرغوا بعده للصلاة والدرس. وقد خص المجذوب هؤلاء الأتقياء الكرماء بمديح جميل : اليِّ يحب الطلــبــة نحــــبُّـوه ونـعـملـوه فـوق الـراس عْمامة والِّي يكــره الطـلــبة نكـرهـوه حتـى إلى يــوم الـقـيــــــامــة
ويذكر الشيخ محمد بن عزوز حكيم (من معهد الدراسات الإفريقية بمدريد) أنه وقع على مخطوط عربي يعود إلى سنة 1896 من وضع سيدي عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي، في سيرة المجذوب، نقلاً عن تلميذه سيدي زيان التلغي (ت 1639). وقد حفظ لنا هذا المخطوط أسماء بعض أساتذة المجذوب، نذكر منهم أبا الحسن علي بن أحمد الصنهاجي الفاسي (ت 1540)، وأبا حفص عمر بن عبد العزيز الخطيب الزرهوني (ت 1530)، وأحمد بن عبد الواحد الربيع (ت 1536)، وسيدي يحيى بن علال الخلطي (ت 1538)، وسيدي بن أبي بكر المسترعي (ت 1556)، وسيدي محمد بن عيسى الفهري (ت 1526)، وأحمد بن الحسين العبدلي السهلي (ت 1555)، وآخرين. كان يتولى التدريس في جوامع فاس ومكناس خيرةٌ من أساتذة فاس وزرهون. وقد تخرج على أيديهم، طوال قرون، أساتذة لامعون في أمور اللغة والشرع، قد تميزوا بالطابع المغربي، المجانف للطريقة الأندلسية الممعنة في التجريد، والمبتعد عن النزعة الذهنية الغالبة على الطريقة المشرقية، والمتحرر من النظم التقليدي، والمترخص في المحسنات البلاغية، المخاطب للجمهور في الساحات العمومية بلغة بسيطة ومباشرة. ولا يبعد أن يكون في هذه الفترة الدراسية أخذ صاحبنا في تعلم فن النظم. وسرعان ما صارت رباعياته تجد سبيلها إلى الأسماع : ســبْــتْ في الـدهــر مـعـزّة وجـبــــتْ كــــلام ربـــاعي ابن آدم ما أعـطــــاه ربـّـــــي ويـقـول اعْــطـانــي ذراعـــي حقاً إن المجذوب قد بذل مجهوداً دراسياً عظيماً، حتى صار يجيد نظم هذه الأشعار، التي كل موسيقاها من بركة الله ومن مكابدات الحياة! فهل يصح أن نقول إن رحلة المجذوب إلى مكة قد كانت في نهاية هذه الفترة الدراسية؟ الثابت أن الشاعر قد صار كفيفاً في أواخر أيامه. غير أنه عمى قد لحقه بالتدريج، من الحُثار (الثراخوما) التي يُحتمَل أن تكون، وقتذاك، متفشية في منطقة شمال إفريقيا. ومن البعيد عن الاحتمال أن يكون الشاعر أدى فريضة »الحج« بعد أن أَضحى ضريراً، لأن الحاج في ذلك الزمان كان يقطع تلك المسافة الموصلة إلى مكة، والبالغة سبعة آلاف كلم، كلها أو بعضها، سيراً على الأقدام. وقد اعترف المجذوب نفسه أنه كان يعاني الكثير من الإجهاد!
*وهذا مقطع من فن الملحون ، وهو غير الطرب الغرناطي أو الأندلسي . | 2 - سبتمبر - 2008 | الشعر الشعبي.. جماليات مغمورة |
 | هلال رمضان والعالم الإسلامي..!! كن أول من يقيّم
| 2 - سبتمبر - 2008 | " العين الرقمية " |
 | سنوات الضياع..     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم  أينـما وليتُ وجهي، هذه الأيام، أجـدُ صورة أو خبراً يتعلق بالفيلمين التركيين «نور» و»سنوات الضياع». وفي الحافلة، التي أقلتني، قبل أربعة أيام، من تطوان إلى بني ملال، جلستْ في المقعد، الذي يـُوجد خلفي مباشرة، سيدة لم تكفّ عن الحديث إلى السيدة الجالسة بجانبها عن أحداث مسلسل «نور» وآخر أخبار البطل «مهند»، إلا حين أخبرنا السائق، ونحن نقترب من مولاي بوسلهام، أن الحافلة تعطلت، وأنه سيكون علينا أن ننتظر حافلة أخرى، كي توصلنا إلى وجهاتنا. كان قضاء الليل في الخلاء أرحم من ثرثرة جارتي في الحافلة. أتصفح الجرائد والمجلات المغربية والعربية، فأجد في أغلبها أخباراً تتعلق بأبطال المسلسلين التركيين، وما يخلفه عرضهما في الأقطار العربية من حالات طلاق وطرائف، أكثرها محزن. أتأسف لحالات الطلاق وأبتسم للمواقف الطريفة، التي تستدعي من علماء الاجتماع تحليلاً وقراءة. والمثير أن حالة الهوس بـ»لميس»، نجمة «سنوات الضياع»، مثلا، لم تقتصر على عامة الناس، بعد أن سجل أحد المواقع الالكترونية الثقافية سجالاً بين ستة شعراء سعوديين نظموا 40 قصيدة عمودية تغزلاً فيها. وفي اليمن، تسبب شغف الممرضات، فى أحد مستشفيات صنعاء، بـ»نور»، في إهمال حالة ولادة، وذلك حرصاً منهن على متابعة أحداث المسلسل. فبالرغم من تسارع آلام المخاض لدى السيدة الحامل إلا أن الممرضات أصررن على أن ولادتها مازالت متأخرة، وأنه لا بأس في أن تتحمل ألمها، وأن تتقبل مصيرها مع طفلها، الذي لا أشك في أنها ستطلق عليه، عند ولادته، اسم أحد أبطال المسلسلين. وإذا استحضرنا حالات الطلاق، التي سمعنا عنها على طول البلدان العربية، فضلا عن قصـّـات الشعر، وغيرها، والتي يحاول بعض شبابنا، من خلالها، أن يقلدوا بطلات وأبطال المسلسلات التركية، فإن ذلك يؤشر، برأي الكثيرين، على وقوع زلزال ثقافي ضرب العالم العربي. وما يثير الانتباه أكثر، هي تلك الأخبار التي تحدثت عن آلاف العرب الذين «شدوا الرحال»، هذا الصيف، إلى تركيا، لكي يظفروا برؤية بيوت أبطال المسلسلين، أو «تكحيل» العين بمشاهدة ملابس نوم البطلة ممداً على السرير، أو لمجرد المرور في فضاء ما زال عابـقاً بنسيم فرسان الدراما التركية. وهكذا، فبعد قرن من سقوط الدولة العثمانية، يعودُ الأتراك عبر بوابة الفضائيات العربية، ليدخلوا بيوتنا ويحتلوا قلوب وعقول نسائنا وأطفالنا ورجالنا، غير أنها عودة لم توظف جنوداً انكشاريين، بل قوة ناعمة، تجسدتْ في ممثلات جميلات وممثلين وسيمين وقصص عاطفية، تثير الأحاسيس المرهفة والدموع القابلة للانفجار في أية لحظة، حتى أن سيدة بحرينية أمهلت زوجها أسبوعاً ليصبح نسخة من البطل «مهند». وكما حوّل مـُسلسلان تـُركيا إلى وجهة مفضلة للسياح العرب، يمكننا في المغرب أن نستفيد من «التجربة التركية»، على مستوى إنعاش السياحة، عبر إنتاج دراما مغربية، نغزو بها قلوب الصغار والكبار، في العالم العربي، ولم لا الغربي، خاصة وأن لدينا ما يكفي من المخرجين، الذين يهيمون بفرنسا، وغيرها من البلدان الغربية، لدرجة أن سيناريوهات أعمالهم مكتوبة بلغة موليير. وهكذا، فبدل إضاعة الجهد والمال في عقد المناظرات الوطنية والمشاركة في معارض سياحية في السند والهند للتعريف بالمغرب ومؤهلاته السياحية، لماذا لا تنسق وزاراتنا المعنية لإنتاج دراما مغربية، تشعل «الحمى» في الرؤوس، تماماً كما تفعل الدراما التركية، التي يقال إنها تستعد للقيام بهجوم آخر، تسلحت فيه بسيل من المسلسلات، أعطتها عناوين «وادي الذئاب» و»أوراق متساقطة» و»القصر المعلق» و»الربيع الثاني»، وغيرها. والجميل أن نجاحنا في إنتاج دراما مغربية قوية سيكون مطلباً شعبياً، أيضاً، وخاصة بالنسبة إلى شبابنا وشاباتنا. والدليل أنني، هذا المساء، مثلا، وفيما كنت أضع آخر اللمسات على هذا العمود، قرأتُ في موقع إلكتروني: «السعوديات يقررن الزواج من الأتراك». ابتسمتُ وأنا أتخيل عناوين إلكترونية مشابهة، تقول: «السويديات والإيطاليات واللبنانيات والسوريات يقررن الزواج من المغاربة». سيكون شيئاً رائعاً، فعلا، أن نتمكن بواسطة عمل أو عملين دراميين من تحطيم كل الأرقام بصدد أعداد السياح الذين نخطط لاستقبالهم، وأن نمنح شبابنا، في نفس الوقت، فـرصة التخلي نهائياً عن فكرة ركوب البـحار (الباردة أو الافتراضية)، لمغادرة المغرب. من حقنا أن نحلم.. لكن، هل علينا أن نـُـعول على أبطال وعقليات «تهراس الجبابن»؟! *عن جريدة المساء المغربية .
| 2 - سبتمبر - 2008 | مقالات طريفة ولاذعة |
 | في ظلال رمضان ..     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
شكرا أستاذ أحمد كلماتك الرقيقة .وحمدا لله على سلامتك . وإليك هذه الهدية الرمضانية ... وكل عام وأنتم بخير. | 3 - سبتمبر - 2008 | الشعر الشعبي.. جماليات مغمورة |
 | أبو جهل، مزيد ومنقح!     ( من قبل 1 أعضاء ) قيّم
تحية طيبة الأستاذ النويهي . يستطيع فقهاء الغريزة أن يجعلوا الدين، بسهولة في خدمة البيدوفيليا اليوم، وهم يحمدلون ويحوقلون، كما يستطيعون بجرة جهالة أن يجعلوا الطفل يكبر بسرعة ، كما لو أنه تلقى سمادا من الخيال العلمي. لقد تذكرت رواية سليم بركات، صاحب «فقهاء الظلام»، وتذكرت كيف أن البطل ولد في الصباح، ثم بلغ أشده في منتصف النهار، لكي يشيخ ويعمر في المساء. وتذكرت أيضا أن الفقهاء عندما يكونون في الظلام يتشابهون كالقطط، وتذكرت أيضا أن الغرابة أصبحت من الدين، بعد أن دخله أمثال المغراوي . فقد أعلن هذا الفقيه، أن طفلة في سن التاسعة قادرة على أن تفعل بجسدها الصغير ما تقدر أمها أن تفعله به. وقال المغراوي إن الصغيرات، اللواتي مازلن بظفيرة ومحفظة، قادرات على الإنجاب وعلى ممارسة الجنس مثل اية «گارحات» من النساء. ولست أدري ما إذا كان للفقيه صبيات صغيرات، وما إذا كان ينظر إليهن مليا، أم أنه يراهن بنظارات الحيوانات التي تعتبر الصغيرات منهن كبيرات منذ يرين النور، لكن المؤكد هو أن الفقيه، ما زال يحمل في داخله أبا جهل، مزيد ومنقح. لست أدري لماذا لم يختر الفقيه الفلاحة وزراعة البواكر، ويعمل من أجل أن تنضج الخوخة وهي في اسبوعها الأول، وينبت شجرة الزيتون وهي مازالت شتلة، وربما استطاع أن يجعل اللوز يثمر وهو مازال....فكرة في رأس الفلاح!. لقد ابتلينا بقوم من الفقهاء الذين يستطيعون كل العبث باسم أجمل ما في هذا المشترك العاطفي والعقائدي، وهو براءة الايمان. وابتلينا بجماعة من الجنسانيين المتلفعين في ثياب الزهد وحماية الاخلاق، في الزمن الذي ما زال فيه العقل لم يخلق مملكته بعد في هذه الأمة العريقة. فرأينا الفقيه الذي يدعي أنه يلتقي بالانبياء ويلتقي بالملائكة، ورأينا الفقيه الذي يبيح للعاملة إرضاع زميلها في العمل لكي تحرم عليه، بدون أن يكلف نفسه عناء السؤال ما إذا كانت الرضاعة قد تنتهي بالتحريم أم...بالسرير! ورأينا الفقيه الذي يطالب بتحرير الاندلس بعد أن حوصرت... كابول! ورأينا...ولم نر كل ما يجب أن نراه فعلا من هؤلاء. إن الفقيه الذي يقول إن الصغيرة ذات 9 سنوات قادرة على ما تقدر عليه أمها، لن يجد أي حرج في أن يغتصب كل تلميذات القسم الرابع ابتدائي، ويغتصب بنات الجيران الصغيرات باسم البلوغ العقائدي.... قبل البلوغ الجسماني. نعرف بأن الذين يتبرعون علينا بهذه الفتاوى لا علاقة لهم بنبل الرسالة ، إنهم يحولون استيهامات بدائية الى اجتهاد، وهم حين يخطئون مصيبتان وحين يصيبون ...مصيبة!! هؤلاء الذين حولوا الدين كله الى فتاوى حول الجنس وحول الزواج فقط، كما لو أنهم مخرجون في افلام إباحية غير مقننة،هم للأسف وجهنا في العولمة، ووجهنا في الزمن الذين يتخطى الأمكنة ، لكنه زمن الاختزالات الكبرى لدى الرأي العام ، في كل بقاع الدنيا. والظاهر أنه ،عندما كان الكبير أبو الطيب المتنبي يتحدث عن أمة «ضحكت من جهلها الأمم»، لم يكن يصف حالة تاريخية ، بل يبدو أنه كان يحدد بالشعر ما هو موجود في جينات فقهية نحملها معنا منذ نعومة جهلنا! ويحدد بالقافية ما هو تأصيل فقهي لدى المتفيقهين من «علماء» الأمة الكريمة. ويردد علينا، بسخريتة القاسية أننا لم نغادر بعد القرن الواحد للهجرة، بالرغم من كل ملاييرنا ... من المال ومن البشر. فها نحن نشرع في الشهر المبارك ،بدون أن نصوم قليلا عن الجهالة والغرابة والتمييع الشامل للمقدس، عندما ندخل به، كما يدخل فيل الى محل لبيع الخزف ونغتنمها فرصة لكي نعود الى التاريخ مشيا على ...الرأس! رجاء ارحموا تقوى المؤمنين واتركوا لأنفسكم حبل القتل وحبل الجهل وحبل الكبت، بعيدا عن سلامة روحنا. *** | 3 - سبتمبر - 2008 | لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ? |
 | فاصل " خاص" كن أول من يقيّم
تحـية عطرة أستاذنا والصديق العزيـز وحيد . سرتني كثيرا عودتك أيها التطواني النبيل ، وألف شكر على هذه السلسلة من الدروس الفلسفية التي تتفضل بها علينا.. وصلتني تحيتك مع الصديق محمد أشباب الناشط الجمعوي المعروف ، شكرا جزيلا على هذه الثقة أستاذي ، وجعلنا الله عند حسن الظن ، أتمنى لك كل الخيروالتوفيق ... وإليك هذه المقطوعة من الطرب الأندلسي من أداء جوق العربي التمسماني رحمه الله . يرجى النقر على الصورة | 6 - سبتمبر - 2008 | بين الدين والفلسفة |
 | إذا فسد الشعر! كن أول من يقيّم
خيري منصور يروى عن الشاعر ويليام بطلر ييتس انه كان معجبا بشاعر بريطاني شاب، لم ينشر غير القليل من القصائد، وعندما التقاه فوجىء بقامته المسرحية، ووسامته، وصوته الجهوري وعينيه اللتين يمتزج فيهما الحزن بالكبرياء، فما كان من ييتس الا ان صرخ في وجه الشاعر الشاب : لن اقرأك بعد الآن. وهذا هو الضرر الوحيد الذي يمكنني ان الحقه بك كي تبدو ناقصا بالنسبة لي على الاقل. ولم يكن ييتس تنقصه الحكمة خصوصا في سنوات النضج الشعري، لكنه استجاب ولو للحظة لما أملته عليه نرجسية انسانية وليست شعرية فقط، انه يذكرنا بعبارة بالغة الكثافة للشاعر الالماني ريلكه الذي قال بأن الجمال ينطوي على رعب ما، لهذا لا بد ان نحذف منه شيئا كي يصبح قابلا للاحتمال. اما صديقي الزورباوي الذي يكتب الشعر بقدميه، او يعزفه على الهواء، فقد قال لي ذات يوم معترفا بأنه اذا شاهد امرأة ذات جسد معافى وهي تمشي امامه بردفين يشبهان ردفي فرس مدللة، ومعلوفة بسخاء، فإن ما يتمناه هو ان لا يكون وجهها جميلا كي يستطيع الاحتمال .... اننا نتحدث هنا بلغة اخرى غير تلك التي يتحدث بها المشتغلون في صناعة الذهب رغم انهم يدافعون عن نقصان عيار الذهب كي يتصلّب، ان هذا الدفاع عن النقصان هو من صميم الهاجس البشري خصوصا عندما لا تكون الذات مُتحققة وتشعر في العمق بأنها لم تنل استحقاقها حتى لو كان وهميا! ''' الشاعر العربي الان، وريث اسلاف لم يفتقروا الى شيء قدر افتقارهم الى التجانس، وهذا بحدّ ذاته امتياز لأنه يغني التنوّع، ويقي من التكرار، لهذا لم يعتبر الشعراء العرب الذين سمعوا جاك بيرك يقول بأنهم كثيرون كأشــجار النخيل في أرضهم وصحرائهم مديحا، لأنه فاضل بين الكم والنوع لصالح الكم واوحى على نحو غير مباشر بأنهم متماثلون كالنخيل رغم ان النخيل ليس كذلك، ولو كان بيرك ممهورا بالرسالة الانطولوجية ذاتها التي قال بأن الابجدية ممهورة بها لعرف ان النخيل ليس متشابها الا بسعفه وانتصاب قامته وتزاوجه بغبار الطّلع... الشاعر العربي الان سليل امرىء القيس والحطيئة معا، وحفيد المتنبي وثالوث الهجاء الاموي، وهو صوفي وصعلوك حسيّ يعصر الحزن بأصابعه كعنقود عنب او سفرجلة ناضجة بقدر ما هو تجريدي يتعامل مع الانوثة لا مع امرأة ومع الوطنية لا مع الوطن ومع العشق لا مع العشاق! عندما يكتب هذا العربي الملتاع، والملدوغ بشهوة اشهار الذات كعورة تستدرجه اللغة، وتفتضح سرّه، لأنه يفعل بلا تردد ما فعله الملك الضلّيل كي يثأر لنفسه من ذويه ويدفع الثمن، وهو اشد انواع الموت الما وتعفّنا وهو تقرّح الجلد تحت عباءة مستعارة من خصم تقمّص في لحظة ماكرة دور الحكم. وهو الحطيئة وابن الرومي معا، اذا لم يجد من يهجوه هجا نفسه، وان لم يجد من يلدغه من فائض الكبت لدغ نفسه ليس لأنه شرير او معجون من سايكولوجيا غير بشرية، بل لأنه الخلاصة التي يتكثف فيها تاريخ غاشم، اورث شعراءه شهوة السلطة فاختلط عليهم الامر بين نفوذ شعري وآخر اجتماعي او اقتصادي او حتى جسدي. يموت هذا الشاعر وفي نفسه شيء من تاء التأنيث، وولاية عباسية او أموية او حتى عثمانية، فالجد الشعري الاعظم ابو الطيّب قال بأن فؤاده ملكي وان كان لسانه شعريا... لهذا ذهب بالنرجسية الى اقصى العمى في عز البصيرة، واستطال حتى تحول الى نخلة باسقة امام الشعراء والى عشبة في حضرة خليفة. ان من صنّفوا ديوان العرب الى خانات منها بل في مقدمتها الفخر والمديح، أهملوا بعدا سايكلوجيا وآخر انثروبولوجيا في نسيج الثقافة التي تشكل منها هذا الوريث..... فالرهان على احد اثنين هما اقصى طرفين متباعدين لمعادلة كونية لها الصدر والقبر معناه الوحيد حذف المتن لصالح الهوامش وحذف الوجود دفاعا عن وجود متخيّل، وهذه بحد ذاتها مفارقة، لأن أبسط بدهيات علم النفس هو ان سَرطنة الذات وتضخمها المرضي هو المعادل الموضوعي للشعور بعدم الاستحقاق والدونية او مركبات النقص اذا استثنينا استخدام مصطلح كلاسيكي في السايكولوجيا، فالغلو في مديح الفروسية ومنظومة قيمها قد يكون البرهان على غيابها، فالناس الذين يتحدثون بافراط عن الديموقراطية انما يفعلون ذلك على سبيل التعويض والحنين الى ما هو مفقود، وهذا ما عبّر عنه برنارد شو عندما قال ان كل انسان يثرثر عما ينقصه بالفعل. ''' لدينا في ثقافتنا الحديثة محاولات جادة وبالغة الاهمية في رصد حالات العصاب والرهاب والاستعلاء وتبادلية الهجاء، منها ما كتبه صلاح عيسى مثلا عن أدلجة السياب، وما كتبه هادي العلوي عن الاغتيال السياسي في تاريخنا، وحبّذا لو يقوم ناقد عربي برصد هذه الظواهر لدى شعرائنا وكتّابنا ممن احترفوا اغتيال بعضهم، فما كتبه الماركسيون والواقعيون عن مجلة 'شعر' مثلا يصلح عينة نموذجية لفحص دم لهذه الثقافة، وبالمقابل فإن ما كتبه القوميون عن الماركسيين لا يقل نموذجية في هذا الفحص. ما كتبه التقليديون الاتباعيون عن الحداثيين وما تبادله الشعراء الرواد من إقصاء سلطوي لبعضهم من ملكوت الشعر لم يذهب مع الريح فقد ورثناه، بل رضعناه في الحليب المشوب بسمّ الكراهية وثقافة الانتقام والكيدية والثأر .... وما قاله البياتي عن نزار في الحوار الشهير الذي اجراه معه فاروق البقيلي وما رد به نزار على البياتي، لم يدخل حتى الان الى مختبر السايكولوجيا للتعرف على منسوب الوراثة في هذا المرض المزمن. ان حكاية العربي مع الشعر ليست هي الحكاية ذاتها في أية ثقـــــافة أخرى، لأنه ما من شعر في التاريخ تورط بظاهـــــرة التكسب كما حدث لديوان العرب، ولم يكن ما كتبه عبد الفتاح كيليطو عن القصيدة المتعددة الازواج وما كتبه د. جلال خياط عن التكسب بالشعر وما افتضحه د.علي الوردي في 'وعّاظ السلاطين' الا صرير اوليا لبوابة عملاقة مغمورة بالصدأ. فالشعر العربي لم يكن خارج تلك المنظومة المكائدية عندما يتعلق الامر بالحب والثورة والموت، وغياب المناقبية في بعدها التربوي والاجتماعي لا بد ان يقابل غياباً آخر في الكتابة، ان فساد الشعر وليس فساد الملح هو خاتمة الكتابة، عندما يتحول الشعر الى عيّنات نازفة من دم موبوء، وهنا تقتضي الشهادة منا ان نعترف لمن نجوا من هذه الجرثومة الوبائية بالفضل مرّتين... لأنهم تحولوا الى لقاحات باسلة واجترحوا لنا رواقية كانت ستبقى كلمات مجردة في الموسوعات والمعاجم لولاهم ... الشاعر العربي الآن ليس نبتا شيطانيا او مستولدا بأنبوب الشعرية المترجمة انه وريث هؤلاء جميعا، لكنه بدلا من أن يقتل آباءه تقمصهم وشهر سيوفهم وعوراتهم في وجه أخيه، ويبدو ان للشعر ايضا هابيله وقابيله وله أيضا بروتوسه وقياصرته، لهذا أشفقت على راحلين كبيرين أطلق اعلام الوجبات السريعة ونقد المناسبات عليهما لقب القيصر، رغم أن من يطلقون هذه الالقاب على مبدعينا الراحلين هم بروتوس بطبعات مختلفة! | | 7 - سبتمبر - 2008 | من دون القراءة تستحيل العلاقة بالعالم |
 | العصبية وأخواتها.. (كاريكاتير) كن أول من يقيّم
| 8 - سبتمبر - 2008 | العصبية المقيتة في عصرنا |
 | حمل الوزيرة.. كن أول من يقيّم
 | رشيدة داتي | عكر حمل رشيدة داتي، وزيرة العدل الفرنسية ذات الأصول المغربية، على خوسي ماريا أثنار، رئيس وزراء إسبانيا السابق، صفو مزاجه في آخر أيام الصيف التي قضاها يلعب الكولف في منتجعات ماربيا بالجنوب الإسباني، وهي اللعبة التي يغتال بها الوقت في انتظار مباشرة إلقاء محاضرات أخرى في الجامعات الأمريكية بتسهيلات من لوبي صديقه الرئيس الأمريكي جورج بوش، فالرجل يمكن أن يتهور ويقود حربا على جاره الجنوبي من أجل صخرة يقطنها الماعز أو يلبس بلاده جلبابا دوليا أكبر منها ويقودها في حرب خلف المارينز لغزو بلاد الرافدين، أو يمكنه أن يجازف بالخوض في تاريخ الوجود الإسلامي في الأندلس دون أن يكون مؤرخا، أما أن يتهم بمعاشرة سيدة اسمها رشيدة وأصولها مغربية، حتى ولو كانت تجلس على كرسي سيادي في فرنسا، فهذا ما كان سيذهب بعقله. بسرعة اجتمع أثنار بمحاميه، وكأنه يقلد دونالد رامسفيلد في اجتماعاته بجنرالات البنتاغون لدراسة الحرب، وأعلن في بيان رسمي عدم صحة أبوته لطفل مازال جنينا في أحشاء أمه، وأتبع ذلك بإعلان الحرب على جميع الصحف التي تروج لهذه الشائعة، وهو يقول بصريح العبارة: لا تلصقوا بي فعلة رشيدة وابحثوا لكم عن أب غيري. والواقع أن داتي تحولت ببطنها، التي باتت أشبه ببطيخ آخر الصيف، إلى نجمة في أوروبا، وهي لم تسع إلى بريق الشهرة، فجمالها الأنثوي لا يؤهلها إلى منافسة عارضات الأزياء على صفحات مجلات الموضة، بل مارست السياسة وطمحت إلى الظهور في باري ماتش أو ليكسبريس، لكنها وجدت نيكولا ساركوزي أو «الفتى البربري» كما يسميه بعض خصومه، يقود سفينة السياسيين في اتجاه منافسة ممثلي هوليود ولاعبي كرة القدم في قلب ملعبهم، فهو لم يتكلم في التاريخ دون علم كما فعل أثنار، لكنه فقط ارتكب خطأ صغيرا عندما غرر به فلاديمير بوتين وسقاه ما يكفي من الفودكا ليدخل إلى المؤتمر الصحافي ثملا يترنح أثناء الإجابة عن الأسئلة، وقبل ذلك بكى براءة كارلا بروني في قلب الشانزلزيه أمام عدسات المصورين، ولم يضبط أعصابه كما يجب وهو يشتم بعض المواطنين في حفلات رسمية، لذلك تذكر الفرنسيون كل ذلك وجعلوه يخسر قلاعا انتخابية تقليدية لليمين الفرنسي. ولم ترد داتي غير تقليد ولي نعمتها ساركوزي في جعل بطنها تنتفخ وتضرب «الطم» عن اسم والد الطفل، ورمت بالورقة الرابحة عندما أكدت للصحافيين حملها، واسترسلت أن حياتها الشخصية معقدة، وأنها تدعوهم إلى البحث عن الفاعل، فكان أثنار أول من اكتوى بنار «الباطل» الذي نزل عليه من سقف جارته الشمالية دون استئذان. وكان أثنار سيتفادى كل هذا اللغط وإصدار البيانات الرسمية التي تزيد من الشكوك أكثر مما تطفئها، لو أنه حمل سماعة الهاتف واتصل بالبيت الأبيض ليستشير رفيقه في قمة الآثور جورج بوش، فأكيد أن الرجل الأول في البيت الأبيض كان سيفرح لهذا الخبر ويخاطبه بإنجليزية مختلطة بقهقهة عالية: «أنا متأكد أنك لم تفعلها، لا بد أنه أسامة بن لادن، سأتصل بإدارة سي إن إن ليذيعوا الخبر في أمريكا». | *مدريد: نبيل دريوش المساء المغربية | 8 - سبتمبر - 2008 | مقالات طريفة ولاذعة |