البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات د يحيى مصري

 55  56  57  58  59 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
الزمخشري وكتابه أساس البلاغة17    كن أول من يقيّم

وقال في مادة (ق ذ ي): "وأنشدني بعض العرب:
إذا دَمِعتْ عَيْني تَعَلَّلْتُ بالقذَى وقلتُ لصُحْبانِي: بصيرٌ قَذانِيَا(63)
وقد أنشد في مادة (ك د س): بيتًا من شعر كتب به إليه أمير مكة، قال: "وفيما كتب إليّ الأمير الشريف، أدام مجده:
تَقيكَ شَذَا الرَّدَى مِنّا نُفُوسٌ تَكَدّسُ دون مَغْضَبَةِ الوَليِّ"
وهذا الأمير هو الشريف الحسني أبو الحسن علي بن حمزة بن وهّاس، الذي كان -كما ذكرنا- عالِمًا وشاعرًا مجيدًا، درس على الزمخشري، وكان يعظمه، وله فيه أمداح عديدة، منها قوله(64):
وأحرِ بأن تزهو زمخشر بامرئٍ
جميع قرى الدنيا سوى القرية التي إذا عد من أسد الشَّرا زمخ الشَّرا
تبوّأهـا دارًا فـداء زمخشـرا
وإذا كان الزمخشري لم يستشهد بشيء من شعر المحدثين المعروفين فإنه استشهد في "الكشاف" وغيره بأبي نواس وابن الرومي وأبي تمام وسابق البربري وأبي فراس الحمداني. وقال عقب احتجاجه ببيت لأبي تمام: "وهو وإنْ كان مُحْدَثًا لا يُسْتَشْهَدُ بشِعره في اللغة، فهو من علماء العربية، فاجعلْ ما يقوله بِمَنْزِلَةِ ما يَرْوِيه، ألا ترى إلى قَوْلِ العُلَماء: الدليل عَلَيْهِ بيتُ الحماسة فيقتنعون بذلك لوثوقهم بروايته وإتقانه؟!"(65).
وهذا الإعجاب بـ"الحماسة" ومؤلفها يوجد له مثيل في "أساس البلاغة" جاء في مادة (ق ص د): "ولم يُجْمَعْ في الْمُقتطفات مثل ما جَمَع أبو تمام، ولا في الْمُقَصَّدات مِثْل ما جَمَع الْمُفضّل"(66).

17 - فبراير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
الزمخشري وكتابه أساس البلاغة18    كن أول من يقيّم

وبعدُ، فقد كان لِمُقام الزمخشري في مكة المكرّمة أثر كبير في إنتاجه العلمي، ومنه "أساس البلاغة" الذي التقطنا منه الأمثلة السابقة، وفيها كما هو واضح ما يشير إلى حياة الزمخشري وسماعاته في مكة والمدينة وجزيرة العرب عمومًا، وقد كنت وأنا أتتبع تلك الإشارات أتذكر الجهد العظيم الذي قام به الشيخ حمد الجاسر في استخلاص ما يتعلق بجزيرة العرب من كتب التراث ومنه ما اشتملت عليه أعداد مجلة العرب التي مرّ على تأسيس الشيخ لها أربعون عامًا، فرحمه الله رحمة واسعة.
الهوامش:
* عضو مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية.
(1) توجد ترجمته في مصادر عديدة منها وفيات الأعيان 5: 168، ومعجم الأدباء 6: 2678، تحقيق د. إحسان عباس، وانظر المصادر التي أحال عليها.
(2) ديوان الزمحشري 42، مخطوط دار الكتب، أدب 529.
(3) أطواق الذهب في المواعظ والخطب، ط. باريز 1876.
(4) الديوان. وقد عبّر عن هذا أيضًا في الأساس حين مثل في مادة (ح ب ب) بما يلي: "وحبّ إلي بسكنى مكة وحبذا جوار الله".
(5) البيتان لرشيد الدين الوطواط، انظر: معجم الأدباء 4632:6. (6) الديوان.
(7) له ترجمة في الوافي بالوفيات والخريدة والعقد الثمين.
(8) الديوان. (9) نفسه. (10) نفسه.

17 - فبراير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
الزمخشري وكتابه أساس البلاغة19    كن أول من يقيّم

(11) الكشاف 1: 20-21. (12) أطواق الذهب.
(13) باب العمرة من أشهر أبواب المسجد الحرام، ويُسمّى هكذا؛ لأنّ منه يخرج الناس إلى التنعيم لعمل العمرة.
(14) راجع ترجمته في يتيمة الدهر.
(15) تجدر الإشارة إلى مباريات الهجن التي تقام سنويًّا في الجنادرية بالرياض، فالمتبارون فيها من الصغار.
(16) تطلق السراة على الجبال الممتدة من الطائف شمالاً إلى بلاد اليمن جنوبًا. وللشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- تأليف كبير عنوانه "في سراة غامد وزهران" عرّف فيه بالسروات تعريفًا ميدانيًّا موسَّعًا.
(17) الحكاية في وفيات الأعيان والعقد الثمين 140:7.
(18) شكلت في طبعتي الأساس بفتح الثاء. وأرى أنها بكسر الثاء، ومعناها أهل اللثام أو الذين يتلثّمون، وهي بهذه الصيغة مثل المسوِّدة التي ترد في كتب التاريخ لأنصار العباسيين أصحاب شعار السواد، ومثل المشبِّهة والمجسِّمة وغيرها مما ورد على هذه الصيغة.
(19) راجع كتابنا: الأمير المرابطي سيمون بن ياسين: حياته وحجّه.
(20) راجعها في وفيات الأعيان 6: 130 تحقيق د. إحسان عباس.
(21) راجع عن حجم الحجاج المغاربة يومئذ كتابنا: الأمير المرابطي ميمون بن ياسين: حياته وحجه. (22) تاج العروس ( مادة ل ث م).
(23) العقد الثمين 7: 138. ونفح الطيب 2: 648 والتكملة لابن الأبار 815 وبغية الوعاة 2: 46. (24) انظر ترجمته في العقد الثمين 6: 181.
(25) الديوان. (26) التعريف بالقاضي عياض لولده بتحقيقي.
(27) أزهار الرياض 3: 282. وفيه أشعار نقلها المقَّرِي عن ابن الملقن وغيره في الرد على قول الزمخشري:
لجماعة سَمَّوا هواهم سُنَّةً
قد شبّهـوه بخلقه وتخوّفـوا وجماعةٌ حُمُرٌ لعمري موكفهْ
شنع الورى فتستّروا بالبَلْكفهْ
(28) بنو شبابة هم سكان السراة التي تنسب إليهم، وقد علّق الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، على جعلهم من أهل الطائف بأنه "غير قويّ إلاّ إذا أريد به إطلاق اسمه الطائف بأنه "غير قويّ إلا إذا أريد به إطلاق اسم الطائف على ما كان يشمله إداريًّا في زمن ما" في سراة غامد وزهران 464.

17 - فبراير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
الزمخشري وكتابه أساس البلاغة20    كن أول من يقيّم

(29) في المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية للشيخ حمد الجاسر رحمه الله: "تربة بِضَمِّ التاء المثنّاة الفوقية وفتح الراء والباء الموحدة والهاء: بلدة معروفة في واد بهذا الاسم يتبعها عدد من القرى ومناهل البادية بمنطقة إمارة مكة". ج1ص195.
(30) مما يشير إلى مدى ارتباط الزمخشري بمكة قول بعض الشعراء في رثائه:
فأرض مكة تذري الدمع مقلتُها حزنًا لفرقة جار الله محمود
(31) يقول ابن حزم في الجمهرة 244: "ودار عدوان وفهم على مقطع البرام بقرب مكة على طريق نجد".
(32) في اللسان أنّ اليمامة هي الصقع المعروف شرقي الحجاز ومدينتها العظمى حجر اليمامة. وراجع في اليمامة وعاصمتها حجر التي قامت على أطلالها مدينة الرياض كتاب مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ للشيخ حمد الجاسر، رحمه الله.
(33) وكف: قطر.
(34) في معجم ما استعجم: ماوان: واد غلب عليه الماء فسمي ماوان وهو فيما بين الربذة والنقرة.
(35) فيه تصحيح الأعرابي خطأ الكوفي الحضري.
(36) يبدو أنه كان من شيوخ قبيلة خفاجة.
(37) يوجد هذا الاستعمال في اللهجة الأندلسية والمغربية. انظر دوزي 2: 249، وروض القرطاس 253.
(38) هو الرجل الخب، والتصغير في عويرف للتعظيم.
(39) هذا ومثله في الأساس يشير إلى ميل الزمخشري إلى الاستطراد.
(40) جاء في الاستيعاب لابن عبد البر 3:  أنه قال: يدخل الجنة من أمّتي سبعون ألفًا لا حساب عليهم،
r1081: "روي عن النبي  فقال عكاشة بن مخض: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال له: أنت منهم، ودعا له فقام رجل آخر فقال: يا رسول الله: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: سبقك بها عكاشة".
(41) راجع مقالات الشيخ حمد الجاسر رحمه الله حول الربذة في مجلة العرب.
(42) انظر على سبيل المثال ما قيل في الروح في لسان العرب ومنه قول أبي الهيثم: الروح إنما هو النَّفَس الذي يتنفّسه الإنسان وهو جار في جميع الجسد.
(43) في اللسان أنّ الليث قال: اللبن خُلاص الجسد ومستخلَصُه من بين الفرث والدم.
(44) جاء في الأساس (مادة ق ح ب): "ويسمى أهل اليمن المرأة: القحبة. ويقولون لا تثق بقول القحبة، ولا تغترر بطول الصحبة". وهذا المثل يوجد في أمثال الأندلسيين بالصيغة التالية: لا تثق بقحبة ولو كانت أختك. الزجالي رقم 2027. وفي الأساس (مادة د ر ن): "ويسمي أهل الكوفة الأحمق درينة وأهل البصرة دغينة". وفي الأساس أيضا (مادة ز ق م): "ويقال إنّ أهل إفريقية يسمّون الزُّبْد بالتمر زقوما".
(45) رحلة ابن بطوطة 1: 117، 160. وقد ذكر ابن قلاقس في كتابه الترسل ص67 ما يلي: "وقد خرج سنبوق لطيف يوقفه من ابن فخرايَ على مستقره... وقد عاد (السنبوق) وأخبر أنه بكذا وكذا". وابن قلاقس يكتب هذه الرسالة وهو في جزيرة دهيك [دهلك] باليمن. فلعل الزمخشري أخذ الكلمة من الْحُجّاج اليمنيين.
(46) تكملة المعاجم العربية لدوزي 2: 44. (47) أمثال العوام في الأندلس 2: رقم 813.
(48) انظر شعر ابن الخطيب الذي أعده بإشرافي محمد مفتاح.
(49) المعجم الوسيط 2: 685.
(50) راجع كتاب التشبيهات من أشعار أهل الأندلس 39.
(51) المرقص والمطرب 14. (52) معجم كولان للعامية المغربية 3: 498.
(53) المعجم الوسيط 2: 563. (54) دوزي 2: 42.
(55) أمثال العوام في الأندلس 2 (رقم 602) وكلمة بحل معناها مثل.
(56) انظر بعض أخبار صالح بن عبدالرحمن في وفيات الأعيان 6: 295، 297.
(57) زَرُود: من أشهر منازل الحاج العراقي بعد الثعلبية وقبل الأجفر للمتجه إلى مكة. وقد توسع الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- في جلب ما قيل فيها من شعر وغيره، ولكنه لم يشر إلى بيتي الزمخشري. المعجم الجغرافي 2:632-637.
(58) هما رملتان مستطيلتان. وفي مختار الصحاح: الرَّكب: أصحاب الإبل في السفر دون الدواب وهم العشرة فما فوقها. والرِّكاب: الإبل التي يُسار عليها.
(59) زَرُود الثانية مِن "زَرَدَ" أي ابتلع.
(60) "أَفْقَرَ" في الشطر الأول دعاء بالفقر، وفي الشطر الثاني بمعنى أعار شخصًا ما يركب عليه.
(61) "قَرا مَرْكَبٍ": أي ظَهْره.
(62) "بِقَرْواحية": نسبة إلى القَرْواح وهي الأرض الفضاء التي ليس بها شجر ولا بناء. لا ذرا لها أي ليس فيها ما يُتذرّى به من البرد كصخرة أو نحوها. والكوم: الموقد. وسكور: سكون.
(63) لصُحْباني: لأصحابي.
(64) العقد الثمين 6: 219.
(65) الكشاف 1: 220-221.
(66) من قبيل إشارة الزمخشري إلى بعض المؤلفات في الأساس قوله في مادة (ح ص ل): "وسمي كتاب "الحصائل" لأنّ صاحبه زعم أنه حصّل فيه ما فات الخليل".
 
   المصدر : عالِم نجد البحّاثة المدقق الشيخ حمد الجاسر ، رحمه الله رحمات واسعات.
 

17 - فبراير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
منك العلم والأدب    كن أول من يقيّم

يارب : اشرح صدره، ويسّر أمره، واحلل عقدة من لسانه يفقهوا قوله. لاحظ معي يا سيّدي قول الحق تبارك وتعالى : " فاتقوا الله ويعلّمكم الله ". وشتان بين عالمين : عالمٍ علمه حجة له ، وعالمٍ علمه حجة عليه . اللهم زد عبدك زهيراً إيماناً ونوراً ، واجعلنا وإياه من الصالحين الفائزين بجنة النعيم، بصحبة سيد الخلق- صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين- ...آمين.

17 - فبراير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
نريد أن نقرأ     كن أول من يقيّم

تحيات طيبات أستاذنا زهير: أحببت أن أفخر بهذا الكنز الوافد من الإخوة المغاربة إلى أشقّائهم المشارقة . وأنت سيّد العارفين ، فإنّ القرّاء ليسوا جلّهم زهير الباشا . ومع ذلك فأنا أقدم اعتذاريات النابغة لسادتي
القراء.....ولن أفعلها إن استمررت ....

17 - فبراير - 2008
محاضرات العالم العلامة الحبر البحر الفهامة ( اليوسي) رحمة الله عليه وعلى أبويه 1
الأبيات    كن أول من يقيّم

أخي الأديب الذواقة الدكتور مروان : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
1- الشافعي (ديوانه، ص162).
2-تاج الدين السُّبْكي (نور الأبصار،ص414).
3- ذكر شيخنا العلامة عبد الفتاح أبو غدّة ، رحمه الله تعالى، في كتابه : ( صفحات في صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل) صفحة139الأبيات وعزاها للزمخشري، كما تفضلتم وذكرتم.
 
لكم مني الاحترام والتقدير والدعاء بظهر الغيب دبر كل صلاة . والسلام عليكم .
 

18 - فبراير - 2008
تحقيق حول قائل الأبيات السائرة: (سهري لتحقيق العلوم)
اخترت لكم.    كن أول من يقيّم

                                               اخترت لكم:
 
**قال ابن حزم رحمه الله : "لا آفة على العلوم وأهلها أضرُّ من الدخلاء فيها، وهم مِن غير أهلها؛ فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويُفسِدون ويظنون أنهم مُصلِحون".
 
**( حكمة لقمان ):
 قال الله " ولقد آتينا لقمان الحكمة " وحكى عنه مواعظه ووصاياه لابنه، ونسب إليه سورة من كتابه فما الظن بمن ثبت الله له حكمته وارتضى كلامه أليس حقيقاً ان يضرب به المثل؟ يروى أنه كان عبداً حبشياً لرجل من بني إسرائيل، فأعتقه وأعطاه مالاً وذلك في زمن داود- عليه السلام-.
 
**ما جاء في علاج الخاصرة:
"عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، قال وجع الخاصرة من عرق الكلية فمن وجد منها شيئاً فعليه بالعسل والماء المحرّق يعني الحميم قالت عائشة وكانت الخاصرة برسول الله ،صلى الله عليه وسلم، وكانت تشتدّ به حتى إن كانت لتسهده. وعن عمر بن عبد العزيز أنه قال لم أر للخاصرة خيراً من الحميم؛ يعني يدخل فيه ويشرب العسل. وروي أن عمر بن الخطاب ،رضي الله عنه ، سأل الحارث بن كلّدة الثقفي عن دواء الخاصرة قال الحلبة تطبخ ويجعل فيها سمن البقر قال الحارث وأما إذا كنّا على غير الإسلام فالخمر وسمن البقر قال له عمر لا نسمع منك ذكر الخمر فإني لا آمن إن طالت مدّة من لا روع له أن يتداوى بها وعن الأوزاعي أن رسول الله ،صلى الله عليه وسلم، قال من سبق العاطس إلى الحمد لله عوفيَ من وجع الخاصرة".
المصدر: الكتاب : (مختصر في الطب) العلاج بالأغذية والأعشاب في بلاد المغرب.
المؤلف / عبد الملك بن حبيب الإلبيري القرطبي.
 
 
     ذهب الذين إذا رأوني مقبلاً** سُرّوا وقالوا مرحباً بالمقبل
     وبقي الذين إذا رأوني مقبلاً** عبَسوا وقالوا ليته لم يقبل 
 
**عبد الله بن هلال الكوفي المجذوم صاحب الخاتم وخبر جاره:
 لما سأله أن يكتب كتابا إلى إبليس لعنه الله في حاجة له فإن كان العقل يدفع ذلك الخبر فهو مثل حسن يعرف مثله في الناس فكتب إليه الكتاب وأكده غاية التأكيد ومضى وأوصل الكتاب إلى إبليس فقرأه وقبله ووضعه على عينيه وقال السمع والطاعة لأبي محمد فما حاجتك قال لي جار مكرم شديد الميل إلي شفوق علي وعلى أولادي إن كانت لي حاجة قضاها أو احتجت إلى قرض أقرضني وأسعفني وإن غبت خلفني في أهلي وولدي يبرهم بكل ما يجد إليه السبيل وإبليس كلما سمع منه يقول هذا حسن وهذا جميل فلما فرغ من وصفه قال فما تحب أن أفعل به قال أريد أن تزيل نعمته وتفقره فقد غاظني أمره وكثرة ماله وبقاؤه وطول سلامته فصرخ إبليس صرخة لم يسمع مثلها منه قط فاجتمع إليه عفاريته وجنده وقالوا ما الخبر ياسيدهم ومولاهم فقال لهم هل تعلمون أن الله عز وجل خلق خلقا هو شر مني ولو فتشت في دهرنا هذا لوجدت مثل صاحب الكتاب كثيرا ممن تعاشره إذ لقيك رحب بك وإذ رغبت عنه أسرف في الغيبة وتلقاك بوجه المحبة ويضمر لك الغش والمسبة وقد علمت ما جاء في الغيبة قال  صلى الله عليه وسلم  من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار وقال  صلى الله عليه وسلم  إياكم والغيبة فإنها شر من الزنا إن الرجل ليزني ويتوب فيتوب الله عليه وصاحب الغيبة لا يغفرها الله له حتى يغفرها صاحبها.
 
* وروي لنا أن رجلاً قال لبعض الحكماء أوصني قال ازهد في الدنيا ولا تنازع فيها أهلها وانصح لله تعالى كنصح الكلب لأهله فإنهم يُجيعونه ويضرِبونه ويأبى إلا أن يحوطهم نصحاً.
* وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال رأى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  رجلاً قتيلاً فقال: ما شأن هذا الرجل قتيلاً؟ فقالوا يا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وثب على غنم أبي زهرة فأخذ شاة، فوثب عليه كلب الماشية، فقتله فقال  صلى الله عليه وسلم:  قتل نفسه وأضاع دينه وعصى ربه عز وجل وخان أخاه وكان الكلب خيراً من هذا الغادر، ثم قال  صلى الله عليه وسلم : أيعجِز أحدكم أن يحفظ أخاه المسلم في نفسه وأهله كحفظ هذا الكلب ماشية أربابه.
* ورأى عمر بن الخطاب أعرابياً يسوق كلباً فقال: ما هذا معك؟ فقال يا أمير المؤمنين نِعم الصاحب إن أعطيته شكر ،وإن منعته صبر. قال عمر: نِعم الصاحب فاستمسك به.
* ورأى ابن عمر رضي الله عنه مع أعرابي كلباً فقال له: ما هذا معك ؟قال من يشكرني ويكتم سري، قال فاحتفظ بصاحبك.
 
المصدر :" فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب" للإمام أبي بكر محمد بن خلف.
تحقيق شيخنا د/ محمد ويس ، رحمة الله عليه.
 

18 - فبراير - 2008
كناشة الفوائد و النكت
سلوا ذوي الاختصاص الدقيق1    كن أول من يقيّم


في الجذر /رجم/،
أو في أصل كلمة /ترجمة/

يقول ابن منظور في "ترجمان" (لسان العرب، مادة /ترجم/): "الترجمان، بالضم والفتح،: هو الذي يترجم الكلام أي ينقله من إلى لغة أخرى، والجمع التَّراجم، والتاء والنون زائدتان ...". ويقول ابن منظور أيضاً في مادة /رجم/: "الرَّجْم: اللعن، ومنه الشيطان الرجيم ... والرَّجْم: القول بالظن والحدس ... وراجَمَ عن قومه: ناضلَ عنهم ".

ويقول ابن دريد (الجمهرة في اللغة، طبعة البعلبكي، مادة "رجم"، صفحة 466 وما يليها): "ورَجَمَ الرجلُ بالغيب، إذا تكلم بما لا يعلم. وأَرْجَمَ الرجل عن قومه، إذا ناضل عنهم ... والمراجم: قبيح الكلام؛ تراجمَ القومُ بينهم بمراجمَ قبيحةٍ، أي بكلام قبيح".

26 - فبراير - 2008
حول كلمة ترجمان ...
سلوا ذوي الاختصاص الدقيق2    كن أول من يقيّم

وباستقراء الجذر /رجم/ في اللغات السامية يتبين أن معناه الأصلي "الكلام، المناداة، الصياح، القول الغريب، التواصل". فكلمة "تُرْجمُانُ" في الأكادية ـ وهي أقدم اللغات السامية تدويناً ـ مشتقة فيها من الجذر /رجم/، والتاء والنون فيها زائدتان. أما في الأوغاريتية فيعني الجذر /رجم/ فيها "الكلام". ويوجد شبه إجماع بين دارسي الساميات أن الأوغاريتيين كانوا عرباً لأن أبجديتهم، بعكس أبجديات الساميين الشماليين الغربيين وهم الكنعانيون والآراميون والعبران، تحتوي على كل الحروف الموجودة في العربية، ولأن مفردات لغتهم شديدة القرب من مفردات العربية بعكس لغات الكنعانيين والآراميين والعبران.

والمعنى الغالب للجذر /رجم/ في العربية هو الرجم بالحجارة إلا أن أهل التفسير يقولون إن "الرجم" في هذا المقام هو السباب. فالرجيم هو "المشتوم المسبوب". ويفسرون قوله تعالى "لَئِن لم تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّك" أي "لأَسُبَّنَّك". وهذا يعني أن "الرجم" فعل لساني (أي كلام) وليس فعلاً يدوياً (أي رجم بالحجارة أو بغيرها).

إذاً: المعنى الاشتقاقي الأصلي للاسم /ترجمان/ وللفعل /ترجم/ هو "الكلام غير المحدد"! فهو "الصياح" في الأكادية و"الكلام والقول" في الأوغاريتية "والظن" في العربية (الرجم بالغيب) وكذلك "السب والشتم والتَّراجُم أي التراشق بالكلام القبيح". وعندي أن "الكلام غير المحدد" بقي "كلاماً غير محدد" حتى اليوم لأن معنى "التُّرْجُمان" الأول هو المترجم الشفهي الذي يترجم كلاماً غير محددٍ سلفاً بين اثنين يتكلمان لغتين مختلفتين، وهو كذلك في الأكادية والعبرية والسريانية والعربية. إذاً معنى الترجمة الشفهية سابق لمعنى الترجمة التحريرية كما نرى وهذا ثابت في آثار الأكاديين والسريان والعبران والعرب كما يستشف من قول أبي الطيب المتنبي:
مَغاني الشَّعبِ طِيباً في المغاني بمنزلةِ الربيع مِـنَ الزّمـانِ
ولكنَّ الفتى العربيَّ فيــها غريبُ الوجهِ واليدِ واللسانِ
ملاعبُ جِنَّةٍ لو سارَ فيـها سليمانُ لَسارَ بِتُرجمُـــانِ

وقول الراجز:
ومَنْهَل وَردتُهُ التِقاطا
لم ألقَ، إذ وَرَدْتُه، فُرّاطا،
إلا الحمامَ الوُرْقَ والغطاطا،

26 - فبراير - 2008
حول كلمة ترجمان ...
 55  56  57  58  59