وابن زيدون أيضاً.. كن أول من يقيّم
ما ذكرتُه أيضاً -دكتور صبري- بالأرقام (3، و4، و5) موجود في مقدمة اللسان، مع اختلاف في الروايات.. ويبدو أن التفريق والحكم على صاحب هذا البيت أو ذاك يعد من الأمور الصعبة، نظراً للتداخل العجيب في الروايات والمنسوبات، وهو ضرب يصل إلى ضروب المستحيل في شعرنا العربي، مهما حاولنا جاهدين. و(قصيدة السواك) المنسوبة إلى علي رضي الله عنه، لا أدري من أين أتى هذا النسب نظراً لعدم عثوري عليها موثقة له.. فربما هو تقصير في البحث مني، أو أن الناس حفظوها هكذا ونسبوها هكذا من غير توثيق: دخل علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه إلى بيته وإذ بفاطمة رضي الله عنها تستاك، فغار من السواك الذي معها وأنشد يقول: ما لي أراك يا أراك بثغرها ** أوما خشيت يا أراك أراك لو كنت من أهل القتال قتلتك ** لكن ما لي يا سواك سواك تالله إن جزت بوادي الأراك ** وقبلت أغصانه الخضر فاك فابعث إلى المملوك من بعضها ** فإنني والله مالـي سـواك ألقي إلـي بقيـَّة المسـواك ** لا تظهري بخلاً بعود أراك أراك يا عود الأراك حظيت بثغرها ** ما فاز يا عود الأراك سواك وكما قلت سابقاً إن البيتين الثالث والرابع من هذه القصيدة نسبا إلى ابن منظور، وأضيف بيتاً آخر منها قد نسب إلى ابن زيدون مع اختلاف بين (ألقي، وأهدي) وذلك في رباعية جميلة: أَهـدي إلـيَّ بقيَّـة المسـواك ** لا تُظهري بُخـلاً بعـودِ أراكِ فلعلَّ نفسي أن يُنفَّـس سـاعةً ** عنـها بتقبيـل المقبِّـل فـاكِ يا كَوكباً بـارى سناهُ سـناءَه ** تزهى القُصور به على الأفلاكِ قرَّت وفازت بالخطير من المُنى ** عيـنٌ تقلِّـب لحظـها فَتـراكِ |