البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات ياسين الشيخ سليمان أبو أحمد

 54  55  56  57  58 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
شكرا على الهدية    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

بطاقة التهنئة هذه مبادرة طيبة أعادت إلى نفوس سراة الوراق سابق عهدهم من المحبة والأخوة حين ذكرت الأستاذة لمياء أسماء بعض السراة الذين تغيبوا عنا ونحن في أشد الشوق إليهم، وأمس الحاجة إلى الانتفاع بعلمهم وبخلقهم الحسن، فعسى الله أن يعيدهم إلينا سالمين غانمين ، وكل عام والأستاذة المباركة لمياء وجميع السراة الأفاضل، الغائب منهم والحاضر، بألف خير .
وشكرا جزيلا على الهدية، التي حفلت بضروب الحلوى الشهية البهية.
شـكـرا عـلى iiالهدية طـلـعـتِـهـا iiالبهية
مـنـضـودة iiمصفوفة بـحـسـنـها  iiملفوفة
يـجـري لـها iiاللعاب كـجـدول  iiيـنـسابُ
قـد  انـتـقـت iiلمياء وذوقـهـا مـعـطـاءُ
مـن  كـرَم iiالـجزائر مـن  كل ضرب iiفاخرْ
فـبـوركـت iiأسـتاذه بــلـبـنـا  iiأخـاذه
شـاعـرة  iiفـنـانـه غـصـونـهـا  فينانه
نـابـغـة  منذ iiالصغر فـكيف تغدو في iiالكبر!
وعـيـدهـا iiسـعـيدُ وعـمـرهـا iiمـديـدُ
كـذا الـسـراة iiالبرره أفـضـالـهم  iiمسطّره
من غاب منهم أو حضر فـليس  عنهم iiمصطبر
 هذا، وقد أسعدتنا أستاذتنا الكبيرة ضياء العلي بتهنئتها ، فبارك الله فيها وفي جميع السراة وقراء الموقع الأعزاء.  

11 - سبتمبر - 2010
صحــــــــه عيــــــــــدكم
مخالفة الوصية    كن أول من يقيّم

تحياتي لأستاذنا زهير على هذا الملف الهام المفيد، وإلى أساتذتنا المشاركين الذين قاموا بإثرائه،وإلى القراء الأفاضل ،
 وأبدا بوصايا منسوبة إلى سيدنا علي كرم الله وجهه:
وصية سيدنا علي(ر) التي وصى بها بنيه حين ضربه ابن ملجم:
أخبرنا الزجاج قال حدثنا المبرد قال حدث لوط بن يحيى بن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه قال: دخلت على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه حين ضربه ابن ملجم أسأل به فلم أجلس عنده. لأنه دخلت عنده بنت مستترة، فدعا الحسن والحسين صلوات الله عليهما ثم قال لهما: أوصيكما بتقوى اللّه، ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تبكيا على شيء زوي عنكما منها. قولا الحق، وارحما اليتيم، وأعينا الصانع، واصنعا للأخرة. كَونا للظالم خصما، وللمظلوم عونا، ولا تأخذكما في الله لومة لائم. ثم نظر إلى ابن الحنفية فقال: أسمعت ما وصيّتهما به؟ قال: نعم قال: وأوصيك بمثله، وبتزيين أمر أخويك، ولا تقطع أمرا دونهما. ثم قال لهما، وأوصيكما به فإنه شقيقكما وابن أبيكما، وقد علمتما أّن أباه كان يحبه فأحباّه.(أخبار الزجاجي- الزجاجي/ ت337)
ووصية أخرى لسيدنا علي أوصى بها بنيه وتتعلق بابن ملجم عند اعتقاله:
"...وأما ابن ملجم فأخذ وأدخل على علي، فقال: أطيبوا طعامه وألينوا فراشه، فإن أعش فأنا ولي دمي فإما عفوت وإما اقتصصت، وإن أمت فألحقوه بي "ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين".(أنساب الأشراف- البلاذري/ت279)
ورواية أخرى:
"... يا بني عبد المطلب، لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً، تقولون: قتل أميرالمؤمنين، قتل أمير المؤمنين! ألا لا تقتلن بي إلا قاتلي، انظروا إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربوه ضربة بضربة، ولا تمثلوا بالرجل؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور"." .(شرح نهج البلاغة- ابن أبي الحديد/ت 656).
القصاص من ابن ملجم:
"...فدعا عبد الله بن جعفر بابن ملجم، فقطع يديه ورجليه وسمل عينيه، فجعل يقول: إنك يا ابن جعفر لتكحل عيني بمُلمول مض. ثم أمر بلسانه أن يخرج ليقطع، فجزع من ذلك. فقال له ابن جعفر: قطعنا يديك ورجليك، وسملنا عينيك، فلم تجزع، فكيف تجزع من قطع لسانك؟. قال: إني ما جزعت من ذلك خوفاً من الموت، ولكني جزعت أن أكون حياً في الدنيا ساعة لا أذكر الله فيها، ثم قطع لسانه، فمات." .(الأخبار الطوال- الدينوري/ت282)
 
"...قالوا: وكان ابن ملجم رجلاً أسمر حسن الوجه أبلج، شعره مع شحمة أذنيه، مستجداً - يعنون أن في وجهه أثر السجود - فلما فرغ من أمر علي ودفنه؛ أخرج إلى الحسن ليقتله، فاجتمع الناس وجاؤوا بالنفط والبواري والنار فقالوا: نحرقه. فقال ولده وعبد الله بن جعفر: دعونا نشف أنفسنا منه، فقالت أم كلثوم بنت علي: يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين؟ قال: لو كان أمير المؤمنين ما قتلته، ثم بدر عبد الله بن جعفر فقطع يديه ورجليه وهو ساكت لا يتكلم، ثم عمد إلى مسمار محمي فكحل به عينيه فلم يجزع وجعل يقول: كحلت عمك بملمول له مض، ثم قرأ: "اقرأ بأسم ربك الذي خلق" حتى فرغ منها وعيناه تسيلان، ثم عولج عن لسانه ليقطع فجزع ومانعهم، فقيل له: أجزعت؟ قال: لا ولكني أكره أن أبقى فواقاً - أو قال: وقتاً - لا أذكر الله فيه بلساني، فقطعوا لسانه، ثم إنهم جعلوه في قوصرة كبيرة ويقال: في بواري وأحرق بالنار... ". (أنساب الأشراف- البلاذري).
 
أقول أنا ياسين:
إن يكن ما ورد في القصاص من ابن ملجم صحيحا، فيكون المقتصون قد خالفوا وصية سيدنا علي(ر) إلى ما نهاهم عنه. ولقد طالعت "موسوعة العذاب" التي جمع موادها الدكتور عبود الشالجي من كتب التراث، فلم أجد ذكرا للقصاص من ابن ملجم؛ علما بأن الشالجي ذكر العديد من حالات التعذيب بسل الألسنة أو بقطعها، وذلك في المجلد الرابع من موسوعته.
 
 

1 - أكتوبر - 2010
وصايا خالدة
وصايا فيها حكمة    كن أول من يقيّم

جوع الكريم وشبع اللئيم:
لما أراد عمرو بن العاص المسير إلى مصر، قال له معاوية: إني أريد أن أوصيك. قال: أجل. فأوص. قال: انظر فاقة الأحرار فاعمل في سدها، وطغيان السفلة فاعمل في قمعها، واستوحش من الكريم الجائع واللئيم الشبعان، فإنما يصول الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع.(بهجة المجالس... لابن عبد البر القرطبي/ ت463)
العجب من التعزية:
وكتب صاحبٌ لأبي بكر الهذليّ إلى رجل يعزّيه عن أخيه: أُوصِيك بتقوى اللّه وحدَه؛ فإنّه خَلقك وحده، ويبعثُك يومَ القيامة وحدَه، والعجَبُ كيف يعزّي ميْتٌ مَيْتاً عن مَيْت، والسلام(البيان والتبيين-الجاحظ)
 وصية بكلب:
حدّثنا أحمد بن منصور عن أبيه عن الأصمعي قال حضَرت بعض الأعراب الوفاة وكلبٌ في جانب خيمته فقال لأكبرِ ولده أوصيك خيراً به فإنّ له صنائع لا أزال أحمَدها، يدل ضيفي عليَّ في غسق الليل إذ النارُ نامَ مُوقدُها. (تفضيل الكلاب...لابن المرزُبان المحوّلي/ت309))
 

1 - أكتوبر - 2010
وصايا خالدة
لسانك حصانك...    كن أول من يقيّم

وهذه وصية أو نصيحة معروفة من المأثور الشعبي:
لسانك حصانك إن صنته صانك... وقد ذكرتني هذه الوصية بما ذكرته كتب التراث من قطع الألسنة على الحقيقة لا على المجاز .
ومن هذه الألسنة لسان ابن مقلة الخطاط الشهير. ومن هذه الألسنة أيضا لسان علي بن مقلد* حاجب العرب في عهد سيف الدين تنكز، والذي قطع مرتين. وممن قطعت ألسنتهم شاعر أندلسي اسمه أبو المخشي عاصم بن زيد العبادي؛ ولكن لسانه نبت مرة أخرى مما حدا بالإمام مالك رحمه الله إلى تغيير فتواه في أجَل القصاص ممن يقطع لسان شخص عمدا. و" كان مالك رضوان الله عليه يفتي فيمن قطع لسان رجل عمداً بقطع لسانه من غير انتظار - ثم رجع لما انتهت إليه قصة أبي المخشي، وأنه نبت لسانه بعد أن قطع بمقدار سنة وأنه تكلم به، فقال: ينتظر سنة، فقد ثبت عندي أن رجلاً بالأندلس نبت لسانه بعد أن قطع في نحو هذه المدة." (بدائع البدائه- ابن ظافر/ ت613)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* "وفيها(733هـ) في ذي القعدة، أخذ حاجب العرب بدمشق، علي بن مقلد، فضرب وحبس، وأخذ ماله وقطع
لسانه، وعزل ناصر الدين الدواتدار، وضرب وصودر، وأخذ منه مال جزيل، وأبعد إلى القدس، ثم
قطع لسان ابن مقلد مرة ثانية، فمات آخر اليوم. قلت (والقول لأبي الفداء صاحب المختصر في أخبار البشر):
أوصيك فإن قبلت مني         أفلحت ونلت ما تحب
لا تدن من الملوك يوماً         فالبعد من الملوك قرب

1 - أكتوبر - 2010
وصايا خالدة
يرجو ثواب الآخرة على قتله أهل المدينة    كن أول من يقيّم

وصية مسلم بن عقبة المرّي إلى الحصين بن نمير السكوني:
" قال هشام بن محمد الكلبي: وذكر عوانة أن مسلم بن عقبة شخص يريد ابن الزبير، حتى إذا بلغ ثنية هرشا نزل به الموت، فبعث إلى رءوس الأجناد، فقال: إن أمير المؤمنين عهد إلي إن حدث بي حدث الموت أن أستخلف عليكم حصين بن نمير السكوني، والله لو كان الأمر إلي ما فعلت، ولكن أكره معصية أمر أمير المؤمنين عند الموت؛ ثم دعا به فقال: انظر يا برذعة الحمار فاحفظ ما أوصيك به؛ عمّ الأخبار، ولا ترع سمعك قريشاً أبداً، ولا تردن أهل الشأم عن عدوهم، ولا تقيمن إلا ثلاثاً حتى تناجز ابن الزبير الفاسق؛ ثم قال: اللهم إني لم أعمل عملاً قط بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله أحب إلي من قتلي أهل المدينة، ولا أرجى عندي في الآخرة. ثم قال لبني مرة: زراعتي التي بحوران صدقةٌ على مرة، وما أغلقت عليه فلانة بابها فهو لها - يعني أم ولده - ثم مات." (تاريخ الطبري- ابن جرير الطبري / ت310)
 
" وفيها (سنة 64) توفي مسلم بن عقبة المسمى مسرفاً المقدم ذكره في وقعة الحرة. قال محمد بن جريرالطبري: ولما فرغ مسلم من وقعة الحرة توجه إلى مكة، واستخلف على المدينة روح بن زنباع الجذافي، فأدرك مسلماً الموت فعهد بالأمر إلى الحصين بن نمير.
وذكر الذهبي رحمه الله أن مسلماً هذا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: ولهذا أمسكنا عن الكلام في أمره. وشهد مسلم صفين مع معاوية وكان على الرجالة."(النجوم الزاهرة...لابن تغْري برْدي/ت874)
تم ما نقلته من وصايا
المهم في الوصايا هي العبرة المستفادة منها بطبيعة الحال كما هو معلوم؛ ولكننا لا نركن تماما إلى صدق كل ما ذكرته الكتب التراثية؛ حيث يمكن ان يكون قد تعرض للهوى والتحريف المتعمد، او غير المتعمد، أو الرواية بالمعنى بطريقة غير دقيقة... وربما كان بعضه صحيحا. 

1 - أكتوبر - 2010
وصايا خالدة
تحية لشيخنا منصور مهران    كن أول من يقيّم

هلا تكرمتم علينا بذكر الاسم الآخر للنصف الذي كان في حكم المفقود من الكتاب المذكور؟ حفظكم الله ورعاكم.

1 - أكتوبر - 2010
المنصف للسارق والمسروق منه لابن وكيع التنيسي : نصفه الذي كان مفقودا
الأدب الحق    كن أول من يقيّم

تحياتي للأستاذة صاحبة الموضوع وللأساتذة جميعا، وأهلا ومرحبا بأستاذنا المحبوب أحمد عزو،
دعونا نتفق أولا، أو نفترق حول أمر الشاعرية ونوعيتها، وهل هي وحدها الحكم على جودة الشعر والأدب عموما، وهل الموضوع المنظوم فيه له علاقة بتقبل هذه الشاعرية في النفوس أو ليست له علاقة؟ وكذلك لنتعرف على بعض ما قيل في معنى الأدب عند القدماء .
فالأدب في الأصل معناه كمعنى ما ورد في الحديث المرفوع : " أدبني ربي فأحسن تأديبي". فالأدب الحق يدعو إلى مكارم الأخلاق الحميدة، وينهى عن الاتصاف بالصفات القبيحة . ولكن تعريف الأدب المصطلح عليه بعد الإسلام هو ما قاله ابن الجواليقي في شرح"أدب الكاتب" لابن قتيبة. قال:
" واصطلح الناس بعد الإسلام بمدة طويلة على أن يسموا العالم بالنحو والشعر وعلوم العرب أديبا ويسمون هذه العلوم الأدب وذلك كلام مولد لأن هذه العلوم حدثت في الإسلام." . وعلى هذا التعريف، إن سلمنا بمعناه، فإننا نحسب كل من تعاطى حرفة الأدب من المُجّان الخلعاء أدباء. فهم قد اخذوا من علوم العربية وعلم التاريخ وغيره من العلوم بنصيب وافر.
" والأدب أدبان: أدب خلق، وأدب رواية، ولا تكمل أمور صاحب الأدب إلا بهما، ولا يجتمع له أسباب التمام إلا من أجلهما، ولا يعد في الرؤساء، ولا يثنى به الخنصر في الأدباء..."(الرسائل للجاحظ)
" والعرب تمدح أهل النّحول، وتذمّ أهل السّمن والجسوم، وتنفيهم عن الأدب، و تنسب أهل النّحول إلى المعرفة وحسن البيان، وأهل السّمن إلى الغباوة وبعد الأذهان." .(أخبار النساء- ابن الجوزي) . وأنا، من أكثر مرتادي الوراق وزنا على الأغلب(107 كيلوغراما) ؛ ولكن الله، وله الحمد، أبعدني مثلما أبعد سراة الوراق ، من اهل النحول وأهل السمنُ سواء، عن الغباوة. فما أوزاننا وإن علت إلا مما يصيبنا من المقت من حال امتنا المتردي. ولا عجب من ذلك؛ فأهل السمن في مثل هذه الحال ما سمنوا إلا من فرط الأسى، ومن كثرة قولهم لعل وعسى.. وما لأمانيهم من مجيب، ولا لصرخاتهم من منصت أديب أريب؛  فيتلهون بكثرة الطعام حتى تنسيهم التخمة ما هم فيه من العذاب، وتشغلهم عما يعانونه في نفوسهم من اضطراب.. فمن هنا جاء السمن الكذاب الخداع.
وفي "يتيمة الدهر..." ذكر الثعالبي وهو ينقد شعر المتنبي عنوانا هو : " إساءة الأدب بالأدب "؛ متمثلا قول المتنبي:
فغدا أسيرا قد بللتَ ثيابه= بدم وبل ببوله الأفخاذا
هذا العنوان الذي ذكره الثعالبي يبين بوضوح الأدب بمعنييه. على أن الثعالبي قال في موضع آخر من "يتيمة الدهر..." : "على أن الديانة ليست عياراً على الشعراء، ولا سوء الاعتقاد سبباً لتأخير الشاعر، ولكن للإسلام حقه من الإجلال الذي لا يسوغ الإخلال به قولاً وفعلاً ونظماً ونثراً، ومن استهان بأمره، ولم يضع ذكره وذكر ما يتعلق به في موضع استحقاقه، فقد باء بغضب من الله تعالى، وتعرض لمقته في وقته، وكثيراً ما قرع المتنبي هذا الباب بمثل قوله:
يترشفن من فمي رشفات         هن فيه أحلى من التوحيد." .
فالمعنى هو ان المتنبي كان شاعرا ولكنه ربما باء بغضب من الله بسبب بعض أشعاره.
للموضوع بقية

5 - أكتوبر - 2010
المجون ليس من الادب
شاعرية الشاعر وشعور المتلقي    كن أول من يقيّم

ويمكننا أن نفهم من قول الثعالبي أن شاعرية الشاعر يتذوقها ويستحسنها من كانت طبيعته تتفق مع ما توحي به تلك الشاعرية .فإن كان المتلقي معجبا بالتغزل بالمردان، ومغرما بفعل قوم لوط مثلا، وكان الملقي شاعرا يحب اللواط ويستطيبه ، توافقت شاعرية الشاعر الملقي مع شعور المتلقي. وإن كان المتلقي يحس ويشعر ويؤمن بان اللواط رذيلة خلقية ما بعدها رذيلة ، وتعافها الفطرة السليمة القويمة، فلن يلتفت إلى شعر اللوطيين بحال، مهما بلغوا من مقدرة على احتراف صنعة الشعر.
ولو افترضنا أن أديبا من قوم لوط(ع) ، لو كان فيهم أديب، ألف حكايات تدور كلها حول حال مجتمعه الذي عاش فيه، وأنهم كانوا قد سبقوا العالمين باختراع الفواحش، فما لنا، نحن المؤمنين بالله، إلا أن نستخلص منها العبرة في أن بعض بني آدم هم أشد ذكاء، إن جازت العبارة، من إبليس نفسه في اقتراف المعاصي والفسوق والعصيان، وان نعد تلك الحكايات من التراث الشعبي في إتيان الذكور وأنها حكايات مشينة مخزية. أما من يسمون بالمثليين مثلا، فهنيئا لهم تلك الحكايات الجميلة الشائقة الماتعة، والنزوات غير المسبوقة، وهنيئا لهم أدباؤهم وشعراؤهم الفحول.
ولكن معنى ما قاله الثعالبي من أن الديانة وسوء الاعتقاد ليسا من عيار الشعر ولا حكما على شاعرية الشاعر لا يتلاءم مع معنى الفطرة التي فطر الله الناس عليها . فأي شاعرية تجد سبيلها إلى القلوب في شعر فيه من الإلحاد في الدين ما فيه، أو فيه من المغالاة في المجون ونشر القبائح الشيء الكثير؟! والإلحاد ليس من الفطرة في نظر المؤمنين دون شك، ولا المجون والخلاعة .
إن الفصل بين مقدرة الشاعر والحكم عليها بالقوة او بالضعف، وبين كنه مواضيعه الشعرية، لهو فصل فيه نظر على كل حال.
"والماجِنُ عند العرب: الذي يرتكب المَقابح المُرْدية والفضائح المُخْزِية، ولا يَمُضُّه عَذْلُ عاذِلِه ولا تَقْريعُ من يُقَرِّعُه. والمَجْنُ: خَلْطُ الجِدِّ بالهزل.".(لسان العرب)
وفي" اللسان" أيضا: " الأَدَبُ: الذي يَتَأَدَّبُ به الأَديبُ من الناس؛ سُمِّيَ أَدَباً لأَنه يَأْدِبُ الناسَ إلى المَحامِد، ويَنْهاهم عن المقَابِح...".
يتبع..

5 - أكتوبر - 2010
المجون ليس من الادب
المجون درجات منها الغزل المشين    ( من قبل 1 أعضاء )    قيّم

ومن المجون ما يمكن احتماله إذا كان من نوع الهزل الذي لا يؤدي إلى ضرر بالناس، أو ضرر بعقيدتهم.، ولا يقوم الماجن فيه بارتكاب ما حرم الله، ولا يقوم على نشر الرذائل المهلكة .
 ومن المجون الهازل ويمكن احتماله مثل مجون صبي من بلدة مجاورة لبلدتنا ( هو اليوم شيخ في السبعينات) وقف على باب مسجد البلدة والناس في صلاة جماعة، فلما تلا الإمام الفاتحة ووصل إلى ولا الضالين قال الصبي: " يلعن أبوكم كلكم" فقال المصلون: آآآمين، ثم ضج بعضهم بالضحك، وهرب الصبي خوف العقاب . وأسفل من ذلك الصبي صبي آخر من بلدتنا نفسها(وهو اليوم بلغ مبلغ الرجال) ، فهو لما قال الإمام : ولا الضالين قال الصبي للمصلين بسرعة: "... اللحامين"، فقال المصلون بطبيعة الحال: آمين.. وجن جنون المصلين، وقام بعضهم باللحاق به دون ان يتمكنوا من الإمساك به ، ثم قال بعضهم: إذا كان أبو هذا الصبي ممن يسبون الدين، فلا عجب أن يكون ابنه بهذه الأخلاق السيئة.   ومن الصبيان بل ومن الكهول من يتفنن في سب الدين ، وفي سب الذات الإلهية بألفاظ تعجز عن الإتيان بمثلها المعجمات اللغوية، فهل يا ترى يُعد هؤلاء من ذوي الفطنة والنباهة والذكاء.. والشاعرية؟!
 إن الحكم بالشاعرية باعتبارها صنعة أدواتها الوزن والقافية...الخ، على أي شاعر بعيدا عن العواطف الحميدة والمشاعر الطيبة، لهو حكم جائر أيما جور. فمثله مثل الحكم على من تفنن في اختراع طرق للتعذيب بآلات متنوعة، واختراع طرق في المكر والخداع وتزيين الزور والبهتان بأنه مخترع عظيم، تغلغل حب اختراعه والإعجاب به في قلوب الناس كما تتغلغل الشفقة على المظلومين في قلوب أهل الحنان والعطف. فهل يستقيم هذا في عقل من العقول؟!
   ومما يؤسف له أشد الأسف أن من الأشعار التراثية ما اجتهد ناظموها بالتغزل بالمردان، وبتزيين اللواط، ومدح المسكرات وتعاطيها . وقد أولع عدد كبير من الشعراء القدماء بهذا اللون لدرجة أن ألف فيه بعضهم كتبا، وتباروا في تبيان مقدرتهم على الإتيان بالصور الشعرية الماجنة ؛ خاصة بما يتعلق بالمردان، بل إن من أولئك من كانوا شيوخا وفقهاء، وكأنهم فصلوا بين المقدرة الشعرية وبين ماهية الموضوع المنظوم فيه، وأن كل همهم كان تبيان حذقهم صنعة الشعر على الرغم من سفالة الموضوع وانحطاطه، وهذا لعمر الله لا يستقيم في قلب مؤمن صادق الإيمان. لقد كان بإمكان أولئك الفقهاء الشعراء أن يتباروا في نظم الشعر في المواضيع الحميدة، والمكارم السامية؛ ولكنهم نظموا فيما يبدو وفقا لعادات مجتمعاتهم الأدبية والشعرية وما الفته من أصناف الغزل المشين. فأين بعد ما ذكرنا نضع كتاب ألف ليلة وليلة؛ مقارنة مع أشعار العلماء الفقهاء، وهو كتاب لا شك أن من كتبوا بعض فصوله كانوا من عامة الناس من القصاص ولم يكونوا من الأدباء الذين كانوا يشار إليهم بالبنان؟!

5 - أكتوبر - 2010
المجون ليس من الادب
ألف ليلة وليلة    ( من قبل 2 أعضاء )    قيّم

 
إن كتاب ألف ليلة وليلة كتاب هام لا شك في ذلك؛ ولكن أهميته التاريخية تفوق عندي أهميته الأدبية بكثير. إنه كتاب يعبر عن ثقافة واضعيه، وأنهم لم يصل عليهم الله ولم يسلم. فهم أناس احترفوا القصص الذي يجتلب أذواق العامة ويثير فيهم مكامن الخيال كما يثير فيهم غرائزهم الجنسية، فهو لذلك كتاب تجاري من هذه الناحية، ويشبه في بعض قصصه قصص أفلام الجنس الفاضحة. أما إنه يثير الخيال القصصي الخرافي أو القريب من الخرافي، فأمر لا يمكن نكرانه. وأما تنقيح الكتاب وتقديمه للناشئين فأمر محمود بلا شك، مع العلم انه لا يمكننا إعدام أصل الكتاب ولا يجوز لنا ذلك لو تمكنا منه. فإعدام الكتاب تشويه للتاريخ وحقائقه، وسبب في زيادة تزوير التاريخ فوق ما حل به من تزوير. فالتاريخ المنقح المُحسن هو تاريخ لحقه التزييف بلا ريب، والتاريخ الأقل تزويرا والأقرب إلى الصحة هو ما ذكرته الكتب التراثية على علاته.

وفي الأدب العربي؛ منظومه ومنثوره الكثير من المخزيات المشينات. فلم يقتصر الأمر فيه على المجون الجنسي ، بل كان فيه الكثير من الهجاء المقذع في زمن كان للهجاء تأثير سلبي كبير على حياة المجتمعات والعشائر والأفراد. وكان فيه الكذب والغش والتزوير، وكان فيه فوق ما ذكر عون على اضطهاد معظم الخلفاء والأمراء والوزراء والولاة لحرية القول، وكان فيه ارتكاب الجرائم المتنوعة، من القتل بأنواعه وأشكاله التي لا تحصى، وبطرق تشيب لهولها الولدان كما يقال. إن كل هذا يعد في نظر المتأمل فيه أعظم جرما وأقبح ذنبا حتى من المجون المغالى فيه. وإنني لا زلت أذكر بعض ما طالعته من تاريخ المماليك في بلاد الشام منذ كنت فتى، من انه كان هناك حاكم نسيت اسمه ولكني لم ولن أنسى لقبه ألا وهو " الذباح"، والذي كان يقوم بذبح أهل جبل نابلس كما تذبح الخراف. صورة ارتسمت في ذهني في مطلع شبابي ملأتني حينها بالرهبة من بني آدم ومن شرورهم التي لا تطاق، ثم جعلتني في كهولتي وشيخوختي أيأس من صلاح أمتي التي أراها ما زالت تتخبط في دياجير الجهل والجهالة، وما زالت تخشى قول كلمة الحق عند السلطان الجائر. هذا وإنني لأرجو الله مع الراجين، وأستعطفه مع المستعطفين، بأن يتكرم على هذه الأمة بالهداية، ويتولاها بالعناية.  

5 - أكتوبر - 2010
المجون ليس من الادب
 54  55  56  57  58