البحث في المجالس موضوعات تعليقات في
البحث المتقدم البحث في لسان العرب إرشادات البحث

تعليقات عبدالرؤوف النويهى الحرية أولا وأخيرا

 54  55  56  57  58 
تعليقاتتاريخ النشرمواضيع
إنى لأظنك من أهل بيت النبوة !!    كن أول من يقيّم

 
 
((  كان رجل يدعى الشعر ويستبرده قومه 000فقال لهم : إنما تستبردوننى من طريق الحسد 0
قالوا : فبيننا وبينك بشار العقيلى 0فارتفعوا إليه ، فقال له : أنشدنى 0فأنشده 0فلما فرغ قال له بشار :  إنى لأظنك من أهل بيت النبوة 0
قال له : وماذاك ?قال : إن الله تعالى يقول : {وما علمناه الشعر وما ينبغى له }  ))
 
كتاب   (العقد الفريد  )   لابن عبد ربه 
 

25 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
الحاكمية فى ذمة التاريخ (1)    ( من قبل 8 أعضاء )    قيّم

 
 
 
   
إلغاء العقل لحساب النص ، وقائع ثابتة تاريخيا لم تكن وليدة اليوم، وشيوع استثمارها المربح  ومكاسبها الباهظة  ،إنما هى من أولى المحاولات التى ظهرت واضحة جلية فى موقعة صفين وحادثة رفع المصاحف على أسنة السيوف ، والدعوة إلى تحكيم كتاب الله  فكانت حيلة لاختراق صفوف الخصم والقضاء عليه وتشتيت قوته وبعثرة تماسكه ، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى هزيمة الإمام على رضى الله عنه وانقسام قواته إلى قسمين الشيعة والخوارج0
 
كانت حيلة ذكية ماكرة وخديعة ومكيدة آتت أُكلها وثبت نجاحها وعلا شأنها ،فلما لايُحتذى بها 0000  رفع رايتها  الصحابى الجليل معاوية بن أبى سفيان ، هذا الداهية الذى أنهى الحرب لصالحه ،ونقله الصراع من المواجهة سياسيا واجتماعيا وعسكريا إلى مجال الدين والنصوص والحاكمية0
 
لكن الإمام على ، كان مدركا لهذا الخلط المتعمد والخطر القادم فوقف خطيبا بين جنوده :
(عباد الله امضوا على حقكم وصدقكم قتال عدوكم ،فإن معاوية وعمروبن العاص 0000و0000 ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ،أنا أعرف بهم منكم ،قد صحبتهم أطفالا ،وصحبتهم رجالا ،فكانوا شر أطفال وشر رجال ، ويحكم أنهم ما رفعوها لكم إلا خديعة ودهنا ومكيدة )0
 
وهنا يتحول الصراع السياسى والاجتماعى من أرض الواقع إلى ساحة النصوص ، وينتهى دور العقل واستقلاله ويتحول بقدرة قادر  إلى تابع للنص يدور فى فلكه ويأتمر بأمره ويلوذ به ويحتمى بحماه 0
 
هذا الاستثمار الجيد للنصوص سواء من المؤيدين أو المعارضين  يشكل منظومة فكرية يدافع عنها كل طرف بقوة وبأس  ويظهر هذا واضحا فى الحاضر المعاصر والآنى ،بين المؤسسة الدينية ودعاة الحاكمية بكل أطيافهم وتعدد أفكارهم ومناهج بحثهم ،هؤلاء الذين يعشقون الكراهية ويقاتلون فى سبيلها ويموتون حبا فيها ، وأحرى بهم ألا يخدعوا الناس فهم لا يخدعون إلا أنفسهم ولا يُصدقون إلا توهماتهم 0
 
 
 
 
 
 

25 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
الحاكمية فى ذمة التاريخ (2)    ( من قبل 4 أعضاء )    قيّم

 
 
 
 
     كُنَا معا بالمدرسة الإبتدائية ، لم تكن على حظ وافر من الجمال ولكنها مقبولة الشكل والمظهر ، متوسطة الطول ،مليئة الجسم بعض الشىء ،دائما مشغولة بنفسها ،لاتهتم بالآخرين ،تُحلق فى خيالاتها ، وتهيم مع أحلامها 0
 
نرجس 00اسمها ، لم يكن منتشرا فى الريف وإنما نادرالانتشار عديم الذيوع ،أثناء الحصة والمدرس أو المدرسة يشرح الدرس ، أراها جامدة الوجه ،فاقدة الابتسامة ،وعند الخروج من المدرسة والتلاميذ تتزاحم وتضحك وتتهازر ،تقف بعيدا ثم تمضى وحيدة 0
 
 
        حصلنا على الشهادة الإبتدائية ، ومضى جميعنا إلى المدارس الإعدادية بالمدينة ،ولم أعد أراها وسمعت أنها انتقلت مع أسرتها إلى قرية مجاورة ثم تزوجت صغيرة  وتفرقت بنا السبل 0
 
      كنت مدهوشا حقا بهذه البنت واسمها النادر، ولم تزل مركونة بذاكرتى أتذكرها كلما سمعت كلمة نرجس 0
 
وبدأت رحلتى مع القراءة والكتاب والسعى الحثيث نحو الفكر والمفكرين، وقرأتُ  اسطورة يونانية قديمة عن فتى يُدعى نرجس  أو نرسيس رفض حبَّ حوريّة البحر (إيكو)، فعاقبته إلهة الحب والجمال ( إفروديت ) بأنْ جعلته يُعجَبُ بذاته أو صورته أو خياله، فكان يُحدِّقَ في صورته المنعكسة في بِركة ماء صافٍ دوماً وبدون انقطاع إلى أن نحلَ جسمه وذوى فمات. وكشفقة عليه لما أصابه حوّلته الآلهة إلى زهرة نرجس تحني رأسها على الماء.
    ومن هنا أ ُطلِـقَت صفة (النرجسية) على كلِّ شخص يحب ذاته ويرى نفسه فوق كلِّ اعتبار، وتكون لديه آراء غير واقعية حول عِظَمِ نفسه وعظمة عقله وعمق تفكيره وأهميّـته الخارقة وصفاته النادرة وعدم احترام للآخرين,والتهجم عليهم والنيل منهم ،وحضهم على العُمق فى القراءة والفهم الصحيح ،بل دعوته لهم بالصمت الأبدى لأنهم لايرقون إلى مستوى الحوار معه 0
      يُعتبر حبُّ الذات في النرجسية مرضاً قد ينمو إلى الخيال الجامح لجنون العظمة مع رغبة مفرطة للإعجاب به.
 كما أنَّ بعض (النرجسيّـين) يوجِّه انتقاده إلى الآخرين ليتجنّبَ انتقادهم إيّاه. أما إذا انتقده أحدهم دون إساءة بالغة أو مقصودة أو بيّنَ خطأً في لغته أو أسلوبه أو فحوى مقاله أو شطط فكره أو طول لسانه أوقسوته  الغير مبررة ، فالويل وكل الويل والدمار والسحق والمحق   للمنتقد منه، فهو لا ينام ليلَه دون انتقام. وحتى إذا استطاع الإنتقام منه مرةً فهو لا يملّ من الإنتقام المتواصل، لأنَّ ذلك الإنتقادَ (صَدَّع) نرجسيّـتَه، ولن (تلتئمَ) حتّى ولو وافت المنيّة ذلك البائسَ المسكين!!!!
   هكذا أُبتلينا بالنرجسيين الذين يسعون فى الأرض تكفيرا وتحقيرا وهدرا لأرواح مخالفيهم ودمائهم  ، بدعوى أنهم الأطهار والخيَرون والذين يُضحون بأرواحهم الطاهرة  فداءا  للفردوس المفقود 0
 
 
 

27 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
الحاكمية فى ذمة التاريخ (3)    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

دعوى التكفير، ظهرت  أول مرة،عندما وقف الخوارج ضد الإمام على رضى الله عنه ،وقاتلوه ورفعوا السلاح فى وجهه لكونه قبل التحكيم وطالبوه بالتوبة ،وأرسل إليهم الصحابى الجليل عبدالله بن عباس رضى الله  عنهما لمناقشتهم إلا أنه لم يفلح معهم 0وأعلن الإمام على ،الحرب عليهم وهزمهم شر هزيمة فى موقعة النهروان وفى القرن العشرين وبعد انهيار الخلافة العثمانية التى كانت حبرا على ورق ، وتسلط الغرب الإستعمارى على الشعوب العربية  فتكا ونهبا واحتلالا وتدميرا ،  والتحسر والتأسى والشعور بالمهانة وانكسار الكرامة والضياع ، عاشت الشعوب العربية ردحا من الزمن  ومازال هذا الشعور سائدا إلى يومنا هذا ، رغم انحسار الإستعمار العسكرى عن بعض البلدان وتواجده فى بلدان أخرى 0
فى هذه الأجواء المشحونة بالتوتر  والتحفز والنزوع نحو  واقع جديد تحت راية شامخة ورجال أقوياء وشعوب متحضرة ، تفرقت السبل برجالات الأمة  وعلا صُراخهم الهستيرى الصاخب "الحاكمية لله، العودة إلى النبع ، العودة إلى الدولة الدينية والحكومة الإسلامية  إنقاذا للشعوب العربية من المجتمع الجاهلى الكافر ،وتكفير كل من يعترض أو يتساءل، ورفع راية الجهاد لإقامة الدولة الإسلامية  وفى سبيلها يهون كل مرتخص وغال ، فالغاية تبرر الوسيلة 0"
وفى الجانب الآخر ، علا صُراخ مُدوىٌ  "لا    للدولة الدينية "
وهكذا عشنا  دهرا نتقاتل دون هوادة ويلعن بعضنا البعض، حقا وباطلا ، مغمضين الأعين عن وقائع التاريخ ، منكرين الحقائق ، سارحين فى توهمات ذهنية عقيمة 0
 
منذ الفتنة الكبرى وتداعياتها على مسرح الأحداث الدامية وبروز القوة الغاشمة والسياسة الداعية إلى ملك عضود لايقبل المهادنة ، ساع وبقوة وبأس إلى تحقيق أهدافه بكل الإمكانيات المتاحة والوسائل المشروعة والغير مشروعة، تنفيذا للسيادة والسلطة والجاه والملك وتحطيم كل ما يعترض سعيه، تقتيلا وتشريدا ونفيا وحصارا 0
فليكن التاريخ حَكما نزيهاً ،وليكن العقل منجها قويما ،ولتكن العاطفة الجياشة بمنأى عن الأحداث 0
منذ الفتنة الكبرى واغتيال الخليفة الثالث الراشد عثمان بن عفان رضى الله عنه، ارتأى الفقهاء أن ينصرفوا عن السياسة  إلى الدين ، وأن يتركوا للخلفاء وأمراء المؤمنين الحق المطلق فى إدارة الشؤون السياسية  بدون أدنى تدخل منهم ، وأصبح الفقهاء منذ  هذا الوقت الجبهة المعارضة  لكن دون تأثير يُذكر  للدولة التى آثرت المُضى قُدما   فى الفصل بين الدين والسياسة ورفض قيام الدولة الدينية التى انتهت منذ اغتيال خليفة المسلمين عثمان بن عفان، وتأكد يقينا ومنذ هذا التاريخ تكريس مبدأ الفصل بين الإسلام كدين والدولة كسلطة سياسية غير خاضعة له بالضرورة 0
بل كان الأئمة والصحابة الأجلاء  ومنهم على سبيل الذكر  أبوهريرة  وأنس بن مالك وعبدالله بن عمر بن الخطاب  الذى قال (لا أقاتل فى الفتنة ، وأصلى وراء من غلب ) ارتكانا منه على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإمام الجائر خير من الفتنة )0
"000ولم تكن خلافة سيدنا معاوية رضى الله عنه من نوع الخلافة الراشدة الذى يُعين فيها المسلمون خليفتهم  فلا يصل إلى الحكم إلا برضاهم ومشورتهم  لأن معاوية كان يريد أن يُصبح خليفة بأى حال من الأحوال  ولذلك قاتل إلى أن اعتلى الخلافة كما أن خلافته لم تكن عن رضا من المسلمين ولم يختره الناس اختيارا حرا  إنما تآمر عليهم بقوته وسيفه  فلما رأى الناس أنه صار خليفة عليهم بالفعل  لم تكن أمامهم أى مفر غير مبايعته  ولو أنهم أحجموا عن بيعته لما تنحى عن الحكم بل لكان معنى ذلك سفك دماء وبث فوضى  وهو ما لايمكن تفضيله على الأمن والسلام والاستتباب0
 من أجل هذا اتفق جميع الصحابة وصلحاء الأمة على بيعة معاوية  بعد تنازل الحسن له عن الخلافة عام 41هجرية وسمى هذا العام بعام الجماعة على أسا س أن الحرب الأهلية على الأقل قد انتهت فيه 0
0000هكذا كانت بداية التحول ثم استحكم وتعمقت جذوره بعد ولاية عهد يزيد لدرجة أنه لم يتزلزل يوما واحدا من وقتها  وإلى إلغاء مصطفى أتا تورك للخلافة فى القرن الحالى  فانشق بذلك طريق دائم للبيعة الجبرية  وملك العائلات العضوض  ومن يومها  وإلى يومنا هذا  لم تبد فى حظ المسلمين أى فرصة للعودة إلى الخلافة الإنتخابية 0"
الخلافة والمُلك 0أبو الأعلى المودودى 0ترجمة أحمد ادريس 0طبعة دار القلم 0الكويت الطبعة الأولى 1978 ص100،101
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

27 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
اغتيال مثقف عربى 000 (خطاب المرأةالنهضوى فى مواجهة التحديات)    كن أول من يقيّم

خطاب المرأة النهضوي في مواجهة التحديات
 
 
د/ نصر حامد أبوزيد
مشكلة خطاب النهضة للمرأة أنه خطاب سجالي ينتج مفاهيمه وعينه على مفاهيم نقيضه السلفي، وخاصة حين يكون الخطاب السلفي هو الخطاب السائد والمهيمن. هذا بالإضافة إلى أن خطاب النهضة بشكل عام خطاب غلب عليه طابع الانتقاء والتلفيق بصفة عامة. وهو طابع يوقعه في حبائل أطروحات الخطاب النقيض. وفيما يتصل بقضية المرأة لا نجد خلافاً جذرياً في التسليم بالفروق النوعية بين الرجل والمرأة، وبالتسليم بما يترتب على تلك الفروق من نتائج بين الخطابين. يقول العقاد مثلاً ـ وهو هنا يتحول إلى شاهد في نسق الخطاب الديني: "إن المراة لها تكوين عاطفي خاص، لا يشبه تكوين الرجل لأن ملازمة الطفل الوليد تستدعي شيئاً كثيراً من التناسب بين مزاجها ومزاجه، وبين فهمها وفهمه، وبين مدارج جسمها وعطفها ومدارج جسمه وعطفه. وذلك أصول اللب الأنثوي الذي يجعل المرأة سريعة الانقياد للحس والاستجابة للعاطفة. فيصعب عليها ما يسهل على الرجل من تحكم العقل، وتغلب الرأي وصلابة العزيمة. وهذا التكوين يساعد المرأة على أداء وظيفتها".
مشكلة مثل هذا الخطاب أنه ينطلق من خصائص مكتسبة سببها الانحباس داخل جدران البيت وملازمة الطفل. لكنه يحول تلك الخصائص المكتسبة إلى جبلّة ثابتة راسخة هي "لب" التكوين الأنثوي. والأخطر من ذلك أن تتحول هذه الخصائص للنفسية المكتسبة إلى صفات عقلية راسخة غير قابلة للتعديل. فتنحبس المرأة في سجن "العاطفية" وينطلق الرجل في آفاق العقل والرأي. لكن علينا على كل حال أن نضع خطاب العقاد في سياق "ارتداد" خطاب النهضة ذاته، وانتقاله من مرحلة الفتوة والنضارة إلى مرحلة الخفوت والاحتضار. هذا بالإضافة إلى ظاهرة ازدواج المثقف العربي بشكل عام فيما يتعلق بفهمه لقضية المرأة، إذ ارتهنت الدعوة إلى تحريرها لطابع نفعي مرتبط بحاجة المثقف إلى امرأة متعلمة تشاركه الحياة.
وقد كان متوقعاً من زكي نجيب محمد بعقلانيته الوضعية ـ خاصة وهو يعي الردة في عالم المرأة ـ أن يكون أكثر راديكالية في فهمه للفروق النوعية بين الرجل والمرأة. لكن خطاب زكي نجيب محمود قدّم في الحقيقة لنقيضه السلفي فرصة للنيل منه، بل ولاغتياله من جانبين: الجانب الأول، جانب النصوص الدينية، وهو الجانب الذي تجنب زكي نجيب محمود الخوض فيه دون أن يحرص على استبعاده من مجال النقاش.
وإذا كان زكي نجيب محمود بذلك الإقرار والإعلان قد كرّس مرجعية النصوص الدينية، فإنه قد منح بذلك خصمه سلاحاً فتاكاً للنيل منه. هذا هو الجانب الأول. والجانب الثاني الذي مكّن للخصم من اغتيال خطاب زكي نجيب محمود إقراره لا بالفروق النوعية بين الرجل والمرأة فقط، بل وتسليمه بالنتائج المترتبة على هذه الفروق اجتماعياً وثقافياً ونفسياً. يقول زكي نجيب محمود: "الفروق الظاهرة بين الجنسين ثلاثة: أولها: فروق في شخصيات الأفراد، من حيث هم أفراد، ثانيها: فروق في أساليب التعامل مع المجتمع، ثالثها: فروق في موقف كل من الجنسين في العمل على استمرارية الحياة". ثم يقول ـ ويوافقه الخطاب السلفي على ذلك تماماً ـ "وإذا نحن بدأنا المقارنة بين الجنسين من النقطة الثالثة الخاصة باستمرارية الحياة الإنسانية، وقعنا على اختلاف بينهما. وقد يكون هو المصدر الرئيسي، أو أحد المصادر الرئيسية التي منها يترع سائر ما قد نراه بين الرجل والمرأة من أوجه التباين. وذلك أن للمرأة دوراً في جانب تلك الاستمرارية، لا يقاس إليه دور الرجل.
فمن هذه النقطة الأولية تنبثق أهم خصائص المرأة: فرداً وعضواً في المجتمع، لأنها نقطة تحتم عليها أن تميل إلى الحياة الآمنة لتوفر للأبناء مناخاً صالحاً يتربون في أمنه، حتى يبلغوا النضج. ولا كذلك الرجل، لأنه بحكم ضرورة أن يهيئ مقومات الحياة لهؤلاء الأبناء، قد يضطر إلى المغامرة، بل إلى القتال، مما ينتهي بالرجل والمرأة إلى مزاجين مختلفين في الأساس. المرأة تبسط جناحها في هدوء على ما هو موجود ليظل موجوداً، والرجل يصفق بجناحه ليطير. إن استقرار الحياة هو أساساً من صنع المرأة، والثورة على الحياة لتغييرها هي أساساً من صنع الرجل، ومن هنا تولدت فروق نوعية كثيرة في حياة كل منهما، ومن حيث هما فردان في حياة اجتماعية. والمرأة في الحب أصدق وأعقل وأذكى، والرجل في الكفاح أقوى وأشجع".
وما أسهل على الخطاب السلفي، وقد تحولت الفروق البيولوجية النوعية إلى فروق نفسية وعقلية وفكرية، أن يضغط على تناقضات خطاب زكي نجيب محمود. "كيف لا يتفوق أحدهما على الآخر، وقد قدرت ذلك بنفسك، وأيضاً: أليس العمل أحد توابع هذه الفروق، ... ألست تؤسس العمل على الحياة العقلية المشتركة بينهما لا على الحياة البدنية، وفي نفس الوقت تلومها على بعدها عن العمل المهني بصفة خاصة. أليس في ذلك التناقض والمغالطات خاصة إذا كتبها قلم فيلسوف وأستاذ، لا قلم تلميذ في السنوات الأولى بالجامعة?!". ثم يرد الخطاب السلفي تلك الفروق كلها إلى أصل الفطرة والخلق الإلهي، نافياً عنها أي احتمال لكونها صفات مكتسبة: "أليست هذه الفروق بينهما هي من صنع خالقها?!".
وإذ تقررت النتائج المنطقية الصورية لتأكيد الفروق النوعية البيولوجية بين الرجل والمرأة، وإذ تم توصيف هذه الفروق بوصفها فروقاً جوهرية راسخة غير مكتسبة، وإذ صارت فروقاً في أصل الخلقة، يصبح الاعتراض على عودة المرأة للبيت، والاعتراض على ارتدادها عن المشاركة في الحياة بالعمل على الأقل من قبيل "اعتراض الصنعة على صانعها، واعتراض المخلوق على خالقه، هذا فوق كونه مؤدياً إلى عرقلة استمرارية الحياة وفساد الكون، وظلم أحد الفرعين ـ المرء والمرأة ـ وظلم أحدهما ظلم لهما، فإنه اعتراض على الله سبحانه وتعالى مؤد إلى الكفر به، والعياذ بالله تعالى، فهل نقبل توزيعه للمسؤوليات بينهما. أو نعترض، ونوزع فنكفر، أو نطلب والعياذ بالله تعالى".
وإذا كانت حرية التعليم لا يمكن إنكارها، ولا يمكن إدخالها ـ مثل العلم ـ في دائرة "الضرورات" وذلك لتوافر النصوص الدينية التي تحض على التعليم وتجعله فريضة على كل مسلم ومسلمة، فإن الضوابط الحاكمة لتلك الحرية تدور كلها في إطار الاحتجاب عن الرجل وعدم الاختلاط معه: "أول هذه الضوابط (منع الاختلاط) بأي صورة وفي أي مرحلة، وتحت أي ظرف، فمضار الاختلاط لا يماري فيها إلا مكابر ذو غرض غير شريف وقصد سيئ، وثاني هذه الشروط (زي المرأة) الذي يحفظ كرامتها ويصون عفتها، بحيث يستر البدن كله ما عدا الوجه والكفين، على ألاّ يصف مفاتن الجسد ولا يشف عنها تحقيقاً لأمر الله تعالى ... وما ورد في القرآن الكريم بما لا يدع مجالاً لاجتهاد أحد".
ولا شك أن الاعتراف بحق المرأة في التعليم، هو الحق الذي توافرت فيه النصوص الدينية المقِرَّة، لا يريح الخطاب الديني تماماً وذلك لارتباط التعليم بالعمل. وما دام حق العمل يدخل في إطار "الضرورات" ـ من منظور الخطاب الديني ـ فقد كان من الضروري وضع الضوابط الكابحة لعملية التعلم ذاتها حتى تدخل في إطار تعلم الضروريات اللازمة للقيام بالدور، دور المرأة كما حدده الخطاب الديني في الأمومة والتربية والحفاظ على الأسرة ورعاية الزوج. من هنا يقول حسن البنا: إنه من الضروري "تعديل مناهج التعليم نفسها بما يتلاءم مع طبيعة المرأة، وخاصة في المراحل الأولى، على أنه يجب أن نفرق بين ثقافة المرأة وثقافة الرجل تفرقة غير متهمة، ولو عند التبحر والتخصص في بعض العلوم، فذلك أجدى وأنفع".
ويواصل أتباعه الحديث عن ضوابط التعليم بالنسبة للمرأة فيفرقون بين ما هو فرض عين وما هو فرض كفاية في تعليم المرأة. والمقصود بمصطلح "فرض عين" في الفقه الفرض الذي يتوجب القيام به على كل الأفراد دون إعفاء أحد منهم، إذاً المسؤولية في فروض العين مسؤولية فردية بحتة، أما "فرض الكفاية" فهو الواجب الذي يلزم أن يقوم به بعض أفراد المجتمع، أي أنه ليس فرضاَ عينياً على كل الأفراد، بل هو أقرب للواجب الاجتماعي. لكن هذا الفرض إذا لم يقم به بعض الناس تصبح المسؤولية الأخروية فيه مسؤولية جميع الأفراد. ومعنى تلك التفرقة في الحديث عن تعليم المرأة أن هناك نوعين من التعليم: تعليماً يجب أن تتلقاه كل امرأة، وهو التعليم الخاص بكيفية ممارستها للعبادات والواجبات الدينية الشرعية الشخصية، وهذا هو فرض العين، وسنلاحظ على الفور أن هذا النوع الثاني من التعليم ـ فرض الكفاية ـ يتعلق بواجبات الزوجة والأم، أي أنه تعليم يرتبط بالدور المحدد لها داخل البيت، أو يتعلق بالحرص على منع الاختلاط بين الرجال والنساء، كأن تتعلم المرأة الطب، وخاصة طب الطفولة وطب أمراض النساء. "وقد قال الفقهاء إن ما تتعلمه المرأة نوعان:
1 ـ فرض عين: وهو الذي تصح به عبادتها وعقيدتها وسلوكها وتحسن به تدبير منزلها وتربية أولادها.
2 ـ فرض كفاية: وهو ما تحتاج إليه الأمة، ونحن الآن في حاجة إلى طبيبات للأمراض النسائية والطفولة يكفين حاجة المجتمع، وهكذا تدعو الحاجة إلى مدرسات للبنات في مدارسهن وممرضات للنساء. أما إذا لم تكن ضرورات تفرض على الأمة إعداد النساء لثقافة معينة، فإن المسلمة تعرف أن ثقافتها يجب أن تتجه إلى ما يخدم وظيفتها الطبيعية، وهي رعاية البيت من طهور وحياكة وحضانة وعلم التغذية، ومبادئ الصحة العامة والوقائية، ودراسة علم نفس الطفل".
 
 
 
 
 

28 - أبريل - 2007
من يقتل الغذامي تقربا لله?
البستان 000فرجينيا وولف00ترجمة /فاطمة ناعوت    ( من قبل 3 أعضاء )    قيّم

البستان (1)
(فرجينيا وولف)
ترجمة: فاطمة ناعوت*
 
غفَتْ ميراندا في البستان، فيما كانت مستلقيةً فوق مقعدٍ طويل تحت شجرة التفاح. كان كتابُها قد سقط داخل حشائش العشب، وإصبعها مازال كأنه يشير إلى جملة (2):" هذا البلد في الواقع هو أحد أركان العالم، نعم، ضحكةُ البناتِ تبهجُ على نحو أفضل...."، وكأنما قد سقطت في النوم عند هذه النقطة بالضبط. أحجار الأوبال(3) في إصبعها كانت تتلألأ بضوء أخضر، ثم بضوء ورديّ، ثم تشعُّ ضوءًا برتقاليًّا من جديد حين تتسرب إليها أشعةُ الشمس عبر أشجار التفاح، وتملأها. في ذلك اليوم، وبمجرد أن يهبَّ النسيم، كان فستانُها الأرجوانيّ يترقرقُ متموّجًا مثل زهرةٍ عالقة بغصنٍ؛ تحني الحشائشُ رؤوسها؛ وتحوّمُ الفراشات البيضاءُ دافقةً من هذا الطريق ومن ذاك الطريق، بالضبط فوق وجهها.
 
على مسافة أربعة أقدام في الهواء فوق رأسها كانت التفاحات معلّقةً. وفجأةً، علتْ ضجةٌ حادّةُ النغمةِ كأنما رنينُ نواقيسَ من نحاسٍ مشقوق تُقرَع بعنف، بغير انتظام، وعلى نحوٍ وحشيّ. لم يكن ذلك سوى أطفال المدرسة يرددون جدول الضرب مجتمعين في صوت واحد، يُستوقَفون من قِبَل المعلّمة، يوبَّخون بغلظةٍ، ثم يبدأون من جديد في تسميع جدول الضرب مرّة بعد مرّة.
لكن هذا الصخبَ مرَّ على ارتفاع أربعة أقدام فوق رأس ميراندا، مخترقًا أغصان التفاح، ثم ضاربًا رأسَ الولد الصغير ابن راعي البقر الذي كان يجمع ثمارَ التوت الأسود من سياج الشجيرات، بينما من المفروض أن يكون في المدرسة الآن، ما جعله يجرحُ إبهامَه بالأشواك.
 
في الجوار، ثَمَّ نحيبٌ منعزلٌ وحيد--حزينٌ، بشريٌّ، وحشيّ. بريسلي العجوز كان في الواقع شديدَ الثَمَلِ حدَّ العماء.
آنذاك، الأوراقُ الأكثر ارتفاعًا في قمّة شجرة التفاح، منبسطةٌ مثل أسماك صغيرة في مواجهة زرقة السماء الحزينة، على ارتفاع ثلاثين قدمًا فوق الأرض، كانت الأوراق تحفُّ بصوت جرسٍ يدق برنينٍ موسيقيٍّ عميق وحزين. ذاك هو الأرغن في الكنيسة يعزف أحد التراتيل القديمة والحديثة. الصوتُ حلّق سابحًا في العلا ثم تشظّى إلى ذرّاتٍ دقيقة بأجنحةِ سربٍ من عابري الحقول كان يطير بسرعة هائلة -- من مكان لمكان.
ميراندا كانت ترقد نائمةً على بعد ثلاثين قدما لأسفل.
 
وإذن، أعلى شجرتيْ التفاح والكمثرى، على ارتفاع مائتي قدم من ميراندا التي كانت ترقد نائمةً في البستان، ثمة أجراسٌ تقرع على نحوٍ متقطّع مكتوم، عظاتٌ نكِدة، لأن ستَّ نساءٍ بائساتٍ من الأبرشية كُنَ يؤدين صلاةَ الشكر بينما كبير القساوسة يرفع الدعاء للسماء.
 
وأعلى ذلك، وبصوتٍ ذي صريرٍ حادٍ، كان السهمُ الذهبيّ لبرج الكنيسة، الذي يشبه ريشة الطائر، يدور من الجنوب إلى الشرق. الرياح تغيّرت. وفوق كل شيء آخر كانت تدمدم وتطلق أزيزها، فوق الغابات والمروج الخضر والتلال، وفوق أميال من ميراندا التي كانت ترقد في البستان نائمةً. كانت الرياح تجرفُ كلَّ شيء دون تمييز، بلا عينين ولا عقل، لا شيءَ قابلته كان بوسعه الصمودُ أمامها، إلى أن، دار السهمُ إلى الجهةِ الأخرى، الرياحُ تتحوّل إلى الجنوب مرّة أخرى. على مسافة أميال للأسفل، في فراغٍ بسعةِ ثقبِ إبرة، كانت ميراندا تقفُ منتصبةً وتهتفُ بصوتٍ عالٍ: "أوه، سوف أتأخر على موعد الشاي!"
 
ميراندا نامت في البستان -- أو ربما هي لم تكن نائمة، لأن شفتيها كانتا تتحركان خفيفًا خفيفًا كأنما تهمسان :" إن هذا البلد في الواقع هو أحد أركان العالم . . .  نعم، ضحكة البنات . . .  تتوهجُ. . .  تتوهجُ..... تتوهجُ." (4) بعد ذلك ابتسمت ثم تركت جسدها يغوص بكامل وزنه فوق الأرض الهائلة التي أخذت تصعدُ، ميراندا تفكر: كي تحملَني فوق ظهرها كما لو كنتُ ورقةَ شجر، أو،  ملكةً،  (هنا كان الأطفال يرددون جدول الضرب)، أو، تستأنفُ ميراندا، ربما أجد نفسي ممددةً في استرخاء فوق منحدر شاهق ومن فوقي تصرخ النوارسُ. كلما طارت لارتفاعاتٍ أعلى وأوغلتْ في السماء أكثر، تكملُ ميراندا، بينما المعلّمة توبّخ التلاميذ وتضرب جيمي فوق مفصلات أصابعه حتى تدميها، كلما بدا انعكاسُها(5) أعمقَ داخل البحر – داخل البحر ، أخذت تكرّر، بينما راحت أصابعُها تسترخي وشفتاها قد أُغلقتا بلطفٍ كأنما بدأت تطفو فوق صفحة البحر، آنذاك، حين علت صيحةُ الرجل السكران في الأفق، سحبت ميراندا شهيقًا عميقًا بنشوةٍ غير عادية، إذ تخيّلت نفسها تسمعُ الحياةَ ذاتها تصرخُ عبر لسان خشن فظ داخل من فم قرمزيّ داعر، خلال الرياح، خلال الأجراس، وخلال الأوراق الخضراء الملتوية لثمار الكرنب.
 
بطبيعة الحال كان حفل زفافها حينما عزف الأرغن لحن الترانيم القديمة والحديثة، وعندما قرعت الأجراس بعد أن أقامت النساء الستُّ الفقيرات صلاة الشكر في الكنيسة، راح الصوتُ المتقطّع المكتومُ النَكِدُ يدفعُها أن تفكر أن هذه الأرض ذاتَها ترتعد تحت حوافر الحصان الذي كان يركضُ نحوها بسرعة ( "آه، يجب عليّ أن أنتظر وحسب!"، تنهدت بحسرة)، وبدا لها أن كل شيء قد بدأ الآن يتحرّك، يصيح، يمتطي صهوةً ما، كل شيء بدأ يطير حولها ونحوها وخلالها وفْق تشكيل منتظم.
 
ماري تقطّع الأخشاب، تفكّر؛ بيرمان يرعى الأبقار؛ عربات اليد قادمةٌ لأعلى من ناحية المروج؛ الرجل الراكب - -  وهي راحت تقتفي أثرَ الخطوط التي خلّفها الرجالُ والعرباتُ والطيورُ، والرجلُ الراكب، على أرض القرية، إلى أن بدوا جميعاً كأنما يُجرفون للخارج في كل اتجاه، جرفتهم دقّةُ قلبها.
 
تبدّلت الرياح على ارتفاع أميال في الهواء؛ الريشة الذهبية لبرج الكنيسة أصدرت صريراً حادًّا؛ فقفزت ميراندا عاليًا وصرخت:" أوه، سوف أتأخر على موعد الشاي !"
 
ميراندا نامت في البستان، أوَ هل كانت نائمةً، أم هل هي لم تكن نائمة?
فستانُها الأرجوانيّ كان ممدودًا ومنشورًا بين شجرتيْ التفاح. كان هناك أربع وعشرون شجرة تفاح في البستان، بعضها يميل قليلا، والبعضُ الآخر ينمو مستقيمًا على نحو رأسيّ بجزعٍ منبثقٍ لأعلى، الذي يتمدد بدوره في اتساعٍ ثم يتشعّبُ إلى فروعٍ وأغصان تتحوّر إلى قطرات مستديرة حمراء أو صفراء. كل شجرة تفاح كان لديها فضاؤها الكافي. والسماء كانت على قدِّ مسطّح الأوراق بالضبط.  حين كان نسيمُ الهواء يعصفُ، كانت خطوط الأغصان المقابلة للسور تنحني قليلاً ثم تعود. أبو فصادة كان يطير حذوَ القُطْرِ من ركنٍ إلى ركن. وعلى نحوٍ حذرٍ كان طائر الحَجَل المغرّد يحجل على ساق واحدةٍ ساعيًا نحو تفاحة تسقط على الأرض؛ ومن جانب السور الآخر جاء عصفورٌ يرفرفُ فوق العشب تماماً. أغصان الأشجار العلوية كانت موصولةً بالأسفل عن طريق تلك الحركات؛ والكلُّ كان مُحكماً وموثوقًا بأسوار البستان. لعدة أميال للأسفل، كانت الأرض مشدودةً بإحكام إلى بعضها؛ متموّجًّةً عند السطح بسبب الهواء المتذبذب المتمايل؛ وعبر أحد أركان البستان كان الأزرق-الأخضر(6) مشقوقًا طوليًّا بشريط أرجوانيّ(7). الرياح تتغيّرُ الآن، عنقودٌ من ثمر التفاح كان قد قُذف عاليًا جداً حتى أنه خبط ومحا تماماً بقرتين كانتا ترعيان في المرج. ( "أوه، سوف أتأخر على موعد الشاي !!"، صاحت ميراندا)،  بينما التفاحُ راح يتدلى من جديد باستقامة، فوق السور.
 
--------
1 - كُتبت عام 1923
2 - 'Ce pays est vraiment un des coins du monde oui le rire des filles éclate le mieux . . .'  – الجملة بالفرنسية (ت)
3 - opals   حجر كريم  يتغير لونه تبعا للضوء الساقط عليه – يسمى أيضًا عين الشمس (ت)
4 - 'Ce pays est vraiment un des coins du monde oui le rire des filles………… éclate… éclate …….. éclate ' – الجملة بالفرنسية (ت)
5 - النوارس
6 - ربما خط الأفق عند التقاء السماء بالخضرة (ت)
7 - فستان ميراندا ربما ! (ت)
 
-------
* كاتبة وشاعرة ومترجمة مصرية
                                     مجلةالمهاجر

24 - مايو - 2007
القصة القصيرة
الحاكمية فى ذمة التاريخ (4)    ( من قبل 5 أعضاء )    قيّم

(000لابد لنا من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلى والتصورات الجاهلية والتقاليد الجاهلية والقيادة الجاهلية 000خاصة فى نفوسنا 000ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلى  ولا أن ندين بالولاء له ،فهو بهذه الصفة 00صفة الجاهلية 00 غير قابل لأن نصطلح معه 0
إن مهمتنا أن نُغيِر من أنفسنا أولا لنغير هذا المجتمع أخيرا 0
إن مهمتنا الأولى هى تغيير واقع هذا المجتمع 0
مهمتنا هى تغيير هذا الواقع الجاهلى من أساسه 0
هذا الواقع الذى يصطدم اصطداما أساسيا بالمنهج الإسلامى ،وبالتصور الإسلامى ، والذى يحرمنا بالقهر والضغط أن نعيش كما يريد لنا المنهج الإلهى أن نعيش 0
 
إن أولى الخطوات فى طريقنا  هى أن نستعلى على هذا المجتمع الجاهلى  وقيمه وتصوراته 0وألا نعدِل نحن فى قيمنا وتصوراتنا قليلا أو كثيرا  لنلتقى معه فى منتصف الطريق 0 كلا ! إننا وإياه على مفرق الطريق ، وحين نسايره خطوة واحدة فإننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق !
وسنلقى فى هذا عنتا ومشقة ،وستفرض علينا تضحيات باهظة ، ولكننا لسنا مُخيرين إذا نحن شئنا أن نسلك طريق الجيل الأول الذى أقر الله به منهجه ، ونصره على الجاهلية 0))
سيد قطب 0معالم فى الطريق 0دار الشروق 1980ص23،22
(إن الواجب الأول للدعاة إلى هذا الدين فى الأرض ،أن يُنزلوا تلك اللافتات الخادعة المرفوعة على الأوضاع الجاهلية ، والتى تحمى هذه الأوضاع المقامة لسحق جذور هذا الدين فى الأرض جميعا !
وإن نقطة البدء فى أية حركة إسلامية هى تعرية الجاهلية من ردائها المزيف ، وإظهارها على حقيقتها 00كفرا وشركا 00ووصف الناس بالوصف الذى يمثل واقعهم  ، كيما تواجههم الحركة الإسلامية بالطلاقة الكاملة 00)
فى ظلال القرآن 0سيد قطب 0دار الشروق 1990ص1649المجلد الثالث0
( (  إن هذه الطلائع فى حاجة إلى هذا القرآن تستلهمه وتستوحيه 0
تستلهمه فى منهج الحركة  وخطواتها ومراحلها ، وتستوحيه فى ما يصادف هذه الخطوات والمراحل من عاقبة  فى نهاية الطريق 00000
000000
إن الذين يواجهون الجاهلية الطاغية بالإسلام الحنيف  ، والذين يجاهدون البشرية الضالة لردها إلى الإسلام من جديد، والذين يكافحون الطاغوت فى الأرض ليخرجوا الناس من العبودية للعباد إلى العبودية لله وحده 000
 
أن هؤلاء وحدهم هم الذين يفقهون هذا القرآن  لأنهم يعيشون فى مثل الجو الذى نزل فيه ، ويحاولون المحاولة التى كان يحاولون من تنزل عليهم أول مرة ، ويتذوقون فى أثناء الحركة والجهاد وما تعنيه نصوصه  لأنهم يجدون هذه المعانى ممثلة فى أحداث ووقائع 0
وهذا وحده جزاء على كل ما يصيبهم من عذاب وآلام 0
أأقول جزاء ? كلا 00والله 00إنه لفضل من الله كبير 0))
 المرجع السابق ص1948
 
هكذا ،كان وسيكون ، دعاة التكفير والحاكمية ،هم المستعلون وهم الأطهار الأشراف الذين وحدهم يفقهون هذا القرآن ،وهم المجاهدون الأبرار الصابرون على العذاب والآلام !!!!
وما عداهم  من (الناس) 000(كفرة ومشركون) ،فهذا هو الوصف الذى يليق بهم 0
أليست جهنم وقودها (الناس )والحجارة ?????????
أليس التلوين أفضل مليون مرة من النرجسية والإستعلاء وطلائع المجاهدين!!!!!!!!!

29 - أبريل - 2007
لما ذا لايوجد لدينا فلاسفة وهل عقمت الأمة العربية ?أم أننا خارج التاريخ ?
فلسطين الملتقى والعناق 0000فدوى طوقان (1)    كن أول من يقيّم

فلسطين جرحنا النازف دوما 0
فلسطين الأقصى الشريف 0
فلسطين الناصرة ،بيت لحم 0
فلسطين الملتقى والعناق ،مهما طال الإحتلال 0
                                                           
                                                        عبدالرؤوف النويهى
 
                                            ***********************************
 
                      الشاعرة الفلسطينية /  فدوى طوقان
 
ولدت الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان في مدينة نابلس سنة 1917 لعائلة عريقة غنية ومحافظة جداً، وفيها تلقت تعليمها الابتدائي ولم تكمل مرحلة التعليم التي بدأتها في مدارس المدينة، فقد أخرجت من المدرسة لأسباب اجتماعية قاسية، جعلتها تتلقى أول ضربة في حياتها عندما ألقى القدر في طريقها بشاب صغير رماها بوردة فل تعبيراً عن إعجابه بها، وقد وصفت فدوى تلك الحادثة: "كان هناك من يراقب المتابعة، فوشى بالأمر لأخي يوسف، ودخل يوسف علي كزوبعة هائجة (قولي الصدق)... وقلت الصدق لأنجو من اللغة الوحيدة التي كان يخاطب بها الآخرين، العنف والضرب بقبضتين حديديتين، وكان يتمتع بقوة بدنية كبيرة لفرط ممارسته رياضة حمل الأثقال.      
أصدر حكمَه القاضي بالإقامة الجبرية في البيت حتى يوم مماتي كما هدد بالقتل إذا ما تخطيت عتبة المنزل، وخرج من الدار لتأديب الغلام.
قبعت داخل الحدود الجغرافية التي حددها لي يوسفـ، ذاهلةً لا أكاد أصدق ما حدث. ما أشد الضرر الذي يصيب الطبيعة الأصلية للصغار والمراهقين بفعل خطأ التربية وسوء الفهم”.    
عانت فدوى طوقان قسوة الواقع الاجتماعي الذي قذف بها بعيداً بين جدران البيت السماوي في البلدة القديمة من مدينة نابلس، تنظر إلى نفسها بشيء من الخجل والاتهام، لقد فقدت أحب شيء إلى نفسها (المدرسة) التي أرادت أن تثبت نفسها من خلالها، وحرمت منها وهي في أمس الحاجة لها تصف فدوى طوقان موقف أبيها منها الذي لا يخاطبها مباشرة على عادة الرجال في زمانه- وإنما يخاطب أمها إذا أراد أن يبلغها شيئاً، ثم تقوم أمها بعد ذلك بتوصيل ما يريده أبوها منها، تقول:
"عاد أبي ذات صباح إلى البيت لبعض شأنه وكنت أساعد أمي في ترتيب أسرة النوم. وحين رآني سأل امي: لماذ لا تذهب البنت إلى المدرسة? “
قالت: تكثر في هذه الأيام القصص حول البنات فمن الأفضل وقد بلغت هذه السن أن تبقى في البيت . "قال أبي:" حسناً" وخرج!
كان أحياناً إذا أراد أن يبلغني أمراً يستعمل صيغة الغائب ولوكنت حاضرة بين عينيه، كان يقول لأمي: قولي للبنت تفعل كذا وكذا... وقولي للبنت إنها تكثر من شرب القهوة، فلا أراها إلا وهي تحتسي القهوة ليلاً ونهاراً وهكذا.
كان أشد ما عانيته حرماني من الذهاب الى المدرسة وانقطاعي عن الدراسة.
كانت أختي أديبة تجلس في المساء لتحضير دروس اليوم التالي،
 تفتح حقيبة كتبها وتنشر دفاترها حولها، وتشرع في الدراسة وعمل التمارين المقررة.           
 وهماً كنت أهرب إلى فراشي لأخفي دموعي تحت الغطاء، وبدأ يتكشف لدي الشعور الساحق بالظلم.”
وفي وقت متأخر من ليل الجمعة الثالث عشر من ديسمبر لعام ألفين وثلاثة رحلت فدوى طوقان عن عمر يناهز الخامسة والثمانين من عمرها، بعد رحلة عطاء طويلة أصلت فيها لمرحلة جديدة من تاريخ الشعر الفلسطيني بشكل خاص والشعر العربي بشكل عام.
علاقة فدوى بأخيها إبراهيم:
بدأت علاقة الشاعرة بأخيها إبراهيم منذ وقت مبكر من حياتها، وكان بالنسبة لها الأمل الوحيد المتبقي في عالمها المثقل بعذابات المرأة وظلم المجتمع، ورأت فيه الضوء الذي يطل عليها من خلف أستار العتمة والوحشة والوحدة.
وشكلت عودة إبراهيم من بيروت إلى نابلس، في تموز 1929 ، بعد أن أكمل دراسته وحصل على شهادته من الجامعة الأمريكية ببيروت، عاملاً مساعداً لإعادة بعض الفرح، إن لم نقل الفرح كله، إلى حياة فدوى طوقان، ورأت في قربه منها عاملاً مساعداً في إعادة ثقتها بنفسها، وترسيخ خطواتها على درب التعليم الذاتي الذي ألزمت نفسها به بعد أن أجبرت على ترك المدرسة، تقول:    
“كانت عاطفة حبي له قد تكونت من تجمع عدة انفعالات طفولية سعيدة كان هو مسببها وباعثها.
أول هدية تلقيتها في صغري كانت منه
أول سفر من أسفار حياتي كان برفقته
كان هو الوحيد الذي ملأ فراغ النفس الذي عانيته بعد فقدان عمي، والطفولة التي كانت تبحث عن أب آخر يحتضنها بصورة أفضل وأجمل وجدت الأب الضائع مع الهدية الأولى والقبلة الأولى التي رافقتها.        
 إن تلك الهدية بالذات، التي كانت قد أحضرها إلي من القدس أيام كان تلميذاً في مدرسة المطران، تلك الهدية التي كانت أول أسباب تعلقي بإبراهيم ذلك التعلق الذي راح يتكشف فيما بعد بصورة قوية.
كان تعامله معي يعطيني انطباعاً بأنه معني بإسعادي وإشاعة الفرح في قلبي، لا سيما حين كان يصطحبني في مشاويره إلى الجانب الغربي من سفح جبل عيبال”.
وبعد إقامة إبراهيم في نابلس بدأ سطر جديد في حياة فدوى طوقان فنذرت نفسها لخدمته والاعتناء به، وتهيئة شؤونه، ورأت في ذلك غاية سعادتها ومنتهى طموحها، وقد بلغ من تعلقها بأخيها أنها كانت تخاف عليه المرض والأذى، فهو الهواء الذي تتنفسه رئتاي  كما تقول وكان إبراهيم يبادلها حباً بحب، يأخذ بيدها، ويحاول تخفيف معاناتها، بخاصة عندما عرف بقصتها، وما حل بها من فقدان المدرسة والتزام البيت، تقول: "كان قد علم من أمي سبب قعودي في البيت، لكنه وهو الإنسان الواسع الأفق، الحنون، العالم بدخائل النفس البشرية، نظر إلى ذلك الأمر نظرة سبقت الزمن خمسين سنة إلى الأمام لم يتدخل، ولم يفرض إرادته على يوسف العنيف، لكنه راح يعاملني بالحب والحنو الغامر.
  وظلت تتجمع الأمور الصغيرة لتصبح جسراً ينقلني من حال إلى حال".
ولم يترك القدر لفدوى هذا السراج الذي لاح مضيئاً في سمائها المظلم، فقد أقيل أخوها من عمله في القسم العربي في الإذاعه الفلسطينية وغادر مع عائلته إلى العراق بضعة أشهر مرض فيها هناك، ثم عاد إلى نابلس ومات فيها، تقول فدوى: "وتوفي شقيقي إبراهيم فكانت وفاته ضربة أهوى بها القدر على قلبي ففجر فيه ينبوع ألم لا ينطفئ ومن هذا الينبوع تتفجر أشعاري على اختلاف موضوعاتها:".
 وانكسر شيء في أعماقي، وسكنتني حرقة اليتم.
فدوى طوقان والشعر:
كانت فدوى تتابع أخاها إبراهيم في كتابته للشعر، وتوجيهه للطلاب الذين كانوا يكتبونه، وقد سمعته مرة وهو يحدث أمه عن تلميذين من تلاميذه قد جاءا إليه بقصائد من نظمهما خالية من عيوب الوزن والقافية، فقالت "نيالهم".
وعندما سمعها إبراهيم، وهي تتكلم بحسرة، كأنها تلومه على عطائه مع تلاميذه وتقصيره معها، فنظر إليها وصمت، ثم قال فجأة: سأعلمك نظم الشعر، هيا معي. كانت أمي قد سكبت له الطعام، ولكنه ترك الغرفة، ولحقت به، وارتقينا معاً السلم المؤدي إلى الطابق الثاني حيث غرفته ومكتبته. وقف أمام رفوف الكتب وراح ينقل عينيه فيها باحثاً عن كتاب معين. أما أنا فكان قلبي يتواثب في صدري، وقد كتمت أنفاسي اللاهثة، دقيقتين، وأقبل علي وفي يده كتاب الحماسة لأبي تمام، نظر في الفهرس ثم فتح الكتاب عند صفحته بالذات، قال: هذه القصيدة سأقرؤها لك وأفسرها بيتاً بيتاً ثم تنقلينها إلى دفتر خاص وتحفظينها غيباً، لأسمعها منك هذا المساء عن ظهر قلب.  
ولم يكن اختيار إبراهيم مجرد اختيار عشوائي فقد اختار لها شعراً لامرأة ترثي أخاها، ثم يقول: لقد تعمدت أن أختار لك هذا الشعر لتري كيف كانت نساء العرب تكتب الشعر الجميل، وبدأت رحلة فدوى طوقان مع الشعر تحفظ القصائد التي يختارها لها إبراهيم، وبدأت تتعلم من جديد في مدرستها التي فتح إبراهيم إبوابها، تقول:
“هـا أنا أعود إلى الدفاتر والأقلام والدراسة والحفظ، ها أنا أعود إلى جنتي المفقودة، وعلى غلاف دفتر المحفوظات تلألأت بعيني هذه الكلمات التي كتبتها بخطي الردىء، خط تلميذة في الثالثة عشرة من العمر، الاسم: فدوى طوقان. الصف: شطبت الكلمة وكتبت بدلاً منها المعلم: إبراهيم طوقان. الموضوع: تعلم الشعر. المدرسة: البيت.
وبدت مرحلة جديدة في حياة فدوى طوقان، مرحلة تشعر فيها بذاتيتها وإنسانيتها وحقها في التعلم، وتجدد معها ثقتها بنفسها "أصبحت خفيفة كالطائر، لم أعد مثقلة القلب بالهم والتعب والنفس، في لحظة واحدة انزاح جبل الهوان وابتلعه العدم. وامتدت مكانه في نفسي مساحات مستقبل شاسع مضيئة خضراء كمروج القمح في الربيع". 
وحاول المعلم أن يختبر رغبة أخته الصغرى في تعلم الشعر، فتوقف عن مراجعتها لفترة محدودة دون أية كلمة عن الدروس، وفي اليوم الرابع راجعته بصوت مرتعش: هل غيرت رأيك? ويأتي الجواب منه سريعاً: لم أغير رأيي، ولكنني توقفت لأتأكد من صدق رغبتك في التعلم، سنواصل اليوم الدرس.              
بدأت فدوى طوقان تكتب على منوال الشعر العمودي، ومالت بعد ذلك إلى الشعر الحر0
 
 
 
 

30 - أبريل - 2007
نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0
فلسطين الملتقى والعناق 000فدوى طوقان (2)    كن أول من يقيّم

آثارها الشعرية:
صدرت للشاعرة المجموعات الشعرية التالية تباعاً:
  1-ديوان وحدي مع الأيام، دار النشر للجامعيين، القاهرة ،1952م.
  2-وجدتها، دار الآداب، بيروت، 1957م.
  3-أعطنا حباً، دار الآداب، بيروت, 1960م.
 4- أمام الباب المغلق، دار الآداب، بيروت ، 1967م.
   5-الليل والفرسان ، دار الآداب، بيروت، 1969م.
 6- على قمة الدنيا وحيداً، دار الآداب، بيروت، 1973.
  7-تموز والشيء الآخر، دار الشروق، عمان، 1989م.
  8-اللحن الأخير، دار الشروق، عمان، 2000م.
وقد ترجمت منتخبات من شعرها إلى اللغات: الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والفارسية والعبرية.
آثارها النثرية:
1-أخي ابراهيم، المكتبة العصرية، يافا، 1946م
2-رحلة صعبة- رحلة جبلية (سيرة ذاتية) دار الشروق، 1985م.
وترجم إلى الانجليزية والفرنسية واليابانية والعبرية.
3-الرحلة الأصعب (سيرة ذاتية) دار الشروق، عمان، (1993) ترجم الى الفرنسية.
الأوسمة والجوائز:
 1-جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر البيض المتوسط باليرمو إيطاليا 1978م.
 2-جائزة عرار السنوية للشعر، رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1983.
3-جائزة سلطان العويس، الإمارات العربية المتحدة، 1989م.
4-وسام القدس، منظمة التحرير الفلسطينية، 1990.
5-جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، ساليرنو- ايطاليا.
6-جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة - إيطاليا 1992.
7-جائزة البابطين للإبداع الشعري، الكويت  1994م.
8-وسام الاستحقاق الثقافي، تونس، 1996م.
9-جائزة كفافس للشعر، 1996.
10-جائزة الآداب، منظمة التحرير الفلسطينية، 1997م.
نتاج فدوى طوقان الأدبي في الرسائل العلمية:
 أ - الدكتوراة:
1- إنتاج فدوى طوقان الشعري، د. عبدالله الشحام، جامعة مانشستر، انجلترا.
2- سيرة فدوى طوقان الذاتية، مايا فان درفلدن، جامعة امستردام،هولندا.        
3- فدوى طوقان: أغراض شعرها وخصائصه الفنية، د. ابراهيم العلم، الجامعة اللبنانية.
ب - الماجستير:
1-الصورة، أثر الوجدان الإسلامي في إنتاج فدوى طوقان، يحيى الأغا، جامعة القاهرة.
2- فرجينيا وولف وفدوى طوقان في السيرة الذاتية لكل منهما (دراسة مقارنة)، سيرين حليلة، جامعة لندن.
 3- الصورة الشعرية عند فدوى طوقان، خالد السنداوي، الجامعة العبرية.
4- فدوى طوقان في سيرتها الذاتية، ناديا عودة، جامعة بون، ألمانيا.
5- سيرة فدوى طوقان وأهميتها في دراسة أشعارها، رمضان عطا محمد شيخ عمر، جامعة النجاح الوطنية، نابلس.
6- هذا عدا أبحاثٍ ودراساتٍ كثيرةٍ نشرت في الكتب والمجلات والدوريات العربية والأجنبية. وثمة دراسات علمية أخرى صدرت مؤخرا ولم يتسن الاطلاع عليها.
---------------
خليل عودة
 
قالوا عن فدوى طوقان
 
"فدوى طوقان من أبرز شعراء جيلها، وما من شك في أن ما أسهمت به في دواوينها يعد جزءاً هاماً من التراث الشعري الحديث".
من تقرير لجنة تحكيم جائزة البابطين للإبداع الشعري، 1994م.
- “تميزت فدوى طوقان بروح إبداعية واضحة، وضعت شعرها في مقدمة الشعر النسائي الفلسطيني إن لم يكن في مقدمة الشعر النسائي العربي".
شاكر النابلسي، من مقدمة كتابه "فدوى طوقان تشتبك مع الشعر".    
- فدوى طوقان شاعرة عربية بديعة الأنغام، والتصاوير، والموسيقى، صاحبة موهبة فنية رفيعة بين شعراء وشاعرات الوطن العربي المعاصرين" 
د. عبدالمنعم خفاجي، من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان.
- "كان شعرها صوراً حية لتطورالحياة الشعرية بعد النكبة، ومن يمض في قراءته، ويتدرج معه من حيث الزمان، يجد صورة وجدانية لحياة المجتمع الفلسطيني وتطورها بفعل تطور الأحداث المشتملة عليه".
د. عبدالرحمن ياغي، من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان.
-"كانت قضية فلسطين تصبغ جانباً هاماً من شعر فدوى بلون أحمر قان، وكان شعر المقاومة عندها عنصراً أساسياً وملمحاً رئيسياً لا يكتمل وجهها الشعري بدونه...
من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان.
-"منذ أيام الراحل العظيم طه حسين لم تبلغ سيرة ذاتية ما بلغته سيرة فدوى طوقان من جرأة في الطرح وأصالة في التعبير وإشراق في العبارة"
 الشاعر سميح القاسم.
 

30 - أبريل - 2007
نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0
فلسطين الملتقى والعناق 000فدوى طوقان (3)    كن أول من يقيّم

 
 
أحمد دحبور
 
في الخطاب العربي السائد، يتردد، أحياناً، قول من نوع: "وأخيراً لا آخراً"، وهو شكل من مماطلة الكلام تجاه الموضوع. من حيث كونه تعبيراً عن قطوف النهايات، مع وعد بأن آخر كلمة لم تقل بعد. وهذا يعني أن الحوار مستمر، ونهر الحياة متصل..
كانت شمس هذا اليقين تلزمنا، لنجرّ لحظة التفاؤل إلى منطقة الضوء، وعندما وقفنا، بين الدهشة والغبطة، أمام شاعرتنا الكبيرة فدوى طوقان، وهي تتحدى رهاب الزمن وقد تشبث بها الشعر، فتقدم "اللحن الأخير" في العام الألفين، لتكون تلك مجموعتها الثامنة بعد "وحدي مع الأيام ـ وجدتها ـ أعطنا حباً ـ أمام الباب المغلق ـ الليل والفرسان ـ على قمة الدنيا وحيداً ـ تموز والشيء الآخر".. وعلى هذا فإن مجموعة "اللحن الأخير" تؤخذ بوصفها حركة في إيقاع متصل نابض بالألم والفقد والعناد والاكتشاف. وتمدنا المصادفة الزمنية ببعد رمزي، عندما نصحح خطأ شائعاً حول العام الألفين، فهو آخر القرن العشرين وليس بداية الألفية الثالثة، وعلى هذا فإن "اللحن الأخير" هو خلاصة لتصفية حساب مع قرن من الزمن، إيذاناً باستقبال عصر جديد.
ومما له دلالة أن آخر مجموعات الشاعرة في أعمالها المنجزة، هي "تموز والشيء الآخر"، وتموز هو المنتصر على الموت، بما هو رمز للقيامة واستئناف الحياة. وتؤكد فدوى طوقان هذا المعنى، موضوعياً، وربما من حيث لا تدري، في حديثها المثير المدوي ـ في رأيي ـ الذي أدلت به لمجلة الوسط ـ العدد الصادر في 17/9/2000 كاشفة عن أن "اللحن الأخير" خلاصة تجربة حب عاشتها وهي في هذا العمر مع رجل أحب عينيها وأحبت روحه. فهذه الفراشة المهددة بلهب الشرق المميت منذ عقابيل الحرب العالمية الأولى، ظلت روحها الفولاذية قادرة على الصمود، والانتقال من موقع إلى موقع في معركة الحياة. إنها هي هي الفتاة التي أنشدت قبل زهاء نصف قرن "ألف انفعال ألف عاطفة ـ محمومة بدمي  بأعراقي ـ ماذا أحس?  أحس بي لهفاً ـ حيران يغمر كل آفاقي" وها هي، أميرة الشعر التي تقول هذه الأيام: "مازلت أحاور مالم يوجد ـ كي أعطيه وجود"، لا بمعنى أنها تراوح في المكان، بل على النقيض، إنها تتقدم وتسأل وتتحقق، لكن الزمن المكسور هو الذي لم يتقدم في شرقنا ووطننا إلا قليلاً.
لقد غيرت مجموعة "اللحن الأخير" خطتي الطموح. فقد كنت ـ بعد قصيدة  بانورامية كتبتها من وحي تجربتها وأهديتها إياها ـ أفكر في إعادة قراءة مشروعها الشعري كله. وكانت الشاعرة الكبيرة قد طوقت عنقي بحوار أجراه معها الكاتب المصري طلعت شاهين لجريدة أخبار الأدب" قالت فيه إن ما كتبته عن شعرها هو الأهم، على كثرة الدراسات والرسائل الأكاديمية المكتوبة في شعرها.
لكن "اللحن الأخير"، مع التصريح الأخير بقصة الحب الأخيرة، أملى حضوره الطاغي، فكان لا بد من هذه الوقفة المسترسلة. فما الذي أرادت فدوى طوقان أن توصله إلينا، قبل ورقة النعي التي لم تستطع ست وثمانون سنة من منعها عن أن تكون مباغتة لنا جميعاً?
صداقــة الحياة
علينا أن نأخذ تصريح فدوى طوقان بالحب الأخير، على محمل الرمز لا المجاز.  هو رمز لأن قوة الحياة لا تعترف بوطأة الزمن. والحب علامة قوة، بل إنه لحظة مصالحة مع الحياة وإنشاء صداقة معها بعد طول نبذ وصراع ومعاناة:
وعلمتني كيف تصبح دنيا المحال
البعيد المنال حقيقة
فتغدو الحياة صديقة
وهو ليس مجازاً مادام الواقع قادراً على أن يمدنا بالرموز من صميم حياتنا اليومية. فنحن البشر، نولد ونكبر ونحب ونتألم، ننكسر وننتصر، فلكل منا قصته، ولكن ذهاب هذه القصة إلى لحظة الإبداع، يعني الارتفاع بها من الشأن الشخصي إلى الرمز العام. ودور الشعر، في أحد مستوياته، هو الحفاظ  على سهم الخلق الصاعد من الذات إلى الآخر.  فالحب حالة خاصة بين حبيبين، لكن عندما يكون أحدهما مبدعاً، فإنه، من خلال منطوقه الإبداعي، يتحول إلى ناطق باسم المحبين الذين على شاكلته في العالم.  ولقد كانت شاعرتنا تصدر عن هذا المنطق من غير مواربة، فتؤكد "أنت المعنى، أنت الرمز" وعلى هذا فإن الحب "يسع الأرض وأطباق السما"، بل أن هذا الحب أصبح ترسيخاً لوجود الذات المحبة المبدعة "تأكيداً لوجودي ظل صديق العمر ونبض العمر". لكن هذه المعاني المتسامية للحب لا تخرجه من سيرورة الحياة إلى المجاز المقارب للأفكار والأحلام والأمنيات، بل إنها تتكثف وتتجسد في مشهد عياني. هكذا لن تهرب الشاعرة إلى النفاق الاجتماعي فتدعي أن قصيدتها في الحب تنهل من لحظة أمان معترف بها، بل تصدع بحق الحب على الصدق: "تحكي في همس عن حب، هو أغرب حب ـ حب الأخت أخاها ـ حب الأم لواحدها ـ حب صديق لصديق ـ يا سيد قلبي هذا حبي الطاهر لكن ـ في قلبي شيء آخر ـ يختبئ وراء الصمت" وإذا كانت لا تأبه بالضاغط الظلامي الذي يسفه الفرح، ويعترض على صداقة الحياة، فإنها ليست ملزمة بكشف أكثر مما تريد. إن من حق "الشيء الآخر" أن يظل محتجباً في صمتها الحميم. وهذا ليس جديداً عليها. ألم تؤكد لحبيبها قبل خمس وأربعين سنة في "القصيدة الأولى" من مجموعة "أعطنا حباً":
لا لا تسلني، لن أبوح به               سيظل حبك سر أسراري
على أن السرّ المكنون لا يلبس قناع المسكوت عنه. فهي تعتصم بالصمت لا خوفاً ولا حذراً، بل لأن الصمت مملكتها الجوانية المقدسة. وإذا كان من بوح فمن خلال الفرح أو الأسى اللذين يتوهجان في الملامح، وينقلان رسالة المشاعر الذاتية إلى الملأ الموضوعي:
.. كيف عبرت حقول الصقيع
بهذا التوهج ، هذا السطوع البديع?
ولأن هذا التوهج منوط بالذات،  فقد يومض وينطفئ، يقول ولا يقول، لكنه ينطوي على المعنى الجميل. معنى أن نحب فنكون أكثر ألفة مع الوجود، وأكثر صداقة للحياة حيث "طفل الحب يمضي سادراً في غيه لا ينثني عن عنفوانه".. وأي عنفوان! إنه القلب الأخضر المعافى شاباً في ريعان ما بعد السبعين.

30 - أبريل - 2007
نون النسوة فى مسيرة الإبداع الفنى والفكرى والأدبى0
 54  55  56  57  58